Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء طيار احمد ابو شهبه - هليكوبتر

حرب اكتوبر

اول مهمه انتحاريه :

يوم 5 أكتوبر كان هناك سربان هيليكوبتر في الجنوب فصدرت الأوامر لمجموعة منا بالانتقال و التمركز في مطار الماظة فأحسسنا ان هناك شيئا ما.

في صباح يوم 6 اكتوبر - و كنت برتبة رائد طيار- اخبرونا بموعد الضربة الجوية و اعطوا كلا منا المهمة المطلوبة منه ، و كانت قد حدثت تنقلات للاسراب حسب المهام المطلوبة من كل سرب و اقترابه من الهدف المطلوب التعامل معه حتى يوفر الوقود.

كانت مهمة الهيليكوبتر ستبدأ الساعة الخامسة و النصف أي بعد الضربة الجوية بثلاث ساعات تقريبا مع غطاء جوي من الطائرات المقاتلة ، و لكن لظروف معينة نفذت الهيليكوبتر طلعتها بمفردها ... و حققت بطولات.

 

و كان دوري تنفيذ طلعات خاصة جدا .. كنت أول يوم سأنقل مجموعة من قوات الصاعقة المدربة تدريبا عاليا جدا من مجموعة الشهيد إبراهيم الرفاعي  - رحمه الله – لإنزالهم خلف خطوط العدو في عمق كبير و هم يعلمون جيدا أنه لا توجد قوات مصرية أخرى ستلحق بهم أو تعود إليهم حتى و إن حدث تطوير الهجوم.

كانوا سينزلون في جنوب العريش في منطقة اسمها "جبال بركة" و هو منطقة فيها كهوف و مغارات لتكون لديهم فرصة للاختباء  عن عيون العدو ... و كان دورهم الرئيسي استطلاع مبكر و تبليغ القيادة المصرية بتحركات العدو البرية من مدرعات و خلافه ..

 و كذلك التبليغ عن خروج أي طائرات من مطار العريش حتى يكون لدى القيادة علم و تتصرف بناءا على ذلك.

كانت هناك مجموعة مزودة بأجهزة اتصال و طعام و شراب و كل ما يحتاجونه و كان معهم دليل عربي من البدو حتى يحدد لهم مكان الإنزال في منطقة الجبال و كانوا ينزلون لضرب العربات المدرعة و زرع الألغام ثم يعودون إلى الكهوف قبل الفجر و البقاء فيها خلال النهار ثم يكررون نفس الأعمال في الليل .. و كانت مهمتهم عبارة عن عملية انتحارية.

كانت التعليمات أن يقلع قبلي سرب هيليكوبتر و ينفذ إبرارا لقواتنا خلف خطوط العدو في منطقة "تمادا" ثم أقلع أنا وراء هذا السرب الساعة الخامسة و النصف تقريبا و أكمل إلى جنوب العريش.

أقلع هذا السرب في تشكيل من 9 طائرات و أنا وراءه بمسافة قليلة و قبل منطقة الإبرار لهذا السرب في تمادا بحوالي 15 كلم فوجئنا بطائرتين إسرائيليتين تضربان آخر طائرتي هيليكوبتر من تشكيلنا الذي أمامي لكن الحمد لله لم نصب لأننا كنا على ارتفاع منخفض ، و عندما رأيتهم بعيني أعطيت إنذارا لقائد التشكيل فتفرقت الطائرات الهيليكوبتر و تعامل كل طيار هيليكوبتر مع الطائرات المعادية بطريقته حتى لا تضربه.

هذه المناورات أضاعت حوالي 8 دقائق من وقت المهمة و كان معي خزان وقود احتياطي لأن مسافتي كانت أبعد من مسافة طائرات السرب التسعة فأكملت رحلتي و في طريقي شاهدت منظرا جميلا جدا لن انساه في حياتي ، وجدت 4 طائرات سوخوي مصرية تضرب موقع إسرائيلي و ينفذون ذلك في شكل دائرة رأسية، طائرة تضرب الموقع ثم ترتفع لأعلى عائدة إلى الخلف ثم تدخل خلفها الطائرة الثانية و تنفذ نفس الشيء و هكذا بالنسبة للطائرة الثالثة و الرابعة حتى اشتعلت النيران في الموقع كله و كانت الطائرات تنفذ ما يشبه دوران الساقية ، هذه الطائرات رفعت روحنا المعنوية جدا.

و قبل وصولي إلى منطقة الإبرار حل الظلام فكان لا بد أن ارتفع لأعلى لأنني مقبل على منطقة جبال ، و بمجرد أن ارتفعت ظهرت على الرادار المعادي و فوجئت بطائرات اعتراضية ألقت قنابل مضيئة في الجو لتحديد مكاني و محاولة ضربي ، و الحمد لله أفادتني هذه القنابل المضيئة حيث أضاءت المكان و عرفت أنني في بحيرة البردويل و عندما وصلت إلى منطقة الجبال ارتفعت قليلاو بدأت أبحث عن منطقة النزول و معي الدليل من بدو سيناء حتى وجدناها و تم إنزال المجموعة التي كانت معي بما معهم من صواريخ لضرب الطيران المعادي المنخفض و علمت بعد ذلك انهم ضربوا ضربوا طائرات إسرائيلية كانت في مطار العريش.

كانت مجموعة الصاعقة هذه متحمسة جدا و مدربة على أعلى مستوى و يعرفون قيمة المهمة التي سينفذونها و معنى الشهادة و يكفي أنهم كانوا يعلمون قبل هذه الطلعة أنه لن تصل إليهم أية مساعدات فكان اعتمادهم على الله تعالى أولا ثم على أنفسهم و تدريباتهم.

و عندما هاجمتنا الطائرات الاسرائيلية قبل وصولنا الى منطقة الجبال لم اشعر ان احدا منهم اهتز او اصابه الخوف بل كانوا كلهم إيمان و يعرفون أن العمر واحد و الرب واحد.

وصلنا إلى بركة جنوب العريش و في تقديري استغرقت هذه الرحلة ساعة و نصف و لم أشعر بالوقت لأننا كنا في مواجهة حقيقية و في منطقة لم تستطلع من قبل ، و لا نعرف ظروفها لكن الطلعة استغرقت وقتا طويلا لدرجة أنني عندما عدت إلى المطار وجدتهم قد شطبوا على طائرتي باعتبارها من الطائرات المفقودة.

في طريق عودتي كان لا بد من تغيير خط السر حتى لا أجد الطائرات المعادية في انتظاري فاتجهت عبر شمال سيناء إلى البحر المتوسط بمحاذاة الساحل على رأس البر ثم الدلتا ، و نتيجة المناورة و البحث عن مطنقة الجبال و الهروب من الطائرات المعادية استنفدت كمية كبيرة من الوقود و كان مفروضا أن أدخل عن طريق بورسعيد و لكن بسبب نفاد الوقود بالاضافة الى أن مدفعيتنا كانت تضرب من بورسعيد ضربا حرا فقد أكملت السير على البحر و عندما وجدت الوقود أوشك على النفاد تماما اتصلت بالمركز الرئيسي للعمليات لكن المفاجأة أن جميع المطارات أغلقت أجهزة اتصالاتها حتى لا تستطيع إسرائيل التقاط هذه الاتصالات ثم تنفذ أي ضربة معادية.

كما تم إغلاق كل الاجهزة الملاحية لم اجد امامي سوى الارتفاع لأعلى حتى التقطتني الرادارات المصرية و عرفوا أن هناك طائرة هيليكوبتر قادمة فتوقعوا أن تكون مصرية  وفتحوا أجهزة الاتصال و تحدثت مع مطار المنصورة و كان أقرب المطارات لي و تم إضاءة الممر ، في هذا الوقت كانت الساعة حوالي الثامنة مساءا.

نزلت في المنصورة و اتصلت بالقيادة و باللواء نبيل كامل قائد الفرقة 119 أخبرته بنجاح المهمة لأطمئنه على رجال الصاعقة.

كانت هذه أول طلعة لي و كان معي في الطائرة زميل طيار و ملاح و طاقم مهندسين بالإصافة إلى المدفعجي المخصص للمدفع.

تقرر بعد ذلك تكرار هذه الطلعات الخاصة و إبرار قوات خاصة أخرى لنجاح الطلعة الاولى التي حققت ارتباكا في صفوف العدو.

في الطلعة الثانية كان الليل مقمرا و دخلت من وسط سيناء من طريق اسمه الطاسة – بالوظة و هو موازي للقناة بعد أن عبرت القناة و دخلت وسط سيناء كانت الساعة العاشرة مساءا تقريبا ، وجدت دبابات اسرائيلية مدرعة فأبلغت الرئاسة باللاسلكي و قررت انزال القوات التي معي اولا ثم ضرب هذه الدبابات في طريق عودتي.

اتفقت على ذلك مع الملاح المرافق و هو احمد ربيع ، فأعددنا الصواريخ استعدادا لضرب الدبابات بعد أن أنزلنا القوات التي معنا لكن الاسرائيلين شعروا بالطائرة و هي مقبلة عليهم عندما سمعوا صوتها و قبل أن نضرب النار عليهم و على مسافة 10 كلم فوجئنا بكثافة نيران و ضرب عشوائي منهم لحماية أنفسهم من كل الاتجاهات و بكافة الاسلحة الموجودة لديهم فاضررت لتغيير اتجاهي ناحية الشمال و ابتعدت عن نيرانهم و عندما عدت للنقطة الاولى لمحاولة ضربهم مرة اخرى اصابت طلقاتهم بطن الطائرة لكن الحمد لله لم تكن مؤثرة.

أكملنا العودة و نزلنا في مطار أبو صوير و كان قائد المطار اللواء جمال عفيفي الذي أحضر بطارية و بحث بنفسه عن الاصابات ببطن الطائرة.

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech