Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء أيمن حب الدين - دفاع جوي

 

 

 

تمهيد

 

    أود أن أشكر المجموعه 73 مؤرخين  علي إعادة ذاكرتي الي أكثر من 43 عاما مضت لأتذكر معكم

أمــــــر……….. وأصعــــب …………..وأحلــي ……… أيــــام  حياتي  في الدفـاع الجـوي المصري.

    كانت  أيام يونيو 1967  مـــــرة   مرارة الهزيمة  ، التي كان سببها غياب  التخطيط  ، والتدريب ، والتعاون ، و الرؤية الواقعية

لحقائق الامور  مع حماس  كاذب  وراءه   إعلام  موجه.

كان عمري 23 عاما احمل علي كتفي رتبة النقيب محلي وأشغل منصب قائد سرية رادار بالكتيبة 414 صواريخ مضاد للطائرات

بمنطقة عيون موسي القريبة مسافة خمس كيلومتر عـــن رأس ســـدر بجنوب سيناء حين واجهــــت الطائرات

الإســـرائيلية لأول مرة من موقع قتال مكشوف غير محصن في صباح 8 يونية 1967

وهي تقصف موقعنا  بالقنابل والصواريخ والرشاشات من علي ارتفاع منخفض جدا وبطائرتين طراز سوبر ّ مستير حين أن كنا نستعد

للرحيل إلي  منطقة المثلث شمال مدينة السويس طبقا لأمر انسحاب القيادة العامة للقوات المسلحة 

 ولم يكن حظ مواقع الصواريخ الاربعة التي تدافع عن مدينة السويس ومدخل القناة  الجنوبي بأحسن منا فقد هاجمتها أيضا الطائرات

الاسرائيلية في نفس اليوم والتوقيت في كل من ممر متلا ، والعين السخنة وعلي سفح جبل جنيفة و استطاعت تدميرها

جميعا وأصبح الدفاع المضاد للطائرات لهذة المنطقة ينحصر في المدفعية م/ط بأعيرتها  المختلفة  فقط 

  وجاء أمر الانسحاب  ، ورأيت معه وحدات الجيش المصري وهي تسارع الزمن

للوصول إلي الشاطئ الغربي لقناة السويس بطريقة عشوائية غير منظمة أو مخططة،   وصدرت لنا التعليمات بحماية القوات

 المنسحبة في منطقة الجناين بالقرب من السويس لنري العدو وهو يصل الي الضفة الشرقية للقناة ويرفع العلم الإسرائيلي

ليرفرف في استفزاز سافر علي مرسي معدية الشط  ولم نكن مجهزين أو مدربين علي تلك المهمة ، فلقد كان تسليح الوحدة

بالرشاش القصير لا يصل مداه لنصف عرض قناة السويس ، ولا يساعد علي  تنفيذ المهمة

المطلوبة منا ،وكذلك فإن طبيعة عمل الجندي في وحدات الصواريخ داخل معداتها الالكترونية تختلف تماما عن جندي المشاة الذي

يعمل في الخطوط الأمامية ،  ولكن لم يكن هناك بديل امام القيادة لعدم وجود تشكيل مشاة متماسك أو مستعد لهذه المهمة في

ذلك الوقت ، واستمرت المهمة حتي  16 يوليو 1967 ، حيث بدأت تتوافد علينا بعض الوحدات من الأسلحة المشتركة من المشاة

والصاعقة التي استطاعت القيادة العامة تجميعها ، لتأخذ مواقعها علي الشاطئ الغربي للقناة وتتولي هي مسئولية الدفاع

الأرضي علي خط القتال الأول مع العدو، كان الموقف مريرا ويحمل معه إهــانات عديده .

 وهنا أذكر لشعب السويس وقفته المسئولة الكريمة حيث، كان يتلقف بقايا الجنود   العائدة من مشقة الانســحاب ســــيرا ، علي

الأقدام من عمق سيناء   مع حرارة شمس صيـــف سيناء  المحرقة ، و صلافة جنود العدو

تذيقهم مر الهوان ، ومن عذاب رؤية زملاؤهم وقادتهم يموتون غدرا ومذلــــــــة من

عدو خسيس ، وهــــــــــم متعبون منهكون مرهقون محبطون من هول  ما حدث

ليخفف عنهم ألآم الموقف ،   ويشد من عزيمتهم و ليعطيهم الماء والزاد

ويشجعهم بكلمات الصمود والتحدي .

كان الأمر الواقع باختصار هو هزيمة عسكرية نكراء فقد فيها الجيش اكثر  من 85من أسلحته ومعداته ، وفقد أيضا روحه

المعنوية وكثير من الثقة بالنفس

ولكن لم يفقد العزيمة والاصرار للأخذ بالثأر والأنتقام وإعادة البناء 

لمـــــــــاذا كانـــت الهـزيمـــــــة

 

أعلنت مصر التعبئة يوم 15/5/1967 ودفعت بقواتها المسلحة إلي الاتجاه الاستراتيجي الشمال الشرقي بسيناء علي الحدود مع إسرائيل. ولعب الإعلام القومي الموجه دورا بارزا في تهيئة المشاعر الجماهيرية بأن النصر علي إسرائيل أصبح قاب قوسين أو أدني ، وأن القوات المسلحة ذاهبة إلي نزهة تلقي خلالها بالعدو إلي أعماق المتوسط .

وجاء الخبر علي عكس ما توهمه الناس، وانتصرت إسرائيل علي جيوش مصر وسوريا والأردن، وأمعن موشي ديان في صلفه بأن أعلن عن رقم تليفونه لمن يريد من القادة العرب أن يطلب الاستسلام

فرح الشارع ألإسرائيلي برؤية قناة السويس وضفاف نهر الأردن ومرتفعات الجولان علي الطبيعة وبخطوات من العواصم العربية الثلاث .

وعلي العكس كانت الصدمة مروعة من نصيب الجانب العربي ، ومهينة ولكنه يرفض الهزيمة من داخل إرادته .

وبدأت القوات المسلحة دراسة أسباب الهزيمة والتي ظهر في بادئ الأمر إنها انعكاس للصراع السياسي العسكري علي أعلي مستوي للدولة وظهور مراكز القوي والتكالب علي السلطة والمكاسب الشخصية للأفراد ،وكان النقد للسلطة نوع من الخروج عن الشرعية ويستلزم المحاكمة والاعتقال أو العقاب ، وأيضا علي المستوي المحلي للمنطقة بين الدول العربية  والذي تجلي في حرب اليمن .

الأخطاء الستة :-

 

مع بوادر أزمة مفتعلة لا أساس لها من الصحة علي الحدود السورية / الإسرائيلية ارتكبت القيادة العسكرية ستة أخطاء فادحة ومتتالية:-

1.  الاندفاع وراء معلومات خادعة من مصادر غير موثوق بها دون التأكد من حقيقتها أو الهدف منها رغم سهولة التحقق منها، وهي الحشود الإسرائيلية علي الجبهة السورية

2.  الاعتماد علي دعم سوفييتي لم يتحقق ، حيث أساء السيد/ شمس بدران فهم ما قاله القادة السوفييت علي سلم الطائرة

3.  إسناد القيادة بالتشكيلات إلي قادة من أهل الثقة بصرف النظر عن التأهيل أو الخبرة ( بتوع ………..المشير عامر –……. شمس بدران). 

  1. 1.         انفراد القرار العسكري مع المشير/ عبد الحكيم عامر دون دراسة أو دراية كافية مما أرهق القوات

5.  انفصال القيادة علي المستوي الأعلى حيث لم يستمع المشير/ عامر إي تقديرات الرئيس عبد الناصر يوم 2/6 عن احتمالات وشيكة للحرب

6.  التقليد الغير مبرر للخطط العسكرية ، يعتبر خطأ تاريخي ما تم في حرب 1956 ، وان قرار الانسحاب ليس شيئا عاديا و تم بدون تخطيط.

وبعــــــــدها

 

  جاءت الأيام الصعـبــــــــة أيام العمل والجد الشاقة لإعادة بناء القوات

  المسلحة ، مرحلة الصمود حيث بدأنها بإعادة تنظيم الوحدات وتدريبها وتنسيق عملها

 من خلال خطط عمليات موحدة  واهم احداث هذه الفترة  :

 

معركة رأس العش التي حاول العدو فيها احتلال بور فؤاد اول يوليو 1967 ، بالتقدم إليها من طريق شرق القناة ولكنه واجه رجال الصاعقة والمشاة ولم يحقق ما أراد

الهجمة الجوية التي نفذتها الطائرات المصرية يوم 14/7/1967 وقصفت الجنود الاسرائيلين شرق القناة وفروا هاربين الي العريش.

إغراق المدمرة إيلات بالصواريخ البحرية  في 21/10/ 1967 التي حاولت الاقتراب أمام ساحل بور سعيد

  وتحركت كتائب الصواريخ التي كانت تدافع عن مدينة السويس إلي منطقة  الخانكة لتعيد تنظيم نفسها وترتيب أوراقها ومعداتها

وأفرادها للمرحلة القادمة .

  وتم بسرعة بناء الدفاع الميداني علي الشاطئ الغربي للقناة كحدود مؤقتة وكان  الدفاع ثابت يتمسك بالأرض ثم تطور ليكون

دفاع نشيط مزعج للعدو باعمال الكمائن  والغارات القليلة والتي أصبحت تتزايد مع الأيام.

بالطبع لم يكن هناك آي دفاعات مضادة للطائرات بخلاف ما تبقي من المدفعيات بانواعها ولم يكن يشفع أو يكفي للصد او حتي

الازعاج .    

وفي 28/11/1967  تحركت الكتيبة 414 صار م/ط ( صواريخ مضاده للطائرات) الي منطقه خلف مطـار أبو صوير،  وتــلتهـــا

ك  416  صار م/ط إلي منطقة أبو سلطان ، وبعــــدهمــا ك 430 صار م/ط  إلي أعلي جبل جنيفة ،  وانضمت إليهم بعد عام

ك418 في منطقة عجرود.  

وجاء الفنيون من روسيا وقاموا برفع إمكانيات معدات كتائب الصواريخ ليمكنها الاشتباك مع الأهداف علي الارتفاعات المنخفضة  أقل من  2 كم ، وزيادة مقاومة المعدات ضد أنواع الإعاقة الإلكترونية ، أستمر ت أعمال التطوير والتحديث

لتشمل جميع كتائب الصواريخ وكذلك أجهزة التدريب علي الاشتباك داخل المعدات .    

إن أربعة كتائب صواريخ للدفاع عن مواجهه مائة كم ،  إذا إستبعدنا بورسعيد

 

التي كان بها كتيبة الشهيد الرائد / رجب عباس رقم 421 صار م/ط ، غير ذات فعالية

لكنها البداية .

 

 لو استعرضنا احوال الوحدات المضادة للطائرات قبل حرب 1967 لوجدنا بعض

القصور مثال :-

* أجهزة رادار الإنذار والتوجيه  ، تحت قيادة وسيطرة القوات الجوية وتخصص لإنذار وتوجيه المقاتلات

* لا يوجد تنظيم تعاون واضح بين المقاتلات وعناصر ال م/ط .

* مراكز عمليات  لواءات الصواريخ منفصلة بل ومعزولة عن مراكز قيادة  وتوجيه المقاتلات مع القوات الجوية.

* ضعف إدارة النيران بقيادات لواءات الصواريخ وقلة خبرة اطقم القتال بها.

* عدم وضوح الموقف الجوي نظرا لضعف الأهتمام بإستقبال الأنذار عن العدو الجوي بمراكز القيادة علي مختلف المستويات .

* ضعف الدفاع المباشر بالمدفعية م/ط عن وحدات انيران .

* عدم إمكانية كتائب الصواريخ فنيا  للأشتباك مع الأهداف المنخفضة التي تطير علي ارتفاع أقل من 2 كم  .

* ضعف قدرة مقاومة الرادارات علي إكتشاف الأهداف عند إستخدام العدو للتداخل أو التشويش الراداري .

 و لعلاج هذه السلبيات  رأت القيادة العامة ضرورة إنشاء  قوات الدفاع الجوي

لكي تستوعب أنشطة الدفاع الجوي الأرضية من رادارات وصواريخ ومدفعيات  ومراكز القيادة والسيطرة وباقي عناصر المنظومة

المتكاملة لتكون تحت القيادة  والسيطرة لجهة واحدة  ،

وبالفعل تم تشكيل قوات الدفاع الجوي القوة الرابعة بالقرار

الجمهوري 199 في1/2 /1968 مهمتها الأولي حرمان العدو من التفوق الجوي.

 وبدا التدريب الجاد وتطوير المعدات  وأستكمال الاستعدادات ، ثم بدأت المناوشات  علي الجبهة بقصف مدفعية الميدان ، وظهر اثر

التدريب والعمل الجاد للقوات  وإصرارهم علي الأخذ بالثأر في حجم الخسائر التي منيت  القوات الإسرائيلية

خاصة أنها لم تكن استكملت بعد أعمـال الحصينات التي تحميها من قصف المدفعية  ،  الأمر الذي أدي إلي غدر العدو بالمدنيين

من أهل القناة وقصفهم بالمدفعية ادي الي  تهجير السكان من السويس والإسماعيلية  وبور سعيد إلي مدن الدلتا في

 سبتمبر 1968.     

 


 

حرب الاستنزاف       

 في مارس عام 1969 بدأت حرب الاستنزاف بتراشق المدفعية بانواعها من كلا  الجانبين ونذكر سويا إستشهاد الفريق أول عبد

المنعم رياض رئيس أركان حــرب  الجيش المصري في  ذلك الحين وهو علي  خط  النار الأول مع الجنود يـوم9 مارس

1969  ليضرب المثل في البطولة والفداء .  

  كان الهدف الرئيسي من حرب الإستنزاف هو إعادة ثقة المقاتل المصري في نفسه وفي سلاحه وقدرته علي هزيمة العدو ،

والهدف الثاني هو إزعاج العدو علي الضفة الشرقية وعدم ترك الفرصة له للأسترخاء وفرض الامر الواقع

مع توالي الأيام  زادت سخونة الجبهة المصرية ، وكان نصيب الدفاع الجوي منها

هو نصيب الأسد فقد كانت أسرائيل تعتمد علي قواتها الجوية وتسميها ذراعها الطويلة

التي تضرب به مناطق مصر شرقها وغربها ، إن غرور العدو الجوي وما اعطتة  حرب 1967 من ثقة زائدة في السلاح الجوي

دفعه إلي توسيع رقعة العدوان ليشمل  القصف الجوي للعمق والتوغل بالغارات الجوية إلي الدلتا والقاهرة  دون تمييز بين

الأهداف المدنية أو الأهداف العسكرية ، وتصدي لها الدفاع الجوي بأنواعه المختلفة  من صواريخ ومدفعيات الدفاع الجوي وأصبحت

الأيام بعدها أستعداد دائم مع أشتباكات  يومية مستمرة ، وصراع محتدم ، وكمائن للطائرات ، وقصف وتدمير متبادل ،  فنحن

نريد بناء دفاعات قوية نستند عليها لنبدأ التحدي والهجوم ، والعدو يصارع لتدمير  هذه الدفاعات ، وراح شهداء كثيرون من ضباط

وجنود  و عمال بناء ومهندسين ومن  مختلف الفئات وهم يحاولون إقامة المواقع الدفاعية علي طول جبهة القتال وبالاخص

المواقع المحصنة للدفاع الجوي ،  وكان لابد من غطاء جوي بالصواريخ للقوات  المصرية بالجبهة تحميها من غدر طائرات العدو  .

 أما علي الجانب الآخر  فقد مرت عمليات العدو الجوية بمراحل متتالية يمكن

تقسيمها على الوجه التالي:

أولاً: مرحلة الاستطلاع الجوي و بدأت  من يوليو 1968 إلى 19 يوليو 1969

ثانياً: مرحلة الاستنزاف المضاد لقدراتنا التي بدأت من يوليو 1969 حتى يناير 1970

 وكان أبرزها  :- 


1-
مهــــاجمة قواعــد الصواريخ المضــادة للطائرات بمنطقة القنــــــــاة .


2-
مهاجمة مواقع رادار الإنذار بمنطقة الجبهة وخليج السويس .


3-
قصف القوات البرية بمنطقة القناة .


4-
القيام بعمليات إبرار جوي أو إبرار بحري ذات طابع دعائي (مثال الزعفرانة ).


5-
القيام باختراق حاجز الصوت فوق القاهرة بغرض إحداث تأثير معنوي سياسي .


6-
استمرار عمليات الاستطلاع الجوي بشتى الطرق السابق ذكرها.

 

ثالثاً: مرحلة الضغط العسكري والتصعيد للعمليات العسكرية والتي بدأت من يناير إلى  مارس 1970، 

وفيها محاولات اختراق العمق عقب تسلم الجزء الأول من صفقة طائرات الفانتوم،

واتسمت هذه الغارات بسمات خاصة وهي:-

 
  
ا – اختيار أهداف عسكرية تقع عادة بالقرب من العاصمة أو على مشارفها.

  ب- تنفيذ الغارات الجوية  ضد أهدف مدنية وعسكرية  بالقرب من التجمعات السكنية.


 
ج – استخدام أسلوب الطيران المنخفض والهجوم الخاطف واستغلال طبيعة الأرض،  

 

  لتحقيق أكبر قدر من النتائج المادية والأعباء المعنوية بأقل قدر من التضحيات.

واستوعبنا الدروس من القتال 

 

فقد اخذ الدفاع الجوي العبرة من قصف ك 425 د.جو اثناء تنفيذها لكمين  بمنطقة العين السخنة اول ضوء يوم9/9/ 1969 بعد

ان قام بإستطلاعها مساء اليوم السابق  ،  و في مساء  يوم 19 سبتمبر 1969اثر إستطلاع جوي معادي الساعة

1700 عصر صدرت الاوامر  بالمناورة بالكتيبة414  من موقع قتالها الرئيسي في  منطقة عجرود إلى موقع تبادلي بتجميع القاهرة  

، وتم في نفس الوقت شغل موقع  القتال الرئيسي بمعدات هيكلية مع حشد كميات هائلة من المدفعية والرشاشات المضادة

للطائرات وصواريخ سام 7 حول الموقع لحمايته، وفي ظهر الجمعة  20 سبتمبر 1969  كانت جميع الإجراءات قد تمت على الوجه

الأكمل  وفعلاً وقع العدو في الفخ

 

عندما أتى  ليهاجم الموقع بعنف وضراوة ولكنه خسر في ذلك اليوم ثلاث طائرات قتال  حقيقية مقابل تدميره بعض الهياكل الخشبية

وبدأت تتكشف بعض أساليب المواجهة .

وجاء  30يونيو 1970  يوم  مولد حائط الصواريخ ومعه ايضا بدأت تتساقط  الطائرات الفانتوم الإسرائيلية وكان  ذلك عند مدينة

العاشر من رمضان ( حاليا ) حيث برز من  تجميع القاهرة عدد من كتائب صواريخ سام 2 بعد أن أخذت قسط وافرا من التدريب

 

المركز والاستخدام العملي لعمليات الفك والتركيب والتحرك ، ووصلت إلي أرقام  قياسية في ذلك لتفادي زمن رد الفعل لدي العدو ،

وهنا اخذ الحائط يزحف كل يوم وثبة  إلي الأمام  في إتجاه قناة السويس باعداد كبيرة من مواقع إطلاق الصواريخ المضادة

 

للطائرات بأنواعها المختلفة من سام 2 دف دس ،أي تتحرك كتائب النسق الثاني من  الخط الخلفي لتأخذ مواقعها في الخط الأمامي

وتحت الحماية المباشرة لكتائب الأنساق  الاخري ، وعندما شعر العدو بان مواقع الصواريخ تقترب من الجبهة شيئا فشيئا جن

جنونه وغامر بشدة لمنع تواجد كتائب صواريخ بالجبهة ، لقد تعود أن يعربد شمالا وجنوبا بطول قناة السويس علي الارتفاع

المتوسط أعلي من مرمي المدفعية المضادة  للطائرات وبحرية تامة يقصف ما يشاء من قواتنا الأرضية دون ما رد مناسب من  

جانبنا، وفطن أن وصول كتائب الصواريخ إلي الجبهة يحرمه هذه الميزة  لذلك غامر  بالهجوم علي مواقع كتائب الصواريخ التي

تقترب من القناة ، دارت المعارك الشرسة  مع الطائرات الإسرائيلية ، وإستطاع الدفاع الجوي اسقاط 17 طائرة  بإعتراف العدو.

إن  إنشاء هذا الحائط  يعتبر احد الدروس المستفادة من الفترة السابقة والتي يجب ان تأخذ حقها من التوضيح والدراسة فهي بالحق

ملحمة تحسب لقيادة الدفاع  الجوي من حيث التخطيط وتحسب للوحدات والتشكيلات من ناحية التدريب والتنفيذ

 

وقد شرفت بالاشتراك في هذا البناء كرئيس عمليات ك 414 د.جو ،  وكان لي نصيب

إسقاط أول طائرة إسرائيلية في 3 أغسطس 1970 من موقع بمنطقة وادي الملاك  خلف منطقة فايد . واعترفت إسرائيل بالخسائر

 

قالت جولدا مائير :-

لقد زرع المصريون كل أراضيهم بالصواريخ ولا ندري اين يجدون الأرض التي يزرعونها قمحا ّ  .

 

وجاءت مبادرة روجرز  الشهيرة لوقف إطلاق النار في الثامن من أغسطس وقبل  إيقاف إطلاق النار بساعات قليلة  تمت إعادة

تمركز لكثير من كتائب  ليلة 7 – 8  أغسطس 1970  الصواريخ بأنواعها المختلفة سام 2 – 3 وأضيفت إليها أعداد من

التجمعات الداخلية لتشكيلات الدفاع الجوي مثل الفرقة الخامسة أو الفرقة العاشـــرة

 

أو الفرقة الثامنة والعشــــرون و تقدمت المواقع  إلي الأمام لتصبح مسافتها غرب قناة

 

السويس 18 – 20 كم وبذلك اصبح حائط الصواريخ قادرا لأول مرة علي تنفيذ مهمة

 

إيقاف تفوق العدو الجوي ، وأصبح تاريخ 30 /6 وأحداث تساقط الفانتوم ماثلة في

 

أعين العدو تؤلمه وتجعلة يفكرأكثر من مرة قبل القدوم علي مهاجمة الجبهة.

  

قال أيريل شارون في مذكراته عن حرب الاستنزاف : 

كانت حرب الاستنزاف، والحدود الأردنية، وقطاع غزة، تمثل بؤر العنف الثلاث التي

 تشكل تحدياً لي بعد تعييني قائداً لمنطقة الجنوب العسكرية، في نهاية عام 1969

البؤرة الأولى: حرب الاستنزاف : 

وجدت قواتنا نفسها معرضة للنيران المصرية من دون حماية أو ملجأ،  فقررت من تلقاء نفسها بناء المعاقل، واتسعت الإنشاءات

 الدفاعية مع مرور الوقت،  وغدت مصطنعة أكثر فأكثر متحولة إلى خط محصن حقيقي. وعندما تعرضت مواقعنا لنيران المدفعية

 الثقيلة، وتكبدت قواتنا خسائر جسيمة،  تمخض النقاش حول الدفاع عن سيناء، عن بناء اثنين وثلاثين موقعاً محصناً، يكون كل

منها قلعة صغيرة قادرة على الصمود في وجه القذائف المصرية، وصرفت أموال  طائلة لبناء شبكة دفاعية على امتداد القناة تتضمن

 غرفاً محصنة، ومزالق للدبابات،  ومخازن للتموين والذخيرة، الخ ؛ هذا النظام الذي كان من المفروض أن يؤمن لنا  السيطرة على

الممر المائي، والذي عارضته، ودعوت للاستعاضة عنه بمواقع دفاعية  على التلال الواقعة إلى الشرق، ومن الطبيعي القول أن لا

نية عندي للتخلي عن أفكاري  بل سأستمر في بثها حتى تنتصر    

وخلال السنوات الثلاث لحرب الاستنزاف، انشغل جنودنا بإصلاح الأضرار وتحصين  المواقع التي دمرتها المدفعية، وكلفتنا الكمائن

والغزوات ضد دورياتنا أرواحاً غالية  جداً، وعندما تم وقف إطلاق النار في آب 1970 كانت خسائرنا على امتداد القناة قد  

بلغت 1366 إصابة منها 367 إصابة مميتة، وكان الحاخام الأكبر يزورنا باستمرار،  ويصلي مع الجنود، ويقضي الليل معهم

    وعندما أطلق المصريون حربهم الإستنزافية كانوا يراهنون على الحساسية  

المفرطة عند الإسرائيليين لخسارة أرواح بشرية، وكنا على علم بما يراهنون عليه  

ولذلك فعلنا المستحيل لنبرهن أن مصر هي أكثر عرضة للتجريح منا، وأن قصفهم  المتواصل سيرتد عليهم

ولكي نبين للعدو ما قد تكلفه حرب الاستنزاف هذه، هاجمت طائراتنا ابتداءً من عام  

1970 أهدافاً عسكرية في العمق المصري، وسرعان ما ظهر للجميع أن مطارداتنا  

تستطيع دون أخطار كبيرة أن تخترق الدفاع الجوي المصري.  

توجه عبد الناصر إلى حلفائه السوفيت متوسلاً إليهم أن يزودوه بالوسائل الكفيلة  

بمتابعة إرهاق الدم في المعسكر الإسرائيلي، وسرعان ما أعطاه الروس الحل بإرسالهمإليه شحنات كثيفة من صواريخ سام 3

المضادة للطائرات، وقد أرفقت بفرق من الخبراء السوفيت لتشغيلها، وبدأ الدور الذي تلعبه موسكو في الصراع يثير القلق،  

وكان على إسرائيل أن تجابه عسكرياً لأول مرة في تاريخها إحدى القوتين العظيمتين.

كان الوضع بالغ الدقة والحساسية، من جهة لم نستطيع غض الطرف عن وضع تصير فيه الجبهة محمية بغطاء جوي سوفيتي

يسمح للمصريين بمواصلة قصفهم المدفعي، والإعداد بهدوء لما يسميه الرئيس عبد الناصر بمرحلة التحرير.

 

في 7 آب 1970 لاح حل لهذه المعضلة عندما قبلت إسرائيل ومصر اقتراحاً أمريكياً

بوقف المعارك، وأراح وقف النار الفريقين كليهما، فالإسرائيليون كانوا يتكبدون

ضحايا يومية على خط بارليف، والقوات المصرية المعسكرة على امتداد القناة كانت

أيضاً تتكبد خسائر فادحة.

ويكشف شارون سر موافقة عبد الناصر على وقف إطلاق النار الذي أدهش الجميع:

ألا وهو نقل منصات صواريخ سام 3 وطواقمها إلى الشرق، دون أن تتعرض لهجوم

الطيران الإسرائيلي، فيغدو المجال الجوي فوق القناة محظورا على طائراتنا.

كان الوقت يعمل ضدنا، فأسرعت قيادة الجنوب والأركان العامة إلى فتح باب النقاش

حول الإجراءات الواجب اتخاذها، فأوصيت أن نجتاز القناة قرب القنطرة، وأن نهدم

قواعد صواريخ سام في المنطقة ثم ننسحب، محتفظين برأس جسر صغير على الضفة

الغربية، فقبلت الخطة، ووافقت عليها قيادة الأركان.

وباشرنا ببناء سلسلة من القلاع على طول التلال الممتدة شرق القناة، وأقمت مراكز

قيادة ومراقبة، ومواقع إطلاق نار، وقواعد لوحدات احتياط متقدمة، وأوكار مدفعية،

وأطلقت مشروعاً كبيراً لبناء طرقات رئيسية وفرعية من الشمال إلى الجنوب ومن

الشرق إلى الغرب.

 

 

    ويمكن اعتبار قبول إسرائيل لمبادرة روجرز هو ثمرة لنجاح حائط الصواريخ في

 

التأثير الإيجابي علي العدو الجوي،وكذلك نتاج ما أحدثته حرب الاستنزاف في العدو ،

 

ومن ناحيتنا فهي فرصة لالتقاط الأنفاس و مراجعة الحسابات ، وأذكر أن العدو اشترط

 

أثناء مبادرة روجرز علي عدم تدعيم الجبهة بمواقع صواريخ بعد وقف إطلاق النار .

 

 وبدأ الأعداد المكثف لحرب التحرير ، ووقفت القوات المصرية علي الضفة الغربية

للقناة تواجهها القوات المعادية وهي تحتل سيناء في صمت لايكسرة سوي أعمال  

كمائن لطائرات الاستطلاع المعادية  والتي كان ابرزها إسقاط طائرة الاستطلاع

الإلكتروني الحديثة من طراز  ّ ستراتوكروزر في كمين ناجح يوم الجمعة  17  سبتمبر

 1971 . ( موضوع الكمين في قسم الدراسات العسكريه )

       

  وقد حاولت إسرائيل الأنتقام من الدفاع الجوي  لذلك قامت في ظهر  اليوم التالي

مباشرة يوم السبت 18/9/1971 بهجمة علي مواقع الدفاع الجوي بالجبهة

واستخدمت الصواريخ المضادة للرادارات طراز شرايك لأول مرة  لكن أسلوب العمل

الجماعي لمواقع الصواريخ ومستوي التدريب وكثافة مواقع الصواريخ حال دون

تحقيق الهدف من العدوان ، و لأول مرة نشعر بالانتصار في معركة بمثل هذا الحجم

من التخطيط والعمل الجماعي ،  وأن كتائب الصواريخ لا ترهبها هذه النوعية من التسليح الحديث  ،أو أن المواجهة القادمة ستكون مع عدو ليس من المستحيل قهره

  كانت حالة  اللاسلم والاحرب التي دامت ثلاث سنوات  إنتظار مملّ  لايقطعة

إلا التدريب الشاق الفردي والجماعي إنتظارا لساعة الحسم ، واستمرار أعمال تحسين

أوضاع تشكيل قتال الصواريخ بالجبهة وسد الثغرات بها ، وتدريب علي العبور بالمعدات الثقيلة للمانع المائي المنتظر، وتقليل زمن رد الفعل .

  ولم يقتصر التدريب ورفع الكفاءة علي مستوي القادة فقط ،  بل بدأ الاجتهاد

الشخصي والجماعي في كيفية الاستفادة من نشاط العدو الجوي ، فعلي سبيل المثال

كنت وأنا رئيس عمليات ك 414 د.جو أدون في دفتر مربعات خاص جميع طلعات

العدو الجوي التي ترصدها اجهزة الرادار ويذيعها الانذار العام أو المحلي مع الاهتمام

ببياناتها من البارامترات المختلفة للسرعة والارتفاع و مسافة نقطة العبور علي خط

سير الطائرات بالنسبة للموقع و أساليب المناورة ،  ثم أقوم بتحليلها يوميا سواء

طلعات التدريب أو طلعات الاستطلاع أو لآي غرض آخر ،  واستنتج منها اسلوب

استخدامه للقوات الجوية في الاحوال المختلفة وكيفية التغلب عليها عند مواجهتا في

كل موقف  كذلك بين الحين والاخر احاول استخدام لإطلاق الالكتروني عليه لمعرفة أسلوب   رد الفعل  والزمن المستغرق  لطياريه خاصة مع طائرات  الاستطلاع العالية والقريبة من قناة السويس.

وبذلك خرجت بدراسة متكاملة وعملية عن  أفضل الأساليب للتعامل مع الطائرات المهاجمة وإستخرجت  أيضا انسب مسافات  الإرسال الراداري علي الهواء لتفادي الإصابة بالصواريخ المضادة للرادارات ، ومسافات الإطلاق المضمونة التي تؤكد تدمير الاهداف ، وقد ثبت ذلك بالاستخدام الفعلي أثناء القتال وساعدني علي تسجيل معدل تهديف عالي 1.8 صاروخ / هدف خلال حرب أكتوبر 1973.( بمعني تدمير طائرة كل عمليه اطلاق لصاروخين تقريبا

وبعد ترقيتي إلي رتبة الرائد في 1/10/1971 عينت قائدا للكتيبة 418 د.جو في

أوائل عام 1972 خلفا للمقدم حسين الطحان القائد السابق لها، وإنني أشيد به علي

المجهود الذي  بذلة لإعدادها وعلي المستوي الانضباطي و المستوي الفني  ليساعدني

علي استكمال المسيرة حتى تصبح الكتيبة 418 دائما في طليعة كتائب الدفاع الجوي.

===============================================

 


 

وانتصر الحق وجاءت الأيام الحلوة

 

 

وجاءت الساعة الثانية من ظهر يوم 6 أكتوبر 1973 لتحمل معها عبور القوات

المصرية إلي سيناء وتحرير الارض وإسترداد العرض ، عبرت القوات المسلحة المانع

المائي الذي كانت تحتمي فية إسرائيل في ستة ساعات ، ودمرت خط بارليف حصن الدفاع المنيع للعدو وقتلت وأسرت من قواته الكثير من الجنود ودمرت له  الدبابات والأسلحة وأسقطت العديد من الطائرات ، ورفعنا العلم المصري علي الارض    والواقع انه لايعلم الحرب إلا من مارس الحرب ، فمن يقرأ ويسمع ليس

كمن يمارس القتال الفعلي إن رؤية دم أخ شهيد او صديق جريح أو زميل مصاب تقوي

الهمم وتزيد روح التحدي لدي المقاتل علي مواصلة البذل والتضحيةإن أحداث أكتوبر العظيمة كانت ولاتزال تدرس في المعاهد العسكرية والإستراتيجية وتعتبر مرجعا تاريخيا عظيما ، ومن وجهة نظري أري انة من واجب

المعاصرين لها ألقاء الضوء علي بعض من ملامحها لكل من يرغب في الأستزادة منها

ومعرفة أسباب النجاح والنصر.

  وإذا سمحتم لي من خلال هذا اللقاء أن أستعرض لكم أعمال قتال أحد وحدات

الدفاع الجوي بالصواريخ المضادة للطائرات التي كنت أقودها والتي إعتبرتها القيادات

العليا للقوات المسلحة المصرية المثال البارز لقتال الدفاع الجوي خلال الحرب ، وأيضا

كان لها تأثير علي تغيير خطط الحرب للعدو التي استهدفت الطرف الشمالي   للقناة.

   وسنتوقف قليلا بعدها لنتعرف أيضا علي سر هذا الجيل للمقاتل المصري   1973   ونستعرض معا بعض من قصص البطولة للمقاتلين، والمواقف الكريمة للمواطنين  العالقة بذهني إلي الأبد  والتي تظهر الإمتنان والولاء للوطن .

  إن نتائج أعمال الوحدات القتالية يجب أن تنسب لجميع من قام به وليس لقائد الوحدة فقط، بمعني أن كل فرد من أفراد الكتيبة 418 كان بطلا بحق بدءا من أحدث أو أصغر جندي وحتى قمة الهرم للوحدة كان لهم الفضل فيما حدث،ويذكر لهم إخلاصهم في التدريب والمحافظة علي المعدات واليقظة والاستعداد الدائم للقتال،تحت ظروف

 التوتر السائدة، وعدو متربص يتحين الفرصة لهزيمتنا مرة ومرات، إن هذا النسيج العظيم ضحي وبذل العرق والدم ما يكفي لأن يوفقه الله إلي تحقيق ما وصلت إليه من نتائج، وكنت أود أن أذكر أسماء هؤلاء الأبطال ولكن ذاكرتي لا تحملها كلها الآن،

 وما لا يدرك كله لا يترك كله،   لذا سأسرد ما استطعت أن أذكره:-

 


 

               

                رائد :  أيمن سيد أحمد حب الدين                 قـــــــائد الكتيبة 418             

               رائد :  سعيد العشري                                رئيس عمليات الكتيبة.

              نقيب :   مصطفي جاد عبد الرحمن                 قائد سرية الرادار .      

              نقيب :  احمد رضا                                    قائد  سرية النيران   

             نقيب : عبد الله سعد                                   فصيلة المعلومات

             نقيب : عبد العظيم رشوان                              رادار ب12    

             م.أول : نبيل قداح                                     أقدم ضابط توجيه 

             م.أول : حسني عطا الله                              ضابط توجيه    

             م.أول : وجيه أحمد                                   ضابط إحداثيات  

             م.أول : سعد زلط                                      قائد فصيلة قواذف     

            م.أول :أحمد عبد الدايم                              قائد فصيلة رادار

           م.أول : فاروق منصور                              ضابط فصيلة رادار

           م.أول:  عبد الرحمن                                 قائد فصيلة مولدات قوي  

           م.2   : وحيد الدين جلال السنباري               قائد فصيلة قواذف         

من مذكرات  إيريل شارون :

 

أخطاء تكتيكية فادحة :

دفعنا ثمن غلطنا عندما تركنا المصريين ينقلون صواريخهم (أرض جو) إلى القناة، ولم

تنشر وحدات الدبابات على طول القناة، ولم يصدر أمر بإخلاء (تحصينات بارليف)

فكان الناجون من الحامية يطلقون استغاثات يائسة، ولم تكن جهود الطواقم مجدية إذ

قتلوا جميعاً تقريباً، وخسرنا في اليوم الأول ثلثي الثلاثمائة دبابة المتوفرة في الخطوط

الأولى.

  لقد كان الجندي المصري عنصرا مهما في هذا الصراع احتار الدارسين في سر

تفوقه فقد كان يحارب وفي يدة السلاح الدفاعي الذي تيسر له  عدوا يحمل احدث ما

انتجتة الترسانة الغربية من الاسلحة الهجومية .

.


 

ولا  :  الاستعداد للحرب:-

 

 بعد استعراضنا في التمهيد السابق عن الاحوال قبل اكتوبر 1973 اصبح التركيز لدينا الأن علي دور ومهام الكتيبة 418 د.جو. في ألإعداد  للحرب ثم ماذا تم خلال تواجد الكتيبة في بور سعيد  .

    وإذا تعمقنا أكثر فقد بدا التدريب النظري يأخذ مجالا جديا للوصول الي اعلي درجة من الكفاءة لضباط التخصصات ، وقد كان عيبا كبيرا أن يحدث عطل لضابط تخصص ولا يستطيع إصلاحة في الوقت المخصص أو ان يصل ضابط إصلاح اللواء قبل أن تكون أجهزة ومعدات التخصص جاهز – وذلك يوضح مدي تقدير المسئولية الملقاة علي عاتق كل فرد وإحساسة بها ، كانت المنافسات دائما تزيد من الحماس  وكان ضابط التخصص لايغادر الوحدة الا بعد الاطمئنان علي ان تخصصه سليم ، ولم يكن ذلك من فراغ ولكنه الشعور بعبئ المهمة الملقاة علي عاتقنا وبحجم المسئولية لتحرير الأرض ومنع العدو الغاشم من التلذذ بحلاوة نصره في 1967 ، ويرجع ذلك في المقام الأول إلي الشحن المعنوي الكبير للضباط والجنود وتوعيتهم بأهميتهم ودورهم الأساسي ، وتلاحم القيادات علي كل المستويات مع جنودهم لتكون المعركة القادمة هي معركة الكل يحارب فيها القائد كتفا إلي كتف مع الضباط والي جوارهم الجنود كل يؤدي واجبه.

     وعلي مستوي القيادة كان طاقم تفتيش رئاسة وحدات الصواريخ والمدفعية المعروف بإسم طاقم عصام رياض في ذلك الوقت دور مهم جدا في ان تحافظ الكتائب علي دوام إستعدادها وصلاحية معداتها للعمليات . ولم يتوقف عند هذا الحد بل قام بدراسة متأنية لقواعد الرمي وربطها بأحداث قصف مواقع الصواريخ عام1967 ، ثم أعمال الاشتباكات التي تلتها ، ودعمتها تقارير المخابرات الحربية والاستطلاع تمده بأحدث ما وصل إلي العدو من أسلحة وذخائر ، ثم تعرفه بأساليب التدريب التي تنفذها قواته الجوية خلال الطلعات المختلفة ، وبعد تلك الدراسة يقوم بتلخيص الإجراءات التي علي الكتيبة القيام بها وكانت تسمي الإجراءات المضادة ، أو منشورات الصواريخ والمدفعية ، لم يهدأ هذا الطاقم منذ إنشاؤه وحتى اليوم من المرور اليومي علي الوحدات ، كما يرجع له الفضل أيضا في عقد دورة تدريبية مكثفة لمراكز قيادة كتائب الصواريخ وقادة الكتائب في اغسطس 1973 لتدريب ومراجعة قواعد الرمي وتعميم الخبرة المكتسبة في  حرب الاستنزاف وكذلك خبرة قتال حرب فيتنام .

  أضف إلي ذلك المرور المفاجئ علي الكتائب من قيادات اللواءات سواء من أطقم الإصلاح أو من قائد اللواء بنفسه والاهتمام بالمحافظة الدائمة علي صلاحية الوحدات واستعدادها الدائم للقتال مما يساعد علي رفع مستوي الكفاءة القتالية والروح المعنوية للوحدات المقاتلة ، ولإبعاد الملل عن الجنود أقيمت المباريات التنافسية للاستعداد القتالي والوصول للأزمنة القياسية في الأداء المهني كأعمال الفك والتركيب للأجهزة والمعدات ، والتحرك عبر الأراضي الوعرة و الغرز وإخلاء المواقع ، وإن كانت هذه المباريات التنافسية ساعدت علي إكساب الأفراد مهارات القتال بطريقة غير مباشرة.

الكتيبه 418 دفاع جوي

    الكتيبة 418 د. جوي. تشكلت في 4/12/1964 ضمن الرعيل الأول لكتائب الصواريخ المضادة للطائرات طراز سام2 والتي حظيت بالتدريب المنظم والجيد منذ إنشائها ، وترسخت فيها مبادئ التفوق ، توالي عليها قادة هم من خيرة الضباط وأعرفهم بالضبط والربط والتقاليد العسكرية ،وفي الخامس من مايو 1972 تسلمت الكتيبة 418 من المقدم حسين الطحان ، وكانت تحتل موقع عرب صبيح بمنطقة قليوب لتدافع علي طريق الاقتراب الشمالي للعاصمة القاهرة وكذلك تدافع عن المناطق الصناعية وعقد المواصلات والأهداف العسكرية  بها.

     وبنظرة سريعة علي الكتيبة وتقديري للموقف ، أيقنت بإمكاناتها القتالية العالية وانضباط أفرادها ، ولكن ينقصها ضعف الحالة الفنية للمعدات التي مضي عليها أكثر من عشر سنوات ، وكذلك العمل الجماعي لأطقم مركز القيادة وعمال التتبع وهم عصب الاشتباكات مع الطائرات  لذا كان اهتمامي الأول هو رفع كفاءة العمل القتالي لمركز القيادة جنبا إلي جنب رفع كفاءة المعدات .

     وقد قامت الكتيبة 418 د. جوي. بدور فعال في الاعداد للحرب حيث كان التدريب اليومي علي العمل الجماعي والتنافس بين أطقم القتال بها يجري يوميا في شكل مباريات ، طاقم بقيادة قائد الكتيبة وأخر بقيادة رئيس العمليات (نقيب سعيد العشري ) يتباري كل منهم في إعداد طابور إشتباك  يمثل القتال الفعلي بين الصاروخ والطائرة ويحاكي المعارك الواقعية المنتظر مواجهتها ، من خلاله موقف قتالي واقعي من أسلوب وتكتيكات العدو التي كان يستخدمها في حرب ألإستنزاف أو في تدريباته اليوميه ، وتبرز مهارة كل طاقم في تفهم أساليب العدو الجوي وتكتيكاته المحتمل مواجهتها ، وكذلك علي الطرف الآخر عليه أن يبرز أفضل الأساليب لمواجهة الأعمال العدائية الجوية وإسقاط أكبر عدد من طائراته أو إفشال هجماته الجوية ، وهنا يربح الفريق الذي يمكنه حل الموقف القتالي ويمكننا تشبيهه  بمباريات الاهلي والزمالك بدون تعصب أو خلافات .

هذا التنافس الشريف رفع من قدرات أطقم القتال وكذلك رفع من إمكانيات التعامل مع المواقف المختلفة  سواء من الناحية الفنية أو الناحية التكتيكية والقتالية وبذلك أيضا حصلنا علي أحسن كتيبة علي مستوي الفرقة الخامسه لعام1973.

  وجاء دور الكفاءة الفنية ، وقدرت قيادة الدفاع الجوي تبديل المعدات القديمة بأخرى جديدة وإجراء التعديلات المتطورة التي تزيد من قدرة المعدات علي مقاومة التشويش الراداري والاشتباك علي الارتفاعات المنخفضة ، ففي أوائل عام 1973 أرسلت الكتيبة إلي ورشة الصواريخ الرئيسية بالماظة للتسليم والتعديل ، وخرجت منها بعد ذلك لتحتل موقع رقم 72 بغرود الخانكة.

في يوم 20أغسطس 1973 قامت أطقم التفتيش برئاسة وحدات الصواريخ والمدفعية بقيادة قوات الدفاع الجوي بالإغارة علي كتائب تجميع القاهرة التي تحت قيادة تشكيل الفرقة الخامسة د. جو والمرور المفاجئ للوقوف الواقعي علي الإستعداد  القتالي خرجت جميع الأطقم بتكليف من قائد قوات الدفاع الجوي وهدفها الرئيسي هو اختيار كتائب احتياطي قائد قوات الدفاع الجوي ، وبدأت بالتفتيش عن مدي صلاحية المعدات وعن استكمال أطقم القتال والخدمة بعد ساعات العمل الرسمية وعن مدي الانضباط والالتزام للوحدة ثم أيضا عن مدي معرفة قائد الكتيبة وإلمامه بموقف الصلاحية للمعدات وقدراتها القتالية في التحرك والتمركز والقتال .

وكان ذلك من نصيب الكتيبة 418 د. جو.التي كانت تحتل الموقع رقم 72  بغرود الخانكة/ بأنشاص ومسئولة عن الدفاع عن الاتجاه الشمالي الشرقي لتجميع القاهرة بما يشمله من المطارات مثل مطار القاهرة الدولي ومطار الماظه والقواعد الجوية مثل قاعدة انشاص الجوية وقاعدة بلبيس الجوية والعاصمة السياسية للدولة بأهدافها الحيوية .  

ثانيا  :   بدء الحرب وإشتباكات ليلة 6/7 اكتوبر :-

كانت حالة الاستعداد لوحدات القوات المسلحة المصرية على أهب ألأستعداد وفى الساعة الواحدة والنصف من ظهر يوم 6/10/1973   ، تم رفع وضعية استعداد الكتيبة إلي الوضع رقم واحد رغم عدم وجود نشاط جوي معادي علي خرائط الموقف العام ،وهذا الأمر يعني أن هناك حدث جلل ، وصدرت ألأوامر بضرورة تواجد القادة شخصيا بمراكز القيادة بالطاقم الكامل وفي الساعة الواحدة وخمسون دقيقة تقريبا صدرت تعليمات مشددة بتقييد النيران ، ولم نكن نعلم حتى هذه اللحظة سوي أننا نقوم بمناورة الخريف المعتادة كل عام في ذلك التوقيت سنويا وبدأت الحرب بالهجمة الجوية المصرية وتلاها العبور المصري العظيم .

 بالطبع كانت هناك فرحة عارمة من الجميع ببدء الحرب ونجاح العبور خاصة عندما علمنا بأنباء عن محاولات العدو التدخل وفشله في حماية قواته شرق القناه وكذلك فشل القوات الجوية المعادية من التدخل وإسقاط العديد

منـــها وصـدور تعليمات للطيارين الإسرائيليين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة 15 كم شرق القناة.

في حوالي الساعة الواحدة من بعد منتصف ليل 6 / 7 اكتوبر 73 ظهر هدف غير مميز في اتجاة الشرق وأخذ في الإقتراب ودخل منطقة الاطلاق ثم التدمير وبالفعل تم إطلاق صاروخ علية فإختفي وإن لم يتم تأكيد سقوطه. 

 

ثالثا :  الاسلوب السري في الانذار والتحرك

إستمر العمل طوال يوم 7 ويوم 8 /10 دون تدخل من قريب أو بعيد من الطيران ألإسرائيلي علي تجميع القاهرة وكان تركيزة علي الجيوش الميدانية وفي ظهر يوم 9/10/1973 حضر مندوب من رئاسة الصواريخ والمدفعية

( المقدم جلال المحمودي ) ومعه ظرف مغلق وطلب فتحة بمعرفة قائد الكتيبة الساعة الرابعة عصرا ، وكانت التعليمات بداخله ان تجهز الكتيبة للتحرك فورا علي ان تكون جاهزة لبدء الحركة مع آخر ضوء وحسب التعليمات الجديدة .

  وهنا بدأت خلية النحل في العمل لقد تفهمنا للوهلة الأولي أن أمامنا مهمة جديدة تستلزم جمع الهمم وشحذ بطاريات الكفاح والنضال من اجل الحرب واخذ كل من في الموقع يبرهن علي معدنه الأصيل من خلال تأديته لواجبة في تجهيز المعدات للتحرك مع الأخذ في الاعتبار أننا لسنا ذاهبين إلي نزهه أو تدريب ، بل نحن في قلب المعركة إلي تحتم علي كل فرد أن يتحرك بمعدته سالمة ليقاتل بها، وقبل أخر ضوء كانت الكتيبة مصطفة وجاهزة للتحرك إلي الموقع الجديد الذي لم نكن نعلم وجهته.

       مع آخر ضوء أيضا سلمني المقدم جلال ظرف آخر فتحتة لأجد فيه تعليمات بالتحرك الي منطقة علي مشارف مدينة المنصورة لمقابلة مندوب رئاسة اللواء 92 د.جو وتسلم الظرف الثالث منه.

   وتحركت الكتيبة بكامل اجهزتها ومعداتها وقوتها البشرية وعتادها في رتل مكون من 84 مركبة ليلا من موقع أنشاص مخترقا طرق بلبيس/ العباسة / الزقازيق / المنصوره لقد كانت هذه الليلة طويلة جدا فنحن نتحرك علي طريق فردي دون إضاءة مصابيح المركبات وعلي طريق لم نستطلعه لنعرف مناطق الخطر فيه ، وبعدد من المركبات الحساسة التي إن عطب أحدها أثر ذلك علي جهازيه الكتيبة ، وذخائر من الصواريخ والأسلحة لو أصيب أحداها لكانت كارثة علي من نعبر منطقتهم السكنية ،وإن كان همنا الأول هو النجاح في تنفيذ المهمة .

وصلنا مع قرب شعاع أول ضوء سالمين إلي المنطقة المحددة وقابلنا مندوب اللواء 92د.جو. وفتحنا سويا المظروف الثالث وكانت المفاجئه هي الانتظار في وقفه تكتيكية طوال  نهار هذا اليوم علي طريق جانبي قرب قرية الغنمية التي تقع علي الطريق بين المنصوره / دمياط ولحين صدور تعليمات أخري .

وهنا يحضرني موقف يسجل لأهل هذة القربة ، انة موقف كريم حقا حيث كانت الكتيبة تستظل بالسياج الشجري للطريق ومعها وقفة علي طريق التحرك من عناء صيام لايام رمضان وكذا سهر التحرك طوال الليل ومشقة إعداد المعدات والاسلحة وتحميل العربات والإعداد للتحرك وإنتظار مجهود قادم في إعدادها ثانيا للقتال ثم قتال آت لعدو نحلم بالنصر علية  وإذ نحن علي هذا الحال حضر شيخ قرية الغنمية والتي كانت تبعد بضعة كيلومترات منا وإستفسر عن أحوالنا وسألني  هل انتم في طريقكم الي القتال ؟ ولما أجبتة بالإيجاب ، شعرت بأن صدرة إنشرح وطلب مني أن أقبل دعوته علي الإفطار معهم أنا ومن معي من الرجال ولما أعلمتة ان الوقت قد لا يسمح بذلك ، واننا علي موعد غير محدد للتحرك الذي قد تصل تعليماتة في أي لحظة  قال متوسلا ان أمهله فرصة قصيرة حضر الينا بعدها وبصحبته كبار رجال القرية وشبابها يحملون معهم ما طاب وجاد من المأكل والشراب ، وراحوا يوزعون ما معهم علي الافراد في العربات ليكون هو زادهم في رحلنهم للقتال ، وشاركت النسوة بالزغاريد ونحن نتأهب للرحيل .

لقد كان هذا الموقف الرائع من القرية البسيطة دافعا قويا لرفع الروح المعنوية للجنود وحثهم وبعث الهمة في نفوسهم لبذل الغالي والرخيص للقتال وإحراز الغلبة علي العدو ، وهذا المشهد العظيم من قري الغنمية جسد إلي أي مدي تلاحم الشعب معنا والي اي مقدار كان الشعب يشعر بما يقدمة ابنة المقاتل له .

إنني شخصيا شعرت في أعماقي مدي الحب والتقدير الذي يكنه فلاح القرية البسيط لجيشه ، ووجدت نفسي متحمسا لرد الجميل ، ومتحفزا لقتال ضار في الانتظار.

 

غابه الصواريخ  المصريه في حرب اكتوبر

مع إقتراب وقت العصر وكان ذلك في رمضان حضر مندوب من رئاسة اللواء 92د.جو. ليسلمني مظروف اخر جاء فية أمر التحرك قبل آخر ضوء بساعه والانتظار عند نقطة الشرطة العسكرية هناك , وتحركت بالوحدة مع توديع القربة ودعواتها لنا بالنصر المؤزر وهنا بدأت اشعر لأول مرة أن وجهتنا هي بور سعيد.

 وما أن وصلت إلي نقطة الشرطة العسكرية إلا ووجدت مندوب آخر من اللواء 92 د. جو. يسلمني الظرف الأخير وهو التوجه الي بور سعيد ليلا عن طريق دمياط الساحلي الي موقع ّالمزرعةّ علي ان يكون التحرك فرادي أومجموعات صغيرة لاتتعدي ثلاث مركبات ويجب ان تكون الكتيبة مستعدة بالنيران قبل اول ضوء باكر11/10وتحت القيادة للواء98 د.جو./ الفرقة العاشرة وتم تقسيم الكتيبة وبسرعة الي مجموعات حسب اسبقية الإحتلال بالموقع إستعدادا لبدء التحرك الفردي.

  ويحضرني هنا ايضا موقف اخر , فعندما كنت انتظر بالعربة الجيب امام قول الكتيبة إقترب مني طفل لايتجاوز الحادية عشر وسألني بلهجته الدمياطية ” انتو رايحين تحاربو اسرائيل؟ ” .وقلت لة ” إن شاء الله ” وهنا أسرع الي بيته خلف نقطة الشرطة العسكرية وأخذ ينادي علي أمه وطلب منها ان ترسل له مصروفه , وذهب وإشتري بة فول سوداني ولب ثم أسرع عائدا الى وأعطاني الاكياس وقال

 ” وزع دول علي العساكر علشان يحاربوا بهمة ويغلبو العدو “ .

 هي دي كانت روح الشعب الصغير منهم قبل الكبير . كل هذا كان الحفز في رفع الروح المعنوية للجنود .

لقد كان الطريق من دمياط منذ بدايته بمثابة البداية لمعركتنا مع العدو فنحن نريد الوصول إلي الموقع دون أن يشعر بنا , ونريد أن نكون مستعدين لإطلاق الصواريخ علية قبل أن يهاجمنا , إن أضعف لحظة لموقع الصواريخ هي تلك التي يكون فيها عاجزا عن القتال ويهاجمه فيها عدو غادر , ونريد أن نحمي أنفسنا ومعداتنا بالتجهيزات الهندسية الجيدة من القنابل والصواريخ  التي سيطلقها العدو علينا , ونريد أن نباغته بالقتال ونفقده اتزانه مع أول مواجهة معه , ونريد أن ،أخذ بثأر من سبقنا الي هذا المكان واستطاع العدو أن ينال منه , كنا نريد….ونريد….. ونريد…… وكان العزم يملؤنا ورغبة النصر لدينا.

 


 

رابعا : إحتلال موقع المزرعه :-

       مع إقتراب عقارب الساعة الي الثانية عشر منتصف ليلة 10/11 أكتوبر 1973 , كانت معظم العناصر الاساسية للكتيبة قد وصلت الي أرض القمر وهذا هو الانطباع الاول لمنظر الموقع من آثار التدمير الشديد .القصف الجوي المعادي طوال اليوم السابق بدل ارض الموقع الي ارض مليئة بالحفر الناتجة عن إنفجارات القنابل أو التي لم تنفجر بعد وكذلك مخلفات المعدات المدمرة والتي لم يسعف الوقت جماعات التطهير في إخلائها , كان الموقع من الصعب إدخال المعدات داخل الدشمة حيث لاتزال الرمال المستخدمة في ساتر تقفيل المداخل موجودة وبكثرة علي ابوابها , وكابلات كبائن الكتيبة السابقة مقطعة وملقاة علي أرضية الدشمة، والحفر العميقة المملوءة بالمياه علي معظم طرق الموقع الداخلية , وبعضها علي مداخل دشم القاذف , باختصار حالة الموقع كان يستحيل دخوله .

ولكن ما العمل ونحن ننتظر الهجمات الجوية في الصباح ، وبعزيمة الرجال , أخذ كل فرد في العمل الصامت يجهز ويعد معدته وسلاحه وصاروخه ,وظهرت المصاعب الجسيمة , هناك بقايا جثث شهداء القصف الذي انتهي مع أخر ضوء يوم 10 أكتوبر ويجب تجميعها ودفنها , هناك إظلام دامس والعمل علي ضوء القمر فقط حتى لا يشعر العدو بنا , وكيف يمكنك تركيب أجزاء من المعدات تحتاج إلي ونش ذو زراع طويل وهو علي ارتفاع ثمانية أمتار من سطح الأرض بدون إنارة , وكيف لك أن تقيم ساترا من شكائر الرمل المملوءة بارتفاع أربعة أمتار وسمك ثلاثة أمتار علي مداخل الأنفاق لحمايتها من القنابل .

احتلت الكتيبة الموقع بما في ذلك من اعمال التجهيزات الهندسية وساعدت وحدة المهندسين العسكريين في عمل الساتر لتقفيل مداخل الدشم . وتم إعطاء تمام الاستعداد في السادسة صباحا .

خامسا : اول إشتباك :-

لقد كانت  كلمات الله سبحنه وتعالي في محكم كتابة بسم الله الرحمن الرحيم 

ّ   وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي  ّ

صدق الله العظيم

  هي النور الهادي لنا وهي الالهام الإلهي الدائم للجنود والكلمات التي تسبق آي اعمال قتال او إشتباكات.

       

 استعدت الكتيبة لإستقبال الهجمات الجوية المعادية ولم يدم الإنتظار طويلا إذ أبلغت مصادر الاستطلاع اللاسلكي الساعة 738 عن إقلاع عدد 16طائرة من مطار العريش وجاري تجميعها بمنطقة علي الساحل شمال سيناء مما يوحي بأن وجهتها هي بورسعيد وبالفعل وصلت الطائرات الي مدي الكشف الراداري وكانت عبارة عن هدف مجموعة مكون من اربع طائرات تطيرعلي إرتفاع متوسط اعلي من 3 كم لتفادي المدفعية الارضية وصواريخ سام7 , مقتربة في تشكيل متتالي واضح علي شاشة الرادر كاهداف منفصلة وبمسافات تصل الي أكثر من كيلومتر بين الطائرات وأصدرت ألأمر بالتتبع ثم إطلاق صاروخين علي الهدف الاول وتأخر م.ا نبيل القداح ضابط التوجية لبضع ثواني في إطلاق الصاروخ الثاني ولم نلاحظ آى رد فعل في خط السير للاهداف , وقابل الصاروخ الاول الطائرة التي في المقدمة وإنفجر فيها  فدمرها وكان الصاروخ الثاني لايزال في الجو وعلي مسافة حوالي 15 كم من الهدف و بدقة التدريبات السابقة وحساسية ومهرة عمال التتبع تم تحويل التتبع الي الطائرة الثانية وبتوفيق من الله أصاب الصاروخ الثاني الطائرة الأخري لتسقط أيضا ، وقد خشيت للحظة من التبليغ عن تدمير الطائرتين , لكن مصادر المراقبة بالنظر والإستطلاع اللاسلكي أنصفت الكتيبة و أبلغت عن سقوط طائرتين معاديتين في البحر المتوسط .

 لقد كانت مفاجأة العدو بوجود كتائب صواريخ ببورسعيد كبيرة نظرا لأنه في اليوم السابق مباشرة قد هاجمها واطمأن ألي إسكاتها وتدمير معظمها من خلال هجمات مركزة بلغت عدد 122 طلعة/ طائرة وبنسبة 25% من إجمالي طلعات يوم 10/10العدو الجوي علي قطاع بور سعيد.

 تكرر الاشتباك بعد ذلك لتسقط للعدو ثلاثة طائرات وهى حصيلة اليوم الأول في بورسعيد.

  

أحد أساليب العدو في الهجوم علي الموقع

سادسا :  وتوالت الايام : 

 وكان اليوم الثاني12 /10 مماثلا لسابقة نظرا لتكرار الهجمات الجوية المعادية علي مواقع الصواريخ وبكثافة متزايدة عن الامس لتصل علي قطاع بورسعيد الي 68 طلعة/ طائرة مهاجمة بنسبة 26% من الطلعات الجوية علي الجبهة المصرية .

   وبدأت هذة الهجمات مبكرا الساعة 728 بهجمة بعدد 16 طائرة علي مواقع الصواريخ لمدة 30 دقيقة أعقبتها هجمة أخري الساعة858 بعدد 10 طائرة ولمدة 15 دقيقة وثالثة الساعة 943 بعدد 12 طائرة ولمدة 20 دقيقة وأخيرا الساعة 1615 بعدد 6 طائرة استغرقت 15 دقيقة ، إستخدم العدو الجوي خلالها  التكتيكات الجوية المختلفة مع تكثيف الاعاقة بانواعها. نفذت الكتيبة خلال اليوم عدد 9 إشتباكات نتج عنهم تدمير خمسة طائرات .

 

إستخدام ستائر الدخان لأول مرة

وقد إستحدث الدفاع الجوي في ذلك اليوم اسلوب جديد في الدفاع الجوي السلبي فنظرا لطبيعة الارض لموقع المزرعة أو موقع رجب عباس لما كان يحلو تسميته هو عبارة عن ارض مكشوفة من جميع الجهات شمالا طريق دمياط و البحر المتوسط وجنوبا منطقة الجبانات وبحيرة المنزلة وغربا مطارالجميل ومن الامام مدينة بور سعيد لذا كان الموقع يعتبر هدف سهل إكتشافه من مسافات بعيدة للطائرات المنخفضة ويصعب إخفاؤه , وقد تم التفكير في إستخدام مولدات الدخان في عمل ستارة دخان كثيف لتغطية معالم الموقع مثل كابينة الهوائيات و قواذف الصواريخ مع تحمل عبئ النواحي السلبية في تعميتة للرؤية البصرية و عدم إستخدام الكشف والتتبع المنظور خلال ذلك .

  وهكذا تم بتاريخ 12/10/1973 استخدام ستائر الدخان لأول مرة مع وحدات صواريخ الدفاع الجوي , واعطي نتيجة إيجابية في حماية الكتيبة خاصة يوم 13 -16/10  

 

سابعا :    قصف الموقع يوم13/10/73 وإستعادة الموقف :-

      بدأ يوم 13/10 كان مثل الأيام السابقة بإشتباك صباحي الساعة 803 بهدف مقترب وتم إسقاط طائرة بعد إطلاق صاروخين عليها تلاة مباشرة الساعة 805 إشتباك بهدف أخر لتسقط الطائرة الثانية.

    

 ولكن مع الساعة 855 دقيقة التقطت رادارات الكتيبة هدف مجموعة مقترب من إتجاه الشمال الشرقي مسافة30 كم منخفض وتم متابعته عن طريق شاشة جهاز الانذار التكتيكي ب12 من مركزقيادة الكتيبة مع تكليف ضابط التوجية بالتفتيش عن الاهداف المنخفضة وذات المسافات القريبة أقل من 25 كم والتاكيد علي عمال التتبع المنظور بإتباع اسلوب التفتيش بالنظر في الاتجاهين المعاكسين آى فرد يقوم بالتفتيش في إتجاه هوائيات الرادار من داخل كابينة المنظور والاخر( الجندي ملش ) يقف خارج الكابينة لمراقبة الاتجاة العكسي للرادار بالنظر مباشرة ويحمل معه نظارة ميدان ميكروفون للتبليغ الفوري عن أى أهداف من اتجاه مراقبتة ، وهذا الاسلوب يحقق اقصي إمكانات التفتيش سواء الراداري او المراقبة البصرية للمسافات البعيده والمسافات القصيرة , وقد لاحظت خلال هذة الهجمة ان العدو لدية أهداف آخرى في إتجاة الشمال بخلاف الاهداف التي تهاجم القوات البرية شرق بور فؤاد عند نقطة   القطعّ  الحصينة . وفي هذة الاثناء صاح الجندي ملش من اعلي هوائيات الرادار محذرا عن إقتراب هدف علي سطح مياة بحيرة المنزلة من إتجاة الجنوب الغربي مقترب راسا الي الموقع .

 طبتت من قائد الكتيبة 425 د.جو.والمتمركزة بموقع بورفؤاد ان يغطيني بإطلاق صاروخ علي الطائرات المقتربة .

 وفي نفس الوقت أصدرت الاوامر الي ضابط التوجية بإدارة الهوائيات 180 درجة والتقاط الهدف مع تجهيز الصواريخ للاطلاق وظهر الهدف علي الرادار ولكن مسافة إكتشاف الهدف كانت صغيرة حيث وصل الهدف علي الحد القرب لمنطقة التدمير واصبحت مسافتة حوالي 4.5 كم و فرصة تدميرة ضعيفة جدا ومع ذلك اصدرت الامر بإطلاق صاروخ في إتجاهها , وبالفعل خرج الصاروخ بنارة و بغباره ليربك الطيارين الاسرائليين فألقوا بحمولتهم من القنابل والصواريخ بدون إحكام التسديد علي مواقع رادارات التوجية والانذار تحت تأثير ذلك مما قلل من دقتها بعض الشيئ , تلى ذلك مهاجمة الموقع ايضا بزوج آخر من الطائرات المعادية من إتجاة الجنوب وبفاصل لايتعدي 20 – 30  ثانية هاجمت قواذف إطلاق الصواريخ  لتدمر خمس من القواذف الستة التي لدينا وهنا واجهت الكتيبة موقفا صعبا وكانت نتائج القصف هي:-

·         اصابة مباشرة في العاكس الافقي لرادار التوجيه أثر علي قدرة إكتشاف الاهداف.

·         تدمير خمس قواذف إطلاق صواريخ .

·         إصابة صاروخ من علي القاذف السادس الأخير بشظية وخروج المؤكسد من أعلاة .

·         قطع كابلات مركز القيادة مع رادار القيادة التكتيكية ب 12 .

·         أنبعاج باب مرسل الرادر بكابينة الهوائيات وفصل الضغط العالى.

·         قنابل متناثرة بالموقع لم تنفجر بعد .

·         خسائر في الافراد شهيد وعدد 9 جرحي .

 

وكان أغرب بلاغ من كابينة المنظور بان الجندي / ملش طار في الهواء.

    الجندي ملش هو ثمرة تجنيد المؤهلات العليا بعد حرب 1967 وكان يعاني الآم في رقبته من آثر حادث مرور تعرض له واصبح كثير التردد علي العيادات للعلاج , لذلك تصورت للوهلة الاولي انه اصبح من الشهداء , ولكني فوجئت به يدخل مركز القيادة وهو يهلل ويقول رقبتي خفت الألم زال ، وتعجبت بالطبع لكنها قدرة الله التي حملته مع الموجة الأنفجارية من اعلي الهوائيات الي دشمة القاذف حوالي 75 متر طيران وهبط سليما .

  كانت الصورة ليست وردية خاصة بعد علمت أن باقي كتائب الصواريخ بالقطاع أصبحت خارج واجب العمليات بأسباب مختلفة ولم يبقي إلا الكتيبة 418 د. جو. ، ولكن بعزيمة الرجال بدات أعمال إستعادة الموقف فورا حينها شعرت ان هناك خلية نحل دبت فجأة بالموقع تسارع الزمن.

جري قائد سرية النيران ( نقيب / احمد رضا ) ومعة حكمدار القاذف السليم ( الرقيب سعيد عبد النبي الذي كان يعمل مراكبي قبل تجنيده ) واسرع الي الصاروخ الذي اصيب بشظيه واخذ قطعة من الخشب علي شكل وتد وغرسها مكان الفتحة التي بجسم الصاروخ ليتوقف خروج غاز الاكسيد ذلك الغاز الكاوي الذي ما إن يلمس الجلد إلا احرقه وحوله الي قطعة فحم , وبسرعة كبيرة تم تفريغ الصاروخ المصاب وتحميل صاروخ آخر عليه لنكون مستعدين للأطلاق من جديد  .

وقام ملازم اول /عبد الدايم بخلع باب مرسل الرادار وتركيب وصلة دائرة القصر ليعمل المرسل والباب مفتوح مع مخاطرة التعرض لصاعقة كهربائية , وظل ممسكا بها حتي إنتهاء الاشتباك وإصلاح الباب الاصلي للمرسل  .

 وقامت جماعات ستائر الدخان بالعمل بكثافة لتغطية الموقع بستارة مستمرة من الدخان لمنع القصف الدقيق لباقي المعدات .

واخذ كل فرد فى الموقع يعمل لإصلاح المعدات وإستعادة الموقف بعد حوالي ال20 دقيقة كانت الكتيبة قد استعادة كفائتها  ولكن قدرتها الفنية والقتالية تضاءلت واصبح الموقف كالآتى :

·         إنقطاع معلومات الكشف الراداري لجهز الانذار التكتيكي ب 12 عن مركز القيادة.

·         أقصي مسافة كشف برادار التوجية  25 كم , بدلا من 60 كم .

·         صاروخ واحد فقط جاهز للإطلاق ، ويجب الانتظار لمدة خمس دقائق لحين التحميل والتجهيز للصاروخ التالي .

·         يلزم إيجاد وسيلة للتعامل مع الاهداف التي تقترب من الكتيبة خلال الفترة الزمنية الحرجة التي لا يوجد فيها صاروخ جاهزة للإطلاق .

رادار ب 12 

ماذا فعلت الكتيبة لمواجهة ذلك :-

·         استخدمت الدخان عقب كل إشتباك ولحين إعادة التحميل .الاستفادة من وسائل التحذير التي لدي الطياريين الاسرائليين في إيهامهم بالتفتيش عليهم وتتبعهم بالرادارثم إطلاق صواريخ عليهم بإستخدم الاطلاق الإلكتروني ضد الطائرات المقتربة وذلك حتي تشعر الطيار بالخطر .

·         الدقة فى اختيار الأهداف للإشتباك معها حتى لاتقع فى فخ الخداع.

·         اطلاق صاروخ واحد في كل إشتباك مع أهداف العدو.

·         استخدام المهارة فى التتبع اليدوي الدقيق للاهداف لتلافي فشل الاشتباكات .

·         تعديل اسلوب الرمى بالاشتباك مع الاهداف الجوية في عمق منطقة التدمير 14 -  16 كم ، لضمان تدمير الأهداف الجوية

·         إستبسل ضباط وأفراد الكتيبة في إصلاح الاعطال الناتجة عن القصف الجوي المعادي ، ففي كابينة الرادار قام الملازم اول

·         عبد العال بخلع وإصلاح باب مرسل الرادار ، وقام طاقم القواذف بتغيير الامبليدين العاطل وكل كان يضبط تخصصة .

وفي تمام الساعة 925 ظهرت أولي بوادر رد الفعل للعدو بعد القصف الذي ظن انة قد نال من الكتيبة ودمرها  تدمير شامل وبذلك قام  بالهجوم المباشر في صورة هدف مقترب من إتجاه الشمال الشرقي علي ارتفاع منخفض مستغلا سطح البحر المتوسط وإتجاه الشمس بإنعكاساتها علي سطح البحر ولكن تم بحمد الله إكتشافه بالرادار وتأكيده بالمنظور وأطلق عليه صاروخ واحد . فكانت المفاجأة للطيار وقام بالمناور بالصعود والالتفاف والعودة  الي اتجاة الشرق  لكن لم يستطع أن يفلت من الصاروخ وسقط في البحر بعد أن إنفجر في الجو , أشعل هذا الاشتباك الحماس بالموقع وأفرادة وتعالت صيحات الحمد والشكر لله سبحانة وتعالي .

شجاعة طيار إسرائيلي وعصفورين بحجر :-

في الساعة 1320 إقترب هدف مجموعة من طائرتين من إتجاه الغرب علي إرتفاع 2 كم ، وكانت الكتيبة جاهزة للإطلاق بصاروخ واحد فقط وباقي القواذف بين مدمر وجاري إستعادة كفاءتة لذا فقد تم إطلاق هذا الصاروخ علي الهدف وتم توجيهه الي الطائرة التي في المقدمة وإنفجر محدثا كرة من اللهب دمرت الطائرة الاولي ولم يسعف الطائرة الثانية المناورة من دخول كرة اللهب لتسقط هي الاخري .         

وتسلل هدف مقترب من إتجاه الغرب الساعة1320 وكان القاذف المحمل عليةالصاروخ الوحيد عاطلا حيث إحترق الامبليدين (مكبر القدرة ) الذي يساعد علي تحريك القاذف ، ولم يكن امامنا إلا الاطلاق الالكتروني و أحس الطيار بذلك فإبتعد مسرعا هربا من التدمير و ظن ان الصاروخ علي مقربة منة و يطاردة فقفز بالمظلة البرتقالية اللون ليقع في بحيرة المنزلة وتسقط طائرتة .  

      وأذكر هنا أيضا إستبسال طاقم الاصلاح الفني لرئاسة الصواريخ والمدفعية بقيادة المقدم مهندس /عزيز بطرس غالي وهم يسابقون الزمن لإستبدال قطع الغيار وإصلاح المعدات .

وإستمر نهار اليوم عصيبا جدا  و وصل تركيز العدو الجوي علي القطاع بعدد 46 طلعة/ طائرة بنسبة 25% من إجمالي الطلعات علي الجبهة المصرية ، وما أكثر مشاغلات الاهداف الجوية خلاله ،  بعد هذا الاشتباك تم  تنفيذ إشتباكات أخري نجحت الكتيبة  من تدمير خمسة طائرات معادية طوال هذا اليوم , وقد بدا واضحا اننا لانقاتل الطيار الاسرائلي السابق وان هناك نوعية أخري من الطياريين المرتزقة , ومما لفت النظر أيضا في إشتباكات اليوم انه عند معاينة جثة احد الطياريين التي اسقطت طائرتة  بالقرب من مطار الجميل وجد أنة تم ربط الطيار بسلاسل في مقعدة وأن المظلة لم تفتح .

في نهاية اليوم إتصل بي من غرفة عمليات قيادة الدفاع الجوي اللواء / محمد علي فهمي وسأل عن ماذا تم خلال النهار واسلوب الكتيبة في إدارة الاشتباكات مع العدو الجوي ومدي كفاءة أستخدام الدخان وتأثيرة علينا وعلي العدو  ثم طلب مني أن أشرح خبرة القتال الى المقدم /احمد بلال رئيس اركان اللواء 98 د.جو. لتعميمها علي باقي كتائب الصواريخ .

 


 

 ملحق الصور

 

 

 

 

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech