Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء طيار ممدوح حشمت بطل الاستطلاع

 

ما بعد النكسة:

 

طبعا وضح من الحرب أننا لا نعرف أي شيء عن العدو ، فلم يكن هناك ما يسمي استطلاع ، مثال ذلك أن مطار المليز أرسل طائرتين للاستطلاع من ارتفاع عشره كيلو متر، فماذا يمكن أن يروا من هذا الارتفاع خاصة و أن الطائرات لم تكن مجهزة بأي معدات استطلاع ، فقط ورقه و قلم و الطيار يدون ما يراه ، و حدث اعتراض من العدو لهاتين الطائرتين و عادت مرة أخري الي قواعدها و لتوضيح صورة الاستطلاع في يونيو 1967 بالتحديد يجب أن نذكر أن المعلومات كانت تأتي أساسا من القوات البرية إلي فرع الاستطلاع بالقوات الجوية ، لكني لا اذكر أن فرع الاستطلاع أمدنا بأي معلومات أو صور قبل يونيو ، وحدثت معارك 14 و 15 يوليو 1967 القوية و التي أعادت إلينا جزء كبير من الثقة المفقودة ، و كنت وقتها في بني سويف تحت قياده المقدم ممدوح طليبه ندرس لدفعتين طيارين ( الدفعة 18 و الدفعة 20) علي طائرات الميج 17 و كان معي حمدي عقل و عبد الحليم صدقي ، و أثناء طيرانا التدريبي سمعنا حوارات الطيارين في أثناء تنفيذهم الهجمات فوق القوات الاسرائيليه.

 

تشكيل نواة الاستطلاع الجوي المصري:

 

و في شهر أغسطس , اخبرونا بان القيادة قررت تشكيل قوة استطلاع و كنا لازلنا نعيد ترتيب أوراقنا و ننشئ تشكيلات جديدة من الصفر.

و أقلعت أول طلعه استطلاع في شهر أغسطس 1967 و أستشهد فيها طيار ملازم حسنى جاد الله و كان معه شريف الشافعي و تم تشكيل رف استطلاع (مصطلح رف يعني نوع من أنواع التشكيلات أو الوحدات الجوية و يتكون عاده من عدد قليل من الطائرات) في مطار انشاص و كان يتكون من 4 طائرات و 4 طيارين و انضممت إليهم في أول شهر أكتوبر 1967 و كان معي حسين عزب و شريف الشافعي و حسين عزت و التحقنا بدورة تمييز سلاح تحت إدارة المخابرات الحربية فبدأنا نميز صور الدبابات و المدفعية بأنواعها ، و حصلت علي دورة أخري في الاستطلاع البحري ، و زملاء لي حصلوا علي استطلاع خاص لوحدات الدفاع الجوي ،كل حسب اجتهاده الخاص.

 

وكانت تلك الفترة فترة عصبيه مشحونة جدا ، فقد كانت فترة النهار تصل إلي حوالي اثني عشر ساعة تقريبا ، يقوم خلالها الطيار بالتواجد كحاله أولي ( و معنى حالة أولى الطيار مقيد في اربطه كرسي الطائرة ، و الطائرة مسلحه و علي أول الممر لأي طوارئ ) و تصل فترة تواجد الطيار حاله أولي حوالي أربع ساعات يوميا في المتوسط بالاضافه إلي ثلاث ساعات طيران فعلي في أعمال مظلات جوية و طلعات تدريب ، و في بقيه الوقت نكون حاله ثانيه (و معنى حالة ثانية أي الطيار يكون علي مسافة خمسون مترا من الطائرة ) و يظل لنا حوالي ساعة في النهار تقريبا لنأكل أو لنستريح قليلا قبل بدء المحاضرات المتخصصة في الاستطلاع و في نفس الوقت تم اقتطاع طائرات الميج 21 من الأسراب المقاتلة العاملة و تم اقتطاع أيضا جميع الضباط و الفنيين و تم تزويدنا بكاميرات استطلاع ، الطريف أن تلك الكاميرات كانت موجودة قبل النكسة ولم تركب علي أي طائرة نهائيا، لأنه ببساطه لم يكن احد من قادتنا كان يعرف خطورة و أهميه وجود قوة استطلاع جوي.

كانت الكاميرا المخصصة للاستطلاع بعرض 25 سم , و كانت مركبه تحت الجناحو بارزة منه 40 أو 50 سم و كان اسمها ألافا و هي روسية

و كانت مشكله كبيرة جدا لنا ، فهذه الكاميرات تجعل الطائرة ثقيلة و بطيئة و استهلاكها عالي في الوقود، و أيضا كانت لتلك الكاميرات مشكله أخري ، فهي لا تستطيع التصوير من الارتفاع المنخفض ، و كانت يلزمها طريقه معينه في التركيب و الضبط ، مما كان يعني أننا يجب أن نطير علي ارتفاع متوسط أو عال للوصول إلي صور واضحة مما يعرضنا للاكتشاف من رادارات العدو ، فبدأنا نعمل علي الاستطلاع بالنظر و تدريب أعيننا علي الاستطلاع بالعين فقط و بدأنا نخترق سيناء علي ارتفاع منخفض و الاستطلاع بالنظر فقط و كتابه كل شيء يتم ملاحظته بالعين

و كنا نعمل بطرق بدائيه جدا لكنها كانت تعطي النتائج المرجوة ، فلو فرضنا أنني أقوم بالاختراق من فوق منطقة فايد ، فأضبط ساعتي  و بسرعة 1000 كيلو متر في الساعة يعني أننيأقطع 18 كيلو في الدقيقة و لو شاهدت 4 دبابات بعد 40 ثانيه يعنى علي بعد 9 كيلو متر شرق منطقة فايد , كنا إما نحمل كاميرات و تصور علي ارتفاع عالي ، إما استطلاع علي ارتفاع منخفض و محمل صواريخ جو-جو و تستطلع بالنظرو كانت يرافقنا عاده طائرات حماية أشهرهم مرافقه لنا الله يرحمه الطيار عصام صادق.

 

كانت أول طلعه استطلاع لي مع النقيب طيار سامح عطيه كانت يوم 28 من شهر فبراير 1968 و كانتعلى الطريق الشمالي من منطقة القنطرة شرق حتى منطقة بالوظه و رمانه و استدرنا لليسار تجاه البحرودخلنا منطقة بور سعيد و نزلنا في مطاري المنصورة و القاهرة.

(( بعد هبوطنا انا مكنتش قادر اتلم على رجلى ,, كنا طايرين على ارتفاع 4  كيلو و سرعتناالاقصى 1000 او 1050 و الجاز عمال بيتحرق و خلفنا 4 طائرات تشكيل "فينجر فور" , الطيار عصام صادقهو الحماية خلفنا ب 2 كيلو ، و بعد ما نزلنا ،جرى عليا , قعد يفتشنى , بيقولى انت متحجب.؟؟؟

قلت له ليه ؟

قال الصواريخ عماله طالعه يمين وشمال حواليك ومش عارفه تلبس فيك ))

 

وعاده من بعد نزول الطيار من كابينة القيادة داخل الدشمة الحصينة لا يفارق فيلم التصوير ، فهذا الفيلم يحمل ثمرة مجهوده و لابد من التأكد من جوده الصور لكي لا يضطر إلي أعاده طلعه التصوير بكل ما تحمله من مخاطر ، لذلك نظل بجوار فني تحميض الصور حتى يبدأ في إخراج الصور للوجود ، و نبدأ في قص ما حدث خلال الطلعة و سرد ما لا يظهر في الصور بالاضافه إلي أهميه ترتيب الصور طبقا لمسار الطلعة

و يتم بعدها تسليم الصور إلي فرع الاستطلاع لتحليلها بمعرفته ، و بأفراد متخصصين و أجهزة دقيقه لتحليل كل شيء في الصور و كل ظل و كل ما يمكن أن يكون له مدلول عسكري معين ، ثم يرسل فرع لاستطلاع تلك الصور مرفقه بتقرير تحليلي مفصل لكل فرع من أفرع القوات المسلحة.

 

من أمثله طلعات الاستطلاع التي قمت بها ، هي عمليه رصد أول بوادر إنشاء مطار بالوظه الحربي ، فقد كنا نستطلع المحور الشمالي و خاصة الطريق الشمالي ، و رصدنا بلدوزرات تمهد طريق معين ، و بعد فترة عرفنا انه هذا الطريق هو تمهيد لإنشاء مطار ، وبدأنا نتابع مراحل الإنشاء مرحله تلو مرحله و خلال حرب الاستنزاف قام الطيار شريف الشافعي بضرب المطار و دمر طائرة من نوع داكوتا به ، بناء علي صور الاستطلاع المركزة.

 

عاده كنا نمارس عملنا من مطار انشاص في الإقلاع ، لكن يتم النزول في أي مطار أخر طبقا لخط السير ، فكان من الممكن أن نقلع من مطار انشاص و نهبط في مطار المنصورة أو نهبط في مطار القطاميه و ذلك طبقا لخطوط السير و بعد فترة تم نقلنا إلي مطار القاهرة ، فأصبحنا بذلك بعيدين عن الجبهة قليلا ، فكنا نتقدم لمطار متقدم و نقلع منه ثم نعود إلي القاهرة و كان شعور كافه القادة بما نقدمهم لهم من صور ومعلومات هائلا ، فقد كانوا كالطفل المولود أعمي و فجأة يجئ لواء الاستطلاع ليقدم له شمعه تنير له طريقا فينبهر بما يقدم له من معلومات و صور و هو بالفعل في أمس الحاجة لها، فبدأ القادة يرون العدو علي الجانب الأخر من القناة ، و يرون معسكراته و استحكاماته و دفاعاته ، و ساعد ذلك في التخطيط لعمليات خلف الخطوط و التي قامت بها عناصر القوات الخاصة و كان تشكيل لواء الاستطلاع يشمل عده أسراب ، سرب من نوع ميج 21 و سرب من نوع سوخوي 7 و سرب من نوع اليوشن 28 ، و رغم أن الميج 21 هي الأحسن سرعه و مناورة من الطرازين الآخرين إلا أن الحاجة إلي كل الطائرات و الطيارين المقاتلين جعلت الاعتماد علي الميج 21 فقط دربا من دروب المستحيلات ، فقد كان النقص الشديد في الطيارين عاملا حاسما لتخطيط أي عمليات سواء هجوميه أو دفاعيه و للقارئ أن يتخيل أن قطاع قناة السويس فقط يحتاج إلي 6 مظلات باستمرار لتغطيه القطاع بالكامل أي في حدود 12 طيار مقاتل ، و إذا علمت أن زمن طيران الطائرة لا يتعدي العشرون دقيقه ، مما يعني انه كل عشرون دقيقه تحتاج إلي 12 طيار مقاتل أخر في الجو ، و كان الطبيعي أن يقوم الطيار بـ 5 إلي 6 مظلات في اليوم مما شكل حمل و مجهود عال جدا علي الطيارين.

 

في هذا الوقت كان علي طيار الاستطلاع التبليغ الدائم عن مكان تواجده لقائده أول بأول حتى لو كان محظوظا و حصل علي أجازة و أراد الذهاب إلي السينما مثلا ، فلابد أن يعرف قائده أين هو الطيار لكي يستطيع أن يستدعيه ، و كان ذلك عبء نفسي إضافي علي طيار الاستطلاع ، و كان من نتيجة هزيمة يونيو و عدم وجود استطلاع ، أننا بعد النكسة بدأنا في عمل استطلاع هستيري و اذكر أن الطيار شريف الشافعي مر علي منزلي بتاكسي و أخذني علي المطار و اخبرني أننا سنسافر إلي الأقصر في الصباح و وصل المهندسين ليلا و جهزنا الطائرات و نمنا الساعة السادسة صباحا ، و بعدها اقلعنا من المطار و وطرنا إلي الأقصر و ارتفعنا لارتفاع 8 كيلو متر و هبطنا في مطار الأقصر و جهزنا الطائرات ، و اقلع الطيار شريف الشافعي بمفرده وصور مطار رأس نصراني الذي يسمي الآن مطار شرمالشيخ الدولي و عاد إلي مطار الأقصر مرة أخري

و كانت نتائج التصوير عاليه جدا و كانت الكاميرا الافا 39هي الكاميرا التي استخدمناها في ذلك اليوم.

 

مع مرور الوقت أصبح عملنا روتينيا نوعا ما ، فقد أصبح لدينا واجب ثابت ألا و هو تصوير المواقع علي القناة و المحاور الثلاث الرئيسية باستمرار، و لم أتعرض لأي اشتباك مع طائرات العدو، لأنه لم يكن ممكنا لنا الاشتباك ، و في فترة ما استخدمتنا أسراب المقاتلات كطعم لجذب طائرات العدو فكنا ندخل حتى القناة علي ارتفاع 50 متر ونبدأ في التسلق علي القناة حتى نصل إلي ارتفاع 3 أو 4 كيلو متر فوق القناة  ثم نقوم بعمل دوران تجاه اليمين أو اليسار و نصور بسرعة ، فقد علمنا أن صواريخ الهوك الاسرائيليه للدفاع الجوي قد تطورت و أصابتنا بالرعب ، فكنا ننفذ استطلاع سريع جدا ، و وصلنا لمرحله أننا نصور الصاروخ و هو ينطلق من القاذف.

 

و لأن نظام الهوك كان يتم تعديله بسرعة جدا فأن المخابرات كانتباستمرار تعرفنا التعديلات ، و كانت تعديلات كثيرة و كنت أعرف زمن إعادة الملأ أوإعادة البيانات ، و كان لازما أن أطير علي مستوي ثابت لعدد معين من الثوان ثم أغير ارتفاعي أو سرعتي لكي اجبر كمبيوتر الهوك علي أعاده حساباته من البداية و قبلما يتوصل إلي الضرب علي ، أعيد الكرة و أغير إما ارتفاعي أو سرعتي مرة أخري ، و هكذا حتى لا يتمكن الهوك من الضرب علي ، و نجحت تلك الطريقة بشكل رائع و هم قاموا بعمل تعديلات و صلت للهوك لأنه يضرب طائرات على ارتفاع 100 متر و الطيار تحسين أمين  كان من ضمن الطيارين الذين ضربوا منه .

 

و كنا نستمر في عمل  الطلعات  بصفه مستمرة و مثلا علىالأقل طلعتين تصوير علي  القناة أو العمق أو المحور الشمالي و قبل عام 1973 كان خط بارليف بالكامل  قد تم تصويره بطول 180 كيلو متر ، لدرجه أنني كنت اعرف الطبقات كلها التي بني منها خط بارليف نظرا لطيراني فوقهم و هم يمرون بكل مرحله من مراحل البناء ، فكنت اعلم أن المرحلة الأولي ,  شكائر رملوالثانية صاج معرج ، ثم المرحلة الثالثة و هكذا. فقد كنا متابعين باستمرار لخط بارليف. و الجندي إلى عبر القناة كان يعرف كل شيء،حتى مسار الخنادق و المدافع و السلك الشائك .

 

الميج 21 الاستطلاعية

 بعد فترة وصلت الينا طائرات ميج 21 استطلاعيه وكانت تسمي MIG 21 RF وكانت مجهزة بمستودع ثابت للتصوير و قد وصلت في نهاية عام 1968 أو بداية عام 1969 و وصل منها حوالي عشر طائرات ، و كان ذلك دفعه جيده لكفاءة لواء الاستطلاع ، و خاصة أن هذا المستودع كان يصلح للتصوير علي الارتفاع المنخفض بكفاءة .

 

هذه الصورة للطائرة من طراز RFMig 21 رقمها 8506 , وهي طائرة من لواء الاستطلاع و واضح شكل مستودع التصوير تحت باطن الطائرة و هذا المستودع به 7 كاميرات ، اثنان رأسي للتصوير أسفل الطائرة ، و اثنان جانبي للتصوير الأفقي و اثنان كاميرا أمامية للتصوير أمام الطائرة ، بالاضافه إلي كاميرا أخري تسمي بانوراما ، وتعطي صور بانوراميه لكن هذا المستودع لم يكن مرضيا لطموحاتنا أو لاحتياجاتنا لأن حجمه كثير و حجمه ثقيل بالاضافه إلي أن اقل ارتفاع للتصوير كان 500 متر ، و هو ارتفاع عال جدا لنا ، فلم نستخدمه إلا نادرا فمثلا الكاميرات الأمامية في هذا المستودع للتصوير أثناء الغطس لأسفل ، و كان من الصعب جدا استخدامهم لأنك تحتاج إلي ارتفاع عال للقيام بالغطس وبينما كنا ننتهج دائما تكتيك الاستطلاع و التصوير علي ارتفاع منخفض جدا.

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech