Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء عاطف منصف قائد ك 85 مظلات - حرب اليمن

 

حرب اليمن

وفي اول اكتوبر 1962 استدعاني قائد الكتيبه  والذي جاء الينا جديدا – المقدم محمود طاهر خشبه ، وكنت وقتها في دورة تدريبيه علي قراءه الخرائط ، وعندما قابلت قائد الكتيبه اخبرني بأن الكتيبه متوجه الي اليمن علي الفور .

فبدأت في العمل علي الفور بمساعده حسن الزيات ذلك الرجل الرائع ، واخبرني بأنني مسئول التحميل الي السويس علي السكه الحديديه ومنها علي الباخرة مكه الي اليمن

فبدأت في التحرك سريعا للتحرك الي السويس في خلال يومين فقط ، وكانت مهمه صعبه غير عاديه ، لان الوقت كان ضيقا والاستعدادات ضخمه لتحرك الكتيبه الي اليمن بما معها في عربات وامدادات وذخائر ومعدات .

وصلنا ميناء الحديديه بعد اقل من عشر ايام من قيام الثورة في اليمن وتحديدا يوم 7 اكتوبر 61 وكان عبد الخالق محجوب قد سبقنا في السفر الي اليمن مع 10 ضباط من قياده قوات المظلات كمفرزة متقدمه لنا .

وكان قرار عبد الخالق محجوب هو سفر الكتائب 75 و 77 وبالفعل وصلنا الي صنعاء وبعدها الي منطقه تسمي عمران ، وهي منطقه غير مستقره حتي الان وتبعد 40 كيلو من صنعاء .

وكان تسليح قواتنا يسمح لنا بالقيام بمهام قوات مشاه مدعمه بعناصر مدفعيه ودفاع جوي بسيط لكنها اعلي مستوي من تسليح كتائب المشاه

تتكون اليمن من قبيلتين رئيسيتين – حاشد وبكير –وكان الانطباع الاول لنا ان الطرق لم تكن اسفلتيه نهائيا انما ترابيه معبده ، وان التخلف الحضاري لاهل اليمن هائل جدا ، فهناك من لم ير عربات مدرعه في حياته ، ومنهم من كنا نحس انه مازال يعيش وقت امبراطوريه سبأ ، فأندهشنا من كم التخلف الحضاري في اليمن

وتمركزنا في قلعه عمران والتي بدأت منها الثورة ، وتقابلنا مع افراد من مجلس قياده الثورة اليمنيه وبدأنا في عمل تنظيم التعاون .

وفي اول يوم جمعه لنا ، امرنا قائد الكتيبه بالتوجه الي الجامع للصلاه وسط الاهالي لمحاوله الاندماج معهم وتعريفهم بنا وبدورنا ، وادت تلك اللفته من المقدم خشبه الي بناء جسر تواصل مع اهالي منطقه عمران لدرجه انه كانوا يتوافدون الينا في القلعه ومعهم طعام ونبادلهم ذلك بالحلويات من مخزون الكتيبه

في تلك الفترة وصل العقيد عبد المنعم خليل الي اليمن كمدير لمسرح عمليات حرب اليمن ، وبدأنا في التحرك الي عده مناطق لتنفيذ عمليات متنوعه ضد قبائل مضاده للثورة ، ولتأمين طرق .

وكانت اول تحرك لنا هو التحرك الي جبل ارحب وجبل سفيان للسيطرة علي منطقه معينه نظرا لوجود معلومات بتحرك لواء ميكانيكي بريطاني من عدن تجاه تلك المنطقه ، وكنا نشك في نوايا البريطانيين تجاه التواجد المصري في اليمن

وكانت الجبال المطلوب التحكم بهم علي ارتفاع كبير جدا ، كان تسلق الجبل الواحد يحتاج الي ست ساعات وكانت الصخور الحاده تهلك احذيه الجنود تماما ، مما استدعي تغيير احذيه الجنود كلها بعد تسلق هذا الجبل .

ووضعنا خطط الدفاع عن الوادي لمواجهه اللواء البريطاني ، وتنسيق التعاون مع قوات الكتيبه 75 التي احتلت جبل سفيان ، ووضعنا قوات في اسفل الوادي لعمل خط دفاع رئيسي

وقمت بالتحرك بقوة فصيله الاستطلاع الي حصن عزام اعلي قمم الجبل لاستطلاع الموقف دائما ومعي عناصر من سلاح الاشاره لفتح اتصال دائم مع القياده .

وبعد حوالي فترة طويله من المعاناه فوق الجبل لعدم وجود امدادات منتظمه من اسفل الجبل استقر بنا الحال ، وعلمنا ان اللواء البريطاني قد وقع في كمين من قوات ليست مصريه ولم تكن علي اتصال بنا ، لكن المعلومات الوارده ان اللواء تعرض لخسائر وعاد الي نقطه تمركزة مرة اخري في مأرب

وتحرك حسن الزيات للتأكد من تلك المعلومات ، وفعلا وجد ارض معركه طازجه حيث الدخان يتعالي من العربات المدرعه الانجليزيه وهناك قتلي كثيرون في ارض المعركه

وحتي الان لا اعرف من الذي نصب هذا الكمين فربما قوات صاعقه مصريه او ربما قبائل يمنيه اخري لانه لم يتم ابلاغنا بأي تحرك لقوات مصريه او تنظيم معركه .

واستمررنا في القيام بعمليات متنوعه طبقا للمهام ، لفتح طرق جبليه او لمعاقبه قبائل تتبع الحكم الملكي ، وكانت ايام صعبه علينا بسبب الطبيعه الجبليه القاسيه لتلك المناطق ، وفي تلك الاثناء عينت قائد لسريه استطلاع الكتيبه خلفا لزميلي احمد سامي الذي اصيب في انفجار قنبله مما ادي الي اصابته ب 52 شظيه ، لكنه عولج وشفي بعدها .

بعد حوالي العام تحديدا في فبراير 1963 وصلت الكتيبه 79 مظلات والتي شكلت حديثا واخذت مهام قتاليه فور وصولها لتامين ممرات جبليه استراتيجيه ، وتحركت الكتيبه بدون اي معلومات استطلاع او تنسيق ، واثر ذلك وقعت الكتيبه في كمين واستشهد ماهر بدوي في هذا الكمين ومعه احد عشر ضابط ، وكان هذا اسوأ خبر سمعته في حياتي حتي هذه اللحظه من عمري وبكينا علي استشهاد ماهر بدوي الرجل الخلوق الممتاز ، وتشتت الكتيبه فكان لازما اعاده تجميعها في صنعاء مره اخري لاستعاده الكفاءه .

وبعد فترة قصيرة بدأنا في غيار القوات في اكتوبر 63 حيث تولت الكتيبه 79 السيطرة علي مواقعنا ونعود نحن الي صنعاء ، وفي توقيت مقارب وصل المشير عامر الي صنعاء واجتمع مع المقدم خشبه قائد الكتيبه ومع قاده السرايا ، واخبرنا بأننا قد تم تكليفنا بعمليه وبعدها نعود الي مصر ووعدنا بأستقبال الرئيس عبد الناصر والمشير لنا في ميناء الادبيه .

كانت العمليه مهمه في تعز وكان بها قوة امريكيه تقوم بتدريب جواسيس للعمل خلف خطوطنا ، والمهمه اننا سنقفز مظليا فوق تلك المنطقه ، وقامت القوات الجويه بأستطلاع جوي ، ثم سافر عدد من الضباط بطائرة اليوشن 14 الي تعز لاستطلاع المنطقه من الارض ، وكنت منهم ، فوصلنا الي هناك بملابس مدنيه وبدأنا في تصوير المكان والتجهيز للعمليه التي لم تكن تحتاج الي اكثر من سريه واحده تتقدم برا وخلفها سريه اخري احتياطي

لكن بعد يومين حضر الينا الفريق انور القاضي قائد القوات المصريه في اليمن وابلغنا بالغاء العمليه ، واخبرنا بأن الرئيس عبد الناصر قادم وسنكون في استقباله باليمن وسيتم عمل عرض عسكري في صنعاء ثم بعده تعودوا الي الادبيه

وكنتيجه لمجهودات ضباط الكتيبه في اليمن تم ترقيه جميع ضباط الكتيبه استثناءيا الي الرتبه الاعلي بقرار من الرئيس عبد الناصر ، وبناء علي اعتراض بعض الضباط الاخرين في بعض الكتائب ، تم ترقيه ضباط كتيبه 75 ايضا

وفي 15 اكتوبر كنا بالادبيه ، واستقبلنا الرئيس عبد الناصر والمشير كما وعدنا وكان استقبال حافل وظهرت صورتي بجوار الرئيس علي الباخرة وسط الجنود والضباط في الصفحات الاولي لكل الصحف (الصورة منشورة هنا في الموقع – مع الحوار )

ما بعد حرب اليمن

بعد عودتنا من اليمن بدأت عمليه اعاده هيكله قوات المظلات المشكله من 3 كتائب فقط وبدون قياده موحده ، فلا يمكن اعتبارها لواء او قوات منفصله ، في ذلك الوقت كانت الكتائب 81 و 85 تحت التشكيل .

فسافرت الكتيبه 85 الي اليمن فور استكمال تشكيلها  لمده عام حتي عادوا وحلت الكتيبه 77 مره اخري الي اليمن وكنا في تلك الكتيبه القوه الوحيده من المظلات المتواجده في اليمن وظللنا هناك فترة اخري وكان اخر فصيله تغادر اليمن بعد 67 هي فصيله مظلات بقياده الملازم اول يسري الشماع

تزامن عودتنا من اليمن سنه 63 مع وصول العميد عبد المنعم خليل كقائد لقوات المظلات ، فأنشأ قياده قوات المظلات ، والمكلفه بقياده وسيطرة كتائب المظلات وهو اجراء تنظيم هام جدا في تاريخ المظلات لتنظيم عمل تلك الكتائب وتدريبها .

وكان عبد المنعم خليل ذو مدرسه متميزه في القياده وذلك اثر كثيرا علي مستوي قوات المظلات ، فتم ارسال الضباط المتميزين عسكريا في دورات الي روسيا

وفي 24 ابريل 1967 صدرت لي الاوامر بعمل دوريه استطلاع روتينيه في سيناء لتدريب الضباط علي محاور سيناء المختلفه ، وطرق التقدم وتعريفهم بالجبال والوديان

وكانت تلك دورة استطلاعيه عاديه ومكرره وتدريبيه في كل انحاء مصر

وصلنا في دوريه الاستطلاع الي مطار المليز وكان به لواء مدرع متمركز هناك ، وحاولنا دخول المطار لتحيه زملاءنا .

وقف جندي الامن امام البوابه مستفسر عن هويتنا ويطلب كلمه سر الليل – طبعا لم نكن نعرف كلمه سر الليل لاننا في دوريه استطلاعيه بعيدا عن دخول المطار وليس لنا ان نعرف كلمه سر الليل الخاصه بالمطار .

فأسقط في يدنا ، فماذا نفعل ، فتفتق ذهن احد زملائي في الدوريه وبدأ يتكلم بصوت حاد وطلب ان يتم استدعاء الشاويش المسئول عن امن البوابه والذي كان نائما في كشك الامن

فحضر الشاويش مهرولا ، فصاح فيه زميلي – انت مش عارف احنا مين ؟؟؟ فلم يرد الشاويش ، فقال له انا الرائد ناجي من لواء الجولاني ، استكملت انا – انا النقيب  عاطف من اللواء شيفع

فبهت الشاويش وامر الجندي بفتح ابواب البوابه لدخولنا فورا علما بأن الاسماء التي رددناها كانت لالويه مدرعه اسرائيليه ذائعه الصيت داخل القوات المسلحه المصريه ، وهذا الموقف وضح لنا تماما نوعيه القوات التي كانت في سيناء ومستوي القوات المسلحه المصريه عامه في سيناء والتي سمحت لنا بدخول اقوي واكبر قاعده جويه في سيناء لمجرد ارهاب شاويش امن البوابه بمصطلحات لم يفهمها .

ظللنا في سيناء لمده اسبوع وعدنا في الاول من مايو ففوجئنا بوجود لجنه تفتيش من القياده العامه للتفتيش علي كفاءه كتائب المظلات ، فقامت تلك اللجنه بمراجعه دفاتر الحضور والانصراف للجنود – وحضر الفريق اول هلال مساعد المشير ، واقيم له احتفال لائق ، وغادر الرجل تاركا بقيه افراد اللجنه لمراجعه كفاءه القوات ، فتم احضار لوحه مساحه متر في متر ، وتم رص افراد السريه ( 200: 300 فرد ) وتم اعطاء كل جندي طلقه واحده وطلب من السريه التصويب علي تلك اللوحه من مسافه قريبه ، ويتم الضرب في وقت واحد ثم يتم احتساب عدد الطلقات التي اصابت اللوحه من اجمالي من قاموا بالضرب ، فلو تعدي الرقم 50% تكون السريه ناجحه اما بقيه عمليات التفتيش والمراجعه فتمت بشكل صوري تماما جعلتني اري الهزيمه قادمه امامي من مستوي الاختبارات التي تم القيام بها ، فضلا علي انه لم يكن هناك اي نوع من التفتيش علي مستوي الضباط .

فمستوي كفاءه قوات المظلات تم احتسابه عن طريق طابور عرض عسكري ودفاتر الحضور والانصراف للطوابير ، وعن طريق ضرب نار بقوه سريه كامله علي لوحه كبيرة ومن مسافه قريبه .

واود ان اشير الي انه بعد هزيمه 67 فقد اختلف مستوي التفتيش وقياس مستوي الكفاءه القتاليه بشكل جزري واصبحت المعايير مختلفه وصحيحه واصبح هناك تفتيش علي الضباط وعلي كفاءتهم ايضا .

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech