Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء أيمن حب الدين - دفاع جوي

 

 

 

تمهيد

 

    أود أن أشكر المجموعه 73 مؤرخين  علي إعادة ذاكرتي الي أكثر من 43 عاما مضت لأتذكر معكم

أمــــــر……….. وأصعــــب …………..وأحلــي ……… أيــــام  حياتي  في الدفـاع الجـوي المصري.

    كانت  أيام يونيو 1967  مـــــرة   مرارة الهزيمة  ، التي كان سببها غياب  التخطيط  ، والتدريب ، والتعاون ، و الرؤية الواقعية

لحقائق الامور  مع حماس  كاذب  وراءه   إعلام  موجه.

كان عمري 23 عاما احمل علي كتفي رتبة النقيب محلي وأشغل منصب قائد سرية رادار بالكتيبة 414 صواريخ مضاد للطائرات

بمنطقة عيون موسي القريبة مسافة خمس كيلومتر عـــن رأس ســـدر بجنوب سيناء حين واجهــــت الطائرات

الإســـرائيلية لأول مرة من موقع قتال مكشوف غير محصن في صباح 8 يونية 1967

وهي تقصف موقعنا  بالقنابل والصواريخ والرشاشات من علي ارتفاع منخفض جدا وبطائرتين طراز سوبر ّ مستير حين أن كنا نستعد

للرحيل إلي  منطقة المثلث شمال مدينة السويس طبقا لأمر انسحاب القيادة العامة للقوات المسلحة 

 ولم يكن حظ مواقع الصواريخ الاربعة التي تدافع عن مدينة السويس ومدخل القناة  الجنوبي بأحسن منا فقد هاجمتها أيضا الطائرات

الاسرائيلية في نفس اليوم والتوقيت في كل من ممر متلا ، والعين السخنة وعلي سفح جبل جنيفة و استطاعت تدميرها

جميعا وأصبح الدفاع المضاد للطائرات لهذة المنطقة ينحصر في المدفعية م/ط بأعيرتها  المختلفة  فقط 

  وجاء أمر الانسحاب  ، ورأيت معه وحدات الجيش المصري وهي تسارع الزمن

للوصول إلي الشاطئ الغربي لقناة السويس بطريقة عشوائية غير منظمة أو مخططة،   وصدرت لنا التعليمات بحماية القوات

 المنسحبة في منطقة الجناين بالقرب من السويس لنري العدو وهو يصل الي الضفة الشرقية للقناة ويرفع العلم الإسرائيلي

ليرفرف في استفزاز سافر علي مرسي معدية الشط  ولم نكن مجهزين أو مدربين علي تلك المهمة ، فلقد كان تسليح الوحدة

بالرشاش القصير لا يصل مداه لنصف عرض قناة السويس ، ولا يساعد علي  تنفيذ المهمة

المطلوبة منا ،وكذلك فإن طبيعة عمل الجندي في وحدات الصواريخ داخل معداتها الالكترونية تختلف تماما عن جندي المشاة الذي

يعمل في الخطوط الأمامية ،  ولكن لم يكن هناك بديل امام القيادة لعدم وجود تشكيل مشاة متماسك أو مستعد لهذه المهمة في

ذلك الوقت ، واستمرت المهمة حتي  16 يوليو 1967 ، حيث بدأت تتوافد علينا بعض الوحدات من الأسلحة المشتركة من المشاة

والصاعقة التي استطاعت القيادة العامة تجميعها ، لتأخذ مواقعها علي الشاطئ الغربي للقناة وتتولي هي مسئولية الدفاع

الأرضي علي خط القتال الأول مع العدو، كان الموقف مريرا ويحمل معه إهــانات عديده .

 وهنا أذكر لشعب السويس وقفته المسئولة الكريمة حيث، كان يتلقف بقايا الجنود   العائدة من مشقة الانســحاب ســــيرا ، علي

الأقدام من عمق سيناء   مع حرارة شمس صيـــف سيناء  المحرقة ، و صلافة جنود العدو

تذيقهم مر الهوان ، ومن عذاب رؤية زملاؤهم وقادتهم يموتون غدرا ومذلــــــــة من

عدو خسيس ، وهــــــــــم متعبون منهكون مرهقون محبطون من هول  ما حدث

ليخفف عنهم ألآم الموقف ،   ويشد من عزيمتهم و ليعطيهم الماء والزاد

ويشجعهم بكلمات الصمود والتحدي .

كان الأمر الواقع باختصار هو هزيمة عسكرية نكراء فقد فيها الجيش اكثر  من 85من أسلحته ومعداته ، وفقد أيضا روحه

المعنوية وكثير من الثقة بالنفس

ولكن لم يفقد العزيمة والاصرار للأخذ بالثأر والأنتقام وإعادة البناء 

لمـــــــــاذا كانـــت الهـزيمـــــــة

 

أعلنت مصر التعبئة يوم 15/5/1967 ودفعت بقواتها المسلحة إلي الاتجاه الاستراتيجي الشمال الشرقي بسيناء علي الحدود مع إسرائيل. ولعب الإعلام القومي الموجه دورا بارزا في تهيئة المشاعر الجماهيرية بأن النصر علي إسرائيل أصبح قاب قوسين أو أدني ، وأن القوات المسلحة ذاهبة إلي نزهة تلقي خلالها بالعدو إلي أعماق المتوسط .

وجاء الخبر علي عكس ما توهمه الناس، وانتصرت إسرائيل علي جيوش مصر وسوريا والأردن، وأمعن موشي ديان في صلفه بأن أعلن عن رقم تليفونه لمن يريد من القادة العرب أن يطلب الاستسلام

فرح الشارع ألإسرائيلي برؤية قناة السويس وضفاف نهر الأردن ومرتفعات الجولان علي الطبيعة وبخطوات من العواصم العربية الثلاث .

وعلي العكس كانت الصدمة مروعة من نصيب الجانب العربي ، ومهينة ولكنه يرفض الهزيمة من داخل إرادته .

وبدأت القوات المسلحة دراسة أسباب الهزيمة والتي ظهر في بادئ الأمر إنها انعكاس للصراع السياسي العسكري علي أعلي مستوي للدولة وظهور مراكز القوي والتكالب علي السلطة والمكاسب الشخصية للأفراد ،وكان النقد للسلطة نوع من الخروج عن الشرعية ويستلزم المحاكمة والاعتقال أو العقاب ، وأيضا علي المستوي المحلي للمنطقة بين الدول العربية  والذي تجلي في حرب اليمن .

الأخطاء الستة :-

 

مع بوادر أزمة مفتعلة لا أساس لها من الصحة علي الحدود السورية / الإسرائيلية ارتكبت القيادة العسكرية ستة أخطاء فادحة ومتتالية:-

1.  الاندفاع وراء معلومات خادعة من مصادر غير موثوق بها دون التأكد من حقيقتها أو الهدف منها رغم سهولة التحقق منها، وهي الحشود الإسرائيلية علي الجبهة السورية

2.  الاعتماد علي دعم سوفييتي لم يتحقق ، حيث أساء السيد/ شمس بدران فهم ما قاله القادة السوفييت علي سلم الطائرة

3.  إسناد القيادة بالتشكيلات إلي قادة من أهل الثقة بصرف النظر عن التأهيل أو الخبرة ( بتوع ………..المشير عامر –……. شمس بدران). 

  1. 1.         انفراد القرار العسكري مع المشير/ عبد الحكيم عامر دون دراسة أو دراية كافية مما أرهق القوات

5.  انفصال القيادة علي المستوي الأعلى حيث لم يستمع المشير/ عامر إي تقديرات الرئيس عبد الناصر يوم 2/6 عن احتمالات وشيكة للحرب

6.  التقليد الغير مبرر للخطط العسكرية ، يعتبر خطأ تاريخي ما تم في حرب 1956 ، وان قرار الانسحاب ليس شيئا عاديا و تم بدون تخطيط.

وبعــــــــدها

 

  جاءت الأيام الصعـبــــــــة أيام العمل والجد الشاقة لإعادة بناء القوات

  المسلحة ، مرحلة الصمود حيث بدأنها بإعادة تنظيم الوحدات وتدريبها وتنسيق عملها

 من خلال خطط عمليات موحدة  واهم احداث هذه الفترة  :

 

معركة رأس العش التي حاول العدو فيها احتلال بور فؤاد اول يوليو 1967 ، بالتقدم إليها من طريق شرق القناة ولكنه واجه رجال الصاعقة والمشاة ولم يحقق ما أراد

الهجمة الجوية التي نفذتها الطائرات المصرية يوم 14/7/1967 وقصفت الجنود الاسرائيلين شرق القناة وفروا هاربين الي العريش.

إغراق المدمرة إيلات بالصواريخ البحرية  في 21/10/ 1967 التي حاولت الاقتراب أمام ساحل بور سعيد

  وتحركت كتائب الصواريخ التي كانت تدافع عن مدينة السويس إلي منطقة  الخانكة لتعيد تنظيم نفسها وترتيب أوراقها ومعداتها

وأفرادها للمرحلة القادمة .

  وتم بسرعة بناء الدفاع الميداني علي الشاطئ الغربي للقناة كحدود مؤقتة وكان  الدفاع ثابت يتمسك بالأرض ثم تطور ليكون

دفاع نشيط مزعج للعدو باعمال الكمائن  والغارات القليلة والتي أصبحت تتزايد مع الأيام.

بالطبع لم يكن هناك آي دفاعات مضادة للطائرات بخلاف ما تبقي من المدفعيات بانواعها ولم يكن يشفع أو يكفي للصد او حتي

الازعاج .    

وفي 28/11/1967  تحركت الكتيبة 414 صار م/ط ( صواريخ مضاده للطائرات) الي منطقه خلف مطـار أبو صوير،  وتــلتهـــا

ك  416  صار م/ط إلي منطقة أبو سلطان ، وبعــــدهمــا ك 430 صار م/ط  إلي أعلي جبل جنيفة ،  وانضمت إليهم بعد عام

ك418 في منطقة عجرود.  

وجاء الفنيون من روسيا وقاموا برفع إمكانيات معدات كتائب الصواريخ ليمكنها الاشتباك مع الأهداف علي الارتفاعات المنخفضة  أقل من  2 كم ، وزيادة مقاومة المعدات ضد أنواع الإعاقة الإلكترونية ، أستمر ت أعمال التطوير والتحديث

لتشمل جميع كتائب الصواريخ وكذلك أجهزة التدريب علي الاشتباك داخل المعدات .    

إن أربعة كتائب صواريخ للدفاع عن مواجهه مائة كم ،  إذا إستبعدنا بورسعيد

 

التي كان بها كتيبة الشهيد الرائد / رجب عباس رقم 421 صار م/ط ، غير ذات فعالية

لكنها البداية .

 

 لو استعرضنا احوال الوحدات المضادة للطائرات قبل حرب 1967 لوجدنا بعض

القصور مثال :-

* أجهزة رادار الإنذار والتوجيه  ، تحت قيادة وسيطرة القوات الجوية وتخصص لإنذار وتوجيه المقاتلات

* لا يوجد تنظيم تعاون واضح بين المقاتلات وعناصر ال م/ط .

* مراكز عمليات  لواءات الصواريخ منفصلة بل ومعزولة عن مراكز قيادة  وتوجيه المقاتلات مع القوات الجوية.

* ضعف إدارة النيران بقيادات لواءات الصواريخ وقلة خبرة اطقم القتال بها.

* عدم وضوح الموقف الجوي نظرا لضعف الأهتمام بإستقبال الأنذار عن العدو الجوي بمراكز القيادة علي مختلف المستويات .

* ضعف الدفاع المباشر بالمدفعية م/ط عن وحدات انيران .

* عدم إمكانية كتائب الصواريخ فنيا  للأشتباك مع الأهداف المنخفضة التي تطير علي ارتفاع أقل من 2 كم  .

* ضعف قدرة مقاومة الرادارات علي إكتشاف الأهداف عند إستخدام العدو للتداخل أو التشويش الراداري .

 و لعلاج هذه السلبيات  رأت القيادة العامة ضرورة إنشاء  قوات الدفاع الجوي

لكي تستوعب أنشطة الدفاع الجوي الأرضية من رادارات وصواريخ ومدفعيات  ومراكز القيادة والسيطرة وباقي عناصر المنظومة

المتكاملة لتكون تحت القيادة  والسيطرة لجهة واحدة  ،

وبالفعل تم تشكيل قوات الدفاع الجوي القوة الرابعة بالقرار

الجمهوري 199 في1/2 /1968 مهمتها الأولي حرمان العدو من التفوق الجوي.

 وبدا التدريب الجاد وتطوير المعدات  وأستكمال الاستعدادات ، ثم بدأت المناوشات  علي الجبهة بقصف مدفعية الميدان ، وظهر اثر

التدريب والعمل الجاد للقوات  وإصرارهم علي الأخذ بالثأر في حجم الخسائر التي منيت  القوات الإسرائيلية

خاصة أنها لم تكن استكملت بعد أعمـال الحصينات التي تحميها من قصف المدفعية  ،  الأمر الذي أدي إلي غدر العدو بالمدنيين

من أهل القناة وقصفهم بالمدفعية ادي الي  تهجير السكان من السويس والإسماعيلية  وبور سعيد إلي مدن الدلتا في

 سبتمبر 1968.     

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech