Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

مذكرات العميد / نبيل سعيد رئيس عمليات الكتيبة 244

بسم الله الرحمن الرحيم

كتيبة فى حرب


 

قام باعداد الموضوع – محمود علي هريدي

بناء علي توصيه العميد  ا ح - نور الدين درويش احد قاده سرايا الكتيبه 244

 

 

تمنيت وانا فى الايام الاولى لحرب اكتوبر 73 ان تسجل احداث هذذ الحرب بمواقعها وان يري الشعب المصري بالكامل كيف سارت الحرب حقيقة وماذا فعل المقاتل فى هذه الحرب وللاسف لم ارى اى مصور او كاتب متطوعا مثل الجندي الفدائي يقوم بتصوير وتسجيل الاحداث ميدانيا وان كل ما حدث بعد ذلك هو افلام خيالية مقتبسة او منتجة من راوى قد يكون مبالغ . او تم اخراجها فى وقت السلم فى ظروف مستقرة حيث يفقد فيها الممثل كل الاحاسيس والمشاعر بانه ميت فى اى لحظة .

 

وحتى لا اطيل فى مقدمة كتابي هذا ونظرا لقلة الكلمات التى خصصت للاسف لسرد قصص البطولة فى حرب اكتوبر وحرصا على سرد الاحداث الفعلية فيها  فانني اعرض فى هذه القصة بطولة كتيبة بالكامل وليس بطولة فردية لمقاتل واحد – احداث حقيقية عشتها وانا فى موقع المسؤلية كرئيس عمليات لهذه الكتيبة – قمت بتلخيصها من كتاب حياتى 120 صفحة الذي كتبته فى 17 نوفمبر 1973م وانا ما زلت فى سيناء بالقنطرة شرق حيث الحرب ما زالت دائرة فى السويس بعد وقف اطلاق النار ولم اعرف هل ستدور رحاها مرة اخرى فى قطاعنا ام لا مستغلا الهدوء النسبي الجارى فى تسجيل بطولات الكتيبة بتسلسل الاحداث التى مرت بها بكل واقع فعلى وبدون مبالغة حازفا العديد من المشاعر الشخصية والمسجلة فى كتابي عن المحيطين والتى كنت اتمنى سردها تفصيلا حتى تعيشوا هذا الجو حقيقة وليس تمثيلا لضباط وصف ضباط الكتيبة 244 دبابات من اللواء 15 مدرع مستقل والذي ينفذ مهامه القتالية دعما للفرقة 18 مشاه فى  قطاع القنطرة شرق من قوة الجيش الثانى الميدانى .

وقبل ان ادخل فى احداث معارك الكتيبة فانى اوضح هنا القيادات والشخصيات الرئيسية المؤثرة فى قيادة اللواء كالاتى :-

عقيد أ.ح / تحسين شنن قائد اللواء – عقيد / محمود الزرقانى رئيس اركان اللواء . مقدم أ.ح / احمد عبد الحليم رئيس عمليات اللواء . رائد / على نبيل الرشيدي اركان حرب عمليات .

وكانت ضباط الكتيبة 244 دبابات كالاتى :-

مقدم / حسن عبد الرحيم قائد الكتيبة .

رائد / نبيل سعيد محمد حسن رئيس عمليات الكتيبة .

نقيب / نور درويش قائد السرية الاولى –

نقيب / مجدي مرسي جميل عزيز قائد السرية الثانية .

نقيب / احمد شوقى لولح قائد السرية الثالثة

ملازم اول / حسام الكردي . ملازم / حسين ضاحي – ملازم / محمود الغرباوى قائد فصائل –

ملازم احتياط / محمد فريد ضابط اشارة الكتيبة . والكتيبة ضمن اللواء مسلحة

بالدبابات ت62 اقوى الدبابات المصرية فى ذلك الوقت .

 

بسم الله الرحمن الرحيم

1- ما قبل الحرب مباشرة :

تم استدعائي يوم 25/9/1973 الى قيادة اللواء لاستلام مهمة الكتيبة 244 دبابات التابعة للواء 15 مدرع المستقل فى حرب تحرير سيناء الغالية على ان تظل مهمة الكتيبة فى طي الكتمان على مستوي قيادة الكتيبة وايهام قادة السرايا وباقي ضباط الكتيبة بان كل الاجراءات التى ستتخذ هى مجرد اجراءات للقيام بمشروع على المستوى الاستراتيجي . وكنت فى ذلك الوقت متولى مهام قائد الكتيبة بالنيابة حيث كان المقدم / حسن عبد الرحيم قائد الكتيبة فى اجازة وتم تبليغي بان اليوم المتوقع للحرب هو 5 او 6 اكتوبر .

فقمت باعداد كل الاجراءات والالتزامات للمهمة من خرائط واجراءات تفهم المهمة واعمال الاستطلاع واعداد الكتيبة فنيا واداريا ومعنويا . وخرجت فى اليوم التالى الى قناة السويس لاستطلاع طريق تحرك الكتيبة الى المعبر المحدد لها وصعدت فوق احدى النقاط القوية لقواتنا ونظرت عبر القناة الى صحراء سيناء التى بدت وكانها تنادينا وشعرت بفرحة تغمرنى لمجرد احساسي باننى ساطأ سيناء من جديد , ثم حاولت تحديد المنطقة التى ستتمركز عليها الكتيبة بعد العبور وموقع مركز قيادة الكتيبة ومحلات سرايا الدبابات على الميول الشرقية والجنوبية . وقطع تفكيري ظهور جندى اسرائيلي على الساتر الترابي على الضفة الشرقية اسفل مظلة ومعه نظارة ميدان يراقبنا بها وظهر خلفه هوائي جهاز لا سلكى فاستنتجت من ذلك وجود طريق خلف الساتر مباشرة تقف عليه العربة التى بها جهاز اللاسلكى . ثم عدت لاستطلاع  باقي المعابر حيث كان مخطط عبور احدى سرايا الكتيبة من على المعبر رقم  48 الذي كنت اقف عليه بينما تعبر السريتين الاخريتين واسلحة الدعم من المعبرين رقمى 43,42.

عاد المقدم / حسن قائد الكتيبة يوم 27/9 من اجازته وكان موعد اجازتى قد حان ، فتاخرت قليلا عن موعد نزول الاجازة حتى استطيع شرح كل ما قمت به وما يجب تنفيذه قبل نزول الاجازة .

ووصلت منزلى فى ذلك اليوم الذي تصادف ان كان اول ايام شهر رمضان المبارك فى موعد الافطار . وكانت اجازة غير عادية لى حيث كنت طوال الوقت شاردا بتفكيري وسارحا فى مهمة الكتيبة بل وحتى فى مهمة القوات المسلحة ككل وتركز قلقى على اربعة مسائل يمكن ان تؤثر على على مجريات الحرب وهى استخدام العدو لاسلحة التدمير الشامل والشوشرة اللاسلكية بالاضافة الى تفوقه الجوى علينا وحسن استخدامه لمدفعياته ذاتية الحركة وبعيدة المدي .

وكنت اسير فى الطريق العام وسط جموع الشعب من المدنين المشغولين بحياتهم اليومية واتطلع اليهم فى الاندية والسينمات والتكالب على فراخ الجمعيات التعاونية وانشغالهم فى افراحهم وانا مستغرق فى التفكير فى المعركة الا ان ذلك من طبيعة الامور حيث ان الحياة المدنية يجب ان تستمر بالرغم من كل شئ كما ان ذلك طمأنني الى سرية التخطيط للحرب والتقيت بشقيقي محمد وجلال وزين السادات زوج اختى والذي اخبرنى ان عاطف اخوه نوه عن ذلك وتحدثنا عن احتمالات المعركة دون ان اوضح لهم اى شئ عما اعرفه ويوم 1اكتوبر تم استدعاء عدد كبير من الضباط الاحتياط من ضمنهم اخو زوجتى شفيق الذي تعجب لماذا لم يستدعونى انا ايضا , وبدأت زوجتى تتشكك فى الامر الا اننى طمأنتها بقدر استطاعتى واخذتها وتوجهت لزيارة والدتى التى بكت كثيرا حينما هممت بمغادرة منزلها دليلا على شعور الام الخفي بان هناك امر ما غامض وحاولت حبس دموعى عنها . وفى اليوم التالي ودعت زوجتى واطفالى وتوجهت الى الكتيبة فقد قررت قطع اجازتى احساسا منى بالمسؤلية .

وصلت ليلا الى الكتيبة وقابلت المقدم / حسن قائد الكتيبة الذي صرح لى بانه يجب اخبار جميع افراد الكتيبة حتى مستوى اطقم الدبابات عن المهمة صباح اليوم التالي واخذهم لاستطلاع طريق التحرك الى القناة وكذلك المعابر .

فخرجنا صباح اليوم التالي ومعنا قادة السرايا وبعض قادة الفصائل والاطقم والسائقين . وفوق الساتر الترابي للضفة الغربية بجوار المعبر رقم 48 اعدت النظر على التبة التي سيتم التمركز عليها بعد العبور والتى وافقنى المقدم / حسن فى اختيارها وتم توضيح اماكن المعابر ومواقع السرايا والفصائل بعد العبور على التبة التى اخترنا ان نسميها تبة حسن  .

اقترحت على المقدم / حسن عمل افطار مجمع لجميع ضباط وقادة اطقم الكتيبة فى ميس الضباط الميدانى يوم 4/10 وعمل تنظيم تعاون بعده مع حضور جميع اسلحة الدعم المخصصة للكتيبة من سرية مشاه ميكانيكي وفصيلة م/ط ثنائي 57مم ذاتية الحركة خاصة بعد ما علمنا ان يوم 6اكتوبر هو اليوم المشهود لتحرير سيناء الغالية وتقابلنا فى تنظيم التعاون والذي قمت فيه بالشرح انا والمقدم /حسن جميع اجراءات ومراحل العمل للكتيبة من لحظة خروجنا من موقعنا الحالى وحتى احتلال مواقعنا فى سيناء . وتم الاتفاق على ان يعلن كل قائد دبابة يعبر قناة السويس رقم دباباته ولفظ الله اكبر مما يعنى تمام عبوره .

فكرت فى الصيام يوم 6 اكتوبر ولكنى فضلت الانتظار لمعرفت سعت(س) اولا وبعد ذلك هل اصوم ام لا

وجلست مساء 5 اكتوبر مع المقدم / حسن نفكر فيما سيحدث فى اليوم التالي وبدأنا فى التحليل متى تكون سعت(س) وتوصلنا الي انها لابد ان تكون حوالى الساعة الثالثة مساء حتى يتم عبورنا فى ضوء القمر خاصة انه سيختفي فى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل .

ووصلت اشارة فى حوالى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل من قيادة اللواء تفيد باحتمال قيام العدو بعملية ابرار او ضرب مطار الصالحية الذي كانت كتيبتنا تتمركز بجواره كما كلفنا بتامين منطقة شئون ادارية اللواء

فقمت بعد التشاور مع المقدم / حسن بتكليف سرية النقيب / مجدي مرسي جميل عزيز بتامين شئون ادارية اللواء  لانها اقرب سرية اليه مع تكليف سرية النقيب/ نور درويش بتامين مطار الصالحية . ولم استطع النوم تلك الليلة الا فى حدود الساعة الثالثة بعد منتصف الليل واستيقظت الساعة الخامسة صباح 6اكتوبر لاخذ تمامات استعداد السرايا . وبدأنا كلنا من ضباط وصف وجنود الكتيبة فى مراقبة البالونات المرفوعه فوق مطار الصالحية لحمايته مترقبين انزالها دليلا على استعداد الطائرات للاقلاع منه لبدء الحرب بالضربة الجوية .

وطال انتظارنا ساعات طويلة مرت علينا كانها سنوات .

ثم توجه المقدم /حسن ومعه الملازم  اول / محمد فريد ضابط اشارة الكتيبة الى قيادة اللواء لاستلام بعض التعليمات .

ثم عاد الملازم اول محمد فريد ليبلغنى بانه يجب تبليغ قادة السرايا سعت(س) فى تمام الحادية عشر صباحا على ان يقوم قادة السرايا بتبليغ افرادهم فى تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا سعت(س) وهى سعت 1420 وهكذا تدرجت وصول سعت (س) الى الجنود بالكتيبة .

 


 

2- بداية الحرب :-


بدات اراقب البالونات المرفوعة فوق مطار الصالحية بمنتهى القلق وانا اتمنى ان تمر الساعات القليلة الباقية بسرعة لاسكت شعورى بطولها المزعج وقبل الساعة الثانية بدات البالونات بالنزول وبدأت الطائرات تثور وتجول دليلا عن بدء ادارة محركاتها وخرجت الطائرات الواحدة تلو الاخرى حتى وصل عددها الى 6 طائرات على ارتفاع لا يزيد عن 50 او 100 متر عن سطح الارض ولا اخفي ان عيني ادمعت من الفرح وبكي النقيب / نور درويش وازاح المقدم / حسن وجهه بعيدا عنا ليخفي ما يظهر على وجهه ولم تمر بضع دقائق حتى عادت الطائرات كلها بسلامة الله بعدما سمعنا عدة انفجارات متفرقة فى سيناء . وهلل جميع افراد الكتيبة فرحا بنجاح القوات الجوية فى مهمتها . وبدأت البيانات العسكرية تنطلق من اذاعتنا . ثم بدأت اصوات تحضيرات المدفعية وتصاعدت الادخنة من الضفة الشرقية للقناة مع تساقط طائرات العدو امام اعيننا من فعل حائط صواريخ دفاعنا الجوى اليقظ كما شاهدنا عدة طائرات تنفجر فى الجو فوق موقع الكتيبة وجاء اخر ضوء ولم تصلنا اى اوامر بالتحرك فاتصلت بالعقيد/تحسين شنن قائد اللواء للاستفسار عن اخر الاخبار والتعليمات فابلغنى بالاستعداد بالتحرك وبالتالى بلغت قائد الكتيبة وجميع افرادها بالاستعداد .

الا انه مر وقت طويل ولم يصدر امر التحرك فاتصل المقدم/حسن بقائد اللواء الذي ابلغه بان تحركنا سيؤجل لليوم التالى نتيجة تاخر استعداد المعديات فى المعابر المخصصة لنا . وبالطبع مرت هذه الليلة بصعوبة شديدة علينا جميعا . وبالطبع لم استطع النوم الا فى اولى لحظات يوم 7 اكتوبر .

استيقظت يوم 7 اكتوبر على صوت الملازم/ حسين ضاحي احد قادة الفصائل وهو ضابط رياضي وجرئ يتحدث بصوت مرتفع مع قائد الكتيبة حول تاخر تحركنا ثم وصلت اشارة تليفونية تفيد بان العدو يتقدم على المحور الشمالى بقوة لواء مدرع مما جعل قواتنا التى عبرت فى اليوم السابق وبالطبع ليس معها قوات مدرعات جعلها عرضه للتدمير  فطلبت قوات المشاه معاونة جوية فانفجر الملازم حسين منفعلا قائلا :(ده حرام مش معقول ) يا افندم المشاه قدام هيموتوا وبيهجم عليهم لواء مدرع واحنا لسة هنا . فخرجت مسرعا من الملجا وسحبته بعيدا من يده وبدأت اطمانه وارفع من معنوياته ولم تمر لحظات الا وشاهدنا البالونات فوق مطار ابو صوير تهبط وتنطلق منه طائرات لمعاونة قوات المشاه فى الضفه الشرقية وبعد دقائق قليلة جاء بلاغ من قيادة اللواء يفيد بان اللواء المدرع المعادي اضطر للانسحاب بعدما تكبد خسائر كبيرة من فعل قواتنا الجوية . فابتسمت وقلت للملازم / حسين ا هذا خير دليل على خطأه وانفعاله بلا داعى .

اخيرا جاء امر تحرك الكتيبة بعد الظهر وبدأت دبابة قائد الكتيبة للتحرك تابعته انا بمركبتي التوباز ثم السرية الاولى بقيادة النقيب /نور درويش ثم السرية الثانية بقيادة النقيب/ مجدي مرسي ثم السرية الثالثة بقيادة النقيب / احمد شوقى وبالطبع تحركت فصيلة المجنزرات 57مم م/ط خلف قيادة الكتيبة وتحرك الرتل الادارى للكتيبة مع ك 265 مشاه ميكانيكي على الطريق الاسفلت خلف السرية الاولى مشاه ميكانيكي المخصصة كدعم لكتيبتنا فيما بعد وهكذا تحركت قوة الكتيبة الى الحرب طبقا للمخطط تحت سيطرة قيادتها وقادتها – الكل متحمس الى القتال واضعا هدفا واحدا هو الشهادة او النصر ووصلت دبابة قائد الكتيبة الى المعبر رقم 47 حيث كانت معدات توليد الدخان تعمل بكثافة لاخفاء وتمويه عملية العبور ووجهت مركبة التوباز الخاصة بي فى بطن الساتر الترابي للضفة الغربية وامرت طاقمها بسرعة اخفائها بشبك تمويه . وفورا بدأت طائرات العدو ترحب بوصولنا الى القناة فجاءت طائرتان معاديتان وهى تلقي بحمولاتها علينا وتفتح رشاشتها نحونا فالقيت بنفسي انا والمقدم / حسن على الارض سريعا للاحتماء من القصف الجوى واهتزت الارض تحتنا كانه زلزال حقيقي . ثم وقفنا فاكتشفنا وصول القصف حتى المعبر المخصص للسرية الاولى فتوجه المقدم حسن اليه ليطمئن عليه بينما قمت انا بالاتصال بقيادة السريتين الاخريتين للاطمئنان عليهما . وعاد المقدم / حسن ليطمئن على السرية الاولى بينما طمانته انا على السريتين الاخريتين .

ثم تكررت الغارات طوال ساعات الليل حتى صباح اليوم التالى فترة استغراق عملية عبور كل دبابات الكتيبة . وانتهت الكتيبة رقم 246 دبابات التى سبقتنا الى المعبر فى الانتهاء من عبورها وحان وقت عبور دبابة قائد الكتيبة والسرية الاولى والثانية دبابات على المعابر 46, 47 , 48 وكانت وكانت رحلة المعدية تستغرق فى حدود 15- 30 دقيقة وعبرت اول دبابة من الكتيبة بقيادة الملازم اول / حسام الكردي . وبدأت اتحرك طوال الليل حتى صباح اليوم التالى مارا على المعابر الثلاثة لاطمئن على انتظام عملية العبور وعدم تاثير القصف الجوى المستمر عليها . وحدث ان تعطلت احدى الدبابات فى الفتحة المقابلة للمعبر على الضفة الشرقية وسدته فاسرعت بالاتصال بالملازم مدحت ضابط  شئون فنية الكتيبة والذي كان قد سبقنا بالعبور يوم 6اكتوبر مع عناصر التامين الفنى لقيادة اللواء بمهمة تامين عملية العبور على الضفة الشرقية وتم دفع دبابة من دبابات سرية مجدي التى كانت قد عبرت لنجدتها ونجحت فى ذلك بعد نصف ساعة ثم استمر عمل المعبر .

وقد مر علي قائد اللواء ومعه مركز قيادته وعدة عربات ودبابته ومركبة القيادة الخاصة برئيس اركان اللواء . وبعد اطمئنانه على انتظام عملية العبور عندي قام بالعبور وقيادته تاركا لى دبابته ومركباته لتعبر مع باقي دبابات الكتيبة وتلحق به فى وقت لاحق . ثم اتصل بي المقدم / حسن من الضفة الشرقية صباح اليوم التالى طالبا منى سرعة العبور واللحاق به فى الضفة الشرقية للتواجد بجوراه فى ذلك الوقت مع تكليف الملازم اول صلاح باستكمال عبور الاربع دبابات المتبقية من السرية الثالثة من الكتيبة خاصة بعدما ابلغتنا عناصر استطلاعنا ان العدو ينتظر قيامه بالهجوم على راس كوبري الفرقة صباح يوم 8 اكتوبر بعد فشل هجومه على اليوم السابق .

وفعلا عبرت التوباز الخاصة بي وبدبابة قائد اللواء ووصلت الضفة الشرقية فى حدود الساعة الثامنة صباح يوم 8 اكتوبر ووجدت نفسي من فرحة وطاة قدمى لارض سيناء الغالية احمل حبات رمالها من الارض واقبلها وحذا حذوى باقي الضباط والجنود الذين عبروا معى .

ثم تحركت بالتوباز تجاه تبة حسن حيث لم اجد المقدم / حسن الذي كان قد توجه الى قيادة الفرقة مع رئيس اركان اللواء فقمت فورا بتولى مهام قيادة الكتيبة واتصلت بكل السرايا للاطمئنان عليها وعلى تمام احتلالها لمواقعها المخصصة لهامن قبل وانتظام اعمال المراقبة للارض امامها .

 


 

3 : معركة يوم 8 اكتوبر :

وصلنى بلاغ باللاسلكي من الملازم حسين ضاحي الذي ابلغنى بمشاهدة دبابات معادية تتحرك امامه فامرت جميع الدبابات بعدم فتح النيران الا بعد التاكد من ان الدبابات معادية فعلا واقترابها منا فى مدي اسلحة نيران الدبابات . ثم ابلغنى النقيب / مجدي بمشاهدة دبابات معادية تأكد من نوعها فامرته بفتح النيران عليها . ووصل المقدم / حسن بصحبة العقيد الزرقانى رئيس اركان اللواء وامرنى بالاستمرار فى قيادة السرايا بينما يقوم بالاتصال بقائد اللواء الذي امره بدفع سرية النقيب / مجدي لصد العدو المهاجم للجانب الايمن للفرقة مع دفع سرية النقيب / نور للامام فى منتصفي راس كوبري الفرقة لصد اي هجمات معادية بالمواجهة فتم دفع السريتين الى المواقع المخصصة لها وبدات البلاغات تصل من السريتين ابلغنى النقيب مجدي بظهور اربع دبابات معادية امامه فامرته بالتعامل بالنيران معها . ثم ابلغنى  كل من مجدي ونور بتدمير دبابة معادية امام كل من السريتين الا ان مجدي طلب معاونته فتم دفع الست دبابات التى كانت قد عبرت من سرية النقيب احمد شوقي على الجانب الايمن لسرية مجدي لمعاونته ثم ابلغنى نور بتدمير دبابتين اخرتين ثم ابلغنى مجدي ان العدو يحاول الالتفاف حوله لمحاصرته فامرته بتنفيذ الدفاع الدائرى بالتعاون مع دبابات سرية احمد شوقي ونجح مجدي فى الدفاع الدائرى بمعاونة احمد وانسحبت دبابات العدو من امام كل من مجدي ونور وبذلك تحقق ثبات راس كوبري فرقة 18 مشاه فى هذا اليوم امام هجمات العدو المضادة

 

4: استقرار الاوضاع :

 اتصل بي قائد اللواء ليبلغنى ببقاء سرية نور مكانها وعودة سرية احمد الى موقعها السابق عند تبة حسن وحدد لى موقع جديد لسرية مجدي تحركت بدبابتى تجاه سرية مجدي لقيادته الى الموقع الجديد المخصص له واثناء تحركى رايت دبابات سنتوريان معادية مصابة ومدمرة واحداها مقلوبة على ظهرها وجثة احد افرادها ملقي على وجهه وتبعثر بعض اشلاء جسده بعيدا عنه دليلا على محاولته الفرار من دبابته بعد اصابتها الا انه لم ينجح ثم بعد لحظات فوجئت بطارتين ميراج معاديتين تلتف فوقنا لاخذ وضع الانقضاض على رتل السرية فامرت فورا جميع الدبابات بالانتشار يمين ويسار لوجود هجوم جوى وزيادة سرعة التحرك فاستجابت كل الدبابات بسرعة فائقة حتى ان الطائرتين لم تستطيعا اطلاق اى طلقة علينا حيث اننا طبقنا ما تعلمناه فى فنون القتال وما تدربنا عليه كثيرا فى المشروعات المختلفة ونجحنا فى تفادي هذا الهجوم الجوى مر يوما 9 & 10 اكتوبر لا معارك او مهام حقيقية للكتيبة عدا وصول بعض البلاغات الينا عن تعرض الحد الامامي لرأس كوبري قواتنا لهجمات دبابات العدو المستمرة ولقد كان يقوم العدو بهجوم مخادع على المحور الشمالي فى اتجاه القنطرة شمالا بقوات مدرعه خفيفة بغرض شغل هذا القطاع وتثبيته بينما يستغل باقي قواته المدرعة فى الهجوم على جنوب راس كوبري الفرقة خاصة فى الفاصل ما بيننا وراس كوبري الفرقة الثانية مشاه المجاورة لنا حيث يوجد فاصل يصل الى 8 كيلو متر حتى انه نجح فى الاستيلاء على جزء من القطاع الجنوبي لراس كوبري الفرقة الثانية مشاه المجاورة ببعض دباباته الى ان قوات المشاة نجحت فى تثبيته فى هذه الثغرة وتركز فى هذين اليومين فى قيام العدو بتكثيف هجماته الجوية علينا  وكذلك بتركيز قصف مدفعيته ذاتية الحركة والثقيلة ذات العيار 155 مم 175مم

 

5:معركة يوم 11 اكتوبر :

قبل اخر ضوء يوم 10 اكتوبر طلب قائد اللواء قائد الكتيبة وامره باحضار قادة السرايا وقائد سرية المشاه الميكانيكي المدعمه لكتيبتنا معه ومكثت فى انتظاره حتى عاد قرابة منتصف الليل وامرنى باعداد الكتيبة فى مهمة عاجلة وهامة فى اول ضوء تتلخص فى الاتى : تتقدم الكتيبة 244 دبابات من اللواء 15 المدرع المستقل ومعها سرية ميكانيكي وسرية نمر  م/ط  وسرية فهد  م/د وسرية 57 مم ثنائي م/ط وفصيلة استطلاع ومركز ملاحظة متقدمة للكتيبة 313 مدفعية ميدان من منطقة تمركزها الحالية وتتجمع عن تقاطع طرق القنطرة حوض الاراضي مع القنطرة البلاح لتقوم بالفتح عند الخط غرب التقاطع بمسافة 1 كيلو بمهمة تدمير من 3 – 6 دبابة معادية فى المنطقة بير ابو ريضة على مسافة 4 كيلو متر خارج راس كوبري الفرقة 18 مشاه وفى الفاصل ما بين راس كوبري الفرقة 18 مشاه وراس كوبري الفرقه 2 مشاه الجار اليمين ثم تتابع هجومها لتدمير العدو الذي نجح فى اختراق الثغرة فى منطقة بير ابو العدوق على مسافة 7 كيلو متر تقريبا بالتعاون مع وحدات اللواء 112 مشاه من الفرقة 2 مشاه لتثبيت العدو بالمواجهه ويعاون الكتيبة فى مهمتها حتى 6 كتيبة مدفعية ميدان من الفرقة 18 مشاه ثم بدا تحركنا فى نصفين نور يمين واحمد يسار ومجدي فى  النسق الثانى وابلغنا قائد اللواء بان التصنت اللاسلكى المصري التقت بلاغ من قائد مدرعات العدو البالغ عددها 20 دبابة امامنا يطلب النجدة من قيادته والا سيضطر للاستسلام لان موقفه سئ جدا ثم اقترحت على قائد الكتيبة ان يكون اتجاه تحركنا الرئيسي هو بير أبو العدوق حيث مهمتنا الرئيسية مع الانحراف قليلا عند اقترابنا من بير ابو ريضة للقضاء على وحدة دبابات العدو الصغيرة هناك دون الحاجة الى تغيير اتجاه تقدمنا بل الحفاظ على اتجاه المجهود الرئيسي وهو بير أبو العدوق ووافق على رايي بعد نقاش قصير . ونظرا لعطل مركبتي التوباز من قبل فركبت احد دبابات سرية احمد ووصلنا الى خط الفتح حيث فتحت دبابات سريتي النسق الاول فى تشكيل قتال بينما فتحت سرية النسق الثانى الى ارتال فصائل وكذلك مركبات سرية المشاه الميكانيكي بينما فتحت سرية 57 مم الثنائي م/ط حول دبابة قائد الكتيبة . ثم دفع نور الملازم / حسين ضاحي كدورية استطلاع امامية للتبليغ عن الموقف وطلب نيران مدفعية لتفتيش المنطقة امامه واتصلت انا بمجدي ليركز مراقبة مائله على الجانب الايسر للكتيبة الذي اسرع بتبليغي بمشاهدته اتربة من بعيد على هذا الجانب الايسر كما توقعت ثم ابلغنى مجدي بمشاهدة دبابات معادية تحاول الالتفاف  من الجانب الايسر حول الكتيبة على مسافة 3كم وانه سيفتح فى تشكيل قتال ويواجهها للتعامل معها . وابلغنا نور درويش بعدم  وجود دبابات معادية امامه وانه مستمر فى التقدم .

وبدأ مجدي فى الضرب على دبابات العدو . ثم ابلغنى ان العدو يفوقه عددا ويطلب معاونة سرية احمد شوقي له ثم سمعته يبلغ دبابات سريته بانه نجح فى تدمير دبابة معادية على مسافة 2كم وطلب من سريته بالتنشين على هذه المسافة وطلبت من المقدم / حسن دفع سرية احمد لمعاونة مجدي . ثم اتصل المقدم / حسن بقيادة اللواء طالبا معاونة المدفعية , ووصل احمد بسريته يمين مجدى وبدأ يتعامل مع العدو .

وفجأة شاهدت طائرة هليوكبتر فى اتجاه دبابات نور فأمرت الرامي بأطلاق دانة شديدة الانفجار تجاهها فلعلى ادمرها ولكنها لم تصب ولكننى اجبرتها على الاختفاء حيث كانت تستطلع اوضاعنا وتبلغها للدبابات المعادية ثم امرنى المقدم / حسن بالتوجه بدباباتي الى مكان مجدي واحمد للاطمئنان على موقفهما . فوجدت نيران مدفعيتنا التى طلبها المقدم / حسن من قيادة اللواء تسقط قرب دباباتنا بالاضافة الى مواقع العدو ثم صححت مسافتها واستمرت فى السقوط على العدو الذي كان يهاجمنا بعربات صواريخ مضادة للدبابات من دبابته . وطلبت من قائد الكتيبة دفع نور وسريته لمعاونة مجدي واحمد فوصلت الدبابات فى الفاصل ما بين السريتين وبدأت بلاغات خسائرنا تصل فاصيبت دبابة عند مجدي ثم اخرى عند احمد ثم ثالثة عند نور وبدأت دبابات العدو فى الانسحاب وتم تطهير الثغرة التى نجح العدو فى فتحها فى الفاصل ما بين راسي كوبرى الفرقتين 18, 2 مشاه ثم بدأنا نجمع الدبابات للعودة الى منطقة تجمعنا الاولى قرب القناة الى ان سرية سرية نور لاقت صعوبة حيث كانت واجهت منطقة مليئة بحقول الالغام مما اضطرها للمناورة والالتفاف لتفاديها فى خط تحركها للعودة كما ان العدو كثف من نيران مدفعيته واستطاع تحديد تحركاتنا بدقة فعرفت انه نجح فى التقاط اشارتنا اللاسلكية فامرت الكتيبة بالحذر فى اتصالاتها واستمريت فى السيطرة على تحرك السرية فى طريق عودتها الى منطقتنا الاولى التى وصلناها فى حدود الظهر اى اننا استمرينا فى التحرك والقتال من الساعة الخامسة صباحا حتى الان دون ان نشعر اى حوالى سبع ساعات متصلة وبالطبع كنت قد امرت السرايا بدفع فصيلة يسار واخرى يمين دبابتنا اثناء تحركنا لحماية اجنابنا حتى وصلنا الى مواقعنا السابقة حتى قابلت العقيد / الزرقانى رئيس اركان اللواء الذي هنأنا بنجاح مهمتنا حيث انسحب العدو من الثغرة التى كان قد نجح فى صنعها وكانت خسائرنا فى هذه المعركة الناجحة هى تدمير 4 دبابات ت 62 واصابه 6 دبابات ت62  وتدمير مجنزرة 57 مم ثنائي م /ط  

 

5- استقرار الاوضاع :

تركزت اعمال الكتيبة خلالل ايام 12, 13 اكتوبر فى استعادة الكفائة القتالية للكتيبة باجمالى 27 دبابة ت62 والذي اثبتت قوتها فعلا فاصابات الدبابات لم تعيق عملها فقد رايت احد المقذوفات الموجه المضادة للدبابات قد استقرت فى جسم البرج ولم تخترقه وقد حضر بعد المعركة مباشرة العقيد أح / تحسين شنن الى مركز قيادة الكتيبة للاطمئنان علينا ورفع معنويات الضباط والجنود كعادته السمحة وسهرت ليلة 12 اكتوبر اكتب تقرير عمليات عن المعركة وسمعت بيان الراديو رقم 28 تقريبا عن اقوي معارك المدرعات من بداية الحرب – وفي صباح يوم 12 اكتوبر تم استدعاء قائد الكتيبة وانا وقادة السرايا الى قيادة اللواء وفوجئنا بوجود قائد الجيش الثانى الميدانى اللواء أ.ح / سعد الدين مامون يهنئنا بحرارة ويطلب منا الدروس المستفادة من هذه المعركة وتناقشنا فيها كثيرا – واستمرت الكتيبة بعد ذلك فى سرعة رفع الكفاءة الفنية للدبابات بكل ثقة واحساس بالنصر يحالفنا – واتذكر اننى تذكرت زوجتى واولادي ووالدتي واخوتى يمروا بمخيلتى مرورا سريعا لا ياخذ سوي دقائق وينتهي فورا دون التعبير عنه وليس كما يحدث فى الافلام ان اجلس واسرح  واكتب جوابا لم يكن هناك وقت لذلك فالحرب اكسبت المقاتل الشراسة ولا مكان للعواطف ونحن مسؤلين عن ضباط وجنود بل وعن بلدنا وارضنا باكملها واستغلال  كل دقيقة واجبة لذلك

 

 


 

6– معركة يوم 14 اكتوبر

قبل اخر ضوء يوم 13 اكتوبر تم استدعاء المقدم حسن وقادة السرايا الى قيادة اللواء ثم اتصل بي المقدم حسن من هناك وامرنى بان اعد الكتيبة لتنفيذ مهمة جديدة صباح يوم 14 اكتوبر وفي سعت 2300 تقريبا حضروا مبتسمين ضاحكين ومعهم خراطيش السجائر وامرهم المقدم / حسن بسرعة الوصول الى سراياهم وتلقينهم بالمهام وجلست معه اسمع فقد كانت مهمة قيام قواتنا المسلحة بالتطوير بالعمق باللواء بالكامل وان الكتيبة سوف تكون ضمن القوة الرئيسية للواء بعد الكتيبة 246 دبابات التى ستعمل كمفرزة متقدمة للواء لتطوير الهجوم فى اتجاه رمانة وبلوظة على الطريق الساحلى وعبور خط الدفع سعت 600 صباح يوم 14 اكتوبر وشعرت بنوع من القلق وناقشت حسن فى وضع الكتيبة التى دخلت معركتين حتى اليوم وبها نسبة خسائر دون عن الكتائب الاخرى التى لم تدخل اى معركة حتى اليوم ثم تعمل ضمن القوة الرئيسية وكذا فى حجم واوضاع العدو على المحور الساحلى  وقمت بتوقيع القرار على الخريطة التى معى وامرت باحضار دبابة من سرية مجدي لاركبها لاستمرار عطل مركبتي التوباز والتى جعلناه مكان المبيت انا وحسن من بدأ الحرب مع اشتراكى فى المعارك بركوبي دبابة من احد السرايا

وقد رايت ان هذا افضل واكثر فاعلية وكان النوم غير مستقر وقمت وصليت الفجر ودعوت الله انا وحسن باستمرار النصر وكان كعادته رجل صامد وصابر مبتسم وتم اصطفاف الكتيبة فى الوقت المحدد تحت زيارة لبعض طائرات العدو وقصف بعض المدفعيات المعادية من البعد دون اصابات وتحركت الكتيبة ارتال سرايا السرية الاولى بقيادة نور درويش فى الامام ثم سرية مجدي فى اليسار ثم سرية احمد فى اليمين ثم العنصر الفنى خلفنا محسن وانا خلف السرية الاولى وفى المنتصف وشاهدت طائرتين للعدو تحاول قصف قواتناالمتحركة ولكن سرعان ما فتحت عليها قوات الدفاع الجوى بوابل من النيران فجعلتها تفر دون ادنى فاعلية وشعرت فى هذه اللحظة ان اسطورة القوات الجوية المعادية انتهت تماما واستمرينا فى التقدم الى خارج راس كوبري الفرقة 18 مشاه ورايت حقل الغام مبعثر لقواتنا على الحد الامامى للفرقة ولكن لم اجد ثغرة نمر منها فامرت سائق الدبابة بان يعبر الحقل من فوق الالغام المبعثرة مستغلا الفواصل فيها وقد تحقق ذلك نتيجة مهارة السائقين ونفذت كل دبابات الكتيبة وتقدمنا مدة خارج راس كوبري الفرقة ثم توقفنا ثم تقدمنا دون مقابلة اى عدو وكان الموقف غامض واخبرنا المقدم حسن بان كتيبة المفرزة تقاتل العدو فى الامام واقتربت بدباتي منه ولكن مدفعية العدو كانت مؤثرة على قواتنا ولاحساسي بغموض الموقف من كلامه فنزلت من دبابتى وصعدت على دبابته وعلمت بان الكتيبة 246 دبابات المفرزة وقعت فى كمين مضاد للدبابات وتوقفت كما علمت بان الاوامر يناقشها حسن مع قائد اللواء على اللاسلكى فى اسلوب دفع كتيبتنا لتطوير الهجوم وعدت الى دبابتي وامرت جميع الدبابات بان يتم ضرب اى شئ على قمم الهيئات فقد يكون عدو مختبئ وتسلم المقدم حسن الاوامر بتكليف الكتيبة 244 دبابات بمهمة التطوير وتقدمنا بتشكيل ما قبل المعركة وتحت قصف المدفعية المستمر على طريق تحرك الكتيبة حتى وصلنا الى اوضاع كتيبة المفرزة وكان المنظر امام كتيبتنا واضح اننا سندخل الجحيم واننا هنا ميتون فقد نجونا من معركتين سابقتين كللهما النصر ولكن ما رايناه لا يبشر بحياة دبابات كتيبة المفرزة تحترق وكانها كتل خشب وليست صلبة من فعل صواريخ العدو المضادة للدابابات بالاضافة الى المدفعية المستمرة التى تنهال علينا تقع حول الدابابات وكنت تعودت على صوتها وكنت دائما اقف فى مكانى داخل الدبابة وفتحت القائد مفتوحة وسمعت ببلاغ من احد الجنود بان النقيب محمد وهو اقدم قائد فصيلة اصيب ولم يوضح انه استشهد حتى لا يؤثر على الروح المعنوية لباقي الكتيبة وكانت دبابته امامى على مدي 50 متر فنزلت من دبابتى والقيته مع طاقمه خارجها وعدنا هكذا كانت روح الجنود من الوعى والشجاعه ورغم ما رايناه من خسائر كتيبة المفرزة امامنا الا ان قائد الكتيبة المقدم / حسن اصدر تعليمات القتال المختصرة بان الكتيبة ستقوم باستكمال الهجوم فى نفس الاتجاه  بعد قصفه لمدفعية قواتنا لمدة 10 دقائق على العدو امام الكتيبة ثم ختم اوامره فى اللاسلكى قائلا عندما اقول الله اكبر عاوز اسمع كل قائد دبابة يردد ذلك ثم تندفع الدبابات لتدمير العدو وقد اكملت بعده مباشرة مصدرا تعليمات اضافية بان يتم الضرب من جميع الدبابات فى جميع الاتجاهات بالذخيرة الشديدة الانفجار لارهاب العدو المدافع مع سرعة الاندفاع وكنت اعلم من المنظر المحيط بنا ما سنلاقيه نفس مصير كتيبة المفرزة والوقوع فى نفس الكمين حيث اصبحنا جزئا من الفريسة ويبدوا ان العدو استعاد نشاط قواته حتى يوم 14 اكتوبر فى بناء دفاعاته فى العمق بنظام الكمائن ورغم ذلك فقد كان لنداء كلمة الله اكبر من قائد الكتيبة فى اللاسلكى كان نداء من الله بالاستبسال والشهادة ونسي كل منا نفسه تماما وشاهدت دبابة قائد الكتيبة اولى الدبابات المندفعه لتحذو حذوها باقي جميع الدبابات بالنداء والاندفاع مع الضرب من الحركة على العدو المختبئ خلف التباب يوجه صواريخه المضادة ضد دبابتنا ورأيت انفجار دبابة قائد الكتيبة ثم دبابات السرية الاولى واحدة تلوا الاخرى ثم بدات تصاب دبابات السرية الثانية وتخالطت التداخلات اللاسلكية فى شبكة الكتيبة وشاء حظى ان ابقي اخر دبابة لم تصاب وسط الدبابات المصابة وشعرت بضرب العدو على دبابتى اكثر من قذيفة ولم اصاب وكنت مدرك تماما وواعي لما افعله متخيلا تنشين العدو عليا فاصدر الاوامر للسائق بالوقوف فورا ثم المناورة بدبابتى فى اتجاهات اخرى ثم الحركة السريعة والوقوف متفاديا عدة ضربات مباشرة على دبابتى وشعرت اننى وطاقمي مستشهدين لا محالة وكان همى ان اصاب ومدفع دبابتى مواجها للعدو ولمحت بارقة امل وهو امكانية السرية الثالثة بقيادة نقيب احمد شوقي التخلص من الكمين واتخاذها اوضاع فى بطن تبة على الجانب الايمن فامرت سائق الدبابة بسرعة التوجه اليهم وانتظمت سرعتي فترة حتي شعرت بنفضة قوية وانا جالس اراقب خارج دبابتى والتى اصيبت من العدو واستطاع باقي افراد الطاقم الخروج منها ثم انفجرت الدبابة واحترقت واستطعت الحصول على دبابة عاطلة من دبابات الكتيبىة ودخلت الشبكة اللاسلكية واتصلت بقائد اللواء واخبرته بالموقف الذي امر باعادة السرية الثالثة واتخاذ خط دفاعى فى الاماكن التى تم التوصل اليها بالتعاون مع المتبقي من الكتيبة 246 المفرزة

لقد كانت المعركة الثالثة للكتيبة هى معركة خاسرة بعد النصر فى المعركتين فى السابقتين وحزنت جدا وقتها وقد علمت ان معارك التطوير التى حدثت على باقي المحاور لم تحقق الاهداف العسكرية المطلوبة منها تماما ولكن شعرت بزهوا فى نفسي وتاكيد الثقة بعد ما شهادته امام عيني ولمسته من احاسيس وشعور ضباط وجنود الكتيبة 244 دبابات فقد رأينا الموت جميعا واقدمنا عليه غير مهابين ولك ان تتصور بطولة رجال هذه الوحدة الذين يعلمون انهم ميتون ويقدمون دون تردد بل واندفاع ليحصل كل هذا الموت او بمعنى اخر الشهادة فى سبيل الله وانى وان كتبت لى الحياة فقد طلبت الشهادة فى هذا اليوم على ان يكون مدفع دبابتى فى مواجهة العدو وقد تاكدت من ذلك بعد انتهاء الحرب وذهبت الى مكان الاصابة فوجدتها مدمرة والمدفع فى اتجاه العدو وسعدت فى نفسي وقد تأكدت انه لم يكن شعورى وحدي ولكن شعور كل رجال هذه الكتيبة وقد كانت خسائر المعركة الثالثة للكتيبة هي استشهاد النقيب / محمد العادلى واصابة النقيب / نور درويش قائد السرية الاولى  والنقيب مجدي مرسي جميل عزيز قائد السرية الثانية والملازم / محمود الغرباوى وعلى سعد قادة فصائل بحروق شديدة مع تدمير 14 دبابة ت62 واستشهاد واصابة حوالى 30 صف وجندي وتستمر الروح العالية لقوة الكتيبة 244 دبابات بعد هذه المعركة حيث اصبحوا اسود مجروحة تريد الانتقام ويقفوا وقفة بطولية اخرى عندما كلفت كاول ضابط ينزل مامورية يوم 23 اكتوبر الى مصر ومعى الاطقم المتبقية لنتسلم دبابات جديدة من مستودعات القوات المسلحه نعيد بها كفائتنا لمعاودة الاشتراك فى المعارك المقبىلة لتصفية الثغرة وباصرار الجنود وفى خلال 48 ساعة عدت الى الجبهة ومعى دبابات جديدة بنفس الدفعة  والروح القتالية فقد رايت فيهم احتراف الحرب وهو ما يصل اليه احساس المنتقم والاخذ بالثار لحق مسلوب وهكذا كانت روح قائد وضباط وصف وجنود هذه الكتيبة والتى بقيت بها فى وظيفتى قبل وبعد الحرب قرابة الاربع سنوات ولكن لا بد وان استغل هذه الفرصة عرفان لجميل هذه الكتيبة على ما قدمته للقوات المسلحة وللبلد من نفس وروح ودم باحساس فياض وخالص لوجه الله فقط ان انشر قصة هذه الكتيبة ومعاركها فى حرب اكتوبر 73 ولم اخصص او اسمي الى شخصية فردية لبطولة لى او لغيري ولكن احقاقا للحق هي بطولة الكتيبة بالكامل بروح قائدها وضباطها كجنود مصريون اعطوا دون انتظار المقابل فلعلى قد اكون وباحساس بالمسؤلية ان اساهم فى ما قدموه ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون .صدق الله العظيم

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech