Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء طيار احمد الجواهرجي - قاذفات تي يو 16 - ما بعد النكسة

 

التوجه للعراق

 

أقلعنا من بني سويف قبل أول ضوء بإتجاه الأقصر على إرتفاع 1 كلم ، ثم عبور البحر الأحمر ، و المرور بالمملكة العربية السعودية دون أي إخطار أو إتصالات تذكر على إرتفاع 2 كلم ، و من ثم الإنحراف في إتجاه الكويت مرتفعين لإرتفاع 6 كلم في سرية تامه أيضاً و دون إخطارات أو إتصالات من أي نوع و من الكويت الوصول لوجهتنا المعلومه قاعدة الحبانية – بغداد – العراق .

إستمر هذا الوضع لعدة أيام متتالية مع إستمرار وصول الطائرات من روسيا و من ثم نقلها إلى العراق حتى تم نقل كامل اللواء إلى العراق .

و جدير بالذكر أن هذه الطائرات كانت قد سبق إستخدامها في روسيا  )مستعمله) و لكنها لم تكن مستهلكة ، فقد كانت من الطائرات العاملة بالتشكيلات الروسية ، و هذا ما إعتدنا عليه من الروس فلم نكن نتسلم منهم طائرات جديدة نهائياً ، فجميع ما يتم توريده لنا من طائرات مستعملة.

كان الإستقبال في العراق في منتهى الرحابة و معاملتهم لنا كانت تتميز بالرقي و الإحترام المتبادل ، و بعد وصولنا للعراق وجدنا أن القوات الجوية الأردنية تخلي مواقعها بالأردن لتصل إلى قاعدة الحبانية أيضاً ، و تستقر هي الأخرى.

و في حقيقة الأمر فإن قاعدة الحبانية ، تتكون من قاعدتين أحدهما معسكر جيش كبير تعسكر به فرقة بالكامل ، و بها ممر إقلاع يتمركز به سرب هوكرهنتر عراقي ، و هو الذي إنضم له السرب اللأردني و كان أيضا من الهوكر هنتر ، و كان يقوم على تدريب الطيارين العراقيين و الأردنيين بهذه القاعدة مجموعة من مدربي الطيران الباكستانيين . و بالطبع نشأت علا قات وطيده بيننا و بين الطيارين العراقيين و الأردنيين  ومنهم صديقى العزيز اللواء طيار الركن فاروق عبدين اللذى مازلت على أتصال به حتى اليوم.

و بجوار الحبانية كان يوجد ما يسمى البلاتوه عبارة عن طريق يصل إلى هضبة بإرتفاع 100 م و بها قاعدة للقاذفات ، يستقر بها سرب قاذفات TU16 عراقي و به كان إستقرارنا الذي إستمر لما تبقى من عام 67 و عام 1968 و جزء من 69

إستمرت التدريبات و بكثافة على التشكيلات الهجوميه للتدريب على الطيران المنخفض و قذف القنابل من مختلف الإرتفاعات ( منخفض / متوسط / عال ) التدريب على المناورات وأختراق الضاحية على الأرتفاع المنخفض جدا و كافة التدريبات تتم ليليه و نهاريه على السواء ، تدريب شاق مكثف بدأ مع وصولنا و

مضت مدة 40 يوم منذ وصولنا العراق و لم يكن أي منا قد حصل على أجازة

وفى أحد ألأيام هبطت طائره أنتونوف و معها العقيد طيار أحمد  عرفه ليخبرنا بأنه تعين قائد للواء و أن العقيد طيار حسنى تقرر ترقيته أستثنائيا الى رتبه العميد و نقل الى مدير الكليه الجويه

 عام 1969

خلال تواجدنا بالعراق و أثناء قيامي بأحد الطلعات للطيران الليلي ، إتصل بي برج المراقبة ليخبرني بالعودة للقاعدة فورا ، قمت بإلغاء الطلعة و أتممت الهبوط و كان ذلك في حدود العاشره مساء ، توجهت لأحمد عرفه فأخبرني أننا في صباح الغد سنقلع بطائرتين في تمام السادسة صباحا .

فقد صدرت تعليمات بتمركز طائرتين Tu16 في مصر ، و قد قرر بأن كلانا سيقوم بهذه المهمة ، و لم أنا ؟؟؟ ( لا أعلم ) ، و الغريب أننا قد مر علينا سنتين في العراق  تقريبا و لطول المده  فقد قررت إستقدام زوجتي للإقامة برفقتي ، و قد تم توفير سكن ملائم بمنطقة العائلات و تشاء الأقدار أن نفس اليوم الذي سأغادر فيه العراق هو اليوم الذي ستصل فيه زوجتي في الحادية عشر ظهراً ، و لم يكن هناك أي وسيلة للإتصال بها في هذا الوقت ، و كانت عائلة العميد أحمد عرفه قد وصلت إلى العراق منذ شهر تقريباً ، و كان دائم التشجيع لي لإحضار عائلتي برفقتي ، فذكرته بالأمر و تناقشت معه في الأمر و بأن زوجتي ستصل اليوم فطمأنني بألا أقلق بشأنها و بأنه سيخطر زوجته للقاء زوجتي فى مطار بغداد الدولى و إصطحابها معها حتى عودتهما سوياَ للقاهره ، و بالطبع كان أحد المواقف الصعبه التي عشناها في هذه الفترة .

صدرت التعليمات لنا بأننا سنتلقى إخطار بجهة هبوطنا من قاعدة بني سويف بعد الإتصال بها لاسلكيا في رحلة العودة ، قمنا بالإقلاع في السادسة صباحاًو فور الإتصال بقاعدة بني سويف أخطرتنا بأن الهبوط سيكون في قاعدة أنشاص ، هل سنهبط بالـ Tu16 في قاعدة أنشاص ؟؟؟ قاعده جويه على الجبهه؟؟؟؟؟؟

أنشاص تبعد عن خط القناة حوالى 120 كم على أكثر تقدير مما يعني انه مطار جبهه معرض للقصف الجوي المعادي في اي وقت ، و قمنا بالهبوط في أنشاص ، و خرجنا من ممر الهبوط لنتوقف بالطائرتين على المدارج الفرعية ، و كان يتمركز في القاعدة لواء ميج 21 لنجد لقاء طياري اللواء المقاتلات مندهشين بشدة من هذا المشهد ، ما الذي جاء بهذه المصيبة إلى هنا ؟؟؟ و كان من طياري اللواء ( أحمد أنور – كامل المواوى(وهو زوج أختى) – و غيرهم ).و أخبرهم العقيد عرفه بأنه مستغرب أكثر منهم ؟؟؟؟

و بدأت تنهال التعليقات من كل نوع – يا أفندم وجود هذه الطائرات سيفتح علينا أبواب جهنم – بالطبع سنستهدف – هل ينقصنا هذا العبء ؟

فأفهمهم أنها تعليمات و قد صدرت و ما باليد حيلة .

و أخذنا الطائرات للبحث عن أي مكان نستطيع أن نواريها فيه ، و وجدنا هنجر كبير نسبياً فقمنا بوضع الطائرتين بجانبه وتم التمويه عليها بالشبك خوفاً من رصدها في أي عملية إستطلاع ، و بالطبع كانت عملية بدائية تستحق السخرية ، و لا يقال عليها شئ بخلاف هذا .

نحن لا نفهم سبب تواجدنا بهذه القاعدة ، و في اليوم التالي نجد سيارات محملة بالذخائر الخاصة بنا من القنابل ليتم تحميل الطائرات بها ، و تجهيزها للعمليات من وقود و خلافه .

لم نكن قد حصلنا على أية أجازات طوال فترة تواجدنا بأنشاص ، و من المواقف المضحكة أنه فور وصولي لأنشاص إتصلت بوالدي تلفونيا  ليفاجئ و يتسائل عن كيفية إتصالي به من العراق فأخبرته بأني لست بالعراق و بأنني في أنشاص ، متى وصلت لأنشاص ؟ ماذا تفعل بأنشاص ؟ زوجتك ستصل للعراق الآن و قد أقلعت طائرتها في الصباح فماذا ستفعل ؟

فأخبرته بأنه صدرت التعليمات بأعاده التمركزولا اعلم ما سيحد ث أو ماذا أفعل!

و حتى هذه اللحظة لا أعلم سبباً لما قمنا به !!!

و كلما مرت مدة الخمسة عشر يوماً كنا نضطر لإفراغ طائرة من القنابل و تخفيض كمية الوقود للقيام بطلعة تدريبية واجبة ثم نعود لعملية الإخفاء الغريبة ليستمر هذا الموقف الهزلي العجيب لمدة ثلاثة أشهر في أنشاص .

والموقع يتشرف بوجود سياده اللواء معنا ليرد علي اسئله او تعليقات للزوار فلا تبخلوا بأسئلتكم او تعليقاتكم

 

 

عام 1970

صدرت التعليمات لتمركز سربنا  Tu16 في بلبيس فتوجهنا بسرب بقيادة بدر دامير للتمركز بقاعدة بلبيس , و كانت بالقاعدة لواء مقاتلات قاذفة سوخوي

و تكرر نفس الموقف الذي لاقيناه من طياري أنشاص من طيارى لواء السوخوي

و كان السبب في ذلك بناء أقفاص حديديه مغطاه بألشباك للطائرات بداخل المزارع و بغرض التمويه، وهو تصرف غبى جدا لمن أعطى هذا القرار لأن هذه الأقفاص أرتفاعها أعلا بكثيرمن الأشجار المحيطه بها و بالطبع ممكن رصدها بسهوله فى الصور الجويه.

و بالرغم من ذلك و حتى يومنا هذا لو سألتنى عن سبب تمركز Tu16 في قاعدة بلبيس ؟؟!! لا أعلم !!! لأنه شيئ غير منطقى على الأطلاق!!!!

و بوصول بقية طيارينا من العراق أصبح تمركزنا  ، سرب فى  ببلبيس و السرب الأخر تمركز بقاعدة جناكليس بالإسكندرية ” و شيد لها أقفاص أيضاً “

بعد عده شهور صدرت تعليمات بالتمركز بالسرب فى قاعده بنى سويف .

و إستمرت تدريباتنا المعتادة في بني سويف و مضت الأحداث ما بين التدريب و الأجازات و الغارات المستمرة علينا طوال الليل ، و لبس الخوذ و الهرولة للخنادق بملابس النوم ، لقد عشنا فترة عصيبة جداً ، و كانت الطائرات مكشوفة في العراء في هذه الفتره فأين نستطيع إخفائها و أين سنذهب بها ؟؟؟

 

 بحلول عام 1971 و بعد عودتنا من العراق أصبح هناك ضروره للحصول على طائرة تستطيع ضرب العمق الداخلي لإسرائيل ، و كان هذا التوجه نابع من شخص الرئيس السادات للرد بضرب العمق الإسرائيلي بعد ما كان منهم من جرائم ضرب أهداف فى العمق المصرى وخاصه المدنيه ( بحر البقر ، و مصانع أبوزعبل ، …. ) .

كان عرض الروس وقتها يتمثل في إمدادنا بالطائرة TU22 ، و في هذه الفترة كان حسني مبارك قد تم ترقيته أستثنائيا الى رتبه اللواء و تعيينه فى منصب رئيس الأركان ، و صدرت لنا التعليمات بدراسه هذه الطائرة ، و رفع تقرير عنها و كانت نتيجة الدراسة أن رفضناها رفضاً باتاً .

فقد كان يقال بأنها :

1.   طائرة أسرع من الصوت ، و إتضح أنها دون سرعة الصوت

2.   حمولة القنابل فوق التسعة طن ،  و إتضح أن حمولتها تسعة طن

3.   طائرة عجلات الهبوط بها أسفل جسم الطائره ( تندم ) مما يعقد عمليه تحميل و تفريغ الذخائر و يجعلها تحتاج لوقت أطول من المعتاد

4.   طائرة لها طيار واحد دون مساعد ، و يرافق الطيار الملاح في مقدمة الطائرة ليساعده في الملاحة الجوية .

فلم يكن هناك ما يميزها في نظرنا عن TU16 ، بل على العكس فالـTU16 تتميز عنها بسرعة التحميل و طول المدى بخلاف تمرسنا التام عليها

 

أما الفارق الجوهري في هذه الطائرة الذي إتضح لنا أنها بالفعل تستطيع إختراق حاجز الصوت و لكن لتصل لهذه السرعه يجب أن تكون على إرتفاع 12 كلم ، أما في الإرتفاعات اللتى اقل من ذلك فهي في نفس سرعة الـTU16  .

أخذت الدراسة التي قمنا بها و توجهت لحسني مبارك و عرضت عليه ما توصلنا له من أن للطائرتين نفس المواصفات تقريباً و أننا نرجح الحصول على

 الـ  TU 16 KSلما سلف ذكره من أسباب. ( توصلنا الى المعلومات عن طريق كتب الطيران الأمريكيه و البريطانيه / الجينس ) .

وفى عام1972 تقرر أمدادنا بطائرات TU-16-KS  و بصواريخ أحدث من اللتى كانت عندنا قبل 67 . كان أقتراح الروس أنعقاد الفرقه فى روسيا

و تم الإستقرار على طلب إستقدام المدربين الروس و تم تدريبنا بقاعدة أسوان .

تم إختيار ستة طيارين للحصول على هذه الفرقة و كنت رقم ( 5 ) في هذه المجموعة ، و لم أكن سعيدا للحصول على هذه الفرقة فقد وصلت لمركز رقم 3 فى الأقدميه في سرب القاذ فات و برتبة رائد لأجد نفسي أتراجع لرقم ( 5 ) في سرب جديد

في هذا الوقت كان حسنى مبارك رئيس ألأركان ، فتوجهت إليه بحكم ما جمع بيننا من علاقة خلال فترة عملنا سوياً لأسأله عن سبب نقلي لسرب Ks الجديد ؟؟ فأخبرني بأنه هو من إختار الطيارين المنتخبين للحصول على هذه الفرقة لتكوين سرب Ks ، بل هو من قام بترشيحي بنفسه ضمن هذا السرب .

و السبب في ذلك هو علمه بأن الروس لا يطلعونا على كافة المعلومات عن أي سلاح يمدوننا به و بأنهم يحتفظون لأنفسهم دائماً ببعض الأسرار حتى لا نستطيع الوصول لإمكانيات و قدرات الأسلحة بصورة كاملة في غير وجودهم (حسب نص كلامه ) و عليه فكان تكليفه لي و لرؤؤف حلمي بدراسة الطائرة بصورة جيدة لماوصفنا به بأننا ( شطار فى حفظ المعلومات  ) لمعرفة كافة خبايا و خفايا الطائرة بحيث أنه و بعد رحيلهم نكون على علم بسلاحنا بصورة جيدة و في هذه الفترة الأقدميات غير ذات أهمية ، و الأهمية القصوى تكمن في تحضيرنا للحرب

 و بالفعل بدأت تظهر بوادرالإستعداد للحرب في هذه الفترة بجدية .

توجهنا إلى أسوان للحصول على الفرقة و كانت تنقسم إلى قسمين ( نظري / عملي ) .

فالقسم النظري ينحصر في محاضرات يومية من التاسعة صبحاً و حتى الثانية بعد الظهر ثم راحة لمدة ساعة حى الثالثة لنستأنف المحاضرات حتى الخامسة مساءاً – دراسات نظرية بحته .

و قد علمنا أن هذه المرحلة قدر لها فترة ثلاث أشهر ، ثم الجزء العملي ( كورس الطيران ) و قدر له ما بين الخمس و الستة أشهر .

كان العميد طيار أحمد عرفه قد أصبح المسئول عن القاذفات بشعبة التدريب في هذا الوقت بعد نقله من قيادة اللواء فعرض عليهم تقليص المدة لأن الطيارين المختارين لهذا السرب من المستوى A  و مختارين بعنايه لهذا السرب .

فقد كان النظام الروسي يصنف الطيارين الى ثلاث فئات A – B –C و يتم تمييز الطيارين عن طريق علامة زرقاء توضع على لباس الطيارين بها فئة كل طيار و جميعنا كنا من الفئة الأولي A (طيار ممتاز) ، و لاكنهم تشككوا فى هذا المستوى و أنه مماثل لما عندهم.

فعاد و إقترح عليهم إقتراح ظريف جداً بالرغم من كونه أدى إلى إستفزازنا  ، فقد كنا في نهاية العام و بنهاية كل عام يتم إختبار الطيارين لتجديد  الفئة لكل طيار ، و الإختبارات تتم بشقيها النظري و العملي و يجب أن نحصل على معدل فيما فوق 90 % للحاصلين على مستوى A و من لا يستطيع الحصول على النسبه المطلوبه يتم تخفيض فئته من A إلى B ، و عليه فقد اخبرهم بأننا لم نقم بالإختبارات حتى حينه ، فما رأيكم في القيام بإختبارهم بأنفسكم ؟؟؟ و عاد فأخبرنا بذلك ، و أكد علينا بأن الروس هم من سيقومون بإختباركم . و لكوننا فى فرقه دراسيه لم يقم أى منا بالطيران  لمده شهر ، و هو عامل مؤثر للغاية حيث الطيران عملية تكتسب بالممارسة و كلما طال إبتعادك عنها تفقد كفائتك و حساسيتك تجاه الطائرة .

ألقى الروس محاضرة للتلقين ، ثم أعدوا الإمتحان النظري و تم توزيعه و كان يخص Tu16 القاذفة للقنابل و بحمد الله حصلنا جميعاً على معدلات تتخطى الـ 90 % المطلوبة .

و عليه حدد الروس اليوم التالي للقيام بأختبار الطيران نهاري و ليلي .

و كانت المشكلة الرئيسية أن من يقوم بهذا الإختبارمدرس روسي لا يتحدث لغتك و لا انت تتحدث لغته ، و عادة المدرس القائم بالإختبار يسأل المختبر عما يقوم به و أسبابه في ذلك و يعرض عليه مجموعة الحلول المختلفه ليصل إلى المعرفة التي يقيس بها قدرات الطيار محل الإختبار ، و لكن المدرس روسي و لا توجد بيننا لغة مشتركة و الشئ الوحيد الذي ساعدني إلى حد ما وجود ملاح مرافق لي كان قد حصل على فرقة الملاحة بروسيا و يستطيع إستنباط بعض الكلمات .

و إنتهت الإختبارات النهارية و الليلية ثم توجهنا لغرف التلقين و حضر جميع المدرسين الروس ليخطب فينا قائدهم خطبة عصماء و كان تعليقه بأن كافة المدرسين الستة الخاصين به و القائمين بإختبار الطيارين و هم من الذين يقومون بإختبار الطيارين في روسيا و تحديد فئاتهم  قد أكدوا جميعاً بكون الطيار محل الإختبار أفضل من مدرسه .( اي افضل من المدرس نفسه )

و كانت شهادة منهم  نعتز بها ، بالتالي فمن الغد سنجلس معكم للتدارس في كيفية تعديل الكورس الجديد المقرر لدراسة Tu16-Ks .

تم إختصار فترة التدريس النظري من ثلاثة أشهر إلى شهرين ، أما الستة أشهر طيران فتم إختصارهم إلى 30 يوماً بالضبط لكافة الطيارين .

و بدأت الدراسة و كان هناك عدة فروق بين طراز القاذف للقنابل (البومرز) و طراز Ks من حيث نظام الوقود و الرادار و فرق في وزن الطائرة ، فرق في وضع الطيران بدون صواريخ أو برفقه صاروخ واحد أو صاروخين .

فالصاروخ الواحد يماثل حجم طائرة ميج 15 و بوزن 3 طن فارغ ، و للإقلاع أو الهبوط بحموله من صاروخ واحد فالوضع غايه في الصعوبه و يحتاج لإحساس مختلف و تدريب مختلف عن الإقلاع بصاروخين و الهبوط بهما أو بدونهما ، فوضعك دائم التغير من وضع الإتزان لوضع مختلف الإتزان تحتاج فيه للكثير من الإحساس للسيطرة على الطائرة و التحكم فيها .

قد كنا جميعاً نحتاج على الأقل لعشرين طلعة متنوعة لكل منا ، و مع ذلك قام كل منا بطلعة إختبارية واحدة محملاً بصاروخ واحد . و يا لها من صعوبة ، و بسؤالهم عن  سبب ذلك و لم لا نختبر بدايه بصاروخين ، فكان الرد بأنه لا يلزم فإذا قمت بالإقلاع و الهبوط محمل بصاروخ واحد فقد تم كل شئ كما ينبغي ، و لذا فلنبدأ بالصعب أولاً .

و ما أن قمت بطلعه واحده  أستغرقت 15 دقيقة إقلاع و هبوط  بصاروخ واحد إلا و حصلت على إجازتي بالطيران solo (منفرد) و نفس الوضع بألنسبه لباقى الطيارين ( رؤوف حلمى/محمد طموم/ فاضل فتحى/ جورج الجاولى/محمد كريدى/ يوسف رحمى/أحمد مصطفى ) .

و بعدها قمنا بإختبار أختراق الضاحيه ، و  إطلاق الصواريخ ، و تمت جميع الإختبارات بنجاح .

أذكر هنا موقفاً حدث أثناء فترة الدراسة النظرية حيث فوجئنا بوصول طائرة على متنها رئيس الأركان اللواء ا حسني مبارك ليجتمع معنا و يخبرنا بأن الرئيس السادات سيصل غداً لز يارتكم و لرؤية الطائرة الجديدة ، و يجب أن تعدوا أنفسكم لذلك جيداً ، و المطلوب تجهيز طائرة داخل الهنجر محملة بنوعي الصواريخ و طلب مني القيام بعرض و شرح الطائرة للرئيس محمد أنور السادات ، و أن أعد نفسي بسرعه لأرافقة إلى فندق كاتاركت في أسوان لأشرح له ماهية هذة الطائرة و قدراتها .

رافقته إلى كاتاركت جلسنا في راحة و طلب مني شرح قدرات و إمكانيات الطائرة ، فشرحت له كل شئ عنها ، و ما ان إنتهيت ، إلا و وجدته قد بهته الأمر ، و رد بأننا لم نكن نعي دورها بهذه الصورة ، و أن ما أقوله كلام خطير ، فنحن نعتقد أن هذه الطائرة و بهذه الصواريخ تمكننا من ضرب أي هدف نرغب في تدميره داخل إسرائيل .!!!!

فأوجزت له الشرح مره أخري و بأنه للأسف لا نستطيع القيام بهذا الدور ، فطلب مني الأيضاح بالتفصيل و قمت بذلك ( و سيظهر تباعاً من خلال حديثنا كيفية عمل الطائرة و كيفية إطلاق الصواريخ المحملة بها ) .

فأعاد رده بان هذا الأمر مفاجئ كلياً له و للقيادة العامه ، و طلب مني التوجه لشرح هذا الوضع الى وزير الدفاع  الفريق صادق ، حيث سيصل باكر قبل الرئيس الذي سيصل  في حدود الواحدة ظهراً .

 ”فى اليوم التالى في تمام الساعة التاسعة تكن متواجداً بإستراحة

 الفريق صادق ( وزير الحربيه ) “.

 

وصلت الإستراحة كما طلب مني في التاسعة صباحاً ، و دخلت إلى غرفه كبيره بهاالعديد من الصالونات هنا و هناك ، و أنتظرت لمدة عشر دقائق ، و إنفتح باب و دخل منه الفريق صادق ، و أغلق من خلفه بعد دخوله لينفرد بي الفريق صادق داخل هذا الصالون دون وجود اي فرد سوانا ، وقفت من فوري و أديت التحية العسكرية و طلب مني الجلوس ، و ظل واقفاً ، فتترددت لأنه ما زال واقفاً ، فامرني بالجلوس و كان مزاجه حاداً بعض الشئ ، فجلست ، و لك أن تستشعر مدى الرهبة في اللقاء !! فها هو وزير الدفاع الفريق صادق بكامل هيئتة و هيبته العسكرية بلبس أفرول  الميدان و الفيلد بوت و قد كان يتحلى بجسد ضخم قوي ، و أنا رائد بالقوات الجوية و لأول مره أراه وجهاً لوجه .

فإنطلق الرجل في الحديث دون أن أنبس بكلمه ، قائلا ” انا مستاء من الروس ، ” دول قرف ” ، إنهم لا يعطونا ما نريده ، لا يقومون بمساعدتنا بشئ جدي ، إننا لن نستطيع القيام بالحرب طالما نتتبع خطاهم و مشورتهم ، هم سبب العجز في كافة قطاعات التسليح ( عدد المدافع ناقص ، عدد الكباري ، الذخائر  ، كل الطلبات لا تجاب……….. ) و إستمر الرجل في شكواه ( مر الشكوى ) دون أن أتكلم و إنصب محور شكواه بأننا لن تقوم لنا قائمة طالما نتبع الروس ، ثم أشار إلى أنه يفهم ما انا قادم لإخباره ، و أستمر فى حديثه لمده لا تقل عن نصف الساعه  ذاكرا كل مشاكل القوات المسلحه و  بالتفصيل و أ لأرقام مما لا يجب أن أسمعه على الإطلاق ، فكان الرجل رحمه الله كمن يفرغ كبت هائل بداخله و هو يعلم بأني سألقي بيان عن الطائرة عما قليل للرئيس السادات ، فطلب مني بأن

 أخبرالرئيس بكل ما أريد خلال هذا البيان ، و أكد على انى تفهمت ذلك ؟؟؟؟!!!

ثم اضاف – لا تحكي لي أي شئ – ،( فهمت بعد ذلك ما كان يحدث من صراع للقوى و قد كان الفريق صادق على إختلاف مع الرئيس أنور السادات و يريد أن يثبت له أن السلاح الروسي سئ للغاية بالمقارنه بالسلاح الأمريكانى )

 

وصل الرئيس السادات في الواحدة و دخلنا إلى الهنجر و الطائرة معدة بالكامل و الصواريخ محملة بها و الذخائر كاملة و المشهد كان جميلاً .

 

توجهنا لغرفة المحاضرات و كانت بها 400 فرد تقريباً شغل نصفها الخلفي المدرسين الروس و المهندسين و شغل النصف الأمامي أفراد القوات المصريه و في الأمام توجد منصة صغيرة وضع عليها منضدة و كرسيين أحدهم للرئيس السادات و عن يمينه الفريق صادق .

أمامهما مباشرة يستقر ستة أفراد على كراسيهم ( رئيس الأركان محمد حسني مبارك ، قائد القوات الجوية على بغدادي ، القادة الروس ) و وجدت حسني مبارك يمسك بيدي و يأمرنى بالوقوف عند مدخل الغرفه فى مكان ظاهر جدا .

ثم دخل الرئيس أنور السادات و الجميع إنتباه حتى إتخذ كرسيه و بدأ في حواره بطريقته الجميلة المحببة و في النهاية أشار بانه أحضر هذه الطائرة و طلبها من الإتحاد السوفيتي لضرب المثلث و نظر خلفه فلم يجد خريطة للشرح و قال مفيش خريطه فرد أحد الحضور بأنه سيحضر خريطه بسرعه فرفض و علل بأن الأمر لا يستدعي فهو سيخبرنا بما يريد فجميعكم طيارين تملكون الوعي و المعرفة ، أنا أرغب بضرب  أى هدف داخل المثلث من إيلات لبير سبع لحيفا ، أريد ضرب أي هدف و كما قاموا بضرب عمقنا تقوموا بضرب عمقهم بهذه الطائرة و الصواريخ الخاصة بها.

فنظر إلى حسني مبارك  و بأشاره يريدنى أن اتكلم فرفعت يدى طالبا الإذن بالتحدث ( بعد إذنك يا أفندم ) و كان الرئيس السادات ما زال واقفاً ممسكاً بعصاه المارشالية مشيراً بها على السبوره بشكل المثلث السابق الحديث عنه ، فطلبت الإذن بالتحدث للمرة الثانية فلم يكن قد سمعني للمره الأولى و كررت مرة اخرى بصوت أعلى عن إذنك يا أفندم  ، فنظر إلى و برد تلقائي : نعم يا إبني .

فرددت بأننا لا نستطيع ضرب أي هدف كما أسلفت سيادتك ، و كان أحد المواقف العصيبة التي مررت بها ، و قد أصيب حلقى بالجفاف تماماً ،و أرتفع الأدرينالين في دمي ، و الموقف صعب فأنا أعلن هذا الأمر في حضور عدد كبير من الروس و قاداتهم ، و العديد من افراد القواات المصرية و قيادتها و على راسهم رئيس الأركان و وزير الحربية ،

 فرد على الرئيس السادات : ماذا تعني بأنه غير ممكن ؟

فأخبرته بأن الأهداف التي نستطيع إصابتها أهداف لها نوعية محدده و ليست جميع الأهداف التي تتوقعها سيادتك فرد علي : طيب طيب  ، سنتحدث سوياً .

و تماسك بطريقة تشير إلى انه لا يوجد ما يستدعي القلق على الإطلاق و إسترسل في حديثه حتى أنهى محاضرته ( ربنا يوفقكم ، و اعدكم بأننا سنحارب ، و سنستعيد حقوقنا و كرامتنا )

 و هم ليغادر القاعه و بعد نزوله عن منصة المحاضرات أمسك بيدي : تعالى يا إبني .

خرجنا لممر ضيق متجاورين و هبطنا الدرج و توجهنا إلى الهنجر حيث الطائرة (وهو ممسك بيدى ) و توقف أمام مقدمة الطائرة ( و انا أحب السادات و أحترمه و أحترم عظمته العسكرية ).

و قد لاحظ ما اصابني من هول و أهمية الموقف فبادرني بالسؤال عن عدم تأدية واجب الضيافه معه حتى بكوب شاي ؟؟ و كان طلبه محاولة لإزاله ما اصابني من توتر ، فإرتبكت و كدت أتوجه لطلب الشاي . فرد بأنه عندما يطلب الشاي سيصل حتى مكانه ، و بأنهم سيحضرون كل شئ و بألا أقلق .

أنا فقط أطلب شرب كوباً من الشاي ، و لتظل أنت واقفاً معي ، ماذا كنت تريد ان تقول ؟

يحيط بنا في هذا الوقت كافة القاده أقربهم منا على بعد عشرة أمتار من موقعنا .

 

و قد سبق و حذرني حسني مبارك أنه حال لقائي بالفريق صادق سيطلب مني غالباً إخطار الرئيس السادات بالأمر كاملاً و أنت تعلم ان الرئيس السادات لا علم له بعلوم الطيران فيجب أن تركز حديثك و تختصره بحيث تستطيع إيصال المعلومة جيداً من أقصر طريق ، و لهذا أعددت عدد من النقاط و ركزت عليها و إحتفظت بها مرتبة في ذاكرتي و فور سؤال الرئيس ألقيت عليه هذه النقاط المحددة بالتتابع من شرح لنظام الطائرة ، لنظم الرادار ، لنظم الصواريخ ( و سيأتي تباعاً ما نوضح به الصوره كاملة ) و لم يقاطعني بأي سؤال حتى إنتهيت من الشرح.

فنظر إلى رئيس الأركان حسني مبارك و طلب تجهيز غرفة للإجتماع لأنه يرغب فى الأجتماع فورا بكل من / أكبر رتبة من الخبراء الروس / قائد مدرسة التدريس القائمة بتدريب طيارينا الروسى / فسأله هل نجهز مترجم ؟؟ فرفض الرئيس السادات وجود مترجم ، و ينضم للإجتماع الفريق صادق و الرائد أحمد الجواهرجي .

و طلب مني أن أستعرض له الطائرة الموجوده أمامنا ، لقد كان يتحلى بقوة أعصاب فولاذية  عجيبه . وقام الرائد طيار طموم قائد ثانى السرب بشرح الطائره و قدراتها و كذلك انواع الصواريخ و مداها و ألأهداف اللتى يمكن أن تتعامل معها بأختصار.

جهزت غرفة متوسطه السعه  يتوسطها منضدة و أربعة كراسي .

فتح الباب و دخل الرئيس و كان ممسكاً بيدي و جلس و طلب مني أن أظل واقفا بجواره بينه و بين الفريق صادق وجلس القادة الأربعة تباعاً و كان حسني مبارك و على بغدادي حاضرين الإجتماع وقوفاً أيضاً .

و فجأة دخل علينا فرد من الياوران ليميل على الرئيس السادات و يخبره بأمر ما فإستدرك : أه  أه

القذافي سيصل الآن و طلب من علي بغدادي قائد القوات الجويه بالمغادره لإستقبال طائرة القذافي حال وصوله .

و ظللت واقفاً أنا و حسني مبارك و باقي الأفراد جلوساً و بدأ حديثه باللغة الإنجليزية موجهاً للروس .

إن طياري يخبرني بأن هذه الطائرة لا تستطيع ضرب الأهداف التي طلبتها  و عليه قمتم بإمدادي بطائرة لا تحقق أهدافي المرجوة .

فرد كبير القادة الروس ( من خبراء وزير الدفاع الروسي ) سيدي الرئيس في الحقيقة الطائرة تقوم بضرب الأهداف المطلوبة و تقوم بكذا و كذا … و بدأ يعدد ما تستطيع القيام به مخالفا لكل ما قلته للرئيس و مغالطا تماما للحقيقه .

فقاطعته و بصوت عال إنه يكذب يا أفندم .

و إستمر القائد الروسي في السرد فكررت بأنه : يا أفندم أنه يقوم بالكذب على سيادتك .

فربت على الرئيس السادات ، و قال لي أنا أعرفهم جيداً جداً ، إطمئن أنا لا أشك في أي كلمة صدرت منك .

و عاد الرئيس السادات موجهاً كلامه للقائد الروسي : هل تفهم ما يقول طياري ؟؟

فرد بانه لا يتحدث العربية فأخبره الرئيس السادات : إنه يقول إنك كاذب ، فطلب من الرئيس السادات أن يكرر ما قال : فرد عليه أنت كاذب .

هاج الرجل مردداً أنا خبير وزير الدفاع الروسي و الرئيس يتهمني بالكذب.

و عاد الرئيس السادات ليسأله كم عدد الصواريخ المتوفرة من كل نوع من نوعي الصواريخ التي تقوم الطائرة بإطلاقهم ، فرد عليه بأنه لا بد أن يراجع قيادته

بالإتحاد السوفيتي و هنا صاح الرئيس السادات …….أنا ألقائد الأعلي للقوات المسلحه و رئيس الجمهوريه و لما أسألك سوال ترد عليه فورا ….وعلى الفور نطق الرجل بعدد الصواريخ المتوفر من كل نوع و هو فى شده الخوف.

و أستمر الرئيس فى أسألته و الرجل يرد بمنتهى السرعه.

و نهض الرئيس السادات منهيا الأجتماع و طلب الجميع بمغادره الغرفه و طلب منى الأنتظار ؟؟؟

 و سألني : لماذا يدعي أن هذه الطائرة تستطيع القيام بهذا الدور ؟؟؟

فأخبرته بأنه لتقوم الطائرة بمهاجمه أى هدف مطلوب لا بد أن يتوفر  معها الآتى:-

شوشره و أعاقه على رادارات العدو

شوشره و أعاقه على الدفاع الجوى المعادى بالكامل

مقاتلات حراسه مباشره و مرافقه للتشكيل المهاجم

مقاتلات فى مظلات قريبه من التشكيل للتدخل السريع للحمايه

بمعنى أوضح شل كامل للدفاعات الجويه للعدو

و بألطبع كل المطلوب غير متوافر لدينا ( متوافر عند الأتحاد السوفيتى )

فرد : أنا فهمت ، إنهم يكذبون على

 و طالبني بأن أرافقه في طريقه للإنصراف  و في طريقه قابلنا النقيب طيار مصطفى كامل ، و كان معروفاً بالتدين و كان يقوم بآذان الفجر يومياً بميس الضباط فخرج مهللاً.

يا سيادة الرئيس يا سيادة الرئيس : فرد عليه أيوه يا إبني

فرد بدوره : طول ما إحنا حاطين إيدنا في إيد الكفرة دول ربنا لا يمكن ينصرنا يا أفندم ، دول مشركين بالله ، إنهم عبدة الطاغوت يا أفندم .

فرد عليه الرئيس يا إبني أنا فاهم كويس : هل ترغب في قول شئ أخر ، فرد لا يا أفندم فرد عليه الرئيس : انا فاهم و الله .

و أستقل سيارته و أنا ما زلت أمامه و قال لي ستسمع أخباراً جيدة و ستكون سعيداً . و أعتقد أن هذه الزياره كانت  القشة التي قصمت ظهر البعير

الله يرحم الرئيس السادات فقد كان رجلا عظيما .

بعدها بحوالي خمسة عشريوم تقريبا  قام الرئيس بطرد الخبراء السوفييت من مصر و لكنه أمر ببقاء المدرسين اللذين يقومون بتدريبنا على الطائرات لحين أنتهاء الفرقه .

فى أواخر 1972 أنتهت فرقه التدريب و غادر اللواء الروسى و تبقى منهم ( بناء على طلبنا ) قائد المدرسه ( طيار ) و معه 2 من الخبراء كل متخصص فى نوع من الصواريخ.

فالصاروخ K11 صاروخ مضاد لمحطات الرادار.

و الصاروخ K16 مضاد للدشم و الأهداف الصلبه يعمل بنظريه أختلاف التباين على الردار فيتم إستخدامه لضرب المباني أو السفن أو الكباري أو المطارات  أوتجمعات المدرعات لو كانت فى العراء ؟

و يبلغ طول الصاروخ 6 أمتار  بإرتفاع 1.5 متر تقريبا و له محرك صاروخي مكون من غرفة إحتراق يخلط بها الإكسجين السائل و النيتروجلسرين ليتم حرقهما سويا لتحقيق الدفع المطلوب  وسرعته لا تتعدي 700 كلم على أقصى تقدير  .

و تكوينهما كالتالي :  رأس حربية TNT 3 طن  ثم خزاني الأكسجين السائل و النيترو جلسرين السائل ثم المحرك الصاروخى ثم منطقة الذيل .

و تبلغ القوة التفجيرية للصاروخ 3 طن لكن مع إضافة مواد الإحتراق إذا تم توفيرها فقد تصل القوة التفجيرية إلى ما يقارب الـ 5 طن ، و توضيحا لهذه النقطه فإن إطلاق الصاروخ من نقطة أقصى مدى له سيعمل على إحتراق كامل مواد الإحتراق و بالتالي تكون قوته محدوده بقوة الرأس الحربية 3 طن ، و كلما إقتربنا من الهدف يتم توفير تلك المواد لعدم إحتراقها بالكامل فيزيد ذلك من القوة التفجيرية و تزيد قوة تأثيره .

تكمن خطورة هذة الأنواع من الصواريخ في وجود النيتروجلسرين السائل الذي من خصائصه شدية الخطوره .لأنه ماده شديدة الإنفجار تنفجر تلقائيا في حالتين إما إرتفاع درجة حرارته فوق الـ 40 درجة أو تعرضه للإهتزاز أو الإرتجاج

الشديد أيضاً .

و لك ان تتخيل ما تتعرض له طائرة مثل TU16 في الإقلاع  و الهبوط من أهتزازات  

لذا لابد من تفادى أي أهتزازات شديده أثناء ألأقلاع  ، هذا بخلاف أنه في حالة عدم إطلاق الصاروخ فيمنع تماماً الهبوط به  و طبقاً لما هو موصى به في كتيب الطائرة  و يخصص مكان آمن للتخلص من الصواريخ .

في عام 1973 و خلال حرب أكتوبر هبط به العديد من طيارينا بالصواريخ الحيه

مع خطوره ذلك و بسبب قله عدد الصواريخ المتوفره  ، و لكني لم أختبر هذه الخبره بنفسي ، و بحمد الله و توفيقه و رعايته لم تحدث أية حوادث البتة نتيجة ذلك .

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech