Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء طيار ابو بكر حامد

 

مقتبس من كتاب - طيار الرئيس بموافقه سياده اللواء شخصيا

 

ولد فى4 شارع حسن رضوان بحدائق القبة بالقاهرة فى 27 فبراير من عام 1946

 كان والده مهندساً زراعياً أضطرته ظروف عمله للتنقل بين عدة محافظات

وعدد من البلاد منها قنا ، وبني سويف ، والفيوم ، والمنصورة   

، وبالتبعية صاحبته أسرته فى تنقلاته فقضى بطلنا دراسته الأبتدائية بمدرسة الباحثة البادية بالفيوم، فى حين قضى دراسته الإعدادية بمدرسة إبن لقمان الإعدادية بالمنصورة، فى حين حصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة القبة الثانوية بالقاهرة عام  1963، وكان لتنقلاته بين هذه المحافظات وصداقاته العديدة دورها فى تفتح مداركه وأكتساب الخبرات ، والقدرات ، والمهارات ، وخصوصا رغبته فى التنقل لأكتساب المزيد من المعرفة  ..
وكان اليوم الدراسي  فى تلك الأثناء يبدا بالقرءان الكريم ، والأناشيد الوطنية ، وكان لزياره طلبة الكليات العسكرية للمدرسة أثره في حبه ورغبته بالالتحاق بها. 

 

وبعد حصوله على الثانوية العامة إلتحق  بكلية العلوم  جامعة عين شمس تلك الجامعة العريقة القريبة من محل إقامته وقضى بها عاما كاملاً ، ولكن الدراسة بهذه الكلية لم تكن لترضى طموحاته  وهو الشاب المحب للإنطاق والمغامرة وما لبث بعدها أن   تقدم للإلتحاق بالكليات العسكرية وكانت رغبته الأولى هى الكلية البحرية لحبه لحياة البحر والتنقل والترحال بين موانى ومدن بلاد العالم ، ولكن كما يقال : " فى أغلب الأحوال لاتأتى الرياح بما تشتهى السفن"  فقد حوله القومسيون الطبى لوجهة أخرى لم تكن فى حسبانه وهى تأهله للألتحاق بالكلية الجوية ، التى وجد فيها ضالته المنشودة ، والتى أعدته ليكون طياراً مقاتلاً بالقوات الجوية ..
وكان له مثلا أعلي رغب أن يحذو حذوه رجلاً شديد الإيمان كان طياراً وأكمل عمله مهندساً إسمه حسن بكر محمد كان يفخر بأنه طياراً كما كان  محباً دائماً لعمل الخير وبعد انتهاء عمله كطيار وحيث انه كان ثرياً أنشأ دور للأيتام ومستشفي للكلي بالقناطر الخيريه ومعهداً دينياً، وتعلم منه حب الطيران وحب الوطن وعمل الخير
وحببه في أن يكون طياراً.
كما أن حى القبة الذى شهد مرحلة الشباب المبكر لبطلنا الطيار أبو بكر
يوجد به العديد من ابطال القوات المسلحه والذين كانوا مثلاً  له ولكل الشباب من جيله مثل : البطل الشهيد سمير جوهر، وسامي عبد ربه ، ومجدي ابو زيد شهيد جزيرة شدوان . 

*****


 

طالب بالكلية الجوية

  

    

     إلتحق ابو بكر بالكلية الجوية  عام 1965 حيث تلقى تدريبه على أيدى طيارين أكّفاء وتخرج منها يوم الأول من يونيه عام 1967 قبل حدوث النكسة بخمسة أيام .. ومن العجيب والغريب  أنه قد تخرج بعد التدرب عدد ساعات طيران   مناسبة على الطائرة المصرية الصنع وباكورة صناعة الطائرات الحربية المصرية النفاثة القاهرة 200  ضمن الدفعة 19 طيران تلك الدفعة التى نال معظم أبطالها الشهادة خلال حربى الأستنزاف وأكتوبر المجيدة ومن تبقى منهم على قيد الحياة أطال الله فى عمره ،
      وحين التحق بكليه الطيران كان التدريب عنيفا والحياة صعبة تتطلب عزيمة وصبر الرجال ..
    
وقبل التخرج حصل في سنه 66علي فرقه صاعقه تعلم منها ان الانسان لديه قدرات خارقة لا يعلمها، وتعلم خلالها الجلد و التقشف وكان التدريب 24ساعة يومياً بدوريات صحراوية ،وزراعية ،  وبحرية وكان الهدف منها  التصرف في حالة إستخدام الكرسي المنطلق  ، والهبوط بالصحراء وليزيدوا الطيارين الجلد .. وهذا ما أفادهم في حرب الاستنزاف واكتوبر

يوم الأول من

  يونيو 1967 وكانت حفلة التخرج بصاله الجمانزيوم بكليه الطيران ببلبيس وحضرها المشير عبد الحكيم عامر وتم قراءة  قسم التخرج سريعا لوجود طوارئ،  حيث كانت البلاد في حالة توقع حرب مع اسرائيل .  

  وفور إلتحاقه بالتشكيلات قام بالتدريب من خلال فرقة على المقاتلة القاذفة الميج 17 ويتذكر مدربه الطيار مصطفى حافظ الذى كان من أعظم المدربين مهارة وخلقاً  وقدوة حسنة

الذى علمه و حببه في الطيران وأصبح مثله محباً للمناورات الجوي

 

     ثم أعقب هذه الفرقة بفرقة أخرى على المقاتلة الميج 21 التى خاض بها معارك الأستنزاف فى أعوام 1968 ، و1969، و1970 ، و1971من خلال وجوده بواحد من أشهر أسراب هذا النوع بما يضمه من أمهر الطيارين منهم البطل طيار فوزى سلامة  ذو الصولات والجولات فى سماء المعارك والمواجهات مع الطائرات الإسرائيلية ، والبطل طيار ممدوح الملط , والبطل طيار أحمد عاطف عبد الحى ، والبطل الشهيد طيار أحمد نور ، والبطل الشهيد طيار سامح مرعى ، والبطل طيار منير حمدى ، والبطل طيار إبراهيم حماد ،والبطل طيار مدحت زكى والبطل طيار عويس ...

*****

 

 

 

بالكلية الجوية أبو بكر يتوسط الصورة بالصف الثانى وأمامه الشهيد سليمان ضيف الله


 

مشاركته فى حرب الأستنزاف

                                                                                       

  وعقب تخرجه مباشرة من الكلية الجوبة بأيام قليلة بدأت حرب الخامس من يونيو والتى كان السبب فى الهزيمة فيها حسب رأى اللواء أبو بكر  القيادة والإدارة وليس الطيارون ، وقيل أن الطيارين كانوا نائمين وقت الضرب .. وكلما ذكرت الهزيمة  يقال ان سبب الهزيمه هم الطيارون هذا بالرغم  بالرغم من قيام الطيارون بطلعات نادرة وإنتحارية علما بأن الطائرات الإسرائيلية قامت بالهجوم على مطارات تمادا والمليز ثم العريش فى الثامنه واثنين واربعين دقيقه ثم باقى مطارات الجمهوريه بفاصل زمنى ومع ذلك لم يقم أى مطار بالتصدى لها أو إبلاغ المطار الآخر لعمل الازم وبالرغم من أنه تم إصابة الممرات قام الطيارون بطلعات منفرده انتحاريه للاشتباك مع الطائرات المغيرة  ومنهم البطل الشهيد الملازم طيار سعيد عثمان ، وسامى عبد ربه ، ونال الشهيد نبيل رضوان الشهاده داخل طائرته أثناء الاقلاع ، أما البطل سعيد شلش وفتحى سليم اللذان اشتبكا مع طائرات اسرائيليه فوق شرم الشيخ طراز نور أطلس كانت تسقط مظليين فوق شرم الشيخ حمولة كل طائره ستين فرداً أى كلفوا اسرائيل 120جندى وطائرتان ميراج اسرائيليتان .

     كانت أيام عصيبة خلال حرب الأستنزاف.. تدريبات مستمرة ، وإستعدا دائم للقتال .. فكان طيار الحالة الأولى مستعداً دائماً  من أول ضوء لآخر ضوء وطبقا لفصول السنة قد يكون أول ضوء فى الرابعة فجراً ولكن إستعداد الطيار يبدأ قبل هذا التوقيت بساعة كاملة على الأقل حيث يستقيظ ويحلق ذقنه ويرتدى ملابس الطيران ويصعد إلى طائرته ليكون جاهزاً ومربوطاً داخلها على أول الممر  ثلاث ساعات كاملة .. وبعد آخر ضوء لايذهب للراحة بل يستمع لمحاضرة من قائده عن تقييم أدائه خلال اليوم .. ليس هذا فحسب بل كان محروما من الراحات فى أحسن الظروف يوماً واحداً خلال من أسبوعين لثلاثة أسابيع وقمة الكرم إذا أضيف لهذا اليوم مبيت أو مبيتين خلال الشهر بحيث يغادر الطيار قاعدته فى بعدآخر ضوء ليكون بها مرة أخرى قبل أول ضوء.. كل ذلك  فى ظل ظروف مناخية من حرار شديدة أو برودة قارصة... كانت حياة فى منتهى القسوة ولكن تقبلها الطيارون بصدر رحب من أجل مصر ..

          شارك الطيار البطل خلال حرب الأستنزاف وفور إلتحاقه بالتشكيلات بأحدى القواعد المتقدمة على الجبهة مباشرة حيث شارك فى كثير من الطلعات ، والمظلات الجوية ، والأشتباكات ، ضد طائرات العدو الاسرائيلى و يتذكر اللواء طيار أبو بكر من ضمن الأشتباكات العديدة التى خاضها ضد طائرات العدو  أشتباكين  هامين شارك فيهما

 

 

 الأشتباك الأول
       فى 11 نوفمبر 1969 حيث شارك فى تشكيل ثنائى من طائرتى ميج 21 بقيادة زميله الطيار البطل يحيى بدر الذى كان عائدا من أجازة قصيرة لأنه كان حديث الزواج ..  ووصل إلى القاعدة حوالى الثالثة فجراً ومع أول ضوء أعلنت حالة الطوارئ بالقاعدة الجوية لتعزيز مظلة جوية مصرية مشتبكة مع طائرات العدو فوق القناة فأصدر زميله تعليماته بأن يكون هو وأبو بكر بالتشكيل الثانى وبالفعل أخذ التشكيل الأول مكانه على ممر الأقلاع أستعداداً لبدء الأشتباك ولكن الأوامر جاءت بأنتهاء الأشتباك فعاد التشكيل لموقعه .. ومالبثت أن  تجددت الأشتباكات الجوية مرة أخرى  فأصبح التشكيل الثانى هو الذى فى المقدمة..  وماهى إلا لحظات وكان التشكيل الذى يضم البطلين يحيى بدر وأبو بكر فى إتجاههما نحو مكان الإشتباك فى أتجاه الساعة 11 طبقاً لتوجيه الموجه الأرضى ، ولكن لم يبدو لهما شيئاً فى الأفق .. وفجأة حينما غير أبو بكر موقعه من يمين إلى يسار قائد التشكيل وجد إطلاق نيران فى موقع طائرته السابق .. فأسرع بتحذير قائد التشكيل بأنهما يتعرضا لهجوم

 

و عندما ناور أبو بكر بطائرته جهة اليمين بنظرة خاطفة وجد أن هناك 4 طائرات إسرائيلية صاعدة من أسفل إلى أعلى حيث كانت قريبة جداً من سطح الأرض  (زيرو فيت)لتجنب الكشف الردارى وشرعت فى مهاجمة البطلين

وبدأ قائد التشكيل أيضا فى المناورة مما جعل الطائرتان الميج- 21 فى مواجهة الطائرات الأسرائيلية الأربع وجها لوجه وهو  ما أصابها بالفزع فتفرقت، وتشتتت  خوفاً من أصطدام الطائراتين المصريتين بها وبدأت مناوارت الطيارين المصريين مع أقرب طائرتين لهما فى صراع (الدوج فايت) وهو محاولة كل منهما بالإمساك بذيل الطائرة التى أمامه بوضعها فى دائرة تنشينه وخلال هذا الصراع كان ما يشغل بال الطيار المقاتل أبو بكر هو معرفة نوع هذه الطائرات التى يشتبك معها للمرة الأولى والتى لم يشاهدها من قبل والتى تتميز بالمقدمة السوداء المسحوبة  لأسفل والتى علم فيما بعد أنها طائرات الفانتوم التى وصلت حديثاً إلى إسرائيل فكان هذا أول إشتباك بين مقاتلات مصرية وطائرات الفانتوم الإسرائيلية التى وصلتهم حديثاً  وإستطاع أبو بكر بمهارة أن يصوب صاروخين متتاليين  نحو إحدى طائرات الفانتوم الإسرائيليالتى أفلتت  من صاروخه الأول وانفجر الصاروخ الثانى بجناحها والتى تم تصويرها بكاميرا طائرته وهى تغادر المعركة وغلالة من الدخان الأسود تندفع خلفها فى طريقها للشرق بداخل سيناء

..
إنتهى الأشتباك وسأل أبو بكر قائد تشكيله عن موقعه فأخبره بمكانه وأخبره أن طائرته قد  أصيبت أثناء الأشتباك وأن الاصابة أدت إلى عطل  جهاز دورة الهيدرولك  والذى يتحكم فى إنزال العجل أثناء هبوط الطائرة ، ولذلك فأنه قرر القفز بالمظلة .. ولكن أبو بكر طمأنه أنه شاهده وطلب منه عدم الهبوط  بالمظلة وأنه سيلقنه طريقة فتح أبواب تنزيل  العجلات بأسلوب الطوارئ ..
     وبالفعل أستمر معه حتى هبطت طائرته بسلام وزادت أواصر الصداقة والود بينهما بعد تلك الطلعة التى ابدى فيها قائد تشكيله عرفانه لزميله الذى أنقذ حياته وأنقذ طائرته

 

*****

 

الإشتباك الثانى:
      
جرى هذا الإشتباك  يوم 27 نوفمبر 1969 وكان الطيار أبو بكر أيضا ضمن تشكيل ثنائى بمظلة جوية مع الطيار الرائد المواوى وكانت تجاورهما مظلتين أخريين وكان الوقت منتصف النهار تقريباً وطارد أبو بكر إحدى طائرات العدو الميراج وعندما لاحظ طيار العدو إصرار خصمه على ملاحقته وإسقاطه لجأ للخيار الأخير المتاح له وهو الهروب فى أتجاه قرص الشمس لكى يختفى عن عينى ملاحقه .. وبالفعل أختفت الطائرة المعادية فى عين الشمس فما كان من أبو بكر إلا أن قام بتغيير أتجاهه للبعد عن أتجاه قرص الشمس الذى يسبب للناظر إليه نوع من العمى المؤقت

وما كاد يدور بطائرته إلا أن وجد أمامه الطائرة المعادية التى فقدها بعد أن قام قائدها بنفس المناورة  التى قام بها أبو بكر وفى نفس الأتجاه ولكنه سبقه ببضع ثوان  و لم يترك أبو بكر  الفرصة التى سنحت له للنيل من خصمه  وفتح نيران رشاش طائرته فى إتجاه طائرة العدو بعد أن وضعها داخل دائرة تنشينه..  وأظهرت صور كاميرا طائرته إصابة طائرة العدو وذلك بوجود دخان كثيف خلف الأجنحة حيث خزانات وقود الطائرة دون أن  تسقط أمامه مباشرة

*****

إشتباك آخر:

يتذكر اللواء أبو بكر أشتباكاً آخراً نفذه زملائه بكل مهارة ومقدرة

التشكيل الجوى بقيادة الطيار سامح مرعى، ملازم طيار إبراهيم حماد ،نقيب طيار أحمد نور الدين، ملازم طيار أحمد عاطف..  المهمه حماية طائرات الاستطلاع المصرية من طراز الميج 21 أثناء عودتها .. الموقع منطقة القنطره شمال الاسماعيليه، وقد تم الاقلاع والتوجه إلى المنطقه على ارتفاع منخفض حتى مدينة بور سعيد ثم التسلق إلى ارتفاع 7ك والعوده فى اتجاه مدينة الاسماعيليه بحيث تتلاقى الطائرات مع طائرات الاستطلاع فى العوده لتأمينها ، تم الانذار من موقع رادارات التوجيه بإقتراب تشكيلات معاديه من اتجاه الشرق متتبعه طائرات الاستطلاع وبأمر من قائد التشكيل الرائد سامح مرعى تم فتح الحارق اللاحق لزيادة السرعه وإلقاء الخزانات الاحتياطيه بعد نفاذ الوقود منها وتم الاشتباك الجوى مع الطائرات الاسرائيليه وتم اطلاق 11صاروخاً على الطائرات المعاديه فى هذا الأشتباك وإسقاط قائد التشكيل الاسرائيلى..


إشتباك هام

:
وعن أحد الأشتباكات الهامة التى خاضها زملائه بالقاعدة وأبلوا خلالها بلاءاً حسناً يقول اللواء أبو بكر - من واقع تسجيل المعركه في كتاب ذئب في قرص الشمس للكاتب محمد عبد المنعم


تشكيل الرباعي الفنجر فور  والذي سميت الاشتباكات وقتها مصيدة الفانتوم التشكيل المكون من رائد طيار سامح مرعى ،ملازم أول طيار محمد إسماعيل عويس ملازم أول طيار أحمد عاطف ملازم أول طيار منير حمدى.. الموقع منطقة جيل عتاقه بالعين السخنة ..  المهمه تعزيز طائرات القتاليه بعد عودتها من إعتراض طائرات الاستطلاع المعادية.. قوة الطائرات المعاديه  8  طائرات فانتوم ف-4 .. تم الاقلاع من حالات الاستعداد الأرضى والتوجه إلى منطقة القطامية لحماية وتأمين الطائرات فى أثناء عودتها ونزولها ولقد أفاد التوجيه الأرضى بوجود طائرات معادية فوق منطقة خليج السويس إنطلق التشكيل بأوامر من التوجيه تجاه الشمال لجذب الطائرات المعادية التى كانت تشكل قوة لحماية طائرات الاستطلاع وتم إعطاء أمر الاقلاع لطائرات الحاله الثانية ثم التسلق إلى ارتفاع 7ك والدوران فى اتجاه الجنوب مع الميل لاتجاه الغرب حتى يتم الاشتباك فوق الاراضى الصديقه قدر الامكان ثم إعطاء الأوامر بفتح الحارق اللاحق وتعمير المدافع ثم إعطاء بيانات مستمره عن التشكيل المعادى (اتجاه سرعه وارتفاع) ووضع الطائرات ، تم إلقاء الخزانات الاحتياطية بأوامر من قائد التشكيل وبعد ذلك تم بأوامر من التوجيه عمل دوران معركه فى اتجاه اليسار ولأعلى وتمت رؤية التشكيل المعادى وتمييزها مباشرة بواسطة قائد التشكيل ، تم اشتباك التشكيل مع طائرات العدو وخلال الاشتباك أبلغ الملازم أول طيار أحمد عاطف قائد التشكيل بوضعه وسهولة الاشتباك مع الطائره الفانتوم المنفرده وتم إسقاط هذه الطائره بعد مناورات من الطيار الاسرائيلى بالافلات ولكن تمكن الطيار أحمد عاطف من إسقاطها وأسر قائدها

                                               ******

من المواقف الحرجة:
يتذكر اللواء أبو بكر تلك الحادثة التى وقعت له أثناء إحدى الاشتباكات مع طائرات العدو فوق قناة السويس خلال حرب الإستنزاف فى نهاية شهر رمضان من عام 1969 حيث كلف ضمن تشكيل من 7 طائرات ميج 21 بقيادة الرائد طيار المواوى بعمل مظلة جوية فوق منطقة الاسماعيلية للإشتباك مع طائرات العدو التى تطارد أحدى نشكيلاتنا الجوية التى قامت بعمل هجوم ضد أهداف للعدو داخل سيناء .. وبالفعل تم التصدى لطائرات العدو ومنعها من اللحاق بمقاتلاتنا ودارت معركة حامية وطويلة مع طائرات العدو أستخدت فيها كافة التكيكات القتالية والأسلحة .. ونظراً لتفوق طائرات العدو فى ذلك الوقت فى فترة البقاء فى الجو لوجود خزانات الوقود بها ذات سعة أكبر ففوجئ الطيار أبو بكر أثناء إنهماكه بالأشتباك فى المعركة الجوية بين كر وفر بنفاذ وقود طائرته وتوقف محركاتها ولم يكن أمامه سوى إتباع التعليمات فى مثل هذه الظروف مادام بعيداً عن ممرات الهبوط بأى قواعد جوية مصرية والمنطقة أسفله ليس بها أرض مستوية تساعد على العبوط الاضطرارى  وهى الأرتفاع بالطائرة لأرتفاع آمن يسمح له بالقفز بالمظلة بعد توجيه  مقدمة الطائرة نحو منطقة غير مأهولة بالسكان ..  وبالفعل إنطلق بالكرسى القاذف خارج الطائرة بالقرب من مدينة الإسماعيلية ولكن عندما فتحت المظلة وجد أن إحدى ساقيه عالقة بأحبال المظلة ومرفوعة لأعلى فى وضع غير مريح .. وحاول بكل حذر تخليص ساقه دون أن ينزلق من أربطة المظلة الملتفة حول جسمه .. وبعد أن تمكن من ذلك شعر أن الرؤية مصبوغة باللون الأحمر وأن هناك سائلاً يجرى على جبهته ، وبتفحص الأمر وجد أن دمائه تنزف من الجبهة ومن منطقة الأنف وبتحسس أنفه وجد أن جانب أنفه مقطوع يكاد ينفصل عن باقى الأنف فحرص على يقترب بيده منها مرة أخرى كى لاتنفصل تماما ، ونظراً لشدة الرياح أثناء هبوطه فقد حملته حتى منطقة القصاصين وما أن وصل الأرض إلا وكسرت ساقه ، وجاء نزوله بأحد مواقع المدفعية المصرية ونظراً لأن هذا الموقع تعرض لغارات متتالية من طائرات العدو فقد ظن جنود الموقع أنه طيار إسرائيلى ولم يصدقوا قسمه لهم أنه طياراً مصرياً ولا ما حاول أن يخرجه لهم من تحقيق شخصية منعوه من مد يده إلى جيبه ولم يخلصهم من بين أيديهم سوى أحد ضباط الموقع الذى إصطحبه إلى عيادة الموقع حيث أجريت له الإسعافات الأولية وتم حقنه بحقنة تيتانوس وأستدعيت طائرة هليوكوبتر للموقع نقلته إلى قاعدة ألماظة ومنها إلى مستشفى القوات الجوية، ومالبث أن تماثل للشفاء وكان حريصا على العودة إلى قاعدته ليواصل مشاركة زملائه كفاحهم ونضالهم كأحد طيارى المقاتلات ، وبالفعل لم تمض أيام قليلة بعد عودته إلا وأستطاع إصابة الطائرة الفانتوم الاسرائيلية التى فرت لتسقط داخل سيناء فى نوفمبر 1969.

                                    *****

ويذكر اللواء أبو بكر :
أنه خلال الاشتباكات الجوية فى حرب الاستنزاف  مررنا بفتره كانت الخسائر فى المقاتلات المصرية  اكثر من الطائرات الاسرائليه..
خلال 1969 بدأ العدو يستغل نقط الضعف فى جانبنا فبدأ عمليات اختراق المجال الجوى عند منطقة الزعفرانه جنوب خليج السويس بعد دراسة مدى طائرات الميج ومعرفة ان كمية الوقود التى تحملها ستنفذ إذا اشتبك طيارونا على هذه المسافة البعيده ولن يتمكنوا من العوده وبدأوا فى استدراج طيارونا الى أبعد مسافه فى هذه المنطقه كما بدأوا فى استخدام الكمائن الجوية بأن يظهر التشكيل المعادى صغير من طائرتين مثلا داخل مجالنا الجوى وعند تعرض مقاتلتنا لهذا التشكيل تفاجئ بوجود أضعاف هذا العدد من طائرات العدو على ارتفاع منخفض لا يتم كشفه بالرادار أو يصل فجأه تشكيل آخر متأخر عن الأول بتدبير سابق إلى منطقة الاشتباك وبالتالى تصبح كفة العدد فى صالح العدو ليتمكن من اسقاط طائراتنا بسهولة..
 
 واتهمنا الطيارون الروس بالضعف إلا أن الله اظهر العكس ..  وفي سنة 1970إشتبك الطيارون الروس مع 8 طائرات للعدو الاسرائيلي وتم إسقاط الطائرات الروسية بأكملها  وعلموا أن الإسرائليين يمتلكون طائرات ذات تسليح ومدي ومناورة أفضل وتدريبهم أفضل وأعدادهم أكثر بل ان بعد ان تدربنا مع الطيارين الباكستانيين وتعلمنا المناورات بالسرعات البطيئة والتدريب مع اسراب القتال بهذه السرعات اذ ان يوجد حد ادني للمناوره بالسرعات البطيئة حتي لا تدخل في انهيار للطائره وسقوطها للارض لكننا استطعنا التدريب واسقطنا تباعا طائرات اسرائليه وذهل الطيارون الروس بما وصلنا له من مستوي عالي لم يحصلوا هم عليه.

                                                ****


 

مدرساً بالكلية الجوية :


      نظراً لأحتياجات القوات الجوية من طيارين خلال حرب الأستنزاف  والإستعداداً للمعركة المرتقبة لتحرير سيناء أستعانت بمجموعة من الطيارين ذوى الخبرة والمهارة منهم الطيار البطل أبو بكرللعمل  بالكلية الجوية لتخريج أعداداً من شباب الطيارين وكان مكلفاً بالتدريب العملى بالجو وقد نجح مع زملائه  فى تخريج عدد من الدفعات خلال الفترة من عام 1971   حتى أواخرعام 1973   .. حتى أن من تم تخرجهم من طيارين خلال تلك الفترة هم من وقع عليهم العبء الأكبر فى المعاونة  بالعمليات القتالية فى حرب أكتوبر المجيدة وكانوا صناع النصر ..
    ويتذكر اللواء أبو بكر أن شباب الطيارين الذين قام بتدريبهم كان يملؤهم الحماس ويتحرقون شوقاً لأنهاء التدريب ليتمكنوا من الألتحاق بأسراب المقاتلات ليصبحوا نسوراً للجووالقيام بدورهم فى معاونة زملائهم  لدرجة أن التدريب كان يتم نهارى وليلى وعمل شاق بينهما دون أدنى راحة أو إلتقاط للأنفاس  لتخريج الدفعات فى فترات زمنية محدودة وبكفاءة قتالية عالية ..
    وكان دور الكلية الجوية فى تلك الأثناء ليس قاصراً على تدريب الطلاب المصريين بل تعدى هذا الواجب إلى واجب فومى وهو تدريب شباب الدول العربية وخاصة ليبيا والجزائر ، ويتذكر اللواء أبو بكر حضور السيد أبو بكر يونس عضو قيادة مجلس الثورة الليبى السابق حفل تخرج دفعة طيارين ليبيين على أيدى هؤلاء المعلمون المصريون الأكفاء .

 

***

 

دوره فى حرب أكتوبر المجيدة:   

قامت حرب أكتوبر المجيدة من عام 1973  وهو معلماً بالكلية الجوية ، وأصر الطياريون المعلمون بالكلية الجوية أن يطالبوا قياداتهم بإشراكهم فى العمليات إما بضمهم على المقاتلات التى كانوا بها أو الأشتراك فى العمليات بطائرات الكلية المخصصة للتدريب بالرغم من إنخفاض سرعتها وضعف تسليحها وأنهم ليسوا أقل من الطيارين الأسرائيلين الذين شاركوافى الهجوم على قواتنا المنسحبة عام 1967 بطائرات التدريب لديهم  .. وجائت لهم الفرصة أثناء ثغرة الدفرسوار حين شارك طياروا الكلية الجوية بطائرات التدريب بالكلية فى قصف قوات العدو بمنطقة الثغرة بما تم تحميله لطائراتهم من صواريخ معوضين بمهاراتهم قلة أمكانيات طائراتهم الخاصة بالتدريب ولمعاونة القاذفات السوخوى التى وقع عليها الكثير من العبء .. وبالفعل أدى الطيار أبو بكر دوره على أكفأ وجه وشاهد خلال تلك العمليات بطولات و تضحيات لزملائه ومنهم الطيار الشهيد هانى حسن الذى كان قائداً للتشكيل فى حين كان أبو بكر قائد ثانى التشكيل وأثتاء الهجوم الأرضى لاحظ أبو بكر 4  طائرات ميراج تستعد للهجوم الجوى عليهم فأخبر قائد التشكيل ليقوم بعمل مناورة لتفادى الهجوم إلا أن  طائرة قائده كانت قد أصيبت أثناء الهجوم  فأبى أن يهبط بمظلته ويقع أسيراً بين أيدى أعدائه فاندفع بطائرته المصابة فى إتجاه تجمعات العدو لتنفجر به وبهم محدثة أكبر عدد من الخسائر البشرية فى العدو ويلقى ربه بعد أن أدى دوره تجاه مصر وشارك فى صنع نصرها

*****

 

 


 

 

كان البطل الطيار أبو بكر حامد شاهداًعلى إستشهاد عدداً من زملائه الطيارين الذين كانوا قريبين منه وأثروا فى حياته يذكر منهم :


 

البطل الشهيد طيار  سليمان ضيف الله

 


كان هذا البطل الشهيد من نفس دفعة بطلنا أبو بكر الدفعة 19 جوية.. وشائت الظروف أن يكون هذا البطل الشهيد زوجاً لأخت البطل أبو بكر السيدة هيام ، كما أنه كان زميلاً له فى أسراب المقاتلات  قاتلاً معاً أثناء حرب الأستنزاف ، وعندما أفترقا أثناء حرب أكتوبر بأستمرار الطيار سليمان بالمقاتلات فى حين كان الطيار أبو بكر مدرساً بالكلية الجوية فكان يطمئن عليه يومياً حتى علم بأستشهاده ، ورغم علمه بأستشهاده إلا أنه لم يخبر أسرته بذلك عندما نزل أجازة قصيرة وبالرغم من أن زوجة الشهيد أخبرت أخيها أبو بكر أنها تشعر أن زوجها قد أستشهد إلا أنه مع علمه بصدق ذلك إلا أنه أنكر، قولها ذلك.. وأكد أنه بخير ..
     وقد شارك البطل الشهيد فى هذه الطلعة البطل الطيار أحمد كمال المنصورى الذى كان شاهد عيان على بطولته وإستشهاده فيذكر أنه قبل هذا الأشتباك كان من عادة الطيارين أن يكتبوا وصية لأهلهم يودعوها مع أقرب أصدقائهم فكتب البطل سليمان وصية تركها مع المنصورى وكتب المنصورى وصيته وسلمها لسليمان ووضع كل منهما وصية زميله بجيب أفرول الطيران الذى يرتديه وشائت الظروف أن يشتركا بطائرتيهما الميج 21 فى أواخر أيام القتال  فى أحد الأشتباكات الجوية فى معركة شرسة أستطاع كل منهما إسقاط طائرة للعدو ولكن من عنف المعركة أصيبت طارتيهما بصورة لاتمكنهما من مواصلة القتال أو العودة لقاعدتيهما فشاهد المنصورى البطل سليمان يقفز من طائرته بالمظلة وأثناء هبوطه شاهد طيار طائرة ميراج أسرائيلية يتجه نحو بكل خسة موجها طلقات مدفع طائرته الرشاش فأصاب فخذه ومنطقة أسفل البطن إصابات جسيمة .. ومالبث المنصورى أن قفز بمظلته فى مكان مجاور ويذكر أن البطل ضيف الله كان لايزال على قيد الحياة فلقنه الشهادة وتفى بين يديه وأخذ منه وصيته التى كان قد أودعها إياه بعد أن سبقه بالشهادة ..
     ويذكر المنصورى أن فضوله دفعه لقراءة وصية زميله سليمان قبل أن يسلمها لأسرته فوجدها عبارة عن خطاب موجه لزوجته جاء به ما معناه :
( أنا أعلم أنك شابة صغيرة السن جميلة .. فإذا أستشهدت فتزوجى رجلاً صالحاً يرعى إبنى الصغير ويتقى الله فيه) .
   ويذكر المنصورى أنه أغتاظ جداً عندما قرأ هذا الكلام لأنه عكس ما كان قد كتبه هو فى وصيته التى أودعها البطل الشهيد وفيها يتوعد زوجته ويهددها إن هى تزوجت أحداً بعد إستشهاده وقرر ألا يوصل تلك الرسالة إلى أرملة الشهيد الشابة وطلب من الله أن يسامحه على هذا الفعل ..
     ويتعجب المنصورى  أن هذه الوصية التى لم يوصلها قد نفذت بحذافيرها بقدرة الله سبحانه وتعالى  فبعد فترة تزوجت هذه الأرملة التى لم تتعدى العشرين من عمرها بأحد الطيارين من زملاء زوجها الشهيد إسمه صالح فكان صالحاً إسماً وفعلاً لها ولأبن الشهيد الذى كان لم يتعدى عمره عدة  أسابيع ولم يصل إلى الشهرين .
     وتمضى الأيام وتقضى مشيئة الله أن تفجع هذه المرأة الصابرة فى إبنها حازم ضيف الله  وهو فى ريعان الشباب عندما يستشهد فى حادث سيارة كان يقودها أثناء الذهاب لحفل خطبته فى شهر رمضان الذى أستشهد فيه والده ، وبهذا تكون هذه الأم الصابرة زوجة شهيد ، وأم لشهيد ..

        فلها كل الإعزاز والتحية والتقدير ..

*****  
* البطل الشهيد طيار  هانى حسن

        

كان بطلنا أبو بكر شاهد عيان على بطولة هذا البطل لحظة إستشهاده .. فقد كان زميلاً له فى التدريس بالكلية الجوية وشريكاً له فى العمليات التى قاموا بها مستخدمين طائرات التدريب ل -29 فى ضرب تجمعات العدو بمنطقة الثغرة لمعاونة القاذفة المقاتلة السوخوى
    ويذكر أبو بكر أن البطل هانى حسن كان محبا للحياة والإنطلاق والمرح ، ولكنه فجأة وقبل عمليات أكتوبر 1973 ودون أن يعلم أن معلمى الكلية الجوية سيشاركون فى العمليات القتالية  تغير حاله فزاد ألتزامه الدينى وإقباله على الصلاة وقراءة القرآن 
وفى الطلعة التى أستشهد فيها كان قائداً للتشكيل المكون من 4 طائرات والذى يشغل أبو بكر قائداً ثانياً له .. كان الهدف عبارة عن تجمعات لسيارات وجنود العدو بمنطقة الثغرة .. وفى الهجمة الأولى تم القصف بالصواريخ لأهداف ، العدو وفى الهجمة الثانية التى تلتها  لاحظ أبو بكر هجوما مباغتاً من طائرات العدو التى ألتفت خلفهم لتتمكن من إسقاطهم فلم يجد أبوبكر الوقت ليبلغ قائده بالمصطلحات المتعارف عليها ولكنه صاح فى جهاز إتصاله
* ياهانى ياهانى إحنا بننضرب إعمل مناورة لتفادى الضرب.
وكانت طائرة هانى قد أصيبت بالفعل .. فنادى عليه أبو بكر أن يقفزبالمظة .. فوصل صوت هانى إلى جهاز الأتصال بكابينة أبو بكر مختلطاً بتشويش وهو يتلو الشهادتين
* أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله
ووجده يتجه بمقدمة طائرتة فى وسط تجمع لجنود العدو ليرشق بطائرته فى الأرض لتنفجر به وبجنود العدو محدثاً بهم أفدح الخسائر حيث كانت الخسائر البشرية هى أشد مايزعج الإسرائيلين حيث لم تكن لديهم أى مشاكل فى إستعاضة العتاد والسلاح والذخائر .. فى حين كانت كل مشكلتهم فى تناقص العنصر البشرى

 
ولكن للأسف الشديد عندما لم يعثر على جثمان البطل الشهيد أقتضت القوانين أن يحتسب مفقوداً وهو الأمر الذى أثار إنفعال وغضب الطيار المقاتل  أبو بكر عندما زار الكلية الجوية عقب الحرب قائد القوات الجوية اللواء محمد حسنى مبارك  لتحيتها وذكر له مدير الكلية الجوية عميد طيار إبراهيم شاكر  أن الكلية قد فقدت ثلاثة من طياريها فى العمليات ا فذكر أن الطيار هانى حسن من بين المفقودين وهنا أنفعل الطيار أبو بكر وأحتد فى كلامه ذاكراً أن هانى حسن شهيداً وليس مفقوداً وأنه شاهده وهو يصطدم بطائرته بموقع العدو .. ونظراً لحدة الطيار البطل أبو بكر فى  حديثه لمدير الكلية الجوية أمام قائد القوات الجوية فقد وقع عليه قائد القوات الجوية جزاءاً بحرمانه من الطيران عدة شهور وإلحاقه بأحد المناطق العسكرية بالبحر الأحمر


وبالرغم من أن أبو بكر كان فى فترة راحة إجبارية من الطيران عقب إنتهاء عمليات حرب أكتوبر لحزنه الشديد وألمه على فقد صديقه العزيز الذى كان زوجاً لأخته فى الوقت نفسه الشهيد طيار سليمان ضيف الله .. وكان حزنه وألمه مضاعفاً على أخته الشابة وإبنها الرضيع ..

      إلا أن هذا الجزاء كان قاسياً عليه . 


                                                   *****

                                     

* البطل الشهيد طيارأحمد كمال التهامى  

     

قصة إستشهاد هذا البطل فى منتهى الغرابة فقد كان شقيقاً للسيد الوزير حسن التهامى فى ذلك الوقت وكان شاباً مرحاً ممشوق القوام ملئ بحيوية الشباب ، جميل الملامح .. عندما علم بإستشهاد زوج أخته البطل الشهيد إبراهيم الرفاعى قائد مجموعة العمليات الخاصة 39 قتال يوم 19 أكتوبر فى الثغرة حزن عليه كثيراً لحبه الشديد له وأقسم على الأنتقام والثأر له .. ولم يكن وقتها يعلم أنه سيلحق به بعد يومين فقط..
يذكر بطلنا أبو بكر أنه سمح لجزء من الطيارين بمبيت عدة ساعات يزورون خلالها أهلهم ويطمئنوهم عليهم ، فكانوا يغادروا القاعدة بعد آخر ضوء ليعودوا مرة أخرى قبل أول ضوء من اليوم التالى وكان التهامى من بين هؤلاء وكان على الموجودين من الطيارين النوم مبكراً للأستعداد للطلعات الأولى فى حين يأخذ القادمون قسطاً من الراحة ليكونوا مستعدين لطلعات القتال التالية ..
     وفى حوالى الثالثة فجر يوم 21 أكتوبر 1973 عاد أحمد كمال التهامى وتوجه إلى حجرة نومه التى بها زميله أبو بكر .. كان الظلام دامساً داخل الغرفة حتى أن الأنسان لايتمكن أن يرى يده إن وضعها أمام عينيه .. وسمع أبو بكر صوت زميله التهامى ينادى عليه بإلحاح :
* أبو بكر .. أبو بكر .. قم .. أصحى
تجاهل أبو بكر نداء زميله مؤثراً إكمال نومه لأنه يعلم ما ينتظره من جهد فى الصباح الباكر
ولكن التهامى أستمر فى ندائه عليه ..
* أبو بكر أنا عارف إنك صاحى .. فيه حاجة مهمة عايز أقول لك عليها ..
فأراد أبو بكر أن يقصر هذا الحوار وينتهى منه بأسرع وقت ليكمل نومه فرد عليه :
* قل بسرعة علشان أنام .
وحينئذ رفع أبو بكر طرف الغطاء من على وجهه لينظر تجاه زميله ففوجئ بضوء يشع من وجه النهامى وكأنه مصباح زئبقى يضئ المكان
وفاجأه التهامى بقوله :
* أنا سأستشهد النهارده ..
فثار أبو بكر وقال له :
* ما هذا الهراء ؟ أتوقظنى من النوم لتقل لى مثل هذا الكلام ؟ وكيف لك أن تعلم ذلك ؟ هل أطلعك الله على غيبه ؟ هل أنت نبى ؟
فقال له التهامى :
* لقد رأيت الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  الليلة .. أثناء غفوة فى السيارة التى أقلتنى إلى القاعدة منذ قليل .. قال لى يا أحمد أنت معى اليوم فى الجنة .
فلم يستطع أبو بكر أن يرد على ما سمعه وهو مذهول ..
ففتح التهامى دولابه وأخرج منه بعض الأشياء وسلمها لأبو بكر طالباً منه أن يوصلها لأسرته منها مبلغاً من المال وسلسلته الذهبية وعليها آية الكرسى .
أخذ أبو بكر الأشياء فى صمت وهو يفكر.. وحاول للمرة الأخيرة أن يثنى زميله عن عزمه فقال له :
* لا أحد يعلم من سيستشهد قبل من .. أليس من الممكن أن أستشهد أنا قبلك ؟
فرد عليه قائلاً :
* أنت ستعود .

وفى الصباح كان أبو بكر فى الطلعة الأولى لقصف تجمعات العدو فى منطقة الثغرة  بصواريخ طائرته محدثا بينهم حالة من الفزع وتكبيدهم المزيد من الخسائر .
وعاد أبو بكر فوجد زميله التهامى الذى كان يملأ وجهه البشر والوضاءة  يستعد لطلعته فحاول أن يعيد إليه سلسلته الذهبية التى نقش عليها آية الكرسى ولكنه أبى  قائلاً :

* لا .. هذه السلسة مع باقى الأشياء ستعطيها لوالدتى وأخى توفيق .
    وذهب البطل أحمد حسن التهامى لأداء واجبه ولم يعد إلى قاعدته .. بل رحل إلى الجنة
وبعد الحرب ذهب أبو بكر بمتعلقات زميله البطل الشهيد وقابل أخيه توفيق وأخبره فأستمع لأبو بكر فى ذهول .. وعندما طلب أبو بكر مقابلة الوالدة أخبره أنها مريضة وأنهم من سيقومون بإبلاغها .
   
              رحم الله البطل الشهيد ...


                     

                           *****

 

وعن هذه الحادثة يمكننا قرأة ما كتبه الطيار البطل أبو بكر حامد فى مذكراته بخط يده :
 
تارك معى يا رفاعى

هكذا عقد العزم قبل أن يعود الى قاعدته الجويه ... بعد أن نزل مبيت فى بيت أسرته حتى الفجر

.... ليعود بعدها الى أرض القتال

حين دخل على أسرته رأى الوجوم والحزن على الوجوه

سأل تهامى : فيه أيه ؟

- زوج أختك أبراهيم ( ابراهيم الرفاعى) أستشهد أمبارح.... اليهود قتلوه

سكت قليلاً ثم أنفجر صارخاً…..

هما بيحاربونا بفانتوم و أحنا بنحاربهم بطيارات خشب

سأخذ بثأره .... سأخذ بثأرإبراهيم

بكت زوجه أبراهيم الرفاعى وقالت : كفايه واحد

أرجوك كفايه واحد

ولكن مازال صوته يعلو ويعلو

ها أخد بتاره - - - - - - - ها أخد بتاره

….....................................................................

أستقل السياره ليعود الى قاعدته الجويه

وفى الطريق غفا قليلا ليذهب فى سبات عميق

رأى الرسول محمد عليه الصلاه والسلام يقول له

(( موعدك الليله معى فى الجنه ))

أستيقظ أحمد كمال التهامى ليجد نفسه مازال فى الطريق

وقد علم أن رسالته على وشك الأنتهاء

….........................................................................

بمجرد أن وصل ذهب لحجرته التى يشاركه فيها زميله نقيب طيار / محمد أبو بكر حامد

تـهامى : أنت صاحى يا أبو بكر ؟

أصحى يا أبو بكر ... أنا عارف أنك صاحى

كشف أبو بكر الغطاء عن وجهه وهو ممتعض ... فلديه طلعه جويه فى الصباح الباكر ويريد أن ينام

هال أبو بكر ما رأى ... فقد كانت الحجره شديده الظلمه

حتى أنك تكاد لاترى أصابع يدك

ولكنه رأى أمامه وجه تهامى منير كالبدر فى الليله حالكه الظلام

أبو بكر : عايز أيه يا تهامى ؟

تهامى : عاوز أكلمك فى موضوع مهم

أبو بكر : بسرعه الساعه الآن الثالثه والنصف صباحاً و أنا عندى طلعه الصبح بدرى

تهامى : أنا ها أستشهد النهارده

أبو بكر : أنت لا تعلم ... ربنا وحده اللذى يعلم ذلك

…. أحنا ها نحارب كمان 3 او 4 ساعات فلا داعى لهذا الكلام

تهامى : أنا أريد أن أعطيك أمانه توصلها لتوفيق أخويا

و أنت من يقوم بأبلاغ أمى

أبو بكر : من قال أنك ستستشهد .... قد أكون أنا !!!

تهامى : بلهجه قاطعه كلها ثقه

لا ..... أنا عارف أنى سأستشهد النهارده

فلقد رأيت فى منامى الرسول محمد عليه الصلاه والسلام

يقول لى : (( موعدك الليله معى فى الجنه ))ء

هذه ملابسى أعطيها لاخى توفيق

وهذه السلسله أعطيها لك لكى تلبسها وقت العمليات لتحفظك

أنا سأستشهد اليوم ... و هذه السلسله تعود الى أمى

أستيقظنا صباحاً ... ووجدته يلبسنى هذه السلسله التى بها أيه الكرسى وماشاء الله

أبو بكر : لو أنا أستشهدت ستضيع هذه السلسله ...... وهى أمانه

تهامى : لا .... أنت سوف تعيش

عاد أبو بكر بعد طلعته الجويه ... حاول أن يعطى تهامى السلسله فرفض

أبو بكر : خذها لتحفظك كما حفظتنى

تهامى : أنا مش راجع النهارده

ونظر اليِّ مبتسماً وشاهدت على وجهه نوراً لم أره من قبل فى حياتى

قام تهامى بطلعته الجويه فوق الثغره دمر ما دمره للصهاينه ثم نال الشهاده

ولم يعد التهامى فى ذلك اليوم

فقد كان لديه موعد فى هذه الليله

كان يتمتع بوجه مشرق ووجه جميل وكان يحب الحياه لكن قبل الحرب بايام

ودون ان يعلم باشتراكه بالحرب وجدته يتجه الي الصلاه والعبادات وقراءه

القرءان وخلال الحرب كنا ننزل مبيت من بعد اخر ضوء لمده 5 ساعه النزول

لاهلنا للاطمئنان عليهم وبعد نزولي كان اليوم التالي دوره في النزول وعند

رجوعه الساعه 3 الفجر دخل الحجره المعتمه المظلمه نظرت اليه ووجدت

وجهه يشع نورا وانا اقسم بالله ان شهادتي بالضبط كما رأيت وحاول التكلم

معي وتظاهرت بالنوم لكنه صمم وقال لي انه اثناء عودته من المبيت ونام

لمده بسيطه شاهد رؤيه للنبي محمد ينبئه بشهادته اليوم وطلب منب ان

انقل كل محتوياته الي والدته بنفسي واخبرها انه استشهد ولا تحزن لانه

مع النبي والصديقيي

*****

 


البطل الطيار الشهيد أحمد كمال التهامى

العودة للمقاتلات :

   بمجرد إنتهاء حرب أكتوبر المجيدة عاد البطل أبو بكر إلى تشكيلات القوات الجوية  وإلى طائرته المقاتلة التى أحبها وعمل عليها فترة طويلة الميج - 21 وأدى دوره كالمعتاد ضمن سربه بكل إخلاص وتفان .
    فلم تكن الحرب قد إنتهت بالنسبة للطيارين  بوجه خاص بالرغم من توقف العمليات .. فتدريباتهم مستمرة بكل حماس  إستعدادا لأندلاع القتال وعودة العمليات مرة أخرى طالما كانت لاتزال هناك أراضى تحت الأحتلال ، وعدم الأمن لمكر وغدر الأسرائيلين ، فكان الطيارون المصريون على أتم الأستعداد والحذر لئلا يتكرر معهم ما حدث فى يونيو 1967 بالرغم من أنتصاراتهم المبهرة فى حرب أكتوبر المجيدة  .
وإستمر على هذا الحال لمدة عامين من عام 1974 حتى عام 1976  فى وحدة التدريب المتقدمة على المقاتلات لأعداد طيارى مقاتلات ميج - 21  يعمل بكل تفان وإخلاص كمعلماً للطيران ..
حتى تم نقله إلى أسراب المواصلات  .

صفحه سياده اللواء علي الفيس بوك -

https://www.facebook.com/bakry.mohsen?fref=ts

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech