Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

الفريق سعد الشاذلي - حوار الفريق الشاذلي

 

الجزء الثاني : حوار اللواء طيار محمد عكاشه مع سياده الفريق سعد الشاذلي

قام اللواء طيار محمد عكاشه بأجراء الحوار مع سياده الفريق في ديسمبر 2009 وكان وقتها سياده الفريق يمر بأزمه صحيه ، فتم ارسال الاسئله لسياده ورد علي بعض منها ووعد بالرد علي البقيه مع تحسن حالته – ندعو الله له بالشفاء ، ونتمني ان يحوز الحوار القصير علي اعجابكم .

 

1-    سياده الفريق – تم اختياركم لمنصب رئيس اركان حرب القوات المسلحه المصريه في مايو 1971 ، ماذا كان تصوركم حين توليت المسئوليه ؟؟؟

 

طبعا انت تعلم يا محمد الظروف التي كنا نمر بها في ذلك الوقت ، قبل مرور شهرين من تعييني كرئيس للاركان ، كنت قد اصبحت مقتنعا بأن معركتنا مع العدو يجب ان تكون محدوده وكان هدفي الاساسي هو عبور قناه السويس ، وتدمير خط بارليف واحتلاله ثم اتخاذ اوضاع دفاعيه بمسافه 10 الي 12 كيلو متر شرق القناه ونبقي علي هذه الاوضاع الجديده الي ان يتم تجهيز القوات وتدريبها للقيام بالمرحله الثانيه من تحرير الارض .

وعندما عرضت تلك الافكار علي الفريق محمد صادق وزير الحربيه والقائد العام للقوات المسلحه ، وجدته يعارض تلك الافكار لانها لا تحقق اهدافنا السياسيه او العسكريه .

وكانت فكرته ان نقوم في العمليه الهجوميه بتدمير جميع قوات العدو الاسرائيلي في سيناء والتقدم السريع لتحرير كامل سيناء وقطاع غزة .

ولم يكن لدينا الامكانيات للقيام بذلك ( فكرة الفريق صادق في خطه الحرب ) وبعد مناقشات طويله وصلنا الي حل وسط ، وهو تجهيز خطتين ، واحده تهدف الي الاستيلاء علي خط بارليف فقط والثانيه تهدف للاستيلاء علي المضايق .

 

2-    كيف نجحت سيادتكم في رفع الكفاءه القتاليه للقوات المسلحه بهذا القدر الذي اتضح جليا في معركه العبور .

 

سؤال في محله ، لان السيطره علي قوات مسلحه قوامها مليون جندي وضابط أمر غايه في الصعوبه ، وهيئه اركان حرب القوات المسلحه امر غايه في التعقيد ، فقد كنت رئيس الهيئه وتحت قيادتي حوالي خمسه الاف ضابط من مختلف الرتب ، مهمتهم مساعدتي في اداره عمل القوات المسلحه التي تتوزع تحت قيادات مثل ( الجويه – البحريه – الدفاع الجوي- الجيوش الميدانيه – قوات الصاعقه- قوات المظلات الخ الخ ) والقيادات الاخري الفرعيه ، فأتبعت اسلوب تقليدي جميل وفردت له جزءا كبيرا في مذكراتي ، هذا التقليد يحقق لي التواصل مع المستويات الصغري من الضباط ، وهو عباره عن مؤتمر شهري يضم جميع مساعدي وجميع القاده الرئيسيين ومعهم القاده المرؤوسين ، وكان العدد يصل الي مائه قائد ومدير اداره ، ومن خلال المؤتمر نطرح المشاكل التي تواجهنا ويساهم الجميع برأيه في حلها ، وكان هذا الاسلوب المبتكر علاوه علي اساليب اخري لتحقيق السيطره علي هذا الحجم من القوات بشكل افضل

 

فقد كانت دائما اؤمن بضروره التدريب الشاق حتي لا يفاجأ الجندي بظروف في الحرب لم يتهيأ لها من قبل ، وسأضرب مثلا باللواء 130 برمائي ، والذي كان مقررا له في الحرب العبور علي مسطح مائي عرضه من 5 الي 10 كيلو متر وهو البحيرات المره الكبري ، لكن عند تدريب هذا اللواء كان يعبر مسافات تصل الي 30 كيلو متر ، وكان  الفيصل في الحكم علي مستوي الوحدات هو ما يتحقق في المشروعات التدريبيه ، وخلال خمس وعشرون شهرا قمنا بعمل 18 مشروع وادرتهم بنفسي بحكم منصبي ، وكان كل مشروع يستغرق من 3 الي 6 أيام وكان اخرهم قبل الحرب بأربعه اشهر ، وفي المشروع يتم تدريب القوات علي مهمتها المطلوبه منها وافتراض مواقف جديده من المنتظر ان تواجه القاده والوحدات اثناء الحرب

لرفع مستوي القاده في اتخاذ القرارات

 

لكن من اهم الاشياء التي ساهمت وساعدت في رفع كفاءه القوات المسلحه هو التواصل مع المستويات الصغري من الضباط والجنود وبث الثقه والايمان فيهم والحمد لله نجحت في ذلك نجاحا ملموسا

 

3-    المعروف لدي كثير من العامه أن الفريق الشاذلي كان يريد الاندفاع بالقوات نحو خط المضايق ،  ما صحه تلك المقوله ؟؟

ذكرت مسبقا في حواري هذا  يا محمد ، وايضا في مذكراتي ان تصوري كان الوصول الي مسافه 10 او 12 كيلو متر شرق القناه وفي السؤال الاول ذكرت لك الخطتان التي وضعناهم خلال عام 1972 .

بعد وضع الخطط بدأنا في وضع تعديلات طفيفه ومستمرة بناء علي التغير المستمر في حجم القوات المصريه المتغير مع وصول صفقات اسلحه جديده ، وايضا اخذا في الاعتبار التغير المستمر في حجم قوات العدو .

فأنتهينا الي خطه المأذن العاليه ( الخطه التي تغير اسمها الي بدر ) وهي الخطه الممكن تنفيذها بالامكانات المتاحه وتلاها خطه جرانيت 2 المعدله ( مشتقه من خطه جرانيت الاصليه للاندفاع الي المضايق ) وهي خطه المستقبل التي يشترط تنفيذها حدوث تغيرات أساسيه في امكانيات قواتنا المسلحه 

وبشكل عام ولا يخفي علي احد انه كان هناك ثلاث نقاط ضعف رئيسيه تحد من قدراتنا الفعليه علي تنفيذ الخطه جرانيت 2

 

أ‌-        ضعف القوات الجويه :

لم تكن القوات الجويه المصريه تملك القدره علي توفير حمايه جويه للقوات البريه اثناء تحركها في الارض المكشوفه في سيناء ، وذلك بسبب التخلف التكنولوجي لتلك الطائرات وضعف مداها  العملياتي

ب‌-      عدم توافر عدد كاف من كتائب صواريخ مضاده للطائرات خفيفه الحركه مثل سام 6 بالقدر الذي يمكنها ان تحل محل القوات الجويه في الدفاع عن القوات البريه وتوفير غطاء لها من هجمات العدو الجويه المتوقعه .

ت‌-      عدم قدره غالبيه عربات القوات البريه علي السير خارج الطرق المرصوفه وعبر الاراضي الرمليه ، ومن خبراتنا السابقه في حرب 67 والاستنزاف ، فقد كان العدو يدمر تلك العربات بهجمات جويه علي الطرق المرصوفه مما يغلق الطرق ويجبر العربات السليمه علي الخروج من الطرق الي الصحراء ، فتغرز في الرمال ووتوقف وتكون هدفا ثابتا لهجماته الجويه (( تلك العربات تشكل عصب رئيسي للقوات البريه لانها تحمل الوقود والمؤن والذخائر  وتجر قطع المدفعيه المهمه جدا لاي تشكيل بري وكذلك تجر وحدات الدفاع الجوي المدفعي المهمه جدا للدفاع الجوي عن الوحده ))

تلك العوامل جعلت من الصعوبه تنفيذ الجزء الثاني من الخطه والاندفاع تجاه المضايق

 

4-    حققت معركه العبور واقتحام خط بارليف نجاحا كبيرا ، تضاعف هذا النجاح بصد الهجوم المضاد الرئيسي للعدو يوم 8 اكتوبر ، لكن بعد ذلك اختلف اداء القياده العامه للقوات المسلحه ، فما هو السبب في ذلك ؟؟؟؟

 

سؤال مهم جدا ، ففي يوم 8 اكتوبر قمت بزياره الجبهه وتأكدت من استعداد قواتنا لصد الهجوم الرئيسي للعدو ، وقد نفذ العدو هجومه الرئيسي في عده قطاعات فهاجم الفرقه 18 مشاه في الشمال بلواء مدرع في اتجاه القنطرة ، وهاجم الفرقه الثانيه مشاه بلواء مدرع في اتجاه الفردان وفشل الهجومين ، فعاود هجومه علي الفرقه الثانيه مشاه والفرقه 16 مشاه في وسط وجنوب الجيش الثاني الميداني ، وفشل ايضا وخسر دبابات كثيرة جدا .

وفي اليوم التالي يوم 9 اكتوبر حاول العدو تكرار المحاوله بعدد 2 لواء مدرع علي الفرقه 16 مشاه ، لكنه لم يحقق اي نجاح وخسر دبابات اضافيه ، وبالتالي ولدقه المعلومه يمكن القول ان قواتنا تمكنت من صد الهجوم المضاد للعدو يومي 8 و 9 أكتوبر .

صباح يوم 11 أكتوبر قمت بزياره اخري للجبهه ، ووجدت الموقف مطمئنا للغايه ، وقواتنا مقتنعه عن ثقه بقدرتها علي صد اي هجوم مضاد مدرع اخر للعدو ، وبعد عودتي في ذلك اليوم فاتحني الوزير ( يقصد الفريق اول احمد اسماعيل علي وزير الحربيه في ذلك الوقت ) في موضوع تطوير هجومنا تجاه المضايق ، وبالطبع عارضت الفكرة طبقا للاسباب التي ذكرتها منذ لحظات في ردي علي سؤالك السابق والتي افردت لها جزء كبير في مذكراتي ( مذكرات سياده الفريق منشورة في قسم المراجع للتحميل مجانا لاعضاء الموقع )

صباح اليوم التالي 12 أكتوبر ، فاتحني الوزير في نفس الموضوع ووجد مني نفس الرد ، وبرر طلبه بأن الهدف هو تخفيف الضغط علي الجبهه السوريه ، وعند الظهر اخبرني بأن القرار السياسي يحتم علينا والتطوير والتقدم تجاه المضايق صباح 13 أكتوبر ( اليوم التالي للحوار )

 

وابدي كل من قائد الجيش الثاني والثالث رأيهم بأن التطوير يحتاج الي تجهيز واستعداد ،وتوقيت الهجوم لا يكفي لاجراء تلك الخطوات اللازمه لنجاخ التطوير ، فتم استدعائهم للقاهرة وتم عقد اجتماع دام لمده خمس ساعات حضرة الرئيس السادات وعرض كل منهم وجهه نظره اكثر من مرة ، لكن في النهايه رضخا لاوامر الوزير بتنفيذ القرار السياسي ونجحا فقط في تأجيل الهجوم الي يوم 14 اكتوبر .

 

وكما نعرف جميعا  فشل الهجوم المضاد يوم 14 اكتوبر وخسرنا عدد كبير من الدبابات يفوق ما خسرناه في الايام السابقه للحرب كلها .

وفي ليله 15 و 16 أكتوبر نجح العدو في العبور الي غرب قناه السويس ، وكانت وجهه نظري هي سحب قوات من الشرق وتوجيه ضربه رئيسيه للعدو غرب القناه مع ضربه ثانويه من الشرق لقطع طريق امداد العدو من الشرق الي الغرب ( في منطقه الدفرسوار) لكن الوزير كانت فكرته عكسي تماما ، فقد كان يري توجيه ضربه رئيسيه للعدو من الشرق وضربه ثانويه من الغرب وقد اقتنع الرئيس السادات بوجهه نظر الوزير وتم تنفيذها

(( بسبب هذا القرار تم تدمير القوة المصريه المكلفه بالخطه وهي اللواء 22 مدرع واللواء 25 مدرع واللواء 116 ميكانيكي وتشتت كتيبه مظلات 85 ، كما تم خروج الفرقه 21 مدرعه من العمليات بعد تقلص عدد دباباتها من 250 دبابه يوم 13 اكتوبر الي 40 دبابه فقط يوم 17 اكتوبر ))

 

5-    قال احد المعلقين العسكريين الاجانب " يكفي انه رغم مئات الاف من الجنود والاف العربات والمركبات والمعدات كان المرور علي الجبهه منضبطا فلم يقع حادث واحد" سياده الفريق ، كيف تم التخطيط بهذه الدقه ؟؟؟

 

يجب ان يعرف الجميع ان عبور قناه السويس عمليه بالغه التعقيد وتحتاج الي اجراءات دقيقه وتفصيليه وسيطره حاسمه ،

أولا أنشأت قياده خاصه للسيطره علي عمليه العبور ، ثم قمنا بأجراءات عديده لضمان نجاح عمليه العبور وعدم تحولها الي فوضي ، مثلا قمنا بتقسيم قوات المشاه الي مجموعتين ، مجموعه ستقوم بأقتحام القناه بالقوارب المطاطيه ، ومجموعه اخري بأسلتحها الثقيله ستعبر علي الجسور فور الانتهاء من فتح الثغرات في الساتر الترابي وتشغيل المعديات والكباري

وتدريب كل مجموعه علي مهمتها ، وايضا قمنا بتقسيم المركبات الي 6 درجات بحسب اهميه كل مركبه ، بدايه بالدبابات وانتهاء بعربات نقل الجنود ، ويتم تحرك كل نوع طبقا لترتيب اسبقيه عبوره طبقا للخطه ، ولكل فئه طرق محدده تتحرك عليها ومعابر محدده للعبور ، وأيضا لكل فئه سرعه معينه للعبور علي المعبر ، وبعد عبورها تسلك طريق معين للوصول الي وحدتها في توقيت محدد- وكما تري فأنها كانت عمليه بالغه التعقيد ، ولضمان سيطره اكثر علي وحدات المشاه التي تعبر القناه وكما كتبت في مذكراتي بالتفصيل ، فقد تم ترقيم القوارب داخل كل فرقه من رقم 1 الي 144 وتحديد نقطه انطلاق كل قارب من الضفه الغربيه للضفه الشرقيه ، مع وجود نقاط ارشاديه واضحه ليل نهار لارشاد القوارب .

كما تم تخطيط الطرق الي التي تؤدي الي نقطه العبور ، فلكل طريق رقم ولون علي الخرائط ، ولكل وحده فرعيه علامه مميزه علي خوذه الجندي ، وقمنا بعمل جداول تفصيليه  لتحرك كل عربه وكل معده والطرق التي تتحرك عليها وتوقيت عبور كل معه ، اضافه الي التخطيط كان هناك تلقين الجندي العادي تفاصيل مهمته وتدريبه عليها ، فأصبح كل فرد يعرف ما يخصه تماما وبالتفصيل .

 

6-هناك عمل بأسم سيادتكم شخصيا وهو التوجيهات القياديه ، والتي كنت تصدرها في كتيبات صغيرة وكنا نحصل عليها في قواعدنا الجويه بأستمرار ، وكان أشهرها التوجيه رقم 41 فما هي الفكرة والغرض من تلك التوجيهات ؟

 

خلال الفترة من يوليو 71 وحتي سبتمبر 73 أصدرت حوالي 48 توجيه ، أغلب تلك التوجيهات موجه للقاده الاصاغر ، بهدف تعليمهم وتثقيفهم ، ولقد كانت فائده تلك التوجيهات كبيرة جدا علي مستوي الجندي والضابط الصغير .

أغلب تلك التوجيهات كانت تعالج نقطه ضعف كبيرة في قواتنا المسلحه وهي التكتيكات الصغري الي يكلف بها ضابط حديث التخرج او ضابط صف مثل قائد الجماعه او حكمدار فصيله او سريه ، تلك الفئه من القاده حديثي الخبرة عليهم عامل مهم جدا في العمليات العسكريه وداخل عمليات الكتيبه او اللواء .

وبهذه التوجيهات أستطعت أن اخلق أرتباط مباشر بيني وبين خمسه مستويات قياديه تتبعني واستطعت التواصل معهم عبر تلك التوجيهات .

وقد كنت اكتب تلك التوجيهات بنفسي واصدرها طبقا للظروف والاحداث ، وكان كل توجيه نابع من خبرة مكتسبه من حادث او خطأ حدث لتجنب وقوعه مرة أخري

 

وفي النهايه أعتذر سيادته عن عدم أستكمال الاجابه عن بقيه الاسئله ، علي أمل استكمالها مع تحسن حالتي الصحيه .

 

تم اجراء الحوار عام 2010

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech