Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء طيار نصر موسي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

( فتى السرب 46 )

     


المقدمه :

شخصيه تسلبك بغزارة معلوماتها وحرفيتها واكادميتها وشرحها المبسط للمعلومه ، ذلك هو اللواء طيار نصر موسي ، ذلك الرجل قاتل طائرتين اسرائيليتين مسجلتين بأسمه في المراجع الامريكيه والاسرائيليه .

عندما تقابلنا معه وجدنا نوعا جديدا من الطيارين لم نقابله من قبل ، ذلك النوع الذي تعلم دراسه الطائرات في الاتحاد السوفيتي بطريقه تختلف عما كان يتم تعليمه في مصر .

ففي الاتحاد السوفيتي تعلم دراسه الطائره قطعه قطعه ، بدأا من المحرك والاجزاء الثابته والمتحركه بالطائرة  لدرجه جعتله هو وزملائه يحفظون وظيفه كل قطعه مهما كانت صغيرة بالطائرة ، فضلا عن دراسه نظريات الطيران والايروديناميكس ، وقد أفاده ذلك في التحول الي الطائرات الامريكيه في بدايه الثمانيات ، وكان من اوائل من عادوا بطائرات الاف 16 من امريكا الي مصر .

ورغم ان مصر كانت في حرب الاستنزاف اثناء دراسته في الاتحاد السوفيتي ، الا ان معلميه السوفيت لم يعلموه ما يحتاجه هو وزملائه ، فالسوفيت لم يعلموهم القتال الجوي ، لسبب بسيط جدا وهو ان تلك الدوله العظمي لا تريد تعليم طيارينا القتال الجوي واكتفت بتعليم الطيارين كيف يقودون الطائرات بطريقه صحيحه والاقلاع بها ثم الهبوط بها في كفاءة تامه ، وربما لم يكون لديهم ما يقدمونه .

وما يزيد اعجابك بتلك الشخصيه الراقيه الهادئه ، انه يحفظ الجميل لمعلميه الحقيقيين في مصر ، فما تعلمه في الاتحاد السوفيتي كان شيئا ، وما تعلمه في مصر علي يد الطيارين الاقدم منه وخاصه سمير عزيز ميخائيل شئ اخر تماما .

فقد عاد طيارا يقود طائرته الميج 21 لاقصي حدود ، لكنه لم يكن طيارا مقاتلا وقتها ، وفي مصر تعلم علي يد سمير عزيز واخرين كيفيه القتال الجوي وكيفيه جعل تلك الاسطوانه الحديديه اداه قتل رهيب ، فتحول علي يد مدرسيه المصريين في السرب 46 قتال الي قاتل وكما يحب ان يقول هو (( انا داخل معركه يا قاتل يا مقتول ))

لا يزال يذكر دموعه يوم معرفته باسقاط سمير عزيز يوم 8 اكتوبر 73 ، وكما يقول هو فقد كان طياري السرب 46 يعتقدون ان سمير عزيز غير قابل للاسقاط ، وعندما اصيب قائده دمعت عيناه فقد كانوا يعولون علي سمير عزيز اسقاط الكثير من الطائرات المعاديه .

وحتي وقتنا هذا عندما يجتمع الاثنان ، اللواء سمير عزيز ( المدرس ) اللواء نصر موسي ( التلميذ المستجد في السرب ) تجد ان الاحترام والعرفان بالجميل من التلميذ للاستاذ مازال موجودا رغم مرور ما يزيد عن اربعين عاما علي لقائهم الاول .

ولا يزال نصر موسي يذكر في كل حوارته التلفزيونيه والصحفيه والوديه ، ان سمير عزيز انقذه من الموت رغم انه كان في المستشفي وقتها ، فنصيحه سمير عزيز كانت لطياريه دائما (( بص وراك قبل ما تضرب الطيارة اللي قدامك ))

انه فعلا احد نسور مصر الذين نفتخر بلقاءهم .

vondeyaz

 


 

من المدنيه الي العسكريه :

اللواء نصر موسي  من ابناء السويس الذين شاهدوا الهجمات الاسرائيليه على مدن القناه  وتعرضت مدينته للقصف الجوي الاسرائيلي المتكرر بعد النكسه ، فهاجرت اسرته الى القاهره مع اوامر التهجير الاجباريه التي اصدرها الرئيس عبد الناصر لكل سكان مدن القناه واكمل بها دراسته في السنه الثالثه الثانوية بالقاهرة ..

برع في الرسم و أحب دراسة الهندسه  فألتحق بكلية الفنون الجميله ، وفى شهر اكتوبر 1968 طلبت الكليات العسكريه دفعه جديده من شباب مصر ليساهموا في اعاده بناء القوات المسلحه بعد هزيمتها في يونيو  كان سبب تقدمه لكليه عسكريه هو حبه للانضمام الى القوات البحريه ، فهو أبن محافظه ساحليه وعشقه للبحر والعمل في البحر شئ طبيعي ، فأكمل جميع مراحل الاختبارات بنجاح حتى الوصول الى كشف الهيئه وهو اخر اختبار .

وامام مديري الكليات العسكريه المختلفه(( الجويه والبحريه والحربيه ))  وقف نصر موسي في مواجههتهم ، ولكن لفت نظره احدهم بزيه المختلف وهو الوحيد الذي كان  يتحدث معه،  هو مدير للكليه الجويه  اللواء طيار محمد حسني مبارك، وسأله مبارك عن سبب اختياره للكليه البحريه ، فأجابه نصر بسبب نشئته بمدينة السويس وحبه للبحر والعمل بالبحر ، فعاد وسأله مبارك ، هل ما شاهده من ضرب السويس وتهجيره منها لم يدفعه الى الالتحاق بالكليه الجويه لأخذ بالثأر ؟ فأجاب نصر بالموافقه وهو ما لم يكن في مخيلته او تخطيطه نهائيا ، واصبح من تلك اللحظه طالبا من طلبة الكليه الجويه ، فقد كان تغيرا جزريا من البحريه للجويه ، اعتبره تكليفا بالخدمه في القوات الجويه.

الكليه الجويه ( عش النسور )

كانت البدايه بالكليه هى فترة المستجدين ، وفيها يتم تحويل الطالب من الحياه المدنيه الى العسكريه خلال 45 يوم ، وفيها يتم رفع معدلات اللياقه البدنيه للطلبه بشكل كبير ، وتعليم مبادئ اوليه في استخدام السلاح وضرب النار ، والتعود علي حياه الانضباط والعسكريه التي ستكون نمط حياتهم في المستقبل ، وتكون تلك الفترة مجمعه لكل الطلبه في كل الكليات العسكريه المتخصصه سواء بحريه - فنيه - جويه او حربيه

وبعده فترة المستجدين تم منح الطلبه اجازه لمدة 5 ايام ، ثم تم توزيع طلبه الكليه الجويه الى عدة مطارات بعد ان تم تحويل الكليه الجويه في بلبيس الي مطار جبهه وتمركز به سرب مقاتلات قاذفه ، وكان نصيب الطالب نصر موسى وعدد من رفاقه مطار المنيا ، وبعد فترة تم انتقاء طلبه ممن يجيدون اللغه الانجيلزيه للتدريب مع مدرس طيران هندى ، فى تلك الفتره كان هناك دعم  للمدرسين من الهند لسد النقص في المدرسين المصريين  ...

وبعد الانتهاء من المحاضرات اليوميه ، يتم تدريب الطيران على طائرة التدريب الاساسيه الجمهوريه  ، ثم الطيران منفرداً على تلك الطائره المخصصه للتدريب الابتدائي

في الاتحاد السوفيتي

بعد فترة تم اختيار 20 طالب منهم نصر موسى للسفر الى الاتحاد السوفيتي لكى يتم اعدادهم كطيارى مقاتلات بينما لم يتجاوز ساعات طيرانهم 32 ساعه طيران وهو رقم يكاد لا يمثل اي شئ في عالم الطيران

وبعد اجازه لبضعة ايام تم تجميع الطلبه بالكليه الجويه والاصطفاف لمرور قائد الكليه لأخذ اخر التنبيهات ، وفي هذا الطابور شدد قائد القوات الجويه علي اهميه سفرهم الي الاتحاد السوفيتي ومدي اهميه عودتهم بالعلم والخبرة اللازمه للقتال وشدد أيضا علي اهميه التركيز في التحصيل العلمي وعلوم الطيران لضيق الوقت وأكد علي اهميه  التدريب علي الطائرات ذات السرعات العاليه مثل السوخوي 7 والميج 21 والتي تمثل احدث ما في الترسانه السوفيتيه في هذا الوقت ، كان هؤلاء الطلبه ذو الاعمار لم تتجاوز ال18 عام ، ومنهم من لا يعلم اين يقع الاتحاد السوفيتي ..

في الاتحاد السوفيتي كانت حياه مختلفه ، وطقس قاسى سواء صيفاً او شتاءً ودراستهم باللغه الروسيه التى لم يكن يجيدوها حتى الان ، فكان عليهم تعلم اللغه الروسيه مع تعلمهم اصول ومبادئ الطيران ، وهو ما مثل عبء اضافي عليهم رغم وجود مترجمين

 

أما باقى تلك الدفعه التى لم تسافر الى الاتحاد السوفيتي قد استمروا فالتدريب والدراسه المعتاده بالكليه في مطاراتها المختلفه في مصر ....

فكان الطيران الاولى في مصر على الطائره الجمهوريه ، ثم الطيران على طائره اسرع وافضل من حيث الامكانيات مثل الياك-11 ، ومن بعدها الميج-17 لكى يتم توزيع الطيارين سواء على المقاتلات او المقاتلات القاذفه ....

أما نصر موسي كانت رغبته في البدايه في ان يطير علي السوخوي 7 ، تلك الطائرة التي سمع عنها وعن قوتها القاذفه ، وكان يعلم ان التخصص سيكون في مصر لاحقا ، لكنه فوجئ بتعليمات القياده في مصر بأن يكون العشرون طيارا من طياري المقاتلات الميج 21

كانت القياده كانت تعد هؤلاء ال20 طيار الذين سافروا للاتحاد السوفيتي لكى يصبحوا طيارى Mig-21MF  

وهى اخر تطوير للميج-21 التى كانت لدى الاتحاد السوفيتي ، والتى كانت معده لكى تخدم بالتشكيلات المصريه .

 

كانت الدراسه بالاتحاد السوفيتى دقيقه ومركزه جدا ، من خلال دراسه الطائره وادق تفاصيلها سواء كان ميكانيكا الطائره او نظريات الطيران والايروديناميكس ، ووصلت دقه السوفيت في الشرح الاكاديمي الي درجه  شرح ومعرفه وظيفة كل قطعه بها واهميته لبدن الطائرة وكان علي الطيار ان يتعرف علي كل ذلك في وقت قصير بل ويتعمق في دراسته ..

لكن لم يكن السوفيت يعطوا الطيارين اى نوع من فنون القتال ..فكان التدريب علي الطائرة لا يتعدي الطيران فقط بها

وبعد 21 شهر من الدراسه بالاتحاد السوفيتي ، وفى نوفمبر 1970 عاد الى مصر بعد انتهاء دراسته ، وتم تخرج الدفعه 25 طيران  برتبة الملازم تحت الاختبار وتم التوزيع على التشكيلات الجويه المختلفه ..

 


 

السرب 46 مقاتلات

 

كان نصيب الملازم طيار نصر موسى الانضمام الى السرب 46 قتال من اللواء 104 الجوى الذى كان يطلق عليه لواء المنصوره وكان معه عدد من دفعته منهم عبد المنعم همام واسامه حفنى وماهر بشاى عبد المسيح ومحمد سليمان متولى ومحمد احمد عرفي   ...

تمركز السرب 46 قتال بقاعدة انشاص قبل ان يعود الى قاعدة المنصوره ، وقائد السرب هو المقدم طيار سمير عبد الله   وقائد ثان السرب النقيب سمير عزيز ، وكان الالتزام والانضباط هما السمه الاساسيه بالسرب...

وكانت تلك الفتره صعبه ، لكى يتم اعداد الطيارين لكى يصبحوا مقاتلين بالقوات الجويه ، فقد تعلموا الطيران في الاتحاد السوفيتي ولم يعلموا شئ عن القتال الجوي ، وهذا كان دور قادتهم والطيارين القدامي بالسرب ، فالطيران بالطائرة شئ ، والطيران بها في معركه جويه شئ أخر

كان الملازم نصر موسى ضمن تشكيل رباعى بقيادة النقيب سمير عزيز الذى غرز فى طياريه الثقه بالنفس والقتال بشراسه .. وكان يعد طياريه للقتال في كل لحظه ، كان التركيز على كيفيه تكوين التشكيلات الجويه  واوضاع التشكيل اثناء القتال ، فكان نصر موسى يتشبع كل شئ  يتعلمه داخل فرقة الاعداد الاساسيه تلك  كتعليم مكمل لما لم يتعلمه في الاتحاد السوفيتي ....

بعد ذلك تم انتقال السرب عام 1971 الى قاعدة المنصوره ....

فى عام 1972 سافر عدد من قادة الاسراب الى سوريا لكى يتم تدريبهم ( مع طيارين باكستانيين) على مناورة جديده عرفت فيما بعد بما يسمى مناورة سرعة الصفر (Low Speed)

 وبعدها سافر باقى الطيارين القدامى الى ليبيا ايضا لتعلم تلك التكتيكات من خلال طيارين من باكستان ممن تعلموا الاسلوب والتكتيك الامريكى ..

فعادو بعد ذلك بخبرات كبيرة جدا ، ولأول مره يتعلم طيارونا ذلك الاسلوب ، كان قبل ذلك السرعات لا تقل عن 400:500كم\س ( حسب التعليمات الروسيه ) في الاشتباكات الجويه ، فكانت تلك التكتيكات الجديده نقله كبيره ، وهو التحكم بالطائره بأدنى سرعاتها وتنفيذ مناورات بسرعات قليله جدا على عكس ما كان يحدث قبل ذلك ، وهي مناورة تستطيع وضع الطائرة المصريه في اوضع الافضليه مقابل الطائرات الاسرائيليه التي لا تستطيع القيام بالمناورات علي تلك السرعات .

استمر التدريب على تعميم الاساليب الجديده والتأكد من ان الطيارين قد استوعبوا تلك التكتيكات جيدا خصوصا وانهم من طيارى الميج-21 والموكل اليهم مواجهة مقاتلات العدو مباشرة والدفاع عن سماء مصر .

كانت التدريبات فى تطور مستمر من حيث الحجم والقوه ، فبعد ان يقوم كل تشكيل بتدريب طياريه جيدا ، يتم التدريب بالاشتباك بين تشكيلين مختلفين لكى تشتد المنافسه ( التشكيل يتكون عاده من طائرتين او اربع طائرات – فينجر فور )...

ولكى يواجه الطيارين تفكير مختلف متجدد على غير المعتاد داخل السرب نفسه ، ثم يتم المنافسه بين الاسراب ...

الى ان يرتقى المستوى في التدريب بمواجهه لواء جوى ضد لواء اخر ( اللواء الجوي يتكون عاده من ثلاث اسراب مقاتله )، حيث تكون الخطه هى ان تهاجم ا طائرات لواء مطار اللواء الاخر ، فيقوم الاخر بالدفاع عن مطاره واعتراضها قبل ان تحقق مهامها ....

ومع الوقت والتدريب المستمر بلا انقطاع ونقل الخبرات من خارج مصر بأسلوب علمي مدروس ، بالاضافه الي خبرات القتال التي اكتسبها الطيارين القدامي في معارك رب الاستنزاف ، أصبح طيارى الميج-21 على مستوى احترافى عالى من حيث تكتيكات القتال والمستوى الفردى للطيار والجماعى كتشكيل متكامل.

الحرب

 

في يوليو 1973  تم ترقية الملازم اول نصر موسى الى رتبة النقيب هو ودفعته ، وهى ترقيه قبل موعدها بعامين كاملين حيث انه رقي الي ملازم اول في يوليو 71 ، و كان ذلك من الاشياء الغريبه ، وتذكروا ما كان يُقال لهم من القاده  بأنهم

" وقود الحرب القادمه " .

وفى تلك الفتره اصبح التدريب يزداد حدته من حيث التكثيف ، والتركيز على اللياقه البدنيه والمستوى الصحى والغذائى للطيار ..

وقد تم اعادة تمركز بعض الاسراب بين المنصوره والاقصر ، واصبحت الحاله تنذر بشئ ما في الافق لم يكن واضحاً .

حتى جاء شهر اكتوبر ....وقيام قائد القوات الجويه اللواء محمد حسنى مبارك بزيارة قاعدة المنصوره ، وكان انطباع الطيارين بأن الوضع يدل على شئ ما سيحدث  قريب جدا .

وفى مساء 5 اكتوبر اجتمع العقيد احمد عبدالرحمن نصر قائد اللواء الجوي 104 جوى بطياريه وابلغهم ان غدا السادس من اكتوبر هو موعد الحرب ....ولكن لم يبلغهم بساعة التنفيذ ، فعمت الفرحه جنبات نصر ، فها هي اللحظه التي انتظرها في شوق ، ها هي لحظه الاخذ بالثأر ، ها هي اللحظه التي خُلق من اجلها .

كانت مهام السرب 46 مختلفه ، فقد كان سرب قتال جوى ليلي ، اي ان مهامه في الدفاع عن الطائرات المغيرة ليلا ،  و لم يكن من مهام السرب ضرب اهداف ارضيه او حمايه القاذفات ، ولكن للأعتراض والاشتباك مع المقاتلات المعاديه اذا حاولت اختراق المجال الجوى المصرى  ليلا

 فى صباح السادس من اكتوبر تم توزيع المهام على طيارى السرب ، ولكن تشكيل النقيب طيار نصر موسى لم يكن مع طائرات الضربه الاولى ولكنه فى حالات الاستعداد الاولى لحين صدور اوامر للأشتباك مع العدو اذا حاول الاختراق

وكان من مهام تشكيل نصر موسى على مدار اليوم عمل مظلات جويه بالجبهه كحمايه لمناطق عمليات اللواء ..

كانت نتيجة الضربه الجويه قد وصلت الى الطيارين بأن نسبه النجاح تعدت ال95% وانعكس هذا النجاح والحماس على الفنيين ممن يعملوا على الطائرات ، فقد حطم الفنيين الزمن اللازم لأعادة تنزويد الطائره بالوقود والذخيره الى مستويات غير مسبوق ، كانوا يحملون الصواريخ التى تركب على الطائرات بايديهم دون الانتظار للرافعه الميكانيكيه المخصصه لذلك ...

قام نصر بعده مظلات طوال يوم وليله السادس من اكتوبر ، حيث شاهد الطائرات القاذفه تي يو 16 تطلق صواريخها ليلا من فوق الدلتا الي مواقع العدو في العمق وفي اسرائيل نفسها

 

وفى صباح يوم7 اكتوبر تعرضت قاعدة المنصوره لهجوم شديد من طائرات الفانتوم ، وحاول العدو ان يدمر ممر المطار وطائراته ولكنه لم يستطع ..فقد خيل له انه يمكن أن تدمير طائراتنا وهى جاثمه بأرض المطار على غرارما حدث فى الضربه الجويه الاسرائيليه يوم5 يونيو 67 ، ولكنه لم يستطع ، فقد كانت طائراتنا في السماء تعترضه وتمنعه من تنفيذ مهامه ، ومن استطاع الافلات من طاراتنا وجهه قنابله بدون دقه نتيجه الذعر ، فطاشت قنابله  والقنابل التي وجهت بدقه لم تدمر شئ ، فقد كانت دشم الطائرات هى احد ابطال تلك الحرب ، فلم تصب طائرة علي الارض بفضل تلك الدشم في هذا اليوم .

بعد ان انتهت الهجمات على المطار دون اى اصابه للمطار ، انطلق تشكيل نصر موسى بقيادة مجدى كمال قائد السرب فى مظله جويه فى شمال الدلتا وقد شاهد نصر موسى طائرات اسرائيليه من طراز سكاى هوك واتجه اليها ولكن المسافه بينهم كبيره وزاويه الدخول صغيرة فلم يستطع الاقتراب منها لمسافه تسمح باسقاط اى منها ، وكانت هذه اول مرة بالنسبه للنقيب نصر موسى ان يشاهد طائرة اسرائيليه في الجو .

 

وكان الانهاك قد وصل بطياري السرب 46 الي درجه خطيرة طوال يومي 6 و 7 اكتوبر ، نظرا لانهم السرب الوحيد في مصر كلها الذي يطير نهارا وليلا ، مما جعل القياده تمنع الطيران الليلي لهذا السرب ، بعد ان ايقنت ان اسرائيل لن تغامر بدفع طائراتها المتبقيه في هجمات ليليه .

في الثامن من اكتوبر فوجئ السرب ، بأسقاط سمير عزيز فوق بورسعيد ، فبكي نصر وتأثر جدا من إسقاط معلمه ومدرسه والذي كان كل من في السرب ينتظر منه اسقاط طائرات معاديه كثيرة ، وعاد عبد المنعم همام والقباني من الاشتباك ليقصوا ما حدث ، فسمير عزيز دخل المعركه بعيب فني في طائرته جعلت طائرته قطعه حديد طائرة ، فالعطل الكهربائي بطائرته جعله لا يستطيع اسقاط خزانات الوقود الاضافيه او اطلاق صواريخ او المدفع ، ولانه قائد التشكيل فقد رفض ترك المعركه وترك طياريه بمفردهم في الجو ، فطاردته طائرتين ميراج حتي اسقطوا طائرته .

 

وفي المساء ، وجدوا سيارة اسعاف تدخل المطار حامله سمير عزيز وهو في طريقه الي المستشفي في القاهره ، فالقائد البطل

رغم الامه المبرحه من اصابته في العمود الفقري رفض ان يتجه للمستشفي قبل ان يعطي بعض نصائح لتلاميذه الطيارين

ومن بين الامه المبرحه قال لهم سمير وهو في سيارة الاسعاف نصيحتين غاليتين ظلتا في عقل نصر موسي حتي الان

(( لا تضرب طائرة الا قبل ان تتاكد من عدم وجود طائرات خلفك )) (( الطائرات الاسرائيليه لا تدخل معركه الا لو كانت متفوقه في العدد )) واتجهه سمير بعدها للمستشفي ولتنتهي الحرب بالنسبه له

 

وفى صباح يوم 9اكتوبر وكالمعتاد كانت هناك بالونات للدفاع الجوي السلبي حول المطار ، تلك البالونات متصله بسلك سميك من الصلب و ترفع الى السماء  حول نطاق المطار ، حيث تقوم اسلاك تلك البالونات بدور امواس حاده جدا لاي طائره تحاول المرور بجوارها ، واثناء انزال البالونات فى اول ضوء لكى تقلع المقاتلات بدلا منها للدفاع فى مظلات فى مناطق مختلفه فى شمال الدلتا وكان نصر موسى وزملائه داخل استراحة الطيارين حاله استعداد ثالثه  ....

وفجأه هاجمت الفانتوم القاعده بشدة وللمره الثانيه منذ بدء الحرب، وبدأت اكثر من 16 طائره فانتوم بمهاجمه مطار المنصوره

وكأنه زلزال لا يريد ان توقف ، تذكر نصر موسى بذلك الحدث  ما كان يحدث لمدينه السويس بعد حرب يونيو 67 ، كان الاسرائيليين يضربون المدينه بشده ولا يعلم من اين يأتي الضرب ، او ماذا يفعل ...

كانت استراحة الطيارين قليلة التحصين وبها تجمع من 12 طيار وهو هدف مثالى وثمين لليهود ،

كان يري الفانتوم تقوم بالهجوم الغاطس علي المطار بدون رادع مما ادي بخيال نصر بالعوده الي ايام حرب 67

هذا الشعور دفع نصر موسى الى الخروج الجري وسط الشظايا المتطايرة طالبا من زملائه اللحاق به ،والاحتماء بأحدى دشم الطائرات التى كانت اكثر تحصينا من استراحة الطيارين وهو ما فعله بسرعة البرق ولحق به زميله النقيب طيار محمد على سليمان متولى ، الى ان انتهى الهجوم بعد اكثر من 10 دقائق ، فبدأ الزملاء يجتمعون ويطمئنون على بعضهم ، وكان زميلهم النقيب طيار مدحت عرفه يقود سياره جيب اثناء الضرب بالمطار فأنقلبت سيارته وكسر كتفه ، ولكنه اصرعلى الاستمرار بالطياران بعد ذلك ولم يترك زملائه  / رغم تلك الاصابه البالغه .كانت ضربه شديده هذه المره ،وتحت القصف حمل احد الجنود احد القنابل التي لم تنفجر لكي يبعدها عن الممر

فأنفجرت فيه وحولته الي اشلاء ، لكن  واستطاعت طائرات الفانتوم ان تصيب الممر بشكل بالغ ، قد ادى ذلك الى توقف المطار يوم 9 حتي صباح 10 اكتوبر ...وجاءت طلبه من المدارس والجامعات لأزاله الاتربه من على الممرات ويعملوا جنبا الي جنب مع مهندسي القاعده في حماس ووطنيه بلا اي خوف من القنابل الزمنيه او الموت المدفون تحت الرمال في ملحمه قلما تراها الان  لكى تعود قاعدة المنصوره من جديد للعمل  ..

 

وعاد المطار للعمل مرة اخري ، و مر 11 اكتوبر بلا اشتباكات جويه ، لكن فرحه الاهالي حول المطار كانت عارمه عندما عاد المطار للعمل مرة اخري ، وقد لمس الطيارين ذلك عن قرب

يوم12 اكتوبر كان تشكيل نصر موسى بالسماء  تعزيزاً لأشتباك بين فانتوم وميج-21 ، وشاهد الطائرات المعاديه ولكن كان الدخول فى اتجاه خاطئ لا يسمح بالتمكن من ضرب تلك الطائرات ، ومره اخرى لا تسمح له الفرصه للضرب احداها ...

فى يوم 13 اكتوبر كانت هناك اوامر بمهمه انتحاريه ... فقد تم اختيار الرائد طيار قدرى عبدالحميد لهذه المهمه الانتحاريه وهو بدورة اختار ثلاث طيارين من بينهم نصر موسى ، كانت المهمه هى ضرب مطار العريش ..وكانت خطورة تلك المهمه هى في الطائره نفسها ..

فالميج-21 مداها لا يسمح بالذهاب الى العريش والعوده على ارتفاع منخفض جدا ، وكان التلقين ان المهمه ذهابً بلا عوده ، فتم تسليح الطائرات بالقنابل وصلى الرجال ركعتين لله  منتظرين موعد التفيذ.... ولكن المهمه تم الغائها من جانب القياده .

 


 

معركه المنصوره الجويه 14 اكتوبر 1973

 جاء الرابع عشر من اكتوبر الذى سطر مجد جديد للقوات الجويه المصريه  ووضع اسوأ يوم فى تاريخ القوات الجويه الاسرائيليه ، وكسر انف الطيار الاسرائيلى وغروره.

 

اتم نصر موسى احدى الطلعات المعتاده فى ظهيرة ذلك اليوم ، ثم عاد الى حالات الطوارئ كالمعتاد  ...

وبعد الثالثه عصرا ... تم اطلاق ثلاث طلقات حمراء ايذاناً باقلاع فورى لاثنى عشر طائره لحماية المطار من طائرات تهاجمه  فى اقل من ثلاث دقائق ((  الخرطوشه الحمراء تعني اقلاع 4 طائرات فورا ))

انطلق تشكيل نصر موسى طائره تلو الاخرى من داخل الدشم الى الممر ثم الي الجو في ثوان ..

فأنطلق قائد التشكيل مجدى كمال بسرعه من الممر وخلفه رقم2 من على الممر الى الجو ..

تقدم حسن صقر وخلفه نصر موسى متجهين الى الممر، شاهد نصر موسى قائد تشكيله بعد الاقلاع وقد دخل خلف  احدى طائرات الفانتوم...

انطلق نصر بطائرته فى سرعة البرق من على الممر لكى يدافع عن قاعدته التى  كانت بمثابة بيته الذى يذود عنه ضد اى اعتداء،ارتفعت طائرته من على الممر أمتار قليله وبمجرد ان رفع عجلاتها شاهد الممر خلفه يضرب وكأنه قد تلقي قنبله ذريه  من شدة الانفجار.. .. فقد كانت احدى طائرات الفانتوم تهاجم الممر فى لحظة اقلاعه ...

بعدها مباشرة مرت تلك الطائره امامه بعد خروجها من الهجوم ، فألقى بخزانات الوقود الثلاث وقام بمناورة قتال  فدخل خلفها وتمكن من الامساك بمؤخرة الفانتوم ....

ظلت الفانتوم التى بها اثنين من الطيارين تناور ولكنها لم تستطع الافلات لمده ثوان ، وعلى غير المعتاد لم يكمل الطيار الاسرائيلى مناوراته واخذ يسير بشكل مستقيم ..فضبط نصر طائرته خلفها استعدادا لكى يجهز عليه فقد تخيل انه قد نال منه ... ولكنه تذكر معلمه الرائد طيار سمير عزيز ومقولته " قبل ما تضرب بص وراك " ، وبالفعل  وبلمحه سريعه خلفه ، وجد طائره فانتوم فى ذيل طائرته مباشرة بشكلها المخيف و بجناحيها المرتفعين كالوحش الساقط على فريسته ، على وشك ان تفتك به ..

وبحركه لا أراديه وبشعور الفزع من ذلك المنظر المفاجئ ،من مهاجم قد اوشك على الفتك بعدوه ، الى فريسه يستعد العدو ان يفتك بها ، فقام بمناورة حاده للغايه جهة اليمين وقد تعدى ال 10جي دون ان يفقد الوعي  مؤقتا فى هذا المعدل العالى من المناوره ، فوصل عداد الحمل داخل الطائرة الي اقصي درجه ممكنه ومرت  الفانتوم التى كانت خلفه بجانبه وافلت منها وسط دهشه الطيار الاسرائيلي من سرعه رد فعل نصر وقوة المناورة التي كادت ان تفتك بالطائرة والطيار في نفس الوقت ، بعدها عاد خلفها لكى ينال منها ...حاول الطيار الاسرائيلى هو الاخر تنفيذ ما فعله زميله بالمناوره يمينا ويسارا ولكن نصر لم يتركه ..

وعلي  الارض شاهد جميع من في المطار تلك المعركه بين نصر والطائرات الفانتوم ، فقد كانت المعركه فوق المطار مباشرة

ورواها لاحقا المقدم طيار حسن خضر ضابط عظيم الطيران ببرج المراقبه في هذا الوقت ، والذي اتاح له مركزة ببرج المراقبه مشاهده المعركه كامله .

كانت الفانتوم ذو مناوره اثقل من الميج-21 فكان الطيار الاسرائيلى يريد ان يتخلص من ذلك الاشتباك والخروج من تلك المنطقه المرعبه المليئه بطائرات فى كل مكان ، فقام بالنزول على ارتفاع منخفض  مع زياده سرعته القصوى ، ولكن فى تلك اللحظه قلل نصر من ارتفاعه اكثر على عكس ما توقع الطيار الاسرائيلى فأصبح اسفل الفانتوم ، واطلق عليه صاروخا فصطدم بها مباشرة وبدأت سرعتها تقل وخرج منها دخان اسود ينذر بأصابتها البالغه ....ثم انفجرت ، فصاح نصر باللاسلكى " الله اكبر الله اكبر"فى فرحه غامره بنصره ، ونظرا لانه كان مازال علي التردد المفتوح ، فقد سمع كل الطيارين ذلك النداء ورددوا خلفه

بعدها حاول موسى الاتصال بغرفة العمليات لكى يتم توجيهه على اهداف اخرى ....

فقد كانت السماء مليئه بالاهداف المعاديه والصواريخ المنطلقه في كل اتجاه ، وايضا مليئه بالمظلات البرتقاليه المميزة لطياري القوات الجويه الاسرائيليه الذين يقفزون من طائراتهم بعد اصاباتها، كان الزحام شديدا في السماء من طائرات العدو وطائراتنا التي قدمت من مطارات طنطا وانشاص وابو حماد لتعزيز مطار المنصورة في معركته التاريخيه .

 

شاهد نصر  طائره فانتوم تسير بشكل متعرج فدخل خلفها ولم يشاهده قائدها فحاول ان يصيبها بمدفعه ذو العيار 23مم بدفعات قليله حتى لا تنفذ طلقاته الـ200 ، استمرت هذه المطارده حتى البحر المتوسط وقد استهلك كميه كبيره من الوقود فى الاشتباكين ، فتركه واتجه الى المطار  ...

فى اثناء العوده كان المنظر لا يتخيله عقل فطائرات العدو وطائراتنا قد زادت كالنجوم في السماء ، انفجارات فى كل مكان  ، وطائرات العدو تتساقط  كأوراق الشجر في الخريف ..

كان حشد طائرات لم يحدث من منذ الحرب العالميه الثانيه ، فقد اشتركت طائرات من اللواء 104 بالمنصوره ،

وتعزيزات من اللواء 203 بقاعدة ابوحماد  واللواء 102 بأنشاص ، واشترك من الجانب الاسرائيلي ما يزيد عن مائه طائرة مقاتله وقاذفه .

بعد نزول موسى الى المطار تم استقباله من قبل زملائه بحفاوه كبيره وقد شاهد بعضهم اشتباكه وهو اعلى المطار وتم وضع نجمه على طائرته تدل على اسقاطه للفانتوم .

ليلا قام قائد القوات الجويه بزياره لقاعدة المنصوره لتهنئة الطيارين بما حققوه من نجاح ، وابلغهم بتحيه وتقدير الرئيس السادات لكل الطيارين الذين سطرو أمجد الانتصارات لقواتهم الجويه فى ذلك اليوم .

كانت تلك اليله فرحه لطيارى المنصوره وخصوصا  النقيب طيار نصر موسى  فقد كان نصيبه اسقاط طائره فانتوم  فى اول مواجهه مباشره بينه وبين طائره معاديه .

اصبح نهار 15 اكتوبر 1973 وقد زادت ثقة نصر موسى فى كونه الان اصبح ليس طيار محترف فقط ، ولكنه اسقط طائره فانتوم ، مما اعطاه دفعه معنويه وثقه عاليه جدا فى قدراته .

كان نصرموسى اثناء الوجود بحالات الاستعداد ومن معه من فنيين فى داخل الدشمه يستمعوا الى الراديو، وكانت هناك الاغانى الوطنيه التى تتخلل البيانات العسكريه ،فكانت النبره الحماسيه التى كانت تنبعث من اغانى تشعل الحماس فى نفوس الرجال .

حاول الطيران المعادى ان يكسر نجاح طيارى قاعدة المنصوره ، فأعاد تلك الضربه مره اخرى ....

وللمره الثانيه جاء امر اقلاع فورى ( اسكرامبل ) لتشكيل نصر موسى لصد هجمه معاديه ضد المطار ...

اقلع التشكيل قبل ان تصل الطائرات المعاديه الى المطار ، فتم توجيه تشكيل نصر  موسى الى طائرات الفانتوم التى كانت تطير وكأنها تبحث عن شئ ما ...

فدخل خلفها مباشرة وبدا الطيار الاسرائيلى بالمناوره للتخلص من الاشتباك ، وأستمر نصر في المطارده بمهارة كبيرة وثقه حتي احكم التنشين عليها واطق صاروخا  فأنفجر الصاروخ  تحت جناح الفانتوم وهوت الى الارض ...

فكان هذا الاشتباك اثبات على قدرة طيارينا في الدفاع عن مجالنا الجوى ، وتأكيداً لأنتصار اليوم السابق .

اما لنصر موسى كان هذا اليوم هو اسعد ايام حياته ، فقد اسقط طائرتين فى يومين متتاليين ، ودافع عن قاعدة المنصوره التى كانت كجزءً منه يذود عنه بحياته ....

وبفشل ذلك الهجوم تأكد الطيران الاسرائيلى انه عاجز تماماً عن تدمير( قلعة المنصوره الجويه ) التى كانت بطياريها حائط منيع يعجز من خلاله انتهاك حرمة مجالنا الجوى .لم تتعرض القاعدة الى اى هجوم يوم16 اكتوبر حتي نهايه الحرب ، ولكن كانت هناك مظلات مستمره .

يوم 16 اكتوبر كان حسن صقر قائداً للتشكيل ورقم2 ابو النجا ، وعبدالمنعم همام رقم3 ونصر موسى رقم4 بالتشكيل ، فأنطلقوا الى السماء بعد تم توجيههم الى بورسعيد لتعزيز اشتباك لطائراتنا هناك .

فكان الموعد مع الاشتباك الاول ضد طائره ميراج اسرائيلي  ، ولكن فوجئ نصر ورفاقه بان هذه الطائرات لم يكن بها اى علامة سلاح تدل انها اسرائيليه ... وقد ُعرف بعد ذلك انها من جنوب افريقيا ..

اشتبك همام ومن خلفه نصر مع احدى طائرات الميراج ، لكن اصبح همام فى وضع سئ وكادت الميراج ان تفلت منه تمهيدا للامساك بمؤخره طائرته ، فبادره نصر " انا وضعى احسن يا عبده  انا احسن " فأستجاب همام له " خش واضربه يا موسى "  وارتفع همام الى اعلى لكى يستعيد وضعه ويعزز نصر اذا لزم الامر ..

دخل نصر خلف الميراج واصبحت الميراج تنفذ ما  يسمى مناورة المقص علي سرعات بطيئه ونجح ذلك الطيار ان يجعل نصر بجانبه لكى يضعه امامه في الخطوه التاليه ...ولكن لحسن تدريب وكفاءة طيارينا لم يجعل نصر الميراج تضعه امامها ، وظهرت هنا مهارة نصرموسى استمر هذا الوضع من المناورات الحاده جدا فى محاوله لكل من نصر والميراج ان يضع احدهم نفسه خلف الاخر لكى ينال منه ، حتى وصل الارتفاع من 5 كيلو متر الى اقل من 300متر منذراً بأصطدام الاثنين  بالارض وتدنى السرعه الى اقصى حدودها ....فى ذلك الوضع كان اتفاق غير مباشر بين نصر وطيار الميراج الاسرائيلي ان يتخلصا من الاشتباك فى وقت واحد ....

وبمناوره متماثله مرْت الطائرتين بجانب بعضها البعض كلاً الى اتجاه مطاره فقد اتجه نصر الي الجنوب والطيار الاخر والذي لم يكن اسرائيليا ، بعد ان يأس كل منهم من ان ينال من الاخر ،  فكان اشتباك شرس اظهر قوة التدريب ومستوى طيارينا الراقى ، ضد طيار محترف وعلي درجه عاليه من الكفاءه

ولكنه اظهر ان مستوى ذلك الطيار لم يكن كطيارى الايام السابقه ممن قاتلوا ضد الطيارين المصريين ، بالاضافه ان تلك الميراج لم تكن اسرائيليه ولكنها كانت من جنوب افريقيا ضمن جسر نجده لاسرائيل .

عند عودة الميراج الاسرائيلى بعد الانتهاء من الاشتباك ، كان هناك 8 طائرات ميراج اخرى فى طريقها لتعزيز تلك الطائرات ، وعندما تقابلت الطائرات مع بعضها .... ظن التعزيز الاسرائيلى ان الطائرات التي تقابلهم هي ميراج مصريه  وليست اسرائيليه ، فأشتبكوامع بعضهم البعض وأسقطوا ثلاث طائرات بأنفسهم ..، وكان محمد الطباخ كبير موجهي قاعده المنصورة يقسم باغلظ الايمان لقائد القوات الجويه علي اللاسلكي بأن جميع الطائرات عادت سليمه وانه ليست هناك طائرات لنا في هذا الاشتباك الدائر فوق بورسعيد ، فقد كانت الاشارات اللاسلكيه من بورسعيد تفيد بحدوث معركه جويه فوق بورسعيد وسقوط ثلاث طائرات بينما كل طائرات المنصورة خارج هذا الاشتباك وهو ما كان محيرا لقائد القوات الجويه في غرفه العلميات الرئيسيه ، وكان ذلك من الحوداث الطريفه اثناء الحرب .

عندما عاد موسى الى قاعدته ... وفي هذا اليوم بكى لأول مره منذ بدء الحرب ..فقد خسر احد زملائه المقربين من دفعته وهو محمد على سليمان متولى ، فقد كان ضمن تشكيل متوجه الى الثغره وقد اصيبت 3 طائرات لنا واستشهد اثنين من طيارينا وقفز الثالث بالبحيرات المره ، وعاد رابعهم اسامه الحفنى ....فقد أدخل العدو الاسرائيلى صواريخ دفاع جوى متحركه علي جنزير (هوك) الى المنطقه ، ولم يكن يعلم بها طيارونا وفوجئوا بها  مما ادى الى تلك الخسائر .

وأبتداء  من يوم16/17 اكتوبر اصبح المجهود الجوى الاسرائيلى بأتجاه الثغره على المحور الاوسط ....

وقد مر عشرة ايام منذ بداية الحرب وقد ادى طياروا السرب واجبهم على اكمل وجه مثلهم مثل باقي طياري الاسراب المقاتله

و تقلص عدد طياري السرب الي عدد قليل من اصل 24 طيار بدأت بهم الحرب وباقى الطيارين إما شهيد او مصاب ...

لم يكن هناك مشاعر لدينا من فقدان صديق او زميل، فقد كان استشهاد اي طيار لا يعدو عن ازاحه اسمه من لوحه طيران اليوم التالي ، فلو تركنا انفسنا لمشاعرنا لما تمكنا من الطيران بعد ذلك ، لكننا تعودنا علي هذا الامر وكنا نعد انفسنا لكي نلحق بهم .

وكان اخر اشتباك يوم24 اكتوبر فوق الثغره ، فقد توجه تشكيل نصر موسى الى الثغره للتصدي لطائرات العدو التي تهاجم الجيش الثالث ، وشاهدوا طائرات فانتوم فحاولوا الاشتباك معها ، ولكنها ارتفعت بسرعه عاليه ولم نستطع ملاحقتها بسبب فرق السرعه والفانتوم بمحركين قويين للغايه ، وتم اطلاق صواريخ هوك على تشكيل نصر موسى ، ولكنه شاهد الصواريخ فأبلغ قائده علي زكريا  قائلا ( مانوفر يا زيكس )) فنفذوا مناوره للاتجاه في وجه الصواريخ رأسا وبسرعه عاليه للأفلات منها وانتهى الاشتباك ، وبعد العوده الى القاعدة بنصف ساعه تم اعلان وقف اطلاق النار .

بعد الحرب تم تكريم افراد القوات المسلحه ممن قامو بأعمال مميزه .... وقد حصل نصر موسى على وسام نجمة الشرف العسكريه .

استمر بالطيران على الميج-21 حتى عام 1980 ثم انتقل الى طائرات الاف-16 التى كان من اوائل طياريها ، وكان من اوائل من طاروا بالاف 16 من امريكا لمصر مباشرة

فتواصل بالترقى الى المناصب حتى اصبح قائدا للواء جوى ( اف-16 ) ، ثم عين فى عدة مناصب حتى اصبح رئيس شعبة التسليح الجوى ونائب قائد القوات الجويه ، حتى انهى خدمته عام 2005 .

 


 

اللواء 104مقاتلات المنصورة بقياده العقيد احمد عبدالرحمن نصر


السرب 46 بقياده مجدى كمال ، قائد ثانى السرب سمير عزيز -وصفى بشارة-قدرى عبدالحميد-مدحت عرفه-محمود بشر- ماهر شبلى شعراوى -عبدالمنعم همام-نصرموسى-اسامه الحفنى- محمد عرفى- ماهر بشاى-محمد على سليمان متولى - حسن صقر-محمود القبانى - صلاح محمود- مدحت عبدالتواب –عزمى عاشور- سيدابوالنجا-على عبدالحميد

 


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech