Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

المقدم طيار صلاح دانش - العوده والقتال

 

العوده الي مصر – الاستنزاف – حرب اكتوبر

وعندما وصلت للضفه الغربيه علي القناه و جدت اللواء المسيرى و اللواء سمير رمضان فى استقبالى على اعتبار انى الطيار الوحيد , و اخذوني على الكليه الحربيه و كانوا يسمونها (الكرنتينه) اي كحجر صحى , فى خلال هذه الفترة كانوا يعطوننا اكل شهى .

 

و جاءت الي زوجتى بأبنتي المولوده و شاهدتها من النافذه حيث كانت الزيارة ممنوعه ، فظلت زوجتي في الشارع و شاهدتهم و كانت لحظه صعبه جدا في حياتي و احسست بمدي الالم الذي مررت به في الفترة السابقه , لأنه كان المفروض ان اقضى تلك الفترة بدون خروج و خلال ذلك الوقت بالكليه الحربيه كان افراد المخابرات يجلسوننا بخيمه كبيرة كخيمه امتحانات الكليه , و عليها طاولات كطاولات الطلبه نجلس عليها , و يسألوننا بعض الاسئله البسيطه , ثم اعطونى تذكرة طائرة و اقامه لمدة اسبوع بالاقصر ومعى الطيار الاسير الاخر مرتضى الرفاعي .

 

و بعد فترة استجمام و استرخاء بالاقصر عدت الى القوات الجوية و ذهبت الى قائد القوات الجوية بمكتبه اللواء مصطفى الحناوى و قال لى انه يقدر ما اشعر به من تجاهل من القوات الجويه و انه قد سقطت طائرته في وقت ما  وذهب الى المستشفى و لم يسأل عنه احد و انه يحس ما احس به و يقدره و هنأنى على عودتى مجددا , و قال لى انني ساذهب الى الكليه الجوية , فقلت له انى اريد ان اذهب الى اللواء الجوى المقاتل الخاص بى لكي اعود للقتال مرة اخري , فقال لي ان الكليه بها عجز بالمدرسين , فذهبت الى الكليه الجوية بمدينة بلبيس , و كانت الكليه الجوية بعد حرب 1967 منتشرة و موزعه في مدينة بلبيس و مدينة مرسى مطروح و مدينة المنيا و منطقة امبابه و كنا نذهب كمدرسين الى كل تلك المناطق و بالكليه من عام68 الى 78 بالكليه .

 

وكان شعورى اول مرة بالطيران بعد الاسر شعور سعيد جدا و كنت اريد ان اعود للواء القتال الجوي, و لكنى ذهبت الى الكليه كمدرس , و اخذت فرقة تدريس على طائرة التدريب الياك18 , و بعدها بدات رحله التدريس على الطائره الجمهوريه و على طائره التدريب  ل29 , و كانت هذه الطائرة جديده و ممتازة فى مجال التدريب.

 

طائرة التدريب ل 29 فى الكلية الجويه المصريه

 

و كانت حرب الاستنزاف مستمرة و دورنا لا يقل بأي حال من الاحوال عن دور المقاتلين في الاسراب  فالمطلوب منا ان نمد القوات الجويه بالذخيرة من الطيارين لتعويض الخسائر في الطيارين و لكي نعيد بناء القوات الجويه ، و في احد الايام ذهبت مرة الى لواء السوخوى 7 كى ازورة قابلنى الطيار منير فهمى و كان قائد سرب بمطار بلبيس فقابلنى على الباب , و عرفني بنفسه رغم انني اعرفه قائلا  المرحوم منير فهمى برسومى , فسألته لماذا كلمة مرحوم ؟! فقال لأن طياري السرب تم تغييرهم ثلاث مرات فالسرب تغير دمه ثلاث مرات , فكل تشكيل للسرب يستشهد افراده و من يحل محلهم يستشهد هو الاخر و هكذا ثلاث مرات لذلك هو يعتبر نفسه مرحوم ، و هذا يدل علي مدى شراسه معارك الاستنزاف الجويه و مدي الخسائر في الطيارين المصريين مما القى علينا عبء نفسي اضافي.

 

في الكليه الجويه كنا ندرب الطيارن ليلا و نهارا , و كانت لديهم روح قتال عاليه ,و ظهر ذلك في الجديه العاليه و الروح الكبيرة للقتال ، و فى تلك الفترة من حرب النكسه عام 1967 و حتى عام 1973 تم تخريج حوالى 400 طيار و هذا يعتبر انجاز كبير ، و انا اعتبر ان 70% ممن قاتلوا في حرب اكتوبر من ابنائي الطلبه الذين شاركت بهم في القتال و هو من دواعي فخري الشديد.

 

و في عام 1972 زارنا  الفريق محمد صادق و قال لنا ان العمليات قريبه فكان تمهيد لما سيحدث , و كنت أعرف ان القوات تتدرب على العبور , و ان منطقة ترعة الاسماعيليه كنا نتدرب عليها كتجسيم للقناه .

 و في العام التالي تم بالكليه الجويه تشكيل لواء مقاتل على طائرة التدريب (L-29  ) من المدرسين فى الكلية الجويه , و علمنا ان هذا اللواء سيعمل مع الطلبه بعد تحقيق النصر لكي يشتركوا في معارك صغيرة لكي نريهم كيف يتعامل معنا العدو و بغرض ان الطالب يشعر بالمعركه , و تم ارسال اللواء الى مطار كوم اوشيم بالفيوم و كان عبارة عن 12 طائرة باللواء.

 

 و كان ذلك قبل الحرب مباشرة , و لم نعلم بالضربه الا من خلال الاذاعه و حضرنا الضربه الجوية الاولى و نحن فى مطار كوم اوشيم و هناك طائرات من الضربه الجوية الاولى هبطت في مطار كوم اوشيم مثل طائرة الطيار حمدى غنيم من طراز ميج 21 المقاتلة الاعتراضيه و الطيار حسن يسرى , و نزلنا الى غرفة العمليات بالمطار , و كانت غرفه جيده و كانت هناك شاشة عمليات و يظهر عليها علامات طيران , و كنا نشاهد الطائرات الاسرئيليه تظهر حتى حائط الصواريخ و تختفى , و هذا يعنى انها قد دمرت و تم اسقاطها .

 

و كنت مستاء جدا لعلمى بأن هناك من يحارب و نحن نجلس على الارض بطائرات التدريب L-29

لا نفعل شئ , و جاء يوم 14 او 15 أكتوبر و جائتنا الاوامر ان نذهب الى مطار بلبيس ليلا على ارتفاع منخفض جدا قريب جدا من الارض و ارتفعت روحنا المعنويه للسماء فمطار بلبيس من مطارات المواجهه و معني ذلك اننا سندخل في القتال قريبا .

 

و صباح اليوم التالى جاءت اوامر بطلعة عمليات , و كان ممنوع التحدث في الاسلكى , و الحركات بالاشاره , و طائرات السوخوى 7 المقاتلة القاذفه منتظرة على الممر الاخر , و عندما فتحت السوخوى 7 (الافتر برنر) كان المطار يهتز من قوة محرك السوخوي 7 , و صعدت طائرات السوخوى جميعا , و بعدها بدأت طائرات الL-29  تنطلق في تشكيلات متتاليه تسمى (سكشن) اي كل طائرتين تقلعان مع بعض فى نفس الوقت من نفس الممر في نفس الاتجاه عند الاقلاع , و بدأنا رحلة الذهاب للهدف , و كانت المهمه هى ضرب اى اهداف توجد في الثغرة و كان ذلك  يوم 17 اكتوبر , و كنا نرى دبابات العدو و كنا نضرب عليها و نحن على ارتفاع منخفض جدا و كانت الطائرة مسلحه بأربع حمالات صواريخ و كل منها يحمل صاروخين عيار 5 سم , و هي صواريخ تدريب و عندما تصطدم بالدبابه المعاديه لا تؤثر بها . و كان قائد السرب الطيار هانى حسن و كان معنا ايضا الطيارون قدرى المهناوى و حازم شاش و مصطفى حافظ , و احمد التهامى و على شحاته .

 

و كانت الاهداف التى تعطى لنا على الخرائط فى بعض الاحيان لا نجدها , لأن اليهود كانوا فى تحرك بأستمرار و كنا نجد دبابه منفرده مثلا فنتجه اليها و نضربها و نعبر من فوق الدبابه المعاديه, و كانوا يضربون علينا من مدافع الدبابه و كنا نرى طلقات الدبابات امامنا من بطء سرعه الطائرة , و كانوا يصنعون غلاله من النيران حول الطائرة , و كان افضل حل للافلات منها هو الاستمرار في الطيران بدون دوران حتى تخرج من تلك الغلاله ثم تبدا الدوران , و اذا قام الطيار بتنفيذ دوران و هو بداخل الغلاله الناريه المعاديه فهذه ستصطدم بالطيار , و استشهد الطيار هانى حسن فى تلك الطلعه من مدفع دبابه , و لم تعترضنا مقاتلات اسرائيليه , و عدت من تلك الطلعه و انا مصاب ب8 طلقات في جسم و جناح الطائره لأنها طائرة تتحمل الاصابات و ذلك اثار استغراب اليهود , و بعدها بدا اليهود يضربون على الطيار نفسه داخل الطائره اثناء الطيران , لدرجة ان هناك طائرات عادة و غطاء الكابينه الخلفى مضروب.

وفي اليوم التالى كانت هناك طلعه اخرى و اصيبت طائرتي ببعض الطلقات و بدون ان نحقق نتائج تذكر في تلك الطلعه.

و في اليوم التالى 19 أكتوبر كانت هناك طلعه أخري , و فكرنا ان نغير التكتيك و نرتفع بعض الشئ حوالى 500 متر لكي نزيد من فاعلية الصاروخ , و ذهبنا بذلك الاسلوب و استشهد الطيار مصطفى حافظ و الطيار احمد التهامى بصواريخ جو\جو من طائرات مقاتلات معاديه و لم اشترك بتلك الطلعه .

و كان الجو بمطار بلبيس يختلف عن مطار كوم اوشيم , فكان جو المعركه حولنا في كل ثانيه , و الطائرات من حولنا تتحرك بدون توقف , و بدات الاخبار عن الثغرة تظهر بأنها 7 دبابات , و لكن الموضوع اتضح انه غير ذلك .و كانت اخبار الحرب تشعرنا بالغيرة من اننا نجلس في الكليه و الحرب مازالت دائرة .

و انتهت الحرب بعد فترة و لم اشارك فيها الا في طلعات محدوده التأثير لكنه شرف لي ان اكون قد شاركت في النصر و في مسح عار الهزيمه في 1967 و فخري الرئيسي ليس في المشاركه بطلعات اكتوبر لكن أفتخر بان من دربتهم و ساعدت في صقلهم قد قاموا بالحرب و شاركوا فيها ضد الطيران الاسرائيلي و انتصروا بالامكانيات المتاحه.

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech