Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء ملاح احمد همت الاتربي

كبير ملاحي الفرقه 119 هليكوبتر

اثناء حرب اكتوبر

12/12/2008

 

خريج فرع الملاحه بالكليه الجوية عام 1963 ، وهذا الفرع كان يتخرج منه ملاحيين جويين يعملون على القاذفات او التوجيه ، كمثال القاذفات القديمة كان بها 2 ملاح و2 طيار ، احد الملاحين متخصص فى توجيه القاذفه الى الهدف والاخر يقوم بالقذف على الهدف ثم يتم تسليم الطائرة مره اخري الى الطيار ليعود بها ، والقاذفه اليوشن 28 كانت بنفس النظام ولكنها بطيار وملاح فقط لأنها ذو حموله اقل ، وطائرات المواصلات بها  ملاح واحد مثل اليوشن 14  الانتينوف 12 وحديثا مثل السى130 ،

 وملاح التوجيه يتواجد بغرفه العمليات لتوجيه المقاتلات نحو اهدافها بواسطه الرادار ، هذا بالنسبه لأفرع الملاحه المتواجده في الكليه الجويه في تلك الفترة

 

اما بالنسبه الى حياتى المهنيه فبدأتها بملاح مواصلات باليوشن 18 ثم عملت على الانتيونوف12 ،

 ثم الهليكوبتر ، وحضرت حرب 67 و73 بالهليكوبتر ، وخلال حرب 73 كنت كبير ملاحين فرقه الهليكوبتر، ثم أنتقلت الي طائرات النقل السى130 وطرت عليها 6 سنين .

 

تخرجت كبير ملاحين اللواء برتبة ملازم بالانابه ، لأن كبير الملاحين كان يأخذ فرقه علي  الانتينوف وأسمه عزيز سليمان سيدهم ، وبعد عودته اخذت فرقه انتينوف في مصر  وبعد حوالى 4000 ساعه طيران ، طلبونى فى تشكيل جديد يتم انشائه في مصر في تلك الفترة  وكان به طائرات مى6 وهى طائرة كبيره ، وتعيينت كبير ملاحى اللواء ، وبه طائرات  مى6 ومى4 ،ثم ترقيت الي كبير ملاحين الفرقه  حيث تم تشكيل 3 لواءات هيلكوبتر بالفرقه وكنت كبير ملاحى الفرقه ورئيس استطلاع الفرقه ورئيس عمليات الفرقه في نفس الوقت ، واشتركت بالحرب وانا برتبه رائد.

وكنت اشارك بحرب اليمن في لواء المواصلات ، وكانت مهمتنا هي النقل فقط ، سواء نقل قوات او ذخائر بواسطه طائرات اليوشن 14 او الانتينوف 12 ، وكنا نقوم بعمليات نقل محدوده من حيث الحموله حيث كانت القوات البحريه مكلفه بنقل القوات المدرعه والمدفعيه .

 

النكسه

 ثم حضرت حرب67 وكنت في الهليكوبتر وكنت في  مطار المليز وكنت وقتها اطير على المى6 .

واول ضربه كانت 8:15 ورأيت سعيد عثمان يقلع بالميج-21 وقت الضرب واستشهد فوق المطار في بطوله كبيرة جدا ،وقتها كان المشير وقائد القوات يزورون الجبهه وكان الدفاع الجوى مقيد لحين انتهاء الزياره

وكانت اول ضربه على المليز وبفارق بسيط مطارات سيناء والقناه ثم مطارات الدلتا والصعيد ، واستخدم الاسرائيليون طائرة  تسمى اورجان وهى طائرة تدريب بأسرائيل ، وقت بدء الضرب كنت بكابينه الطائرة مي 6 منتظرين انتهاء حظر الطيران بسبب زيارة المشير وبعدها نقلع للقيام بما هو مطلوب مننا من مهام .

وبدا الضرب بالطائرات على اول الممر ثم باقى الطائرات ، بالاضافه الى تلغيم الممرات بالقنابل الزمنيه،

كان دمار المطار حولنا شاملا وكانت صدمتنا تفوق الوصف ، فخلال دقائق معدوده تحول الممر والطائرات ومباني المطار الحيويه الي خراب وركام يتعالي منه الدخان الكثيف .

 

الهليكوبتر العملاقه مي 6 بالعلامات المصريه

 

ومن المشاهد التى لا انساها عند اول الضرب ان زملائي بالطائرة  لم يكونوا يصدقون ما يحدث ، وعند مشاهده الاورجون تضرب كان يعتقدون انها طائراتنا لان الطائرة الاورجون من الخلف تشبه طائرة التدريب المصريه الصنع القاهرة 200 ،  وبعد ان نزلنا  من الطائرة تم الضرب علينا وانفجرت الطائرة ، وجرينا الى اى مكان نختبأ به ولم يكن يوجد دشم او اى شئ ، فجرينا الي اي مكان ممكن ان نستتر به .

 

وكان هناك شخص من طقم اللاسلكى يسمى موريس اصيب بشظيه فخلعت ملابسى وحاولت مساعدته لمنع النزيف والحمد لله انه لم يمت .

وقبل الضرب كان لدينا احساس اننا اذا دخلنا حرب سننتصر بالتأكيد وهذه من العوامل المسببه للهزيمه ، فلم نكن حقيقه معطين العدو حق قدرة وقوته فكنا متوقعين ان ندخل عاصمه العدو في ساعات قليله بعد بدء الحرب ، وحتي بعد الضرب كنا لازلنا متمسكين بهذا الرأى.

وتوقعنا ان يتم اسقاط مظلى بالمطار ، فأمر قائد القاعده مقدم طيار عز الدين حسنى بتوزيع الاسلحه علينا للدفاع عن المطار ، و ظلت طائرات العدو متواجده  فوق المطار بصورة متقطعه وحتي عند صدور امر بعودتنا بالسيارات كانت الطائرات تضرب علينا بالرشاشات طوال طريق عودتنا  

ثم وصلنا قياده المنطقه الشرقيه بالاسماعيليه وعلمنا بحجم الكارثه ، وكان احساس لا يمكن وصفه بالحزن لما حدث لان كلمه حزن لا تكفي لشرح احساسنا الحقيقي ، فبعد ان كنا في معنويات تناطح السحاب وجدنا انفسنا في معنويات تحت الصفر لأننا لم نكن نتوقع او نتخيل مثل هذا الموقف .

 

ثم بعد ذلك انتشرت الطائرات بكل المطارات ، ثم طلب منا طلعه يوم7 يونيه بطلعه استطلاع على الجبهه ، وكان لدى حماس وصبر وروح الانتقام ، وذهبنا بالمى4 ووصلنا مطار انشاص وكان هناك تضارب بالاوامر وبعد اكتشاف ان اليهود وصلوا القناه وتم الغاء الطلعه ، ثم عدنا الى مطار امبابه وبقينا هناك حيث خصص هذا المطار لتجمع ما تبقي من طائرات الهليكوبتر

 


الاستطلاع الانتحاري

 

في يومي 14/15 يوليو1967 كانت هناك ضربه مدكور ابو العز الجويه والتي اعادت لنا جزء من ثقتنا ،اننا ما زلنا احياء ، وطلبوا منا يوم 16 عمل طلعه استطلاع لاستطلاع نتيجة الضربه وكان العقيد نبيل كامل لا يريدنى ان اذهب لاني كبير ملاحي الهليكوبتر لكني اصررت علي الذهاب في هذه الطلعه ، و تمركزنا في  ابو صوير بطائرة مي 4 وتعاوننا مع المخابرات  الحربيه في الاسماعيليه ، وكان اللواء احمد اسماعيل قائد الجبهه ، وكان معي اثنان من الطيارين  سعد خليف وحسين عزت وبالاضافه الي  ضابط المخابرات النقيب ابراهيم البحبوحى ، وقسمنا خط القناه الى قطاعات بأسماء كوديه ، كان ُيطلب منا استطلاع قطاع معين بأسمه الكودي حتي لا يتم معرفه هدفنا لو تم التصنت علينا ،وعندما يقلع معنا ابراهيم البحبوحى كان يتم الضرب علينا  بكميات كبيره وتندرنا بذلك كثيرا بعدها لانه لم يكن يتم الضرب علينا لو لم يكن معنا ، وبعد انتهاء الطلعه نهبط بأبوصوير ونأخذ الكاميرات ونحمض الصور بالاسماعيليه ونعطها لأحمد اسماعيل وكان يفتخر بنا كثيرا  

وكانت طريقه تصويرنا بدائيه بواسطه كاميرا بدائيه تعادل نصف حجم الطيار تقريبا .وكان يتم ربط المصور بواسطه اشرطه الطائرة واماله جسده خارج الطائرة وهو ممسك بالكاميرا لكي يلتقط الصور.

وفى احد المرات كان هناك تبه نريد استطلاع ما خلفها وكانت الاوامر أن لا نعبر القناه ، وعبرنا وصورنا ، فصورنا عسكرى اسرائيلى على دبابه ويرتدى شورت وكانت صورة واضحه جدا لاننا كنا نطير علي ارتفاع منخفض ، وفى ذلك اليوم اعطينا الصور للواء أحمد اسماعيل وكان الفريق عبد المنعم رياض رئيس الاركان موجودا في القياده بالمصادفه.

واندهش الفريق رياض من صورة الجندي الاسرائيلي الذي يرتدي الشورت حيث ان ملامح وجهه واضحه جدا في الصورة ويمكن تميزها بكل سهوله .

كان كل مهمتنا هو تصوير مواقع الجبهه والدشم القريبه ، وكان اللواء احمد أسماعيل يقول لنا اننا فقط من نعطى المعلومات عن الجبهه ، فقد كنا الوحيدين الذين نعطي القائد صورة لما يحدث علي الجانب الاخر من القناه ، حيث لم تكن دوريات العبور والاستطلاع كانت قد بدأت بعد ، ومهمتنا كانت خطيرة جدا حيث ان سرعه الطائرة البطيئه وارتفاعها المنخفض جعلنا هدفا ثمينا لمختلف انواع الاسلحه وكثيرا ما كنا نهبط لنجد باطن الطائرة ملئ بالثقوب من طلقات الرشاشات او شظايا المدفعيه المضاده للطائرات .

 

وظللنا نقوم بتلك العمليات كثيرا بتلك الفتره ، ورشحت خلال تلك الفترة الى فرقه للأستطلاع البحرى سألنى احمد اسماعيل اذا كانت تلك الفرقه مهمه لي  ، فقلت له لا اني افضل ان اظل في الجبهه ، فأتصل بالفريق مدكور ابو العز واخبرة بحاجه الجيش الي مجهوداتي وانه لن يستغني عني، وبالفعل ظلت في الجبهه .

ولم نخسر طوال تلك الفترة اي طائرات هليكوبتر من خلال عمليات الاستطلاع الانتحاريه التي كنا نقوم بها ، لكننا تعرضنا في معظم الاوقات الي طلقات مدفعيه ، وفي احد المرات اضطررنا الي الهبوط علي احد الطرق علي الشاطئ الغربي للقناه بالقرب من الاسماعيليه لان طائراتنا قد اصيبت اصابات شديده من مدفعيه العدو خلال عودتنا ، وعادت الطائرة الي الخدمه سريعا بعد الاصلاحات بها ، ولم نعطي العدو الفرصه بأن يهبط من عزيمتنا او يصرح بأنه اسقط لنا طائرة .

وبعد ذلك بفتره عام68 ضربت اسرائيل الاسماعيليه بالمدفعيه ، وكان احمد اسماعيل سينزل اجازه واستقل الاتوبيس وقابلته اثناء عودتي من مكتب المخابرات في طريقي لمطار ابو صوير وابلغته عن ضرب الاسماعيليه ، فعاد معنا على مركز القياده .

اود هنا ان اشير الي ان اللواء احمد اسماعيل كان رجلا وطنيا متواضعا وقائدا علي كفاءه عاليه جدا ، فرغم وجود الجبهه كلها تحت قيادته ووجود امتيازات ومزايا كثيرة له الا انه كان متواضعا جدا جدا فقد كان يستقل الاتوبيس للنزول اجازة للقاهرة مثله مثل اي مواطن عادي ، وقد تعرفت عليه جيدا من خلال ارتباطي اليومي به .

 

 ثم علمت بعد ذلك علمت انه اتصل بالقائد العام الفريق فوزي ثم بالرئيس عبد الناصر وابلغه  بأن الرجال لدينا مشتعلين حماس ويريدون ان يردو ا وبالفعل جاءت الاوامر وفتحنا عليهم الجبهه بالكامل ، ثم ردو بضرب المدن وجاءت اوامر تهجيرمدن القناه

ثم عدت الى القاهره واستمريت بفرقه الهيلكوبتر ، في تلك الفترة تم الاستغناء عن طائرات المي 4 والمي 6 ، وتم الغاء عملها بالجبهه تماما ، وظلت في اعمال المواصلات والنقل التكتيكي فقط ، حيث وصلت الينا في تلك الفترة طائرات المي 8 ، وهي طائرة تتمتع بمناروة افضل من سابقتيها ولديها تسليح وهو ما كان جديدا علينا حيث لم يكن بأي من المي 6 او المي 4 اي تسليح مطلقا ، ودخلت المي 8 العمل علي الجبهه فورا بعد دورات سريعه للطيارين عليها .

 

مقارنه  للطائرات المستخدمه عندنا فالطائره مى8 طائرة تكتيكيه ولها قدره عاليه علي المناورة ، اما المى6 فكانت كبيره صعبه المناوره والمى4 كانت فالاغلب للبحريه مضاده للغواصات ، تقوم بالكشف بالسونار ثم الضرب بقنابل الاعمال،لكن الاجهزة الملاحيه للطائرات الثلاث كانت متقاربه جدا وغير صعبه الاستخدام .

 

طائرة مي 8 مصريه

 


حرب الاستنزاف

 

عندما بدأت الاستنزاف اقلعنا لضرب معسكر يسمي مصفق على ساحل البحر المتوسط ، و وكنا طائرتين مى8 ومعنا افراد من المجموعه 39 قتال تحت قياده ابراهيم الرفاعي وتم ضرب الموقع ببراميل نابالم ، فقد طورنا قضبان داخل الطائرة لوضع براميل النابالم عليها ودحرجه البراميل والقاؤها من باب الطائرة الخلفي فوق الهدف

 كذلك كان بالطائرة اربع وستون صاروخا حرا وكنا قد ركبنا مدفعين علي الابواب الجانبيه  ،وكان معي الطيار عادل حسن وجلال النادى ،وكنا بمنتهى السعاده واقلعت طائرات ميراج لأعتراضنا ولكن لم تلحقنا .

 

وللتاريخ فأن جلال النادي من الطيارين الذين لقبناهم بطياري القلب الميت وهو لقب ينم عن طيار يتعدي الشجاعه بمراحل ، فكان هادئأ متمالك الاعصاب في احرج المواقف ، ويتميز في الطيران المنخفض لدرجه انه يجعل عجلات الطائرة تلامس سطح الماء .

وكانت علميه مصفق عمليه مدروسه بعنايه فائقه ، فقد كان الطريق الي مصفق او المحور الشمالي عاده محمي ببطاريه صواريخ هوك ارض - جو وكان ذلك الصاروخ مصدر قلق دائم لاي طيار مصري وعلمنا بعد ذلك ان القوات الجويه خصصت سرب ميج 17 لضرب بطاريات الهوك وفتح الطريق لنا ، حيث تم ضرب البطاريه قبل اخر ضوء وتعطيلها ، مما مكننا من الدخول الي عمق العدو بحريه تامه ليلا .

((  تفاصيل معارك ضرب بطاريات الهوك بواسطه اسراب الميج 17 في حوارانا مع اللواء طيار محمد عكاشه ))

 

بالنسبه للخبراء الروس فى فتره بين 67 و 73  ،أذكر انه اثناء حرب الاستنزاف عندما جاءت المى8 قمت بوضع برنامج طيران ملاحى ليلى للهليلكوبتر ينتهي بالهبوط فى اراضى خارجيه بعيدا عن قواعدها ، ، فلم يوافق قائد اللواء حسين واصف على ذلك واتهمني بالجنون لخطورته الشديده علي الطيار والطائرة ،أما  قائد ثان اللواء عبد العزيز نصير فقد وافق على التدريب في اثناء وجود قائد اللواء في اجازة ، وتم تجربه الطلعه الليلى .

 

ونظرا لقرب منزل قائد اللواء من مطار الماظه فقد سمع صوت الطائرات في الليل فقطع اجازته وعاد سريعا للمطار وهو مندهش واصر انه يقلع معنا للتأكد من سلامه الطيران الليلي وعدم وجود خطر علي الطيار او الطائرة  ، وفي النهايه وافق علي الفور على التدريب عند وجد ان التدريب امن جدا مثل الطيران النهاري.

أما الخبراء الروس فلم يعلموا شيئا عن ذلك التدريب وقاموا بعمل خطه تدريب لنا مثل التى نفذناها بالضبط وتشمل طيران ليلي ثم هبوط علي اضواء مشاعل خارج المطارات ، وهذه من الاشياء التى افتخر بها اننا سبقنا الروس في تفكيرهم وطورنا من السلاح الذي لدينا لكي نعمل به اقصي ما يمكن لتحقيق المطلوب.

 

وحدثت بعض الحوادث خلال التدريب وأستشهد بها عدد من الطيارين والملاحين اذكر منهم الطيار  احمد شباره وملاح على دياب ومصطفى رزق على المى6 .

 

ومن الذين تعاملت معهم كثيرا خلال الاستنزاف ابراهيم الرفاعى قائد المجموعه 39  المعروفه ، رجل هادئ لا تتوقع انه وحش اثناء العلميات  وتخطيطه مدروس هادئ متزن لا تري انه قائد هذه الموجموعه من حيث الالفه والترابط مع جنوده  ، ولديه حماس عال جدا وقد نقل حماسه لي بطريقه مباشرة وللمجموعه بالكامل لديهم روح الفدائيهعاليه جدا جدا وكان التخطيط كله يتم تحت اشراف  الفريق صادق مدير المخابرات الحربيه ثم وزير الحربيه لا حقا ثم مع نبيل شكرى قائد الصاعقه.

 

واذكر احد العلميات التي قمت بها بمشاركه ابراهيم الرفاعي في عمليه ابرار لتلغيم طريق ما بين مطار الطور وابورديس وكنا اول طائرة تهبط فعليا في سيناء بعد حرب يونيو .

وقتها كان الفريق محمد صادق قائدا للمخابرات الحربيه قبل تعيينه رئيسا للاركان مباشرة ، وكان يشرف بنفسه علي عمليات المجموعه 39 ، وقمنا بالنزول في منطقه تسمي جبل الزيت علي خليج السويس وكنا في رمضان وكانت ليله مقمرة ، وتناولنا طعام الافطار مع افراد مجموعه الصاعقه وانتظرنا التصديق من الرئيس عبد الناصر شخصيا طبقا للتعليمات السائده في ذلك الوقت ، وانتظرنا حتي بدأ القمر في الغروب وبدأ موقفنا يتحرج ، فنحن في حاجه الي ضوء القمر لكي نقوم بملاحه جيده والهبوط في المكان المحدد لنا ، فأمرنا الفريق صادق بالاقلاع والتنفيذ  ريثما يصل الامر لنا بالتنفيذ ،واقلعنا بالفعل واتجهنا الي منطقه الهبوط  واثناء ذلك رصدنا حركه مرور كثيفه علي الطريق في منطقه هبوطنا ، فقدرنا الموقع سريعا وقمنا بأغلاق اللاسكي لكي لا يرصدنا العدو

ويكشف مهمتنا ودرنا بالطائرة عده مرات فوق مياه الخليج حتي هدأت حركه المرور علي الطريق، ونزلنا علي الطريق واطفأنا محركات الطائرة في الظلام ، وبدأت مجموعه من الصاعقه في رص الالغام وتلغيم الطريق في عده اماكن بينما تكفلت مجموعه اخري بحمايه الطائرة ومحيطها ، ثم اقلعنا مرة اخري وعدنا الي قاعدتنا لنجد الفريق صادق ثائرا حيث انه حاول الاتصال بنا عده مرات لابلاغنا بالغاء الطلعه واخبرنا بأن هذه العمليه لم تتم ولا يجب التحدث عنها ، وفي اليوم التالي اذاعت اذاعه لندن ان اتوبيس يحمل طيارين قد انفجر فيه لغم مما ادي الي مصرع عدد كبير من الطيارين وانكرت مصر رسميا مسئوليتها عن تلك الواقعه ، بينما قلوبنا تكاد تطير فرحا ونريد ان نصيح بأعلي صوت بأننا نفذنا تلك العمليه ، وكانت فرحتنا بالهبوط في سيناء كبيره جدا لدرجه ان احد رجال الصاعقه قد اخذ معه عده احجار من موقع العمليه كتذكار له انه كان في سيناء .

 

وبعد وفاه الرئيس عبد الناصر وتولي الرئيس السادات وتولي الفريق صادق مسئوليه القائد العام ، اخبر الفريق صادق الرئيس السادات بهذه العمليه و جمعنا الرئيس السادات في مبني المخابرات العامه لاعطاء الاوسمه لطاقم

الطائرة وقوة الصاعقه ، ونلت عن هذه العمليه وسام نوط الواجب العسكري تقديرا من الدوله عن هذه العمليه .

 


التدريب لحرب التحرير

 

ثم بدا التدريب لحرب التحرير  وكان التدريب بالمى8  بطيران منخفض جدا داخل الوديان نهارى ، وبعض الاحيان ليلى بالوديان الواسعه بالطائرات فارغه ثم محمله بالجنود، ثم طيران فوق البحر علي مستوي منخفض.

 

ثم جمعنا اللواء الجمسي  لاجتماع موسع فجمع قاده الصاعقه والقوات الجوية والمظلات والبحريه والدفاع الجوى على مستوى القائده وكنت احضر مع رئيس شعبه عمليات القوات الجويه اللواء صلاح المناوىللتخطيط لعمليات الصاعقه  .

 

وأذكر ان تخطيطنا بالكامل كان مع نبيل شكرى قائد الصاعقه ، فكنا اذا اردنا ابرار بسيناء نذهب الى اداره المساحه العسكريه لنأتى بالخرائط  او اداره الاستطلاع للحصول علي صور استطلاع ، وكنا نختار الاماكن من الصور الجوية القديمه  وكان كل ذلك يحاط بالسريه ، ووصلنا الى اننا سننزل الطائرات على الطرق .

ونظرا لان تركيز لواء الاستطلاع بالقوات الجويه علي استطلاع اماكن تجمعات العدو وتحصيناته ، فلم يكن احدا يهتم بأستطلاع مناطق معزوله من الصحراء مثل الذي اختارتها قوات الصاعقه للهبوط فيها .

فتم الاعتماد علي تلك الصور القديمه و كانت معلومات اللواء محسن مدير ادارة المساحه العسكريه لنا ذات فائده كبيرة فالرجل كان خبيرا بجميع اراضي سيناء وكان يعرفها جيدا جدا ، وافادنا كثيرا في تفسير الصور واختيار مناطق الهبوط.

 

 

وفي ذلك  المؤتمر والذي كان  في ابريل 1973 سألنى الجمسى سؤال لم اكن جاهز له ، قال لى كم تتوقع نسبة الخسائر للهيلكوبتر ؟ قلت له حوالى 30% فقال لي انها نسبه مقبوله وان كانت حتى 60% المهم ان يتم ابرار القوات وتعطيل القوات الاحتياطيه .

وكانت من مميزات اللواء الجمسي  انه حاسم في قرارته فكان يعرف المشكله ويقيمها سريعا ثم ينهي تلك المشكله من جذورها بقرار حاسم ونهائي .

وفى المؤتمر سأل الجمسى - نبيل شكرى اذا كانت لديه مشاكل قال نعم الهليكوبتر (مدوخانا) ، يقولون ان هناك بعض الاراضى لا تصلح للهبوط وعندما اخترنا طرق ردت الهليكوبتر بأنه لا يصلح ايضا  ، فسألنى الجمسى فاستأذنته بتعليق الخريطه فأ ذن لي ، فقلت له مشيرا علي الخريطه ، ان العميد نبيل شكرى اختار مكان مثلا فى ام مرجم بين قاعده صواريخ هوك ومركز القياده المسافه بينهم 10كيلومتر فكيف ننزل الهيلكوبتر في هذا المكان  فرفض الجمسي  هذه المنطقه ، وهكذا فى موقعين الى ثلاث مواقع  ،ثم سألنا اللواء الجمسي – لواء الهليكوبترهل هناك مشاكل ؟ فأجبته بالاجابه ، فقد كانت هناك عمليه ان تعبر الخليج مسافه60كيلو متر  بعد ابورديس ليلا ، فقلت له ان ليس لدينا اجهزه ملاحيه للمساعده في المهمه ، فقلت له ان الطيران لتلك المسافه على ارتفاع منخفض صعب والهواء يجعل البوصله تنحرف ، فقلت له ان هناك جهاز يسمى تيكا دبلر يصحح الاتجاه بمفرده فوافق وقال اذهب الى اللواء حسنى مبارك وقل له ان تأتوا بهذا الجهاز لطائرات الليدر فقط ، وتم شراء الاجهزه وتم تجربته بطلعه بها نبيل كامل وجلال النادى وانا وثبت نجاحه واشترينا الجهاز فعلا .

 

وبعد ذلك تم اسر احد طيارينا خلال حرب اكتوبر ( سيد زهران ) وسألوه هل هناك اجهزه بالطائرات ترشدكم قال لهم لا ، ثم ذكروا له طلعتنا التجريبيه بالتفصيل وبأسماء الطيارين والملاحين لاختبار جهاز ديكا دبلر، وكان هناك مترجم روسى يسمى فلارى كان خبير لدينا قبل ان يتم طردهم من مصر وكان هذا الخبير متواجد في التحقيق للترجمه  لانه كان يهوديا وهاجر الي اسرائيل قبل الحرب .

 

وتم التخطيط للحرب  وتوقيات الابرار وانا كنت من اختار توقيات الابرار الجوي ، وتم وضع عده عوامل للتوقيت  منها تأثير الضربه الجويه الاولي ثم الضربه الثانيه ، وكذلك ان يكون الابرار مع اخر ضوء او قبله بخمس دقائق علي الاقل بحيث تصل الطائرات في ظروف مواتيه للهدف والعوده ليلا .

اما اماكن الابرار فكانت بالتنسيق بيننا وبين قوات الصاعقه وبعد نقاشات طويله تم الاستقرار علي الاماكن النهائيه .

 

وعند ذهبنا لتوقيع الخطه بالقياده بالقوات الجوية كنت مع نبيل كامل قائد الفرقه بصفتي كبير الملاحين ، وبدأنا نناقش الخطه بالتفصيل ، ثم استمع اللواء حسني مبارك  لمطالب قائد الفرقه وكانت الحمايه الجوية هي الهاجس الذي يقلقنا في فرقه الهيلكوبتر ، فـ 72 طائره هى المكلفه بالابرار وكنا نحتاج الي حمايه من المقاتلات الميج 21 لهذا التجمع الضخم من طائرات الهليكوبتر، وفوجأنا بأن القائد غضب جدا من طلبنا هذا ، بسبب ان عدد المقاتلات لدينا لا تكفى ، وبالكاد تكفى للعمليات المكلفه بها  لحمايه المطارات وعمق مصر  وقال لنا ان هذا الشأن لا يخرج بيننا فقط، فقد عرفنا وقتها ان طائراتنا ستخرج بدون حمايه

وكانت المهام الاساسيه للهليكوبتر وهى ابرار قوات الصاعقه وضرب بعض المواقع ببلاعيم .

وقبل الحرب كنت قد تزوجت قبلها بشهر وكنت اعلم ان هذا العام ستكون حرب بالتأكيد ، وهناك الكثير من الشواهد من خطط وتصديق عليها .

 

توقيع الرئيس مبارك بصفته قائد القوت الجويه علي قرار الحرب الخاص

بالفرقه 119 هيلكوبتر


حرب اكتوبر

يوم5اكتوبر ليلا ابلغنا نبيل كامل قائد الفرقه بموعد الحرب ، وكان هناك لواء هليكوبتر بالدخيله بقياده منير ثابت ، ولواء اخر بقياده زكى السودانى بالخطاطبه وقياده الفرقه مع اللواء الثالث بقياده جلال النادى بألماظه ،

وتم تبليغهم ليلا بالحرب بتبليغ مباشر من قائد الفرقه بواسطه ضابط معه مظروف مغلق ، وكان احساسنا بمنتهى السعاده والحماس ، وكان هذا سيظهر نتيجه التخطيط الشاق والتدريب  وهناك خريطه العمليات كنت قد بدأت ان اخطط لها منذ ابريل وهى جرانيت 2 المعدله .

 

كانت مسئوليه قائد القوات الجويه في قائد الفرقه وفيً انا ، وهو ما جعلني اكتم الخبر بكل ما املك من قوة رغم الاحساس الغامر بالسعاده والذي يجتاح خلايا جسدي لقرب موعد الثأر، فكان لازما علي ان اكتم الخبر الخاص بموعد الحرب لدرجه ان قائد ثاني السرب لم يكن يعلم بموعد الحرب وضمانا للسريه لم اخبر حتي مساعدى مصطفى ابو العينين رغم قربه مني وثقتي فيه ، ووضعنا كافه التفاصيل من اطقم الطيارين والخطط والطلعات

بحيث وضعنا اسم كل طيار وملاح ورقم طائرته وخطتها ومكان التحميل بحيث انتهت كل التفاصيل مع اخر ضوء

صباح يوم 6 اكتوبر اتصل قائد القوات الجويه الساعه الثامنه والنصف قال اننا نريد ان نعدل توقيت الطلعه بأن تكون قبل التوقيت المخطط له  ب5 دقائق .

 

قرار الحرب بخطه الفرقه 119 هليكوبتر

وتشمل الاتجاهات والمسافات والوقود لكل سرب هليكوبتر

 

وذهبنا شخصيا الى قائدة اللواءات لتبليغهم ، ومن الاشياء الظريفه ان الطائره التى ستقلنى الى الدخيله  كان يقودها العميد  جلال محمود ،ونحن بالطائره قال لى ان نريد ان نشترى اكلة سمك من الاسكندريه ، فكان العميد جلال رغم رتبته الكبيرة لا يعلم بأي شئ عن الحرب ويريد ان يعود لمنزله ويفطر سمك مع عائلته ،وكان لابد ان اعود بسرعه وفي نفس الوقت ولا اخبرة بأي شئ يجعله يشك، ولا استطيع ان اقول له انك لن تفطر مع عائلتك هذا اليوم بسبب الحرب !!! .

وبعد وصولنا الى العميد منيرثابت  وبلغته بالتوقيت الجديد، وكنا قد جهزنا مناطق تحميل قوات الصاعقه خارج المطارت للسريه التامه ، وهناك بعض الطيارين والملاحين لم يكونوا يعلمون حتي عندما ذهبوا الى الطائرات بأنها حرب ، وشك احد الطيارين وكان اسمه على بيه  في ان هذا التحرك هو مشروع تدريبي كما قلنا لهم ، فقلت له ان هذا مشروع ومن المتوقع ان تعودوا في نصف الطريق ، لكن الطيار ذهب الي العميد ثابت وسلمه مرتبه وطلب منه ان يتم ارسال المرتب الي اهله في حال استشهاده رغم معارضه اللواء منير من شكوك الطيار الا انه اخذ المرتب منه ومن تصاريف القدر ان يستشهد هذا الطيار فى هذا اليوم وكأنه كان يحس بموعد استشهاده .

 

توقيعات قائد الفرقه 119 العقيد نبيل كامل

والرائد احمد همت الاتربي رئيس قسم الملاحه بالفرقه علي خريطه الحرب الرسميه

 

وخلال عودتي بالطائرة الي مطار الماظه أستمعنا الي البلاغ الوهمي في الساعه الواحده والنصف بأن طائرات العدو قد ضربت قواتنا في الزعفرانه وان القائد الاعلي قد انتقل الي مركز قياده القوات المسلحه ، وكان هذا المقطع هو كود سري يعرفه جيدا قاده الجيش ويعني بأن تبدأ الضرب لو لم يصل اليها امر الحرب لاي سبب

 

فرد علي العميد جلال محمود قائد طائرة النقل مستخفا بانها عمليه اسرائيليه او اشتباك فقط ، فقلت له – لا انها الحرب  وان قواتنا تستعد الان للعبور– فقد دارت عجله الحرب بالفعل ولم يكن لاخفاء السر عن العميد جلال وهو معي في الطائرة اي معني -، فقام الرجل برد فعل تلقائي بزياده سرعه الطائرة الي السرعه القصوي لرغبته في العوده والاشتراك في الحرب بأي شكل .

 

وعدت من مطار الماظه الى مركز العمليات الرئيسى لمتابعه الطلعات الجويه قرب الساعه الثانيه ،وكان يوجد به قائد القوات الجويه واركان القوات الجوية محمد نبيه المسيرى ورئيس شعبه العمليات صلاح المناوي، ورئيس فرع العمليات اللواء محمد شبانه ، ومندوب المقاتلات وقائد فرقه الهليكوبتر  وكان الجميع فى منتهى الهدوء والترقب على شاشه العرض والموقف الجوى .

وتابعنا بكل هدوء عقارب الساعه وهي تمر بعد الساعه الثانيه وخمس دقائق ، وتوالت بلاغات الاسراب عن عبور قواتنا الجويه للقناه واتجاهها الي اهدافها وثم بعد دقائق بطيئه مليئه بالقلق والترقب بدأ توالي بيانات قاده الاسراب بتمام تحقيق مهامها بنجاح ، كنت سعيدا بنجاح قواتنا في العبور وفي قله خسائر طائراتنا.

وظهرت موجه من الفرح ارجاء الغرفه وتهلل الجميع سعاده بالنجاح واحتضن الجميع بعضهم البعض

وبعد ثوان رفع اللواء حسني مبارك سماعه التليفون ليبلغ الرئيس السادات بنتائج الضربه .

وانتهت الضربه الجويه وبدأت اقلق جدا ، فالدور الان علي طائراتي لكي تقوم بمهمتها الخطيرة جدا ، وتحركت عقارب الساعه ببطء وانا اعد الثواني والدقائق ، فكل ساعه لها عندي معني ، فالطائرات ستتجه الي مناطق التحميل المختارة لها في الصحراء بعيدا عن الاعين واعاده ملئ الوقود ، ثم سيتم تحميل قوات الصاعقه والانطلاق نحوا اهدافها المختلفه في دقه .

فقد اخترنا اماكن تحميل في الصحراء بعيدا عن الاعين وقريبا من مناطق عملها في الجبهه وكان يتم ارسال قوات الصاعقه في وقت سابق لها في عربات وتكرر ذلك عده مرات قبل الحرب لكي لا تكون التحركات في يوم الحرب مثيرة للشك من اي شخص .

 

تشكيل من طائرات مي 8 تقوم بعمليه تحميل قوات الصاعقه  في الصحراء

 

وتم الاقلاع قبل الغروب بحوالى نصف ساعه ، واستمعنا الي تبليغات الاقلاع للطائرات تجاه اهدفها ثم تلي ذلك صمت لاسلكي نتيجه الارتفاع المنخفض للطائرات في الطيران وكذلك تجنبا لرصد العدو طائراتنا

وكان مخطط انه فور عبور القناه يتم تقليل السرعه والنزول الي ارتفاع منخفض جدا 

لكن تم اعتراض الكثير من التشكيلات الجويه بواسطه الطائرات الاسرائيليه وتم اسقاط اثنان وثلاثون طائرة هليكوبتر تعادل 44% من القوة المكلفه بالهجوم وهي نسبه كبيرة لكنها مقبوله لدي القياده العامه وهذا معناه ان اكثر من 60% من قوات الصاعقه قد وصلت اماكن الابرار بنجاح وهي نسبه كبيرة اكثر مما تنبأنا به 

وبعد انتهاء الابرار وعودة الطيران ، كانت فرحه  النصر والعبور لا توصف وحتى انستنا الخسائر التي منينا بها

فقد ادي طياروا الهليكوبتر دورا بطوليا في ابرار وحوش الصاعقه خلف خطوط العدو .

 

 

طائرة هيلكوبتر مي 8 تفرغ حمولتها من جنود الصاعقه، وتقلع مرة اخري

 

ويجب الاشاده  بشجاعه طياري الهليكوبتر في تنفيذ الابرار وسط مقاومه العدو سواء من الجو او المضادات الارضيه ، فطبقا للمخطط في خطط القوات الجويه كان من المفترض تنفيذ ضربه جويه ثانيه ضد نفس الاهداف واهداف اخري وخلال عوده طائرات الضربه الثانيه كانت طائراتنا الهليكوبتر تتقدم تجاه اهدافها في ظل ارتباك العدو وتشتت مجهوداته وتعطل دفاعاته ، لكن نظرا للنجاح الباهر للضربه الجويه الاولي ، فقد صدرت الاوامر بالغاء الضربه الثانيه وخرجت طائراتنا الهليكوبتر بدون حمايه وفي ظل استعداد كامل للعدو ، فتم اسقاط عدد من الطائرات بحمولتها من جنود الصاعقه بينما نجح السواد الاعظم من الطائرات في الوصول الي اهدافه وتنفيذ الابرار تحت ضغط العدو ، ومنهم من اصيب خلال عودته ليلا .

وطبقا للمخطط أيضا فقد نفذت طائراتين هليكوبتر عمليات خاصه مع المجموعه 39 صاعقه تمثلت في قصف جوي لابار بترول بلاعيم وابورديس بهدف حرمان العدو من استخدام البترول خلال الحرب ، وقد قاد العميد ابراهيم الرفاعي عمليه بلاعيم ونفذها بنفسه وعادت طائراتنا بسلام .

كما تم ضرب قوات العدو في منطقه واسط ودهب علي خليج العقبه عبر المجال الجوي السعودي بواسطه طائراتنا الهليكوبتر المنطلقه من مطار الغردقه وكان مفترض ضرب ايلات ايضا لكن تعذر ذلك

وبعد الانتهاء من الاطمئان علي عوده الطائرات دعانا اللواء حسني مبارك الي تناول السحور في استراحته فوق غرفه العمليات ، كنت انا والعقيد نبيل قائد الفرقه 119 فقط وكانت روحه المعنويه عاليه جدا واشاد بالطيارين الذين قاموا بعمل سيذكرة التاريخ طويلا ، وداعب العقيد نبيل بأن فرقه الهليكوبتر قد سببت خسائر عاليه مقارنه بالمقاتلات ،حيث كانت التقديرات المبدئيه في التخطيط تشير الي العكس

 

وطوال ايام يوم التاليه 7 و 8 و 9 لم يكن للفرقه 119 اي مهام قتال رئيسيه خلاف عمليات اخلاء الجرحي من الخطوط الاماميه

واذكر احد العمليات البطوليه التي قام بها الطيار احمد ابو شهبه (( المجموعه 73 تتشرف بنشر حوارها مع الطيار احمد ابو شهبه في موقعنا )) والملاح احمد ربيع بعمليه ابرار جنوب العريش لابرار مجموعه استطلاع ومخابرات حربيه ، واعطيتهم تعلميات انهم اذا واجهوا اى مخاطر يعودون من اى مكان بدون تقيد ، وبالفعل حدث ذلك وكنا بغرفه العمليات ومعنا قائد القوات الجويه بنفسه ، وكانت مهمه جريئه جدا حيث لم يسبق لطائرة هليكوبتر مصريه ان دخلت الي عمق اراضي العدو في سيناء المحتله بهذا الشكل وخاصه وانها عمليه ليليه ، وتم تأكيد خروج الطائرة من نطاق قواتنا في المكان والزمان المحدد له ، ودارت عقارب الساعه وبدأ القلق يتسرب الي النفوس ، فقد كانت تقديراتنا ان الطائرة لابد وان تكون قد عادت الان ، ونظرا للصمت اللاسلكي في تلك المهمه فلم يكن لنا اي علم بمكان الطائرة لانها لا تظهر علي الرادار بسبب ارتفاعها المنخفض جدا

ونظر لي اللواء حسني مبارك متسائلا في قلق عن سبب تأخر الطائرة ، ورددت عليه بان الاوامر المعطاه للطيار ان يناور بطائرته والخروج من اي مكان أمن ، مع وضع فايد كنقطه خروج اوليه له او الكاب امام بورسعيد

ومع استمرار مرور الوقت وتسرب القلق الي الجميع وصل الينا بلاغ بدخول طائرة هليكوبتر من قطاع الكاب

فتنفسنا الصعداء من نجاح عوده الطائرة بسلام في مهمتها الجرئيه ، وقد هبطت الطائرة في قاعده المنصورة لقرب نفاذ الوقود .

 


الثغرة

وحتى بدايه الثغره لم تكن للهليكوبتر اى مهام رئيسيه ، حتى جاء رئيس شعبة العمليات يوم 16 اكتوبر وقال لنا ان هناك معلومات تفيد بعبور إسرائيلي دبابات فى الدفرسوار وطلب طلعه استطلاع بالهليكوبتر  ، فطلبت ان اقلع في تلك الطلعه  لأنى اعرف المنطقه جيدا من خلال عملى بها بالاستنزاف ، وقال لنا ان تلك المنطقه لا توجد لنا بها اى دبابات ، واى دبابات تجدونها هناك اضربوها ..

واقلعت مع الطيار حسن خاطر وابراهيم البحبوحي من المخابرات الحربيه لتنقيذ مهمه الاستطلاع وكنا حوالى الساعه 3 ظهرا (وتنبـأت لابراهيم البحبوبي ضاحكا بانه لابد وان يتم الضرب علينا في هذه الطلعه )

وجدنا دبابات معاديه ، وقلت لحسن خاطر اضرب (صالفو) ، بمعنى ضرب ال 64 صاروخ مرة واحده ، وسرعان ما تم الضرب علينا من كل اتجاه وبكل انواع الاسلحه  وعادت الطائرة تجاه قياده الجيش الثاني ، ونزلنا بالجيش الثانى ووجدنا ان طائراتنا مليئه بالثقوب من شظايا وطلقات العدو ، وقال لنا سعد مامون قائد الجيش الثاني - لا تقلعوا الان ، لأنى اعطيت اوامر بالضرب لأى طائرة تظهر في الجو ، وكان معى البحبوحى  وقضينا ليلتنا فى ملجأ استطلاع ، وجلسنا بالخارج حتى الصباح وفى ذلك الوقت كان العدو يضغط على الجيش الثاني بقوة

 

وسمعنا من مكبرات الصوت بملجأ الاستطلاع ضابط استطلاع فى ابو سلطان يبلغ ان دبابات اسرائيلى تعبر القناه بكثافه وانه رصد دبابات كثيرة ، وقائد الاستطلاع يرد عليه في اللاسلكي يكذبه ويتهمه بالتهويل ، وسمعت بعد ذلك انه تمت  محاكمة ذلك قائد الاستطلاع علي عدم تصدقيه لبيانات الاستطلاع الوارده له .

ومن العمليات اثناء الثغره عندما تم محاصرة الجيش الثالث ، تم استدعائي للمركز رقم 10 وهو مركز القياده الرئيسي للقوات المسلحه وكان يوجد بغرفه العمليات وقتها الرئيس السادات والفريق سعد الشاذلي واللواء الجمسي   وطلب مني المشير احمد اسماعيل امداد الجيش الثالث الميداني ببلازما الدم  لحاجتهم الشديده له،علي ان احدد المكان والزمان المناسب لي ، وعلي الفور قمت بعمل تخطيط لمهمه الامداد للجيش الثالث  وكانت الطائرات تقلع من وادى حجول عند جبل عتاقه ، وكانت هناك معلومات سابقه تفيد ان اسرئيل ارسلت عند جبل عتاقه سريه هوك مضاده للطائرات .

وكان مخطط انه عند وصول اول طائرة هيلكوبتر وتفرغ حمولتها في الجيش الثالث وتقلع للعوده ، تقلع فى نفس الوقت طائرة اخرى من وادى حجول للأمداد وخلال عودتها تقلع واحده اخرى وهكذابالتناوب .

وحصل خطأ من قائد المنطقه ارض الاقلاع، فعندما اقلعت اول طائره ارسل بعدها الثانيه ثم الثالثه ، وتم ضرب الطائرتين التاليتين بسبب خطأ قائد المنطقه، وقد تم الضرب عليهم واسقاطهم بواسطه صواريخ هوك من فوق جبل عتاقه .

وكانت الطائرة الاولي يقودها الطيار احمد ابو شهبه وهو الذي نفذ طلعه جنوب العريش في اول ايام الحرب

فقد اقلع ووصل الي الجيش الثالث وامده بما معه في الطائرة من بلازما الدم وعندما قال لقائد القوات المحاصرة بأن طائرته خاليه ويمكن ان يقوم بأخلاء الجرحي و المصابين ، رد عليه احد الضباط بأن الجرحي لا يريدون ترك زملائهم واننا لا نريد ترك مواقعنا ، وكانت روحهم المعنويه عاليه جدا

 

واذكر أيضا واقعه اسقاط طائرة فانتوم بواسطه احد طياري الهليكوبتر ، وقد قابلت الطيار وطاقمه خلال الحرب وكان توفيق الله هو السبب الرئيسي مع سرعه بديهه كبيرة ، فقد حاول طيار الفانتوم ان يمر امام الطائرة الهليكوبتر فعمر الطيار صواريخه سريعا واطلق صواريخه ليدمر الفانتوم تدميرا كاملا .

 

وهناك ايضا طلعات تم تنفيذها  لأبرار قوات الصاعقه فى مطار فايد ولم نكن نعلم ان العدو قد احتلها فتم الغاء الطلعه .

واستمر عمل الهليكوبتر بعد وقف اطلاق النار في عمليات نقل ومواصلات بدون عمليات قتال ،

وهكذا انتهي دور فرقه الهليكوبتر في حرب اكتوبر ، بعد ان قدمت الكثير من البطولات والتضحيات والتي فاقت توقعات القيادات .

 


 

خرائط الابرار لقوات الصاعقه

من خريطه الحرب الرسميه 6 اكتوبر 1973

 

المحور الشمالي

 

المحور الاوسط

 

المحور الجنوبي

 ----

فيديوهات سياده اللواء في شرح خريطه الحرب

أضغط للمشاهدة

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech