Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء طيار نصر موسي - معركه المنصورة الجويه

 

معركه المنصوره الجويه 14 اكتوبر 1973

 جاء الرابع عشر من اكتوبر الذى سطر مجد جديد للقوات الجويه المصريه  ووضع اسوأ يوم فى تاريخ القوات الجويه الاسرائيليه ، وكسر انف الطيار الاسرائيلى وغروره.

 

اتم نصر موسى احدى الطلعات المعتاده فى ظهيرة ذلك اليوم ، ثم عاد الى حالات الطوارئ كالمعتاد  ...

وبعد الثالثه عصرا ... تم اطلاق ثلاث طلقات حمراء ايذاناً باقلاع فورى لاثنى عشر طائره لحماية المطار من طائرات تهاجمه  فى اقل من ثلاث دقائق ((  الخرطوشه الحمراء تعني اقلاع 4 طائرات فورا ))

انطلق تشكيل نصر موسى طائره تلو الاخرى من داخل الدشم الى الممر ثم الي الجو في ثوان ..

فأنطلق قائد التشكيل مجدى كمال بسرعه من الممر وخلفه رقم2 من على الممر الى الجو ..

تقدم حسن صقر وخلفه نصر موسى متجهين الى الممر، شاهد نصر موسى قائد تشكيله بعد الاقلاع وقد دخل خلف  احدى طائرات الفانتوم...

انطلق نصر بطائرته فى سرعة البرق من على الممر لكى يدافع عن قاعدته التى  كانت بمثابة بيته الذى يذود عنه ضد اى اعتداء،ارتفعت طائرته من على الممر أمتار قليله وبمجرد ان رفع عجلاتها شاهد الممر خلفه يضرب وكأنه قد تلقي قنبله ذريه  من شدة الانفجار.. .. فقد كانت احدى طائرات الفانتوم تهاجم الممر فى لحظة اقلاعه ...

بعدها مباشرة مرت تلك الطائره امامه بعد خروجها من الهجوم ، فألقى بخزانات الوقود الثلاث وقام بمناورة قتال  فدخل خلفها وتمكن من الامساك بمؤخرة الفانتوم ....

ظلت الفانتوم التى بها اثنين من الطيارين تناور ولكنها لم تستطع الافلات لمده ثوان ، وعلى غير المعتاد لم يكمل الطيار الاسرائيلى مناوراته واخذ يسير بشكل مستقيم ..فضبط نصر طائرته خلفها استعدادا لكى يجهز عليه فقد تخيل انه قد نال منه ... ولكنه تذكر معلمه الرائد طيار سمير عزيز ومقولته " قبل ما تضرب بص وراك " ، وبالفعل  وبلمحه سريعه خلفه ، وجد طائره فانتوم فى ذيل طائرته مباشرة بشكلها المخيف و بجناحيها المرتفعين كالوحش الساقط على فريسته ، على وشك ان تفتك به ..

وبحركه لا أراديه وبشعور الفزع من ذلك المنظر المفاجئ ،من مهاجم قد اوشك على الفتك بعدوه ، الى فريسه يستعد العدو ان يفتك بها ، فقام بمناورة حاده للغايه جهة اليمين وقد تعدى ال 10جي دون ان يفقد الوعي  مؤقتا فى هذا المعدل العالى من المناوره ، فوصل عداد الحمل داخل الطائرة الي اقصي درجه ممكنه ومرت  الفانتوم التى كانت خلفه بجانبه وافلت منها وسط دهشه الطيار الاسرائيلي من سرعه رد فعل نصر وقوة المناورة التي كادت ان تفتك بالطائرة والطيار في نفس الوقت ، بعدها عاد خلفها لكى ينال منها ...حاول الطيار الاسرائيلى هو الاخر تنفيذ ما فعله زميله بالمناوره يمينا ويسارا ولكن نصر لم يتركه ..

وعلي  الارض شاهد جميع من في المطار تلك المعركه بين نصر والطائرات الفانتوم ، فقد كانت المعركه فوق المطار مباشرة

ورواها لاحقا المقدم طيار حسن خضر ضابط عظيم الطيران ببرج المراقبه في هذا الوقت ، والذي اتاح له مركزة ببرج المراقبه مشاهده المعركه كامله .

كانت الفانتوم ذو مناوره اثقل من الميج-21 فكان الطيار الاسرائيلى يريد ان يتخلص من ذلك الاشتباك والخروج من تلك المنطقه المرعبه المليئه بطائرات فى كل مكان ، فقام بالنزول على ارتفاع منخفض  مع زياده سرعته القصوى ، ولكن فى تلك اللحظه قلل نصر من ارتفاعه اكثر على عكس ما توقع الطيار الاسرائيلى فأصبح اسفل الفانتوم ، واطلق عليه صاروخا فصطدم بها مباشرة وبدأت سرعتها تقل وخرج منها دخان اسود ينذر بأصابتها البالغه ....ثم انفجرت ، فصاح نصر باللاسلكى " الله اكبر الله اكبر"فى فرحه غامره بنصره ، ونظرا لانه كان مازال علي التردد المفتوح ، فقد سمع كل الطيارين ذلك النداء ورددوا خلفه

بعدها حاول موسى الاتصال بغرفة العمليات لكى يتم توجيهه على اهداف اخرى ....

فقد كانت السماء مليئه بالاهداف المعاديه والصواريخ المنطلقه في كل اتجاه ، وايضا مليئه بالمظلات البرتقاليه المميزة لطياري القوات الجويه الاسرائيليه الذين يقفزون من طائراتهم بعد اصاباتها، كان الزحام شديدا في السماء من طائرات العدو وطائراتنا التي قدمت من مطارات طنطا وانشاص وابو حماد لتعزيز مطار المنصورة في معركته التاريخيه .

 

شاهد نصر  طائره فانتوم تسير بشكل متعرج فدخل خلفها ولم يشاهده قائدها فحاول ان يصيبها بمدفعه ذو العيار 23مم بدفعات قليله حتى لا تنفذ طلقاته الـ200 ، استمرت هذه المطارده حتى البحر المتوسط وقد استهلك كميه كبيره من الوقود فى الاشتباكين ، فتركه واتجه الى المطار  ...

فى اثناء العوده كان المنظر لا يتخيله عقل فطائرات العدو وطائراتنا قد زادت كالنجوم في السماء ، انفجارات فى كل مكان  ، وطائرات العدو تتساقط  كأوراق الشجر في الخريف ..

كان حشد طائرات لم يحدث من منذ الحرب العالميه الثانيه ، فقد اشتركت طائرات من اللواء 104 بالمنصوره ،

وتعزيزات من اللواء 203 بقاعدة ابوحماد  واللواء 102 بأنشاص ، واشترك من الجانب الاسرائيلي ما يزيد عن مائه طائرة مقاتله وقاذفه .

بعد نزول موسى الى المطار تم استقباله من قبل زملائه بحفاوه كبيره وقد شاهد بعضهم اشتباكه وهو اعلى المطار وتم وضع نجمه على طائرته تدل على اسقاطه للفانتوم .

ليلا قام قائد القوات الجويه بزياره لقاعدة المنصوره لتهنئة الطيارين بما حققوه من نجاح ، وابلغهم بتحيه وتقدير الرئيس السادات لكل الطيارين الذين سطرو أمجد الانتصارات لقواتهم الجويه فى ذلك اليوم .

كانت تلك اليله فرحه لطيارى المنصوره وخصوصا  النقيب طيار نصر موسى  فقد كان نصيبه اسقاط طائره فانتوم  فى اول مواجهه مباشره بينه وبين طائره معاديه .

اصبح نهار 15 اكتوبر 1973 وقد زادت ثقة نصر موسى فى كونه الان اصبح ليس طيار محترف فقط ، ولكنه اسقط طائره فانتوم ، مما اعطاه دفعه معنويه وثقه عاليه جدا فى قدراته .

كان نصرموسى اثناء الوجود بحالات الاستعداد ومن معه من فنيين فى داخل الدشمه يستمعوا الى الراديو، وكانت هناك الاغانى الوطنيه التى تتخلل البيانات العسكريه ،فكانت النبره الحماسيه التى كانت تنبعث من اغانى تشعل الحماس فى نفوس الرجال .

حاول الطيران المعادى ان يكسر نجاح طيارى قاعدة المنصوره ، فأعاد تلك الضربه مره اخرى ....

وللمره الثانيه جاء امر اقلاع فورى ( اسكرامبل ) لتشكيل نصر موسى لصد هجمه معاديه ضد المطار ...

اقلع التشكيل قبل ان تصل الطائرات المعاديه الى المطار ، فتم توجيه تشكيل نصر  موسى الى طائرات الفانتوم التى كانت تطير وكأنها تبحث عن شئ ما ...

فدخل خلفها مباشرة وبدا الطيار الاسرائيلى بالمناوره للتخلص من الاشتباك ، وأستمر نصر في المطارده بمهارة كبيرة وثقه حتي احكم التنشين عليها واطق صاروخا  فأنفجر الصاروخ  تحت جناح الفانتوم وهوت الى الارض ...

فكان هذا الاشتباك اثبات على قدرة طيارينا في الدفاع عن مجالنا الجوى ، وتأكيداً لأنتصار اليوم السابق .

اما لنصر موسى كان هذا اليوم هو اسعد ايام حياته ، فقد اسقط طائرتين فى يومين متتاليين ، ودافع عن قاعدة المنصوره التى كانت كجزءً منه يذود عنه بحياته ....

وبفشل ذلك الهجوم تأكد الطيران الاسرائيلى انه عاجز تماماً عن تدمير( قلعة المنصوره الجويه ) التى كانت بطياريها حائط منيع يعجز من خلاله انتهاك حرمة مجالنا الجوى .لم تتعرض القاعدة الى اى هجوم يوم16 اكتوبر حتي نهايه الحرب ، ولكن كانت هناك مظلات مستمره .

يوم 16 اكتوبر كان حسن صقر قائداً للتشكيل ورقم2 ابو النجا ، وعبدالمنعم همام رقم3 ونصر موسى رقم4 بالتشكيل ، فأنطلقوا الى السماء بعد تم توجيههم الى بورسعيد لتعزيز اشتباك لطائراتنا هناك .

فكان الموعد مع الاشتباك الاول ضد طائره ميراج اسرائيلي  ، ولكن فوجئ نصر ورفاقه بان هذه الطائرات لم يكن بها اى علامة سلاح تدل انها اسرائيليه ... وقد ُعرف بعد ذلك انها من جنوب افريقيا ..

اشتبك همام ومن خلفه نصر مع احدى طائرات الميراج ، لكن اصبح همام فى وضع سئ وكادت الميراج ان تفلت منه تمهيدا للامساك بمؤخره طائرته ، فبادره نصر " انا وضعى احسن يا عبده  انا احسن " فأستجاب همام له " خش واضربه يا موسى "  وارتفع همام الى اعلى لكى يستعيد وضعه ويعزز نصر اذا لزم الامر ..

دخل نصر خلف الميراج واصبحت الميراج تنفذ ما  يسمى مناورة المقص علي سرعات بطيئه ونجح ذلك الطيار ان يجعل نصر بجانبه لكى يضعه امامه في الخطوه التاليه ...ولكن لحسن تدريب وكفاءة طيارينا لم يجعل نصر الميراج تضعه امامها ، وظهرت هنا مهارة نصرموسى استمر هذا الوضع من المناورات الحاده جدا فى محاوله لكل من نصر والميراج ان يضع احدهم نفسه خلف الاخر لكى ينال منه ، حتى وصل الارتفاع من 5 كيلو متر الى اقل من 300متر منذراً بأصطدام الاثنين  بالارض وتدنى السرعه الى اقصى حدودها ....فى ذلك الوضع كان اتفاق غير مباشر بين نصر وطيار الميراج الاسرائيلي ان يتخلصا من الاشتباك فى وقت واحد ....

وبمناوره متماثله مرْت الطائرتين بجانب بعضها البعض كلاً الى اتجاه مطاره فقد اتجه نصر الي الجنوب والطيار الاخر والذي لم يكن اسرائيليا ، بعد ان يأس كل منهم من ان ينال من الاخر ،  فكان اشتباك شرس اظهر قوة التدريب ومستوى طيارينا الراقى ، ضد طيار محترف وعلي درجه عاليه من الكفاءه

ولكنه اظهر ان مستوى ذلك الطيار لم يكن كطيارى الايام السابقه ممن قاتلوا ضد الطيارين المصريين ، بالاضافه ان تلك الميراج لم تكن اسرائيليه ولكنها كانت من جنوب افريقيا ضمن جسر نجده لاسرائيل .

عند عودة الميراج الاسرائيلى بعد الانتهاء من الاشتباك ، كان هناك 8 طائرات ميراج اخرى فى طريقها لتعزيز تلك الطائرات ، وعندما تقابلت الطائرات مع بعضها .... ظن التعزيز الاسرائيلى ان الطائرات التي تقابلهم هي ميراج مصريه  وليست اسرائيليه ، فأشتبكوامع بعضهم البعض وأسقطوا ثلاث طائرات بأنفسهم ..، وكان محمد الطباخ كبير موجهي قاعده المنصورة يقسم باغلظ الايمان لقائد القوات الجويه علي اللاسلكي بأن جميع الطائرات عادت سليمه وانه ليست هناك طائرات لنا في هذا الاشتباك الدائر فوق بورسعيد ، فقد كانت الاشارات اللاسلكيه من بورسعيد تفيد بحدوث معركه جويه فوق بورسعيد وسقوط ثلاث طائرات بينما كل طائرات المنصورة خارج هذا الاشتباك وهو ما كان محيرا لقائد القوات الجويه في غرفه العلميات الرئيسيه ، وكان ذلك من الحوداث الطريفه اثناء الحرب .

عندما عاد موسى الى قاعدته ... وفي هذا اليوم بكى لأول مره منذ بدء الحرب ..فقد خسر احد زملائه المقربين من دفعته وهو محمد على سليمان متولى ، فقد كان ضمن تشكيل متوجه الى الثغره وقد اصيبت 3 طائرات لنا واستشهد اثنين من طيارينا وقفز الثالث بالبحيرات المره ، وعاد رابعهم اسامه الحفنى ....فقد أدخل العدو الاسرائيلى صواريخ دفاع جوى متحركه علي جنزير (هوك) الى المنطقه ، ولم يكن يعلم بها طيارونا وفوجئوا بها  مما ادى الى تلك الخسائر .

وأبتداء  من يوم16/17 اكتوبر اصبح المجهود الجوى الاسرائيلى بأتجاه الثغره على المحور الاوسط ....

وقد مر عشرة ايام منذ بداية الحرب وقد ادى طياروا السرب واجبهم على اكمل وجه مثلهم مثل باقي طياري الاسراب المقاتله

و تقلص عدد طياري السرب الي عدد قليل من اصل 24 طيار بدأت بهم الحرب وباقى الطيارين إما شهيد او مصاب ...

لم يكن هناك مشاعر لدينا من فقدان صديق او زميل، فقد كان استشهاد اي طيار لا يعدو عن ازاحه اسمه من لوحه طيران اليوم التالي ، فلو تركنا انفسنا لمشاعرنا لما تمكنا من الطيران بعد ذلك ، لكننا تعودنا علي هذا الامر وكنا نعد انفسنا لكي نلحق بهم .

وكان اخر اشتباك يوم24 اكتوبر فوق الثغره ، فقد توجه تشكيل نصر موسى الى الثغره للتصدي لطائرات العدو التي تهاجم الجيش الثالث ، وشاهدوا طائرات فانتوم فحاولوا الاشتباك معها ، ولكنها ارتفعت بسرعه عاليه ولم نستطع ملاحقتها بسبب فرق السرعه والفانتوم بمحركين قويين للغايه ، وتم اطلاق صواريخ هوك على تشكيل نصر موسى ، ولكنه شاهد الصواريخ فأبلغ قائده علي زكريا  قائلا ( مانوفر يا زيكس )) فنفذوا مناوره للاتجاه في وجه الصواريخ رأسا وبسرعه عاليه للأفلات منها وانتهى الاشتباك ، وبعد العوده الى القاعدة بنصف ساعه تم اعلان وقف اطلاق النار .

بعد الحرب تم تكريم افراد القوات المسلحه ممن قامو بأعمال مميزه .... وقد حصل نصر موسى على وسام نجمة الشرف العسكريه .

استمر بالطيران على الميج-21 حتى عام 1980 ثم انتقل الى طائرات الاف-16 التى كان من اوائل طياريها ، وكان من اوائل من طاروا بالاف 16 من امريكا لمصر مباشرة

فتواصل بالترقى الى المناصب حتى اصبح قائدا للواء جوى ( اف-16 ) ، ثم عين فى عدة مناصب حتى اصبح رئيس شعبة التسليح الجوى ونائب قائد القوات الجويه ، حتى انهى خدمته عام 2005 .

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech