Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

البطل محمود سليمان إسماعيل نويرة

الاسم         :محمود سليمان إسماعيل نويرة

 

محل إقامتي :الصالحية القديمة- ش المستشفى مركز  فاقوس محافظة الشرقية

 

تاريخ الميلاد: 22-4-1951

الوظيفة     : مدير عام التأمينات بالمجمع التأميني بمركز فاقوس وبالمعاش حاليا

تاريخ تجنيدي: بالقوات المسلحة:1-8-1970

 

التخصص     : رامي صاروخ سام 7 ستريلا (الحية)                

ومن أفراد الجيش الثاني- الفرقة الثانية  لواء مشاه ميكانيكي 117 مشاه وملحق مع كتيبة الدفاع الجوى  ك359 دجو.

 

- إنني من أسرة بسيطة شاء لها الشرف أن يشترك 4 من أبنائها فى وقت واحد فى حرب السادس من أكتوبر 1973 واحد منهم أستشهد داخل أرض المعركة وسوف ألقى الضوء على الثلاث أخوة فى نهاية حديثى .

 

-   في البداية أحب أن أكتب مقدمة بسيطة بعدها أبدء فى سرد أحداث حرب أكتوبر 1973 التي أفتخر بها..

كانت الحياة في تلك الأيام المجيدة قاسية مثل الصخر بل وأشد قسوة من الصخر النوم لا يأتي في عيوننا الرصاص من حولنا كمثل ذرات الغبار التي تتطاير في الهواء في رياح الخماسين الآلاف يموتون يوميآ و الآلاف يجرحون والملايين تتلوى قلوبهم بنار الفراق عن أرض سيناء كان الحماس يدق القلوب والخوف والهلع من شبح الموت لا يأتي أمامنا هدفنا واحد التحرر و العيشة الهنيئة و نأكل كمثل ما يأكل باقي الخلق نمشى بحرية في بلادنا خير بلادنا كان محرمآ علينا

لم يأتي نجاحنا سهلآ و بسيطآ لقد ذقنا مر العذاب بشتى ألوانه لقد كنا نموت ونحيا في اليوم ألف مرة ولكن هدفنا واحد وصريح ولا نتزحزح عنه مهما كانت الضغوط.

 

فأنا جندي مجند محمود سليمان إسماعيل لقد تم تجنيدي بسلاح الدفاع الجوى وبعد فترة التدريب الأولى بمعسكر بني سويف ورحلت بعد ذلك إلى معسكر المعمورة بالأسكندرية وذلك للتدريب على السلاح وهو صواريخ سام 7 الذي يتعامل مع الطائرات المنخفضة بعدما انتهيت من فترة التدريب تم ترحيلي مع مجموعة من زملائي وقائد المجموعة وبعدما استلامنا السلاح ذهبنا إِلى الجبهة في منطقة الفردان الكيلو9 في كتيبة اللواء 117 مشاه ميكانيكي التابعة للجيش الثاني الفرقة الثانية –بكتيبة الدفاع الجوى م/ط وذلك في يناير 1971 وظللنا في ذلك الموقع حتى صدرت لنا الأوامر بالدخول في الحرب وكنا كل عدة شهور نذهب إلى معسكر المعمورة لمدة 15 يوم تدريب لرفع مستوى الأداء على السلاح ثم نعود إلى الموقع على الجبهة ونظراً لسرية السلاح في خلال هذه الفترة كانت المجموعة يومياً قبل شروق الشمس نحمل السلاح ونركب السيارة ونحتل مواقعنا على الجبهة في ظل حراسة خاصة وبعد غروب الشمس نعود إلى مواقعنا للمبيت وسط قيادة الكتيبة وكانت من مهام المجموعة أن تقوم بالحراسة الليلية في الليالي القمرية لحماية القوات من طائرات الهليكوبتر في وسط كتيبة المدرعات الملحقة على اللواء وتظل المجموعة ساهرة طوال الليل حتى قبل شروق الشمس ثم نعود إلى مواقعنا الرئيسية لحماية القوات من طائرات العدو المنخفضة وهكذا يومياً كنا نشارك فى تدريبات القوات بالمشاريع للتدريب على المعركة إلى أن حان الوقت قبل المعركة بشهر تقريباً فصدرت الأوامر أننا سوف نقوم بالتدريب على عبور مانع مائي بالقوارب ونتسلق السواتر الرملية وذلك كان في ترعة بورسعيد المتفرعة من ترعة الإسماعيلية وبعده صدرت الأوامر بتنفيذ مشروع كبير بعبور مانع مائي أكبر وهو ترعة الإسماعيلية بمنطقة البعالوة وتم تنفيذ المشروع صورة طبق الأصل لما تم تنفيذه في المعركة وبعد نهاية المشروع أجتمع معنا القائد وقال لنا أنه يمكن أن ندخل المعركة أو نرجع إلى منطقة بلبيس للراحه ثم صدرت الأوامر بعدها إلى الرجوع إلى مواقعنا الرئيسية بمنطقة الفردان بعدها بدء الاستعداد للمعركة من ناحية تجهيز الأسلحة والقنابل اليدوية والمهمات المطلوبة للدخول للمعركة وذلك بتوفير الاحتياجات المطلوبة من معدات تلزم أثناء المعركة وفى اليوم الموعود هو 1/10/73 وفى تمام الساعة الثانية عشر ليلآ صدرت الأوامر بالانتقال إلى الخطوط الأمامية على شط القناه بالتحديد أمام كوبري الفردان وذلك بالسلاح فقط وما يلزم لدخول المعركة ووصلنا في تمام الساعة الثانية ليلاً الموقع وقمنا باحتلال الموقع أمام دشمة حصينة للعدو وقد صدرت ألينا الأوامر أن نمارس حياتنا بشكل طبيعي حتى يتم التمويه على العدو وكنا نرى إمدادات قواتنا وهى تتدفق ليلاً على الجبهة وظللنا في هذا المكان حتى اليوم الثالث من شهر أكتوبر وفى تمام الساعة التاسعة صباحاً رأينا عربة جيب للعدو نزل منها قواد وصدرت صفاره للعدو من الدشمة الحصينة ثم صعد قواد العدو إلى برج الاستطلاع وصدرت الأوامر بتبديل الموقع مع مجموعة أخرى لنا مابين كوبري الفردان نمره 6 بمنطقة الإسماعيلية وذلك للتمويه على العدو في الموقع الجديد على شط القناه صدرت لنا الأوامر في تمام الساعة الواحدة ظهراً يوم 6 أكتوبر 73 بأن المعركة الفاصلة سوف تبدأ الساعة الواحدة ظهراً وخمسة وخمسين دقيقة أي الساعة الثانية إلا خمس دقائق ومن يريد أن يفطر فهذا مباح لكم

وفى تمام الساعة الواحدة والنصف ظهراً رأينا قواتنا من سلاح المهندسين تقوم بأعداد القوارب واللانشات والمشايات وذلك خلف الساتر الترابي الذي تم إنشاءه حتى لا يرى العدو ما يتم من تجهيزات وفى تمام الساعة الموعودة ساعة الصفر أي الثانية إلا خمس دقائق سمعنا وشاهدنا المفاجئة الكبرى من دوى مدافعنا الثقيلة وطائراتنا ثم قامت القوات بإنزال القوارب واللانشات والمشايات وعبور قوات المشاه المدججة بالاسلحة الخفيفة والقنابل الصغيرة وأسلحة الآر بي جى المضادة للدبابات وأفراد قوات الدفاع الجوى ورماه صواريخ سام 7 الستريلا (الحية) خلف قوات المشاه لحمايتهم من طائرات العدو المنخفضة وفى تمام الساعة الرابعة عصراً عبرت مجموعتنا المكونة من عدد(1) ضابط و (2) رامي صواريخ محمولة على الأكتاف و(6) مراقبين للطائرات ويحملون عدد(2) صاروخ أحتياطي لحين عبور السيارة وباقي الصواريخ وعبرنا على مشاية الموت ولم أرى أو أسمع ممن قام من رجال الأعلام عسكريون أو مدنيون بالحديث عن تلك المشاية فهي عبارة عن ثلاث قطع بطول القناه كل قطعة عبارة عن (2) أنبوبة من المطاط بداخلها هواء ومتوازيان ويفصلهما قطعة من المطاط عليها سدابات من الخشب بعرض 1م يمر عليها الجنود ثم تم ربط هذه القطع الثلاثة ثم تم تثبيت بدايتها بأوتاد على البر الغربي ثم تم جرها بأحد الللانشات إلى البر الشرقي للقناه وعند عبور هذه القوات كانت بعض الأفراد حاملين السلاح الأبيض عن طريق غير مقصود بخرق الأنابيب وكان الجنود فى هذه الحالة فى شبه عدم التوازن على هذه المشاية إلى البر الثاني حيث أنه هناك خطورة فى توازن الفرد بالعبور عليها ومنهم من يقع في المانع المائي بسلاحه ويستشهد ولذلك سميت تلك المشاية بمشاية الموت وفى لحظة العبور على هذه المشاية من شدة تركيز القوات والجنود العابرة من عليها لو أطلق عليهم النار من قبل العدو لا يلتفتون إليها ولا يسمعون من أهوال أطلاق النار

والحمد لله رب العالمين عبرنا بسلام الله إلى البر الشرقي في أرض سيناء الحبيبة وبدأنا نقبل ترابها الغالي وبدء المهندسون يفتحون ممرات بخراطيم المياه بالساتر الترابي الذي أقامته إسرائيل (خط برليف) وذلك لإنشاء الكباري لعبور المدرعات والصواريخ وعربات الإمداد وعبرنا الساتر الترابي على السلالم ثم بدأنا السير خلف رجال المشاة المترجلة لأخذ مواقعنا بأرض سيناء الحبيبة على مسافة 1.5 كيلو من القناة خلف كتيبة المشاة والمطلوب منا حمايتها من طائرات العدو المنخفضة وبعد أن اتخذنا مواقعنا على أرض سيناء الحبيبة بدأنا حفر الحفر البرميلية لكل فرد منا وآتى ليل أول يوم من المعركة وحتى تلك اللحظة لم نرى أى من طائرات العدو تظهر للرد على الضربة الجوية التي قامت بها قواتنا الجوية وظللنا ننتظر أي طائرة من طائرات العدو من طائرات الهليكوبتر ليلاً رأينا أحدى دبابات العدو من اللواء عساف ياجورى تقدمت نحو الموقع و صدرت لنا الأوامر من قائد المجموعة بالتخفي داخل الحفرة حتى لا ترانا أعين العدو وقامت هذه الدبابة بالعبور من وسط الموقع ونحن داخل الحفر وبعدها توقفت على مسافة منا ثم نزل منها أحد أفراد العدو وقيامة باستطلاع المكان ثم ركب الدبابة مرة أخرى وسارت الدبابة على شط القناة وبعدها سمعنا انفجار قوى على أثرة تم تدمير الدبابة بإحدى الصواريخ المضادة للدبابات من أفراد القوات المتمركزة على السواتر الترابية الخاصة بقواتنا على شط القناة

بعدها سمعنا صوت أحد أفراد المجموعة ينادى علينا أن الدبابة قامت بهدم الحفرة عليه فخرجنا لنرى ما تم ونحمد الله فوجدنا أن الدبابة قد قامت بردم الحفرة على أحد أفراد المجموعة فحفرنا عليه الحفرة وأخرجناه دون أن يصاب وقد كانت خسائرنا من هذه الدبابة كسر إحدى الصواريخ مع أن هذا الصاروخ مؤمن ضد أي انفجار قبل الإطلاق وبعد وفى تمام الساعة 12 ليلاً رأينا قواتنا البرية قادمة على أرض سيناء الحبيبة من قوات ومدرعات وعربات وجنود وإمدادات وفى الصباح اليوم الثاني بدأت قوات عساف ياجورى المدرعة تنتشر على طول الجبهة في منطقة الفردان ورأينا ما تم تدميره من مدرعات له بواسطة القوات المرابطة على السواتر الترابية لقواتنا مع أول ضوء للشمس وفى اليوم الثاني رأينا إحدى طائرات العدو قادمة لضرب الكباري والقوات المنتشرة في أرض سيناء وقمت بتحديد الهدف وتصويب صاروخي المحمول نحوها وعند وصول الهدف عند نقطة البارميتر وهى نقطة بداية إطلاق الصاروخ وقمت بإطلاقه تم تدمير الهدف بالكامل وكانت هذه الطائرة من طراز فانتوم وبعدها قامت طائرات العدو قادمة تحمل قنابل لتدمير مواقعنا حيث أنه تم استطلاعه بمعرفة العدو نتيجة إطلاق الصاروخ السابق وقام زميل أخر بتوجيه صاروخه نحو هذا الهدف إلا أنه فوجئنا بالطائرة ترمى حمولتها بالكامل على الموقع ونادينا زميلنا بعدم الإطلاق والنزول داخل الحفرة تفاديا من القنابل التي ألقتها علينا هذه الطائرة ونحمد الله أنه لم يصاب أحد رغم انتشار القنابل فى الموقع الخاص بنا وحتى إطمئنينا من أن هذه الإنفجارات قد انتهت أخذنا مواقعنا مره أخرى وفى تمام الساعة (الحادية عشر ظهرآ) ظهرت إحدى طائرات العدو من طراز ((إسكاى هوك)) وقامت برمي حمولتها على إحدى مخازن الذخيرة للعدو حيث أن قواتنا المشاة استولت على هذه المخازن وتم تفجير هذه المخازن إلا أنه قد صادفت هذه الطائرة إحدى دبابتنا القريبة فقامت بإطلاق النار على الدبابة وتم تدميرها في الحال ولم نتعامل مع هذه الطائرة حيث إنها كانت خارج مرمى صواريخنا

وفى اليوم الرابع حضرت عدد 2 طائرة من طائرات العدو من طراز الميراج وقامت قوات الدفاع الجوى والمدفعية بالتعامل معها على ارتفاع عالي إلا أنه في هذه اللحظة حضرت طائرة إسكاى هوك منخفضة الارتفاع لقذف هذا الموقع ودخلت مرمانا وقمت بتوجيه صاروخي نحوها وإطلاقه وتدميرها قبل إلقاء قنابلها نحو موقع قوات الدفاع الجوى وأنه ماتم من طائرات العدو الأول ما هو إلا تمويه لضرب هذا الموقع وفى اليوم السادس من المعركة سمعنا أصوات طائرات منخفضة قادمة خلفنا من على شط القناة ماره فوق قيادة الفرقة الثانية واللواء دون إن يعلمنا بأنها طائرات صديقة وفى هذه اللحظة تعامل زميلي مع هذه الطائرات التي حضرت إلى المعاونة في القتال أثناء الحرب من دولة العراق وهى من طراز هوكر هنتر وقام زميلنا بالتعامل معها وتدميرها ولما علمنا أن هذه الطائرات من دولة شقيقة تألمنا وبكينا عندما تقدمنا داخل ارض المعركة بسيناء ورأينا حطام الطائرة وهى تحمل رقم 679 وشاهدنا بطلها القائد شهيداً وسط القنابل المتناثرة فحزنت حزناً شديداً على ما حدث ولكن ما تم من زميلي دون قصد ودون علم من القيادة أن هذه الطائرة صديقه لنا

وبدء العدو يوجه طيرانه لضرب القوات الموجودة في البر الشرقى والتي عبرت في منطقة البحيرات لعمل الثغرة والعبور إلى البر الشرقي لتطويق الجيش الثاني والثالث الذي عبر القناة وحصاره وكان طيران العدو الذي يقوم بهذا هو طيران أمريكي وكان يقلع من الأسطول الأمريكي الموجود في البحر الأبيض وعلمنا بأنه كان ينزل دباباته في منطقة العريش وتوجيها إلى الثغرة

وفى يوم17اكتوبرو73 نتيجة قيام منصات الصواريخ التي تتعامل مع هذه الطائرات التي كانت تقصف قواتنا في الفرقة الرابعة من ارتفاع عالي فهربت بعض من هذه الطائرات بصورة منخفضة ودخلت مرمانا أثناء هروبها فقمت بتوجيه صاروخي نحو أحداها وتم أطلاقه عليها وأصاب أحد محركاتها وهى من طراز فانتوم فقام طياريها باستكمال مشواره بالمحرك الأخر

ومرت الأيام والمعارك دائرة ولا أانسى يوم أن تم الاتفاق على وقف أطلاق النار وفى تمام الساعة 7.30 قامت جميع قواتنا من مدفعية أرضية وصواريخ بإطلاق نيرانها بامتداد خط القناة على قوات العدو لمده نصف ساعة حتى الساعة الثانية مساء وكان هذا الخط من شدة الضرب هو عبارة عن لهيب نار أحمر من شدة الانفجار ودوى القنابل وانتهى القتال وبدأت المفاوضات وكانت حصيلة الطائرات التي تم تدميرها بمعرفة فصيلة الحية والمكونة من ثلاث مجموعات إسقاط 6 طائرات في المعركة وبعد ثلاثة أيام من انتهاء المعركة حضرت إلينا سيارة جيب من قيادة اللواء و بها ضابط برتبة نقيب وجنديان وركبنا نحن ثلاثة رماه من الفصيلة في السيارة مع الضابط وسألنا الضابط ما هي المهمة قال أننا ذاهبون إلى معسكر عزت شرف بمنطقة التل الكبير لحضور حفل تكريم أبطال الجيش الثاني وهناك التقينا بجميع زملائنا الضباط والجنود في قاعة كبيرة وقاموا بتقديم الواجب إلينا واجب التكريم ثم طلب منا بكتابة قصة صغيرة ملخصة من الأعمال البطولية التي قمنا بها فقاموا بتسجيل هذه الأعمال البطولية على شريط كاسيت وبعد انتهاء الحفل رجعنا إلى مواقعنا وشاءت الأقدار أن نرى ونسمع اشتباكات قواتنا الصاعقة مع أفراد العدو في منطقة الثغرة ونحن مارين على طريق المعاهدة ببلده نفيشه على مشارف مدينة الإسماعيلية ووصلنا بسلامه الله إلى مواقعنا في سيناء وبعدها صدرت لنا الأوامر بالتحرك إلى حدود منطقة الثغرة بسيناء

وقد مررنا على الدشمة الحصينة وتسمى بتبة الشجرة والتي استولت عليها قواتنا وهى كانت دشمة لاستراحة جنود العدو ورأينا من إمكانيات ووسائل الراحة التي أعدها العدو لترفية جنوده ووصلنا إلى الموقع على حدود الثغرة وأخذنا مواقعنا لحين صدور الأوامر لنا

وبعد الانتهاء من الاتفاق بيننا وبين العدو من الانسحاب من الثغرة وفى تمام الساعة الثامنة صباحاً من تنفيذ الاتفاق تحركنا بعربتنا لاستلام المواقع بالثغرة ومشينا حتى حدود الجيش الثالث وأن هذه الثغرة هي الحد الفاصل بين الجيش الثاني والجيش الثالث ويوجد مانع مائي كبير في هذه المنطقة منطقة البحيرات المرة ورأينا أن هناك دشمه حصينة أسمها تل سلام ومن شدة القتال الذي حدث فيها قام قائد مجموعة الصاعقة التي احتلها بتلغيم نفسه وألقى بنفسه من فتحة التهوية لهذه الدشمة وتم تفجيرها من الداخل حتى خرج منها العدو وأستسلم لقواتنا وهنا أخذنا موقعنا في منطقة تل الحبشي ورأينا ما قام به العدو من أساليب الإحباط النفسية فقام بتجميع المعدات التي تم تدميرها من قواتنا ووضعها على الطريق الموازى لشاطئى القناة ووضع بها أقفاص الفواكه والمعلبات وما أشتهى مما طاب وطبقاً للأوامر ممنوع أن نأخذ أي شيء من ذلك لوجود خدع شراكية وأمراض ولكن لحب الاستطلاع حدث لي أن مررت بحفرة ملقى بها معلبات أطعمة لفت نظري كيس صغير به أنبوبة مكتوب عليها باللغة الانجليزية فالتقطت هذا الكيس ووضعته بين أصابعي لقرأه اللغة المكتوبة عليه ومعناها إلا أنني في هذه اللحظة شعرت بأن شيء مثل الإبرة يدخل في يدي ويحدث منه صوت وجريت بسرعة ونظرت ليدي فلاحظت هذه الأنبوبة الصغيرة معلقة في يدي فضربتها بسرعة بيدي وأسرعت بعيداً خوفاً من انفجاره وعندما اطمأننت نظرت إلى يدي رأيت منطقة سوداء ومن هنا طرأ بفكري أن هذا مرض وهذا شراك من أشراكة العدو وسوف يحدث لي شيء نتيجة هذا الغلط ومكثت أسبوع وأنا الشك يحاورني وكل ما أكل طعام وفكري شارد حتى لاحظ ذلك زملائي بالموقع ولم أطرح لهم حتى نزلت أجازه بعدها وأحمد الله أنه لم يحدث لي شيء وظللنا في هذا الموقع حتى شهر نوفمبر 1974 صدرت لنا الأوامر بإحالتي إلى الاحتياط في 31/12/1974 وخرجت من الجيش للحياة المدنية وقبل خروجي من الجيش علمت من القائد أنني صدر لي ولزملائي الآخرين وعدد من الفصيلة بأننا منحنا نوط الجمهورية العسكري بقرار رقم 220 لسنه 1974 م ومنحنى مكافأة هذا النوط من بطل الحرب والسلام الرئيس/ محمد أنور السادات وهى الميزة الوحيدة وأصبحت يتيمة بين غلاء المعيشة

ولو أردت إن أسرد قصتي وما رأيته وما عانيته أنا وزملائي من تاريخ التجنيد حتى فترة الحرب لاحتجت إلى مئات الصفحات شاء الله أن ينال والدي أن يكون لهما أربعة مجندين أثناء الحرب

 

 

 

 

الابن الأكبر الشهيد/ محمد سليمان إسماعيل نويرة مهندس زراعي جند في عام68 في سلاح الصاعقة وشارك في حرب الاستنزاف وقام بعمليات ضد العدو غرب القناة حتى الهدنة التي وقعت بين مصر والعدو تم تسريحة إلى الاحتياط قبل عام73 ثم تم استدعائه في أثناء الإعداد للحرب وشارك في هذه المعركة وكان من ضمن قوات الإنزال خلف خطوط العدو(الأبرار الجوي)في منطقة وادي سدر وبعد الانتهاء من مهمة هذه القوات بتدمير الإمدادات للعدو القادمة إلى شاطئ القناة ثم صدرت لهم الانسحاب مترجلين يوم19/10/1973م وشاء القدر أن يسجل شقيقي مفقودا وبعد أربعة سنوات تم اعتباره شهيداً وللأسف لم يكرم أاو يكرم والديه سوى صرف معاشة المدني من وظيفته

 

 

الابن الثاني/ احمد سليمان إسماعيل نويرة مديرا عام بالتربية والتعليم تم تجنيده قبل الحرب والتحق بسلاح الحرب الالكترونية وقضى جيشه بمعسكر الجلاء وتم إحالته إلى الاحتياط وتوفاه الله

 

 

الابن الثالث/ السيد سليمان إسماعيل نويرة مدرس ثانوي صنايع بالقاهرة وتم تجنيده قبل الحرب والتحق بسلاح الحرس الجمهوري وتم إحالته إلى الاحتياط وتوفاه الله

 
Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech