Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

قصه البطل اسامه خليل - دفاع جوى

 

الاسم : اسامه خليل

تاريخ الميلاد : 16/5/1944

مسقط راسى من شبين الكوم مركز قويسنا منوفيه

تزوجت فى يناير 70 وعندى بنتين وولد

 

النشأه والكليه الحربيه :

 

انتهيت من دراسه الثانويه العامله سنه 60ثم التحقت بكليه المعلمين سنتين ثم قدمت فى الكليه الحربيه وتم قبولى فى سنه 63

وبدات قصتى مع الجيش عندما كنت فى الصف الثانى الثانوى سنه 58 /59 شاهدت رؤيا وهو انى اقف بجانب جرن مثل الذى يدرس فيه القمح عند الفلاحين وانى مسئول عن مدفعيه وتم ضرب هذا الجرن واصبت فى يدى اليسري

 كان امل كل شخص ان يدخل الكليه الحربيه ، وكنت بطل ملاكمه غربيه 58/59 وقدمت للكليه الحربيه عام  60 وكنت اصبت بخلع فى كتفى اليمين اثناء قفزى فى حمام سباحه ودخلت مستشفى الحلميه واخذت 15 يوم حتى يلتئم العظم مره اخرى وتسبب البلاستر المربوط على الجرح فى عمل تسلخات فى الجلد مما تسبب فى تشوه بالجانب الايسر ، وتم رفضى طبيا من الكليه الحربيه وفى سنه 63 نزل بالجريده اعلان عن قبول دفعه كبيره بالكليه الحربيه وقدمت وكشفت وتم قبولى بحمد الله فى الكليه الحربيه الدفعه 48 وتخرجت من الكليه فبراير سنه 66 وكان سلاحى وقتها مدفعيه مضاده للطائرات ،  وبعد ان تخرجنا ذهبنا الى فايد والحقت علي اللواء 120 والذي كان مسافرا الي اليمن وكان اللواء 120 و 121 موجودين بفايد وقالو ان هذين اللوائين سيسافران لليمن ، وكان اللواء 121 سيسافر في البدايه  وظل اللواء 120 في مصر ،  واخبرونا  بأن كتيبه ال م .ط  ستبقى أيضا في مصر وتحركنا الى سيناء فى منطقه الحسنه وكان يوجد هناك اللواء 151 مدفعيه وكان قائد قطاع الحسنه هو العميد وفيق

وعندما توترت الاحوال السياسيه وتم رفع درجه الاستعداد الي الدرجه القصوي  فى 14 مايو 67 بدأنا التحركات وتحركنا من الحسنه الى اماكن كثيره بدون هدف واضح وصريح ، واخر مره تحركنا فيها كان يوم  3 يونيو الى ان وصلنا الى الموقع الذي حاربنا فيه ، وكانت المعنويات بين الجنود جيده جدا وكنا مستعدين للحرب فى اى وقت وكان وقتها المعلومات عن العدو قليله جدا وكان لا يوجد اهتمام بدراسه العدو الا بعد حرب 67 عرفنا العدو بشكل صحيح وتكتيكاته الحربيه وكيفيه ضربه للمواقع وكيف نستطيع التعامل معه

كان من الصعوبات التى كانت تقابلنا قبل الحرب فى التدريبات ان بعض المدافع كانت البيانات عليها باللغه الانجليزيه وكان معظم الجنود لا يجيدون القرائه والكتابه وكنا نواجه معهم صعوبه كبيره حتى نعلمهم طريقه التعامل مع هذه البيانات ومع كثره التكرار اصبحوا يجيدون التعامل مع هذه البيانات وهذا رفع مستوى كفائه الجندى القتاليه لدرجه كبيره

 

وجاء يوم 4 وقام العرب ببناء جرن بجانب الموقع ووضعوا به الشعير الخاص بهم فحضر فى ذهنى الرؤيا القديمه التي حلمت بها قبل ان التحق بالكليه الحربيه ، وكان معنا رقيب اول محمد سيد احمد فأخبرته  ان هذا اخر موقع سنتحرك له وستقوم الحرب هنا وهذا الجرن سينفجر وسوف اصاب فى يدى اليسري فنظر الى وابتسم واشفق علي واعتقد انه قال فى ذهنه (( بيخرف ولا اتجنن ولا ايه حكايته ))

وأخبرنا قائد الكتيبه يوم 4 يونيو ، انه من المحتمل ان تحدث حرب غدا وجاء يوم 5 يونيو صباحا وكان عندى عسكرى من العرب وكان يتمتع بنظر قوى جدا اسمه عبد الكريم وقمنا بتجهيز الموقع تماما وشاهد عبد الكريم 4 اهداف سوبر مستير ونادى عاليا انه رصد اربع اهداف واعطيت الاوامر بالاشتباك وكنت حتى ذالك الوقت لا اعلم ان الحرب بدات وكنت وقتها رتبتى ملازم قائد سريه ولانه رصد الهدف من مسافه بعيده وفر علينا هذا تصحيح اصابه الهدف بشكل جديد واصبنا طائرتين وهربت الاخري ولم تعود اى طائره مره اخرى فى ذلك اليوم وكانت المعنويات مرتفعه جدا وجاء قائد وحده المدفعيه المجاوره  لنا وشكرنا وقدم للجنود العصائر وقال لهم كلمه حماسيه لرفع المعنويات وانصرف

 

وجاء يوم 6 يونيو الساعه العاشره صباحا واغارت علينا  طائرات كثيره وظلت تحوم حول الموقع وتم ضربنا بدفعه مدفع فيكرز 30مل من طائره ميراج  واصبت ، وبعد الهجوم أصبح لدي  خمسه مدافع معطله و لان هذه ا لمدافع كان يوجد بها عيوب فنيه في التصميم وظهرت هذه العيوب مع كثره استعمال المدفع وكنت قبل ان نتلقى هذه الضربه كنت اصلحت مدفعين الى ان تم ضربنا واحترق الجرن واصبت فى يدى اليسري  ،  واصيب نمره 2 على المدفع وهو محمد السيد احمد وتحققت الرؤيا القديمه واصيب جنود كثيره وتم تدمير الموقع بالكامل وكان المنظر سئ جدا واصبحت نفسيه الجنود سيئه للغايه .

 

واتصلت بقائد الكتيبه واخبرته بالاصابات وطلبت عربه اسعاف واخبرنى ان احضر انا العربه واخذ مع الجنود المصابه لاقرب نقطه طبيه وفعلا ذهبت للنقطه الطبيه وكانت صدمتى عندما وجدت انها عباره عن حفره مغطاه بلوحين من الصاج وبعض الواح الخشب وكان لابد ان اقف بداخلها منحنى لان سقفها قريب جدا وكان يوجد بها دكتور واحد والذي شاهد اصابتى فى يدى ووجدها كبيره جدا فعمل اسعافات اوليه وأمر ان اذهب الى المستشفى الميداني بالحسنه وكانت تجهيزاتها افضل من تلك النقطه الطبيه

 

وكانت الساعه وقتها حوالى 2 ظهرا ووقت تحركنا للمستشفى الميداني بالحسنه لم يكن يحمينا  دفاع جوى ولا طيران ولا اتصال باى قياده من القيادات ، وكان اى تحرك باى سياره يعتبر للعدو هدف سهل وتحرك 9 ميكروباصات بهم مصابين للمستشفى رجع منهم 3 وتم ضرب 6 بما فيهم من مصابين ، مما ادي الي سوء حالتنا النفسيه بشكل كبير ولذلك فضلت ان اخرج من النقطه الطبيه فى اخر ميكروباص مع اخر ضوء وتحركنا للمستشفى ، وكل طريق نسلكه  فيه نجده مضروب ومعداتنا مدمره وتعرضنا لغاره ونزلنا بسرعه من الميكروباص وعلى الرغم من اصابتى بشظيه فى سمانه رجلى الا ان الله ازال عنى الالم واستطعت ان انزل بسرعه وكانت للرؤيا الذى شاهدتها الفضل فى ان تجعل عندى اليقين ان الله سيخرجنى سليم من هذه المحنه ولن يحدث لى شئ وانى ساعود سليم و، اثناء سيرنا على الاقدام قالوا اننا قريبين من قناه السويس فقلت في نفسي أن اذهب الى القناه وبما اني استطيع العوم جيدا فيمكنني السباحه  للشاطئ الاخر، ووجدت شخص يقول اننا فى منطقه اسمها شعير ( يقصد وادي شعير جنوب وادي المليز بوسط سيناء ) وبينما اسير وجدت شخص ينادى ويقول يا سامى وكان يقف بجانب سياره زل 157، ، ( اسم شهرتى فى بلدتي سامى ) وتخيلت ان أحدا  من البلد رأنى وينادى على فذهبت له وقال لى اركب وكنت لا استطيع ان اصعد  للسياره من شده الالم من اصابه رجلى ، فجاء هو وساعدنى على الصعود واغلق السياره ومشى ولا اعلم من هو ولم يركب معى السياره ولا اعلم عنه اى شئ اخر حتى هذه اللحظه ولا اعلم ان كان يقصدنى انا ام يقصد شخص اخر اسمه سامى وكأن الله اوجده لى فى هذا التوقيت كى يخرجنى من هذه الازمه !!!!!

وقلت للسائق لو ظللنا متوقفين بالسياره  سنموت ولو تحركنا سنموت فتوكل على الله وتحرك (( واحنا ونصيبنا ))، وفعلا لان المنطقه رمليه كانت السياره تتحرك بصعوبه بمساعده غرز العربيه وطوال طريقنا على مسافه 5 او 6 كيلو كنت أشاهد عربات ومدافع ودبابات الجيش محترقه وكان مشهد فى غايه السوء وكان متبقى على الاسماعيليه حوالى 40 كيلو ووقفنا فى مكان به سيارات عسكريه وسيارات نقل مدنيه مكتوب عليها مجهود حربى وبسبب السيارات المحروقه كانت لا تستطيع السيارات الكبيره ان تعبر فطلبت من السواق ان ياخذنى لسياره جيب عسكريه بالقرب منه فوافق وقلت له انى لا استطيع ان امشى من الاصابه فحملنى ووضعنى بالسياره الجيب ولحسن الحظ ان هذه السيارات تعتبر صغيره وكانت تستطيع ان تمر من الاماكن الضيقه بين السيارات المحترقه بينما ظلت السيارات الكبيره لا تستطيع العبور ، ووصلنا للمعديه رقم 6 قباله الاسماعيليه ، وكان امامها مستشفى هيئه قناه السويس وكان هذا يوم 7 يونيو وكنت وصلت لمرحله كبيره من الاعياء من شده الاصابه وكنت كل ما اتمناه فى الدنيا فى هذه اللحظه هو كوب ماء ، وكان يوجد فتيات متطوعات  فى المجهود الحربى من بنات الاسماعيليه ومرت منهم واحده امامى ومعها دورق ماء مثلج ،  فطلبت منها كوب ماء فاعطتنى واخذت كوب اخر وكان هذا اخر شئ اتذكره ، ولا اعلم من اخذنى ومتى دخلت العمليات ومتى اجريت لى العمليه وكان كوب الماء هذا عباره عن بنج واستعدت وعيى فى نفس اليوم عصرا وكان امامى واجهه زجاجيه تطل على قناه السويس ووجدت طيران العدو يضرب المعديه .

خرجت يوم 9 يوينو ليلا وسمعنا خطاب التنحى من الرئيس جمال عبد الناصر وهذا اصابنا بالحزن الشديد جدا لانه مصر تعنى جمال عبد الناصر وهو من غرز بداخلنا حب مصر وهو من علمنا انه لا يعطلنا اى شئ عن مصر لدرجه انه فى يوم من الايام كان اولادي الثلاثه عندهم الحصبه وامهم ايضا مريضه فنزلت احضرت حماتى لتجلس معهم وتركتهم وذهبت للجبهه لان واجبي القتال .

وكلنا كنا نعلم ان مهنتنا هى القتال وغير وارد فى حسابتنا الموت لانه ات لا محاله  سواء  فى البيت او على الجبهه .

وعندما خرجت من المستشفى كانت اصابتى وقتها عباره عن 18 فتحه بجسدى اصابه فى كلوه اليداليسرى  واصابه فى ذراعى الاثنين وارجلى الاثنين واربع شظايا بجانبى وحكمه ربنا ان هذه الشظايا لم تخترق الضلوع والا كانت دخلت الى الرئه وتسببت فى وفاتى ثم تم نقلي من المستشفى الاميرى بالاسماعيليه الى مستشفى الحلميه العسكرى بالقاهره بالقطار يوم 12 صباحا وعندما دخلت الى ساحه المستشفى على النقالات طلبت ان يكشف علي اى دكتور لان فى الاسماعيليه قاموا بعمل جبيره علي يدى على الجرح مباشره مما تسبب فى تعفن الجرح وجاء الدكتور وائل منصور رحمه الله عليه وكان رتبه مقدم فكشف على وامر الممرضين أن يدخلونى غرفه العمليات وكنت طوال هذه الفتره بنفس الملابس ولم يتم تغير ملابسى حتى التصقت بجسدى ، وبدأ الطبيب في تظهير الجرح وبعدها عمليه ترقيع الجلد من فخذى الى كلوه يدى ، وبعض الاصابات الاخرى فى جسدى وكان وقتها هذا التخصص من العمليات نادر ولكنه كان متوفر عندنا نظرا لما نتعرض له فى الحروب ، ووقتها بدأت تظهر القيادات بعد طوال  انقطاع  عنا خلال الفتره الماضية ، واعطونا فوطه ومعجون اسنان وبيجامه وغيارات داخليه ، وكان الوضع العام فى مصر ساخط تماما علينا وحملنا المسئوليه عما حدث ، والنكسه غطت على العمليه الذى قمنا بها واسقطنا طائرتين وضاع نجاحنا مع ظلال النكسه

كانت طريقه الغيار على جروحى بصفه يوميه تستدعى ان اخذ بنج كلى وكان يوجد أصبع فى يدى لا يتحرك وكان يستلزم فتره علاج طبيعى ولكنى علمت ان وحدتى عادت مره اخرى للسويس للقتال ، فلم استكمل العلاج وذهبت لوحدتى مره اخرى وظل هذا الصباع عاجز عن الحركه حتى هذا اليوم .

 

وبدانا من 67 الى 68 فى اعاده تجهيز المواقع مره اخرى وازاله الاثر النفسى عند الجنود وانهم ليسو هم السبب فى هذه الهزيمه ولا يجب ان يتحملها سوى القيادات الكبيره وقتها وايضا ضياع بطولاتنا على مستوى الجيش كله مع النكسه كان له الاثر النفسى السئ عند الجنود وفى مارس 68 اخذنا فرقه حرب كيميائيه حتى اذا تعرضنا الى اى هجمه من هذه الاسلحه نعرف كيفيه التعامل معها وكيفيه ازاله اثارها من على معداتى  وتفوقت بتلك الفترة  وانشأت عندى بالكتيبه فصل تعليمى مثل المدرسه التى اخذت بها الفرقه وبدات تدريب كل الجنود على كيفيه التعامل مع الاسلحه الكيماويه وكان يوجد نقيب زكى شراره وكان مسئول عن فرع الكيما للواء 116مشاه فى الكتيبه وكان هذا الفصل ياتى الظابط للتعليم به كانه ذهب الى المدرسه التى تعلمت بها

وفي أحد الايام حضر مدير الحرب الكيماويه وقتها اللواء الرافعى وجاء للتفتيش على الجيش التالت اختار مجموعه كتائب للتفتيش عنها بالنيابه عن الجيش التالت باكمله وكانت هذه الكتائب هى الفرقه الثانيه مشاه ، ومن الفرقه الثانيه اللواء 116 مشاه ميكانيكى ومن اللواء 116 اخذ كتيبتى  387 م.ط  ووجد ان التدريبات على مستوى عالى جدا وقدم لنا خطاب شكر وقال (( من يريد ان يتعلم الكيما بالقوات المسلحه عليه ان يتوجه لكتيبتنا )) وكان يوجد بعض المناوشات الصغيره من طائرات الاستطلاع التي تمر فوق موقعنا ،  وكنا نتعامل معها ولكن لقله الامكانيات وعدم وجود انذار مبكر كنا لا نحدث اى اصابات بهم ، ووقتها كنت اتمنى واحلم ان يوجد سلاح مثل ال ار بى جى اضرب به هذا الطائرات لان اسلحتنا لا تساعدنى فى اصطياد هذه الطائرات ، وكان عدم اصابتى لها كان يكلف الوحدات الاخرى فقدان الجنود والمعدات مما يتسبب فى ترميل زوجاتهم وفقدان الابناء لابائهم وتحميل الدوله خسائر المعدات والخسائر البشريه .

وفي أول فبراير عام 68 ، وتم استقلالنا عن المدفعيه واصبحنا مقسمين الى دفاع جوى تشكيلات وهى المدفعيه المضاده للطائرات ، ودفاع جوى – دوله-  وهى الصواريخ وتم عمل دفاع جوى دوله عندما جاءت السام 6 ودفاع جوي عن الجيوش الميدانيه

 

وفى سنه 69 تم نقل الكتيبه من جنيفه الى الجيش الثانى مع نقل الفرقه الثانيه مشاه من نطاق الجيش الثالث الي الجيش الثاني ،  وكنا بجانب الكتيبه 415 دفاع جوي بالمحسمه ووقتها قامت حرب الاستنزاف .

 

الرادار البشري ومواقف لا أجد لها تفسير

 

وهنا سوف اذكر شئ من الروحانيات التى كانت تحدث لنا وكيف خدمتنا بشكل كبير فى المعركه فكان يوجد مجند عندى بالكتيبه اسمه سعيد ابو العنيين عنده كرامات وروحانيات عاليه جدا لدرجه انه كان يستطيع التنبأ بالاحداث قبل وقوعها وفى البدايه كنت لا اصدقه حتى حدث امامى موقفين جعلونى اقتنع بكل ما يقوله .

 

الوقعه الاولى فى يوم ما قال لى - يا فندم احنا امامنا 48 ساعه وسنضرب !!! .فتعجبت وقلت له كيف قال ان كتيبتنا والكتيبه 415 المجاوره لنا قد تم تصويرها وسنضرب جوا فى خلال 48 ساعه ووقتها كنت نقيب و قائد سريه ولم اهتم كثيرا بما يقوله ومر يوم وقال لن نضرب اليوم ولكن ستاتى طائرات ستؤكد الاستطلاع السابق ، وفعلا مرت طائرتين وقت العصر علي طيران منخفض بسرعه كبيره جدا ولم نستطيع ان نضربهم ، وجاء لي سعيد ليلا وأكد لى انه سنضرب غدا صباحا ، وفى الصباح وجدته يقول لى ان طائرات العدو بداءت التحرك من مطار الميليز في سيناء وقال انه سياتى 2 ميراج و4 سكاى هوك ،  وفعلا وجدتهم وصلوا وعلى الرغم انى كنت مستعد الا انه اخبرنى اننا لن نستطيع ان نضربهم لانهم سيطيروا على ارتفاع 8 كيلو ، وكنت اول مره اسمع أسلوب طيران العدو عن طريق طيران مرتفع 8 كيلو ثم يغطس على الكتيبه ويضربها وكانت وقتها هذا تكتيكهم  فى الضرب وكان صعب جدا ضربهم وكنا وقتها اوقفنا الضرب لانه كنا نستخدم ال 37 ملى ومداها 3.5 كيلو وهم على ارتفاع 5 كليو مما يصعب ضربهم واثناء ضرب الكتيبه وجدت سعيد يقول لي الحمد الله لم يصاب اى شخص بالكتيبه !!!! فقلت له كيف كل هذا الضرب ولم يصاب احد قال نعم كلهم بخير ولكن يوجد قاذفين تم اصابتهم ، ثم قال انه يوجد قنبله زمنيه وقعت بجوار موقع الرشاشات والطاقم المدفع سيصاب وفعلا انفجرت القنبله وتم اصابه سريه الرشاشات ، وبعد ان هدأت الامور بعد 15 دقيقه من القصف المستمر ، ذهبنا وسألت عن أفراد سريتي ووجد ـأن كل ما قاله سعيد  سليم 100% !!!!!!

 

والموقف الثاني في يوما ما وجدته يقول لى احنا سنتحرك من موقعنا ، فسألته ( فين ؟) قال سنتحرك الي  مكان اسمه الروبيكى لكن لا تسالنى الروبيكى (دى فين لانى معرفش ) وكنت اعرف ان الروبيكى على طريق السويس - فقلت له يعنى اجهز السريه ؟ فقال لي ( والله سنمشى وهقولك ليه هما قالو ال 37 ملى مش هتنفع وهيجيبو الفوج 57 ملى الموجود فى الروبيكى واحنا هنروح مكانه ) فتعجبت لان هذا الكلام  لا يعلمه عسكرى ولا بعض القيادات الكبيره فى الجيش وكنت اشعر اننى بغرفه عمليات الجيش بفضل نبؤات سعيد ، وبدأت فى الاستعداد وتجميع الذخيره واخراجها من المخازن ثم بعدها بساعه وجدت قائد الكتيبه بيقول لى جهز نفسك للتحرك فقلت له انا جاهز قال (انت جاهز ايه ؟ )

قلت له ( يا فندم بقول لحضرتك انا جاهز حضرتك ارسل لى عربيات حتى انقل الذخيره ) وفعلا ارسل لى العربات ونقلنا الذخيره وجهزنا المدافع وتحركنا الى ابو صوير ثم توجهنا الى الروبيكى وتوجه الفوج 57ملى الى موقعى والغريب فى الامر ان هذا العسكرى قال ان الفوج الذى سياتى مكاننا سينضرب ولكن لسبب ما الفوج 57 ملى اخذ الاماكن البديله للاماكن التي كنا نحتلها ،  ولذلك عندما أغارت طائرات  العدو لضربنا بناء عن الاماكن المرصوده لنا ، ضرب اماكن خاليه ولكن لو كان أحتلوا مكاننا لكان تم اباده هذه السريه بالكامل هى ومعداتها من كثافه الضرب وكانت القنابل المستخدمه الف رطل وهي قنبله تسبب دمار كبير في أي موقع ،  وذهبت بعدها للموقع وشاهدت ان مكان مركز القياده الذي كنت به قد خرج  من تحت الارض ووصل لمسافه  20 متر واصبحت كل الدشم مفتوحه من بعضها من شده القصف .

ثم ذهبت للربيكى  وكان معنا رحمه الله عليه القائد عبد الرحمن عبد الوهاب قائد الكتيبه وكان يتمتع بحب كبير للبلد لدرجه انه كل ما يشتد الحال بالبلد يقول ( يا ناس يا ناس بلدى بتوجعنى ) اتعلمنا منه كل حاجه حلوه ( الوفاء والاخلاص وحب مصر والتفانى فى الخدمه وكان يقول اشقى واتعب هنا والقرش اللى هتكسبه هنا بدل ما هتجيب به دواء هتجيب لقمه تسندك) وكان يقف بجانب كل افراد كتيبته ومن يحتاج لاى مساعده كان لا يبخل عليه حتى لو اضطر ان يقسم معه راتبه كل شهر .

 

وفي اواخر 69 طلبوا منا الترشح للسفر للاتحاد السوفيتي للحصول علي تدريب على صواريخ السام 3 وكنت من ضمن الضباط  الذين تم  اختيارهم للسفر ، وكشفت طبي ، وانهيت اجراءاتى وكان يتولي اداره  شئون الضباط سامى الشيخ وامين جبر

ووجت امين جبر يرسل لى انا ومحمد شلبى وقالوا لنا انكم لن تسافروا  فقد جاءت اوامر انكم تقوموا بتشكيل الكتيبه   522و  523 دفاع جوى

  

انا شكلت الكتيبه 523 ومحمد شلبي  شكل الكتيبه 522 وكانت رتبتى وقتها نقيب وتوليت قياده رئيس شئون اداريه للكتيبه ومن هنا بداء مشوارنا مع الحيه او السام 7 او الاسترلا وكان هذا فى اوائل سنه سبعين وكان وقتها لا يوجد غير كتيبه واحده فقط لصاروخ الحيه وهى 521 وكان قائد القوات يقوم بتحريكها في  كمائن فى طريق العدو وكانت فصائلها قليله وكانت لا تستطيع ان تغطى الجبهه كلها

 

وبعد تشكيل الكتيبتين  وتدريب الجنود واخذنا التدريبات الفنيه اللازمه واثناء  هذه الفرقه والتدريب على الصواريخ جاء فى راسى الحلم القديم وهو ال ار بى جى اللى بيضرب الطائرات ، وتحول حلمي الي حقيقه .

كنت مشغول جدا فى هذه الفتره ان افهم طريقه التعامل مع هذا الصاروخ وفى كل كبيره وصغيره وكل جندي يجب ان يكون فاهما كيفيه التعامل مع هذا الصاروخ بشكل جيد ، ثم اخذنا واجب عمليات ثم ذهبنا الى الفرقه الثامنه وتولينا قطاع الجيش الثانى والثالث .

وكان طيبعه عمل هذا الصاروخ يعتمد على النظر ودقه المتابعه وكان يوجد تنسيق كبير بيننا وبين القوات الجويه عندما يكون لديهم اى تحركات ، تمركزت الكتيبه 523 فى الصالحيه و522 فى عبيد والكتيبتين واجبهم حمايه الفرقه الثامنه فقط وكانت الروح المعنويه للجنود عاليه جدا وكانو يشعرون ان لهم ثأر مع العدو وكان يخرج معنا افراد صاعقه للحمايه المحليه لنا  ثم استبدلوهم ، بمجندين عاديين لحمايه الكتيبه  اذا حدث علينا اى هجوم بري ،  وقتها من كان يقوم بتجهيز المواقع شركه عثمان احمد عثمان وأستشهد عمال كتيرون وقتها وكثيرا ما حملنا جثث شهداء مدنيين من كثره ضرب المواقع و عندما يكون الموقع جاهز للتسليم ، يتم ضربه جوا من طيران العدو قبلها بيوم ،  ورغم تلك المعاناه  لم يقلل هذا من عزيمتنا .

وكنت فى هذا الوقت مهتم جدا بشئون الجنود من ملابس وطعام حتى مشاكله الخاصه كنت اقوم بحلها وانزل لعمده كل بلد لمجند عندى واقول له انه من واجبه حل مشاكل المجندين حتى يستطيع التركيز فى القتال لانه لو انشغل فى مشاكل بيته هذا سيعود بالسلب عليه فى القتال وكان كل هذا من تلقاء نفسى حتى اجعل كتيبتى مستعده تماما وتستطيع ان تحصل على افضل النتائج القتاليه .


ثم جاء وقت وقف اطلاق النار ثم فى سبتمبر وفاه الرئيس جمال عبد الناصر واتذكر وانا فى الجيش الثانى حدث ضرب شديد علينا بالطيران وكان يوجد خبير روسى معنا فى ذلك الوقت وبعد انتهاء الضرب كان يقول لي (( ربنا بتاعكم ده موجود هو ده اللى بيحميكم مش ممكن ابدا كل هذا الضرب ولا يوجد اى خسائر بشريه رغم ان مكان سقوط الصاروخ عمل حفره تاخذ بداخلها ثلاث سيارات ))

و قد ساومت هذا الخبير ( المدمن للجاز المصري كبديل للفودكا )لاحقا  على كوب سبرتو ابيض حتى أحصل منه علي بعض الكتب الهامه عن الصاروخ واترجمها .

 

-----------------

وهذه الفتره كانت فتره صعبه جدا والطيران الاسرائيلى كان لا يعطينا اى فرصه لدخول الصورايخ وحصلت خسائر كبيره جدا لنا ولكن هذا لم يحبط من عزيمتنا وادخلنا كل الصواريخ ووضعناها فى الاماكن المحدده لها وجاء وقف اطلاق النار وكان هذا فى اواخر حرب الاستنزاف وبدانا للاستعداد للحرب وكنت فى الجيش التانى وقتها واتنقلت من الكتيبه 523 الى 522 وهذه الكتيبه كانت فى عبيد

فى الجيش التالت وكان بجانبنا الكتيبه 551 وكانت استريلا وكانت مع الجيش التالت وكانت التدريبات والاستعدادات على اكمل وجه وجاء عام الحسم ثم تقابلنا مع الرئيس وقال يا ولاد الظروف السياسيه المحيطه بالبلد الان صعب اننا نحارب الان الا اذا جائت الاجهزه والمعدات المتبقيه حتى نكون مستعدين للحرب وقال مش هتتكرر حرب 67 تانى . اذا لم يكن معنا سلاح يضاهى سلاح العدو لن نحارب الا لما نجهز جيدا حتى لو اقل شويه مش مشكله لاننا هندافع عن ارضنا وارضنا دى عرضنا ولازم هنسترد الارض باى شكل من الاشكال كل واحد فيكم يجهز نفسه ويجهز وحداته علشان فى حرب فى حرب وبلدنا محدش هينقها غيرنا واليهود مش هيمشو باى تفاوض ايا كان ما اخذ بالقوه لا يسترد الا بالقوه لان اليهود لو لم يشعرو انك قوى لن يعطوك اى شئ من ارضك وقد كان . خرجنا من هذا الاجتماع هذا ومعناوياتنا فى السماء لدرجه ان الواحد مننا كان يخيل له انه يروح يعبر القناه وهيقدر يحررها لوحده . وكانت هناك مقوله او مبداء نسير عليه فى التدريبات وهو (العرق فى وقت السلم يوفر الدم وقت الحرب ) وتوفى والدى فى 9/73 وكنا وقتها فى قمه الجاهزيه وبنستعد للحرب ثم جائت لى اوامر بتحريك وتغير بعض المواقع وكانت اسكمال المعدات والتجهيزات تؤكد لنا ان الحرب اقتربت بشكل كبير الى ان جاء 6 اكتوبر وكان صمت كبير والاوامر اننا ننتظر تليفون من القاده وكنت وقتها رئيس عمليات ومعى سيد عبد العاطى ولكنى كنت المسئول عن كل شئ بالموقع وكنا 5 لواءات وكتيبتين الحيه منتظرين الاوامر بالتليفون وكان اماكنا من اول فايد حتى بير عديب والسخنه وكانت المسافه كبيره جدا وكان يوجد العديد من الكمائن فى اماكن مختلفه وكانت تتغير بشكل يومى وكان من يقوم بهذه التحركات السيد على وهو كان قائد الفرقه الثامنه وهو كان قائد بمعنى الكلمه وهو قبل الحرب ذهب لفيتنام للتدريب هناك وجاء وعمل محاضره حضرها كتيبتين الحيه وقاده اللواءات وقاده العمليات فى الجيش التانى والتالت وكل رؤساء الافرع للفرقه وظل هذا الاجتماع فتره طويله جدا شرح فيها تجغرافيه سيناء من قناه السويس حتى الحدود بما فيها الاماكن الغير صالحه للقتال او تحركات المعدات وذلك لان العدو كان دائما ياتى لنا من هذه الاماكن الغير متوقعه لان امكانياتهم كانت تساعدهم على السير فيها مثل مزرعه الورد اللى عملها فى اماكن كلها كذبان رمليه وغير صالحه للزراعه ومع ذلك زرع فيها الورد وكانت تصدر لامريكا كانت اسمها مزرعه يميتا. وقال ايضا ان امريكا بعد ما فشلت ان تفتح صغره فى صفوف العدو بالطيران فلجات للتفكير ان تفتح صغره بالمدرعات .ثم جاء يوم 6اكتوبر كان مفيش طيران نهائى غير بسيط جدا من الاماء واشتبك معهم كتيبتين الحيه للجيش الموجودين فى الامام وهى 51 و 52 ووقع للعدو طائرات كثيره فى اخر ساعه فى يوم 6 وبداء الطيران يظهر بكثافه فى 7 اكتوبر وبداء يتوجه للمطارات وبداء الشغل الجد وكان هدفهم انهم يعجزو طائرتنا عن ا لقتان وكان يوجد فى كل مطار فصيلتين او تلاثه سام 7 وهذا جعهلم يجدو صعوبه انهم يضربو على ارتفاع منخفض ولو ارتفع هتضربه الصواريخ الاخرى سام 2 و 3 وكان دخل سام 6 المتحرك على شاسيه الدبابه وبفضل الله اوقعنا طيران كثير ثم جاء يوم 8 وزاد الهجوم اكثر وكانت الخسائر اكبر ولذلك اخذو تعليمات انهم لا ياتو عند القوات الموجوده عند قناه السويس وكنت ذهبت لاستطلاع عند القناه علشان كنا هنجهز ونبعت صواريخ هناك علشان تطوير الهجوم ووجدت دبابتين مضوربين ووجدت على الارض طرف بلاستك شديته ووجدتها خريطه فحددت موقع الدبابات على الخريطه ونزلت بلغت القاده وصورتها وارسلت صوره للواء سعيد واخرى للجيش التالت واتصح انها خريطه تفصيله لكل مواقع الدفاع الجوى بتاعتها المحصنه وخرائط فى منتهى الدقه لدرجه انها ادق من خرايطنا احنا وده بفضل انهم عندها استطلاع جوى متقدم وارسلو منها نسخه للرئيس انور السادات ومن شده دقتها صلحو احداثياتنا فى الخرائط بتاعتنا على خرائط العدو وكان عليها المعابر بتاعتنا وكانت دى اول خريطه نحصل عليها من العدو ثم جاء يوم 9 و 10 وقالو نطور الهجوم علشان كانو ضغطو على سوريا لان سوريا كانت استردت الجولان فحاولو ان يستردوها مره اخرى فضغطو على سوريا وقالو نسيب هنا شويه وهنرجع لكم مره اخرى وكانت كتيبتى اشتبكت عند مطار القطاميه واوقعنا طائرتين وهذا كان يوم 6 واوقعنا يوم 7 اربع طائرات وفضلنا على هذا الوضع حتى يوم 18 اكتوبر وتوقفت الهجمات بعدها وكانت الصغره جائت يوم 15 وارسلنا فصيلتين للقطاميه مع الفصيلتين الموجودين هناك واصبحنا 4 فصائل واتوزعنا على 12 مكان وهذا جعل استحاله مرور اى طائره من هناك وبالفعل ارسلو 8 طائرات والحمد الله اتصابو جميعا وحسبو للمقدم عبد الرسول طائره وطائرتين للواء 113 وحسبو للكتيبه بتاعتى 522 الخمسه الباقين ثم رجعت للموقع بتاعى مره اخرى وجدت الدبابات الاسرائيليه احتلته وكان يوجد فى الموقع رقيب اسمه شوقى ومعاه خمس عساكر وعلى الرغم ان الدبابات دخلو وهم موجودين ظلو مختبئين ولم يغادرو الموقع ولم يغادرو الموقع لان مخزن الصواريخ بتاعنها مازال موجود وهنا تظهر معدن العسكرى المصرى ومدى تقديره للمسئوليه وعلى الرغم من رهبه الموقف ودخول العدو ودباباته وهم فى النهايه رقيب وخمس عساكر الا انهم رفضو ان يتركو الموقع وهو متخيل ان فى حد هيرجعله تانى ولكن طبعا كان لا يوجد اتصالات ولا لاسلكى ولا اى وسيله اتصال ولا يعلم اى سخص عنه شئ وكان فى لغمين مخصصين لكل صندوق زخيره يتم زرعهم وشد سلك ويتم التفجير عن بعد للزخيره المتبقيه حتى لا يستفيد منها العدو وفعلا عمل كده ووصل كل الالغام مره واحده وفجر المكان وجاء للقطاميه ثم جاء يوم 22 اكتوبر وجاء وقف اطلاق النار وكان اللواء 109 عند الكيلو 109 طريق مصر السويس وكان هناك اللى ماسك غرفه العمليات اللواء سماحه وكلمته وقلت له الفصايل الموجوده لنا عند قياده الجيش هعمل فيها ايه فقال لى قابلنى عند الموقع (د) وطلعته من على الخريطه وذهبت له وقبل ما نصل للكتيبه بحوالى 200 متر وجدت طائرات فانتم فقلت له يا فندم دى طائرات فانتم فقال لا لا وفجاء اخذو تشكيل قتال وضربو الكتيبه اللى كنا رايحين لها والحمد الله محصلش خسائر بها كثيره فقال الى 104 لحد ما تصلك التعليمات وجائت التعليمات من اللواء سعيد اننى اخذ الفصايل الى القطاميه وبالفعل جمعت الثلاث فصايل ورجعتهم للقطاميه وكنت فى الغرفه الفوج 64 مع بهجت على المغرب وجدنا العقيد فاروق اللى كان ماسك اللواء 104 قال له اضرب فى السرايا اللى فى الغرب على قياده اللواء فقال له ليه يافندم قال له الدبابات فوقى وكان بيننا وبينهم اقل من كيلو وخرجنا ووجدنا الدبابات ظاهره على الافق وبداء ضرب نار بكثافه عاليه فنزلت وقلت يا بهجت الدبابات خلاص وصلت هنا واخذ العربيه الجيب بتاعه ومعه صلاح ولستر ربنا انهم لم يصابو وكان اتجاهه للسريتين بتوعهم فوجد الطيران ضربهم وهما دول اللى المفروض كان هيضرب بيهم على قائد اللواء بتاعنها زى ما طلب منه ومشيت الدبابات من فوقنا متجهه للسويس عند طريق السماد فى اتجاه شركات البترول ومن المفارقات ان بهجت لما شاف الدبابات جايه على السويس فلف واخد طريق السماد فوجدهم بجانبه فساله السواق وقال له هى الدبابات دى يا فندم بتاعه مين قاله بتاعتنا بتاعتنا ومرضاش يقول له انها بتاعه العدو علشان اعصابه متتعبش وفى الوقت ده انا هديت الخرائط وكسرت اللاسلكى ودمرت الموقع تماما وجاء لى بهجت وقلت له طب والحل الان ايه قال لى هنمشى وحرقنا الخرئط واخذنا العساكر والظباط الاحتياط اللى كانو معنا وطلعنا على الغربه 104 دفاع جوى . وفضلنا فى الغرفه ايام 23 و24 و 25 لان الاوامر اننا نظل فى اماكنا حتى ياتى ( اليو ان )الخاصه بتداخل القوات ويثبت اننا لم نترك مواقعنا ووجدنا يوم 25 العصر من ينده علينا من هوايات الغرفه 104 حد بيقول يا محمد يا محمود يا احمد لان ضرورى هيكون فى حد من ا لموجودين فينا اسمه واحد من التلاته دول فيرد فينكشف انه يوجد مصريين هنا وينزلو يقبضو علينا اليهود وطبعا كلنا مش  عارفين هنعمل ايه العدو فوقنا والله اعلم هيرمو علينا قنابل غاز ولا هيعملو ايه فكلمنا عمليات الجيش فقالو لو استطعتم ان تاتو تعالو وكنا كلنا فى الغرفه 13 شخص كان بهجت صالح ومقدم كمال الحكيم وكان معنا الواعظ بتاع الفوج 64 اسمه الشيخ على وبعض ظباط الاستطلاع للغرفه 104 ورائد من قياده الجيش كان بعد ضرب المكان جاء ووجدنا بالصدفه وظل معنا وقررنا اننا على اخر ضوء هنمشى وهنا تذكرت كلام والدى رحمه الله عليه عندما اوصانى عندما اكون فى شده كبيره وامامى العدو على ان اقول هذا الدعاء وهو ( فى الاول تاخد من المكان اللى انت فيه 3 حصوات او حفنه تراب وارمى واحده امامى وقول حسبى الله من كل شئ وترمى شويه عن يمينى وتقول لا يقف لامر الله شئ والتالت على شمالك وتقول الله يغلب كل شئ وتلف يد حولك وتقول لا حول ولا قوه الا بالله العلى العظيم ) فسالته والدعاء ده يعمل ايه قال بعون الله يضع لك حجاب ولن يراك العدو وتذكرت كل هذا الكلام كانه كان لسه بيقوله لى واحنا خارجين من الغرفه فعملت كده وعملته مع كل الظباط والعساكر اللى معى وبدانا نتحرك وكان بيننا وبين العدو مسافه لا تتخطى ال 500 متر ومشينا فى اتجاه الكيلو 109 وكان فى تبه عاليه لو عديناها كانت هتحجبنا عن العدو نهائى وعلى الرغم ان كشافات العدو كانت قويه جدا وتمسح الارض شبر شبر الا انهم لم يرونا على الرغم ان الضوء كان ياتى علينا وده كان نتيجه الدعاء اللى قولناه وعدينا زحف حتى وصلنا للاتجاه الاخر ثم عدينا السكه الحديد  فقلت لبهجت بص تعالى نمشى شويه فى الاسفلت بعيد عن الرمله وطبعا انا معرفش العدو فين وكانت فى شبوره جامده واحنا ماشين فى اتجاه الاسفلت وجدا مفاجاه ا نفى دبابه طالعه من تحت شجره وصوت ماتور عالى جدا ووجدنا النص بوصه متوجه تجاهنا وكلنا وقفنا اتصمرنا وهنا بانت كرامه الدعاء اللى قاله لى والدى ووجدت بهجت بقول لي هى دى الدبابه بتاعتنا ولا بتاعتهم فقلت له مش ممكن تكون بتاعتها دى بتاعتهم طبعا وساعتها نل كم من الضباب لا تتخيله لدرجه انك لا تستطيع ان ترى الشخص الواقف بجانبك ولم يرانا وفعلا ( الله يغلب كل شئ ) ثم عدينا الاسفلت وروحنا فى بطن جبل عتاقه وعلى الرغم من كل هذا الضباب نجد جركن مياه كبير 20 لتر وكنا هنموت من العطش وكان فيه حوالى نصه واخذناه والكل شرب حبه ميه كده فى غطاء الزمزميه بتاعته واللى معاه بقسماط اخدناه ووزعناه على الكل كل واحد واحده ا واتين مع الميه والحمدالله على كده وعلى الرغم من ايماننا الشديد بان الله هيقف معنا لكن كنا بناخذ بالاسباب وكنا بنفذ التعيمات ومهاره الميدان بدقه لاننا كنا بناخذ بالاسباب ايضا ووجدنا هناك عساكر من اللواء 113 ومن اماكن كتيره موجوده هناك وايضا اخدو معنا المياه والبقسماط وسبحان الله جركن المياه ده كفى حوالى 300 فرد .وقبل ما نوصل لقياده الجيش كانو تحركو من الاماكن بتاعتهم للاماكن التبادليه فذهبنا للمواقع القديمه بتاعتهم ووجدنا فيها مخبز ووجدنا عيش واخدناه واكلنا وشربنا مياه واخيرا تحركنا ووصلنا عند قياه الجيش التالت وقلتهم عاوز اكلم اللواء سعيد على علشان يعرف انى وصلت وكنت فى الوقت ده يعتبر مفقود وبلغته اننى وصلت قال لى تمام خليك مكانك الان وخد راحتك والكتيبه كلها راحت القطاميه وابقى شوف اى حاجه توصلك هناك

وعلى الرغم من كل ما يحدث واحتلال العدو لاماكن كثيره خاصه بنا والصغره الا انه لم ينتابنا نفس شعور 67 لان فى 67 مكنش لينا ريس ولا قائد نساله انما فى 73 كان فى اتصال دائم بالقاده وكل دى عباره عن ردور افعال طبيعيه فى الحرب لم تاثر فينا نهائيا ومكنش فى الخراب الموجود فى 67 وكان عندك الامكانيات اللى تخليك تتصرف لوحدك وتخرج من الموقف اللى انت فيه وكان عندك معرفه بالعدو اكتر من الاول وكنا ضباط مجتهدين وبندرس صح وبنقراء كتير واخدنا فرق كتير وكان فى ترتيب وتجهيز افضل ونظام اخلاء وعربيات اسعاف تنجدك ولم اشك للحظه اننا على مشارف هزيمه اخرى على الرغم من وجود الدبابات هذه لانها كانت منتشره لكن كان عددها قليل جدا وليس من الصعب التعامل معها وتحقق كلام اللواء سعيد عندما فتحو الصغره عن طريق المدرعات وليس بالطيران مثلما حاولو الامريكان فى فيتنام .وكان الدبابات حاولت دخول السويس يوم 22 ولم تستطيع ويوم 23 ولم يستطيعو لان الصاعقه جائت والحقت بهم خسائر كبيره .ونتائج كتيبتى الرسميه لاصابه  الطائرات 28 طائره .ومن خبرتى فى الحرب اصبح عندى قناعه ان اكفاء الصواريخ هو السام 7 لانه بيضرب على ارتفاع منخفض جدا بيتعامل معها بكفائه كامله وكان العساكر والظباط بيتم تدريبهم انهم يصطادو صواريخ كاتيوشا وده هدف صعب جدا علشان يكون بالنسبه لهم الطائره هدف سهل جداجدا ولذلك كان التدريب صعب جدا وبالتالى الحرب كانت سهله جدا وايضا ساعد على رفع كفائه العسكرى فى استخدام الحيه والتعامل مع الارشادات الانجليزى المكتوبه على الصواريخ ان العساكر كلها كانت مؤهلات عليا عكس 67 كانو لا يعرفوا لقرائه والكتابه وكنا نبذل معهم مجهود كبير جدا حتى يستوعبو طريقه التعامل مع الصاروخ والارشادات الانجليزى وبفضل التكرار االكثير وصلو لمراحل متقدمه جدا فى كفائه النشال ومن اللحظات السعيده عندى عندما عبرت القنال يوم 8 اكتوبر وكنت تخاف وترهب النقط الحصينه للعدو من شكلها ومعداتها ولذلك انا بقول اللى عبرو واستولو على هذه النقط مش بنى ادمين دول اسود وعلى سبيل المثال هذكر قصه واحد اسمه محمد جرد كان هناك احدى النقط الحصينه كل ما يبعتو كتيبه لها كانت لا تستطيع الاستيلاء على هذه النقطه وكانت مثبته مدفع جرينوف مغطى الوادى كله ولا يستسطيع نمله انها تعدى وجهزنا فرقه عمليات خاصه وقائدها نقيب لكن محمد ده رفض وقال انا اللى هطلع العمليه دى واول ما وصلو هناك قال لهم اول ما اطلع واترمى على الرشاد ده تعبرو على طول وفعلا اول ما طلع اترمى على الرشاش وجسمه كل اتخرم واتصفى نهائى ولكن كل اللى معاه عبرو واستولو على هذه النقطه وده يبين مدى حبى الناس وقتها لمصر وكان وقتها لسه مخلف ولا همه كل ده وضحى بعمره علشان مصر .

وكان نظام التسليح ان يكون كل رامى معاه صندوقين فيهم 4 صواريخ وكان نظام السام 7 عباره عن قاذف وصاروخ ومجموعه اطلاق بمجر ان ينطلق الصاروخ لا يتم تعبيه القاذف مره اخرى انما ناتى بصاروخ اخر ومعه القاذف الخاص به .وكان الخبراء الروس الكثير منهم ميرضوش يعلمو حد من سلاح المهندسين كيفيه استعمل الصواريخ او تغير القواذف لكن مستر بافيل بتاع السبرتو كان مقابل السبرتو بيعلم كل المهندسين اللى عندى كل حاجه عن الصواريخ .

ومن المفارقات الكتيبه 23 كان ماسكها الرائد احمد على عبد المتعال وكان فى واحد قريبه طيار ميج 21 وضربه فى مطار الصالحيه لان مفيش اخطار بهبوط الطائره وعلى الرغم ان العجل كان نازل علشان يهبط فى المطار الا انه علشان مفيش اخطار تعامل معها على اساس انها طائره معاديه  .

وجدير بالذكر ان اذكر ان العسكرى سعيد ابو العنين صاحب الكرامات كان اتنقل من وحدتى وعندما ذهبت له للوحده الموجود بها حتى اطلب من قائد الوحده ان يوافق على نقله عندى فوجد ان سعيد قال له على مشكله تخصه وازاى هيكون حلها وفعلا كل ما قاله كان صحيح ولذلك عندما طلبت من قائد الكتيبه ان ينقله عندى قال خد الكتيبه كلها بسلاحها بس العسكرى ده لا . لكن فضلت بيننا علاقات ود بعد الجيش وزيارات لفترات طويله .

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech