Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء معتز الشرقاوي - بطل الصاعقه

النكسه واحداث عكس المتوقع :

وفور تخرجي في مايو 1967 انضممت الي قوات الصاعقه علي الفور، واستقبلني الرائد سيد الشرقاوي قائد الكتيبه 43 صاعقه ومعه  النقيب احمد شوقي رئيس عمليات الكتيبه وكان قائد سريتي النقيب سمير زيتون ( والذي بترت ذراعه خلال التدريب، ولكنه أصر علي البقاء في صفوف القوات علي الجبهه وشارك في عمليه استطلاع عام 1967 خلف خطوط العدو لفترة ثلاث اشهر متواصله ، وشارك في حرب اكتوبر من خلال قوات الصاعقه بيده المبتوره  كدليل لروح التحدي التي تميز فرد الصاعقه وابلي بلاءا حسنا وتوفي عام 2009)

وكانت الكتيبه 43 متواجده في سيناء وكانت حاله الاستعداد في اعلي درجاتها في ذلك الوقت ، وكانت كتيبتنا قد تمركزت منذ فترة  في منطقه بالشيخ زويد شرق العريش وفي منطقه  اخري  بوادي ماعين ووادي لصان  جنوب العريش بدون وجود اوامر واضحه بعمليات محدده ، فكتيبه الصاعقه لا تتخذ مواقع دفاعيه انما تكون متجمعه في مناطق تتحرك منها للقيام بعمليات محدده ثم العوده لمنطقه التمركز مرة اخري ، عكس القوات النظاميه في الجيش التي تتخذ اوضاع دفاعيه او هجوميه وتنشر مدفعيتها خلف الانساق الاولي ويكون لها خطط دفاعيه وهجوميه الخ.

يوم 5 يونيو 1967 سمعنا ان الحرب بدأت لكننا لم نري طائرات العدو او دباباته لكنا كنا نسمع الاشتباكات والقصف المدفعي ، ثم خف صوت الاشتباكات وعادت الامور لطبيعتها في المنطقه .

وفي احد الايام وتحديدا يوم 10 يونيو سمع قائد الكتيبه ان الجيش المصري قد وصل لخط الدفاع الثاني وانه انسحب بدون ان نتسلم اوامر بالتحرك او القتال !!!!!!.

خلال تلك الايام الخمسه لم نر اي جندي اسرائيلي او طائرة اسرائيليه ،فمن الواضح ان قائد تشكيل المجموعه القتاليه والتي كانت الكتيبة إحدى وحداته قد انسحب وتركنا في المنطقه بدون اوامر ،  فأمر قائد الكتيبه ورئيس العمليات بتحرك الكتيبه للانسحاب بالعربات وبكل معدات واسلحه الكتيبه وبدأ يسير في طرق بعيده عن المحاور الرئيسيه  لكنها غير موجوده علي الخرائط ، فهي طرق يعرفها من عاش ودرس سيناء شبر شبر وحجر حجر ، ولا يعرفها العدو ولا يتحرك فيها ، فالعدو انطلق للوصول الي القناه بدون ان يتمسك بالارض التي احتلها فترك بذلك مسافات ومساحات كبيرة في سيناء لم يتحرك عليها ، استغلها قائد الكتيبه ورئيس العلميات  في التحرك بالعربات بكل سهوله ويسر وخلال ساعات قصيرة حققنا اتصال لاسلكي مع قواتنا غرب القناه

وانتظرنا الرائد حسن المنشاوي غرب القناه يوم 12 يونيو 1967 ، وعبرنا القناه بالعربات علي معديات شمال القنطرة بطريقه (عربه- عربه) وتوجهنا الي بورسعيد طبقا للاوامر ، وكانت حالتنا المعنويه  عاديه جدا ولم يكن هناك انهيار معنوي او حزن لاننا لم نحارب ولم نعرف حقيقه ما يحدث ، فقط كنا ننفذ الاوامر

(( المحرر مجموعه 73 مؤرخين – إن هذه القصه تدل بما لا يدع مجالا للشك ان ترك القرار في يد القائد الصغير للتصرف كما ينبغي له ، يؤتي ثمارا افضل كثيرا من اعطاء الاوامر للوحدات بواسطه القياده العامه ، فقائد الكتيبه انسحب طبقا لخبرته في دروب وطرق يعرفها جيدا وبكامل سلاحه وعرباته وسط القوات الاسرائيليه واستطاع عبور القناه ولم يخسر اي معده او اي فرد ، عكس الفرق واللواءات الاخري التي تلقت الامر ليله 6 يونيو بالانسحاب السريع بالسلاح فحدث ما كلنا نعرفه من اهوال الانسحاب الغير منظم ))

تمركزنا في مدرسه بورسعيد الثانويه وسريه في مدرسه اشتوم الجميل  في بورسعيد وكانت اول مهام لنا هي دفع دوريات بالملابس المدنيه علي بلانصات الصيد في بورسعيد لجمع الشاردين المتجمعين شرق بحيرة البردويل عبر الطريق الساحلي .

معركه رأس العش

وبعد عده ايام تلقي قائد الكتيبه اتصالا تليفونيا من شخصيه ما ( شخصيه مهمه لم اعرفها ) وكانت التعليمات واضحه (( يا سيد يا شرقاوي بورفؤاد ما تقعش في يد اليهود )) وكان رده واضحا (( تأكد يا فندم ان لو بورفؤاد سقطت هيكون علي جثثنا كلنا ))

فبدانا دراسه الموقف والبحث عن خرائط لمعرفه طرق اقتراب العدو المحتمله لبورفؤاد

مهندس انقذ بورفؤاد

في ذلك الوقت حضر الينا مهندس من هيئه قناه السويس وللاسف نسينا اسمه ونتمني ان نستطيع ان نتعرف علي اسمه لنذكر دوره الهام في التصدي للعدو وعدم سقوط بورفؤاد  .

قابل المهندس قائد الكتيبه واخبرة بوجود طريق شرق القناة وموازي لها وممتد من القنطرة جنوبا  الي بورفؤاد شمالا ، وان هذا الطريق غير موجود علي الخرائط لكن مهندسي هيئه قناه السويس يستخدمون هذا الطريق في تحركاتهم العاديه ، فهرع سيد الشرقاوي قائد الكتيبه مصطحبا المهندس معه حتي وصلوا الي هذا الطريق وساروا عليه حتي بعد رأس العش .

وعلي ذلك وضحت خطتنا في مواجهه اي عدو يتقدم الي  بورفؤاد فوجود طريق جديد محتمل استوجب وضع فصيله لغلق هذا الطريق ، مع وجود باقي الكتيبه على أنساق حتي داخل بورفؤاد .

فعبرت السرايا القناه بالمعديات من بورسعيد الي بورفؤاد ، وتمركزت فصيله في نقطه رأس العش لان الطريق الضيق لا يحتمل اكثر من فصيله للدفاع عنه لان الطريق يقع بين القناه ومنطقه السبخات شرق القناه .

واتوقف هنا عن سرد معركه رأس العش لانني لم اكن بها ، لكنني كنت في سريتي داخل مدينه بورفؤاد مستعدا لتنفيذ اي مهام قتاليه  والبدء في قتال مدن معهم ولتعزيز اي قوة علي اطراف المدينه .

واجدر من يتحدث عن معركه رأس العش من كتيبتي هم ( حسني سلامه وفتحي عبد الله فهم من كانوا في تلك الفصيله التي وقفت وقاتلت وصمدت وانتصرت ) كذلك باقي ضباط الصاعقة الذين عاونوا وشاركوا في دعم الكتيبة

لكنني استطيع ان اصف تأثير تلك المعركه علي معنويات الجيش المصري كله ، فتخيل ان فصيله صاعقه تقوم بوقف تلك القوه الاسرائيليه المدرعه وتكبدها خسائر كبيرة وصلت الي 8 دبابات و 11 عربه مجنزرة .

وكان الجيش المصري الجريح هو اكثر من احس بنتائج تلك المعركه معنويا وكانوا في شوق لخبر يعيد لهؤلاء الجنود الامل والثقه والروح القتاليه في وقت كان ذلك مطلب بعيد المنال .

وبعد ذلك بأيام حضرت الي بورفؤاد الكتيبه 90 مظلات لتحل محلنا ، ونعود نحن الي منطقه شمال التفريعه وبورفؤاد.

*****************

الاب الوطني :

بمجرد عودتنا من سيناء الي بورسعيد نزلت مأموريه الي انشاص لاحضار مهمات ضروريه لنا وكان معي اثنان من دفعتي الملازم رؤوف ابو سعده والملازم حمدي الشوربجي ، واقترحت عليهم ان نمر علي منازلنا لاحضار اي حاجيات شخصيه نحتاجها، ونزلت الي القاهرة وقرب منزلي فوجئت بأبي عند الحلاق ، ولم يكن قد رأني منذ التخرج من عده اشهر ، وكان وقتها سكرتير عام محافظه بورسعيد ولم اكن اعلم انه موجود بالقاهرة .

بعلامات تعجب ودهشه وبوجه متجهم وبدون سلام سألني (( انت جاي ليه  ؟؟ ))   فأرتبكت من سؤاله ورددت بأنني حضرت في مأموريه الي انشاص واستغليت الفرصه لاحضر ملابس داخليه من المنزل ، فلم يعجبه ردي ، فأخبرني بان انتظر مكاني ، فتعجبت مما قال فأكد علي بأوامر حازمه ان انتظر مكاني، واحضر اخي الاكبر ومعه غيارات داخليه اضافيه لي ، وأمر اخي بالسلام علي باليد فقط ثم احضار السيارة .

كان موقفه مني حازما بشكل غريب ، وركبنا السيارة الي منازل زملائي وجعلني اصطحبهم معي في صمت ورهبه ، وعاد بي الي انشاص حيث تركني عند بوابه المعسكر مع قائد امن الصاعقة واخبره انه اصطحبنا لتوصيلنا في طريقه

فقد كان وطنيا وعسكريا مصريا حتي النخاع ، وكما علمت بعد ذلك فقد كانت وجهه نظرة ان مكاني علي الجبهه وليس في القاهرة .

وعدنا بعدها الي بورسعيد ، ورغم ان عمل والدي كان بنفس المحافظه الا انه لم يزرني او يقابلني او يوصي احدا علي .

وفي احد الايام نزلت في مأموريه اخري لمنزلنا في بورسعيد مع زميل لي الملازم ثروت خليل ، وفور دخولي المنزل وجدته يدخل خلفي المنزل ، فدبت الرهبه  مرة اخري في داخلي ، فسمح لنا بالاستحمام وتغيير ملابسنا وعودتنا مرة اخري الي وحداتنا .

*****************

في بورفؤاد كنا ندفع كمائن يوميه في اماكن يتوقع ان يحاول العدو التقدم منها ، وكان معنا سريه سودانيه وكانوا على مستوى عالي من الانضباط والجديه ، وتمركزت معنا في بورفؤاد ورحلت في نفس العام .

وكانت فترة تواجدنا في بورفؤاد فترة توتر ، حتي حدثت عمليه اغراق ايلات امام سواحل بورسعيد ، وبعدها صدرت لنا الاوامر بالعوده الي معسكراتنا في انشاص ، حيث وصلت قوة مشاه مصريه لتتسلم بورفؤاد منا .

وقامت القوات المسلحه باخلائنا مع الكتيبه 90 مظلات من بورسعيد علي متن سفينه تسمي السودان ، حيث ابحرت تلك السفينه بعيدة عن نظر العدو ، تجاه قبرص شمالا ، ثم غربا تجاه اليونان ، ومرة اخري جنوبا تجاه الاسكندريه لتفادي اي هجوم جوي معادي ، فقد كنا هدفا ثمينا لاي طائرة .

وعدنا الي معسكراتنا في انشاص في نوفمبر 1967 لنبدأ اعاده التنظيم والاستعداد للمرحله القادمه من الصراع .

كانت معونايتنا عاليه في وحدات الصاعقه دافعها رغبه عارمه في الثأر وفي اثبات الوجود لذلك كانت التدريبات اقسي والمجهود المبذول غير عادي وبشكل غير طبيعي

وقد اثر ذلك علي كافه وحدات الصاعقه لاحقا والتي اعلنها الجميع ان التدريبات اقسي من القتال بعشرات المرات ، فلم يكن في عقلنا سوي القتال والحرب فقط ، وعندما تأتينا الفرصه للقتال يجب ان نكون علي مستوي ثقه القياده بنا كوحدات صاعقه .

وبعد حوالي سبعه اشهر من التواجد في معسكرات انشاص تحركنا الي ميناء الاتكه وهي ميناء قديم تركي شمال الادبيه مباشرة .

وكانت مهمتنا هي التنسيق مع قياده الجيش الثالث ( المشكل حديثا ) لدفع دوريات استطلاع ودفع كمائن شرق القناه وعبر خليج السويس .

وقتها كانت حرب الاستنزاف عبارة عن تراشق بالمدفعيه فقط ضد اهداف ثابته ، وكنا نكلف بالعبور ليلا لعمل كمائن لعربات الذخيرة والامداد التي تتحرك لامداد كتائب المدفعيه الاسرائيليه بالذخائر لمواصله التراشقات النيرانيه المستمرة .

**************************

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech