Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء طيار اهاب مرسي

 



اخذنا القائد "مبارك" قدوة في إنكار الذات وفداء الوطن بأرواحنا وحماية أراضيه بدمائنا
أبلغت بموقع لواء "عساف ياجوري" قبل أسره
شارون شد شعري عندما رفضت إبلاغه بمعلومات عن أسري في الثغرة


بسم الله الرحمن الرحيم

لواء طيار ايهاب عبد العزيز مرسى

6|6|2009

 

 

يقول سيادته :تقدمت الى الكلية عام 1965وسبب التحاقى بالكلية هو صديق كان يسبقنى سنا التحق بالكلية واصبح طيار مقاتل فأحببت المهنة من حديثه عنها .

كانة الحياة بالكلية الجوية مختلفة عن بقية الكليات العسكرية وفى صباح يوم 5يونيو بعد موعد الافطار فالثامنة توجهنا الى غرفة المحاضرات سمعنا اصوات انفجارات فخرجنا نشاهد ما يحدث وجدنا طائرات تضرب الكلية فأدخلونا مره اخرى الى المبانى وبعدها صدرت اوامر بالتوجه الى الخنادق فكانت صدمة نفسية لنا بعد ان كنا ناكل بشكل معين ونظام معين وجدنا الاكل عبارة عن مكرونة قطعة لحم نأخذها فى ايدينا ونحن بالخنادق.

بعد ذلك تم توزيعنا على مطار مرسى مطروح والبعض بمطار المنيا , ومع استمرار التدريب وتجهيزنا كطيارى مقاتلات قاذفه , تم تخرجنا عام 1968 وكان بذلك الوقت يوجد لواء ميج-17 واحد فقط مكون من السرب62 بالمنصورة بقيادة سمير فريد والسرب 89 بقويسنا بقيادة حسن فهمى عباس وقائد اللواء صلاح جدباره وكان هناك تنافس بين السربين باستمرار.

نوعية التدريبات كانت عبارة عن ضرب دبابات وقواعد صواريخ دفاع جوى بالاضافة الى القتال الجوى تحسبا لأعتراضنا من المقاتلات المعادية .

ووصل التنافس لدرجة اذا وجد طيار زميلة احدث منه متفوق عليه قد لا يحب ان يراه احد .

وارتقى مستوانا فى التدريب للاحتراف .

تلك الفترة كان لدينا خبراء روس فى كل الاسراب والالوية ولكن لم يكونوا على المستوى الجيد وقائد اللواء لم يكن يأخذ برايهم , ولديهم حرص شديد جدا فالتدريب ز

وعند الطيران فى تشكيلات كانت المسافه بين طائراتهم 1000متر بين كل طائرة اما لدينا فكانت المسافه150متر ويقوم رقم 2 بمتابعة قائدة فى كل المناورات يقوم بتنفيذها و وهناك منم استشهد فالتدريب العيف مثل الطيار زينهم.

 

فى يوليو عام1969 حصلت على اجازة لمدة 48ساعه وبمجرد وصولى الى المنزل اتصل بى حسن فهمى قائد السرب وابلغنى بالعوده الى المطار بسرعه , وعند وصولى وجدت القرآن يتلى , قالوا لى ان هناط طلعه شرق القناه استشهد بها الطيار شومان وقفز طيار اخر يسمى عبدالعزيز .

كانت الطلعه عبارة عن ضرب معسكر الشط بالقرب من السويس وهذا المعسكر به مدفعيه راداريه مضاده للرادارات , عبارة عن انذار مبكر تكشف طائراتنا وتبلغ القيادة الاسرائيليه , لتقلع طائرات اعتراضيه اسر ائيليه لصد هجماتنا .

صدرت اوامر بأعادة الطلعه مرة اخرى , وتم التجهيز لها بتشكيل بقياده الطيار باهر التونسى ورقم2 انا وزرقم3 حسين عزت ورقم4 جلال زكى .

كان سبب ضربضرب الطائرتين فى الطلعه السابقه هى تعليمات الروس بأن الميج-17 اذا كانت على ارتفاع منخفض 25 متر لن تستطيع المقاتلات المعادية ضربنا , ولكن كانت الطائرات تسير بخط مستقيم اثناء العوده بهذا الارتفاع  فكانت عبارة عن هدف ثابت للمقاتلات .

اكد علينا باهر التونسى اذا حدث اعتراض لنا لن نطير على ارتفاع 25 فقط , ولكننا سنشتبك مع المقاتلات المعاديه.

كانت لدينا روح معنوية عاليه , واذا كانت هناك شهاده فهى ستصبح شئ اسعد به جداا.

بدأت رحلة الذهاب وكان ارتفاعنا حوالى 15 متر والمسافه بين الطائرات 50 متر , وصلنا الى اعلى الهدف , وبدأنا النزول بأول هجمه بالقنابل , ثم عمل دوران والنزول على الهدف بهجمه ثانيه بالصواريخ والخروج من الهجوم والعوده الى قوسينا .

رايت قناه السويس من اسفلى , وبنظرة سريعه خلفى , فوجئت بطائرتى ميراج خلفنا , كان من المفترض ان حسين عزت وجلال زكى يكونوا يميننا وللخلف قليلا ولكنهم تقدموا بجانبنا , فاصبحنا 4 طئارات على خط واحد  بجانب بعضنا.

واصبحت الميراج تختار ما يحلوا لها من طائرات لضربها .

قلت لقائد التشكيل " يا نقيب باهر الطيرات ورانا "  فقام باهر بعمل مناورة حاده جدا , وهى عبارة عن دائرة راسية بميل بسيط وبما اننا بطائرة اصغر من الميراج فبالتالى قطر دوراننا اقل منهم , فلا تستطيع ان تكون داخل مناوراتنا لكى تسقطنا .

ومن الطبيعى ان اكون خلف باهر باستمرار , ولكن نتيجة لقيامه بمناورة حاده جدا , ففى ثانى مناورة له لم اجده امامى , فبدأت انفذ دوران راسى منفردا ( سايد لوب ) وهذه المناورات المستمرة عبارة عن حمل شديد على الطيار , فبدأت اقلل من المناورة لكى ازيد من سرعتى .

اطلقت الميراج صاروخ باتجاهى انفجر بجانبى , شعرت ان الطائرة تهتز , ورايت الصاروخ اصطدم بالارض .

اعتقدت اننى ضرب , فابلغت النقيب باهر ولكنه لم يرد

نظرت حولى لم اجد اى طائرات , فقمت بالنزول على ارتفاع منخفض , وجدت النقيب باهر فى اتجاه مطار انشاص وليس قويسنا , لان انشاص يوجد بها طائرات تقوم بمظلات لحماية المطار .

عد اقترابى من المطار تحدث الى حسن فهمى وقال لى" يا باهر ايهاب فين" فقلت ليه " يا فندم انا ايهاب " كان يعتقد اننى باهر .

نزلت وتم سحب الطائرات داخل الدشمة , وابلغت التقرير الطلعه , وبمشاهدة الافلام تم اصابة الاهداف المطلوبه وهو رادار انذار مبكر وهو المطلوب , ومدفعيه راداريه , وتم ايقاف هذا الموقع كليا وتحويله الى موقع ادارى فقط.

 


 

كلنا زحفنا على الارض :

فى اليوم التالى كانت لدينا اوامر بضرب موقع صواريخ للدفاع الجوى فى رمانه بشرق بورسعيد

كانت لدينا معلومات تفصيليه عن الهوك من حيث مدى صواريخه والمنطقه الميته له ونظام تشغيله...الخ

وكان المعروف ان الهوك لا يستطيع ضرب الطائرات التى تطير اقل من 30 متر , فكنا نطير اقل من 25متر لنتفاداه .

انطلقنا من قويسنا , وكان نفس تشكيل اليوم السابق واتجهنا اليه , ونتيجة التدريب المركز والشديد على تلك المهام اصبح لدينا احتراف فى ضرب الهوك.

وبالفعل على ذلك الارتفاع دخلنا الموقع , وكانت الهجمات تتركز على مركز قيادته ورادار اضاءة الهدف لشل الموقع ويصبح بدون فاعليه .

استشهد فى تلك الطلعه الطيار فاروق جاد الرب نتيجة سيرة اثناء العوده موازى للقناه وبالتالى مرورة على جميع المدفيعات المضاده للطائرات للعدو , وكان انسان طيب الخلق صافى النفس .

بعد تلك الطلعه وصل لنا احساس ان هذه بداية لعمليه كبيرة, ولكننا لم نعلم ما هى تلك العمليه او موعدها .

 

اهداف فى العمق:

نتيجة لكثرة تدريبنا على التعامل مع الهوك فكانت الميج-17 هى افضل طائرات تتعامل معه , ومع توزيع العدو لتلك الصواريخ فى محاور مهمه , مثل المحور الشمالى فى رمانه وبالوظه والمحور الاوسط باطاسه , فكان يجب ان يتم اسكات تلك المواقع لكى تستطيع طائراتنا العمل بحريه داخل سيناء و وبسبب قصر مدى الميج-17 وعدم استطاعتها الوصول الى بعض الاهداف فى العمق على المحور الاوسط والجنوبى انطلاقا من مطار قويسنا , كنا ننتقل الى مطار القطاميه ليلا وهو مطار قريب من الجبهه لكى نستطيع الصول الى الاهداف فى العمق , ثم العوده الى تمركزنا الطبيعى بقويسنا .

فى احدى المهام كان مطلوب ضرب نقطة مراقبة اسرائيليه بمسجد فى عيون موسى بجنوب السويس , فانطقلنا الى مطار القطاميه ليلا .

وفى الصباح انطلقت 4 طائرات ميج-17 بقياده الطيار احمد هاشم داود وكنت رقم2 فالتشكيل

وقبل الوصول الى الهدف تم تبليغنا من غرفة العمليات بألغاء الطبعه والعودة , وكان يفصل بيننا وبين الهدف دقيقه , فلم يرد احمد هاشم على العمليات , فنبهته فالاسلكى , فاشار الى بأن لا اتحدث واننا سنكمل المهمه , وبالفعل تم تدمير الهدف بالكامل ولم يعمل مرة اخرى .

بعد العوده قام قائد السرب بتعنيف احمد هاشم على عدم تنفيذه الاموامر , فبرر له الموقف اننا كنا اعلى الهدف ونقوم بتدميرة.

 

الانتقال الى الغردقه:

بعد انتهاء حرب الاستنزاف حدثت عملية خطف رادار الزعفرانه و فتم نقل السرب الى مطار الغردقه وكان المطلوب منا هو مقاومه اعمال الابرار ليلا فى تلك المنطقه

وسبب اختيارنا هو ارتفاع مستوانا فى ذلك النوع من المهام مع العلم ان الميج-17 ليس بها اجهزة ملاحه او تنشين ليلا , ولكن قيل لنا اثناء العمليات ستقوم طائرات يوشن-28 بألقاء مشاعل لأنارة المنطقه لكى نستطيع التعامل مع الاهداف الى يتم ابرارها

وكانت هناك تبة لضرب النار بالغردقه , ولكنها لم تكن مجهزة للتدريب الليلى , اذ توضع بها مشاعل على شكل دائرة حول مكان التدريب وبالتالى لم نقم بالتدريب ليلا فى تلك الفترة و وبالتالى انخفض مستوى التدريب اليلى .

كان فى ذلك الوقت وزير الدفاع محمد فوزى وقائد القوات الجوية على بغدادى , وقائد لواء الميج-17 سمير فريد وقائد ثان اللواء حسن فهمى

قام الفريق فوزى بزيارة للمنطقه وزيارة المطار واجتمع الجميع لأستقباله

اثناء الاجتماع سأل الفريق فوزى اذا كنا مستعدين للعمليات اليلية ام لا ؟

قام النقيب باهر واجاب بالنفى لعدم التبه للتدريب اليلى , ولم يرضى ذلك وزير الحربيه وبعدها تم تنحية النقيب باهر من منصبه ,

مع العلم ان ذلك لم يكن ذنب او تقصير منا , ولكن للتقصير فى التجهيزات التى هى من مسئوليه الجيش , وكان الفريق فوزى معروف لعدم حبه للطيارين .

 

عدنا بعد فترة حرب الاستنزاف الى قويسنا مرة اخرى , وكانت وحدة تدريب المقاتلات توجد جمال عبدالناصر بليبيا , فتم نقلى اليها للعمل كمدرس بالوحده , وفى 25 سبتمبر عام1973 كان موعد اجازتى , علمت ان هناك بعض زملائى ايضا عادو الى مصر , والسبب كان زيارة لقائد القوات الجوية لليبيا واختبار 5 طيارين للعوده الى الاسراب , وانا منهم

تم نقل السرب 62 من قويسنا الى مطار الصالحيه , فعدت الى سربى مرة اخرى يوم3 اكتوبر , فطلبت من قائد اللوا وكان العقيد حسن فهمى ان اطير طلعه على الاقل للتدريب على ضرب النار وهذا لأننا فى وحدة التدريب بليبيا ننفذ برنامج تدريبى ينتهى بضرب النار , ولأننى عدت قبل انتهاء الفترة فلم اقم بضرب النار منذ 4 شهور , فوافق العقيدحسن فهمى وبالفعل قمت بالطلعه .

 


 

يوم 6 اكتوبر كان يوما عاديا بعض الطيارين فى حالات الطوارئ وكان قائد اللواء قد ذهب الى القاهرة

بحجة رؤية اولاده ولكن علمنا انه ذهب لقيادة القوات الجوية وتم تبليغه بالحرب وفى الصباح يوم 6

اكتوبر جاء حسن فهمى وكان شخصية متماسكة ولا يظهر ما بداخله وسئل عن الطيارين ودعاهم جميعا

للافطاروفى حوالى الواحدة ظهرا استدعى قادة التشكيلات الى غرفة المحاضرات وكان منهم أسامه حمدى قائد السرب وعبد العزيز عبد المجيد وأنا وعاصم عبد الحميد وجلال زكى وغيرهم وأبلغنا بأن الحرب اليوم الساعة الثانية وكان إحساس بأن هذا اليوم الذى كنا ننتظره ولم أفكر بأى شيء سوى بوالدتى لانها كانت مرتبطه بى جدا

ثم ادخل باقى طيارى السرب وعندما علموا ظهر الحماس ومنهم طيار رقم 2 فى التشكيل إسمه نيقولا

رزق الله نيقولا (الله أكبر)

تم توزيع الخرائط على قادة اللأسراب وكان أفراد التشكيل هم أنا كقائد تشكيلى ونيقولا رزق الله رقم 2 ثم حسن القفاص رقم3 ثم هانى أسعد رقم4 .

كان الهدف المخصص لى هو موقع صواريخ هوك على المحور الاوسط فى الطاسه

وباقى التشكيلات على مواقع هوك فى المحور الشمالى فى رمانه وبالوظه .

وفى التوقيت المحدد انطلقت جميع طائرات السرب الى مدينة القنطرة ثم انفصل كل تشكيلين الى هدف واحد و لكى يحدث تدمير مؤكد له.

كان ارتفاعى  ارتفاعى 22متر , فأبلغنى مركز قيادة المنصورة فائلا " بينك ليدر انزل بأرتفاعك شوية"

كان المخطط ان اسير بجوار المحور الاوسط وعند تقاطعه مع الطريق العرضى رقم2 سأجد الهدف على يسارى وللخلف ب30ثانية قبل ان اصل الى التقاطع بدقيقه رأيت موقع هوك على يسارى , وهذا مخالف للخطه و اعتقدت ان هذا موقع هيكلى , بناء على التوقيت المحدد

بعد مرور دقيقه رايت التقاطع والهدف خلفى و فقمت بالهجوم على الموقع ب 4طائرات , وبعدى تشكيل اخر على نفس الموقع ب4طائرات لتحقيق نتائج مؤكده.

بعد الضربه , واثناء العوده كانت تعليقات الطيارين تظهر من شدة الحماس والفرحه , واحسست ان هذا هو بداية النصر, واننا نستطيع ان نفعل الكثير .

استشهد فى تلك الطلعه الطيار عاصم عبدالمجيد فى الموقع الذى كان يهاجمه اثناء الضرب .

عند عودتنا الى المطار كانت الفرحه كبيرة , واطقم الصيانه من الميكانيكيه والفنيين من شدة فرحتهم لم ينتظروا نزولى من الطائرة  فكانوا يحملوننا فرحا بالحرب. 

بعدها فوجئنا بعربات نقل وعلى متنها افراد من الصاعقه  , وفى نفس الوقت تقريبا هبطت بالمطار 8 طائرات مى-8 لتنقلهم الى اهدافهم , فكان الجميع يشد من اذرهم  .

وكانت هناك تعليمات الى قادة الالوية الجوية بأحتمال تكرار الضربه مره اخرى فى حال ثبت عدم تدمير الاهداف بشكل كامل او شلها على الاقل .

بعد تحليل النتائج من خلال صور الضرب للأهداف تبين ان كل المهام تمت بنجاح , وتم الغاء الضربه الثانيه.

بدأت اسرائيل تحمى حدودها ومطاراتها فالداخل كنتيجه طبيعيه لتلك الضربه .

فى صباح يوم 7 اكتوبر لم يتعرض مطار الصالحيه للضربه الاسرائيليه المضاده على المطارات المصريه .

كانت العناصر التى تسبب ازعاج للعدو هى المقاتلات والدفاع الجوى

ففى صباح يوم7 اكتوبر توجه الى القواعد التى تنطلق منها تلك المقاتلات ( Mig-21) لأسكاتها

ولكن تلك الهجمات تم احباطها , وتصدت لها مقاتلاتنا فالجو قبل الوصول الى المطارات , و استمرت بالعمل بشكل طبيعى .

فى صباح 8 اكتوبر صدرت اوامر بتكرار الطلعه مرة اخرى على موقع صواريخ الهوك بالطاسه .

كان سبب التكرار هو التأكد من سلامه المجال الجوى , لكى تستطيع المقاتلات القاذفه مثل السوخوى العمل بحريه داخل سيناء .

انطلقنا فى حوالى الساعه 9:30 بنفس تشكيلات الضربه الاولى , وعند وصولنا وجدت موقع الصواريخ عبارة عن منطقه سوداء نتيجة لضرب يوم 6 اكتوبر .

ابلغت اننا لم نجد الموقع , وبدأت المدفعيه المضاده للطائرات التى تحمى الموقع فى الضرب علينا .

فابلغت اننى سأتعامل مع المدفعيه , وبدأنا 8 طائرات فالهجوم على مواقع المدفعيه.

بعد تلك الطلعه , اصبحنا سرب مخصص للأسناد القريب للجيش الثانى الميدانى مباشرة.

وكان التنسيق يتم من خلال ضباط اتصال  , يكونوا فى داخل التشكيلات الميدانيه الاماميه , و بيننا اتصال مباشر لكى يتم توجيهنا الى الاهداف المطلوبه .

بعد طلعه يوم 8 صباحا , وفى الساعه 2 ظهرا تم مهاجمة مطار الصالحيه ب4 طائرات فانتوم وطائرتين ميراج

هاجمت الطائرات الممر بقنابل الممرات , اخترقت القنبله الممر لعمق 6متر ولكنها لم تنفجر لفترة طويله بعد الحرب , وتم الردم عليها واصلاح الممر .

هناك قنبله اخرى سقطت امام دشمة طائرة ولكنها لم تنفجر , رايت افراد من الميكانيكيه يحملون تلك القنبله وابعادها عن الدشمة , ولم اتخيل ان هناك انسان يستطيع عمل ذلك.

بدأت المدفعيه المضاده للطائرات المدافعه عن المطار التعامل مع الطائرات المهاجمه , ولكنها لم تسقط منها طائرات .

يوم9 اكتوبر كانت هناك طلعه , وكان تشكيلى هو من سينفذها و لكن احمد شلبى رئيس عمليات اللواء ( اللواء 306) طلب منى ان ينفذ هو تلك الطلعه

وبالفعل اخذ هو افراد تشكيلى لتنفيذ الطلعه

كانت المهمه هى معاونه الجيش الثانى , وفى تلك الطلعه استشهد هانى عيسى اثناء الضرب .

كان هانى احد الطيارين الصغار الذى كنت مدرسه فى وحده تدريب المقاتلات .

يوم10 اكتوبر كانت هناك طلعه ضد قول دبابات على المحور الاوسط وكنت قائد التشكيل الاول وكان رقم2 لى هو سمير بكير , وهو طيار ميج-21 وتم تحويله على الميج-17 قبل الحرب بقليل  , وحسن راشد قائد التشكيل الثانى خلفى ب10دقائق  .

بعد عبور القناه ب7 دقائق لم اجد شئ , فأكملت لمدة 1,5دقيقه , نظرت خلفى وجدت طائرتين ميراج بأتجاهى

اعطيت امر الى التشكيل بالقاء الخزانات لكى نشتبك مع الميراج كان رقم 3 حين القفاص , ورقم 4 نيقولا رزق الله نيقولا بدا الاشتباك بمناورات باقصى حمل للطائره 4 طائرات ميراج على تشكيلى .

عندما علم حسن راشد بالاشتباك عاد الى المطار بتشكيله .

بدأ تشكيل الميراج الانفصال لكل طائرتين والتعامل معنا كان خلفى طائرة بعد اول مناورة لم اجده خلفى و فنظرت حولى شاهدت طائرة ميج-17 وخلفها طائرة ميراج ..

رقم3و4 بتشكيلى لم يجدوا طائرات خلفهم فأخذوا خط العوده الى المطار .

كانت الميراج فى وضع جيد وتنتظر اللحظه المناسبه لكى  يضرب الميج-17 فقلت "شد يا ميج-17 الميراج وراك " اتضح فيما بعد ان من بالميج-17 هو سمير بكير ..

فكرت ان اضرب الميراج بالصواريخ لكى انقذ الميج-17 , فتركت الميراج الميج-17 وخرجت من الاشتباك .

عدت انا اولا الى الدشمه ثم انتظرت سمير بكير و وعند نزوله سالته " انت حسيت بحاجه وراك " فقال لا , فاخذته الى جناح طائرته الايمن وشاهدنا بها طلقات كثيرة تخترقه من الميراج التى كانت خلفه .

علمنا ذلك اليوم ان الرائد اسامه حمدى قائد السرب قد استشهد فى طلعه بذلك اليوم فى اشتباك مع الميراج , وتم تعيين سعد الدرينى كقائد للسرب .

يوم 11 اكتوبر بدأ القيادة تعيد حسابات القوة الموجوده فى ذلك الوقت , واستخدامها بشكل صحيح , وذلك نتيجه لبدء الزياده فى الخسائر , والاستعداد للمرحله القادمه .

يوم12 اكتوبر جاءت اوامر بطلعه على المحور الاوسط لضرب عربات تحمل صواريخ مضاده للدبابات  من نوع SS-11 وهذه الصواريخ تشكل خطوره كبيرة على قواتنا .

كان التشكيل مكون من الحارتى , والقفاص ونيقولى رزق الله .

اتجهنا الى الاحداثى المحدد ولم اجد الهدف , اكملت لمدة 1,5دقيقه ...

تعلمت من الطلعه السابقه , وهو عدم الطيران بخط مستقيم حتى لا اتعرض للأعتراض .

فبدأت بمسح الارض يمينا لمدة نصف دقيقه , ثم يسارا وهكذا ..

ابلغت ان  الهدف غير موجود , وعند عودتى رايت مجموعه دبابات معادية , فابلغت بأنى سأهاجمها , وبالفعل بدات الضرب عليها .

وفى طريقنا للمطار وجدت التشكيل ينقصه طائرة الحارتى  , فناديت عليه فقال " انا داخل على لقناه" .

بعد نزولنا سألته فقال اننا بعد عمل مناورة لم يستطع رؤيتنا , فرأى عربات فقام بالهجوم عليها ..

اتضح من الصور ان هذه العربات هى العربات الحامله للSS-11 المطلوبه .

يوم 14 اكتوبر طلبت طلعه استطلاع مسلح من الفردان شمالا الى الدفرسوار جنوبا على الضفه الغربيه ..

بدأنا الطلعه وعند وصولنا الى الدفرسوار رأيت 6 دبابات اسرائيليه , ابلغت القياده " انا شايف دبابات ونازل عليها " وعند الهجوم قامت الدبابات بسرعه البرق بالاختباء بالاشجار والزراعات , فقمت بالقاء القنابل مساحياً واخذت اتجاه العوده .

ابلغت القياده بتلك الدبابات , ولكنى كنت اعتقد ان ذلك للأستطلاع فقط , وان تصفيته فى اسرع وقت .

يوم15 اكتوبر بأت الثغره تتسع رقعتها فى الدفرسوار , وانشاء رؤوس كبارى ...

كانت الثغرة بالنسبة للاسرائيليين هى الورقه الرابحه والوحيده سياسيا واعلاميا , واى حرب تنتهى على طاولة المفاوضات , ومن المستحيل ان يستمروا فيها بشكل مستمر , وكان لديهم دفاع جوى ومظلات جوية 24 ساعه .

طلبت طلعه لضرب الكوبرى , وهاجمناه بالقنابل والصواريخ , ولكن لم تأت بنتائج , وذلك لأن الكوبرى كان عبارة عن حجاره تسد القناه , ولم يتم اعتراضنا سواء من الدفاع الجوى او الطائرات .

 

 

يوم16 اكتوبر كانت هناك طلعه ضد دبابات على طريق عثمان احمد عثمان ..

وتم تغيير اسلوب الهجوم , كانت التشكيلات عبارة عن 4 او 6 طائرات , على شكل طائرتين خلف بعضهم , والهجوم على اى قوات تتواجد فى ذلك الطريق ...

ومن كثافه الدفاع الجوى المعادى , كان يتم الهجوم بهجمه واحده فقط بالقنابل والصواريخ .

وكانت الحمايه المباشرة من ال Mig-21 لنا ولطائرات السوخوى ايضا ً ..

كانت هناك طلعات تخصص لنا , ويتم تبديلها بطائرات سوخوى نتيجه لزيادة حمولتها ومداها الكبير عنا .

كان الشعور فى ذلك الوقت من موقع قوى لقواتنا ونحن المسيطرين على الموقف , الى وضع مختلف , والعدو يعبر بقواته الى غرب القناه ..

وكان ضباط الاتصال المخصصين لنا من القوات البريه يطلعوننا على الموقف , وانا الثغرة هى عبارة عن بعض الوقت وسننهيها بشكل سريع .

 

يوم 20اكتوبر وصل عدد طيارى السرب ل8طيارين فقط من 24طيار بدأ السرب بهم الحرب   , منهم اسامه حمدى قائد السرب يوم10 اكتوبر , وهانى عيسى وابوزينه وابو مسلم ...كانت خسائرنا تتركز في الثغره .

حتى يوم 21 اكتوبر كانت هجماتنا بنفس النمط وهو هجمه واحده على الهدف ..

وبنفس العدد تقريبا مع الزياده فى الخسائر

 

يوم 22 اكتوبر  كانت هناك طلعه وكان معى رقم2 نيقولى رزق الله ورقم3 القفاص ولا اتذكر رقم 3 , وكان معى تشكيل اخر بقياده  جلال زكى بتشكيله..

وكانت المهمه عبارة عن قنص حر , تم تحديد منطقه فى تقاطع طريق سرابيوم  الدفرسوار ..

وصلنا الى المنطقه ووجدنا كمية كبيرة من المعدات والقوات المعاديه , وفى نفس الوقت رايت طائرة هليكوبتر سوبر فرليون اسرائيليه ( مركز قياده) تقلع من جبل عتاقه ..

فقلت لجلال زكى "انا شايف طيارة هل , انا هخش على الهليكوبتر وارجع اضرب الهدف " .

فتوجهت الى الطائرة حوالى دقيقه  ونص وارتفعت قليلا لكى اضربه , شاهدنى الطيار الاسرائيلى وكان ماهر جدا , قام بعمل مناورة ونزل بأرتفاعه جداا اعلى المزارع والشجر واختفى .

نتيجه لمحاولتى ضرب الهليكوبتر , دخل تشكيل جلال زكى لضرب الهدف اولا , ثم ادخل بتشكيلى بعده واكمل الضرب ...

وهذا قد ضاعف من فترة تواجد التشكيل اعلى الهدف , مما يعطى الوقت الكافى لوسائل الدفاع الجوى الموجوده للعدو بالمنطقه التعامل معى .

 

قمت بالعوده الى الهدف الاساسى , وبالفعل ارتفعت لأعلى  وقمت بالهجمه الاولى , وفى الهجمة الثانيه حاولت تقليل الوقت اللازم للهجمه فقمت بعمل مناورة شديده ادت الى التقليل من سرعه الطائرة ...

فى الهجمة الثانيه قال نيقولى " انا اضربت يا فندم " فقلت له نط , بعدها بثوان شعرت بخبطه فالطائرة نتيجه لصاروخ ارض –جو .

قالى لى نيقولى " طيارتك مولعه يا فندم , فنظرت وجدت جناح الطائرة الايمن مشتعل , فحاولت الابتعاد قليلا عن المنطقه لكى اقفز فى اقرب منطقه بها قوات مصريه ..

وبدا الدخان داخل الكابينه بكثافه و وكانت الطائرة على وشك الانفجار .

فقمت بشد الذراع لكى يخرجنى من الطائرة , فطار زجاج الطائرة لكن الكرسى لم يخرج من الطائرة , وبدات الطائرة تدور حول محورها , بدون تحكم ..

فمزعت ستارة الامان , فطار الكرسى وانا على ارتفاع 150متر , والمفروض ان القفز لا يقل عن 250متر وبالفعل وصلت الى الارض و ورأت البراشوت الخاص بنيقولى بعدى بحوالى 2 كيلو........... وعند هبوطي علي الارض أسرتني القوات الاسرائيليه


صورة نادره اكتشتفها المجموعه 73 مؤرخين علي الانترنت

للبطل المصري اهاب مرسي وقت أسره

قائمة شرف طيارى السرب 62:

اسامه حمدى – سعد الدرينى – احمد شلبى – عبد العزيز عبد المجيد – ايهاب عبدالعزيز مرسى – حسن راشد – عاصم عبد المجيد -  حسن ياقوت – هانى عيسى – ابو مسلم- ابو خشبة – سمير بكير – نيقولى رزق الله نيقولى – ياسين -  حكيم – ابراهيم – نصر – الحارتى  .

 

 


حوار جريده الاهرام

 

اللواء طيار متقاعد "اهاب عبدالعزيز مرسي" الذي تخرج في الكلية الحربية عام 68 فيما تسمي بالدفعة 20 وشارك في الضربة الجوية وأبلغ عن موقع لواء مدرعات "عساف ياجوري" والمساعدة في أسره كما تعرض للأسر يوم 22 أكتوبر بعد سقوط طائرته في الثغرة وتم ابلاغ أسرته باستشهاده وقتها وواجهه شارون ورفض إبلاغه بأي معلومات كما صمد أمام إرهاب الاسرائيليين له خلال الأسر وحقق وشاهد العديد من البطولات واستشهد العشرات من زملائه حيث تنافسوا لتقديم أرواحهم في صورة نأمل أن تدركها الأجيال الحالية من الشباب.
أول اشتباك
عقب صلاة التراويح كان اللقاء مع الصقر علي أحد كافيتريات نادي الضباط بالجلاء سألته عن أول اشتباك مع العدو فقال: كان خلال حرب الاستنزاف سبتمبر 69 وكنت برتبة ملازم أول كانت مهمتنا ضرب معسكر الشط بعمق 35 كم في سيناء وكنا في تشكيلين يضم كل واحد أربع طائرات وذلك من أجل تأكيد هجوم كان قد تم في صباح ذلك اليوم بثماني طائرات وكان الموقع عبارة عن معدات وصواريخ ومدفعية ومدرعات وبعد تنفيذ الضربة وأثناء عودتنا إلي مطارنا بالصالحية فوجئنا بمطاردة من طائرات ميراج اسرائيلية وأبلغت قائد السرب حيث نفذ مناورة عنيفة وبعد عني وظللنا في حالة اشتباك مع طائرات الميراج الاسرائيلية التي تتميز بامكانيات عالية ورغم ذلك فشلوا في ضربنا وهذا بتوفيق من الله سبحانه وتعالي واضطرت الطائرات الاسرائيلية للعودة وهذا كان أول اشتباك واعتقد المطار بأنني أصبت وقتها ثم شاركت في اليوم الثالث في ضرب موقع صواريخ.
الإعداد ومبارك القدوة
توقف الصقر فترة فسألته عن رؤيته للاعداد للحرب ودور قادة القوات الجوية وقتها فقال: إن الإعداد كان قاسيا جدا وكنا نشاهد بعض القادة الذين يريدون إزالة ما حدث في نكسة 67 حيث لم نمنح كطيارين الفرصة للقتال ومن أبرز القادة التي تعاملنا معهم القائد حسني مبارك وكان قويا جدا وبث فينا روح الانضباط وانكار الذات وتقديم أرواحنا لمصر وبذل الدماء لتحرير الأرض واتخذناه وقتها قدوة لنا حيث كان يري ان المشاركة في حرب لتحرير الأرض من أسمي الأهداف التي يمكن ان يعيش من أجلها الفرد لذلك كنا نتسابق علي تحقيق أعلي التقديرات عند التدريب بالنار وكان من القادة المباشرين لي الطيار حسن فهمي حيث كان صاحب قلب حديد بعد فترة الاستنزاف واصلنا التدريب من خلال تحديد أهداف معينة لكل سرب وتشكيل يتم التعامل مع قواعد الصواريخ والمدرعات ومراكز القيادة وكنا نتدرب علي نماذج هيكلية في ميدان الرمي بوادي النطرون وكنا نسمي بطائرات المعاونة للجيوش نتحرك بناء علي طلب الجيوش في المواقع لمهاجمة أي أماكن معادية تعترض تحرك القوات المصرية أو تهاجمها وهذا تم تنفيذه بنجاح شديد خلال حرب أكتوبر مع قوات الجيش الثاني بقيادة "فؤاد عزيز غالي".
إخفاء موعد الحرب
استمر الصقر في الحديث عن تنفيذه بعض المهام قبل بدء الحرب فسألته عن متي وكيف علم بموعد الحرب؟ قبل ان يرد ضحك الصقر وقال: إن الطيار حسن فهمي كان حريصا جدا علي إخفاء موعد الحرب علينا حتي لا يتم تسريب الموعد خارج القاعدة للدرجة التي أخفاها عن رئيس قاعدة الصالحية وقتها والذي عاتبه وبكي لعدم إبلاغه وتم إبلاغنا قبل ساعتين بموعد الحرب وكنت وقتها برتبة نقيب وأطير علي الميج 17 وكنت قد عدت من اجازة يوم 29 سبتمبر ووجدت أننا رفعنا درجة الاستعداد ورغم ذلك لم يتوقع أحد اننا سندخل الحرب في 5 أكتوبر استأذن قائد اللواء في الحصول علي اجازة لزيارة أسرته وعاد في السادسة صباح 6 أكتوبر ومعه خطاب تفاصيل وموعد الحرب وطلب عدم إيقاظ الطيارين وتركنا نائمين حتي الساعة الثامنة والنصف صباحا علي غير العادة وبعد ان استيقظنا وكنا نحرص علي الصيام الثانية عشرة ظهر يوم 6 أكتوبر طلب الاجتماع مع قادة التشكيلات وكنا حوالي ستة طيارين وعندما توجهنا إليه أخبرنا بأن الحرب بعد ساعتين وان هذا شرف لنا وان مصر أمانة في أعناقنا ومن واجبنا تحرير الأرض والعرض ثم سقط دمعة من عينه.
أهداف الضربة الأولي
توقف الصقر للحظات وكأنه يسترجع لحظات الشرف فسألته عن الأهداف التي كلف بتدميرها في الضربة الجوية الأولي فقال: كنت مكلفاً كقائد سرب يشمل تشكيلين من ثماني طائرات بضرب موقع صواريخ الطاسة في تقاطع المحور الأوسط مع التقاطع العرضي بعمق سيناء وكانت هذه الصواريخ توفر الحماية لهذه المنطقة فكنا مكلفين بضربها لإعطاء الفرصة لطائراتنا السوخوي والميراج للطيران بحرية لضرب العمق في سيناء وهذا الموقع يعد أحد أربعة مواقع إسرائيلية مهمة تغطي سيناء وهي رمانة وبالوظة والطاسة وأم خشيب بشرم الشيخ وتوجهنا إلي موقع الطاسة علي شكل تشكيلين بفرق دقيقة واحدة وكنت أحمل ساعتين الأولي خاصة بتوقيت الطائرة والثانية توضح توقيت وصولي إلي الهدف وشاهدت موقعاً مشابهاً لمكان الطاسة قبل الوقت المحدد لوصولي ب 90 ثانية فرفضت ضربه وأبلغت باقي التشكيلين وعلمت بأنه موقع هيكلي لخداعنا وبعد استمرار الطيران وجدت الموقع الحقيقي ونفذنا الضربة ونحن علي ارتفاع 25 مترا وكانت الطلعة ناجحة وعند عودتنا واجهتنا مقاومة من بعض المدفعية أدت إلي استشهاد الطيار عاصم عبدالحميد من طاقم السرب وكان هو أول شهيد في اللواء بعد خمس دقائق من بدء الحرب وفي 8 أكتوبر نفذنا طلعة لتأكيد تدمير موقع الطاسة وأثناء عودتي شاهدت بعض المدرعات فتعاملت معها وفي نهاية اليوم تعرض مطار الصالحية للضرب وتم اصلاحه بسرعة خلال ساعات بفضل جهود الأبطال والذين لا تعلم أجيالنا الجديدة أي شيء عن بطولاتهم.
أسر عساف ياجوري
ويواصل الصقر ذكرياته عن أيام التحرير المجيدة قائلاً: في 14 أكتوبر تلقينا اشارة من الجيش الثاني بوجود سرية صواريخ "إس إس 20"

وهي صواريخ أرض أرض محمولة علي سيارات جيب ومدرعات تعترض تقدمهم وتهاجمهم بشدة وتتحرك خلف سواتر فتوجهنا في تشكيلين من ثماني طائرات إلي الموقع الذي تم تحديده لهذه السرية وبعد عبور القناة والطيران لمدة ثلاث دقائق لم نعثر علي الصواريخ في الموقع الذي تم تحديده فقررنا العودة وخلال ذلك شاهدت لواء مدرعات يبدأ في مرحلة الفتح أي اتخاذ مواقع هجومية وشاهدتهم بالصدفة البحتة في موقع بين الطاسة وبالوظة في مواجهة الجيش الثاني وتعاملنا مع الدبابات وأدي ذلك إلي ارتباك وسط اللواء المدرع وأخبرنا الجيش الثاني بالموقع حيث تعامل مع الدبابات وأسر "عساف ياجوري".
توفيق من الله
"هناك أشياء شاهدناها خلال الحرب تؤكد أن الله معنا" هكذا قالها الصقر وواصل حديثه قائلاً: لم يرد الله أن نعود دون تنفيذ مهمتنا الرئيسية وهي التعامل مع الصواريخ التي كانت تهدد الجيش الثاني حيث فوجئنا خلال عودتنا من المهمة السابقة بأن الملازم أول طيار "الحارتي" خرج عن التشكيل لتنفيذ مهمه عن التشكيل ولكن ذلك كان من تدبير الله حيث اكتشف موقعا حصينا تستتر خلفه الصواريخ التي كنا نبحث عنها وذلك بعد تحركها لمسافة بعيدة واختفائها عن الهجمات وتعامل معها وأصاب دبابة وعربة مدرعة تحمل صواريخ مما اضطر باقي العربات للهرب في عمق سيناء بالصواريخ وهذه الضربة التي جاءت بتوفيق من الله تم تصويرها بوضوح من خلال كاميرا مثبتة في الطائرة وكانت هذه الضربة من الضربات التي وجدنا فيها عناية الله لنا ومساعدة بجنود لم نرها وهذا أدي إلي ارتفاع روحنا المعنوية والتنافس علي تقديم الروح فداء لمصر وأتذكر ان الطيار سمير بكير كان قد انتقل إلينا قبل الحرب بفترة قصيرة وكان يطير علي الميج 21 وتم منعه من الطيران لأن طائراتنا ميج 17 ويحتاج لتدريب مكثف عليها إلا أنه رفض البقاء دون المشاركة وصمم طوال الأسبوع الأول من الحرب حتي تم السماح له بالطيران وطلبت منه ان يرافقني في السرب علي أن أوجهه خلال الطلعات وهذه الروح والبطولات للأسف لم يشعر بها شبابنا الحالي وأتمني من وسائل الإعلام إبراز هذه البطولات حتي يعلم أولادنا أن أبطالنا ضحوا بأرواحهم لرفعة وطنهم.
الوقوع في الأسر
طلبت من الصقر أن يروي لنا عن أسوأ اللحظات التي عاشها خلال الحرب فقال: ليس هناك أسوأ من الأسر في يد العدو حيث كنت أقوم بتشكيلين من ثماني طائرات بالهجوم علي الثغرة في 22 أكتوبر وفوجئنا بكمية هائلة من المعدات وبعد تعاملنا مع الأهداف المحددة لنا فوجئت بطائرة هليكوبتر معادية تخرج من فوق جبل عتاقة متجهة إلي الشرق فتوجهت للتعامل معها ولكن فوجئت بضرب طائرتي وطائرة الطيار نيقولا اسكندر بصاروخين وكانت اصابة نيقولا خفيفة حيث تمكن من الهرب والقفز منها خارج منطقة الثغرة بينما كانت اصابتي شديدة أدت إلي اشتعال الطائرة وعندما شاهدها نيقولا تسقط في منطقة الثغرة مشتعلة اعتقد بأنني استشهدت وفور وصوله تم ابلاغ أسرتي باستشهادي وفور هبوطي قمت باخفاء الباراشوت وحاولت الاختباء بعيدا عن أيدي الأعداء ولكنني فوجئت بعد 5 دقائق بسيارات جيب ومدفعية ورشاشات وسرية من الاسرائيليين يطلبون استسلامي وتسليم طبنجة كانت في يدي ثم تم وضع غمامة علي عيني واصطحبوني إلي منطقة عبرت خلالها كوبري خشب علي ترعة الاسماعيلية.
المواجهة مع شارون
سألته ماذا تم بعد عبوره الكوبري؟ فقال: عندما تم رفع الغمامة عن عيني فوجئت بوجود الجنرال اريل شارون أمامي وبواسطة مترجم سألني عما إذا كنت أعرفه فأجبت بالايجاب فقال: من أين تعرفني؟ فقلت: إنني أشاهدك علي التليفزيون فسألني عن الأهداف التي ضربتها خلال هذه الطلعة فقلت له: بأنني لم أضرب شيئاً فرد قائلا: إنك طيار ..! لأنك لم تصب أي شيء .. فطلب شارون معلومات سريعة عن نتيجة الضربة التي نفذتها وكانت مؤثرة مما أصابه بالغيظ فتوجه إلي وشد شعري بقوة قائلا: أنت طيار كذاب.. ثم أشار لهم بنقلي مقيدا ووضعي في الشمس لفترة طويلة ثم نقلوني إلي جبل لبني وكان به الأسري المصريون حيث كانت معنوياتنا مرتفعة جدا واشتبكنا كثيرا مع الحراس الاسرائيليين احتجاجا علي سوء المعاملة ورداءة الطعام.
داعية سلام
ثم واصل حديثه عن ذكرياته في الأسر قائلا: تم بعد ذلك نقلي إلي سجن عتليت وواجهت معاملة سيئة ووضعوني داخل السجن الانفرادي وبدأ فريق من المخابرات محاولة الحصول علي أي معلومات مني وكنت أخدعهم وعندما تكون لديهم معلومات حقيقية علي بعض الأشياء يعلمون بأنني أكذب عليهم ويقومون بضربي ثم يأخذوني إلي ساحة يتم فيها تعذيب أحد الأشخاص بشدة ثم يدعون أنهم قتلوه وان الدور علي كما يضعون تسجيلات بأصوات أشخاص يعانون من آلام التعذيب لارهابي من أجل ان يدفعوني للتعاون معهم إلا انني بقيت صامدا كما أنهم قدموا لي عرضا لمساعدتي لكي أكون داعية سلام بعد انتهاء الحرب ومساعدتي في الحصول علي دورات متقدمة لإدارة الأعمال إلا أنني رفضت كل ذلك.
الشهيد الحي
وعن متي وكيفية معرفة أسرته بأنه علي قيد الحياة يقول الصقر: في 2 نوفمبر قام الصليب الأحمر الدولي بإبلاغ سويسرا بقائمة أسماء الأسري المصريين وكنت من بينهم وعندما علمت مصر بها كانت مفاجأة وتم ابلاغ أسرتي وبدأت مفاوضات تبادل الأسري وحرص الاسرائيليون علي الاحتفاظ بي مع عدد من الضباط لنكون ورقة أخيرة حيث يعتقدون بأن مصر تحتفظ بأسري آخرين لديها وبالفعل تم نقلنا كآخر أسري يوم 22 نوفمبر وعدت بعدها للخدمة ومواصلة دوري لخدمة مصر

 

 


 

 

 

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech