Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

عقيد - مجدي شحاته - بطل الصاعقه- الجزء الاول - التمهيد لعمليات حرب اكتوبر

 

التمهيد لعمليات العاشر من رمضان

بدأ الاستعداد لحرب الكرامة والتحرير وذلك بعد حرب يونيو 1967م مباشرة وعلى جميع مستويات القوات المسلحة ومختلف أجهزة الدولة، وقد عايشت كأحد شباب مصر هذه الفترة الحرجة العصيبة من عمر بلدنا الحبيبة حيث أصبح استرداد أرض مصر ومعها الكرامة هي شاغل كل مصري حر أصيل وقد رفع شعار لا صوت يعلو على صوت المعركة ويد تبني ويد تحمل السلاح، وكنت أحد أبناء هذا الشعب الذي تحمل مسئولية المواجهة والجهاد في سبيل الله ثم الوطن وكان ذلك منذ تخرجي من الكلية الحربية عام 1969 والتحاقي بوحدات الصاعقة التي تمنيت الالتحاق بها طوال فترة تواجدي بالكلية الحربية، بل يمكن أن يكون قبل التحاقي بالكلية الحربية وكان لذلك قصة غريبة فترة دراستي بالثانوية العامة وقبل حرب 67 وأثناء لقائي مع بعض أصدقائي بالمنطقة التي أسكن بها مر علينا أحد جنود الصاعقة بملابسه المموهة ووجدنا أنه ذلك الشاب الذي كنا نصفه بالاستهتار وعدم المبالاة وكنا نسخر منه ومن كلامه وصباغة شعره وبعد تبادل السلام تكلمنا معه وعلمنا أنه بعد تجنيده بالجيش حصل على فرقة الصاعقة وانضم للعمل ضمن قواتها وقد لاحظنا أنه تغير تمامًا شكلاً ومضمونًا وأصبح رجلاً بحق نفتخر أن يكون بيننا يمتلئ فخرًا واعتزازًا بانضمامه للقوات المسلحة وسلاح الصاعقة، وهنا أدركت فضل الصاعقة عليه وما أكسبته من رجولة وجدية وتحمل للمسئولية.

فترة حرب الاستنزاف:

تابعت أحداث حرب الاستنزاف أثناء تواجدي بالكلية الحربية مثل كل الشباب والمصريين والتي تصاعدت وتيرتها بعد حرب 67 مباشرة وتضمنت العديد من المعارك والبطولات وأبرزت بسالة وشجاعة الجندي المصري وأنه كان ضحية لهزيمة 67 وليس سبب لها، وكان أبرز هذه المعارك معركة رأس العش وبطولات المعارك الجوية وكذا تدمير المدمرة إيلات وتنفيذ العديد من عمليات العبور للإغارة وتنفيذ الكمائن على العدو، وكان من ضمن عمليات الاستنزاف البارزة والتي عايشتها بعد تخرجي من الكلية الحربية والتحاقي بقوات الصاعقة عملية السبت الحزين والتي تم فيها إحداث خسائر كبيرة بالعدو والحصول على أحد أفراده أسيرًا وكان بطلها الملازم عبد الحميد خليفة عبد الرحيم ومعه الملازم محمد التميمي وهما من دفعتي وكنت وزملائي نشعر بالفخر بأن هذين البطلين من دفعتنا - وسيكون رفيق الكفاح خلال أحداث هذه المهمة خلف خطوط العدو النقيب عبد الحميد خليفة والذي كنا على علاقة وطيدة منذ التحاقنا بالكلية الحربية واستمرت قبل وبعد انتهاء العمليات - وقد حققت هذه المعارك البطولية نتائج إيجابية كثيرة منها إعادة الثقة في قواتنا المسلحة وإحداث ارتباك في صفوف العدو لتكبده الخسائر، وكان تدريبًا عمليًا يتم الاستفادة من نتائجه ومنها رفع الروح المعنوية للقوات، ونتيجة لخسائر العدو الفادحة في هذه العمليات خلال حرب الاستنزاف فقد اضطر لقبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النيران، وقد استغلت قواتنا هذه الفترة للاستمرار في التدريب الجاد وصولاً لأرقى مستويات التدريب وكذا استكمال بناء حائط الصواريخ غرب قناة السويس الذي حقق خسائر كبيرة بطيران العدو وحرمها من الاقتراب من قناة السويس والتدخل في عمليات العبور لقواتنا لشرق القناة.

ولقد تخرجت برتبة الملازم من الكلية الحربية عام 1969 وكنت سعيدًا جدًا بتخرجي وبدء حياتي العملية ضمن ضباط القوات المسلحة ومما زاد من سعادتي تحقيق رغبتي بالانضمام لقوات الصاعقة وحصولي على فرقة الصاعقة الراقية والتي تدربنا فيها على تحمل كافة المشاق والعمل تحت أصعب الظروف وفي مختلف الأراضي والأجواء والاستعداد للتضحية والاستشهاد من أجل تحرير كل شبر من أرض مصرنا الحبيبة.

ولقد تعرفت على غدر وخسة العدو أثناء تواجدي بفرقة الصاعقة عندما قام العدو الغادر بقذف جوي لمدرسة الصاعقة وسقط الكثير من الشهداء والمصابين فكانت هذه اللحظات بمثابة تطعيم معركة ورغبة عارمة في مواجهة هذا العدو الغادر وتلقينه درسًا يكسر صلفه وغروره وتكرر مشاهدتي لطائرات العدو المنخفضة وهي في طريقها للإغارة على أبوزعبل وحلوان وكأنها كانت تتعمد إثارتنا.

وبعد حصولي على فرقة الصاعقة التحقت بأحد كتائب الصاعقة المتمركزة بالإسكندرية وبناء على طلبي نقلت إلى الكتيبة 83 صاعقة بالقصاصين لأكون ضمن قوات جبهة القتال حتى لا تفوتني فرصة وشرف الاشتراك في حرب التحرير.

وقد ترقيت إلى رتبة الملازم أول خلال فترة تمركز الكتيبة بمنطقة القصاصين بالإسماعيلية، ثم كلفت الكتيبة بمهمة تأمين ثورة الفاتح من سبتمبر بدولة ليبيا الشقيقة لمدة عام، وتم استدعاء الكتيبة من مأموريتها بدولة ليبيا قبل نهاية الموعد المحدد بثلاثة أشهر وانضممنا إلى مجموعة الصاعقة المتمركزة بالإسكندرية حيث بدأنا فورًا في التدريبات الشاقة بالتوازي مع الأعمال الإدارية لتجهيز منطقة تمركز الكتيبة.

ومما زاد من دهشتي تسريح الدفعة 64،65،66 مجندين وانضمام ضباط وجنود مستجدين للمجموعة وكنا ننفذ التدريب الروتيني العادي في ذلك الوقت مما يوحي بعدم قرب العمليات.

وفي شهر سبتمبر 1973 تلاحظ تكثيف التدريب لكافة الوحدات وفي نهاية هذا الشهر تم إعادة تمركز الكتيبة من الإسكندرية إلى منطقة الزعفرانة بالبحر الأحمر.

وكان الجميع يستعد ويتشوق لليوم الذي يسمع فيه وقت إعلان حرب الكرامة والتحرير بعد طول الانتظار حيث كانت أيام الهزيمة تمر كأنها سنين طويلة إلا أن الأمل بأخذ الثأر كان دائمًا قائمًا وأذكر على سبيل المثال في لقاء مع وزير الحربية الفريق/ أحمد إسماعيل مع كتيبتي (الكتيبة 83 صاعقة) أثناء تواجدنا بليبيا قبل الحرب بأشهر قليلة وقف النقيب رشاد عمران أحد قادة سرايا الكتيبة ليسأل الوزير بشجاعة عن موعد الأخذ بالثأر ولماذا لا نبدأ بعمليات استنزاف من جديد على طول الجبهة، وكانت إجابة الوزير له تحث على التريث وأن كل شيء مدروس وليس علينا إلا الاستعداد والتدريب وكان لإجابة الوزير معنى كبير لم نفهمه إلا بعد أشهر قليلة في يوم 6 أكتوبر 1973م.

وقد استمر التدريب بمنطقة الزعفرانة وأصبح التدريب متواصلاً وشاقًا وازدادت جرعة التدريب رغم بدء شهر رمضان المبارك وظروف الصيام والأحوال الجوية والإدارية الصعبة جدًا بالمنطقة حيث كان هناك شعور بأن هذا الانتقال يعني قرب العمليات الحربية وتحقيق الأمل الذي انتظرناه طويلاً.

وبإحساسنا كعسكريين بدأنا نشعر بقرب تحديد موعد العمليات وذلك عندما تطور الأمر باستدعاء الضباط وضباط الصف والجنود من الأجازات والفرق التعليمية وكان ذلك يتم بسرعة كبيرة حتى اكتملت قوة الكتيبة قبل العمليات بأسبوع وتم إيقاف الأجازات والمأموريات وأصبح الشعور والاحتمالات بقرب بداية العمليات الحربية يزداد يومًا بعد يوم حتى أصبحت شبه مؤكدة قبل القتال بيوم أو يومين وأصبح كل شيء واضح ومعلوم إلا ساعة بدء العمليات ومواجهة العدو لاسترداد الكرامة.

وفي يوم 4 أكتوبر كلفت للانضمام للعمل ضمن مجموعة استطلاع بقيادة قائد الكتيبة مقدم/ عبدالعزيز محمود إلى فنار الزعفرانة لاستطلاع الجانب الشرقي من خليج السويس ورصد أي أنشطة أو تحركات للعدو، وبمجرد وصولنا إلى فنار الزعفرانة صعدنا إليه وبدأنا الاستطلاع بنظارات الميدان ولم نرى شيئًا بالتحديد إلا جبال سيناء شامخة عالية وكأنها تنادينا بحق الكرامة المصرية أن نستردها مرة أخرى.

وانطلقت الأفكار تراود كل منا كيف سنحطم أسطورة الجندي الإسرائيلي الذي لا يقهر وغيرها من الدعاية والشعارات التي كان يطلقها العدو في كل مناسبة وكان الإصرار على تحرير الأرض والاستشهاد في سبيلها أقوى وأكبر من كل دعايات العدو وفي اليوم التالي للاستطلاع قام قائد الكتيبة بإصدار تعليمات القتال وهو ما يعني قرب تحديد ساعة الصفر، وتتلخص مهمة الكتيبة في عبور خليج السويس (2 سرية بالطائرات وسرية تعبر خليج السويس بالقوارب)، وذلك بهدف تنفيذ الكمائن والإغارات بجنوب سيناء ضد قوات العدو وإحداث أكبر خسائر به ومنعه من التقدم غربًا وشمالاً وحرمانه من التدخل في أعمال قتال الجيش الثالث الميداني وذلك بمناطق وادي بعبع، وادي سدري، وادي فيران، على أن تنفذ هذه المهام بالسرايا كالآتي:

1-   الكتيبة 83 صاعقة عدا 2 سرية (قيادة الكتيبة + السرية الثانية):

بقيادة قائد الكتيبة المقدم/ عبد العزيز محمود ومعه رئيس عمليات الكتيبة رائد/ رشاد عبد الفتاح (المنضم حديثًا للكتيبة) وقائد السرية الثانية نقيب/ محمد فتحي حسين، وتدعم بمدافع الهاون وأفراد القناصة والمهندسين العسكريين، ويتم إبرارها في سبع طائرات (خمس طائرات للرحلة الأولى وطائرتان للرحلة  الثانية) وذلك لتنفيذ أعمال الكمائن ضد العدو بمنطقة وادي بعبع وتنفيذ الإغارة على مطار أبورديس.

2-   السرية الأولى:

بقيادة النقيب صفوت ويتم إبرارها بالقوارب من مرسى ثلمت بالزعفرانة بمهمة تنفيذ أعمال الكمائن ضد قوات العدو بمنطقة وادي سدري جنوب شرق مدينة أبورديس.

3-   السرية الثالثة (وهي السرية التي أعمل ضمنها كقائد للرحلة الأولى):

ويتم إبرارها من خلال رحلتين بالطائرات:

الرحلة الأولى (طائرة المقدمة):

ويتم إبرارها في طائرة واحدة بقيادتي (نقيب/ مجدي شحاتة) كطائرة مقدمة وتتكون من 21 فرد ومعهم قائد الفصيلة المنضم حديثًا الملازم/ محمد عبد المنعم، بما فيهم الدليل البدوي، حيث أنني كنت أتولى قيادة فصيلة الهاون في ذلك الوقت، على أن يتم إبرار قوة هذه الطائرة بمنطقة وادي فيران بمهمة تأمين منطقة إبرار باقي قوة السرية الثالثة

الرحلة الثانية:

ويتم إبرارها بباقي قوة السرية الثالثة في (5) طائرات بعد طائرة المقدمة بـ 4-5 ساعة وبعد تجميع قوة السرية تتوجه إلى مناطق عملها بوادي فيران لتنفيذ أعمال الكمائن والإغارات ضد قوات ومعدات العدو وإحداث أكبر نسبة خسائر به ومنعه من التقدم غربًا وشمالاً لحرمانه من التدخل ضد أعمال الجيش الثالث الميداني.

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech