وانا استمريت فى حرب الاستنزاف لنهايتها وفى سنه 70 طلعت بعثه للاتحاد السوفيتى واخذت دراسات عليا فى علوم الفضاء وتكتيكات الصواريخ وفى نفس السنه استطاع جمال عبد الناصر يصل لاتفاق مع السوفيت انهم يسلحونا باسلحه دفاع جوى حديثه اللى احنا حاربنا بها بالفعل وحصل ده لما هددهم انهم ان لم يعطوه هذه الاسلحه هيتركهم وهيرمى نفسه فى احضان الامريكان وهينسى ان له حليف اسمه موسكو وهتسلح امريكانى وهتصالح مع اسرائيل .فخافو منه ووفقو على طلباته واخذنا بموجب هذا الاتفاق السام 3 والسام 6 والسام 7 معدل والسام 2 معدل وطلعت بعثات وظباط بتشكيلاتها بالكامل على موسكو للتدريب على هذه ا لاسلحه وانا كنت احد قاده كتائب السام 3 وطلعت انا وكتيبتى على موسكو واخذنا التدريبات هناك والسام 3 شيب الاسرائيلين وكانو بيعملو حساب كبير للاماكن اللى فيها سام 3 لانها متخصصه فى ضرب الطائرات اللى بتطير على ارتفاع منخفض والسريعه والمناوره .

وعلشان كده احب اذكر ان حائط الصد الصاروخى كان له الفضل فى حمايه سماء مصر وارفض ان تنحصر الحرب فى صاحب الضربه الجويه الاولى اللى فتحت باب النصر وانا بقول هذا رغم حبى واحترامى لحسنى مبارك لكن الضربه الجويه ليس لها صاحب وانما لها اصحاب من طيارين ضحو بحياتهم واطقم طائرات واجهزه توجيه جوى وغيرهم .هما دول اصحاب الضربه الجويه .اللى خطط وقرر هما اصحاب الضربه الجويه . ومن الخطاء اننا ننسب الفضل لفرض واحد فقط .

المهم رجعنا وحاربنا وسببنا رعب رهيب للاسرائيليين لدرجه ان بعض الطيارين لما يعرف انه دخل منطقه الضرب كان بيترك الطياره وينطن من غير ما نضرب عليه حاجه .ومن المواقف المضحكه لما جاء رابع يوم قتال سال ديان الطيارين انتو تركتو طائرتكم ليه قالو من الصواريخ اللى كانت بتضرب علينا قال لهم مفيش حاجه انضربت عليكم وانتو نزلتو من كتر الرعب فامر ديان ان الطيارين يتربطو فى الطائرات علشان ميعرفوش ينطو منها .

ومن هنا احب ان اذكر واشدد على ضروره ان يعرف الناس هذا التاريخ المشرف للعسكريه المصريه لازم الحقائق تنكشف وكنت اتمنى ان يتم عمل العديد من الافلام عن حرب اكتوبر .ولسوء الحظ كان هيتعمل فيلم عن حرب اكتوبر بصفه عامه والجزيره الخضراء بصفه خاصه لكن للاسف مات هذا المشروع مع موت الرئيس السادات . وما حدث بالتحديد انه فى عام 77 :78 اقترح القاده المحترمين اللى كانو لسه فى الخدمه اشارو  على الرئيس السادات انه لابد ان يعمل افلام تمجد حرب اكتوبر وحرب الاستنزاف وللامانه الراجل رحب بالفكره وكمان قال انا لو هعمل هعمل على مستوى عالمى .وبالفعل راح وجاب اكبر المنتجين العالميين اللى انتجو اكبر واروع المعارك الحربيه من ا لخارج ومن مصر واجتمع مع ظباطنا والقاده وهيئه البحوث وظلو حوالى 7 او 8 شهور يدروسو الموضوع من كل الجوانب . وتم تكليفى بعمل الماده العلميه لمعركه الجزيره وتم هذا بموجب خطاب رسمى موجه لى وكان هيتعمل فيلم كبير على مستوى فيلم اطلو يوم فى التاريخ وهذا هيمثل الهجوم المصرى بالكامل من بورسعيد للسخه ولتكن مدته من 2.30:3 ساعات واترصدت ميزانيته كمان .وكمان تم اقتراح بعمل 4 افلام قصيره تكون مده الفيلم ساعه يمجد اربع معارك من حرب الاستنزاف او اكتوبر .فتم تحديد 100 معركه ثم تم تصفيتهم الى 42 معركه وعرضوهم على الرئيس السادات فقال اختارو اربع افلام نبداء بيهم الاول وبالفعل تم التوافق على اربع افلام وكان اول الترشيحات:

1-      معركه الجزيره الخضراء

2-      معركه راس العش

3-      معركه الدبابات بممر متلا

4-      فيلم يمثل عمليه من عمليات المخابرات زى عمليات المجموعه 39قتال لابراهيم الرفاعى

وبالفعل تم عمل الماده العلميه لمعركه الجزيره الخضراء وتم تكليفى بعلم كتاب تاريخ عسكرى عن معركه الجزيره الخضراء وعملته وتم طبعه ويتم تدريسه فى جميع الكليات والمعاهد العسكريه المصريه والعاليمه .وللاسف توفى انور السادات بعد شهرين وماتت معاه كل هذه المشاريع وانتهت كل بطولات الجيش المصرى بكل اسلحته لكى تنحصر الحرب كلها فى شخص واحد وضربه جويه فقط .

ازاى كل الاسلحه تهدر حقها بهذا الشكل ازاى الشهداء اللى ماتو لا ذكر منهم احد .انا اخشى ان تقوم حرب بيننا وبين اسرائيل ولا اجد جندى مثل الجندى اللى حارب فى اكتوبر او لا اجد مدنى مثل اللى كان معانا ولا يجب ان ننسى دور المدنين اللى شارك وفى بناء الدشم لحائط الصواريخ واستشهد منهم الكثيريين ويجى غيرهم من غير خوف يكملو المشوار .

هى دى روح اكتوبر اللى كانت موجوده اللى مش موجود اليوم . انا حزين على وقف كل هذه المشاريع ولسه الناس بتسمع عننا اليوم بعد ما اعمارنا وصلت للسبعين والثمانين .

من الموافق الكوميديه التى لن انساها فى حياتى وهى يوم 11 اكتوبر بالليل اكتشف الرادار بتاعى طائره فى الجو على مسافه 120 كيلو جايه مقتربه عليها فى قاعده غرب القاهره فانا بلغت والقياده بلغتنى مفيش لينا طائره فى الجو اكيد هذه طائره معاديه .قالو خليك معانا على التليفون وعملو تحرياتهم ووجدو  ان مفيش اى ابلاغ عن طائره او اذن لدخول المجال الجوى ولا هذا وقت يطلع فيه طائره وكانت الساعه 11 مساء فقالو هذه الطائره معاديه واخذت رقم معاديه على الخرائط واخذت امر بتدمير الطائره لانها اسرائيلى اول ما تدخل فى المرمى  بتاعك دمرها.المهم الطائره اصبحت تقترب 60 الى 50 الى 40 كيلو وانا فى انتظارها حتى اصبحت الطائره على مسافه 16 او 17 كيلو وده احسن وضع لضرب الطائره . وكنت اخذت القرار انى هطلق عليها صاروخين سام 3 علشان اجيب اجلها على طول وانا قولت لظابط التوجيه عندما تكون جاهز اطلق ووضع ظابط التوجيه صباعه على زر الاطلاق منتظر اللحظه المناسبه للاطلاق واصبح مش فاضل غير انه يدوس فقط لاطلاق الصاروخين وفى هذه ا للحظه جالى تليفون بوقف الاطلاق فورا فقولت الغى الضرب فشال صباعه من على الزرار يعنى تم انقاذه هذه الطائره فى واحد على مئه من الثانيه . علشان بعد كده يقول ولى ا ندى طائره مين ( يتضح انها لمعمر القذافى ) !!!!!!

المجنون طالع من ليبيا الساعه 11 ليلا بدون امر تحرك بدون اخطار بدون اذن دخول المجال الجوى وداخل على قاعده عسكره ليلا ونزل بعد ان كان بينه وبين ا لموت واحدعلى مئه من الثانيه .وبعدها ناس كتير قالت لى يا رتك كنت موته .......

نبذه عن البطل مجدى بشاره :

تخرج سنه 62

السلاح دفاع جوى

اهم المؤهلات دبلوم ودراسات عليا فى علوم الفضاء بالاتحاد السوفيتى

ماجستير فى العلوم العسكريه فى تكتيكات الصواريخ من الاتحاد السوفيتى سنه 70

وكان الاول على دفعته سنه 63 وده كان اختبار متعارف عليه بيحصل كل سنه علشان يشوفوا حس قائد سريه او فصيله او كتيبه على مستوى الجيش .وانا طلعت اكفاء قائد سريه مدافع على مستوى الجمهوريه .واخذت نوط التدريب العسكرى من الطبقه الاولى من جمال عبد الناصر. لان بدايتى كانت ناجحه هكذا فاصبحت احب الجيش جدا واحب عملى بدرجه كبيره .

وسام الشجاعه العسكرى من الطبقه الاولى عن معركه الجزيره الخضراء سنه 70

وسام الشجاعه العسكرى من الطبقه الاولى من انور السادات سنه 74 عن دورى فى حرب 73

ميداليه حرب اكتوبر

ميداليه الخدمه الطويله والقدوه الحسنه .ودى مفيش ناس كتير اخدتها واناحصلت عليها من حسنى مبارك وبكده اكون اخذت اوسمه من ثلاث رؤساء . وشروط الحصول على هذا الوسام هى :

1-    ظابط يخدم فى القوات المسلحه 20 سنه فاكثر

2-    لم يوقع عليه اى جزاء طوال ال 20 سنه

3-    وتكون كل تقاريقه فى ال20 سنه امتياز ومينفعش يكون عنده تقرير واحد جيد جدا

نوط الواجب العسكرى من الطبقه الاولى من انور السادات وكان هذا التكريم لانى وضعت تصميم طائره بدون طيار .رغم انى لست مهندس ولا طيار لكنى من صغرى وانا كان عندى 10 سنين كنت هاوى لنماذج الطيران واحب مجلات الطيران وكل ما يخص الطيران واشتركت فى نوادى طيران وكنت بعمل نماذج طيران فى وزاره الثقافه الجويه وتدرجت فى الهوايه من عمل نماذج صغيره الى نماذج كبيره تعمل بدفع اليد او بماتور او يتم توجيهها بلاسلكى وعندما اصبحت مقدم فكرت ليه معملش طارئات موجهه باللاسلكى يتم تدريب قوات الدفاع الجوى عليها .وبالفعل عملت طائره عندى فى البيت من الاف للياء على يدى وبعد حوالى ثلاث او اربع محاولات فاشله لمحاوله ان تطير لعيوب فى الصناعه اخيرا نجحت فى اخر مره .وتقدمت بالفكره للدفاع الجوى واخذت الفكره تسير فى السستم القانونى بتاعها وفى مايو 80 امام الرئيس الراحل انور السادات بميدان الرمايه طيرت الطياره بعد ما اتوافق عليها من كل الجهات كتجربه عمليه لها وكان ده احتفال بيوم الرمايه وكان بالمنصه جميع الملحقين الاجانب وكبار القاده المصريين وفعلا بعدما تم ضرب المدفعيه للطائره وتم الاذاعه فى الميكروفون ان هذه الفكره والتصميم لظابط مصرى فرح جدا الرئيس انور السادات وطلبنى لكى يصافحنى وبالفعل صعدت للمنصه ومنحنى هذا النوط .وللاسف الشديد فضلت اسال عملتو ايه فى الطائره ؟ يقولو اه  احنا خلاص بنصنعها وظل الوضع على هذا سنه واتنين حتى اصبحت عميد ولم تصنع الطياره . طب فين ورقها يا جماعه يقولو اه ده موجود هنا ولا هناك اى كلام فاضى .حتى كانت المفاجاه ان التصميم اتصرق واخذه ظباط اخرين فى الدفاع الجوى وبالفعل اتكتب باسمهم واتصنعت واتصدرت كمان لدول افريقه وعربيه كهدف لتمرين الدفاع الجوى عليها وربحو الملايين . وانا حسيت انى اترقت وانهارت نفسيتى على سرقه مشروعى وكانت النتيجه انى قررت ان اترك الجيش وقدمت على طلب احالتى للتقاعد .