Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء أحمد أسامه ابراهيم قائد المجموعة 139 صاعقة

حوار خاص مع البطل بواسطة المجموعة 73 مؤرخين 

ولا يجوز نقلة أو اعاده نشرة بدون الاشارة للمجموعة 73 كمصدر للمقال كحق ادبي لموقعنا

 

 

 

مقدمة:

انا في الاساس من مواليد محافظة أسيوط عام 1937 التحقت بالكلية الحربية فور اتمام الدراسة الثانوية ثم تخرجت من الكلية الحربية عام 1957 الدفعة السادسة والثلاثون في الحقيقة انا متقدم عن باقي دفعتي بترقية لأني حصلت على ترقية استثنائية

في البداية التحقت بسلاح المشاة ثم حصلت عى فرقة الصاعقة وجمعت معها خدمة مشاة حيث قمت بقيادة فصيلة وسرية وكتيبة ثم لواء صاعقة وهو اللواء 139 صاعقة  وهو اللذي خضت به الحرب عام 1973

وايضا قائد سرية مشاة ثم رئيس اركان لواء ثم قائد لواء ميكانيكي وهذا التنوع في المناصب بين المشاة والصاعقة بسبب اني الحقت على الصاعقة ثم تركتها عدة مرات وهذا في الحقيقة لاني شخصية ليس من السهل التعامل معها.

فاذا سألت قادتي مثل اللواء نبيل شكري عني كان سيقول اني ظابط ممتاز ومقدام وشجاع ولكن امتاز بالفوضى الشديدة ولكن بالرغم من ذلك اي موقف كان قادتي يكلفوني بالتعامل معه كنت انجح فيه فما يصفه البعض بأنه فوضى في الحقيقة ليس هو الا ان ما افكر فيه لابد ان يحدث مهما كان وليس فوضى عسكرية بالمعنى المفهوم ، وهذا سبب تعدد خدماتي بين الصاعقة والمشاة.

خرجت على المعاش عام 1985 وكانت اخر خدمتي هي لواء أركان حرب قائد قطاع البحر الاحمر العسكري  في القوات المسلحة وذلك لان صفاتي الشخصية كانت من الخطورة من ان اتولى مناصب قيادة في القبادة العامة بالرغم من اني كنت قائد لهذا القطاع وقادر ان اتولى مناصب اكبر وقدراتي تمكني من ذلك ودراساتي تمكني من ذلك لكن كما اشرت جموح شخصيتي هي التي منعت ذلك.

شخصيا انا حضرت حرب 1948 لكن لم اشارك بها لاني كنت صغير السن لكن اذكر الوضع العام في البلد في تلك الايام

اما في حرب 56 فقد تعرض المبنى الذي اقيم فيه في الكلية الحربية للقصف وخضت حرب اليمن  وشاركت في اليمن ثلاث مرات ، مرة قائد سرية ومرة كحرس جمال عبدالناصر حيث طلب  من الصاعقة اثناء زيارته ، واخرها رئيس اركان كتيبة كان قائدها الشهيد ابراهيم الرفاعي سنة 1965 وهي الكتيبة 503 صاعقة وهذه الكتبية شكلت خصوصا اثناء حرب اليمن بعد اكتشافهم اهمية الصاعقة

وبعد انتهاء حرب اليمن تم حل تلك الكتيبة. حيث كان قبل الحرب عدد الكتائب 16 كتيبة وصلت الى 37 كتيبة للحاجة الماسة لقوات للصاعقة ب

عد فترة اصيب الرفاعي وعاد للعلاج في مصر فأصبحت انا قائد الكتيبة حتى عدت بها الى مصر عام 67 قبل النكسة.

الكتائب الاضافية المنشئة لغرض الحرب ثم يتم تفكيكها فورعودتها لمصر لانتهاء الغرض منها. شاركت في النكسة والاستنزاف ونصر أكتوبر لذلك في الحقيقة انا شعرت بكل طلقة رصاص تم اطلاقها في مصر خلال حروبها الحديثة.

في البداية يجب ان أشير الى  انني  منحاز بشدة للصاعقة لاني منها واعتبرني عنصريا ومتعصبا بشدة للصاعقة وفيما يلي الاسباب اللتي دفعتني لهذا الانحياز

اول من عبر في اكتوبر الصاعقة فهم من عبروا وقاموا بسد انابيب النابلم في بارليف قبل الحرب وهما المجموعتين من الصاعقة التان كانتا ملحقتان بالجيش كما ان ابعد مسافة وصل لها جندي في الحرب في سيناء كانت من الصاعقة حيث وصل عملق  أحد مجموعات الصاعقة 50 كيلوا من القناة ، كما ان الصاعقة عملياتها في الجو والبر وبالبحر اي ان مسرح العمليات كان بكامله لها واخر من اطلق النيران قبل وقف اطلاق النيران حيث اثناء الثغرة كانت المسافة بيننا وبين الاسرائيلين كانت 20 متر حيث كان الصدام بيننا وبينهم في حالة تلاحم  ، لذلك كان من المنصف ان اقول ان اول من اطلق النيران واخر من اطق النيران واول من عبر وابعد من وصل في حرب أكتوبر كان من رجال الصاعقة.

ولن تجد هذا الانجاز في اي قطاع اخر من الجيش سواء كان مشاة او مدفعية او مدرعات او قوات جوية او ايا كان .

حرب اليمن:

بداية بحرب اليمن حيث اني شاركت في اليمن كنت قائد سرية في الصاعقة سنة 62 فكنت ظابط عظيم كنبطشي ، يومها تلقيت اتصالا هاتفيا بأن استعد بملابسي المدنية للذهاب الى ميناء الأدبية وسأجد هناك من هو منتظر وصولي لكي أذهب الى وجهة ما (اليمن كما علمت فيما بعد) وكان هذا الاتصال حدث في حوالي الساعة العاشرة ليلا  وكان اول قوة ارضية وصلت اليمن من الجيش كتيبة صاعقة حيث ارسلت بطائرة انتينوف الى اليمن وانا اول من وصل بمركب لليمن وكانت المركب مخصصة اساسا لنقل المواشي وكان اسمها تالودي ووصلنا ميناء الحديدة وكنت قائد سرية صاعقة وملحق معنا خمس سيارات مدرعة مع رائد شرطة عسكرية وكانت سيارات مدولبة وعند وصولنا هناك كان يقودنا اللواء علي عبدالخبير بنفسه فكنت نقيب واتحدث مباشرة لوزير الدفاع اليمني وكانت القصة بسيطة في الاول فكانت اوائل ايام حرب اليمن واستقبلنا اللواء عبدالخبير بنفسه وتعرف على حمولة المركب وهكذا واصدر امر بوضع السيارات تحت قيادة الصاعقة فقلت له يا فندم قائد السيارات رائد وانا نقيب  فقال فورا يعمل تحت قيادة الصاعقة ، ثم حضر الينا وزير الدفاع اليمني الخاص بنظام المشير السلال وكان كل يوم يقول لنا معلومات ان الامام البدر في المكان الفلاني فورا نتحرك خلفه في سيارات الى هذا المكان وتكررت القصة باستمرار وفور وصولنا نكتشف رحيلة ظللنا في تلك المطاردة لمدة ولكن لم نعثر على الامام البدر نهائيا وتدريجيا بدأت قوات الصاعقة تصل تدريجيا حيث وصلت كتيبة رقم 33 وقائدها كان احمد عبدالله رحمة الله علية  وكنت انا في الاساس اتبع هذه الكتيبة فصدر امر بان يلتحق كل الظباط على وحداتهم الاصلية فتم تفكيك السرية الخاصة بي وكانت موجودة في مكان اسمه صرواح وكانت كتيبة مطاردة ومحاصرة خلال حرب اليمن وظللت في اليمن ولم اكن من الناس الذين يأخذون اجازات

عموما لا تحاول ان تسألني عن اي بطولات لي في حرب اليمن لانها كانت معركة بقاء الحقيقة فانت كنت تقاتل شخص لا تراه او تراه ولا تعلم ان كان عدو او حبيب وتحتاط منه وعندما تدخل معه معركة كانت غالبا معارك كمائن مدبرة لك اما اذا فكر في الهجوم مباشرة كعملية عسكرية هجومية كنا نبيدهم تمام لفارق القوة والتسليح والامكانات

 من الممكن ان احدثكم عن بعض الاحداث اللتي حدثت وكان ترى ما بها بطولات ولكن في نظري بطولات زائفة .

فمن الاحداث الفكاهية التي حدثت مثلا كنا في منطقة اسمها رأس العرقوب وكنا متمركزين في مكان مرتفع قليلا ولا سبيل للنيل منا الا بالخديعة فمن اجل ان نصعد الى هذا المكان المرتفع كنا نسير على مدق جبلي فكانوا يزرعون الغام بهذا المدق لتعطيل الدبابة او المدرعة فلكي تقاوم هذه الاعمال  قمنا بعمل كمين لهم وجاء الرجل اللذي كان يريد زرع القنبلة وسط الكمين وقبضنا عليه واوسعناه ضربا وركلا كعقاب له.

كانت حرب اليمن بالنسبة لي شخصيا هي معركة على كرسي حكم ليس أكثر فكانت فترة الحرب نفسيتك غير مرتاح للحرب فمثلا اثناء وجودي في صرواح حدث كمين لقوة ما فارسلت القيادة سرية مظلات للتعامل مع المحاصرين فور وصول المظلات انسحبت القوات المحاصرة ليلا عادت وذبحت قوة المظلات عن بكرة ابيها وبعد مدة ثلاث اشهر وصلنا الى المكان فوجدنا الجثث فتخيل انك تشاهد هذه الجثث  انت تعرف كل جثة تخص من وتعود لمن بحكم انهم زملاء لك فكانت القصة مؤلمة جدا . كما ان طبيعة الارض هناك صخرية فعندما يستشهد زميل لنا كنا نحفر حفرة لا يزيد عمقها عن 30 سم وندفنه بها ونضع فوق القبر احجار ونضع حراسة بجوار القبر الذي عادة ما يكون بجوار المعسكر حتى لا تاكل الحيوانات المتوحشة جثامين الموتى.

وكانت تجربة غريبة جدا فكنت  في احدى المرات كنا نسير في صنعاء فلم تكن فيها صرف صحي وكانت معظم المباني مكونة من عمارات ثلاث ادور وايضا في احد الايام سمعنا اصوات طبل سالنا فقال الناس هذا القصاص ( اعدام مجرم ) فقررت ان احضر القصاص وكانت تجربة ليست جيدة لي حيث ظللت يوما كامل لا آكل بعد تلك التجربة .

أما الاغرب أن الظباط الذين يعدموا من اليمنيين ممن هم مناصرين للامام فكانت رؤوسهم تعلق على باب صنعاء ، وكانت هذه اليمن اللتي عشناها وهي مختلفة تمام عن اليمن الذي نعرفه اليوم.

فمثلا كانوا يهاجمون باسلوب الحرب العالمية الاولى بطريقة الموجات البشري فدائما في الفجر تسمع صوت بروجي وتسمع الله اكبر وهجوم فكل ما تفعلة كمدافع ان تطلق النيران باستخدام المتعدد وانتهى الهجوم كانت تتكرر القصة كثيرا جدا بنفس الاسلوب سواء عند الفجر او عند المغرب .

من وجهة نظري في حرب اليمن كمشاركة الجيش المصري بها فأنا الحقيقة من ضمن مؤهلاتي انني خبير استراتيجي حيث حصلت على هذه الشهادة بعد دراستي هذا المجال في معهد ناصر ومن ضمن دراساتي هي مادة الجيوبولوتيكا وهي علم البشر مع الارض حيث ان العلم ينص ان الدولة مثل الانسان يا اما ان تكبر او تضمحل او تمرض لكن لا تموت

ولكي تكبر الدولة لابد لها ان تتوسع وان تنظر في الاجناب مثلا امريكا وحرب فيتنام وامريكا وحرب كوريا . ونظرا لان عبدالناصر في عصره كان يسعى لتحقيق ما يطلق عليه القومية العربية ويوحد الدول العربية في نظام واحد قوي فكان لا سبيل الا بدعم الثورات في داخل تلك البلدان ، فاليمن كان يقودها الامام البدر وثار عليه المشير عبدالله السلال والحقيقة كان ناصر يريد ان يدعم النظام الجمهوري الذي اراد السلال تأسيسه والدول العربية الملكية المجاورة مثل السعودية والاردن خشيت من سقوط النظام الملكي هناك لاساب سياسية بحته ومكاسب سياسية وبالفعل نجح ناصر في تأسيس نظام جمهوري هناك وهذا مكسب كبير الحقيقة ولكن انت خسرت كثرا من اموال وبشر في الحرب.

فلكي تكبر مصر كان لابد من ان تدعم مصر الدول اللتي بها ثورات مثل الجزائر وتونس وليبيا كما كان متدخلا في الشأن السوري ضف على ذلك تدخله في دعم الثورات وحركات التحرر من الاستعمار في افريقيا وذلك اضاف لك الكثيرمن القوة الاقليمية فأنت خسرت وقتيا اموال وبشر في دعم تلك الثورات ولكن في المستقبل كسبت الكثير منها. فسياسيا وعلى مستوى دولة كان قرار صحيح ولكن كنظرة قاصرة منا كبشر كان قرار غير صحيح.

مثلا حرب 67 سببها تهديدات لسوريا كان بامكان القيادة ان تغض البصر ولا تشارك ولكنها فضلت المشاركة لانك لا يمكنك ان تعيش بمعزل عن من هم حولك بالرغم من الهزيمة الكارثية و خسارة ما يقارب 70% من معدات الجيش وخسارة الارض ولكن كان لابد ان تدعم سوريا.

فما حدث كان تورط لمصر في اليمن مماثل لما حدث امريكا في فيتنام وما حدث لها في كوريا فهو توريط مثل تورطهم في افغانستان فهو دفاعا عن النظام الرأسمالي والديمقارطية حسب ما يقولون وخسروا أرواح وأموال لكن كسبوا قوة وفي المستقبل مال من تلك الحروب. فناصر كنتيجة لسيلساته تمتع بشعبية ونفوذ في افريقيا مما متع مصر بقوة ونفوذ في تلك الفترة.

فور عودتي من حرب اليمن قام اللواء سعيد نصر بطلبي لكي اقوم بقيادة سرية صاعقة وانا بالطبع رفضت فتم استدعائي علىى مكتب الفريق جلال هريدي بالفعل ذهبت الى هناك وناقشني الفريق جلال حيث كانت المعلومات الواردة له اني فوضوي والحقيقة انا لم اكن كذلك فأنا كنت اتخذ القرار طبقا لما اراه الانسب على الارض دون الرجوع لاحد واتحمل تبعاته ، جلال هريدي يدير الصاعقة كأنه وزير دفاع وكان يتخذ القرار في اي مكان في أي وقت طبقا لما يراه دون أن يخشى اي شيء او اي شخص او ايا كان ، وصدر لي الامر منه بأن اتولي قيادة سرية صاعقة وأطعت الاوامر .

النكسة:

كنت متمركز في منطقة اسمها خان يونس في غزة مع لواء اسمه عين جالوت حيث القائد هناك كان اسمه النواوي حسب ما أذكر وكان قد أسر في الحرب والحقيقة قبل الحرب بشهر ونصف تم الحاقي على كتيبة صاعقة لما يسمى بالجيش الفلسطيني

كنت في ذلك الوقت ملحق كما اشرت على كتيبة صاعقة فلسطينية وتسلمت قيادة سرية منها وكانت مكونة من 3 سريات   والحقيقة انه كان هناك كتيبتين صاعقة  ايامها ما يطلق عليه الجيش الفلسطيني وكان اذا ذهبت الى الميز مثلا وتحدثت الى افراد الكتيبة تسمع مثلا ان هذا فلسطيني عراقي وهذا فلسطيني أردني وهذا فلسطيني مصري مثلا حسب الكلية الحربية التي تخرج منها فكانت الصاعقة الفلسطينية مختلفة عنا وكنت أشعر اثناء جلوسي معهم بالغرابة فكنت اسمع كلام من نوعية سنرمل نساؤهم ونيتم اطفالهم وعندما تسأل عن طابور الصباح مثلا او اي نظام عسكري كنت لا تجد

فبدأت في اعادة التنظيم وتدريبهم واعدادهم عسكريا وكنت قد اكتشفت انهم بينهم اشخاص في امكانهم لانه نجل الشيخ فلان او الشيخ علان فبدأت اعالج تلك العملية.

في البداية يجب ان اشير الى الفريق جلال هريدي اثناء تدريبه لنا كان يأخذ القنبلة الدفاعية مثلا ويلقيها على بعد 50 متر وتنفجر ويظل واقف دون ان يأخذ ساتر كنوع من عملية كسر حاجز الخوف لدينا كظباط وجلال هريدي بلا شك ظابط شجاع وعلمت كيفية التعامل مع القنابل بنفس الاسلوب حيث كان جلال هريدي يعرف فيزيائية عمل القنبلة وحركة الشظايا والقوص فكان يدرك ان وقوفه في ضمن مسافة معينة من مكان انفجار القنبلة وخارج حفرة التدريب المستخدمة لتدريبنا على التعامل مع القنابل يقيه من اتجاه الشظايا ولكن هو استخدم تلك العملية لتدريبنا وكسر حاجز الخوف لدينا

وأحترفت تلك القصة وقلت لجلال هريدي وسعد بي جدا وكانت علاقته معي مختلفة عن البقية لأني أكثر ظابط "عافرت وزرجنت معاه" اثناء التدريب ولأوضح اثر احتراف هذه القصة النفسي انها تكسر حاجز الخوف ولاحقا عندما نقلت الى قوات المشاة بالجيش الثاني وقمت بنفس الحركة انقلب الجيش الثاني بأكملة لان هناك ظابط صاعقة يلقي قنبلة يدوية ويظل واقفا وكانت قصة مشهورة.  

اعود الي خان يونس ، قررت ان أرفع كفاءة الكتيبة الفلسطينية وذلك لان أسس تشكيلهم ليست على حساب الكفاءة ولكن على حساب الاتصالات والمعارف والنسب وغيرة فقررت و صممت ان يتدربوا ففتحت مخازن الذخيرة وبدأت ادربهم بقوة على ضرب النار والار بي جي وزرع الالغام والكمائن وغيرة حتى تدريجا احبوني ودخلت قلوبهم لما لمسوه مني من شدة في التدريب خوفا عليهم وتجهيزا لهم للمعركة المقبلة

لكن للاسف فشلت بالرغم من محاولاتي المتعددة معهم فقد ظلوا يرددون شعارات من انهم سيسحقوا اسرائيل وغيره وغيره.

 

 

وبدأت الحرب اخترقت الدبابات الاسرائيلية من منطقة خان يونس ولم يلقى مقاومة قوية في المنطقة وبالفعل وصلوا الى منتصف القطاع فاذا اتجهت يسارا تتجه الى رفح واذا اتجهوا يمينا يصلوا جباليا في المنطقة والحقيقة ان العملية كانت فوضوية واساء قائد القطاع توزيع القوات بصورة سيئة والحقيقة أنهم لم يقاتلوا نهائيا وغادروا المنطقة.

إستدعاني قائد القطاع وطلب مني ان اواجه اليهود وفعلا تحركت بسريتي الى محطة قطار خان يونس ومعي دبابتان حيث كان قد قال لي  (( ان الجيش العراقي وصل الى القطاع في المنطقة !!!!!! )) وتحركت بالسيارات ومررت داخل القطاع بين المباني وكنت اشاهد اثار المعارك والقصف حيث انها كانت من جانب واحد وهو للجانب الاسرائيلي ولم اشاهد اي رد فعل من الجانب الفلسطيني.

 

 

وصلت الى محطة القطار وانتظرت فعلا حتى سمعت اصوات دبابات وظهرت الدبابات وكانت امريكية الصنع وهي للعلم كانت متواجدة في العراق والاردن واسرائيل فظننت انها الدبابات العراقية المنتظرة وأتجهت لها بصفتي قائد السرية فشاهدني الجندي الجالس على البرج ووجه علي المدفع وبدأ يضرب علي ، وتمكنت انا وجنودي من تفاديهم.

مر هذا القول فورا بعد الاشتباك ، وجاء القول التالي ووجهت أمرا لقائد الدبابة ان يضربهم وكان فلسطيني من الجيش الفلسطيني وكان اسمه كرم ، ضرب كرم فعلا وفلم تصيب الدبابة الاسرائيلية فوجه المدفع الخاص بدبابته تجاه الدبابة المصرية  وأطلق عليه  والغريب انها لم تصبه ايضا. فقمت بسحب الار بي جيه من احد العساكر لأقوم بضربها الا انه قامت دبابات القول بفتح النيران علينا ولم اتمكن من اصابتها.

فوجئت بعد هذا الاشتباك بهرب معظم السرية الفلسطينية التابعة لي فاضطررت للانسحاب لانه لا امكانياتي ولا قدرتي ان اواجه قول مدرع بعدد لا يتعدى اصابع اليد الواحدة

عبر القول ايضا وجاء الطيران المروحي الاسرائيلي بمكبرات الصوت يطلب من القطاع رفع علم ابيض على بيتك وسلم سلاحك تسلم من الشر والاذى.

استعادني قائد القطاع عبر اللاسلكي وتوجهت له فسألني ان قوتك فأجبته رحلوا كلهم بلا استثناء حيث كل الكتيبة كان معهم هويات تدل على مهن مختلفة لم يبقى الا انا وقائد العمليات وكان نقيب وصول وحوالي اربع عساكر كلهم من فلسطين والباقي اختفوا وكانت هذه القوة التي اقودها والحقيقة ان الجيش الفلسطيني كله اختفى فطلب مني ان امر على المدفعية فوجدت ان الكل انسحب الا انا عدت الى قائد القطاع وجدته انسحب هو وباقي طاقمة والحمد لله اني لم انسحب معهم حيث انهم سلكوا الطريق الساحلي تجاه العريش ولم يكونوا مدركين ان القوات الاسرائيلي في عبورها السريع هذا كان بهدف الوصول للعريش في اسرع وقت وقطع الطريق امام القوات المتراجعة من القطاع

وكل هذه الاحداث خلال اول يوم وتبقيت انا والنقيب والصول والاربع عساكر. الصول كان يحبني جدا فقال لي أنا من ضيعة ووالدي هو شيخ الضيعة فاذا اردت يمكنك ان تأتي معي فقلت له سأستمر أنا في الحرب وسأقاوم وبالفعل جاء الكل معي واحتللنا مواقع في عمارة تحت الانشاء تكشف الطريق المتجه من والى رفح وكان معنا بالاضافة للسلاح الشخصي مدفع مضاد للدبابات وار بي جي وتمركزنا بها استعدادا للمقاومة وقمنا بجمع ذخيرة والغام وبالفعل زرعنا الغام في الطريق حيث حفرنا في الاسفلت ورزرعناه ووضعنا عليه احجار ثم زرعنا الغام في التربة المحيطة بالمنطقة الترابية المحاطة بالطريق الثاني

مرت ساعة  ومرت الدبابات مرة اخرة فأعطيت اوامري للعساكر بالاستعداد بالار بي جي ففوجئت انهم توقفوا ثم تحركوا مرة أخري ووصلت أولى الدبابات ضرب الجندي الموجود على البرج باستخدام مدفعه الرشاش على الاحجار فظهر اللغم وانفجر ثم قرر قائد الدبابة أن يمر من الرمال وليس من على الاسفلت فانفجر به اللغم واعطبت الدبابة حاول من بها الخروج ففتحت انا والصول والنقيب النيران فاغلق على نفسه باب الدبابة

الدبابة التالية فورا ضربت علينا قذيفة من المدفع اصابت الحائط الذي خلفنا في المبنى والحقيقة احسسنا ثلاثتنا بحرارة القذيفة حيث ان الدبابة ضربت علينا من مسافة لا تتعدى ال 200 متر وارتج المبنى بكامله ثم ضرب القذيفة الثانية من قوتها قذفنا الى اسفل المبنى عند هذه اللحظة ايقنت بان ليس عندي القدرة ان اوقف التقدم وعلي ان اتراجع لباقي القوات في سيناء


 استدعيت الصول وقلت له عد الى بيتك وانا سأتعامل بدأت انا والنقيب في التراجع وأخذ في ارشادي وقام بتخبئتي في مكان تحت الارض لمدة خمسة ايام في داخل خان يونس.

وكل تلك الفترة كان يمر الاسرائيليون بالميكروفونات يطالبون كل من من هو في الجيش ان يسلم نفسه ، اثناء فترة اختفائي في احد الايام استيقظت وقمت اخذت سلاحي وخرجت من مكاني وتوجهت للاختباء في نوع من الحشائش البرية الطويلة التي تنموا هناك في المنطقة قابلت في تلك الحشائش اثنان ظباط حديثي التخرج والتحقوا بي فكنت اقود 3 افراد ( النقيب الفلسطيني والظابطان ) حيث انا الاقدم رتبة والاكثر خبرة  

اثناء اختبائنا في الحشائش جائت قوة اسرائيلية في مجنزرة وبدأت في اطلاق النيران على المنطقة التي نختبئ بها فالتصقت بالارض حتى رحل الاسرائيليون وبحثت عن زملائي فوجدتهم هربوا

بدأت في البحث عنهم حتى قابلت النقيب الفلسطيني وبدأنا ننسحب في اثناء عودتنا كنت اشاهد من على بعد الطريق الاسفلتي والسيارات المتجهة ناحية الضفة الغربية كل ذلك وانا لم اصل حتى الى رفح المصرية وكان معي راديو كنت استمع فيه الى الاخبار حتى سمعت خطاب التنحي وبكيت كما لم ابكي من قبل ليس حزنا على عبدالناصر ولكن حزنا على مصر حيث ايقنت ان الهزيمة فادحة لأبعد حدود.

وظللت في المسير والغريب اني ظللت اسير بالافارول ولم احاول ان اخلعه وكنت اشاهد كثيرا من الافراد التابعين من الجيش المصري منسحبين معي وكان اليهود يشاهدوننا بالطائرات احيانا يضربون علينا النيران واحيانا يتركوننا فكانوا يعلموا اشد العلم بان الطبيعة القاسية لسيناء كفيلة بالقضاء علينا.

كنت اشاهد الكثيرون يستسلمون فيصعد فوق تبة مثلا ويرفع يده ياتي اليه الاسرائيليون يسألونه ظابط ام عسكري فاذا كان ظابط يأسره فورا اما اذا كان عسكري فكان يصادر سلاحه اذا كان معه سلاح ويقول له اسلك الاتجاه الفلاني ليتركه يموت في الطريق فكانوا يريدون اسر الظابط فقط .

 

 

ظللنا نسير حتى وصلت للعريش وهناك اتفقنا مع عرب من سيناء ان يوصلونا الى بحيرة البردويل حيث ان هناك مراكب تابعة للمخابرات تجمع الشاردين  وكان الدليل ياخذ على الفرد مائة جنيه

وأذكر ان احد معارفي كان يجمع المجلات الاجنبية شاهد صورة لفرد من الجيش يشبهني جدا مأسور فاخذ المجلة الى والدتي يطمانها بأني اسير!!!!! المضحك ان الدليل كان رافض نهائيا ان يأخذني معه لاني كنت أحمل سلاحي وشنطة بها الذخيرة وبالافارول وكنت رافض أن أدفع للدليل بشدة والحقيقة ان النقيب الفلسطيني هو من دفع لي اجرة الدليل من ماله الخاص ووصل بي الامر من كثرة الرفض ان اسير خلف القافلة ب 50 مترا حيث كانت القافلة تسير يبدل الافراد بها على الجمال وانا اسير المسافة كلها على قدمي حتى وصلت فعلا لبحيرة البردويل اخذ مني الانسحاب حوالي 45 يوم واستخدمنا طرق لا يعرفها الا الادلاء فلم نكن نتبع الطريق الساحلي في الانسحاب .

كانت قوتي  حيث استخدمنا اربع جمال وكنا 9 ظباط وكنا نبدل على الجمال كل حسب صحته وانا الحقيقة لم اركب على الجمال ولا دقيقة لأني اختلفت مع الدليل البدوي طلب مني الدليل ان أسير خلف المجموعة ثم وصلنا الي بحيرة البردويل وركبنا مركب صغيرة مخصصة للصيادين منها الى مركب أكبر كانت تتحرك ليلا والحقيقة كانت مختلفة عن باقي المراكب الموجودة حيث ان جدران المركب كانت مرتفعة قليلا . في وسط المياه قبل وصولنا الى بورسعيد اعترضنا لنش اسرائيلي ووجه كشافاته علينا طبعا الاشخاص الموجودين على سطح المركب كانوا عبارة عن مدنيين او ظباط او عساكر عائدين من سيناء تجاه مصر فكنا مجموعة من البشر وكانت ليلا في حوالي الواحدة صباحا امر قائد اللنش قائد المركب التي نحن عليها بالوقوف فتجاهله قائد مركبنا فقام بتوجيه نداؤه مرة اخرى له بالتوقف والا سيطلق علينا النيران و بالفعل توقف وقام قائد اللنش بسؤاله من معك على سطح المركب فكان رده هؤلاء ناس فقراء حيث كان رجلا محترفا يعمل اساسا مع المخابرات المصرية فسأله مرة أخرى هل معك ظباط أو عساكر؟ فأجابه لا يوجد عساكر او ظباط والحقيقة كان العساكر ظاهرين جدا على سطح المركب لكن الاسرائيلين لم يهتموا بهم فكان اهتمامهم منصب على وجود ظباط من عدمه على سطح المركب

المركب كما قلت سابقا مختلفة عن باقي المراكب فأعلى سطحها كان يوجد قمرة قام قائد المركب باخفاء الظباط بها واتذكر منهم عقيد اسمه مرموش و كان مدرس في الكلية الحربية وكان معهم  نساء واطفال.

فورا قرر قائد اللنش ان يفتش المركب والحقيقة انه لم يكن هناك اي سلاح على المركب الا بندقيتي حيث اصريت على ان ارجع به بالرغم من حدوث مشكلة كبيرة مع قائد المركب لانه كان يرفض ان يصطحب اي شخص من المنسحبين سلاحه معه على المركب ، كما كان رافضا ان يركب احد بالأفرول ولكنني اصريت.

فكنت مرتدي لأفرولي لاني لم أكن امتلك غيره  ومحتفظ بسلاحي فور ان بدى للجميع انه سيتم تفتيش المركب قام احدهم بالقاء بندقيتي في المياه وانا غير منتبه فحزنت جدا لانها بقيت معي طوال انسحابي وكنت اود ان أرجع بها الى مصر.

ثم غير قائد اللنش الاسرائيلي رأيه وعدل عن تفتيش المركب وامر قائد المركب بالرحيل وبالفعل رحل ووصلنا الى بورسعيد ومن هناك تم ارسالي الى الكلية الحربية حيث كان يتم اخذ اقوالنا عن فترة الانسحاب ثم  اعادة توزيعنا على الوحدات.

 

الاستنزاف:

 بعد عودتي كان من الطبيعي لي كظابط صاعقة ان أعود مرة اخرى الى الصاعقة ولكن تم توزيعي على كتيبة مشاة متمركزة في الهايكستيب حيث كان هذا ستر من عند الله حيث ان احداثا سياسية وقتها ادت الى ان جميع ظباط الصاعقة تقريبا كانوا في السجون وكانت تلك نعمة من الله علي لانه لو كنت متواجد كنت ساكون في السجن.

ظللت في كتيبة المشاة وكان قائدي فؤاد عسل وكان أقدم مني فأصبحت رئيس عمليات الكتيبة ثم بعدها بفترة الحق بالكتيبة ظابط آخر أقدم مني فتولى منصب رئيس العمليات وأصبحت انا قائد سربة واستمر الحاق الظباط حتى اصبحت بدون منصب داخل الكتيبة ولن استطيع ان اصف لك مدى ضيقي النفسي من ضياع الارض والاحداث الجارية فكتبت استقالتي من القوات المسلحة فأستدعاني قائد الكتيبة وسألني عن سبب الاستقالة ولم أكن متزوج حتى وتحدث معي وفي الواقع كنت أريد ان انضم الى الفدائيين واقوم بعمليات فدائية

فأقنعني انه من الافضل ان يكون طلبي احالة للاستيداع وليس استقالة حيث أضاف انك ستستقيل من الجيش وهو مكسور فكأنك تستعر منه بالاضافة الى ضياع مستقبلك حيث كنت مازلت نقيب صغير السن ، فقدمت طلب الاحالة للاستيداع مع السماح لي بالمشاركة في اي عمليات فدائية حيث كان في تلك الايام منظمة اسمها سيناء العربية فكنت أسمع عنهم حيث كنت افكر ان انضم اليها

 

 دارت الايام واثناء احالتي على المعاش ورتبتي لواء أركان حرب  كان من حقي ان أذهب الى القضاء العسكري وأطلب مشاهدة ملفي لديهم والاطلاع عليه ومن حقي تقديم طلب باستمراري في الخدمة فشاهدت في ملفي طلب الاحالة للاستيداع وكلام من عرضت عليه كتقرير ورأي قادتي على طلبي فكان مكتوب فيها ان الظابط المذكور ظابط كفء وروحة جيدة ونوصي بوضعه في وحدة بها تعرض للعدو وتدخل باستمرار في عمليات قتال ضد العدو وهي كل ما أفتخر به واكثر ما أفتخر به وتحصلت على نسخة منها بصعوبة.

 

 

وكنتيجة لطلبي وللتقرير المذكور ، عدت الى الصاعقة وكانت مدمرة معنويا كنتيجة لـ67 فكانت القيادة في السجن ورئيس أركان الصاعقة اللواء نبيل شكري تم ضمه لقيادة الشاذلي وكانت القيادة واحدة للصاعقة والمظلات  فلم يكن هناك أحد من القيادات القديمة وفورا توليت كتيبة اسمها الكتيبة 53 صاعقة فعدت مرة اخر قائد كتيبة فكانت مختلفة عن كتيبة المشاة التي خدمت بها بعد النكسة

كانت تقريبا عودتي للصاعقة في نهاية عام 1967 وكان قد تم ضم الصاعقة الى المظلات وتولى قيادتهم الفريق الشاذلي رئيس أركان القوات المسلحة لاحقا.

ثم تم ارسال الكتيبة  الى منطقة بجوار مطار كبريت حيث أكرمني الله بأني قمت بأول عمل عسكري حقيقي في ذلك الوقت كان العبور الى الضفة الشرقية ثم القيام بكمين ضد العدو ثم العودة مرة اخرى وكان  سبقني في تلك الفترة في تنقيذ ذلك ما يطلق عليهم منظمة سيناء العربية  فكنا نعبر ونمضي مثلا الليلة في سيناء ثم نعود وكنت تشاهد العدو أمامك ولا تشتبك كنوع من الاستطلاع وكسر حاجز الخوف عند الضباط والجنود وكانت بأوامر من القيادة في ذلك الوقت وكنا نطلق عليها (تحمية وتقوية القلب) ونجحنا في تلك فكنا بصورة مستمرة نرسل دورية مكونة من عشرين الى خمسة وعشرين جندي وظابط الى سيناء المحتلة ثم تعود

 

 

وبدأت باقي وحدات الصاعقة في تنفيذ هذه العملية مثلنا وكنا نخطط لها بصورة دقيقة فكنا كما قلت متمركز في كبريت وليس ليه مهمة محددة سوى الدفاع عن المنطقة فكانت الاوامر تصدر لنا بأن نجهز كمين في المنطقة الفلانية في سيناء  ويترك لنا تحديد المكان بدفة  فكنا نستطلع المكان ونرفع ديموغرافية المكان ونختار أنسب موقع ممكن لعمل الكمين والنظرية في تكرار الكمائن هو ان قوات اسرائيل صغيرة كانت غير قادرة على احتلال كافة المواقع فكانوا يشكلون عدة مجموعات بين كل مجموعة والثانية خمسة عشر كيلو ولاحقا تحولت تلك المجموعات الى خط بارليف .

كانت تلك المجموعات تحرك ليلا دوريات قد تكون مكونة من دبابتين ومدرعة او مدرعتين ودبابة وتتحرك من نقطة الى اخرى وهكذا فكنا نراقب هذه الدوريات دون اشتباك والتراشق المدفعي مستمر وتلك الأحداث كانت خلال نهاية 1967  اوائل عام 1968 ونجحنا بالفعل في عمل الدوريات ومراقبة العدو الاسرائيلي دون ان يشعر بنا وكسرنا حاجز الخوف لدى الجنود.

 

استمرينا حتى صدر الينا امر بعمل دورية كبيرة في سيناء بقوة حوالي 60 شخص والحقيقة ان القوة التي كانت تعمل فعلا حوالي 30 شخص لان اجزاء من القوة كانت تؤمن منطقة العبور ومنطقة المغادرة وكان معنا فاروق نجم رحمه الله والذي استشهد في تلك العملية حيث عبرنا ونفذنا الكمين وفور عودتنا قصفت منطقة العبور .

فكانت وحدات المشاة عادة ما تضيق بنا ذرعا اذا قررنا العبور من نطاق تلك الوحدات فرد العدو كان قصف القطاع الذي تم العبور منه فورا واحيانا كان القصف يتم ونحن لانزال في سيناء وفي تلك المرة تم قصف مساحي على منطقة مساحتها 2 كيلو تقريبا و وكانت خسارة اليهود في ذلك الكمين الدبابة والمدرعتين  وحقيقة الامر حاول فاروق نجم ان يعود بأسير وكانت رتبته نقيب ايامها حسب ما أذكر فقام فاروق من مكان اختبائنا وكان هو قائد الكمين وانطلق الى بقايا القوات الاسرائيلية محاولا البحث وسط الجثث على شخص على قيد الحياة فعثر على أحدهم يدعي الموت فجذبه لكي يقبض عليه فقاوم  فأفرغ في جسد فاروق خزينة رشاش عوزي.

 

 

 وحصلت في تلك العملية على وسام الشجاعة حيث جاء الينا الفريق فوزي وتحدث الينا ومنحني الوسام. وبعد ذلك نفذنا كمائن واخر كمين منهم قمنا بخطف أسيرثم صدر الأمر للكتيبة 53 بالعودة الى إنشاص.

و كنت قد ترقيت الى رتبة رائد  وكما ذكرت سابقا كل قيادات الصاعقة في ذلك الوقت كانت في السجون فكنت انا أقدم رتبة في الصاعقة وأصبحت قائد مجموعة صاعقة  (مماثل الى قائد لواء) وكانت المجموعة 139 صاعقة التي دخلت بها الحرب ورقيت الى ما يطلق عليه مقدم وقتي ثم حصلت على رتبة مقدم وعقيد وقتي.

المجموعة 139 صاعقة مكونة من أربع كتائب الكتيبة 103 صاعقة وهي أقدم وأقوى كتائب الصاعقة والكتيبة 143صاعقة من الكتائب القديمة القوية  يقودها سمير زيتون والكتيبة 133 صاعقة يقودها علي أمين والكتيبة 223 صاعقة يقودها الرائد مجدي يوسف ولاتزال هذه المجموعة الى يومنا هذا .

في تلك الفترة ألحق علينا ظباط مشاة لقيادة مجموعات الصاعقة مثل رحمه الله محمد الفاتح كريم من الفرقة التاسعة عشر مشاة ، والحقيقه لم يضعف وجودهم أبدا سلاح الصاعقة.

 نسينا تماما في تلك الفترة عمليات الاغارة والدوريات والكمائن وبدأنا في التدريب المركز من حيث التدريب في المناطق الزراعية والابرار من الهليكوبتر وغيره استعدادا لحرب 73 وكانت تقريبا تلك الأحداث عام 1969 و1970 و1971 و1972 و1973 وصولا لحرب أكتوبر  وكانت كل الامكانات متاحة من الجيش فأي شيء احتجناه وجدناه الحقيقة.

كل ما أردناه مهما كان تكلفته لا يتأخر عنا فكن نضرب نار مثلا مرتين أسبوعيا في حين في السابق كانت مرة شهريا التدريب بالقنابل اليدوية كما تريد وبال آر بي جي كما نريد وأي عدد نريد وحتى الدبابات كنا نطلبها وتأتي مهما كانت تكلفتها فكنا نريد التدريب بأي شيء.

مثلا انا كان من المفترض ان منطقة عملي في منطقة جبليه فغادرت مع مجموعتي الى جبال بجوار أسيوط لمدة شهرين بتعيينا بكل شئ  لكي يتدرب الجميع على الطبيعة الجبلية وغيري ممكن كان مسرح عملياته منطقة بها مياه كان يتدرب في الاسكندرية.

الحقيقة لم تبخل علينا القيادة بأي شيء في تلك الفترة قبل الحرب تلقينا تدريب جيد جدا ورفع لروح معنوية غير طبيعي.


 أكتوبر:  

 مهمة المجموعة 139 في حرب أكتوبر تتلخص في اننا كنا احتياطي قيادة عامة فليس لنا أي مهام عدى كتيبة واحدة كانت  لها مهام.

وكانت مجموعات الصاعقة مقسمة الى مجموعة تحت قيادة الجيش الثاني ومجموعة تحت قيادة الجيش الثالث ومجموعة تحت قيادة منطقة البحر الأحمر ولكن تخطيط هذه المجموعة كان يتم من القيادة العامة في القاهرة أي انها مشاركة في الحرب بالنيابة عن باقي مجموعات الصاعقة التي كانت احتياطي قيادة عامة ومنهم مجموعتي ولكن كان هناك كتيبة من مجموعتي مشاركة وكتيبة من مجموعة أخرى أيضا مشاركة وكان الهدف من تحويل مجموعتنا الى احتياطي قيادة عامة هو مواجهة المهام الطارئة التي قد تحدث خلال المعارك فلم يكن منوط بنا عمليات دفاع أو هجوم

الحقيقة المجموعات في الجيش الثاني والثالث هم أول من عبروا في الحرب لسد أنابيب النابلم وهذه اولى المهام ثاني المهام كانت أن خطة الدفاع الاسرائيلية عبارة عن نقاط قوية على خط القناة بها عساكر وظباط وغيره ثم على بعد خمسة كيلو مترات الى الوراء قوات مدرعة ، ففور حدوث حرب كانت تتقدم للامام وتحتل مرابض نيران مجهزة  لضرب القوات المهاجمة من على بعد اثنان كيلو و للدفاع عن النقاط الحصينة 

في الوراء كان يتواجد لواء دبابات متواجد في المليز فكنا نعرف النقطة القواية لهم فجهزوا مرابض نيران دبابات

فالصاعقة عبرت واحتلت مرابض النيران ففور حدوث العبور بدأت تتحرك الدبابات الاسرائيلية لتحتل المرابض وتبدأ عملية الدفاع فوجدت قوات الصاعقة محتلة للمرابض واشتبكت معها.

وهذا من عظمة التخطيط المصري حيث كان معروف لنا ان خط بارليف مستحيل عبوره مهما تم ضربة ، فلكي تشتبك مع القوة المدافعة عليك ان تسير في الخنادق التي صنعوها هم حتى تصل الى مدخل النقطة الحصينة وتشتبك معه غير ان الخط مغطى بحوالي ارتفاع خمسة أمتار مكونة من فلنكات حديد وأحجار فكان على القيادة ان تخطط للعبور واحتلال مرابض الدبابات  لان الدبابات اذا وصلت الى  مرابض اطلاق النيران بقوتها النيرانية لم يكن أحدا يستطيع العبور وتدمير الدبابات واحتلال وتدمير النقاط الحصينة لكي ينجح العبور فمن هنا كان الاستخدام الامثل لقوات الصاعقة في الحرب .

المهمة الثانية للصاعقة عودة الى الخطة الاسرائيلية الأساسية للدفاع وضعت الألوية  المدرعة الاسرائيلية فيما بعد الممرات مثل الجدي ومتلا  فتم تحميل قوات الصاعقة على طائرات هيليكوبتر وابرارها في الممرات لتعطيل قوات المدرعات الاسرائيلية المتقدمة تجاه القناة عبر الممرات للدفاع عن القوات الاسرائيلية

والحقيقة كتائب الصاعقة تلك كان معروف انها لن تعود فلم يكن احد منا سيصل لها ويلتحم معها ولكن في النهاية ادت الكتائب دورها بمنتهى الشجاعة وهنا لابد ان نذكر بالخير طياري الهليكوبتر حيث كان تسليحها ضعيف وسرعتها بطيئة كذلك بالنسبة لطائرات النقل المخصصة لابرار قوات المظلات ففي قانون العسكرية نظرا لبطء وضعف تسليح تلك الطائرات لا يمكن ان تعمل دون وجود حماية جوية وكان مخطط في الحرب الضربة الجوية الثانية والتي لم تنفذ فبالتالي طارت الطائرات الهليكوبتر بدون حماية جوية فكانت الخسائر أكثر من 60% من الطائرات فللعلم طاقم الطائرة الهليكوبتر حوالي 4 الى 6 ضف عليهم 24 فرد صاعقة اذا ضربوا في الجو ماتوا جميعا بالاضافة للطيارين اذا تم ضربهم اثناء الابرار من الممكن ان يعيش البعض لكن ستحترق الطائرة ولن يعود الطيارين اما اذا ضربوا اثناء العودة فسيموت الطيارين فقط لهذا طياري الهيليكوبتر عظماء في نظري .

أيضا تم اختيار مهاجمة نقاط حصينة على خط بارليف وذلك بعد العبور وباستخدام كتائب صاعقة لمهاجمة النقطة فمن عندي استخدموا الكتيبة 103 لمهاجمة حصن بودابست ودمرت الكتيبة تماما دون تحقيق الهدف .

فالمجموعة 129 قياده علي هيكل - في الجيش الثاني استخدمت في مهاجمة بالوظة وفي تطوير الهجوم من  الجيش الثالث خرجت كتيبة الصاعقة أمام القوة المستخدمة في التطوير  ، فكان التخطيط أن احد الكتائب الخاصة من مجموعتي فأخترت الكتيبة 183 بقيادة سمير زيتون لتنفيذ عملية انتحارية في الحرب على ان تلحق بقيادة الجيش الثاني فور القيام بعملية العبور.

 كنت قد علمت بالحرب قبل حدوثها بثمانية واربعين ساعة وليس لأهميتي ولكن لأن ضرورة العمليات كانت تقتضي ذلك .

حيث كنت مكلف بأخذ الكتيبة  183 من منطقة الهرم  في لواري وايصالها الى مطارين منهم مطار الصالحية والثاني أبو صوير حيث سيتم تحميلهم على طائرات لنقلهم الى خط القناة وقضاء الليلة ثم تحميلهم مرة أخرى على الطائرات لابراراها في مناطقها.

 كنا ندرب القوات على أن نطاق عملياتنا منطقة جبلية وتدربنا هناك مرة واثنان وثلالثة وحضر تدريبنا في احدى  المرات الفريق الشاذلي شخصيا كدلالة على أهمية دورنا في الحرب.

فور ان وصلت الى مقر الكتيبة في الهرم  وطلبت سمير زيتون لكي نتحرك فكانت فرحته غير طبيعية لانه سيحارب وأقسم بالله انهم كانوا ذاهبون باللواري الى المطار يعلمون جيدا انهم لن يعودوا من الحرب نظرا لصعوبة عمليتهم وكانوا في قمة السعادة والأغرب ان اللذين لم يكونوا معهم في تلك المهمة كاوا ينظرون لهم حسدا لانهم ذاهبين للحرب وهم لا - كانت مشاعر انسانية غريبة - . كان مكان عمل الكتيبة 183 في الحرب هو الطاسة وهي في أهم مكان في سيناء والحرب وهو المحور الأوسط المكان محدد من القيادة العامة وبموافقتنا ولكن المكان الحقيقة كانت المنطقة مفتوحة لا مكان لاستتار قوات الصاعقة على عكس ممر متلا مثلا  فكانت المهمة  انتحارية.

فكانت مهمة القوة تحديدا طبقا للخطة الموضوعة اغلاق المحور لمدة ثمان ساعات امام اللواء الاسرائيلي المدرع المتمركز في المليز من عبور ممر الطاسة والحقيقة أثناء التنفيذ تمكنت كتيبة الصاعقة من اغلاق الممر أكثر من أربع وعشرين ساعة. في البداية ارسلت السرية الاولى من الكتيبة 183 بالطائرات الهيليكوبتر بعض الطائرات ضربت في الجو والبعض وصل وهبط وعاد والبعض ضرب أثتاء عودته في المحور الاوسط كانوا حوالي ثمانيةعشر طائرة هيليكوبتر تحديدا.

السرية الثانية  وصلت الى منطقة رمانة تحت قيادة حمدي شلبي هاتان السريتان لم يكن منها أي اسرى عدى طائرة واحدة ضربت فوق موقع اسرائيلي واسروا.

أعيد واذكر مرة ثانية بعظمة طياري الهيليكوبتر حيث قبلوا تنفيذ المهمة بابرار الكتيبة 183 في المحور الاوسط في ظل عدم وجود غطاء جوي وفي ظل عدم وجود ما يمكن ان يسترهم من الطيران المعادي في مواجهة المجهود الرئيسي للعدو وهو المحور الأوسط  فالطائرات في منطقة الطاسة تلقت الجانب الأكبر من الهجوم الاسرائيلي اما منطقة رمانة عند حمدي شلبي فوصلت جميع الطائرات وضرب منهم اثناء العودة طائرة او اثنان .

أكبر خسائر حدثت في عموم القوات المسلحة كانت في الصاعقة واكبر خسائر في الصاعقة كانت في المجموعة 139 صاعقة وأكبر خسائر في 139 صاعقة كانت في الكتيبة 183 صاعقة فيكفي أن اشير الى ان السرية التي يقودها سمير زيتون لم يعد منها احد ، وسرية حمدي شلبي عاد البعض منها.

عبرت الكتائب ونحن كنا في الوراء وقضينا أسوأ ايام حياتنا فالحرب دائرة ونحن في الوراء  ولا نحارب وكنت قد أرسلت باقي كتائبي للتمركز خلف الجيش الثاني لتجميع القوات المرتدة الى الخلف من قواتنا التي تم ابرارها في الطاسة ورمانة وذلك تحت قيادة مدحت عثمان رئيس اركان المجموهة 139 صاعقة .

الكتيبة رقم 103 اشتركت يوم 6 و7 و8 حيث اشتبكوا مع العدو بعد نصف ساعة من ابرارهم ثم انقطع الاتصال بهم في حين ان قوات الاستطلاع للجيش رصدت اتصالات لاسلكية للعدو تشير الى ان القوة استمرت في الاشتباك طيلة الايام  التي ذكرتها.

كنت متمركز في مقر المجموعة انا وجنودي بكامل شدتي منتظر الاوامر بالبدء بالمعارك.

في يوم 9 تقريبا صدرت الأوامر للكتيبة 103 بالتمركز في بورسعيد وذلك لمهاجمة النقطة الحصينة في بودابست وفشل الهجوم لسوء التخطيط فكانت أكبر خسائر في الصاعقة بعد 183.

وذلك لأن النقطة في بودابست هي عبارة عن لسان يحدة من ناحية البحر المتوسط ومن الناحية الثانية البحيرة ومن ثم يحدها من الجهة الأخرى الملاحات وطريق صغير جدا فكانت نقطة مبنية بالكامل بالدشم والخرسانة فكانت أكثر النقاط تحصينا وكانت تكشف كافة المناطق المحيطة فكانت ارض مفتوحة تماما  فبالتالي كان من السهل الدفاع عنها

فعندما هاجمتها كتيبة مشاة دمرت .كان قائد الكتيبة 103 هو  عبدالله بيومي كان هادئ الطبع  وكان استاذ في جامعة الأزهر رحمه الله ورئيس عمليات الكتيبة هو يوسف كامل عثمان وكان ظابط عنيف وقوي جدا جدا.

حددت ووضعت الخطة وكانت ان لهذه النقطة طريق امداد طويل جدا ومحدد ولذلك وضعنا قوة صاعقة على هذا الطريق  لعمل كمين لأي دبابات قد تأتي لانقاذها حال هجومنا عليها لانقاذ النقطة وباقي الكتيبة تهاجم النقطة بأي أسلوب كان ووضع الخطة العميد صلاح عبدالحليم  قائد اللواء 135 مشاة ، حيث تقوم قوة المشاة باستخدام قوارب البحرية لمهاجمة النقطة من البحر اما الصاعقة لكي تهاجم النقطة تسير القوة في منطقة الملاحات للهجوم على النقطة فاعترض قائد الكتيبة حيث اراد ان يقوم بالهجوم من ناحية البحر حيث كما هو معروف ان الصاعقة جزء كبير من عملياتها تتم في البحر او باستخدام البحر حيث كانت وجهة نظره ان الملاحات اصعب صادف ان الاحوال الجوية يومها كانت غير جيدة في البحر وتعرض عساكر المشاة لدوار البحر ثم تم كشفهم من العدو فبدأ يهاجمهم بوسائل الدفاع عن النقطةحتى أباد قوة المشاة.

أما الصاعقة فكانت الخطة ببدء المعركة بتمهيد مدفعي فاعترض قوة الصاعقة فأصر القائد على قراره فور بدء الهجوم بالمدفعية انتبهت القوة المدافعة وبدأت في صد الهجوم وبدأت في استخدام وسائل الدفاع وأبادت كتيبة الصاعقة .

والحقيقة لو ترك لنا المجال كصاعقة للتخطيط للمعركة أعتقد ان النتائج كانت ستكون أفضل حيث اننا كصاعقة نعتمد أساليب غير تقليدية في الهجوم والاشتباك. فكانت الكتيبة يا اما جريح أو شهيد وانتهت الكتيبة وتم اعادة الكتيبة الي الاسماعيلية لاعادة التجميع.

فيديو اسرائيلي .

 في يوم 19 أكتوبر تلقيت اشارة من نبيل شكري بأن اتجه الى مركز 10 وبالفعل وصلت الى هناك وسألته ما سبب استدعائي فقال لي ان هناك قوة من العدو في حدود كتيبة دبابات عبرت فكان المطلوب مني مهاجمة الدبابات واستعادة نقطة قوية كنا قد فقدناها اثناء الثغرة لصالح الاسرائيليين

ولأن الصاعقة قوة هجومية ليس دورها الدفاع فكان الجيش الثاني ملتزم بارسال قوة لاحتلال النقطة للدفاع عنها ونعود نحن مرة اخرى للخلف.

طبعا فور ان تلقيت الأوامر وأبلغت قوتي كانت فرحتنا بالمشاركة في الحرب لا مثيل لها فكنا نعلم ان كثير منا لن يعود أحياء ولكن عدم الخوف من الموت هو الدافع لنا.

كان كتيبتين متبقيين فقط من قوة المجموعة وكان هناك مجموعة صاعقة قائدها علي هيكل وكانت مجموعتة ملحقة علي الجيش الثاني منذ قبل بدء الحرب ، وكان دفعتي فاتصلت به لتوفير دليل لنا أثناء العمليلت في منطقة الدفرسوار.

في حدود الساعة العاشرة صباحا اتصل بي العميد نبيل شكري وأبلغني ان هناك أشخاص مطلوب مني ايصالهم الى الاسماعيلية حيث كانوا أفراد من الضفادع البشرية حيث أتوا بسيارة زيل عليها معداتهم وطبعا نحن كصاعقة كل معداتنا ليست هي الا سيارة وحمل العساكر وتحرك ، لا دبابات ولا مدرعات ولا أي شيء فعلمت منه انه متجه للدفرسوار حيث كان متجها لنسف كوبري العبور الذي أنشأه العدو الاسرائيلي  وكانت حجم معداته ضخم جدا جدا واتجهنا الى الاسماعيلية ووصلنا بعد أذان المغرب وقابلت علي هيكل وعقيد شرطة عسكرية كان معه فطلبني عقيد الشرطة العسكرية لأن الفريق سعدالشاذلي كان يريدني فقلت له بلغ الفريق بأنني لا يمكن ان ادخل الاسماعيلية الا ليلا حيث ان معي لواري وقوة أريد أن أسكنها اولا ثم اتجه لمقابلة الشاذلي ، رد الرجل متعللا بان هذه اوامر الشاذلي فقلت له بلغ سيادة الفريق فبلغه فأصر الشاذلي أن احضر فورا وبالفعل اتجهت انا وعقيد الضفادع البشرية الى معسكر الجلاء ونزلت تحت الارض حيث قيادة الجيش الثاني  حيث قابلت اللواء عبدالمنعم خليل وهو للعلم كان يحبني جدا جدا. فسألني عن سبب حضوري فأخبرته انني هنا لمهاجمة ثغرة الدفرسوار   وبعد وقت جاء الشاذلي وسألني عن سبب حضوري الى الاسماعيلية فأخبرته بما طلبه مني العميد نبيل والمشير أحمد أسماعيل فطلب مني الجلوس وباستخدام احدى الخرائط بدأ يشرح لي وضع الثغرة من حيث عدد القوات الموجودة وامكانها حيث كان هناك لواءان مدرعان ولواء مظلات وشرح اماكنهم ثم سألني هل انت قادر على تدميرهم؟

فقلت لهم لأ لست قادر لأن حجم قوتي صغير بالمقارنة بهم ولكن سانفذ الأوامر مهما كان فقال لي تحرك بعساكرك الى جزيرة الفرسان وامض ليلتك هناك وغدا صباحا سأعطيك أوامر للدفاع عن مدينة الاسماعيلية

وعلمت فيما بعد أن الشاذلي لم يكن يمتلك أي قوات لتنفيذ عمليات.

ثم سمعت أصوات وضوضاء على باب غرفة القيادة فقام الشاذلي ليسأل عن ما الذي يحدث فكانت المجموعة 39 عائدين بجثمان الشهيد العميد الرفاعي كان بيني و بين الرفاعي علاقة قوية جدا جدا منذ خدمتنا في اليمن كما ان لي به علاقات عائلية وطيدة وشعرت بحزن رهيب كأن احدا طعنني عند استشهاده.

والحقيقة الرفاعي ليس دورة صد الثغرة ولا دخول معارك تقليدية بل القيام بعمليات تسلل وخلف خطوط العدو حيث كانت اوامره استطلاع قوة اسرائيلية تحتل منطقة اسمها المنايف وتحرك الرفاعي وقوته الى هناك وحدثت هناك المعركة التي استشهد فيها فكانت البداية حزينة بالنسبة لي باستشهاد الرفاعي.

تحركت من قيادة الجيش الثاني بعد ان تلقيت الأوامر من رئيس الاركان فالطبيعي ان اتلقى الأوامر من نبيل شكري قائد قوات الصاعقة وليس من الفريق الشاذلي مما سبب لي بعض القلق حول خطورة وأهمية المهمة.

توجهت لاحقا لمقر الاقامة والمبيت وبدأت اسأل عن التعيين وفور وصولي جاء افراد من الشرطة العسكرية حيث كان الشاذلي طلبني مرة أخرى وتوجهت اليه في قيادة الجيش مرة أخرى وكان جالسا الحقيقة بمنتهى الهدوء على المكتب فلم يكن منهارا كما أشار السادات في كتابه وبدأ في التحدث معي وسلمني ورقة وقال لي أقرأ الورقة فكان المكتوب  : (يقوم أسامة بتنفيذ مهمته) والحقيقة ان الورقة كانت عليها هذه الكلامات فقط ولم يكن عليها اسم او توقيع وهي كانت صادرة عن المركز10 (قيادة القوات المسلحة أثناء الحرب) فقال لي وقع على الامر فوقعت وقلت اوامرك فقال لي ليس هناك أوامر وتفضل بالانصراف.

فقلت له يا فندم هناك ظابط جاء معي من قوة الضفادع البشرية من القوات البحرية فقال لي لماذا لم يأتي معك فجاء العقيد وكنت جالسا و سأله الشاذلي ما هي مهمتك؟

فقال له مهمتي ان اقوم بنسف الجسر الموجود في منطقة الدفرسوار

فقال الشاذلي تمام ماهي خطتك

 فقال العقيد سأسبح ومعي المفرقعات وأقوم بتثبيتها ثم ابتعد وافجر

 فقال له تمام ماهي المسافة التي تستطيع سباحتها بالقنابل لتصل للجسر وتفجره

 فقال العقيد: الحقيقة المسافة القصوى هي 300 متر ولكن من أجل مصر وخطورة وأهمية المهمة سأسبح لمسافة كيلوا حيث ان المتفجرات التي معي وزنها كبير جداوضخم جدا فرأى العقيد انه يبذل مجهود فوق قدرته للتنفيذ

فقال الشاذلي "مينفعش" اقرب اتصال لنا بالعدو على مسافة 6 كيلو

فقال العقيد اذا لا يمكن تنفيذ المهمة حيث انها فوق قدراتي

فقال الشاذلي اذا توجه لاقرب ميناء وسلم نفسك وانك غير قادر على التنفيذ.

عدت الى مقر المجموعة الخاصة بي ايقظت الجنود والظباط لتسيير دوريات في الدفرسوار وتبلغنا بالمعلومات وسنتوجه اليها ليل اليوم الثاني حيث كنت سأتجه الثانية صباحا وكان الدعم او القوات ستصل الي السادسة مساء

ودخلت بقوتي بالكامل من طريق ترعة السويس الحلوة كتيبة على اليمين وكتيبة على اليسار فاتحا التشكيل متجها الى الدفرسوار و لم استخدم السيارات لايصال قواتي فكنا مترجلين اي اننا تحولنا الى قوات مشاة وهذا مختلف تماما عن اسلوب عملنا في قوات الصاعقة وكان حجم الكتيبة لا يزيد عن خمسمائة اي ان حجم قوتي الف تقريبا واثناء دخولي للثغرة كانت كتيبة المظلات تنسحب حيث كانت المظلات احتياطي كتيبة عامة وتعرضت لخسائر شديدة لكثرة المعارك الغير متكافئة التي دخلت بها.

قبل دخولي كنت مدرك اني سأدخل المعركة يا قاتل يا مقتول فكنت مدرك حجم القوة التي سأهجم عليها والتي ساواجها في المنطقة فقمت بتحفيز رجالي معنويا حيث اننا كنا اخر حائط صد فأقسم الشباب ان لا يعود احد منهم للخلف الا جثث

في اثناء دخولي كانت قوات المظلات تنسحب بعد الخسائر الفادحة التي منيت بها فتم سحبهم لاعادة التجميع قابلت قائد اللواء وكان العقيد اسماعيل عزمي وهو ظابط رائع وكان يناديني دائما بأسم : ياخال

فقال لي انت رايح فين يا خال ؟

فقلت له سأخذ مكانك

فقال لي ان اليهود قادمين خلفي فكان اليهود اذا بدأ القوات المهاجمة لهم تتراجع يتبعونهم ولا يضربون النيران

فوقفت مكاني وتركت المظلات يعبروني واتخذت  مواقعي وبدأنا في تحفيز بعضنا وبعدها ب30 دقيقة بدأ الاشتباك حيث كنا تحركنا لمسافة كيلو للامام وفي وسط الاشتباك فقدنا الاتصال بالقاهرة

فأتصل بي علي هيكل وكان في قيادة الجيش الثاني فطلبت منهم دعم مدفعية الجيش فقال ليس عندي دعم مدفعي  وكانى اليهود يهاجمونني بالمدفعية ولم تؤثر علينا تقريبا فكانت الخسائر ضعيفة جدا لطبيعة الارض ولزراعات المانجو المحيطة بي التي شكلت غطاء جيدا جدا لنا ولم نكن حتى قد انشأنا مركز قيادة فكنا نهجم واشتبكنا مع قوة اكبر مننا وفي وسط الاشتباك كنت أتحدث مع علي هيكل فطلب مني الذهاب لقيادة الجيش فرفضت لاني في وسط معركة فقال لي سأرسل السيارة لان اللواء عبدالمنعم خليل يريدك وأصر وبالفعل ذهبت اليه وقابلت اللواءعبدالمنعم خليل الذي تولي القياده الفعلية للجيش الثاني بعد عوده الفريق الشاذلي للقاهرة ،

فقال لي تدافع عن ابوعطوة كتيبة تتمركز في ابو عطوة وكتيبة في منطقة نفيشة كدفاع عن مدينة الاسماعيلية وبالفعل انشأت ما يمكن ان يطلق عليه عصابات حيث ان المجموعة مكونة من 3 سرايا والسرية 3 فصائل والفصيلة فيها 3 جماعات فكنا نقسم الجماعة لقسمين مع اضافة ار بي جي لكل مجموعة وانتشرنا في المنطقة المراد الدفاع عنها فأنتشرت في منطقة لا تزيد عن كيلو ونصف فكان على يسارنا كتيبة المظلات رقم 85 المتمركزة في جبل مريم و على يميننا منطقة فارغة تماما بامكان العدو التحرك بها كما يريد وخلفنا ترعة الاسماعيلية وبامكانك مشاهدة اضواء مدينة الاسماعيلية من خلفنا فكانت منطقة أبو عطوة هي اول قرية في اتجاهك للاسماعيلية اما نفيشة فكانت الطريق المتجه الينا ينقسم الطريق الى اتجاهين اتجاه الاسماعيلية واتجاه نفيشة ، فوضعنا كتيبة في كل مكان ثم تحولوا الى سرية في كل مكان حيث اراد اللواء عبدالمنعم خليل ان يحتفظ بجزء من القوة يمكنه المناورة بها فاخذ قائد كتيبة بسريتين وكان هناك لواء مشاة ولكن غرب الترعة. وكانت قوتي هي الوحيدة التي لم تشارك في أي معارك فكانت بمعناويات مرتفعة وبدون خسائر تماما فظل الاسرائيليين  يهجمون علينا باستمرار وكنا نصدهم في كل هجمة ولم نتلق اي دعم من مدفعية الجيش الثاني حيث ركز العميد وقتها ابو غزالة على ضرب المعابر على القناة محاولة منه لايقاف العبور تجاه الضفة الغربية.

حتى قواتهم الجوية هاجمتني وهاجمني مدرعات ايضا ولكن تمسكنا بالارض وبعضنا لم يتعرض لاي هجمات حيث تنظيم قواتنا كان بعمق كبير الى حد ما ، ظللنا لمدة يومين ونصف اليوم فلم يتمكن قائد المجموعة اليهودية من عبورنا وكانت مجموعة شارون ولم يتمكن من العبور مني .

اذكر انه تعرض رجالي لهزة نفسية فأي قوات متراجعة من الشؤون الادارية فهي ما بقي من الجيش في الغرب لان شرق القناة كان كامل الجيش متمركز او مدنيين فكل كان متراجع باتجاه الاسماعيلية في اثناء ذلك قابلت العميد ابراهيم العرابي قائد الفرقة 21 المدرعة ،  وطلبت منه مدرعات معي فأجابني بأنه لا يمتلك اي مدرعات يمكنه ان يعطيها الي ، ثم حصلت منه على سيارتين نقل مدرعة للجنود . كانت على جنزير وعليها من فوق مدفع جرانوف وبالفعل عدت تجاه قواتي مرة أخرى بهما باستخدام المدرعات وقلت  لجنودي ان الدبابات وصلت وفرحوا بشدة والحقيقة انه لم يكن هناك اي قوات مدرعات ولكن كان نوع من رفع المعنويات .خلال الليل كن نسمع تحركات الجنازير الاسرائيلية طوال الليل.

في فجر نفس اليوم امامنا كان هناك حقل ذرة كنا بأستمرار نسمع صوت تحركات منه حيث اي جندي من الشؤون الادارية متراجع للاسماعيلية يعبر منه او مدنيين واعتاد الجنود على التحركات.

في ذلك الفجر سمع الجنود التحركات كالمعتاد حتى سمعوا جندي يهودي  يقوم بأغبى تصرف في العالم حيث فتح اللاسلكي وتحدث بالعبري فورا ادرك الشباب انهم يهود وفورا فتحوا النيران عليهم وسمعنا اصوات اصابات وذعر منهم حيث لم يكونوا مدركين ما هي اماكنا وبعد ذلك بدأت المدفعية الاسرائيلية في القصف علينا ثم عبرت طائرتين وهاجمتنا نحن وكتيبة المظلات حيث القت قنبلة زنة الف رطل بجوار مركز قيادة الكتية المتمركزة عند نفيشة بعد ذلك هاجمت الدبابات علينا والحمد لله لم يتحرك اي جندي للخلف فكان عندي 54 كمين في المنطقة منتشرين بين البيوت وفوقها وفي الاراضي  والمنطقة المحيطة ومقسمة لخطوط  لم يتراجع منهم احد فلم يهرب عندي جندي او ظابط  فدمرنا 18 دبابة من العدو اغلقت الطريق على باقي القوة المهاجمة من العدو وتمكن من اختراقنا 3 دبابات معادية وتمكن الخط الثاني من قواتي من تدميرهم وسط البيوت.

في نهاية المعركة توقف شارون من الهجوم تجاه الاسماعيلية وذلك لان الدبابات المدمرة سدت الطريق بالاضافة لانه لم يتمكن من كسر قواتي في تلك المنطقة.

بصراحة انا اعتبر ان ما حدث بطولة من الجندي وصف الظابط والظابط الصغير الذي ظل متماسك في المعركة وخسائرنا الحقيقة كانت لا تذكر في تلك المعركة من 6 الى 7 ضباط وحوالي 45 صف ضابط وعسكري من أصل الف جندي وضابط وصف ضابط هم كامل قوتي.

وبالمقارنة بعملية محاولة اقتحام حصن بودابست تعد هذه المعركة هي الاستخدام الامثل لقوات الصاعقة في المعارك حيث ان في معركة بودابست خسرنا نصف القوات المهاجمة واذا رجعت الى مذكرات ديفيد بن اليعازر ستجده يكتب ما نصه انه حاول شارون الوصول للاسماعيلية اكثر من مرة ولكنه قوبل بكمين ضخم من الكوماندوز المصريين وبعد توقف القتال فوجئ انهم على مسافة 50 متر من قوات الكوماندوز.

والطبيعي في الكمائن انها تكون من 6 الى 10 افراد ولكن ان يكون حجم الكمين مكون من الف هذا عدد ضخم جدا والحقيقة ان الارض كانت عامل مساعد لنا حيث اننا استغلينا الطبيعة المجاورة من الارض والاشجار والبيوت والترع على عكس المعارك في الصحراء.

فيما بعد ذلك بعد يوم 22 وقف اطلاق النار استمر رجالي في استفزازهم فأخرجوا جثث جنود شارون الاسرائيليون المتفحمة من داخل الدبابات المدمرة وعلقوها على مدافع الدبابات والمدرعات الاسرائيلية المدمرة كنوع من الحرب المعنوية والاستفزاز وكأنها رسالة بأن هذا مصيركم ، فقمت بالتدخل وطلبت منهم دفن الجثث في الارض وهذا المكان الوحيد الذي ما زال يبحث الاسرائيليون عن جثث فيه حتي يومنا هذا في 2017 .

 جاءت بعد ذلك القوات الدولية فأخبرني ان القائد الاسرائيلي يريد ان يستلم جثث جنوده الموتى فوافقت على شرط ان يقوم القائد الاسرائيلي بما يلي تبلغ قيادتك ان تبلغ قيادتنا أن تبلغني ان اسلمكم الجثث فجاء في اليوم الثاني قائد القوات الدولية وكان من نيوزلاندا معه سيارة محمل عليها جثث مصرية ويقول لي يريد القائد الاسرائيلي أن يتبادل معك الجثث وكان بعض الجثث لا تزال دماؤه تنزف مما يعني انهم مقتولين حديثا فقلت له بلغ هذا المجرم بانهم مقتولين حديثا فعندنا الدين يعتبر ان الجثامين لا قيمة لها لأن الروح عند الله ولن ابادل الجثث فقال الرجل اذا خذها ولا تبادله فصاحب السيارة طلب مني العبور لانه كان يريد الوصول للاسماعيلية. بعد ذلك ب5 ايام وصلت اشارة من قيادة الجيش بانه سيصل اليك مندوب لكي يأخذوا الجثث وفعلا وصلوا ومعهم كواريك لحفرالارض لاخذ الجثث وكان جنودي يستفزونهم فمنهم من ارشدهم لمنطقة مدفون فيها عظام حمار او كلب فيأخذون العظام فيسخر منهم احد الصولات بأن هذه عظام حمار وليس اسرائيلي .

وكانوا يحملون اكياس لحمل اي عظام مهما كانت وبعد ذلك قال ان الجثث ناقصة فقلت له وارد ان الجنود ماتوا اثناء محاولتهم الهروب من فتحة الهروب أسفل  الدبابة مما يعني أن هناك جثث تحت الدبابات ، وفعلا بعد مدة ومفاوضات راسل الجيش المصري هيئة قناة السويس لارسال اوناش عملاقة لرفع الدبابات وبالفعل وجدنا جثتين اسفل الدبابات اما الجثث الناقصة لم يعثر عليهم حتي الان .

الحقيقة في المنطقة التي بها زراعات ذرة التي ضربتهم بها لا يمكنك العثور على اي جثث او اي اثار للمعركة لان طبيعة اليهود هي رفع الخسائر ثاني يوم للمعارك فلا يمكنك ان تجد اي اثر لاي اصابات لديهم.  

وبعد وقف اطلاق النيران جاء اللواء عبدالمنعم خليل فقال لي  اين اثر المعارك وشاهد  اثر المعارك واهديته رشاش وعوزي وخوذة يهودي بمناسبة زيارته لنا في موقعنا فقال لي "كتر خيرك على الهدية ولكن هل يوجود عندك خوذة مضروبة بالنيران" بالفعل اعطيتها له وعلمت ان اهداها لامير الامارات وقال لي من ضمن ما قال انه وضع اسمي في الحاصلين على نجمة الشرف ولكن لاسباب ما لم أحصل عليها حيث ذكرت القصة للعميد نبيل شكري وهو الذي رفض ان اتسلمها منه على ان يمنحها هو لي والنتيجة لم أحصل عليها.

ولم يصل لي اي دعم لمدة شهر وهي مدة بقائي في المنطقة بعد انتهاء المعارك ووقف اطلاق النيران حيث كان قد تم اعادة تجميع الكتيبة رقم 83 ورقم 103 وانا كنت ولازلت احتياطي قيادة عامة حيث تم سحبي واعادة تمركز لي في منطقة مرسى مطروح لمنع القذافي وجيشة من دخول مصر فكان يريد القيام بوحدة وكانت هذه القصة في بداية عام 1974 حيث بدأت أسال كيف امنعهم حيث قلت لهم اذا جاء الليبيون حاولوا الدخول هل امنعهم واضرب عليهم نار؟ فكان الجواب لا تضرب نيران بل امنعهم واتصرف.

كتعليق مني الحقيقة ان خطة الحرب مبنيةعلى انهم متفوقين علينا في الطيران فسنتعادل معهم في الدفاع الجوي كما ان لهم تفوق ما في المدرعات فسنتعادل معهم باستخدام الصواريخ المضادة للمدرعات فمثلا الصاروخ سام 2 او سام 3 مداة 25 كيلو ويتمركز خلف القناة ب8 كيلو حتى احمية من الضربات الاسرائليلة اثناء المعارك كحماية له بالتالي من ضمن الخطة ان نظل كقوات مدرعة ومشاة ضمن مدى الحماية فاذا تحرك خارج المظلة فسينضرب وهذا ما حدث فكانت بداية الثغرة بعد العبور هو الهجوم على منصات الصواريخ الدفاع الجوي وهذا يعتبر تلخيص لخطة الحرب واحداثها بالاضافة الى بطولة الجندي المصري.

علينا ايضا ان ندرك ان هناك مبدأ اساسي في التكتيك اسمه اتزان الموقف الدفاعي ففي اثناء بداية الحرب كانت هناك قوات انت محتفظ بها كتأمين دفاعي اي ان الجيش كان متزن دفاعيا ثم صدر امر تطوير الهجوم بخروج القوات المصرية خارج المظلة الجوية للهجوم فتعرضت للتدمير والقوات المهاجمة ونظرا لانك استخدمت احتياطي القيادة العامة في تطوير الهجوم وضف على ذلك رصد اسرائيل لعملية التطوير وفراغ الضفة الشرقية الذي رصد باستخدام ال SR71  حدثت الثغرة والباقي معروف

قام بالتسجيل / احمد زايد ( رئيس مجلس الامناء ) ،

حسن الحلو ( رئيس قسم التسجيلات والتوثيق ) ،

 احمد عادل ( رئيس قسم الابحاث ) .

تفريغ الحوار / المجموعه 73 مؤرخين

مراجعه تاريخيه / المجموعه 73 مؤرخين

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech