Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

عقيد - مجدي شحاته - بطل الصاعقه- الجزء الثالث - مفاجأه في القاهره

مفاجأت في القاهره

أصطحبنا الرجل في سياره تجاه السويس وعبرنا على احد جسور القوات المسلحه إلى مكتب مخابرات السويس الذين بدأوا في استجوابنا، وطلبوا منا كتابه تقرير مفصل عما دار، وعلي مضض بدأنا كتابه التقرير، فهذا ليس وقت كتابه التقارير، فبعدمعاناه 200 يوم أخر شئ نريد ان نقوم به هو كتابه تقرير، حتي وصل اتصال هاتفي بأستدعائنا إلى مكتب المشير أحمد اسماعيل وزير الحربيه فورا.

تم أصطحابنا إلى القاهره إلى احد مقرات المخابرات الحربيه، لكنني أصررت على المرور على منزلي اولا لمده خمس دقائق لرؤيه والدتي.

نصحني عبد الحميد بأن يصعد هو اولا لتخفيف الصدمه عن والدتي فهو صديقي ويعرف انفعالات والدتي جيدا، وبالفعل صعد عبد الحميد وأخبرها بأنني سليم معاف وانني معه في السياره وهي لا تصدق كلامه، وبعد دقائق لم استطع الانتظار وصعدت لارتمي في أحضان والدتي التي لم تكن مصدقه أنني قد عدت من الحرب بعد سته أشهر من بدأها وكانت والدتي قد كبرت في العمر عشرون عاما من الحزن على عدم عودتي وبصعوبه بالغه انتزعت نفسي من احضان والدتي وشقيقتي وعندما خرجت من العماره وجدت حشودا هائله حول السياره – العشرات من جيراننا (لا اعرف كيف استطاعوا معرفه عودتي في تلك الدقائق القليله) الكل يهنئ ويبارك ويعرض الانتظار لاحضار الشربات ومنهم من يسأل عن أبنه الذي لم يعود وأخر يسأل عن شقيقه، كان مشهدا أعجز عن وصفه وبصعوبه تحركت السياره إلى أحد مقار المخابرات، حيث تم تسلمينا ملابس جديده للقاء المشير أحمد اسماعيل وأصررنا على ان نذهب للمقابله بسلاحنا الشخصي.

في نفس ليله وصولي القاهره توجه اثنان من ضباط أداره المشاه لتبليغ والدي بأنني أستشهدت في القتال او مفقود وعلي أساسه سيقومون بتسليمه معاشي ومكافأه وشهاده تقدير، وكان والدي قد اقام الزينه والاضواء على واجهه العماره احتفالا بعودتي وحضر العشرات من الجيران للتهنئه، فأحس الضباط بالحرج من ابلاغ والدي بأستشهادي واخذوه بعيدا عن الاحتفال الذي ظنوا انه احتفال بعرس او خطوبه ما.

وفي الشارع حاولوا اخباره بطريقه لطيفه مهذبه بها الكثير من الاطراء على دوري في الحرب وبطولتي - التي لا يعرفونها - وبعد فتره من المحاوره واللف والدوران أخبروه بالخبر، فضحك والدي وأخبرهم انني عدت صباح اليوم، فظنوا ان الصدمه من وقع الخبر قد صورت له شيئا وعبثا تجادل الثلاثه في فرض رأيهم لفتره، وفي النهايه أخبرهم والدي ان هذه الزينه هي احتفالا بعودتي صباح اليوم وأن بأمكانهم سؤال المخابرات الحربيه وقياده قوات الصاعقة عن مكاني، فأنصرف الضابطين محرجين وغير مصدقين لهذه الصدفه العجيبه، وتخيلوا فرضا لو انهم زاروا والدي في يوم سابق – لكنها رحمه الله بوالدي الذين كان من الممكن ان يصابا بصدمه عمرهما من هذا الخبر

كان المشير أحمد اسماعيل لديه اجتماعات مكثفه، فتأجل الاجتماع لمده يومين ظللنا خلالها في مقر المخابرات نأكل ونشرب كل ما تمنيناه في المائتين يوم السابقين.

وخلال الاحاديث العابره مع ضباط المخابرات وجدنا ان رجال المخابرات تعرف كل من ساعدنا بالاسم من رجال البدو وشيوخ القبائل الذين لم نقابلهم لكننا سمعنا عنهم ووجدوا ان قصتنا تفوق كل ما سمعوه عن دعم البدو للقوات المسلحه ووصفوا لنا كم المخاطره التي تحملها البدو لايوائنا طوال تلك الفتره.

واستقبلنا المشير احمد اسماعيل استقبالا عظيما في مكتبه واعطي كل منا هديه رمزيه وأخبرنا بأنه سيقوم بكتابه شهاده تقدير لكن منا بخط يده تقديرا لدورنا طوال تلك المده خلف خطوط العدو، وصادف تواجد الفريق طيار محمد حسني مبارك في تلك الزياره، وأصر المشير احمد اسماعيل على التقاط صورتذاكريه لنا معه تكريما لدورنا.

ووعدنا المشير بنجمه الشرف ونجمه سيناء تقديرا لدورنا في العمليات (وهو ما لم يحدث حتي الان – لظروف مرض ووفاه المشير أحمد اسماعيل بعدها) وكرر المشير جمله ((أنتوا متعرفوش انتوا عملتوا أيه للبلد)) وكانت تلك الجمله مسار حوار طويل بعد اللقاء مع المشير مع رجال المخابرات الحربيه، فقد كنت ارغب في معرفه حقيقه دوري في الحرب وما أديته للوطن

فأخبرني رجال المخابرات أن وجودنا خلف خطوط العدو قد اصاب الاسرائيليين بالرعب، خلافا لقتل عدد كبير من الطيارين والملاحيين في الكمين وقتل عدد كبير اخر من المظليين في معركه الجبل، فقد كان الاسرائيليين على علم تام بوجود أفراد صاعقة في جنوب سيناء، وكانوا يفتقون اثارهم التي تظهر على فترات، لكنهم كانوا مرعوبين من أي أعمال قتال قد تقومون بها، هذا الرعب جعل في أحد بنود أتفاقيه فض الاشتباك في يناير 1974 والتي أصر الاسرائيلين على وجوده هو بند – التزام مصر بسحب قوات الصاعقة في جنوب سيناء، وكان رد مصر هي ان مصر لن تسحب تلك القوات وكانت نقطه قوه في المباحثات المصريه هو جهل اسرائيل بحجم وعدد القوات خلف الخطوط في جنوب سيناء

وعند عودتي إلى قوات الصاعقة وجدت رد فعل اصدقائي وزملائي مختلف عما توقعته، فالجميع غير مصدق من عودتي وهناك من أقسم أنه رأني استشهد أمامه خاصه ممن تم أسرهم في معركه الجبل، وهناك من تأكد من عدم عودتي لذلك كان الاستقبال مليئا بالدموع الحاره على عودتي وهي دموع فرح بلا شك ممتزجه بالصدمه من رؤيه رجل أيقن الجميع أنه قد أستشهد.

عند اعاده احداث مئتي يوم قتال بعد ما يقرب من أربعه عقود من نهايتها، فأن تلك التجربه لابد وأن تكون قدوه لشباب مصر الحالي، فقد كنا نحارب ونتحرك في ظروف أسوأ ما تكون من ظروف المعيشه، فالمياه تستخدم بأقل قدر لو وجدت، ولا اذكر يوما خلال المائتي يوم أنني احسست بالشبع، لكن الاحساس بالجوع الدائم كان صديقي الدائم وكان صمودنا وتحركنا والمحافظه على القياده مع الجنود والاصرار على الحياه والامل في غد أفضل هو دافعنا للوصول إلى قواتنا.

ظلت خلف خطوط العدو مائتني يوم، كان اجمالي قوتي بعد وصول الدعم يوم 7 أكتوبر 1973- حوالي خمس وأربعون جنديا، أستشهد منهم في معركه الجبل حوالي خمس وعشرون جنديا، وأسر خمس عشر جندي، هاجمت قوات العدو وأستطعت تكبيده حوالي سبعون فردا في القوات الجويه الاسرائيليه ما بين ضابط وطيار وملاح وجندي طبقا لبلاغ القوات الاسرائيليه للقوات الدوليه بعد الحرب، قتلت وحدي عدد غير معروف من قوات المظلات في معركه الجبل حتي نفذت ذخيرتنا.

أستطعت التعايش والحياه في ظروف غير أدميه من حيث النقص الدائم في الطعام والمياه وتغلبت على كل تلك الصعاب لاني جندي صاعقة مصري مدرب على القتال والتعايش واقسمت الا اترك سلاحي قط حتي اذوق الموت.

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech