Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

المقدم طيار صلاح دانش - البداية

 

البدايه:

 

بعد ان انهيت دراستي الثانويه عام 1959 التحقت بكليه الهندسه و درست بها لمده عام واحد فقط ، فقد كانت رغبتي في الطيران اكبر من رغبتي في ان اكون مهندسا.

 

فألتحقت بالكليه الجويه عام 1960 وفي تلك الفترة الجميله من تاريخ مصر وخاصه بعد حرب 1956 كان الزعيم جمال عبد الناصر يغرس فينا روح الوطنيه والانتماء فكان حب مصر و حب خدمه الوطن شعورا جياشا يملئ كيان كل منا.

و تدرجت في الدراسه بالكليه من طالب اعدادي الي طالب بالقسم المتوسط، وشاركت و انا طالب بالقسم المتوسط في تخريج الدفعه 13 و التي كانت تسبقنا بعام ، و لاول مرة يقوم طلبة القسم المتوسط بعمل عرض جوي يشمل الطيران بالتشكيلات امام ساحه العرض ، و كان لي الشرف ان اكون احد افراد هذا التشكيل.

بعدها انتقلت الي القسم النهائي بالكليه و تخرجت عام 1963 لانتقل بعدها علي الفور الي وحده تدريب المقاتلات والمتركزه في كبريت لنتدرب علي الطائرة ميج 15 ، وكانت نقله كبيرة لي من الطيران بطائره بمحرك مروحي الي طائرة نفاثه و كان عددنا اثني عشرة طيار مقاتل في نفس الدفعه منهم

(( سامي لاشين – نبيل نوير- سيد نجيب – احمد هاشم – سمير عزيز ميخائل – هاني مظهر))

و طبعا و كما هو معروف فأن عدد قليل من دفعه الكليه الجويه يتمكن من ان يصبح طيار مقاتل والباقي يتم توزيعه علي اسراب النقل او القاذفات او التوجيه الارضي طبقا لمستوي الطالب وكفاءاته واستعداده الطبي.

بعد انتهاء فترة التدريب علي الميج 15 انتقلت الي مطار ابو صوير للتدريب علي الميج 17 ، لكني لم أستمر كثيرا فيها فقد انتقلت الي أسراب الميج 19 عام 1964 و كانت الميج 19 قد وصلت مصر منذ فترة قصيرة وبالتحديد عام 1961 و كانت طائرة مقاتله اسرع من الصوت و جيده جدا طبقا لمقاييس هذا الوقت.

 

و التحقت بفرقه تدريب أرضي علي الميج 19 وبعد فترة انضممت الي سرب مقاتل عامل ، و كان يوجد فقط سربين من الميج 19 الاول بقياده – محمد عبد الرحمن و الاخر بقياده علاء بركات و الذي انضممت له ، و اذكر القاده الاثنين بكل خير فقد كانا عالى كفاءة كبيرة ، و اذكر ان محمد عبد الرحمن انتقل الي المقاتلة السوخوي 7 بعد ذلك بفترة و قام بجهود كبيرة مع الطائرة السوخوي 7 لانها لم تكن طائرة جيده ، و اذكر انه خلال حرب الاستنزاف زار مستر سوخوي (( مصمم الطائرات الروسي الشهير )) بنفسه و رشه عمل محمد عبد الرحمن و تدارس معه في طرق و اساليب تطوير السوخوي 7 ،و لان محمد عبد الرحمن كان قد طور كثيرا في طائرة السوخوي 7 بصوره اثارت اعجاب الخبراء السوفيت في مصر ودعت بمصمم الطائرة للحضور و الوقوف بنفسه علي نقاط ضعف الطائرة لتطويرها ولتفادي الاخطاء في التصميمات المقبله.

و كانت الميج 19 لا تختلف كثيرا عن الميج 17 ، غير انها كانت اول طائرة سوفيتيه اسرع من الصوت وتم صنعها علي عجل كنموذج مطور او محسن من الميج 17 ، لكن الهيكل لم يكن قويا بالقدر الذي يتحمل المحركين الكبيرين ، و كانت مناورتها علي الارتفاع المتوسط مثل اربعه او خمسه كيلو متر جيده اما فوق ذلك فقد كانت مناورتها تقل بالتدريج ، و كانت تستطيع الوصول الي سرعه الصوت بالطيران المستوي اما الميج 17 و التي بمحرك واحد فقط فكانت يجب ان تقوم بمناورة طيران غاطس لمده طويله للوصول الي سرعه الصوت.

و كان تسليح الميج 19 الاساسي هو عباره عن ثلاث رشاشات احداها في مقدمه الطائرة والاثنين الاخرين بالاجنحه و بكل مدفع ستون طلقه و كنا نخرج للتدريب في ميدان الرمايه وبكل مدفع خمس عشر طلقه فقط لكي نتدرب علي اقتصاد الطلقات ، و كان المطلوب منا تنفيذ اربع او خمس هجمات بعدد الطلقات المحدود و كانت المدافع الثلاث تضرب في وقت واحد وكانت قوة نيرانيه كبيرة جدا.

الاشتباك الاول

في اول يوم التحق بسرب ميج 19 عامل كان ذلك عام 1965 في مطار فايد ، وعينت لكي اكون في الطوارئ و كان ذلك معناه ان اكون لابسا لملابس الطيران وجاهز للاقلاع لكنني في غرفه الطوارئ .

ولحظي السعيد صدر امر اقلاع فوري (سكرامبل- وهو مصطلح انجليزي مستخدم فى مجال الطيران العسكري من الحرب العالميه الثانيه ويعني الاقلاع الفوري والسريع ) فأقلعت سريعا مع علاء بركات كقائد التشكيل و كان الاقلاع يتم بالافتربرنر (الحارق اللاحق) لزياده سرعه تسارع الطائرة و تحقيق اقلاع سريع ، و كان هذا الاقلاع له تدريب خاص و كانت عيني اثناء الاقلاع علي طائرة علاء بركات فقد كنت حديث الخبرة مقارنه به ، و عندما بدأت ارفع العجل و جدت ضوء باب العجلات مضاء ، مما يعني ان الباب لم يغلق كما يجب مما يعني ان الطائرة لن تطير بشكل سليم و سيعرضني هذا الامر لاستهلاك وقود اضافي , فور الاقلاع بدأ الموجه الارضي في توجيهنا نحو اشتباك تدور رحاه قرب العريش و كان لدينا مقاتلات يقودها الطيارون المسيري و السمري و كان الطيار الحديدي يدعم الاشتباك بأربع طائرات (فينجر فور) ، و فور ان رأتنا الردارات الاسرائيليه أبلغت طائراتها بوجود دعم مصري في الطريق  فنفذت الطائرات الاسرائيليه مناورة للتخلص من الاشتباك سريعا و عادت من حيث أتت .

و فور علمي بأنتهاء الاشتباك حاولت الاتصال بالطيار علاء بركات بالاسلكي لكن اتضح ان جهازي قد تعطل لسبب ما فحاولت الاقتراب منه و ان اميل بالطائرة لكي يري باب العجل مفتوحا ، فظن انني احاول ان احذرة من طائرات اسرائيلي خلفنا ، فبدأ يناور بطائرته و لم يلاحظ مشكلتي.

 

و نظرا لانخفاض مستوي الوقود لدي فقد قررت ان اهبط في العريش ، و فور هبوطي أبلغت اللواء الدريني قائد لواء الميج 19 تليفونيا بمشكلتي فرد علي بانه غير مسموح ببقاء الطائرات بعيدا عن مطاراتها و ارسل الي الطيار جلال عبد العليم و معه فني بطائرة ميج 15 ذات مقعدين لاصلاح طائرتي و عدت انا و الفني بالميج 15 في نفس اليوم , لن انسي هذا اليوم ، فهو اول يوم لي كطيار مقاتلات في الاسراب و يتم فيه اشتباك جوي و من حظي ان اكون قريبا من هذا الاشتباك او مشارك فيه و لو بالدعم فقط.

 

سرب العروبه :

كانت نزعه العروبه تملئ الاجواء و الوجدان في تلك الفترة فكتبنا علي طائراتنا اسماء المدن والعواصم العربيه مثل بغداد – بيروت- دمشق- الرياض- الموصل- طرابلس- الخرطوم وهكذا .

 

و كان سربنا مخصص في وقت السلم بالطيران لاعتراض طائرات الرؤساء الزائرين الي مصر فور دخولهم الاجواء المصريه و مصاحبتهم حتي مطار القاهرة ، و كذلك عمل العروض الجويه امام الرؤساء لذلك اطلق علينا سرب العروبه.

والذي لا يعلمه الكثيرون ان هذه الفترة شهدت اشتباكات جويه كثيرة مع اسرائيل ، و تم إسقاط الطيار محمد عبد المنعم و استشهد ، و قفز الطيار خالد الدالي بالمظله في احد الاشتباكات و بناء علي ذلك تم عزل قائد المنطقه الشرقيه الجويه لكن بالطبع لم تكن اخبار تلك الاشتباكات تصل الي الصحف او عامه الشعب لذلك لم تذكر في التاريخ لكني اذكرها هنا لتكريم اسم الشهيد طيار محمد عبد المنعم و الذي استشهد في اشتباك لم يعرف عنه احد بعد فترة تورطنا في حرب اليمن و في احد الايام جاءت للقياده معلومات ان البريطانيين حركوا حامله طائرات بالقرب من اليمن فصدرت لنا الاوامر بالسفر لليمن لدعم القوات المصريه.

 

فسافرت الي اليمن ضمن سرب ميج 17 ، لكننا لم نقاتل فقد هدأت الامور قليلا ،فأعطينا كل وقتنا للتدريب و كان مطار صنعاء اعلي من مستوي سطح البحر فكانت الطائرة ثقيله جدا في الاقلاع والهبوط مما اكسبنا خبرة اضافيه لم نكن لنحصل عليها في مصر و في عام 1967 قمت بأجراء عمليه جراحيه و ظللت بالمستشفي مده شهر عدت بعدها لللواء لاجد تعليمات بأن انضم الي مدرسه المقاتلات بمطار كبريت لانهم محتاجين مدرسين او كما اطلق عليه وقتها (سيكشن ليدر) اي قادة تشكيلات و كان معي في الالتحاق بكبريت كل من الطيارين سعد زغلول و مرتضي الرفاعي و سيد نجيب (استشهد بعدها )

فور التحاقنا بالتدريس و اثناء احد الطلعات صدرت لنا الاوامر بالهبوط فورا ومنع الطيران.

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech