Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء أركان حرب دكتور ابراهيم شكيب - التخرج وحرب 1956

 

التخرج وحرب 1956

وتخرجت من الدفعه 33 حربيه في ذلك اليوم لانضم بعدها علي الفور الي سلاح المدفعيه ، ونظرا للظروف السياسيه المعاديه لمصر في ذلك الوقت ، فقد تم تخريج بقيه الدفعه بعدنا بشهر واحد فقط لحاجه الجيش الي الضباط في وقت استلام صفقه الاسلحه الضخمه التي وصلت بالفعل الي مصر .

واخذت دورة سريعه في سلاح المدفعيه علي يد النقيب يوسف صبري ابو طالب ( وزير الدفاع المصري 1989-1991 ) وتخرجت منها وتوزعت الي الاي الثالث مدفعيه في ابو عجيله وكانت اول مرة اذهب الي سيناء او اتعرف عليها .

والاي هو عبارة عن ثلاث بطاريات مدفعيه وهو في حجم الكتيبه وفق التقسيمات الاحدث

وكان مدفعنا الاساسي هو المدفع الانجليزي 25 رطل وكان مدفع ممتاز جدا طبقا لتلك الفترة ، وطبقا للمعايير الانجليزيه فان نوع المدفع في ذلك الوقت كان بوزن الدانه المتفجره ، او طبقا للمعايير الاخري بقطر ماسورة المدفع سواء 120 ملم او 155 ملم الخ .

وكان لهذا المدفع جرار مخصوص وتليه عربه للذخائر ثم المدفع .

وكان قائد بطاريه المدفعيه النقيب مختار محمد عمر رحمه الله عليه وكانت سمعته جيدا جدا فكان ممتازا علما وخلقا وخبرة وكان ذلك من حظي السعيد ، فهو احد الاسباب التي جعلتني ضابطا جيدا فقد علمني ما لم يعلمني احدا من قبل او بعد ، ومن المعروف ان الضابط الحديث يكتسب معظم شخصيته العسكريه من اول قائد له.

وتم نقلي الي القاهرة فور وصول صفقه الاسلحه الجديده لانضم الي الفرقه الرابعه المدرعه في الاي 18 ذ ح ( ذاتي الحركه ) من طراز SU 100

 

وكان قائد البطاريه جميل هلال عمر و قائد الاي – النقيب نجيب حافظ ابراهيم و قائد مدفعيه الفرقه هو العقيد عبد التواب هديب وكانت الفرقه تتمركز في الهايكستب في ذلك الوقت

وكنت مازلت ملازم ثاني وكنت في الفرقه في الخدمه ليلا عندما هجمت اسرائيل ليلا علي مصر ليله الاثنين 29 اكتوبر 1956 .

واتصلت اداره المدفعيه  ولم يكن غيري في الخدمه وقتها فتم استدعائي وتم اعطائي الموقف في ادارة المدفعيه بان اسرائيل ((أكلت نصف سيناء)) وصدرت لي اوامر بأن ارسل سيارات لاستدعاء الضباط من منازلهم لان درجه الاستعداد قد تم رفعها الي الدرجه القصوي ، وكان ذلك مستحيلا في اثناء الليل ، فتصرفت بمبادرة شخصيه وبدأت في تجهيز الاي ( الكتيبه ) كلها للتحرك وتم فتح مخازن الوقود والذخائر وتوزيع السلاح علي الجنود لتجهيز الاي للتحرك لكي يكون جاهزا عند وصول الضباط الكبار صباحا .

وعملنا طوال الليل بجهد شاق ، وعند وصول قائد مدفعيه الفرقه وضباطها الكبار فوجئوا بأن الاي جاهز للتحرك ولا ينقصه سوي ان يتم احضار خرائط سيناء فقط ، مما قوبل بالسعاده والتقدير من كافه قاده الفرقه فقد اختصرت زمنا طويلا من الاعداد ، وتحركنا في نفس اليوم الي سيناء علي الجنزيز وعبرنا الي سيناء مع حلول الظلام وكانت الاوامر هي صد القوات الاسرائيليه عند منطقه الحسنه .

وتحركنا في انتظام تام وبكفاءه ودقه عاليه ، ومع حلول الليل سمعنا صوت طائرة فقمنا بأطفاء الانوار لكي لا يتم اكتشافنا .

وفي منتصف الطريق صدرت الاوامر بالعوده الي غرب القناه فورا ، وانفعل العديد من الضباط من تلك الاوامر ، لكن الجميع صغر للاوامر رغما عن انفعالتهم .

فقد كانت الاوامر هي بقاء القوات المتمركزه اصلا في سيناء ولها دفاعات مجهزة ، اما القوات التي تحركت الي سيناء علي كل المحاور ومن ضمنها الفرقه الرابعه علي المحور الاوسط فقد تم اصدار الاوامر لكل القوات بالعوده غرب القناه وهو كان قرارا صائبا لابعد حد.

فقد علمنا بعد ذلك ان هناك كمين يدبر لمصر وعبور قوات شرق القناه قد يقطعها عن خطوط الامداد غرب القناه ، وان هناك قوات انجليزيه وفرنسيه تقترب من سواحلنا .

وكان الرئيس عبد الناصر قد تسلم الانذار الفرنسي الانجليزي وادرك المكيده والكمين الذي دبر لنا ، وكان قرارا انقذ الفرقه الرابعه المدرعه من التدمير .

 

وبعد انسحابنا عدت الي القاهرة بناء علي تكليف البكباشي نجيب حافظ ابراهيم لجمع الجنود الشاردين من انسحاب سيناء لجمع جنود مدفعيه لوحداتنا ، واثناء تحركي كان الطيران المعادي يضرب مطار الماظه ، ووجدت طائرتين ميج 15 واقفتين بجوار سور المطار وكانتا واضحتين لي جدا لي بحكم كوني طالب طيار سابق ، فقمت بمساعده السائق ( عبده ) بقطر تلك الطائرات الي جوار اشجار الكافور بواسطه العربه الجيب ، وقمنا بنفس الشئ مع الطائرة الاخري ، وقبل خروجنا من باب المطار حدثت غارة مركزه اخري علي المطار ، فاخذت وضع الرقود علي الارض ومعي السائق عبده ، واصطدمت بالارض امامي علي مسافه اقل من نصف متر طلقه عيار 20 ملم من طائرة انجليزيه

 

وعندما عدت الي المعسكر كتبت تقرير عما حدث ، وهذا التقرير ادي الي ردود افعال عنيفه لان رئيس الاركان عنف الجميع قائلا (( ملازم تاني ينقذ طيارتين ؟؟!!! بقي هو عنده شجاعه احسن من ضباط المطار ؟؟!!!)) وقد تمت الاشاده بما قمت به في التقرير السري الخاص بي .

ثم عدت الي حيث تمركزت مدفعيه الفرقه  في الاسماعيليه بينما انسحبت بقيه الدبابات الي القاهرة وفي الاسماعيليه قابلنا كمال الدين حسين قائد المقاومه في المدينه ، وسألنا الرجل اذا كنا دربنا نيران حيه بالمدافع ؟ فاجبنا بالنفي فلم نكن قد اتممنا استيعاب السلاح بعد ولم نقم بعمليات ضرب نار فعليه بتلك المدافع .

ونظرا لهدوء الموقف في الاسماعيليه في هذا الوقت ، فقد امرنا الرجل بالاستعداد لضرب نار في الصباح التالي ، وقمنا باعداد براميل كاهداف لتجريب المدافع التي كنا سنحارب بها ، واتخذت مدافعنا ذاتيه الحركه اماكن تمركز للضرب .

وحضر جمال الدين حسين الي موقعنا في صباح الاول من نوفمبر وبدأنا تنفيذ ما تعلمناه نظريا ، وفوجئنا بنتائج الضرب بصورة غير متوقعه .

فقد تبخرت البراميل وتحولت الي رماد نتيجه الدقه الغير عاديه لتلك المدافع ، فجميع مدافع البطاريه الاثني عشر حققت اصابات مباشرة مما جعل روحنا المعنويه في السماء نتيجه الثقه الغير عاديه في هذا السلاح الجديد والذي لم نكن نعرف عنه الا القليل حتي ذلك الوقت .

وفي نفس اليوم صدرت لنا الاوامر بالتحرك الي بورسعيد ، فبدأنا في التجهيز للتحرك ، ثم تغيرت الاوامر بالتحرك الي السويس حيث كان يقود المقاومه بها صلاح سالم عضو قياده الثورة .

وامرنا بالتجهيز لضرب النار لمعرفه قوة تلك المدافع ، وكان الجو هادئ جدا في السويس بينما الحرب دائرة علي اشدها في سيناء وفي بورسعيد .

وكلفني صلاح سالم بعد عده ايام بمهمه غامضه اثناء الحرب ، وهي ان اتجه الي علامه الكيلو 99 واللقاء مع سيارة قادمه من القاهرة وان اصطحب تلك السيارة الي مقر قيادته في مبني محافظه السويس .

اثناء الطريق سمعت في الاذاعه ان انجلترا وفرنسا وافقت علي وقف اطلاق النار ، واحضرت السيارة الي صلاح سالم واخبرته بما سمعته من الاذاعه وفوجئ جدا بالخبر وتأكد مرتين مني .

وحتي الان لا اعلم سر تلك السيارة الغامضه التي تحتاج الي حراسه عسكريه .

وبعد الحرب تجمعت الفرقه مرة اخري في قصر القبه ، خوفا من تدخل الطيران المعادي ضد معسكراتنا في الهايكستب ، فتم اخفاء دبابات الفرقه في حدائق قصر القبه .

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech