Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

ايها الجندي - الطاعه العسكريه ليست عمياء

بقلم / د. احمد مختار أبودهب

عضو المجموعة 73 مؤرخين

-         نفـــذ الأمــــر يـــا دفعــــة !!

-         تلك الجملة المزعجة لكل مجند حديثا , و التى تجعله كثيرا ما يتذمر حتى على الاقل بينه و بين نفسه او بين زملاءه , و يكون الوصف المعتاد بأن الطاعة العسكرية هى مثال للطاعة العمياء .....فهل هى كذلك حقا , او على الاقل القاعدة الاساسية فيها كذلك ؟
بالطبع لا , و ما سأ ورده فى سياق هذا الكلام ليس دفاعا عن العسكريين او اوامرهم , بل هو كلام المنطق و العقل –حتى و ان كنت كما يعرف البعض معفيا من الخدمة العسكرية – و لكن الشعور بحرارة الشمس لا يحتاج لعيون لتراه !

-         و دون ان نخوض فى حديث عن مجريات الامور الحالية و حتى لا نخترق القوانين المزمع العمل بها حفاظا على المعلومات العسكرية , فأن نظرة عميقة من التاريخ الاسلامى الى معارك المخابرات العامة المصرية قد تلقى الضوء على تلك الحقيقة...ان الطاعة العسكرية ليست عمياء , و دعونا نثبت ذلك بمثال عملى !!
و يجب ان تعرف ايها المقاتل ...ايها الجندى , ان نظام التجنيد عامة نظام معمول به من قديم الزمان , سواءا فى عصور الفراعنة او من بعدهم , و ان اول من ارسى قواعد التجنيد فى الدولة الاسلامية هو الامام العادل الفاروق عمر بن الخطاب – رضى الله عنه , و به تكونت الجيوش الاسلامية النظامية العظيمة التى فتحت مشارق الارض و مغاربها و على اساس العدل قبل اى شىء , و قد ارسى ايضا مبدأ الطاعة العسكرية , فها هو خالد بن الوليد – و ما ادارك ما خالد القائد الرهيب – يتحول الى جندى مطيع تحت قيادة ابو عبيدة بن الجراح "رضى الله عنهم جميعا" فى فتوحات الشام , فهل اقل هذا شيئا من قيمة البطل خـــالد ؟؟
و فى عصرنا هذا دعونا ندرس الامر بشكل عملى و على ارض الواقع ,
- عزيزى القارىء –الغير مقتنع – انت الان جندى قناص محترف ...على خط برليف ..فى حقبة خط الاستنزاف , .و بعدما كان قائدك و الكل يشيد بدقتك و اصابتك للاهداف بدقة متناهية و ازقت الاعداء الامرين و اقتنصت من رؤسهم عدد غير قليل , فجأة صدر لك هذا الأمـــر:
- عسكرى ..... من الان فصاعدا مطلوب منك الا تصيب اى جندى اسرائيلى فى الموقع المقابل قط , اضرب و كأنك معرفتش تصيبه , و بشكل لا يقبل النقـــاش .....مفهوم !!!؟
فمــــا رأيـــــك ...... هلى هذا امــــر منطقى من وجهة نظـــــرك .....هل ستنفذ ....ام ستخترق الاوامر و تواصل عملك – العظيم فعلا – فى اقتناص رؤس العدو

-         دعونا نضع الافتراضات :
نفذت و قبلت ....."و قاعد متضايق و مخنوق " ...... و مرت الايام و جاءت المعركة و نفذت مهام اخرى رائعة .....
- حكمت منطقك - كجندى - و توالت رصاصاتك ..... و تمت محاكمتك .......لانك ارتكبت خطأ جسيم

-         لان احد رصاصاتك قتلت ذاك الجندى .....مجرد جندى اسرائيلى ....ليكن اسمه مثلا " موشى زكى رافع " ......... الذى هو فى حقيقته اخطر عميل مصرى للمخابرات على الجبهة او حتى لو كان عميلا اسرائيليا يعمل لمصلحة مصر !!! وصلت الفكرة !!؟

-         و لنفترض مثال اخر ....انت لست مجندا ...لكنك فدائى ...و فى قلب سيناء فى نفس الحقبة ....و نفذت انت و مجموعتك عمليات رائعة ضد مواقع للعدو هنا و هنــــاك .....و من بين تلك المواقع , كان امر الضابط المسؤل عن تشغيل مجموعتك بعدم التعرض لحافلات تلك الشركة الاسرائيلية السياحية .....مطلقا ..... و السبب ان من بين اولائك الاسرائيليين اللذين يجوبون فى ارضنا ذهابا و ايابا , ذاك العميل الخاص جدا ....ايا كان اسمه "جاك بيتون " او كيفورك ......ايا كان الاسم .....فهناك من سيمثل هجومك عليه خســـــارة لعملية مخابراتية بذل فيها مجهود سنين .

-1972 عــــام الحســــم ...بلا حســــم !!

بالطبع المثال معروف , الرئيس السادات يؤكد بما لا يدع مجال للشك ان الحسم و الحرب خلال هذا العام ....و مر العام دون حسم ....و كانت مظاهرات الطلبة ...و التنديد و التهديد و الوعيد -كالمعتاد عبر العصور - , و يأس العديد من جنودنا من كوننا سنحارب قريبا – و هذا ما لمسناه فى تسجيلات مع الابطال فعلا – بينما كانت ابتسامة ذاك القائد الثعلب تتسع , فبالتأكيد ان كل عملاء اسرائيل ان ذاك -من نعرفهم و من لا نعرفهم – ينقلون للموساد تلك الصورة الواضحة من الشعور العام بعدم وجود حرب قريبة او حتى بعيدة , و كان ذلك احد مئات نقاط خداع العدو الناجحة جدا

- 6 اكتوبر 1973

العاشرة صباحا ..... و صدر لك الامر مع بعض زملاءك – فى عز البرد حيث كان اكتوبر وقتها شتاء و ليس مثل هذه الايام - مطلوب منكم ان تنزلوا الى ماء القناة و تسبحوا و "تبلبطوا و تهيصوا براحتكم !!!" ...بالطبع ستنفذ مجبرا , انت تقول اى جنون هذا ....و تسب و تلعن قائدك المستبد المتجبر ..بينما على الجانب الاخر ربما كان مرور جولدا مائير او موشى ديان شخصيا على الجبهة, و رأوا بعيونهم ذاك الجندى المصرى المستهتر العابث فى مياه القناة , بل و ربما ضحكوا على ذلك ....و الاهم انهم اطمأنوا انه لا حـــرب ....بينما الجحيم سيندلع بعد قليل .... بعد ان تنتهى انت من "الدش الشتوى الاجبارى" فى ماء القناة , و ترتدى زى الاســــود و تعبر ...و تقـــــاتل !!!!

- و لكن على الجانب الاخر المعاد , هل منظور التذمر من الطاعة العمياء يخدم العدو؟ من يراجع كتاب "فــن الحرب" للحكيم الصينى الشهير "صن تزو " , ذاك المرجع الذى يعتبر اصل فنون العسكرية عبر العصور , يعرف ان افضل معركة رابحة للعدو دون ان يخسر جنديا واحدا , او يطلق طلقة واحدة هى معركة الحرب النفسية , و زعزعة الثقة بين الجندى و القائد ....بل و حث ذاك الاول على عدم طاعة اوامر الاخير ...و تشكيكه فى دقتها او مصداقيتها او فائدتها ..... فهل ستكون ذكيا اخى العزيز , هل ستصفع ذاك المنتظر منك ان تؤذى بلدك بيدك , هل ستنفذ ما يريده هو دون ان تقصد , ام ستكون مثالا لذاك الجندى الملتزم , على الاقل حرصا على عدم خدمة مصالح العدو بشكل مباشر , و كأن لسان حالك يقول , ربما لا ارى الحقيقة و لكنى سالتزم , و انفذ و اسهر و اتعب فى سبيل الله اولا ...من اجل وطنى ثانيا , ستكون طاعتى العسكرية نافذه دون نقاش او تشكيك ...مع ثقتى انها ليست عميـــــاء.

وجهة نظر من الواقع و التاريخ

بقـــــلم
د. احمد مختار ابودهب

18 نوفمبر 2014

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech