Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

العميد شحاته محسب قائد الكتيبة 216 دبابات

الاسم: شحاتة محمد محمود محسب

تاريخ الميلاد: 17 يونيو، 1935

مسقط الرأس: السويس

الوالد كان يعمل تاجرا. لي أخ أكبر، رحمه الله، كان تاجر مع أبي في المحل، وأخ دكتور، رحمه الله، وقد عاش فترة بالخارج، اخت الله يرحمها وأنا ، ولي أخ غير شقيق.

كنت شاهد على أحداث من الحرب العالمية الثانية، وكان عندي 7 سنين، حضرتها في السويس لم يكن هناك خنادق وكنت أرى صواريخ تنزل علينا، وتنفجر في الخلاء. منهم طوربيد نزل على السكه الحديد حطمها تماما بجانب مدافن السويس.

بعد إلغاء معاهدة سنة 1936 كان على الإنجليز الخروج من مصر، فحدثت مشاكل بين الفدائيين والإنجليز. وكانت منطقة مشهورة "كفر أحمد عبده" ، نساء ورجال يحاربون الإنجليز (( يرجي الاطلاع علي سلسلة فيديوهات هيروبوليس عن تاريخ السويس الفدائي ، علي قناة المجموعة 73 مؤرخين ))                    أضغط للمشاهدة

في التعليم فقد عاصرت الملك فاروق، وعاصرت جمال عبد الناصر الحس الوطني فترة الملك فاروق، كان هناك نظام لدخول المدارس الثانوية، لمن يحصل على مجموع جيد في إبتدائي (أقصاه كان 60%) يدخل التعليم الثانوي، مجانا.

وبعد ذلك جاء عبد الناصر، ولازال التعليم مجانا، وجزء ثانوي (خاص) لم يكن موجود من قبل.

أما عن مستوى التعليم، كان تعليم محترم، انضباط. المدرسون يفهمون عملهم، وهدفهم الاستراتيجي في بناء الشخصية (التي تأخذ قرارت واختيارات صالحة بعد ذلك، بناءا على ما تم تغذيتها علميا وأخلاقيا وروحيا).

مع الاهتمام بالبناء النفسي للطالب، أكثر من مجرد معلومات. وما كنا نريد، كنا عيال، ندخل إلى الدرس، نخرج مبسوطين، مستوعبين الدرس ونروح إلى بيوتنا.

أما عن فترة الفدائيين، والدور الوطني للسويس، ان كان ابني يحارب فأنا أساعده، أما الكبار، كانوا مع أبنائهم. لابد من ذلك الفدائيون مهمتهم القضاء على العدو (وكان في تلك الفترة، الإنجليز).

الطفل الصغير شحاتة، صار شاب في ثانوي، فكري ان أكبر وأصبح ضابط كنت أحب العسكرية من إبتدائي وفي ثانوي كان هناك كتائب شباب، نطلع في التدريب العسكري ونقوم باستعراضات، ونذهب إلى معسكرات في السويس، وعلى الحدود، ونقوم بزيارات سلاح الحدود فى اماكنهم .

وكان يشرف علينا ضباط احتياط، وكانت بالتطوع، فكرة قام بها كمال الدين حسين، أو حسين الشافعي. وكانت الفكرة أنها عملية نظامية جيدة. وأعطتني انطباع جيد عن الحربية.

في البيت، انت مسؤول عن قراراتك، ولك الحرية. ودخلت إلى الكلية الحربية، 1956، قبل العدوان الثلاثي، والذي حصل بينما كنا في الكلية بعدما كنا في فترة المستجدين وكانت كل مجموعة تسافر إلى سوريا وحدث العدوان الثلاثي، على دوري.

كنت في الدفعة 38، أريد أن أكون ضابط مشاة، وكنا مجموعة من الضباط، من تربة مصر المتنوعة. كنا نكتب الرغبات، وكتبتُ- مشاة- مشاة- مشاة.

كنت طالب عادي، أعرف النظام، ما لي، وما علَي، أما المشاكل تحصل بعدما الواحد يكبر وترى التكالب على الكراسي والمناصب وهو ما لم يحدث لي الحمد لله

في العدوان الثلاثي، وفي الكلية عندما يكون هناك هجوم طيران، يكون هناك إنذارات بالميكروفونات، والطلبة تنزل في أماكن البدروم، للحماية. بعدها حصل ضرب الكلية، ونقلَت إلى المعادي. ثم إلى أسيوط، وامتحنا الترم الأول في أسيوط.

كنا طلبة، نرى عدوان على البلد، ليس معنا سلاح، قلنا لكبير المعلمين احنا مش عايزين نكمل، احنا عايزين نتطوع في الجيش، وكان يتم ضرب أهلنا بالفوسفور.

وكان رده علينا - أنت الآن طالب واحد تطوع في الجيش ستكون عسكري واحد. إنما انت درست في الكلية وتعلمت ، سوف تكون - بإذن الله - ضابط وكل واحد فيكم معه فصيلة من ثلاثين جندي . وهكذا أقنعنا الرجل أن نكمل.

أكملنا، وأكرمنا الله، وتخرجت في إبريل 1959. تم إلحاقي بالمدرعات، ربما لما لدي من معلومات (تاريخ، عِبري، إنجليزي،...).تاخر التخروج بسبب الكليه نفسها حيث انها قسمت الدفعه على جزئين الاول تخرج سمه 58 والتانى 59 وسميت بدفعه النصفين .

في تلك الفترة تغيرالسلاح الغربي إلى الشرقي، وبدلا من دبابات السنتريون، والشيرمان، كانت الـ T-55، والـT-34، والـGS. وبعدها الـ62T-،...

وبدأتُ في مدرسة المدرعات، أتعلم في جميع أفرع الدبابة، وكانت أفرعها أربعة، وهي (لاسلكي، مدفعية، سواقة ومعها صيانة). وفي المدرسة تعلمنا صيانة الدبابة بالكامل، موتور،... مدفع (تكوين المدفع، شكله، أجهزته، كيفية تركيبه، له طلقات معينة، أجهزة لاسلكي TRT، ومن بعدها أنواع أخرى). كنا نتعلم كل شيء في الدبابة.وكانت فترة المدرسة، ستة أشهر، وبعدنا دخلنا إلى الوِحدات. كل منا إلى الوحدة، يسألونه عن رغباته وما تريد (مدفعية، صيانة، لاسلكي،...) وكان هناك ضباط قدام - ملازم أول - يسألونك ، واخترت مدفعية.

أول تعيين لي كان في فنار المحجر (فايد)، الفوج الثاني المدرع. كنت كتيبة دبابات ضرب نيران الفوج كله ، أحيانا كنت بديل لضابط التسليح. وكانت كتيبة SU 100 وكانت مدفعية ودخلت على دبابات، على جنزير (مدفع على جنزير). كان هناك كتيبة دبابات أخرى،T 34

حيث ان الفوج كان به كتيبتان دبابات فقط

 T 34

SU 100

 

في تلك الفترة، في منطقة فنارة، حوالي سنة 1960، كانت موقع انتظار لأي عمل تُكلف به، القاهرة، السويس، الإسماعيلية، سيناء... أوامر، تُنفذ، حسب تعليمات القيادة العليا.

وفي يناير 1960 تحركنا بالدبابات على الجنزير إلى سيناء (وكانت إسرائيل قد حشدت قواتها أمام سوريا)، ومكثنا يومان، وهم انسحبوا ونحن عدنا

(( يرجي الاطلاع علي سلسلة فيديوهات أسرار وخفايا حرب أكتوبر – خاصة الحلقة الثانية وبها الكمين السوفيتي لمصر عام 1960 ))

وكانت المعنويات وقتها عالية ، وأنا راجل جَبلي، أعيش في الجبل وأعرف كيف أحارب في كل بيئة، أعصابي يجري فيها الإيمان بالوطن

في يناير 1960 تحركنا، ودخلنا في موقع دفاعي (لم يكن مجهز)، وسيناء كانت خلاء

طالما انت تمضي لمهمة، تم التخطيط لها، وهناك ترتيبات للتحرك قادة الكتائب، وقادة السرايا، لواجب معين. وكان تحرك إداري، كي نخوف إسرائيل، وطالما سرت بالدبابة، وشغلت الموتور، تُحاسب على كل كيلو سرت فيه. حتي عندما تدير الدبابة وأنت في الموقع كي تسخن الموتور ...

أما عن رأيي الـSU-100، والـT-34،وهي من أسلحة الحرب العالمية الثانية ، وهذا رأيي وأنا ملازم أول وقتها ، ومن مستوي معرفة قائد فصيلة فهم أسلحة كمدفع و كدبابة، تعمل، ولها صيانة، ويتم تصليحها. مدفعية، الـSU-100 كانت 100 مللي مدفع على شاسيه دبابه 16 درجة يمين و 16 درجة شمال ، أما الـ T-34 فكانت 85 مللي على برج جسم دبابه يدور 360 درجه ، لابد أن أدرسها وأتعلمها، كي أقدر أستخدمها للاتجاه المُعادي، كانت تؤدي الغرض، المدفع، الطلقة تطلع سليمة، تصل مداها، على المقياس الموجود في الدبابة.

كنا ندرس مادة عدُو، ونعرف سلاحه، وتنظيمه، وكيف يقوم بالاستدعاء. وكانت مادة أساسية (العدو).

وفي المدرعات، كنت أقارن مدرعات العدو. أي عملية قتالية، لابد من مقارنة القوات، وتحليل نقط الضعف والقوة.

انت تدربت بما يجب، سوف تستخدمها بكفاءة. ولا يعني ذلك أن تضرب 50، 60 طلقة. وإن كانت القدرة فائقة على التصويب، تصيب كل طلقة دبابة، وأعداء، كما رميت وسددني الله.

مكثت في الفوج الثاني، خمس سنوات، إلى 1964. ولم أذهب لحرب اليمن.

تزوجت في 1962، وبعد الفوج الثاني كنت منتدب في كلية الضباط الاحتياط، كمدرس، وكنت مسؤول عن أركان حرب كتيبة الإدارة، إلى أول 1968.

ومن 14 مايو 1967، وكانت الكلية قريبة من مطار فايد، كنا نرى كل شيء، وقوات من الكويت، بالسلاح كان مقرهم في الكلية عندنا، وقوات من الجزائر وصلت إلى القوات الجوية. ولَدَي الطلبة كلهم جامعيين وفي حالة الطواريء، الهدف هو تأمين الفرد، ولذلك كان هناك خنادق وحُفر وكل ضابط، مسئول عن تأمين سَريته في المكان المناسب، وكان هناك حُفر برميلية.

لم تمر إلّا طائرة واحدة، حاولت ضرب عسكري واحد يحمل ذخيرة، ولم تنجح. وكان ذلك يوم 5 يونيو 1967 وفي السماء، رأينا الطيران، وعرفنا انه ضرَب مطار فايد،

كنت في مبنى الكلية كل هذا بعيد عني، سمعت عنة فقط وسمعت عن مهاجمة مطار كبريت.

بدأَت الحرب، وسمعنا في الإذاعة حاجات غير معقولة، "ضربنا 100 طائرة" كيف وأنا أراهم في السماء يمطرون بالضرب. لم يكن هناك صدق. ويفعل الله مايريد، ولكن هذه شهادتي.

وفي أي مكان هناك خيانات، لا تعرف ماهي، منهم من لايراعي الله، ولا ضميره.

المعنويات لدينا لم تكن طيبة ولم أنقل ذلك للطلاب بالتركيز على مايفيد، نتعلم تسليح، تكتيكات، كيف يحارب ، أنقل له خبرتي، كيف يأخذ قرار، ومقارنة قواته وقوات العدو، نقاط القوة، نقاط الضعف، الفرص،... أفراد وسلاح (نوع، وطلقات،...)، ودارسة منطقة الألغام، وكنت أدرس لمهندسين عسكريين، وأخذت فرقتهم. جاءنا أعداد كبيرة من المقاومة الشعبية، وكنت أدرس لهم. وقمنا بأكثر من مشروع وبيان عملي.

استمرينا في الكلية، وفي بداية 1968 كان هناك تعليمات ننقل لمدرسة الثانوية الجوية (كانت موجودة من قبل على طريق السويس).

وفي يونيو 1968 جاء قرار عودتي للسلاح، وأن أحضَر دورة تنشيطية للمدرعات.

كنت أرى أنه من الأفضل أن أعود للتشكيلات وفضّلت ذلك عن الكلية وسعيت لذلك. يوم ضرب المطار قدمتُ طلب لمدير الكلية "أنا عايز أرجع التشكيل" وكان ذلك من 5 يونيو 1967، وقال لي أن أنتظر ..

ووضعني سلاح المدرعات، في لواء مدرع (على الورق) لكن لم أنتقل. وكان اللواء غير موجود وقتها

كنت تابع لهذا اللواء من قبل، وأبلغوا أهل زوجتي خبر استشهادي (من ضمن اللواء)، وكنت نقيب ، لكنهم اخفوا الخبر عن زوجتي

قبل الهزيمة مباشرة وفي يوم جمعة كنت في الكلية جاء زيارة للكلية ورأيت جيراني، وسألوني ان أردت شيء، وكلمت زوجتي أن تنتقل معهم بالأولاد، وكان ترفض وتريد ان تبقى قريبة مني ، ولكن أمرتها، وكان قد اقترح الجيران أن ينقلوا أسرتي لمكان آمن. وكانت العربية موجودة. وكان ذلك يوم الجمعة 2 يونيو وأمنت أسرتي، لأتفرغ لتدريب الطلبة الجامعيين

وفي شهر يوليو، تمكنت من الاتصال بأهلي، أمي وحماتي لأول مرة وطمنتأهم علي ...

رجعت التشكيلات مرة أخري، رئيس عمليات كتيبة 235 ، كانت في دهشور، اللواء الخامس (مشاة)، وكنت مدرعات، وكان هناك مايسمى تعاون وثيق (المدرعات ترفق على المشاة) ليكون هناك ميكنة، وكان "الكنزي" قائد اللواء ، وكان هذا قبل أن يدخل المشاة - ميكانيكي.

وكان معنا عميد في كلية ضباط الاحتياط، كان يدرس ويتزعم تحويل المشاة إلى مشاة ميكانيكي فكان كل لواء مشاة، له كتيبة دبابات. ولواء ميكانيكي نفس الشيء، بالإضافة إلى أنه مشاة ميكانيكي (عربية قتال على جنزير).

مكثت في دهشور، باللواء الخامس، 48 ساعة فقط . قمت باستطلاع لجنوب البحيرات، لننقل إلى هناك بالكتيبة جنوب البحيرات على طريق الإسماعيلية - السويس، الزراعي. استطلعنا واخترت الموقع، وبعدها عدنا إلى دهشور حمّلنا الدبابات علي القطار ، وتحركنا حتي عجرود غرب السويس .

نزلنا إلى عجرود، دخلتُ إلى المواقع التي حددتها، جاءتنا الجرارات، وحملنا عليها الدبابات، ودخلت إلى الموقع وأنزلنا الدبابات، وكانت T-34. ولم يكن هناك حرب بعد.

ومن 1968 إلى 1970، أنا في الكتيبة، على خط النار، والطيران الإسرائيلي يهاجمنا، يستهدف المواقع. حيث كان مِنّا قناصة تصطاد عساكر إسرائيل على البر الشرقي، وبعدها ترد إسرائيل بالطيران، ليست طائرة أو اثنان، كميات رهيبة، وكان أسوء يوم هو يوم تخرج دفعة طيران إسرائيلي، كل أنواع الطائرات لديهم تقوم بالهجوم علينا ، وكان هدفها عملية إرهاب وتدريب وتطعيم للطيارين الجدد .

وكرئيس عمليات كتيبة دبابات (مدرعة) وكانت احد مهامي التأكد من أن الدبابات في الحُفر، وعليها شباك تمويه، ومشمع، وكان يتم تغطيتها كي لاتظهر. وكان سعد الدين الشاذلي رحمه الله، عندما كان رئيس أركان، عمل كتاب (كتيبات، توجيهات) مجموعة عمليات رئيس الأركان، وكان بها توجيهات، كيف تعمل حفرة المشاة، الدبابة، كيف تحارب،...

وفي الكتيبة كان العساكر يصنعون حفرة الدبابة، لم يكن هناك ماكينات حفر، أو بلدوزر.

الطيران الإسرائيلي يهاجمنا يوم بعد يوم. موقع الدبابة كما هو. كيف أتصرف؟ كانت الدبابات لها مواقع تبادلية (هناك موقع آخر لا يعرفه العدو، لا يراه)، ويتغير موقع الدبابة،

وكانت مهمة الخامس الدفاع عن المنطقة، مهمة دفاعية، وفي الوقت نفسه استعداد للهجوم، ودلالاته التجهيز، (قرارات توزيع التشكيل، وكانت مجموعة متفرقة، مدفعية، مهندسين،... وبينها تعاون. معركة الأسلحة المشتركة الحديثة). خطوط للدفع، وترتيب وتشكيلات،...

لم يكن هناك بعد خطة للعبور، وكانت تدريبات العبور في الخطاطبة مع الفرقة 16.

كضابط في الجيش من 1959، رأيت فرق في الأسلحة والتدريب من قبل 1967.

أما عن الاختلاف في التدريب، الأخطاء السابقة (أي خطأ في 1967) يتم تعديلها،

في الخطاطبة، الموقع طبق الأصل، هي سيناء (وأعرفها في الخريطة ورأيتها بعيني). كنا نقرأ الخرائط. وفي منطقة اسمها "الرَيّاح البحيري "، نفس عرض القناة، ونعدي على البراطيم (الكباري)، وندخل الميدان... طبق الأصل، سيناء. غير أن هناك (في سيناء) قوات مُعادية بينما هنا (في الخطاطبة) أشكال هيكلية.

اللواء الخامس.في تلك الفترة، لازالت دباباتة من نوع T 34 ، نتعامل بها وكانت قديمة. كنت أشير على العيوب التي بها للخبراء السوفيت وكان هناك خبراء(في كل كتيبة)، وكبير خبراء للواء.

لم يحدث خسائر في الدبابات، رغم هجوم الطيران الإسرائيلي علينا في الاستنزاف . وذلك بفضل التمويه.

تغير الأسلوب من بعد 1967، التدريب به ضغط أكبر من الأول.

الإخلاص في العمل...

العسكري، الضابط يعلمه بطريقة صحيحة. لا أتكاسل، لدي عسكري لا أتركه لصف ضابط. كنت أخرج لضرب النار مع العساكر (رماة الدبابات)، مع كل منهم وأراه بالعين المجردة، وهو عند التليسكوب. لابد أن يكون هناك انضباط وتدريب، وهو أمانة استودعه أهله وبلده عندي. لايفرق مجند عادي أومؤهلات.

انتقلتُ في سنة 1970، إلى قيادة الفرقة 16 مشاة ، ضابط تدريب ورماية في فرع المدرعات، وكان قائد الفرقة " اللواء عبد رب النبي أبو حافظ" من سنة 1970. ورئيس العمليات اللواء محمد بكير، وكان من بعده حب الرمان .

أما عن شخصية اللواء عبد رب النبي، كان قومندان، قائد يفهم شغله ويعرف كل شيء، يدقق، وينظم ، يريد من يفهمه وكان يعرفني.

كانت مسؤوليتي عن تمارين الرماية (مع جميع دبابات الفرقة)، ملاحظة وتقييم المستوى، ينتج عنه تقرير (رئيس فرع المدرعات) ويكون لقائد الفِرقة، بعد أن أوجه قائد الكتيبة، وقائد اللواء كانت رُتبتي رائد، وبعد شهرين كنت مقدم.

الترقية السريعة كانت نتيجة قصة معينة :

عندما كنا برتبة نقيب، ورحمه الله الفريق محمد فوزي أخر ترقياتنا، 6 سنوات قضيتها نقيب من 1964 إلى 1970، وكانت المفروض 4 سنين. وبعدما تغير رئيس الأركان، ترقيت رائد وانتقلت إلى الفرقة 16، في يوليو 1970. وفي يوليو 1972 ترقيت إلى رتبة مقدم.

كنت ضابط مدرعات للكل. كان هناك كتيبة مدرعات للفرقة، وكتيبة مدرعات لكل لواء (من الثلاث لواءات). لدي أربع كتائب دبابات T-34، سنة 1970، وتغيرَت بعد ذلك،

بعدما أصبحت قائد كتيبة دبابات الفرقة (في يوليو 1972)، وكانت الكتيبة 216، كتيبة قائد الفِرقة. يتم دفعها كقطعة شطرنج، يحركها قائد الفرقة حسب الموقف.

وبعد 20 يوم، غيرت الدبابات من T-34 إلى T-55

وكان قد وصل للجيش دبابات T-62، الاخدث وتم تكوين لواءين ضاربين بالدبابات الجديدة ( اللواء 15 مدرع مستقل واللواء 25 مدرع مستقل )

أما الدبابات T-55، تم توزيعها على باقي الفِرق، تفاحة يتم تقسيمها بالتساوي بين فرق المشاة الخمس

كانت لدي 31 دبابة، وهناك فرقة أخرى بها 22 دبابة،... خمس فِرق مشاة (150 دبابة). وهناك مراكز تدريب بها دبابات.

أما عن اختلاف دبابات T-55 (التي تسلمتها حديثا)، عن دباباتT-34 (التي كنت معي):

نفس المدفع، ولكن العيار أكبر، 100 مللي، بدلا من 85 مللي. ان اشتريت عربية، أي نوع، المهم هو الموتور، وكنت أعرف التزييت والتشحيم، لصيانة الدبابة والموتور.

وكانت الدبابات الجديدة أفضل. وبالنسبة لبرج الدبابة T-55، منخفض. أما الدبابة T-34 برج عالي فكان البرج المنخفض أفضل كثيرا في عدم الكشف عن مكاني أو سهولة اصابتي .

وهي تعمل كهرباء ويدوي. ليس هناك فرق في الصيانة، ونفس المدفع. الذخيرة نفس النوعيات لكن مختلفة في العيار، 100 مللي بدلا من 85 مللي. نفس الموتور، والفَرق جهاز اللاسلكي. أما السعة الليترية أكثر قليلا (الزيوت أكثر)،

المدفع لابد أن تتم له عملية شد، كل فترة (تحرك الزيت، وفيه 2 اسطوانة ارتداد، ضرب، وبعدها ارتداد). التأكد من ضبط الهيدروليك، الضرب والارتداد.

الدبابة T-55 لم يكن بها مدفع رشاش، ولكن كان في T-54K على أسطوانة القائد.

أما T-55 كان بها رشاش جنب (لفرد التعمير)، ورشاش للسواق، والمدفع الرئيسي للرامي.

تم تغيير الدبابات ولم يكن هناك اختلاف، ولم نحتاج لفرقة تدريب، المدفع عبارة عن ماسورة، ترباس، وزراير الضرب.

كانت الفرقة 16، في وسط أبو سلطان وكنت ضابط رماية وتدريب الفرقه . فأخرج سواقة وضرب نار، ونتعرف على الدبابة، باستكشافها استخدامها، واستكشافها من خلال التدريب، ومشاريع تكتيكية. وكنت أسأل العسكري، والضابط، وحكمدار الدبابة،... لابد من التأكد.

كنت قائد كتيبة الفرقة، وكان شغلي بتوافق مع قائد الفرقة، ومع اللواء الذي أدعمه ، وان كانت المعدات ضعيفة، تتعوض بحسن التدريب لدى المقاتل فعوضنا بالتدريب فرق التقدم التكنولوجي لدي اسرائيل

أنا المقدم شحاتة، في الجيش منذ فترة كبيرة، أشعر أن هناك شيء كبير، عرفتها من الخرائط، وذلك قبل الحرب بـ 8 أيام، قبل 1 أكتوبر 1973، غيرنا الخرائط، وكان هذا فقط. تغييرالخرائط، ونفس الموقع، والواجب بتاعي موجود على الخريطة، وتدربت عليه من قبل. ولدي خطوط دفع...كتيبتي تتشكل من 31 دبابة، ودبابة نجدة،

واتبعت تعليمات الفريق سعد الدين الشاذلي في الاخفاء والتموبة ، وكان لي موقع سَريتين، لم يتمكن العدو من كشفهم أو يصورهم بالطيران. وكنت اتخذت لهم موقع بعيد عن قيادة الفرقة، وعملت حفر بعمق، كما قال سعد الدين الشاذلي، ومرمى ضرب النار، وبعده ملجأ تدخل فيه الدبابة. وطلبت من الفريق عبد ربه أن أقوم بذلك. طلبت منه طوب، أسمنت،...، مهندسين، ونفذت النموذج قبل الحرب.

وقع في يدي خلال الحرب خريطة إسرائيلية، نظرت فيها لم أجد موقع السَريتين، معني ذلك أن لم يتم رصدهما

خطة تدريب، مشروع جيش، مشروع فرقة، مشروع لواء. وكنا كتائب، اشتركنا في اللواء، والجيش. عملك يراه قائد الجيش، وقائد الفِرقة، ويتم تقييمه، تقديرات شخصية.

تأتي المهمة لمن هو اكبر منك، يلقنك إياها، ولكن لا يفصح أنها خطة حرب، "مشروع ياشحاتة، موقعك...، تحتل المنطقة دي...، سرعتك...، تصل في خلال... أما عن خطوط الفتح، هنا وهنا وهنا..."

الفتح يعني تشكيل قتال (دبابات تسير منتظمة في طابور "قول " ثم تفتح سرايا الدبابات بالعرض ، ثم تفتح فصائل الدبابات بالعرض ، ثم تفتح دبابات)، كل ذلك له توقيت، يتم تحديده، بمسافتي من نقطة التحرك، إلى خط الدفاع الأمامي للعدو.

الفِرقة تعبر، ثم كتيبة دبابات الفِرقة، تتمركز في منطقة معينة.

مساء 5 أكتوبر، كان هناك لقاء مغ اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثاني ، تلقين معنوي (كان إجراء طبيعي).وكان هناك من يشم العلامات، كل شيء له سبب، ويمكن أن تشم وتستنبط ما وراء السلوك، أو الحدث.

كانت دَفعة معنوية، لابد أن تشعر من خلالها ان هناك شيء غير اعتيادي، وكنت أتجمع مع قادة الألوية، وكانت كتيبتي تعادل لواء (في التشكيل)، استمعت، وخرجنا،

"مافيش كلمة هنحارب دي تطلع في السينما فقط. هنحارب إيه، دي سِرية."

قائد الجيش لا يُعلِن ومِن حوله عساكر، ربما يكون العسكري نمّام، وينقل الخبر، ويصل للعدو.ان علم شخص بالسر، كذلك العدو.

وسألَنا عن حالنا، التدريب والقوات. "راجعت على الأسلحة... راجعت على الذخيرة،..." واطمأن على استعداد القوة، منتظرا أمر التحرك، وكان لديه أمر التحرك،

وكان الاجتماع على مستوى الفِرق في الجيش الثاني ، وكان هناك قادة الفرقة 2 ، والفرقة 16. و الفرقه 18 مشاة لم يكن في الاجتماع ضباط من الفرقة 21المدرعة أو الفرقة 23 مشاه ميكانيكي فربما كانت نسق ثاني - استراتيجي، ربما حضرت في اجتماع أخر.

وفي نهاية الاجتماع طلب منا قائد الفِرقة، أن يكون عنده قائد الاتصال، الساعة 7، صباح اليوم التالي،

وفهمت من أسألته، أن هناك شيء ما، غدا. ولم يسأل أي أحد الآخر. ان كان سريا، فلا داعي ان ينتبه من ليس مهم أن يعرف (في تلك المنطقة من الوقت).

جاء الجواب، في السابعة صباحا، مكتوب عليه "لايُفتح قبل الساعة..." فتحنا وكنا صائمين، وفطرت، وكنت أعمل في جبهات كثيرة، فتحت الجواب، في الساعة المحددة،

قرأت... ساعة س، وهي ساعة الهجوم.

وقال ألّا أبلغ الضباط على مستوى قادة السرايا، قبل الساعة التي تم تحديدها، وكذلك قادة الفصائل، في توقيت تم تحديده، وأيضا الأطقم. كل هذا تسلسل.

وكان معي (عبد الخالق) رئيس عمليات كتيبتي وتنفست الصعداء عندما قرأت ساعة بدء المهمة، ولم أقدر أن أتكلم، أو أشاركهم المعلومة التي عرفتها.

وقت الحرب، تنسى كل شيء. انت داخل لمهمة حربية، لا تفكر بشيء. تخشع في الصلاة، وفي القتال. ان مت، شهيد. وان عدت، منتصرا، بإذن الله.

وقبل ذلك كان أوامر أجازات 24 ساعة، الضباط، والعساكر، وصف الضباط.

أحضرت دبلتي، أعطيتهم لجندي وأمرتة أن يوصلهم إلى البيت، ولم أنزل أجازة. كنت قائد، وفي لمح البصر تكون أوامر الحرب، قرأت الطريق، والخريطة، قمت بحسابات والمسافة، وفي ساعة التحرك (كانت 7 مساءا)، وكان المشاة سوف تتحرك وتعبر، والمدفعية والدبابات على الساتر، الأفراد والمهندسين التي تحضر الخراطيم،...

المسافة بيني وبين القناة، ساعتان.

لن تتكرر 67، بإذن الله. تدريب القوات من 1967 إلى 1973، يهدم أي قوات، وكان لدي ثقة في الله، وأولادي في الجيش متدربين. وكنت في نقطة ملاحظة ومعي عسكري، وعندما تكون هناك طائرة أجده يحمي رأسي ، كان يعاملني ويحبني كأخ اكبر له وليس قائد فقط

وبلغت قادة السرايا، لم يكن هناك رد فعل، بل تغيرت الوجوه، مهما كانت ، "فيه إيه ياض"، قولت لهم بضحك. أنا أبوهم، هم معي، ومعنا الله ، أَبلغ كل منهم قادة الفصائل، وبدوره قادة الأطقم.

وإلى حين بدء التحرك، كانت مراجعة الشَّدة، التي لابد أن تكون معه في الدبابة، تحسبا للجبل ، وكان جو شتوي ، يتمم على الذخيرة، يتمم على اللاسلكي. المدفع، الغاز، ويختبر الدائرة الكهربائية.

وكنت قومندان ، ودبابتي لها قائد، يتولى قيادتها عندما أنزل لمقابلة قائد الفرقة.

مثلها مثل باقي الدبابات، ولكن بها قائد زيادة، يكون في العربية مع رئيس العمليات. لم يكن اسمي شحاتة، ولكن رموز، فستق ولوز ،...

كل الدبابات في الملاجيء، كل دبابة لها حفرة، ملجأ أفراد، وملجأ ذخيرة. وكانوا في ملجأ الأفراد.

حفرة الدبابة، مِن أمامها ملجأ، تنزل فيه لا تظهر. ان تتحرك للأمام، لها مربط (تضرب منه)، تتحرك للخلف، في اليمين ملجأ به 4 أفراد. وملجأ آخر، ذخيرة.وانت في الموقع، ان احتجت ذخيرة، تشون منها، كانت الدبابات في المرابط الدفاعية، من قبل الطيران، والمدفعية.

كان مكاني في " قفص القرد " ملجأ تحت الارض سقفة من الحديد المعرج

الطيران المصري، الساعة الثانية ظُهرا، 16 طائرة، في القطاع الذي كنت فيه، أبو سلطان، قاموا بالعمليات، وخرجوا، على ارتفاع منخفض. ومن بعدهم الصاعقة (هليكوبتر).

معي الخريطة أنظر فيها كل فترة ، الطيران، والمدفعية، وخراطيم المياه... لم أر تلك السيمفونية لاني خلف القوات بيني وبين القناة ساعتين .....

ولكن أراها في خيالي... ومعنا راديو، نسمع الأخبار،...

قال الرئيس منذ أيام ، نفتح العُمرة للضباط، وصف الضباط، وفتح عُمرة. ... يالها من خدعة

كان لدي ساعتي، ضبطتها، ومسافتي، ساعتين، أصل هناك في الساعة 9 ، المعنويات في السماء ، تحركنا على الطريق، دخلت إلى المعبر (وكان لنا معبر في سرابيوم). وكنت استطلعت المكان من قبل مع العساكر. بدون دبابات (للسِرية) ولكي لا يري اليهود أننا نقوم بالاستطلاع .

أي عملية بها هجوم أودفاع، لابد أن تكون سِرية. ويلزمها تنظيم تعاون مع المجموعة كلها.

لم نتحرك بالدبابات، ولكن بالعربيات كي ترى الطريق. ذلك قبل الحرب بفترة، حتى العربيات على أول الشارع، وندخل على أقدامنا.

أما عن مشهد التحرك، أدفع أمامي سرية حرس أمامي، بها فصيلة دورية (أمامها)، ومن أمام الدورية دبابة اسمها (دورية عَجلة)،

رئيس أركان الفرقة، العميد أنور حَب الرُمان، مسؤول عن المعبر الذي أعبر منه، وقال لي "ياشحاتة، إركن على جنب دلوقتي عشان المعبر متعطل" يَحميني كي لا أقف على الممر، حتى لا أكون ظاهر،وجدت عربتان مغروستان، تحمل أجهزة لاسلكي، إلى الوحدات التي عربت .طلبت منه أن أتعامل، وسحبتهم ، وبدأنا العبور

على جبهة القناة كان هناك ضرب طيران وضرب مدفعيات، وحفظنا الله، لم يكن ناحيتنا شيء، ومعي العساكر تعبر .

عبرت للبر الشرقي، وكان مكاني خلف اللواء 16، وكان يمين الفِرقة، وكان هناك قرية اسمها "الجلاء" كان مكاني هناك. وكانت معروفة لمعركة المزرعة الصينية.

وكانت منطقة الانتظار، تدافع منها لأي اتجاه.

كل لواء مشاة معه كتيبة دبابات . اللواء في المنتصف مشاة ميكانيكي، معه أيضا كتيبة دبابات.

وكان اللواء 12، الطرف الشِمال، بجانبه لواء الفِرقة الثانية. ومن خلف اللواء 12، كتيبة الدبابات. وكذلك اللواء 16، له كتيبة الدبابات، وكذلك اللواء الثالث.

عبرت، دخلت يمين، إلى ظهر اللواء 16 مشاة الضرب من الناحيتين، وكنت بعيد عن ذلك، مشيت على حافة الساتر حتي وصلت قرية الجلاء، توفقت، سكًنت الدبابات، وفردت الشبك. وخلال نصف ساعة، أديت تمام ... "فستق وصل" وكان الاسم الكودي للكتيبة.

المنطقة كانت منخفضة، لم نقم بالحفر، وكان موقع مؤقت. الدبابات كانت على وجه الأرض.

وكانت ليلة 6 أكتوبر.

وفي صباح 7 أكتوبر معركة جوية من فوقنا.ومن أمامي اشتباكات، اللواء 16، اللواء الثالث،...

وإلى يوم 8 أكتوبر، أرسل لي قائد الفِرقة (اللواء عبد رب النبي أبو حافظ) في الثامنة مساء . وقائد الفرقة كان له مقر قيادة تحت الأرض يعد علي عجل

وكلفني بمهمة (بتنظيم تعاون مع قوات أخرى، والتنفيذ في نفس الليلة)، والمهمة هي نقطة قوية لم نحررها بعد وبدأ الضرب يشتد عليها فتوقفت عن الرد لاحقا لم تتم العملية لسقوط النقطة .

وفي يوم 9 قبل الساعة 2، تلقيت أتصال من قيادة عمليات الفرقة ان هناك هجوم على اللواء الثالث مشاة ميكانيكي، وكان هجوم بالنهار.

لابد أن أتبع أسلوب معين للحرب، لكن خرجت بدبابتي، أمام الدبابات كلها، وتقدمت لمكان الهجوم، ومن خلفي الدبابات. وصلت خلال ربع ساعة. كان لي سَرية دبابات عند قيادة الفِرقة، لحمايتها. كلمت قائد السرية أن يعمل لي قاعدة نيران، يَشغِل اللواء المُعادي، على أن أهاجمه من الجانب.

تحركت، جميع الدبابات خلف بعض، قول واحد " طابور " ، كمية تراب وعفرة رهيبة، يظن من يراها أن هناك فيلق يتحرك

وفي خمس دقائق فتحنا تشكيل قتال من سرايا ، و التففنا من خلف اللواء، ضرب متبادل، من 01:40 إلى 04:40 حوالي ثلاث ساعات قتال متواصل متلاحم مع دبابات العدو . يوم 9 أكتوبر.

سَرية في كل جانب، بالإضافة إلى قاعدة نيران. كنت أقف أعلي دبابتي، وكان يصيح بي ضباط العمليات، لابد أن أنزل الدبابة وأقفل الغطاء، لم أفكر في ذلك لثلاث ساعات. وجاءتني طلقة دبابة، قريبة مني 50 متر، صنعَت حفرة، انطلقت في اتجاهي يمينا ويسارا، وتوقفت بعدي بقليل .... سبحان الله ...

وجدت لدي إصابات خفيفة 7 دبابات أصيبت في العجل وتعطلت مكانها  فصارت الدبابة ثابتة، إنما المدفع جاهز للضرب.

كلمني عبد رب النبي، هنأني بالنصر وبسرعه التصرف ...

مكثت في الموقع في قلب الفرقة 16 مشارة ، كان لدي بلدوزر، قمنا بالحُفر، ودخلت الدبابات. ومن خلفي البر الغربي، إلى القناة، خالي لا مدفعية . ولا مدفعية ميدان،...

لم أعرف كم دبابة أَصَبت، ولكن ضربت كل من أمامي. وعرفت بعد ذلك ان الرقم هو 28 دبابة مقابل أصابة 7 دبابات فقط لي أي أن النسبة 1 لـ4، وفي قانون القتال (1 لـ 1). وقد أفادتني قاعدة النيران، والالتفاف. وعلى تبة الطالية.

تعلمنا في الكلية الحربية، الاستطلاع، بالعين المجردة، بالنضارة،... وآخر شيء، الخرائط،

بقينا في الموقع، من يوم 9، إلى 21، في تلك الفترة، كان العدو أمامنا نقطة اسمها 116، ينزل العربية، يجر وراءها هيكل دبابة " تموية " ، مسافة 3 كيلو، كان يمكن ان أقوم بضرب غير مباشر. أرى وأعرف أنها ليست دبابة.

فأصدرت أوامر شديدة بعدم الإطلاق. وجهزت فصيلة في الجانب اليمين،

وفكرت كالتالي، ان كان العدو يخرج دبابة، وتمشي، كي تراها الدبابات وتطلق عليها النيران، وأصدرت أوامر بعدم الضرب، إلّا بأمر مني، ان ضربَت جميع الدبابات في وقت واحد، يتم كشف الموقع، وكنت أحدد دبابة واحدة فقط، "ياحسن، انت عليك الدبابة دي..." ويدمرها ، وكان هدف اليهود هو كشف اماكن تواجد الكتيبة واقواس النيران الخ الخ من تكتيكات الدفاع وكنت اعي ذلك ولا اعطهم ما يريدون – فقط دبابة واحد تشتبك والباقي مختفي في الحفر .....

وإلى يوم 21 أكتوبر ، كان مازال معي 31 دبابة، منهم خسائر 7 دبابات، تعمل كمدافع ثابتة،

الإمداد والتموين يعمل بصورة جيدة، معي ذخيرة، أكل، شرب، جاءتني الذخيرة مع 2 ضباط برتبة مقدم أركان حرب، بعد معركة يوم 9 أكتوبر. 2 ضباط، وعربيات، اهتمام. ولم يكن في الفرقة دبابات أُخرى ...

وفي مرة قائد اللواء 16 ناداني في اللاسلكي بإسمي، انت فين ياشحاتة، وعرفه اليهود، وكان خطأ، وبدلا من ذلك كان أمامه خريطة وبها الاكواد لكل التشكيلات ...

أنا خارج الدبابة أقود المعركة من عربية مدرعة، بها ثلاث أجهزة تواصل، جهاز مع كتيبة الدبابات، وجهاز مع قيادة اللواء ، وجهاز مع قيادة الفِرقة سمعت أشارة عاجلة من قيادة الفرقة ...

"ياعمليات، العدو بيجمع نفسه في قرية الجلاء، كي يهاجمني"

وكان اتجاهي للشرق، أي أنظر لداخل سيناء وكان لي أن أقوم بتغيير للأوضاع، فأعطيت أومري لسرايا الكتيبة، سرية في اليمين، تتحرك، مواجهة الغرب، العدو أمامك، يتقدم بكتيبة دبابات.

كانت 40 دبابة، لم يبق منهم إلاّ 3 دبابات، يعني في خلال نصف ساعة دمرنا لهم 37 دبابة، وكانت بواقي لواء 14 مدرع إسرائيلي، قيادة أمنون ريشيف من فرقة الجنرال شارون . وكان ثالث لواء له، وكانوا أقتربوا جدا من قيادة الفرقة، ضربنا عليهم بالدبابات، وعادوا أفراد، وفي ثالث وآخر مرة أعطوهم دبابات جديدة بنفس الاسم. تعامَلَت معهم 20 دبابة من عندي (2 سَرية)، وكنت أرسلت 4 دبابات لحماية قيادة للواء وفي منطقة ليس بها أي من مدفعية، م.ط.، م.د.، أر بي جي، ولا أي شيء، عند قيادة الفرقة.

كنت واقفا (ثابت)، وهو يتقدم. والمدافع (الثابت) هدفه باثنين. أما وانت ماشي يكون التصويب غير دقيق. ( أي ان العدو دخل منطقة قتل لمدرعاتنا )

كان راكب العربية المدرعة، وباباها الخلفي مفتوح، وعليها جهاز لاسلكي الفرقة، وجهاز لاسلكي المشاة، وجهازي، وهناك جهاز للجيش (احتياطي)، بالعربية 6 عساكر، 3 منهم على كل جانب، بالإضافة إلى صول والسواق.

ضرَب العدو طلقة... كان الباب الخلفي مفتوح، فدخلت ودمرت جهاز اللاسلكي، والزجاج الأمامي، وطارت للخارج. معي 8 عساكر، لم يصب أي منهم. سبحان الله

كنت أنا الإصابة الوحيدة، أقف على باب المدرعة، باب حديد، أصابتني رجة الانفجار.

وكانت طلقة من إحدي الثلاث الدبابات المتبقية من اللواء الإسرائيلي،دخلت وخرجت، أصابت عسكري، في الخارج، على التبة.وبعدها الدبابات الإسرائيلية انسحبت.

عدت وبقي معنا 7 دبابات، مع 4 دبابات كانوا مع اللواء الثالث ميكانيكي لدعمة ،

بدأنا نتحرك على مركز تجمع الفرقة، وكان في نفس المنطقة، أجمع الكتيبة، وبعدها كان وقف إطلاق النار، يوم 22 أكتوبر.

"عايزين نعيد التشكيل" ولم يكن لدينا كثير من الدبابات، حوالي 8 دبابات، وقلت ماشي.

وكنت ضربت 84 دبابة، وعربية مدرعة، وعربية قيادة، وعربية إدارية، غير دبابات على الطريق. مايقرب من لواء مدرع (110 دبابة)، قامت كتيبتي بتدميرهم من يوم 9 أكتوبر حتي 22 أكتوبر 1973 أي ما يعادل ثلاث أضعاف قوة كتيبتي تقريبا .

حصلت على وسام النجمة العسكرية تقديرا لي لمعركة صد ثغرة يوم 9 أكتوبر، ولكن وفقني الله وتحركت بعد ملاحظة حركة دبابات العدو ، والحمد لله.

يوم عيد الفطر ، كنت في المنطقة الإدارية، وكان وقف ضرب النار يوم 24. قبلها كان كل الضرب غرب القناة فقط في ثغرة الدفرسوار ..

بعد إصلاح عدد من الدبابات وصلت قوي الكتيبة الي 14 دبابة أي حوالي 50 % من قوتها ، عملت لهم موقع، وأحضروا لي ضابط احتياط إستعواض خسائر

وكان قد أصيب ضابط لدي، وتوفى، ضابط اسمه "كمال حسن علي"، برتبة نقيب. وهو يستحق ماحصلت عليه، من وسام النجمة العسكرية، وأكثر منه... كان يحارب، واستشهد لديه الرامي، تركه ونزل من الدبابة، أخرجه، وقفز للدبابة مرة أخرى، وكان ملتهبة، أطفأها. وصوب على دبابة يهودية، إلتقطوه مرة أخرى، ومات السائق، ومات المعمر، وهو نزل، و جهز الإطلاق بنفسه، وضرب مرة أخرى ، حتي أستشهد ، وكتبت ذلك في التقرير لتكريمة

النقيب، كمال حسن علي، بكيت عليه بعيني وقلبي، يوما كاملا، رأيت قتاله بعيني وكنت أقف وسط المقاتلين. وكان ذلك يوم 21 أكتوبر،

وجاءني أخوه يبكي، "ماشوفتش كمال؟" وكان أخوه ضابط أيضا ...

استلمت دبابات من ليبيا، T-54، حوالي 14 دبابة، في الهايكستِب، وكان لابد أن أنسق المدفع، وأضبطه. أنسق المدفع بنفسي، لجميع الدبابات. لي نظام معين.

وكلمني قائد مركز الجنزير أن انتقل لانضم للفرقة 21 ورفضت ذلك ، وكنت سألت مدير السلاح أن أعود لكتيبتي

وجائني إستدعاء

"تعالي كلم مدير السلاح" وكان مدير السلاح، اسمه كمال حسن علي، وكان يعرفني، وقال أنها أوامر من المشير أحمد إسماعيل، لمدير السلاح. وكان أحمد إسماعيل يعرفني وأنا ملازم ثاني، وهو كان لواء ، فانتقلت للفِرقة 21،

وكان أول لقاء لي مع العميد ابراهيم العرابي قائد الفرقه 21 والتي يعاد تجميعها ضمن الخطة شامل ... ودار بيننا حوار ملتهب .

"مقدم شحاتة محسب، قائد ك-216 على الفِرقة 16، مُلحَق على سيادتك، لفترة محدودة، كتعليمات المشير أحمد إسماعيل، القائد العام للقوات المسلحة".

"مافيش حاجة اسمها ك-216، هتاخد اسم الكتيبة بتاعتنا هنا"

واعترضت ورفضت – (( كنت أريد أن أعود لسيناء ولفرقتي شرق القناة ))

ونظر لي رئيس فرع المدرعات ، و كان موجود لواء أركان حرب سلاح المدرعات.

كنت أعرف ما أقول.

وإزاء اصراري الشديد علي العوده لفرقتي انتقلت الي لواء مشاة، في الفرقة. وكانت مقابلة طيبة.

ومنها إلى العقيد محمد بكير، قائد الفرقة 16 بالانابة في وقتها وانتقلت بالجنزير، وقمنا بالصيانة.

كنت أسلم عليه صباح ثاني يوم، وكان معه رائد، سلمت عليه، وقدمني إليه محمد بكير

"المقدم شحاتة اهوه"

"المقدم شحاتة محسب؟"

"أيوة"

"دمرت كام دبابة، يوم 9 أكتوبر؟"

"لا أعد، اللي كنا نلاقيه بنضربه"

"خسائر عندك 7 دبابات؟"

"أيوة"

وقال لي اني دمرت 28 دبابة، مقابل 7 دبابات خسائر من عندي. ومن هنا عرفت العدد.

انما الـ 84 دبابة كنا أحصيناهم، 37 في قرية الجلاء، ودبابات فردية، وكرمنا الله، وكانوا قد ألحقوا علي سَرية من الحرس الجمهوري (في وقت بعد الثغرة)، و كنت قد قلت لقائد السرية (وكان يكلمني في التليفون ولم أره)،

"قدامك دبابات، شايفهم؟"

"شايفهم"

"اضربهم الخمس دبابات دول"

ودمرَهم.

وسألني - وكان برتبة رائد - كيف عرفت أن أمامه دبابات، وقولت له، شغل قادة يابني، سوف تعرف ان شاء الله، وضحكنا.

وفي الفترة التي كنت فيها في شرق القناة، بعد وقف إطلاق النار، وقبل انسحابهم من الثغرة، وبعد فض الاشتباك، كنت في القصاصين، ووجدت اليهود والمصريين كانوا أصحاب،

وكنا نناديهم،

"واد يايوسف"

"أيوة يامصري"

"ابعتلي البلدوزر أعمل حفرة دبابة"

"حاضر، بس استنى لما الظابط يمشي" ، وكانوا متعاونين، بعدما ضربناهم.

استقريت في القصاصين. إلى أن جئت إلى معهد المدرعات، في 1974، ومكثت هناك لسنتين، ترقيت إلى رتبة عقيد، وطلبوا مني أن أتولى "مساعد رئيس أركان اللواء"

وأن أعمل في أحياء، محافظة السويس، ومحافظة قنا، ولم أقبل.

وتوجهت إلى برنيس، رئيس أركان قطاع برنيس، 3 سنوات،

بها قوات دفاع جوي، البحرية، المطار

بعدها عدت إلى معهد المدرعات. وبعدها عينت فى الشرطه العسكريه لمده سنه رئيس فرع المنطقه الوسطى فى سنه 81.

وقائد محطة المعادي، وانتقلت إلى هناك، ثلاث سنوات، في قطاع محطة المعادي، قطاع عسكري.

ترقيت إلى رتبة عميد،

التجديد الأول، ثلاث سنوات،

بينما كنت أمُر في مستشفى المعادي، وقابلت ضابط من شؤون ضباط المدرعات، وكان معه ملفي اني خرجت معاش ...

وخرجت معاش في 1985.

من 1959، إلى 1985، خمسة وثلاثون سنة،

وخدمة 26 سنة،

61 سنة.

نسأل الله أن يتقبلها منا.

10 رمضان 1441 ، 3 مايو 2020

العميد شحاتة محمد - فرقة 16 مُشاة

تم التسجيل مع البطل، في منزله،

قام بالتسجيل أحمد زايد – رئيس مجلس أمناء المجموعة 73 مؤرخين

حضر التسجيل، أستاذ مختار حشيش، و عبد الرحمن مختار حشيش

قام بالتفريغ: علي سعيد

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech