Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

البطل أبو العلا- قوات المدرعات - T 34

 

الاسم : ابو العلا السعيد العدوى – 71 عام

دخول الجيش

تم التجنيد سنه 1970 وكان هناك احساس بمراره الهزيمه عام 67 وكنت ابحث عن فرصه اخدم بها بلدى وكان عمرى حوالى 18 عام وروح الشباب تدفعنى قوه لتعويض الخساره وكنت سعيد لدخولى سلاح المدرعات لانه سلاح مواجهه كجندى مدرعات ، واتممت التدريب الاولى ثم تم تحويلى الى مركز تدريب المدرعات بالهايكستب لمده 40 يوم وحصلت على فرقة رامى ( رمايه مدفع الدبابة ) وفرقه معمر( يقوم بتعمير مدفع الدبابة ) كان من يتم التدريب يتم تحويله على الجبهه مباشره و قد حصلت على فرق اخرى بعدها و اتذكر العميد جميل سعيد حارس كان عميد مركز التدريب برتبه عميد

بعد انتهاء التدريب اصبح دورى رامى الدبابة وتم ترحيلنا للجيش الثاث السويس الى الكتيبه 237 ضمن اللواء السابع الميدانى الفرقه 19 مشاة

تم استلام دبابة وتم التدريب عليها و لم يكن هناك وقت للعمليات ولا ضرب نار لوجود وقف اطلاق نار فكانت هناك فرصه تدريبية عالية بشكل دورى على عدد من المشروعات

( المشروع هو تدريب كبير كأننا فى حاله عمليات حتى نتعود على حاله المعركة ونقوم بدورنا فى المعركة و تأتى لنا أومر مفاجأه بتغيير فى حاله المعركة لتدريبنا على الثبات الانفعالى والاستعداد للمفاجأت )

وكان القائد لنا المقدم ابراهيم حسين النحاس واذكر انه اصيب فى الحرب يوم 13 او 14 اكتوبر حيث اصيبت دبابته وانا استطعت ان اساعده للخروج منها

كانت الدبابة الخاصه بى وليا الشرف تى 34 سنه صنعها 1943 روسيه اقدم دبابة عامله فى العالم

وكانت اواجه بها دبابة امريكية سنه صنعها 1973 ، كانت دبابتى عنيفه ومتعبه جدا فى تشغيلها لانها كانت موديل قديم جدا وكل الفرق المصرية التى تحاوطنى كانت بها موديلات بها قياده الكترونية مثل استخدام الاشعه فى التصويب وتوجيه الخرائط وانا اقود دبابتى بشكل يدوى فى كل شىء ولذلك اشعر بالفخر انى حققت نتائج بها

قمثلا عند محاوله التصويب على هدف استخدم تلسكوب تحديد المسافه ثم استخدم اجهزه التصويب لتحديد ابعاد دبابة العدو ثم حساب سرعه الرياح واتجاهاتها وبعد عمل الحسابات الكامله يتم اطلاق القذيفه وتم عمل تدريبات بالذخيره الحيه وكانت النتائج جيده للغايه وحتى فى الحرب كانت الاعطال والخسائر مقبوله بالنسبه الى موديلها ، كان عدد طاقم الدبابة 5 افراد معمر ورامى و حكمدار وسائق ومساعد سائق وكان ضمن طاقم الدبابة مؤهلات عليا ومتوسطه و ايضا بدون مؤهل وكان دورنا انت نتعاون كلنا و نساعد بعض و نتعلم من بعض حتى نتمكن من تحقيق الاهداف ،

فقمنا بتعليم الافراد الاقل فى المستوى والجدد كل تفاصيل الدبابة ، فمثلا عندما يقول حكمدار الدبابة امر بتعمير المدفع يجب على السائق ان يهدىء السرعه ليساعد المعمر على التحرك داخل الدبابة وتعمير المدفع وعند امر الضرب يجب ان تقف الدبابة تماما وكل هذا بدون اوامر مباشره من الحكمدار للسائق لاننا حفظنا ادورنا واى خطأ قد يسبب اصابة زميلى و سيتأثر اداء الدبابة

يوم 6 اكتوبر كان عندنا مشروع وكل ما كان يشغل تفكيرى انه سينتهى المشروع واخذ تصريح وارجع بيتى لانى استمريت شهر بدون اجازه ، لكنى لاحظت يومها فى الصباح الباكر حركه سيارات جيب غير عادية و مر قائد اللواء من امامنا العقيد فوزى محسن قائد اللواء السابع و سألته عن العربيات الجيب هل هذه علامه لقبول تصاريح الاجازات فأجاب ان القائد الاعلى للقوات المسلحة سيمر تفتيش ثم بعدها عند نجاح التفتيش سيتم اعطاء التصاريح و بنسبة اكبر من المعتاد وكان يمزح معنا كعادته ولكن لابد من حضورة اجتماع لقيادات الجيش الثالث ،

و ظللنا ننتظره عند عودته لمعرفه مصير تصاريح الاجازه فوجدناه مختلف تماما فى المعامله ويتعامل بحده ويرتدى الخوذه و الرشاش على كتفه فسألته ممازحا

هو القائد هيفتش علىيكم انتو كمان ولا ايه ؟

فأجاب الزم حدك وكل واحد يشوف شغله وكله يتمم على دباباتة و يستعد لاننا فى حاله طوارىء و احتمال تكون هناك عمليات (( ورونى يا مدرعات شغلكم هيبقى ازاى ))

وظللنا فى انتظار مرور القائد بالشده الكامله اما معبر السويس منتظرين المرور و بعده تصاريح الاجازه

وكانت الساعه 2 الا 7 دقائق تقريبا رأيت الطائرات من جنوب جبل عتاقه تطير على ارتفاع منخفض فوق سطح المياه عددهم 17 او 18 طائرة حيث عددناهم عند البداية لنعود ونعدهم عند نهاية الهجوم والتأكد انهم بخير ، واما وصل الطيران لمنطقتنا ارتفع و اتجه للشرق و فتح التشكيل وبدأ الضرب والاصوات تعلو انفجارات متتالية و كان منظر يفرح لانهم كانو يعرفوا دورهم جيدا واعطانا احساس ثقة كأن اخوك الاكبر يساعدك فى معركة يشجعك على الهجوم فتحمسنا لبداية الحرب مواجهه العدو ، وعادت جميع الطائرات ثم اتى بعدها مجموعه طائرات مصريه اخرى و لكنها استغرقت وقت اطول داخل سيناء حوالى 7 دقائق وعادت ثم اتت الموجه الثالثه استغرقت حوالى 20دقيقة مما يعنى ان ضربات الطيران كان لها تخطيط عالى و اهداف محدده زمنيا وكل هذه الاحداث ونحن على الضفه الغربية لم نتحرك حيث كان المفروض ان المشاه تتحرك بعد 20 دقيقه من موجه الطيران و قام العقيد فوزى محسن باعطاء التعليمات لجنود المشاه التابعين له بالتحرك الساعه2 تماما وعندها تكلمنا معه ان هذه التحركات قبل المواعيد المحدده للمعركة و هذا عكس ما تدربنا عليه فأجاب ان الطيران الان يحمى منطقه العبور جيدا ولا يوجد ما يمنع بدايه العبور ولا اضمن استمرار السيطره الجويه لخمس دقائق اخرى وكانت اول مراكب تعبر القناه بها قائد اللواء 160 و كان رئيس العمليات ينظم حركة وترتيب العبور فى الخلف وبدأت اشتباكات المشاه مع العدو ومازالت المدرعات فى مكانها وكانت لدينا رغبه فى الهجوم و تحمس فى المشاركة فى المعركة

و نسينا كل شىء عن اهلنا و ظروفنا و كل تركيزنا فى الانتقام من اعدائنا و مساعده اخواتنا الذين عبروا وبدأو الهجوم وكانت تعليمات عبور سلاحنا ( المدرعات ) بعد 6 ساعات من ساعه العبور س ولا نبدأ اطلاق النيران الا بعد العبور والتمركز على الضفه الشرقيه لقناه السويس ، بعد عبور المشاه سمعنا المدفعيه الثقيله تبدأ الضرب وزاد حماسنا اكثر و اتصلنا بالمقدم الجمل قائد كتيبه المشاه وطالبناه بتحديد مكانه بطلقه اشاره 26 مل حتى نقوم بضرب المواقع التى امامه لتأمين قواته كنوع من المشاركه قبل العبور و لم يكن هذا من دورنا فى المعركة لكننا رغبنا فى الاشتراك بالمعركة وكان سبب عدم قيمانا بأى دور هو الخوف من اصابه قواتنا بقصف مدافع الدبابات ولذا قمنا بهذا التنسيق للتأكد من عدم وجود اصابات

 

عبرت دبابتى مع الموجه الاولى للكتيبه تقريبا كان بعد المغرب و رأينا النقاط الحصينه و بدأنا الضرب عليها و كانت هذه النقاط عباره عن قضبان سكه حديد فى الاساس ومدعمه باقفاص من الحديد بها حجاره تغطى النقطه من اعلى بالكامل فكلما نضربها لا تنهدم ولا تتأثر بالضرب وباب النقطه يفتح اتوماتيكيا ، ولم نجد اى مقاومه فى اقتحام النقطه، وكانت اول مواجهه مع قوات العدو بدباباتهم كانت يوم 11-12 اكتوبر

تفاصيل اقتحام الدشمه

كان العميد فاروق يقود بدبابته الهجوم على الدشمه الاسرائيلية بدون تعليمات من القيادة و صمم على اقتحامها و كان يتصل به قائد الكتيبة و يمنعه من اقتحام النقطه لان دبابته لا تستطيع المناوره داخل النقطه فهى ليست مخصصه لهذه المعارك و لكنه لم يستجيب له و صمم على اقتحامها لانه دخل فى محيط النقطه و لا توجد مساحه للخروج و العوده و بدأ بمهاجمه البوابه الالكترونية للدشمة وكان على قرب منها اللواء عادل قائد قوات اللواء السابع وهو له السلطه علينا فى الاوامر و قال له يا فاروق اوقف ضرب النار سمك الباب 12 سم من الفولاذ المنيع ولا يتأثر بكل الضرب عليه ، ستنفذ ذخيره الدبابة والباب لا يتأثر فأجاب العميد فاروق و كان وقتها ضابط بدبورتين( ملازم أول ) فقط - انت كقائد تمدنى بالذخيره اللازمه لاقتحام النقطه وانا لن اتوقف عن الهجوم ابدا ولن يفتح احد باب هذه الدشمه غيرى انا ، ولم يتوقف عن الضرب الا بتعليمات وصلت من القائد الفاتح كريم ( اى احد القاده الكبار بالقوات المسلحة ) قائد اللواء و قال انه توقف بشكل مؤقت ولكنه سيعاود الضرب مره اخرى مع اول فرصه

هنا يتضح ذكاء قادة القوات المسلحه حيث ان هناك برميل دخان على كل دبابة يتم تفجيره لعمل سحابه من الدخان تسهل انسحاب الدبابة فى غطاء دخانى فطلب العقيد عادل فك احدى البراميل الدخانية وتسليمها لاحد الجنود المشاه ثم تعليمه كيفيه تفجيرها يدويا ، وبعد ان فهم جندى المشاه كيفيه تشغيلها تسلق اسوار الدشمه حتى وصل الى فتحه اعلى الدشمه كان الاسرائليين يخرجوا راسهم منها ويشتمونا والقى فيها البرميل و انفجر البرميل داخل الدشمه و انتشر الدخان فى كل مكان فيها مما جعل جميع من فى الدشمه يشعر بالاختناق وهنا فتحوا الابواب وخرجو مستسلمين و اجسامهم مغطاه بهباب اسود و فى حاله سعال شديد و خرجو مستسلمين وهنا العقيد عادل طلب البحث عن الجندى الذى كان يشتمنا و بحثنا عنه و لم نعرفه فأجلسناهم على الارض ووجد جندى منهم يخفى وجهه باستمرار و منكمش فى جلسته فعرفه العقيد عادل فقبضنا عليه وقدمناه للعقيد عادل و عند كلامنا معه بقوه ارتعب و اعترف بعملته وانه قد تم تهجيره من قوات الاحتلال بعد النكسه من فلسطين ، فأجابه العقيد عادل بانه لن يعامله كما عاملنا الاسرائيليين وامر باعطائه ماء ليشرب بالرغم من ان الماء كان قليل معنا و اعطينا ماء لهم جميعا ليشربوا و امرنا باعطائهم سجائر ايضا حتى اتى العقيد فوزى محسن ومعه عربه مدرعة من تحريات الجيش الثالث تابعة للمخابرات الحربية ووضعنا كل الاسرى بها و اغلقنا الباب بصعوبه بسبب عددهم داخل المدرعة

و طبعا بعد دخولنا الدشمه دخلت منطقة الدواليب التى بها متعلقاتهم و خبطتها برجلى لاكسر الدواليب واخذ متعلقاتهم وارجع بها لكتيبتى اوزعها على زملائى كغنائم من عدونا مثل البدل العسكرية او غطاء الرأس البارية او اى متعلقات كتذكار لهزيمتهم امامنا

 

 

 

اذكر ايام الحصار انه كان هناك وقف اطلاق نار وان الطعام كان شحيح فكنا نبحث عن بواقى الخبز العفن ونغسله بماء البحر المالح ونأكله وكنا نشعر انه اشهى طعام ولم نتضرر منه ، وكنا ننتظر اى تعليمات بالضرب فى اى وقت ونتمنى انتهاء وقف اطلاق النار وكان الطيران الاسرائيلى يمر يوميا لرفع روحهم المعنوية و يلقى بالطعام لهم يوميا وكانو يتعمدوا اظهار هذا لنا خاصه واننا بدون طعام

اسر دبابة سليمه

بعد يوم 14 اكتوبر حدث هجوم ليلى علينا من 4 دبابات تقريبا كان استطلاع و تأتى بعدهم باقى الدبابات فوجدنا العقيد فوزى محسن يخبرنا اننا يجب القضاء على هذه الدبابات لانها لو افلتت منهم دبابة واحده ستعود بالمعلومات و سيأتى قطيع دبابات بالالاف بعدها فتحركنا بسرعه و هاجمناهم وانا اصبت دبابتين منهم بمدفع دبابتى و تعطلت الدبابة الثالثة وانقطع جنزيرها و الرابعه هرب منها جنودها و موتورها يعمل وعدنا لموقعنا ، فقال لنا العقيد فوزى لماذا عدتم وتركتم الدبابة تعمل من الممكن ان يستغلها العدو ويهاجمنا فقلت له بسيطه يا فندم انا اعرف مكانها و ابعاده وممكن اضربها من هنا بمدفع الدبابة فقال لى انت تستسهل الامور فقلت له انا ممكن اذهب اليها والقى بها قنبلتين مضاده للدبابات و ادمرها فقال انا لا اريد تدميرها اريدها هنا معى قبل طلوع الشمس وكنا تقريبا االعصر ففكرنا سويا وقلنا لنذهب سويا ونستكشف موضوع الدبابة و نعرف كيف يعيشون فيها وكيف يحركرونها وفعلا ذهبنا اليها بدبابة و ولم نستطع قيادتها فى البداية لاننا تدربنا على المعدات الشرقيه و هذه الدبابة غربية و طريقه قيادتها مختلفه و دخل فيها طاقم الميكانيكية لتحديد كيفيه قيادتها و دراستها وفى النهاية عرفنا كيف يتم تحريكها و قدناها الى معسكرنا ووعندما رأها العقيد فوزى محسن كان يرقص من الفرح و تعجب هل فعلا ذهبتوا اليها و احضرتوها ؟ كيف تمت قيادتها الى هنا ؟ ومتى؟

ووجدنا بداخل الدبابة طعام الجنود الاسرائيلى فبعد ان غنمناها وجدنا داخلها وجبات اسرائيليه عباره عن عيش توست مغلف بسيلوفان وعلب مربى بلح واقراص جبنة نستو اشياء لم نرى مثلها فأكلنا منه جميعا عند المساء و مر علينا اللواء احمد بدوى وسألنا ماذا تأكلون فقلنا اكل اسرائيلى فقال اذن سأكله معكم وشاهد الدبابة الغنيمة عندنا

يوم 14 اكتوبر كنت مع المقدم ابراهيم النحاس و كان الضرب شديد و اصيبت دبابته وانزلناه منها بناء على اوامر من العميد فارق بسرعة اخراجهم منها فقلت له امامى اهداف يجب ضربها فقال لى انا هضرب مكانك اذهب انت و انقذ زملائنا، فتوجهت للدبابة بسرعه و وجدت خوذه المقدم ابراهيم التصقت فى لحمه من شده الحراره وكان يطلب مساعده زملائة بالدبابة حسين فتحى وابراهيم الوردانى و الذى استشهد يومها من اصابته و كنت اعلم انه توفى و لكنى كنت اقول له كلهم بخير و ابراهيم يشاور لى بيده المهم انت نوصل بيك للمستشفى فكان يقول لى لا لن اغادر المكان الا بعد الاطمئنان عليهم و ركبنا السياره واتجهنا للسرية الطبية ولكن الطيران كان بيضرب علينا و قام جندى شجاع من المستعدين الجدد بقيادة السياره حتى السرية الطبية بمستشفى السويس و تركناه بالمستشفى و عدنا ثانية للمعركة لان هذه هى روح البنى ادم المصرى وقت الشدائد تظهر رجولته ، وانا متأكد انه بالرغم من النعومة والرفاهيه التى نحن بها الان لو ظهر اى خطر سنجد الشباب المصرى يتحول الى وحوش و سيدافع عن بلده كما كنا نحن نرفض الاجازات للاطمئنان على استعداد دبابتنا للمعركة فكنا نقوم بمجهود اكبر من مجهودنا ليتم عمل اللازم

ومن ضمن نوادر الحرب ان عسكرى مشاه كان معه صاروخ مضاد للطائرات يسمى الضبع الاسود ( سام 7 استريلا ) فكنا نهزر معه و نستفزه بأنه ليس له قيمه ومعه معده عطلانه لا تعمل و طائرات العدو فوقنا وانت لا تفعل شىء كل هذا كنوع من المزاح فى وقف اطلاق النار ، فاستشاط الغضب بالجندى وصوب على طائره اسرائيليه و اصابها و احنا فى وقف اطلاق النار و فعلا سقطت الطائره واصطدمت بسفح الجبل و تدحرجت وانقلبت اكثر من مره، وطبعا قائد كتيبة الدفاع الجوى اسمه المقدم المليجى وصل سريعا لمكاننا و استخرج اورنيك ذنب للجندى ( اى معاقبته بمحكمة عسكرية ميدانية قد تصل عقوبتها الى الاعدام ) لانه قام بالضرب فى وقف اطلاق النار بدون اوامر و عقوبتها الاعدام رميا بالرصاص وشعر الجندى بالرعب لما حدث ووصل بعدها قائد اللواء السابع وسأل من اطلق النار على الطائرة فأجاب المليجى انه حدد المسؤل و عمل اورنيك ذنب له فأجابه قائد اللواء السابع الغى اورنيك الذنب انا ارغب فى رؤية من نفذ الضربة هنا تشجع الجندى فقال (( انا اللى ضربت الطياره هو فيه ايه و هتعملو فيا ايهانا جندى مجند فلان الفلانى )) فقال اللواء انت رقيب اول من بداية شهر 11 سيتم ترقيتك بأوامر منى انا و قال للمقدم المليجى هذا الجندى لا يعاقب لانه قام بواجبه ولو فى سلطتى ارقيه اعلى من رقيب اول كنت رقيته ، و انت ملزم باحضار 4 شرايط كتف لتعليق رتبته الجديدة من اى رقيب عندك لا يعمل خلال وقف اطلاق النار وتعلقها بنفسك على كتفه و تشكره على مجهوده و يجب ان كتيبتك كلها ان تكون مثلك انا قائد اللواء وانا المسؤل عن ما حدث واعرف نا يجب ان يتم و امره بالتنفيذ فى التو والحين وسأل اين الطيار فقلنا اننا اسرناه معنا فقال اللواء انا اريده حالا لان الطيار يتم استبداله 100 جندى اسير عند تبادل الاسرى وفعلا اخذه معه فى سياراته

عند الحديث عن القادة اذكر العميد احمد بدوى كان يمر من امامنا بالخطوط الامامية بشكل يومى و يركب سياره اسرائيلية من غنائم الحرب كانت مميزه وتخص قائد عظيم لديهم فكنت احذره اقول له يا فندم دى عربيه مميزه و ممكن العدو يلاحظها ويرصدها لان لن يركبها الا قائد مصرى ويتحرك بيها فكانت اجابته ان يقصد ان يركبها كى اغيظهم ، وكنا نقول له الريس منحك رتبه اللواء ممكن انزل السويس اشترى لك علامات رتبه اللواء لتضعها على كتفك فسألنى عن اسمى وقال لى ان اسمك اوله مقاتل وأنا ايضا اول اسمى مقاتل احمد بدوى مثلى مثلك ثم يسألنا عن اخر نكته و يضحك عليها معنا ليرفع الروح المعنويه لنا

اذكر فى فتره الحصار انى تكلمت مع اللواء احمد بدوى شخصيا لانه ترقى الى قائد الجيش الثالث وهو تحت الحصار معنا وكان القائد القديم اللواء عبد المنعم واصل وكان فى القياده على الضفه الغربية والعميد احمد بدوى قائد الفرقه السابعه معنا فى سيناء وقام الرئيس السابق محمد انور السادات بمراعاه ان قائد الجيش يجب ان يكون وسط رجاله وليس معزولا عنهم و لذا ارسل اشارة يرقى الى رتبه اللواء العميد احمد رضا سيد احمد بدوى ويتولى قيادة الجيش الثالث الميدانى وكان اخ اكثر من قائد وكان يمر علينا ليلا بنفسه فى وقت الحصار بالخطوط الامامية فكنا نعرف سيارته و نعرف انه لن يمر احد فى هذه الظروف الا اللواء احمد بدوى

وفى مره اثناء مروره اردت ان اظهر له اننا فى حاله انضباط ويقظه فرفعت الطبنجة وهو يمر فى سيارته ليلا كانى لا اعرفه و امرته اثبت محلك فاوقف السياره واشار لى فلم استجب و وضعت الطبنجة فى رقبة السائق مما يظهر الجدية فى التعامل معه و سألت عن كلمه سر الليل ورقم المرور فاجابنى فقلت له تمام يفندم و اعدت الطبنجة الى مكانها فى جيبى فسألنى انت مش عارفنى ؟ فقلت له هل يوجد جندى لا يعرف القائد التابع له؟

فقال لى انت تمام و تراعى مهمتك ومنضبط وانتم عيونى التى ارى بها على الخطوط الاماميه ويجب ان تكونو فى يقظه تامة فشرحت له اماكن تمركز العدو امامنا و نقطه المياه و مخزن الذحيره التابع لهم وعندى جداول ضرب النار التى تحدد اهدافى فى حاله بدايه التعامل معهم فى معركة جديدة ففرح بى كثيرا وكان معه كرتونة سجائر يعطيها للجنود كنوع من الترفيه فقال للسائق اعطيه علبه سجائر مكافأه ليقظته فاجابته ان معى 2 سيجاره واحده اشربها عند انتهاء الخدمه واخرى فى الصباح مع تعيين الافطار و طاقم الدبابة كله مدخنين و علبه واحدة لا تكفى نحن 5 افراد فقام حسان السائق بتجهيز قاروصه سجائر ليفتحها فنزلت على يد السائق وامسكتها بقوه وقلت له كن كريما يا حسان فأنت سائق قائد الجيش وليس ضابط صغير فالمنحه على مقدار القائد اعطنى الباكو كما هو فقال اللواء اعطيه الباكو كاملا فأجابته يا فندم انا لابد ان ادخل اوقظ طاقم الدبابة بالكامل ليحييوك على كرمك و اخلاقك ومرورك للاطمأنان على رجالك فكان مسرور من رد فعلى وكنا نشعر دائما ان هناك حب و موده بيننا وبين قيادتنا

طبعا كنت اذكر ان كان هناك حب بين افراد الكتيبه فمثلا عندما يطلب منى قائد الكتيبة ان اكلف احد زملائى بطلب كنت اوضح له حاله زميلى انه متعب او مريض واقوم انا بالمطلوب وارحم زميلى المريض ، وايضا عندما يتطلب منا متطوعين لعمل خطير كنا نتسابق لنأخذ شرف القيام بهذا العمل الخطير و لم نهرب من المسؤلية يوما ولم نعتبر انها مجرد اوامر و يجب ان تنفذ بل كانت شرف كلنا نطمع فيه ، و قد رأيت العديد من زملائى يستشهدو امامى و طبعا كنت اتأثر جدا لفقدهم و اطمع فى الشهاده مثلهم و كنت اقوم بدفنهم بنفسى ، واذكر انه قبل الحصار اتى خطاب الى الجندى عوض فانوس وهو من اقارب الجندى مجدى نصيف وكان مسيحى وكان مضمون الخطاب ان الجندى مجدى لا يرسل خطابات لاهله ولا يطمئنهم عليه و يجب عليك ان تقرأ الخطاب امامه بصوت عالى ليسمع زملائه ويعرفو انه مقصر ولم يكن اهله يعرفوا بخبر وفاته ، ونفذ عوض ما طلبه اهله منه فى الخطاب وذهب لمكان دفن الجندى نجدى وقرأه بصوت عالى على مرأى ومسمع مننا جميعا فكان موقف فوق طاقة البشر لنتحمله

اذكر ايضا عند عبورنا المعبر كنا نسير خلف الدبابة بصحبه عوض نظرا لخطوره عبور الدبابة على المعبر فهى عرضه للانقلاب او الضرب فكنا نسير ورائها لتقليل الخسائر وكنت اسير وانا ارتل القرأن بصوت عالى و بدأت افقد تركيزى من هول المشهد فوجدت عوض يصحح لى ما ارتله و يقول لى انا حفظت ما تقول وانت الان اخطأت فى سورة قل هو الله احد ، فكنت اتعجب انه حفظ الايات منى و انه كان يتأثر ببعض الايات ويعجب بها ، فكان هناك جو من الالفه والعشره بيننا حتى ان عندما يكون هناك نوع من المسابقات و كان قائد الجيش يكافئنى بعلبه خضار او سجائر او بسكويت عند نجاحى فى الاجابه الصحيحة كنوع من الترفيه كنت اتشارك مكافأتى مع زملائى وافاجأهم بها فكان هناك صندوق نضع فيه جميع الطعام الخاص بنا لنتشاركه بالتساوى

اذكر قائد السرية عمرو الطرابيشى فى يوم قصف موقعنا بالصواريخ وكان بجواره عسكرى مستجد وصل للكتيبة حديثا واصيب بشظية تحت الطبنجة و حملناه سويا لندفنه فكانت الطبنجة ساخنه من تأثير الشظية و بدأت الذخيره تنفجر و هو على اكتافنا فالقيناه فى الارض كنا نبكى ونضحك فى نفس الوقت و نسأل هو مات ولا بينتحر ولا بيعمل ايه بالظبط !!

ومازال زملائى حتى الان على اتصال بجميع افراد كتيبتى وقادتى ونتقابل بشكل دورى و نطمئن على بعض ونساعد بعض وننتظر من القوات المسحلة ان تتذكرنا وتهتم بنا و ليس اهتمام مادى و لكن اى اهتمام يرفع روحنا المعنوية كشعب وجنود وليس كمحارب قديم وطبعا نشكر المجموعه 73 لاهتمامها لان بها شباب حب بلدنا و يهتم برواياتنا عن الحرب ، فنحن لم نحارب من اجل القادة او الاوامر بل كنا نحارب من اجل بلدنا واهلنا فهى المصر المذكورة فى القران ، نحن كل ما نريده ان يشعر الشباب بقيمة بلده و ييبتعد عن التفكير الانانى والاشاعات والمغرضين ،ويجب ان يتعلم الطفل فى ابتدائى واعدادى يتعلم حب الوطن والانتماء له لان الشباب صعب يصل لهم هذا الاحساس بعد ان بلغوا و اصبحوا فى الثلاثينات ، ولكن الاطفال سهل انى اغرس فيهم هذه الروح وحب الوطن و يجب ان يكون منهج دراسى لهم من صغرهم فى الابتدائى والاعدادى لان هناك منلا يغرس هذه القيم فى ابنائة و لكنه لو كان منهج سيتعلمه الجميع

 

الاسم : ابو العلا السعيد العدوى – 71 عام

مكان التسجيل : محل البطل بالقاهره

التاريخ: السبت 24/10/2020

مجرى الحوار : محمود منصور – وليد كمال

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech