Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

الفدائي محمد عبده موسي

 

احد افراد المجموعه39 قتال , من مواليد مدينه المطريه دقهليه التى لها بطوﻻت فى صد الهجمات الصليبيه على مصر

انضم الى وحدات الصاعقه فى عام 1961 , ثم انضم الى مدرسة الصاعقه كمدرس فى القسم الجبلى , وشارك ايضا ضمن مجموعه من افراد الصاعقه منهم النقيب احمد رجائى عطيه واخرين فى انشاء مدرسة الصاعقه الجزائريه وصد النزاعات الحدوديه بين الجزائر والمغرب .

وبعد انتهاء تلك المهمه عاد مرة اخرى الى مدرسة الصاعقه الى ان اتت احداث يونيو المتتاليه , ومنها تحويل مدرسة الصاعقه الى كتيبه من معلميها وضباطها كاستعداد لاى عمليات .

وفى اليوم الثانى للحرب تم نقل محمد عبده موسى الى القنطره غرب , وكانت اولى المهام هى نقل كوبرى وتحريكه حتى ﻻ يستخدمه اليهود للعبور  الى الغرب قبل الثانيه عشر ليلاً.

وبعد وقف اطﻻق النار كانت هناك جماعتين من الصاعقه  احداها يقودها محمد عبده واﻻخرى بها عبدالخالق , وهو جندى شجاع جدا من الشرقيه حاولوا عبثا العثور على اى طعام فوجدوا قطار على الضفه الشرقيه صباحا وبالقرب منه حوالى 14 جندى اسرائيلى , فأقترح عبد الخالق ان يبادر بضرب هذه المجموعه اﻻسرائيليه .

وبالفعل وافق عبده على هذه الفكره الفرديه , فعبروا سباحة الى سيناء واستتر عبده اعلى القطار وعبدالخالق اسفله , وبالفعل بدأ عبد الخالق وعبده موسى بفتح النيران من اليمين الى اليسار لكى يحصدوا اكبر عدد منهم , روبالفعل سقطت اغلب المجموعه فى غفلة منهم , ورد الباقى على مصدر النيران بالقطار فقفز عبده الى الفاصل بين القطار والقناه ولحق به عبد الخالق جاد المولى , وعبروا سريعاً الى الضفه الغربيه قبل ان يكتشفهم احد .

وبدا الهدوء يسود الجبهه والشاردين كانت تجمعهم وتساعدهم الوحدات التى تم وضعها بشكل سريع على المواجهه , و انتشر الحديث عن وجود سيده بدويه تبلغ عن ما تبقى من قواتنا المنسحبه , فعبر عبده موسى ومعه زميل من الصاعقه واحضروا السيده وقاموا بتصفيتها .

وما ان بدأ الشاذلى يتولى قيادة القوات الخاصه حتى عاد عبده الى قياده الصاعقه مره اخرى , حتى اتى عصام الدالى واختاره لكى ينضم الى فرع الخدمه السريه بالمخابرات الحربيه , ثم انضمت المجموعه 39قتال الى فرع العمليات الخاصه بالمخابرات , وانضمت فصيله من الصاعقه البحريه ثم سريه من الصاعقه .

 


 

اولى العمليات  منطقة طوسون:

تمت هذه العمليه فى اواخر عام 68 بكمين شارك فيه كل من الجيزى والبجاوى وماجد ناشد وعصام الدالى واحمد رجائى عطيه ووئام سالم  

وكانت نتيجة العمليه هى اسير اسرائيلى , ولكنه فارق الحياه وقت وصوله الى مستشفى المعادى .

 

وتوالت العمليات بعد ذلك , وازداد القصف بقواذف الكتيوشا علي مواقع العدو في عيون موسى وتل سلام وغيرها , وكانت هذه الفكره باﻻصل للأسرائيليين , حيث قاموا بعمليه مماثله فى الصالحيه وقصفوا مطار الصالحيه ولكن لم تأتى بأى خسائر  , فقامت المجموعه بأخذ هذه القواذف الى المصانع الحربيه فى ورشه 3 التى كان للمهندس  حسين الجمال دور بارز فى هذه القواذف من حيث التصميم .

 

حتى أتي يوم استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض , واتخاذ القرار بمهاجمة النقطه الحصينه التى صدر منها النيران , كان التخطيط يتم من الشهيد ابراهيم الرفاعى وعصام الدالى واحمد رجائى , وﻻ يعلم احد من المجموعه شئ اﻻ قبل العمليه بساعتين او اكثر قليلاً ..

 

بدأت المجموعه بالتحرك من موقع تمركزها بحلمية الزيتون متوجهه الى اﻻسماعيليهوبدء عصام الدالى يستطلع الموقع اﻻسرائيلى من اعلى مبنى هيئة قناة السويس , حيث كانت به اربع دشم وخصصت مجموعة اقتحام لكل  منها , ومجموعة قطع خلف القطع يسبق اﻻقتحام قصف مدفعى لستر العبور .

 

وبدء المجموعات اﻻقتحام بقيادة كل من احمد رجائى عطيه والجيزى و محيى نوح و وئام سالم , ونجح الجميع فى الوصول الى اعلى الدشم والقاء المتفجرات المخصصه لذلك .

اما عبده موسى فكان ضمن مجموعة القياده لأبراهيم الرفاعى , حيث كانت تساند اى عجز او خسائر للمجموعات المهاجمه , حيث امر الرفاعى عبده بمساعدة احد زملائه وقد امسك جندى اسرائيلى بمقدمة سلاحه من فتحة مزغل احدى الدشم , فالقى عبده قنبله يدويه بالمزغل كادت ان تطيح بزميله ,

ولم تحدث خسائر بتلك العمليه سوى اصابة كل من الشهيد الجيزى ومحيى نوح , وكان الجيزى متزوج حديثاً ولم يكمل في الزواج ثلاثة ايام حتى احضره عبده موسى من منزله باﻻسكندريه بناء على اوامر الشهيد الرفاعى .

 

كنت في مطبخ المجموعه 39 ورغم السريه التامه فقد كنت احس بمكان العمليه التاليه ،

 

عمليه التمساح الثانيه :

كانت عمليه لسان التمساح الثانيه نسخه طبق الاصل من العمليه الاولي ، لكن الاسرائيليين كانوا يتنظروننا وكانوا قد اعدوا الغام تحت السيطرة ، اي انها يتم تفجيرها سلكيا من داخل الموقع لدرجه انني رأيت البطل رجائي عطيه يطير في الهواء من قوه انفجار اللغم ولم يصاب ، لكن استشهد لنا في تلك العمليه تسع افراد ، فقد كانوا ينتظرونا ويعرفون اننا قادمين لهم .

وكنت ارتكز واضرب النيران واري ابراهيم الرفاعي بجواري واقفا فاردا جسده ويطلق نيرانه واقسم بالله انني رأيت الطلقات تمر من تحت ابطه ومن بين رجليه بدون ان يهتز او يتحرك ، فلك ان تتخيل مشهد مثل ذلك وانت تري قائدك واقفا فاتحا صدره للعدو ولا يهاب الطلقات المنهره حوله من كل اتجاه ، ثم اصدر لي الرفاعي امرا بسحب الجرحي من ارض المعركه وسيقوم بحمايتي ، وبدأنا بسحب الجنود الجرحي ووجدت معي سبع جنود جرحي ، فتحركت جنوبا تجاه السويس لكن علي الضفه الشرقيه من القناه متجهها نحو ممر القناه لكي اعبر منه سباحه ومعي الجرحي وكان منهم سمير نوح وحسن البولاقي وبخيت وأيضا عبد الحميد خلف وهو جندي صعيدي بطل واتمني لو اقابله يوما ما مره اخري ، وكان خلف مصابا في منطقه حساسه ويريد ان اتركه في ارض المعركه لكي لا يشكل عبئا علينا ولاحساسه بقرب نهايته ، فالقيته في المياه استعداد للعوده ، وكان امتزاج المياه مع الجرح له مفعول السحر في التئام الجرح بسرعه كبيرة بعد ذلك .

وجدت دبابه اسرائيليه تحتل موقع حصين وتضئ بأنوارها المنطقه ، ولم يكن معي سوي الطبنجه الشخصيه بعد ان تخلصت من سلاحي لحمل الجرحي علي مراحل ، فأطلقت طلقه من الطبنجه تجاه الكشاف الرئيسي للدبابه فحطمته ، وعاد الظلام مرة اخري واستطعت التحرك تجاه القناه في وتيرة اسرع قليلا .

بدأنا السباحه جنوب بحيرة التمساح وفي مجري القناه تجاه منطقه تسمي طوسون ، وربطنا اسلحه الجرحي في شمندوره في مجري القناه حتي نستعيدها مره اخري لاحقا ولتخفيف العبء علي الجرحي في السباحه ، وعدت الي نقطه التجمع غرب القناه ووجدت اللواء مصطفي كمال وسألني عن عدد من معي من جنود فأخبرته بان معي سبع جرحي ، فرد بأن بذلك يكون عدد القتلي تسع جنود .

ولاحقا قابلنا اللواء محمد صادق قائد المخابرات الحربيه ، وانفعلت امامه واخبرته بأنهم كانوا ينتظرونا وان هناك خيانه ما قد تمت .

وقمنا بعد ذلك بعمليات متعدده صغيرة لبث الغام واستطلاع قوات العدو شرق القناه ، وبعد فترة

صدرت لي الاوامر للقيام بعمليه استطلاع في جنوب سيناء والتي اعشقها جدا .

 


 

أستطلاع مطار الطور :

 

اصدر لي ابراهيم الرفاعي امرا للقيام باستطلاع مصور لمطار الطور ، وكان ذلك يتطلب تعليمي طريقه التصوير البانورامي لاغراض الاستطلاع وهو يختلف كثيرا عن التصوير العادي .

تحركت الي مكتب مخابرات الغردقه ، ومن هناك الحق معي فرد بحري للتوصيل الي هناك وشخص اعرابي كدليل لي في تلك المنطقه

وكان هدف استطلاع مطار الطور هو قيام الطائرات الاسرائيليه بغاره جويه علي قناطر اسنا وكان واضحا ان تلك الطائرات اقلعت اما من مطار رأس نصراني ( شرم الشيخ ) او الطور ، وقد قام رجائي عطيه باستطلاع مطار رأس نصراني ، وصدر لي الامر بأستطلاع مطار الطور لمعرفه كل شئ عن المطار ، من حيث المنشأت الجديده والممر والطائرات المتواجده به الخ الخ .

ولبست جلبيه عربي ومعي طبنجه وخنجر وثلاث قنابل يدويه وابحر بي الزورق من منطقه تسمي الجمشه تجاه الطور ، وكانت منطقه الجمشه منطقه عواصف والبحر عالي جدا ، فأضطررنا الي اللجوء الي مركب صيد حتي يهدأ البحر ، واستقبلنا الصيادون بود وترحاب حتي ظهرت الطبنجه من تحت العقال العربي ، فوجدت احد البحارة ينظر الي متخوفا ، فبدأت في حوار حاد معه للسيطرة علي انفعالاته وعما يمكن ان يفكر فيه ، فاخبرني بأنه من منطقه في السويس كنت اعرف كبارئها فذكرته لهم اسما اسما وتعمدت ان اختبره واتضح انه فعلا من اهالي الصيادين بالسويس ، وبسرعه ذابت شكوكه وشكوكي تجاهه ، فأمرته بطريقه لا تدع مجالا للرفض بان يحضر جركن سولار ويحتفظ به في مركبه بدون ان يشعر اي من البحارة الاخرين ، لكي استخدم هذا الجركن في طريق عودتي .

وفعلا استخدمت ذلك في طريق عودتي بعد ذلك .

هبطت علي شاطئ سيناء ليلا ، وكان البحر به حاله جزر ، وعندما اقتربت من منطقه العمل مشيت علي ركبي وكوعي ، لكي تظهر اثاري كأثار حيوان لو اقتص احد اثاري ، وكان رجائي عطيه قد اختار لي موقعا للتحرك ، واخترت انا بئر صخري تجويفه كبير ، وبدأت في التصوير من تلك المنطقه الكاشفه ، وفي ثاني يوم وجدت رجلا يركب جملا ويقترب مني فهاجمته بقوة وسيطرت عليه فوجدت الرجل يقول لي (( قول لعلي بيه انتي اقتصيت اثرك )) وكان علي بيه هو اسم كودي مدير مكتب مخابرات الغردقه وقد ارسل الاعرابي محاولا طمس اثار اقدامي ، لكن الرجل الداهيه استطاع تتبعي لتحذيري ، فعلي الفور غيرت مكاني ، وكان الطبيعي ان اغير مكاني يوميا والا اعود لمكانا كنت فيه في السابق .

كان مطار الطور صغيرا في السابق ومجهز لطائرات النقل ، لكن عند تصويره وجدت ان الممر اصبح طويلا واثناء وجودي صورت طائرات نور اطلس وميراج تهبط في المطار .

وفي اليوم الثالث وجدت سياره جيب تقترب من المنطقه التي بها ، فدخلت البئر الذي اتخذته مخبأ لي وتشاء الاقدار ان ينزل جندي اسرائيلي يقف فوق البئر ويتبول علي المكان الذي اختبئ تحته ، وحتي الان واثناء اجراء الحوار مازلت اتذكر الرائحه والطعم العفن لبول هذا الجندي الذي اختار ان يقضي حاجته في المكان الذي اختبئ به تاركا كل صحراء سيناء .

وكنت قد اعددت قنبله لالقاءها علي الجندي لو ابدي اي بادره توحي بأنه قد اكتشفني ، واخرجت تيله الامان وامسكتها بقوة مستعدا .

بعد ثوان سمعت صوت السياره وهي تبتعد ، فاعدت تأمين القنبله مرة اخري وخرجت من البئر

وانا اغسل وجهي بالرمال لمسح قذاره الجندي الاسرائيلي .

ثم اتجهت نحو نقطه العوده ومعي الافلام والصور ، واتخذت مسارا الي القارب ووجدته طبقا للموعد المحدد، وعدنا للغردقه رأسا

وعند عودتي وجدت مدير مكتب مخابرات الغردقه  يسالني في تعجب عن كيفيه عودتي ، واخبرني ان الاسرائيليين رصدوا تحركاتي واصدروا نشرة للقبض علي الجاسوس المصري

 

وبعدها اتضح من الصور انه استطلاع ناجح بكل المعايير وان الصور كانت واضحه جدا ورسمت صورة حقيقه للمطار ، وكافئني اللواء محمد صادق قائد المخابرات الحربيه بمبلغ خمسون جنيها مصريا وكانت مبلغا كبيرا جدا .

ونتيجه لعمليه الاستطلاع تم ضرب مطار الطور ثلاث مرات شاركت في مرتين من الثلاث ، وكانت نتائج الضرب جيده ، وخاصه وان مطار الطور يعتبر من المناطق الامنه في عمق العدو ، وكانت عمليات القصف تشكل ازعاجا وخسائر مستمره  للجيش الاسرائيلي

 


 

في ذلك الوقت كان ضباط المجموعه 39 قتال هم

اولا مجموعه القياده 

ابراهيم الرفاعي

عصام الدالي

علي نصر

رجائي عطيه

حنفي ابراهيم عوض  

 

ثانيا الضباط

محيي نوح

مجدي عبد الحميد

رفعت الزعفراني

خليل جمعه خليل

 

ثالثا المجموعه البحريه

ماجد ناشد

اسلام توفيق

وسام حافظ

 

وكنت من اقدم الجنود في مجموعه الصاعقه والتي كانت تتشكل من ثلاث فصائل ، فصيله يقودها مجدي عبد الحميد وفصيله يقودها خليل جمعه خليل وفصيله يقودها رفعت الزعفراني

والثلاث فصائل تحت قياده محيي نوح كقائد للسريه .

اما المجموعه البحريه فكانت تتشكل من فصيله واحده فقط .

وكان اجمالي الجنود والاداريين والضباط للمجموعه 39 صاعقه في حدود مائه جندي وضابط

ومن خلال خبراتنا ابتكرنا الالغام المركبه والتي تعمل عن طريق اتصال الالغام ببعضها البعض بواسطه اسلاك حريريه ، فأذا انفجر لغم انفجرت بعده باقي الالغام علي التوالي لتحول المنطقه الي جحيم .

وابتكرنا فكرة وضع دانه مدفعيه تحت اللغم ، لكي نضاعف من قوة الانفجار وكثير وكثير من الابتكارات التي تفيدنا في تنفيذ المهام بقوه اكبر .

 كان هناك حب خاص بيني وبين سيناء وعلي الاخص جنوب سيناء ، وقد امضيت وقتا طويلا بها قبل حرب يونيو 67 في دوريات تدريبيه ، مما اكسبني خبرة جيده لتلك المنطقه خاصه خلال عملي في الجناح الخاص بمدرسه الصاعقه .

فكنا نعبر الخليج عند الطور ومعنا طلبه مدرسه الصاعقه ، ونستمر في السير حتي معسكر سهل الراحه بمنطقه سانت كاترين

وكانت الدورة الواحده للطلبه تشمل سبع دوريات متصله لصقل مهارات وقدرات طلبه مدرسه الصاعقه منها  

* دوريه قصر عباس – وتشمل تسلق جبل عالي جدا ، والهدف هو البيات ليلا في اعلي قمه الجبل وفي درجه حراره تصل خمسه عشر درجه تحت الصفر ليلا ، ثم النزول من قمه الجبل صباحا ، لتعويد الطلبه علي التعايش مع درجات حراره منخفضه جدا ،وكانت درجه الحراره منخفضه  لدرجه اننا كنا نتجمد من شده البروده في بعض الاحيان  .

* دوريه العين الاخضر- تشمل دوريه سير في كسب الاسود ووادي طلاح ثم السير وسط الوديان وعمل اغاره تدريبيه ثم العوده مره اخري

* دوريه الاغاره في منطقه طربوش- وتشمل التحرك وسط منطقه جبليه وعره لتنفيذ اغاره علي موقع محدد والعوده من طريق اخر وعر ايضا وحتي سهل الراحه

* دوريه كسب الاسود- اختراق منطقه وعرة جدا بين الصخور لتدريب الطلبه علي السير وسط الصخور والتسلق والهبوط

* دوريه زبل البير – وهي دوريه سير حتي منطقه ابو رديس

* دوريه الصعود لجبل موسي وزياره منطقه ( رجل البراق ) وهي رحله تسلق شاقه جدا لصقل قدرات الطلبه في القتال بالمناطق الجبليه والقتال في ظروف صعبه وكيفيه التعايش مع الطبيعه القاسيه لتلك المناطق

وتلك الدوريات افادتني كثيرا في معرفه جنوب سيناء معرفه حقه ، وفي وقت حرب اكتوبر كان عدد من يعرفون جنوب سيناء معرفه حقه معددون منهم سعيد عثمان – ومدحت عثمان – رجائي عطيه – مختار الفار- حنفي معوض –وانا وزملائي من جنود الفرع الخاص بمدرسه الصاعقه .

 

عند الحديث عن العمليات البطوليه التي قامت بها المجموعه 39 قتال ، يجب اولا ذكر ان هناك عمليات قامت بها المجموعه تحت اسم قوات الكوماندوز او منظمه سيناء العربيه ، قبل ان يُطلق عليها اخيرا المجموعه 39 قتال

وكانت اول تلك العمليات ، هي عمليه في رمانه يوم 14 يوليو 1967 ، بعد اربعين يوما من النكسه وكانت تلك العمليه تشمل عمليات تلغيم للطريق الساحلي في تلك المنطقه بالكامل ، وكانت من نتائج تلك العمليه تدمير 8 عربات مدرعه للعدو

 

وفي 29 يوليو تم تلغيم منطقه شرق كبريت والتي كان العدو يستخدمها كمصيف لجنوده وشاطئ للاستحمام نظرا لبعدها عن مرمي قواتنا ، وكانت من نتائج تلك العمليه ايضا تدمير حافله للعدو تقل الكثير من جنوده ، لكن نتائجها الاهم كانت هي عدم السماح للعدو بالراحه والاستمتاع بأرضنا المحتله ، وكان هناك في هذا الوقت وقف لاطلاق النار لذلك لم يكن متاحا ان يتم التعامل مع هذا الهدف بالمدفعيه او الطيران ، لذلك صدرت الاوامر لقوات الكوماندوز بتنفيذ تلك المهمه .

وكانت هناك عمليه كمين جبل مريم شرق الاسماعيليه ، وكانت في 26 اغسطس 1968 وكان البطل الحقيقي لهذه العمليه التي قادها ابراهيم الرفاعي من ارض المعركه هو ماجد ناشد

وقد شارك في تلك من الضباط رجائي عطيه ووئام سالم وعصام الدالي ، ومن الجنود علي ما اتذكر ، هنيدي مهدي الذي قام بأسر جندي اسرائيلي وسلمه الي البطل المقاتل  محمود الجيزي ،  لكن الجندي الاسرائيلي اصيب بحاله هستريه خوفا من الكوماندوز المصريين ، وعندما حاول الجيزي السيطرة عليه ، قام بلكمه بالكوع في ظهرة ، مما ادي الي كسر العمود الفقري للجندي الاسير ، وتوفي بعدها في المستشفي اثناء علاجه .

وكانت هناك عمليه تلغيم اخري في شرق منطقه كبريت ادت الي الكثير من القتلي وكانت في 24 سبتمبر 67 .

 

كل تلك العمليات شارك فيها البطل الشهيد محمود الجيزي ، وكتبها بخط يده في مذكراته التي تفضلت حرمه بعرض جزء منها علي المجموعه 73 مؤرخين .

 

وقمت بعمليه اخري ضد موقع العدو الحصين شرق كبريت والتي شهدت ملحمه صمود كبريت في حرب اكتوبر 1973

وكنت في تلك العمليه مع علي نصر ومعنا البطل علي ابو الحسن ، وقمنا بالعبور والتقدم الي مسافه 150 متر من الموقع ونصبنا الصواريخ ووضعنا التوقيتات للضرب بعد عودتنا لكي تنطلق مع اول ضوء ، واستطعنا قتل قائد الموقع في تلك العمليه

 

وعن عمليات التلغيم ، فكنا نعبر ليلا ونلقي البنزين علي الاسفلت لكي يذيبه ، ونضع لغمين فوق بعضهما البعض ، ثم نلقي بودره الاسفلت ونعيد تعبيد المكان مرة اخري  لكي لا يظهر للعيان ، وفي احد المرات دمرنا حافلتين تحمل الواحده ما لا يقل عن خمسين جنديا اسرائيليا

 

وفي احد المرات هبطت طائره هليكوبتر يقودها جلال النادي بطل الهليكوبتر المصري ، واطفأ المحركات وأمنا المكان حولنا وشرعنا في رص الالغام علي الطريق ، وكان تلك عمليه جريئه جدا نتيجه تعودنا علي تلك العمليات واكتساب خبرات كثيرة اعطتنا ثقه كبيرة جدا

وكنا نسمع نتائج تفجير الالغام علي مدي اسبوع لاحق ، فلم نكن نضع كل الالغام في منطقه واحده انما مناطق متعدده لارباك العدو وازعاجه لكي لا يهنأ يوما بالراحه في ارضنا المحتله وقد نجحنا في ذلك .

 

كنت اعرف فاروق الفقي ، ذلك الضابط الخائن الذي تسبب في خسائر كثيرة لعمليات قوات الصاعقه نظرا لمركزه الحساس في القسم الهندسي لقياده القوات الخاصه ، ومن عمليات خيانته الواضحه والتي اعترف بها فيما بعد هو ضرب مكتب قائد مدرسه الصاعقه محمد احمد وهبه ، فقد اعطاهم فاروق الفقي مكان قائد المدرسه

ورغم ما اشيع عنه الا انني تعاملت معه وكان رجلا قويا وعنيدا ، واعتقد ان الحب مع هبه سليم هو ما جعله يخون بلده لا شئ اخر ، وكانت صدمتنا رهيبه عندما علمنا بخبر خيانته.

 

بعد وقف اطلاق النار تحولت عمليات المجموعه 39 قتال الي عمليات استطلاع خلف خطوط العدو ، وايضا عمليات استطلاع بالبالون ، والتي كان يقوم بها ابراهيم الرفاعي بمفرده نظرا لخطورتها الشديده ورغبته الشخصيه في عدم تعريض اي من جنوده لهذا الخطر ، فكثير من المرات حاولت الطائرات الاسرائيليه تدمير البالون بالمرور بجواره وحرقه بعادم الطائرة

وكان ذلك خطرا كبيرا ، فقد كان ابراهيم الرفاعي يضرب لنا المثل في الاقدام والفدائيه بنفسه وايضا تحمله المسئوليه كقائد يتفدم جنوده .

وكانت فكرة البالون في الاستطلاع فكرة بدائيه لكنها مفيده في تصوير مواقع العدو شرق القناه

وكنا نرفع البالون بواسطه حبال نرفعها بايدنا ونخفضها بأيدينا .

وقمنا برفع البالون في بورسعيد وفايد والسويس ، وكانت عمليات الاستطلاع بالبالون تسجل بأسم المجموعه 39 قتال ، وللاسف فأن صور الاستطلاع غير متاحه الان في ارشيف الصاعقه .

بعد وفاه الرئيس عبد الناصر وتولي الرئيس السادات مقاليد الحكم ، وتغيير قيادات القوات المسلحه عده مرات ، فأن المجموعه 39 قتال لم تتوقف يوما عن تنفيذ عمليات استطلاع لمواقع العدو ، سواء استطلاع من غرب القناه او خلف خطوط العدو بواسطه فرع الخدمه الخاصه الذي كان يديره رجائي عطيه من مكتب مخابرات الغردقه

 

لكن الملاحظ انه بعد انتهاء حرب الاستنزاف بدأت المجموعه 39 في التفكك ببطء نتيجه اطماع شخصيه للبعض ، فأول من نقل هو وئام سالم وتلاه رجائي عطيه واسلام توفيق وماجد ناشد ، وتم نقل البطل الجيزي الي الصاعقه البحريه ، وعدت انا الي الصاعقه الي المجموعه 145 صاعقه ، وتم نقل اخرين الي وحداتهم الاساسيه القديمه

وبذلك تم تفريغ المجموعه 39 قتال من جميع اعمدتها القتاليه سواء كضباط او جنود ، والذين شاركوا فعليا في عمليات كثيرة وذوي خبرة ، مما اثر علي الكفاءه القتاليه للمجموعه وهو ما ظهر فعليا في حرب اكتوبر ، فالرفاعي خرج بنفسه في علميه كمين يمكن لاي ضابط ان يخرج فيها ، وهي العمليه التي استشهد فيها الرفاعي في الثغرة .

وفي رأيي الخاص فأن عمليه تفريغ المجموعه 39 من اعمدتها الرئيسيه ، كان الهدف من ورائها هو حب القياده لاحد ضباط المجموعه والذي اراد ان يتقرب من قياده المجموعه عبر ازاحه الضباط الاكفأ منه ، وللاسف فأن الشهيد الرفاعي كان يستمع له ويقدر رأيه كثيرا .

 

وكانت عمليات المجموعه في حرب اكتوبر غير منظمه وغير مخطط لها في التخطيط الرئيسي للقوات المسلحه ، وعندما دعت الحاجه للقوات الخاصه في الثغرة صدرت لها الاوامر من الفريق سعد الشاذلي بتنفيذ عمليات لا تتوأم مع دورها وتسليحها حيث شملت عمليات احتلال ارض والتمسك بها أمام مدرعات العدو ، وهو ما لا يمكن القيام به بتسليح المجموعه ودورها ، فقد كان دورنا في القتال ، الاغاره والارتداد ، او الكمائن ، او الاستطلاع ، لكن التمسك بالارض يتطلب قوات اعلي تسليحا واكثر عددا ، وهو دور قوات المشاه او المظلات مثلا .

 

عدت من المجموعه 39 الي المجموعه 145 صاعقه ، وكانت تعليمات ابراهيم الرفاعي بأننا قد نعود في اي وقت للمجموعه 39 قتال اذا دعت الظروف .

 

في مايو 73 انضممت الي رسميا الي المجموعه 145 صاعقه تحت قياده العقيد سيد الشرقاوي والذي رحب بس كثيرا واخبرني بأنني عدت الي وطني اخيرا .

وتم ترشيحي لدورة كاراتيه في كليه التربيه بمنشيه البكري ، لرفع مستواي في الكاراتيه ، واستمرت تلك الدورة حتي يوم 5 اكتوبر 1973 حيث تم الغاؤها وعدت الي قياده المجموعه بالجبل الاحمر بالقاهرة .

وعند عودتي وفي اليوم التالي اخبرني سيد الشرقاوي قائد المجموعه بأن حبيبتي تناديني وانني سأعود لها مشيرا الي جنوب سيناء وهي المنطقه التي اعرفها معرفه حقه من واقع خبراتي التدريبيه فيها سابقا .

فأخبرني بأننا سنقوم بعمليه في جنوب سيناء ، ولم اتخيل انها حرب شامله ، انما توقعت انها مجرد عمليه استطلاع او عمليه فرديه محدوده .

وقمنا بالتحرك الي بير عديب وهي المنطقه التي ستقوم منها طائرات الهليكوبتر بتحميل قوات الصاعقه المتوجهه الي العمل في جنوب سيناء ، وخاصه ممر سدر وطريق جنوب سيناء .

 


 

في الخامس من اكتوبر تحركت الكتيبه 143 صاعقه من معسكرها الي منطقه بير عديب وصدرت لي الاوامر من العقيد سيد الشرقاوي قائد المجموعه بعدم التحرك مع الكتيبه 143 لان لي واجب اخر خاص ، وكان العقيد سيد يعرف جيدا انني لن اتردد في اي فرصه قتال متاحه ، فكانت تعليماته لي صريحه وحاده بعدم التحرك من منطقه التحميل .

 

وفي السادس من اكتوبر شاهدت الحرب تبدأ امامي من منطقه بير عديب وشاهدت التراشق النيراني لقواتنا مع قوات العدو واعمده الدخان تملئ سيناء فعرفت ان الحرب قد بدأت فعلا

مما جعل معنوياتنا في السماء ، فتعالي التكبير بين الرجال ، واحسست ان قلبي قد انشرح بشكل لم احس به في حياتي .

وفي الخامسه والنصف بدأت في تحميل رجال الكتيبه في طائرات الهليكوبتر والتي بلغ عددها ثمان وعشرون طائرة هليكوبتر ، ثم عدنا الي قاعدتنا مرة اخري بعد ان ودعنا زملائنا ، وعرفنا ان تلك الكتيبه تعرضت لخسائر فادحه في طريقها الي الهدف ، لان طائرات الهليكوبتر تعرضت لهجوم جوي من طائرات العدو ، ولم تكن طائراتنا المقاتله في حمايه طائرات الهليكوبتر ، وعلمنا ان جزء من الكتيبه فقط هو الذي وصل لمنطقه الهدف ، وان الخسائر كانت عاليه في الطائرات ، لكننا تفاءلنا خيرا بوصول جزء من الكتيبه للهدف ، فقد كنت اعلم كفاءه رجال الكتيبه وقدراتهم .

وظلت يوم 6 اكتوبر أتابع الاذاعه وأتعرف علي سير المعارك منها ، من قاعدتنا بالجبل الاحمر بالقاهرة ، وكنا مستعدين لتنفيذ اي مهام ، وكنت اعمل في فرع عمليات المجموعه لذلك كنت علي درايه بأخبار الكتائب التي تم ابرارها في عمق سيناء

وكان السابع من اكتوبر مماثلا ، فنحن نعد العده لاي مهام قد تطلبها القياده منا ونتابع اخبار كتائبنا شرق القناه وفي عمق العدو .

وفي الثامن من اكتوبر صدرت لي الاوامر بالاستعداد لامداد الكتيبه 143 صاعقه جوا بواسطه طائرتين هليكوبتر ، فكان موقف الكتيبه 143 صعبا ، ففي البدايه تعرضت لخسائر كبيرة في الجنود والضباط نتيجه اسقاط  عدد كبير من طائرات الهليكوبتر بمن فيها من ابطال الصاعقه وساء وضع الكتيبه بعد يومين من القتال بتأخر تقدم اللواء الاول الميكانيكي والذي كان من المفترض ان يحل محل الكتيبه ويغلق الطريق الاوسط والجنوبي للسويس ، لكن تأخر تقدم اللواء بسبب صعوبه فتح الثغرات بالساتر الترابي للفرقه 19 مشاه ، مما جعل القوات الاسرائيليه تحاصر بقايا الكتيبه وتقطع الاتصال اللاسلكي بيينا وبين الكتيبه  (( تحليل عمليه تقدم اللواء الاول ميكانيكي – موجود بقسم حرب اكتوبر لمزيد من المعلومات عن ظروف قتال اللواء ))

فكانت مهمتنا امداد الكتيبه بالذخيرة والطعام من الجو ، وبالفعل بدأنا في تحميل الطائرات وكان معي راشد ابو العيون ( والده الشيخ ابو العيون شيخ الازهر سابقا ) وكان من ابطال الصاعقه وكان صديقي ورجل محترم وجرئ ووطني لابلغ درجه .

قمنا بتحميل الطائرات يوم التاسع من اكتوبر في مطار الماظه وتركناها بالمطار وتحركنا برا الي منطقه بير عديب لتجهيز المكان ، حيث ستأتي الينا الطائرات في تلك المنطقه وتقوم بأعاده التموين بالوقود ثم نركبها ونتحرك تجاه الكتيبه شرق القناه .

كانت خبرتي بجنوب سيناء ومنطقه ابو جراد كبيرة لذلك كنا مختارين لتنفيذ مهمه الامداد وتحقيق الاتصال بالكتيبه وتوصيل فردين اشاره يحملون اجهزة اتصال لاعاده الاتصال بين الكتيبه والقياده .

بعد ان اقلعنا ، نظرت الي زميلي راشد نظرة يعرفها جيدا ، وسالته ونحن بالطائرة

- أيه رأيك يا راشد ؟؟؟ فعرف ما اعنيه تماما وسألني

- انت عايز ترجع ؟؟؟؟ اجبته سريعا بالنفي ، فأستكمل

- احنا نروح نحقق اتصال مع الكتيبه ، وننفصل عنهم ونتصل بشيوخ جنوب سيناء ونشتغل من هناك مع القبائل في الاغاره والكمائن

 

فقد كنا نرغب في القتال و الموت بشده  ورغبنا في تجاهل الاوامر بعودتنا مرة اخري .

عبرنا خليج السويس وكان كل شئ هادئ وفجأه وجدنا ضرب علي الطائرة من اعلي ومن اسفل اثناء القاؤنا للامدادت ، وكان واضحا من ان الطلقات التي اخترفت سقف الطائرة تأتي من طائرات العدو ، لكن الطلقات التي كانت تأتي من الارض كانت مفاجأه لنا ، والقينا جهاز اللاسلكي ايضا وكان محاطا بما يحميه من الصدمه

وكنا علي ارتفاع لا يزيد عن 6 امتار من الارض ، ولم استطع رؤيه اشخاص بعينهم لكنني رصدت حركه في المكان مما يدل علي اننا في المكان الصحيح وقد علمت بعد ذلك من زميلي سيد درويش وكان ممن يتواجدون علي الارض ضمن كتيبه الصاعقه وحصل علي نجمه سيناء لدوره في الحرب ، وقد اخبرني ان الامداد وصل اليهم لكن في اماكن متفرقه مما جعلهم يرسلون دوريات لتجميع الامدادت .

وفجأه ووجدنا الطيار يقوم بمناورة  جانبيه ويبتعد عن منطقه الانزال والطائرة تترنح يمينا ويسارا للحظات حتي سقطت علي الارض ، ودفنت انا وراشد تحت الرمال وبقيت رؤسنا فقط فوق الرمال وداخل الطائرة .

ولم نكن نعلم اين نحن ، هل علي ارض مصريه ام سيناء المحتله ، وكان الظلام دامس والرؤيه تكاد تكون منعدمه ، كل ما احسست به هو سقوط مستمر لوقود الطائرة ببطء علي رأسنا واجسادنا ، وكان وقود الطائره المي 8  هو الجاز النقي ، وتوقعت ان يشتعل الوقود في كل لحظه وتنفجر الطائرة فبدأت في محاسبه نفسي تقائيا ، وبدأت افكر في ما قمت به في حياتي وفي الحساب المنتظر من الملائكه .

ومع مرور الوقت ثقيلا بطيئا ونحن لا حول لنا ولا قوة ، فقدت الاحساس بالنصف الاسفل من جسدي ، فقد تشربت الرمال وقود الطائرة ووصل الي جسدي ، وكان راشد مصابا في رجله وكان يتألم ، لكن الوقود المتسرب تفاعل مع الجرح وقام بكيه فورا مما جعل راشد يتألم بشده من ذلك .

وكان الاحساس بعدم الحليه وقرب الموت منا كبيرا جدا لدرجه انني قلت لزميلي ، الا يوجد من يطلق طلقه علي الطائرة ويشعلها لكي يخلصنا مما نحن فيه ؟

وبعد وقت غير معروف وجدت جسدي يسحب من قدمي ، فهناك من يشدني خارج الطائرة ، وبرد فعل تلقائي غريزي لفرد صاعقه مدرب ، بدأت في القتال المتلاحم مع ممن يشدني من قدمني ، حتي وجدت بعد فترة انهم جنود حرس حدود وقصاصي اثر من النوبه ، وكانوا يصرخون في لكي اتوقف عن توجيه اللكمات لهم وانا لا ادرك انهم يتحدثون العربيه فقد كان احساسي الكامل اننا سقطنا في سيناء وان من يخرجني من الطائرة هم جنود اسرائييلين ولم افكر يوما في ان اقع اسيرا في ايدي هؤلاء الاعداء ، لذلك قاومتهم علي امل ان يطلقوا علي النار واموت شهيدا .

وقت ان اخرجوني من الطائره احسست بالالم ، فقد كان الوقود قد تفاعل من النصف الاسفل من جسدي وسبب لي حروقا كثيرة .

وتم اصطحابي الي المستشفي في السويس ، وبعد دقائق وجدت رجلا قصيرا يحضر الينا ويلبس طربوش احمر ويقبل يد راشد زميلي ، واخبرني راشد بان هذا الرجل هو الشيخ حافظ سلامه ، وقبل الشيخ حافظ يد راشد لانه يعلم انه ابن شيخ الازهر ، وقد علمني الشيخ حافظ كيفيه الصلاه بالعين فقط ، واحضر لنا زبادي للسحور بعد ان علم اننا عازمين علي الصوم .

كانت حروقي شديده ، فتم نقلي الي مستشفي الماظه ،وتلقيت علاجا سريعا ، وعندما اعطاني تصريح خروج مع اجازة ، رفضت الاجازه وقمت بعمل تمرين ضغط ثلاثين مرة امامه لكي اقنعه بأني سليم ، فحاول ان يقنعني بأن جرحي بالغ ويحتاج للراحه لا تقل عن ثلاثه ايام لكي يتجدد الجلد المحترق مرة اخري ، الا انني رفضت وخرجت من المستشفي مرتديلا جلباب المستشفي ، وكانت الروح المعنويه لي ولكل من حولي عاليه جدا وهو شئ ادركت رغم سني الصغيرة انه مهم جدا لالتئام الجروح وسرعه الشفاء .

وكان ذلك الحوار مع الطبيب قبيل مغرب العاشر من اكتوبر ، فخرجت من المستشفي مباشرة الي قياده المجموعه 145 صاعقه .

واستقليت سياره تاكسي وحدث مع السائق حدث له ابلغ الاثر في حياتي ، اكاد اتذكره كل يوم

، فقد توقف السائق مع اذان المغرب قرب محل (كشك ) واشتري لي وله زجاجتين مياه غازيه وبسكويت واستمر في مسيرة تجاه الجبل الاحمر .

وبعد وصولي الي مدخل المعسكر ، هممت بأن اعطي السائق حسابه ، فأذا بالسائق ينفعل علي بشده ويبكي بحرقه ، وبدأ في توجيه اللوم لي علي ما فعلته قائلا لي بالحرف

(( يعني انت بتدافع عني وعن البلد وعايزني اخذ تمن التوصيله ؟)) واستمر في توجيه عبارات من نفس النوع وسط دموعه لدرجه انني احتضنه وانا اعتذر له علي ما قمت به ، فقد كان انفعاله قويا جدا لدرجه احسست معها انني قد اجرمت في حقه اشد اجرام .

تلك هي روح المصريين خلال الحرب وهذا مشهد بسيط مررت به لكنه اثر في حياتي ومازال يؤثر في حتي الان وانا اري الماده تحكم اسلوب حياتنا وتعاملتنا ، فهو سائق بسيط يبحث عن رزقه وربما قوت يومه ، لكنه رفض اخذ اي مبلغ مني لانه يحس انه يجب ان يشارك في الحرب بأي شكل واي وسيله ممكنه .

عندما دخلت الي الوحده وجدت التكبير والتهليل من الجنود بقدومي ، وقد فوجئت بهذا الاستقبال ، تبع ذلك قدوم المقدم عبد اللطيف البسيوني وهنأني بسلامه العوده واخبرني بأنه قد كتب شهاده استشهادي بخط يده عندما لم تعد الطائرات .

وكانت تلك اول شهاده استشهاد لي ، وظللت في الوحده اقوم باعمال اداريه طوال الايام حتي يوم 15 اكتوبر ، وانا ارتدي الجلبيه حتي تمكنت من ارتدي الافرول مرة اخري ، فقد كانت روحي المعنويه العاليه واخبار الانتصار تزيد من قدره التئأم الجروح .

حتي جاء يوم 16 اكتوبر وبدأت البلاغات تصل الينا بأختراق 7 دبابات في منطقه مطار الدفرسوار فصحت في انحاء الغرفه التي بها العقيد سيد الشرقاوي قائد المجموعه (( انا لها يا فندم )) فحاول اثنائي ، ورفضت وابلغته بجاهزيتي للعمل .

وتحركت برا مع قوة من جنود الصاعقه تجاه الدفرسوار وعددهم 13 فرد صاعقه ، فنزلنا تجاه منطقه فناره قرب فايد ، واستغللنا الترعه الحلوه وبدأنا البحث عن دبابات العدو ، وكانت الاوامر هي الاشتباك مع العدو وتدمير ما يمكن من دبابات العدو

وقمنا بالاشتباك مع دبابات العدو التي رصدناها وتمكنت المجموعه من تدمير عربيتين نصف جنزير بمن فيها

وفي اليوم التالي الموافق 18 اكتوبر تمكنا من تدمير دبابتين وعربه مدرعه نصف جنزير للعدو

في اشتباكات متفرقه وصلت الي خمس اشتباكات علي مداراليومين ، وبحساب القتلي الاسرائيليين نجد ان مجموعتي قد قتلت ما لا يقل عن 40 جندي اسرائيلي  

وما كنت اراه بعيني مختلف تماما عن التلقين الذي تلقيته قبل الاشتباك ، فدبابات العدو كثيرة جدا جدا وتتحرك جنوبا بسرعه كبيرة وقد قمت بأرسال بلاغ الي قياده المجموعه 145 صاعقه

(( يا فندم – الصواري عندي كتير – انا جنب النادي دلوقت ، وذخيرتي خلصت )) فأصدر لي العقيد سيد الشرقاوي امرا بالارتداد الي المعسكر بالقاهرة لاعاده التموين مره اخري ، وكانت كلمه الصواري الكثيرة تعني العربات المتحركه .

فلم ينقطع الطيران الاسرائيلي  من الطيران فوق رأسنا ، وضرب اي اهداف قد تشكل اي تهديد علي القوات الاسرائيليه .

وكان مشاهد عودتي من الدفرسوار الي السويس فرصه لمشاهده ما يحدث واستيعاب ان القوات الاسرائيليه تتحرك بأندفاع سريع بهدف كسب اي ارض ممكن بأسرع وقت

فأرتددنا الي منطقه جنيقه ومنها الي منطقه المثلث بالسويس ، وتوجهت الي مكتب مخابرات السويس وسلمته خرائط اسرائيليه حصلت عليها من احد العربات المدرعه التي دمرتها ، فنظر فيها الضابط متعجبا واخبرني انها خرائط خاصه باحد الويه الجنرال شارون المدرعه وان ما دمرته هي عربه قياده احد اللواءات ، واخبرني بمدي اهميه تلك الخرائط ، وشكرني ، وتركته

بعدها قابلت ضابط المخابرات مدحت مرسي في السويس  واحتضنني الرجل واخبرني انه يحمل خبرا سيئا فقد اصيب ابراهيم الرفاعي امس ( الموافق 19 اكتوبر 73) فأرتعشت يدي ودمعت عيني ورددت عليه (( ابراهيم مش ممكن يصاب – ابراهيم استشهد ))

عدت الي القاهره يوم 21 اكتوبر بمجموعتي كامله وبدون اي خسائر الحمد لله ، وكان ذلك نتيجه قوة تدريب الجنود معي وروحهم المعنويه العاليه فقد كانوا يتلقوا التعليمات العنيفه مني بحب ، رغم انهم يعلمون انني ارسلهم للموت ، لكنهم كانوا مقبلين علي الموت والشهاده بكل حب ، وللحقيقه ان تحركنا داخل الارض التي احتلها الجيش الاسرائيلي في الثغرة كان سهلا جدا ، فقد كانوا يتواجدون في الدفرسوار وفايد لكنهم لا يسيطرون علي كل الاراضي ولا يعرفون ما الذي يحدث فيها ، وذلك اعطانا حريه حركه

لكن الملاحظه المهمه هنا هي السيطرة الجويه الاسرائيليه الكامله علي سماء المنطقه بعد ان قاموا بتدمير محطتي الدفاع الجوي بالمنطقه وفتحوا ثغرة في حائط الصواريخ مكنتهم من التحرك فوق رأسنا بحريه تامه .

وفي نفس اليوم صدرت لنا الاوامر بالتحرك مرة اخري الي نفس المنطقه للوصول لقواتنا داخل الثغرة والتنسيق معها علي ان ارافق المقدم سيد احمد الحجف وهو رجل من اعظم الرجال وكان رئيس عمليات احد الكتائب التي تعمل داخل الثغرة .

فقد كان يتواجد داخل الثغرة وداخل الخطوط الاسرائيليه الكتيبه 113 صاعقه والكتيبه 63 صاعقه والذين دخلوا داخل الثغرة وتمركزوا داخل الخطوط الاسرائيليه للعمل في كمائن ليليه واعمال اغاره وكانت مهمتي هي تنسيق اعمال الكمائن معهم ورفع الروح المعنويه بوجودي ومعي افراد من الجناح الخاص المدرب علي اعلي مستوي

وقمت بالتموين بذخائر اضافيه لكي لا نحتاج الي ذخائر والعوده مرة اخري .

تحركنا بسيارتين جيب تجاه الدفرسوار ، وقرب طريق السويس تجاه جنيفه قابلنا قوات كويتيه ترتد من جنيفه وهي في حاله ذعر تام واحد الجنود قال لي (( هذه ما هي حرب ، هذه جهنم ))، بعد ذلك بدقائق هاجمتنا الطائرات الاسرائيليه المسيطره تماما علي طريق القاهرة السويس ، وتم قذفنا بقنابل البلي ، فأصبت في رأسي بشظيه وأصيب  المقدم سيد الحجف بدفعه شظايا كامله في ظهرة ، واستوقفت سياره نقل عسكريه ، وحملت المصابين بها وتحركنا لداخل السويس، واثناء الطريق نظر الي المقدم سيد ، وتلي الشهاده وهو ينظر في عيني وبين احضاني وصاني علي ولديه وكان لديه ولد اسمه احمد وبنت اسمها ناديه  .

في مستشفي السويس وجدت الشيخ حافظ سلامه مرة اخري ، وفي اليوم التالي تلقيت علاجا من بعض الشظايا التي وصلت المخ  وتسع شظايا في اماكن متفرقه بالجسد ، وكانت شظيه المخ تلك ، قد اصابتني بنوع من الشلل في قدمي ، وظللت بالمستشفي طوال ايام 22 و 23 و 24 اكتوبر ، وشهدت معركه السويس وانا بالمستشفي طريح الفراش .

في ليله 24 اكتوبر حضر العقيد فتحي عباس مع الشيخ حافظ سلامه ، واخبرني العقيد فتحي عباس بأن مستشفي السويس قد اكتظ بالجرحي وانه يرغب في تخفيف اعداد الجرحي من المستشفي عن طريق ارسال عدد من السيارات للقاهرة ، لكن المشكله ان السويس قد حوصرت تماما وكل الطرق المؤديه للسويس قد اغلقت ، فأخبرته بأننا نستطيع ان نسلك طريق وادي حجول ، وهو طريق يعرفه فرد الصاعقه جيدا ، فأحضروا اربعه عشر عربه اسعاف ، وبدلا من ان تحمل السياره اربعه جرحي ،حملت عشرة جرحي ، وركبت في مقدمه اول سياره وقدمي في جبيرة ، فكسرت الزجاج الامامي للسيارة واخرجت قدمي منها لكي استطع الجلوس جيدا .

وكان معي طبيب خريج جامعه الازهر وربطني القدر به بعد ذلك وحتي الان ، واخبرني بأن اختار طرق صالحه للسير خوفا عن سلامه المرضي ، ورددت عليه بحده بأن حياتنا كلها تتعلق بأختيار الطريق الاسلم وليس الاصلح ، وخرجنا من المستشفي بعد معركه السويس البطوليه وبدانا التحرك بدون استعمال مصابيح السيارات وسط اظلام تام ووسط تراشق مدفعي مستمر من حولنا ، ومررنا من منطقه الحفائر الي العين السخنه ومنها يمينا الي طريق وادي حجول ، ومنها الي اول مشارف القاهرة ، وقررت التوجه الي مستشفي الازهر ، حيث توقعت ان تكون كل مستشفيات القوات المسلحه مكتظه بالجرحي .

ووصلنا الي المستشفي في العاشرة صباحا ، وواجهنا عاصفه من الترحاب والعنايه بنا من اطباء وممرضات المستشفي ، فقد كان المريض منا يشرف عليه اكثر من دكتور واكثر من ممرضه

وهنا مثال اخر علي الجبهه الداخليه وترابطها مع الجيش في المعركه الرهيبه التي خاضها الجيش المصري ومن خلفه الشعب كاملا يسنده ويشد من ازرة .

ولكم ان تتخليوا كم الهدايا التي وصلت لنا من الاهالي ومن الجمعيات الخيريه ، وكان اهالي الجماليه والحسين والدرب الاحمر يتسابقون بمعني الكلمه في تقديم الملابس وكل ما نحتاجه والبهجه والسرور تملئ نظراتهم لنا .

واتصلت تليفونيا بقياده المجموعه لابلغهم بوجودي في المستشفي وانني مازلت حيا ارزق

فرد علي المقدم عبد اللطيف السويفي مرة اخري ، فضحك عاليا واخبرني بانه قد كتب شهاده استشهادي للمرة الثانيه ، فأخبرته باستشهاد المقدم سيد الحجف فاخبرني بان اكتب تقريرا بذلك وسيرسل لي جنديا للحصول علي التقرير لضمه لسجل علميات المجموعه .

يوم 26 اكتوبر تم نقلي الي مستشفي غمرة العسكري وجاءت السيده جيهان السادات لزياراتنا وقامت بتوزيع المصاحف علينا ، وفي اليوم التالي خرجت ومعي اجازة لمده عده ايام بعد ان تماثلت للشفاء وتحركت قدمي مرة اخري ، وتوجهت الي قياده المجموعه وقابلني اللواء صالح فضل وهنأني علي سلامه وصولي

وفي اليوم التالي سمعت اخبارا عن انقطاع الاتصال مع دوريه صاعقه فوق جبل عتافه ، وقابلني اللواء مختار الفار وسألني عن كيفيه وصولي للقاهرة واخبرته ، فسألني عما اذا كنت اود ان اتسلق معه جبل عتاقه للبحث عن تلك الدوريه ، فأجبته سعيدا بالايجاب ، فتدخل رجائي عطيه في الحوار شارحا لي اصابتي وصعوبه تسلق الجبل بقدمي المصابه ، لكنني اصررت علي الصعود والتسلق والتحمل ، فقد كنت ارغب في القتال بأي شكل من الاشكال ، وبغض النظر عن اي صعوبات او عوائق قد تمر بي .

كانت الدوريه التي سبقتنا بقياده علي مرسي وشريف هزاع ، وتلك الدوريه قد خرجت لتشوين صواريخ جراد بهدف ضرب قوات العدو في الثغرة عن اصدار الاوامر بتصفيه الثغرة ، وانقطعت اخبار تلك الدوريه التي خرجت بدون اجهزه اتصال طبقا لتعليمات الامن حتي لا يتم رصدها .

وجد اللواء مختار الفار اثار اقدام لاحذيه صاعقه مصريه وكنا نعرفها جيدا ، وبجوارها وجدنا اثار اقدام اخري غريبه ، فتأكدنا ان تلك الدوريه قد تعرضت لقوات اسرائيليه فوق الجبل وان مصيرهم الان اما الموت او الاختباء في مكان امن

وفي طريق عودتنا وجدنا كومه من الصخور شكلها يوحي بانها قبر لشخص ما ، فنبشنا الصخور ووجدنا تحتها جثه الشهيد شريف هزاع ومن الواضح ان علي مرسي قد دفنه وعدنا وابلغنا ان علي مرسي من الواضح انه قد تم اسرة .

ومن فوق الجبل استطعنا رصد الدبابات الاسرائيليه تواجه السويس وفي ظهرها دبابات اخري توجه مدافعها طريق القاهره ، فقد كانوا يحاصرون السويس ويتوقعون هجوما من اتجاه القاهرة .

عدنا الي قيادتنا بعد تلك الدوريه ، وبدأنا رحله اخري في مرحله جديده تشمل اعداد وتجهيز مسرح العمليات في حرب الاستنزاف الثانيه بهدف الاستعداد لتصفيه القوات الاسرائيليه في الثغرة .

كانت معنوياتنا في السماء ، وكانت قواتنا تحاصر القوات الاسرائيليه في الثغرة بقوات لا يستهان لها من الشرق والغرب والشمال والجنوب ، كنا في انتظار قرار بتصفيه الثغرة ، وكنا نري ان قوات الصاعقه بمفردها كافيه لتصفيه الثغرة لانها في ارض نعرفها جيدا ونتحرك داخلها بسهوله ولان القوات الاسرائيليه لا تستطيع السيطرة علي تلك المساحه من الارض بالقوات المتيسرة لها .

فكانت معنوياتنا في السماء وفي انتظار القرار بتصفيه الثغرة ، فقد كان العقيد اسامه ابراهيم يحاصرهم من الشمال جنوب الاسماعيليه ويعمل داخلهم ، وفي السويس كانت كتيبتن صاعقه 113 و 63 تعمل من داخل السويس ،

وكان رجائي عطيه يعمل فوق جبل عتافه استعداد لضرب الدبابات الاسرائيليه بصواريخ جراد

وكان قرار الرئيس السادات بالتفاوض وفض الاشتباك قرار صحيحا سياسيا ، لكنه لم يكن علي اهوائنا فقد كنا نري اننا يجب ان ناخذ القرار بتصفيه الثغرة بأسرع وقت وذبح القوات الاسرائيليه داخلها ، لكن القرار لم يصدر .

وظللنا نعمل في تجهيز مسرح العلميات وتشوين الذخائر داخل مناطق الثغرة وداخل خطوط القوات الاسرائيليه لكي تستعملها قواتنا وقت الحاجه لها ، وكذلك عمليات استطلاع مستمرة لاوضاع القوات ، وكنت مع اللواء مختار الفار و علي مرسي بعد انهاء اسرة ، وراشد ابو العيون وعلي عثمان احد ابطال عمليات الهجوم علي ايلات وكان من فريق الدعم علي البر ، ومعنا الضابط عبد العزيز تعلب وهو رجل مقاتل فذ

وخلال فترة حرب الاستنزاف الثانيه من نوفمبر 73 وحتي يناير 74 موعد فض الاشتباك وانسحاب القوات الاسرائيليه ، كانت قوات الصاعقه علي اهبه الاستعداد لتنفيذ اي علميات هجوميه تطلب منها ، لكن في نفس الوقت كنا نعمل بالجمال في تشوين الذخائر خلف خطوط العدو في كل مكان نتوقع ان نصل اليه ، وكنا ندخل ونخرج من داخل الخطوط الاسرائيليه بكل سهوله  .

في نفس الوقت وصلت قوات عربيه اقل ما يقال عنها انها هيكليه او رمزيه اكثر منها مقاتله وكان الغرض منها هو اثبات المشاركه في الحرب ليس الا .

ولم تكلف اي قوة عربيه بأي مهام قتاليه او اي واجبات محدده ، لكن كان وجودها جيدا لنا ايضا لابراز التضامن العربي الذي لم نراه بعد ذلك وحتي الان

وكانت مهمه قوات الصاعقه في الخطه شامل ، هي الاشتباك المباشر مع العدو الاسرائيلي لتحقيق اعلي قدر من الخسائر في افراده وظللت في العمل في تلك الوحده حتي عام 1977 مع اختلاف طبيعه المهام ، حيث قدمت استقالتي من القوات المسلحه وتركت الخدمه وانا احمل شرف المشاركه في حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر المجيده كاحسن وسام علي صدر مقاتل وإن لم يكتب لي الله شرف الشهاده كما رغبت وكما رغبنا في ذلك جميعا .  

 


 

ملحق صور 

 

 

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech