Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

العميد محمد عبد المنعم يوسف - الفصل الثاني

 

الفصل الثانى

 

الضربة الجوية..وبدأت الحرب…

في تمام الساعة الثانية وخمس دقائق بعد الظهر بالضبط وأثناء وجودي بنقطة الملاحظة شاهدت تشكيلا جويا من طائراتنا المقاتلة يقدر بثماني طائرات من طراز الميج 21 على ارتفاع منخفض جدا ولقد شاهدته متجها إلى الضفة الشرقية للقناه من فوق منطقه الشيخ حنيدق التي تبعد عنا مسافة ليست بعيده. في ذلك الوقت لم أكن وحدي الذي شاهد هذه الطائرات المقاتلة ولكن جميع أفراد الموقع شاهدوها وكانت لحظه فرح وسرور لايمكن لعقل بشرى أن يصور عمق هذه المشاعر وهذه الفرحة العظيمة التي عمت في نفوس الأفراد وفى هذه اللحظة التي استمرت دقيقه أو اقل أيقن الأفراد أن ساعة الصفر بدأت بالفعل وصاح الجميع مهللين بصيحة التكبير العظيم الله أكبر الله أكبر التي دوت في كل مكان وزلزلت الأرض معلنة يوم الخلاص ويوم النصر العظيم حتى  تصورنا إننا سمعنا زملائنا في النضال على يسارنا في بور سعيد وعلى يميننا في السويس يرددون نفس النداء الله اكبر ، كان المشهد فيه من الجلال والإكبار ما يعجز الإنسان عن وصفه وكأن الله أراد أن تكون هذه الساعة شراره الانطلاق إلى تحقيق النصر العظيم. وبعد دقائق قليلة من دخول المقاتلات المصرية التي شاهدناها وهى تعبر قناة السويس متجهة إلى أعماق العدو رأينا ألسنه اللهب والحرائق مشتعلة عالية في قلب سيناء في مواقع العدو وتحصيناته التي ظن يوما ما أنها سوف تظل للأبد تحمى جنوده .

 لم تمضى دقائق قليلة حتى عادت الطائرات متجهة إلى قواعدها التي جاءت منها لتدك مواقع العدو ومرت الطائرات وكأن كل طائره كانت تشير لنا ببشائر النصر العظيم. وبعد رجوع الطائرات وفى حوالي الساعة الثانية وعشر دقائق بدأت مدفعيتنا الميدانية تصب حمما من النيران على مواقع العدو في العمق بدون توقف ولم تعرف هوادة أو كسل في إطلاق قذائفها حتى إنها من كثرتها كانت تتسابق وتتلاحق إلى مواقع العدو وكانت السماء في هذا اليوم صحوة وكأنه عرس في ريفنا الحبيب.السماء مليئة بطلقات المدافع على مخلتف أنواعها منطلقه من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية فوق رؤوس عدونا لدرجه أنها جعلته لا يفكر أن يقترب من أسلحته ليقوم بالرد على قواتنا ، كان القصف المدفعي عنيفا جدا وشرسا مليئا بالحقد والكراهية لينصب على أعداء الله. وكان مع كل قذيفة تنطلق من مدفع تنطلق صيحة الأبطال الله اكبر التي لم تنقطع أبدا . وفى أثناء قصف المدفعية على مواقع العدو كنا نلاحظ ونراقب المواقع التي يتم تدميرها وأفراد العدو يفرون هاربين من الجحيم الذي نزل على رؤوسهم وكأنه يوم القيامة وبعد دقائق من قصف المدفعية شاهدنا النيران مشتعلة في جميع مواقع العدو بالأضافه إلى الحرائق التي اشتعلت بفعل القصف الجوى لطائراتنا المقاتلة.

 

وفى اثناء ضرب نيران مدفعيتنا بدأت أول وحدة فرعية من قواتنا البرية الباسلة في عبور قناة السويس من أمام الموقع الذي كنا نقوم بالدفاع عنه وهو جبل مريم معلنة انتهاء أسطورة خط بارليف الذي لا يقهر وكانت هذه الوحدة هي أول من وطئت أقدامها على أرض سيناء وكان موقعنا نقطة انطلاق لعبور عربات المشاة الميكانيكية والتي بدأت العبور مع أول قذيفة مدفعيه من قواتنا على مواقع العدو الخلفية ثم توالى بعد ذلك عبور باقي القوات بشكل منظم وبديع الكل يعرف مكانه وواجبه والكل يعمل بمنتهى الشجاعة والإقدام.

وفى أثناء ذلك تركت موقعي على الجبل وذهبت إلى قائد السرية النقيب نبوي وطلبت منه أن أكون مع الموجه الأولى التي تعبر القناة ليكون لى شرف اقتحام خط بارليف في الموجات الأولى للعبور وفعلا ركبت القارب المطاطي مع جماعه مشاه من السرية وبدأنا العبور حتى وصلنا إلى الشاطئ الشرقي للقناه وبدأنا تسلق الساتر الترابي إلى أن وصلت إلى قمته وسجدت لله شاكرا ثم ركبت القارب مره أخرى وعدت إلى الضفة الغربية حيث كانت القوارب تنقل أفراد إلى الضفة الشرقية ثم تعود مره أخرى لتنقل باقي الأفراد وأكملت باقي مهمتي في أعلى نقطه المراقبة على جبل مريم انتظارا لصدور الأوامر إلى بالعبور مع الدبابات.

بدأت المعركة وبدأ سير العمليات الحربية وفقا للأوامر العسكرية ووفقا للخطة الموضوعة من أعلى مستوى إلى الجندي المكلف بأداء المهمة ولم يعد أحد قادر على وقف هذا الطوفان الهادر المنطلق إلى سيناء لينهى أسطورة العدو الذي لا يقهر. كانت مهمة المدرعات الموجودة معنا فوق الجبل هي الضرب والاشتباك مع أي قوات للعدو تحاول الفرار من خلف النقطة نمرة 6 وفعلا بدأت قوات العدو من عنف وشده ضربات مدفعيتنا أخذت بعض دبابات العدو المخندقه تخرج محاولة أن تتصدى لقواتنا التي تنفذ مهام العبور ولكن كانت بمجرد أن تخرج من مواقعها تصب عليها المدرعات الموجودة معي في الموقع وابلا من النيران وتدمرها تدميرا كاملا. كان هذا هو مصير أي دبابة من دبابات العدو تظهر لقواتنا وتحاول التصدي لها وعرقله تقدمها.أخذت المدفعية تزداد ضراوة وعنف وكأنها تقتلع كل ما هو مثبت بالأرض من قوه وجبروت القصف.


 

 ثم بدأت بعد ذلك ستارة من الدخان الكثيف حول ضفتنا الغربية بحذاء بحيرة التمساح وكان هذا دلاله على أن عبور المدرعات البرمائية سوف يبدأ بكثرة من هذا المكان.كانت الساعة تقترب من الثالثة بعد الظهر وقواتنا تعبر بأفواج كثيرة إلى الضفة الشرقية وحتى ذلك الوقت لم يطلق العدو قذيفة أو طلقه واحدة على قواتنا سواء كانت في الضفة الشرقية أو في الضفة الغربية وكان ذلك عاملا مهما أننا أخذنا زمام المبادأة على العدو والضرب بشدة وتركيز لم يسبق له مثيل في تاريخ الحروب السابقة جعلت رؤوس العدو منخفضة ومنكسرة دائما، وفى أثناء اشتعال وهول المعارك كنا نريد أن تكون كل الجبهة مشتركة في هذا العمل العظيم وكان معي في نقطه الملاحظة جهاز راديو ترانزيستور وسمعنا أول بيان عسكري بأن العدو قام بضرب قواتنا في منطقه العين السخنه والزعفرانه وعلى الفور أدركنا انه ربما يكون هذا العمل الذي نقوم به الآن بمثابة ردع له حي يفكر مرات ومرات قبل أن يحاول الاعتداء على أي جزء من بلدنا الحبيب ولم يمضى وقت طويل وفاجأتنا الأذاعه بأحلى خبر وأروع بيان عسكري أذيع منذ معارك الأيام الستة وهو اقتحام قواتنا لقناة السويس واقتحام موانع العدو المسماة بخط بارليف المنيع وتدميره بما عليه ومن فيه ورفع علم مصر عاليا على الضفة الشرقية للقناه. وفى هذه اللحظة عرفنا أن المعركة شاملة في كل أرجاء جيشنا العظيم وأنه ليس نحن وحدنا اللذين نعبر القناة الآن ولكن كل القوات المسلحة تقوم بهذا العمل العظيم وفى أثناء متابعتنا لسير العمليات كان كل شئ يسير على ما يرام ولم تحدث خسائر في الموقع من أفراد أو أسلحة أو معدات وكان كل فرد في الموقع عبارة عن شحنه متفجرة بالعمل الخلاق المبدع المكمل للنصر الذي بدت لنا ظواهره وكنا نتابع البيانات العسكرية التي تذاع لنعرف ما يحققه إخواننا في باقي التشكيلات والوحدات من انتصارات على عدونا الجبان. وفى غمرة البيانات العسكرية فاجأنا البيان الذي كنا فرحين لسماعه مثل الفرحة التي ظهرت علينا عند سماع بيان العبور وكان هذا البيان هو قيام اخوتنا في الجبهة السورية باقتحام مواقع العدو عند مرصد جبل الشيخ باتجاه مرتفعات الجولان .في هذا الوقت عرفنا أن المعركة أصبحت شاملة على جميع الجبهات العربية فزادنا ذلك البيان عزم وإصرار على تحقيق النصر وبأقصى سرعة ممكنة.الوقت يمر بسرعة وقواتنا تواصل العبور والتوغل داخل سيناء الحبيبة بأعداد كبيره .

 

وفى حوالي الساعة الخامسة والربع مساء شاهدت تشكيلا من طائرات العدو حاول الاقتراب من مواقعنا على الضفة الغربية ليمنع تدفقها الرهيب المستمر إلى الضفة الشرقية ولم تمضى ثوان حتى شاهدنا الصواريخ تنطلق إليهم بسرعة وثبات وتنقض على اثنين من الطائرات وهوت الطائرتان محترقتين وقد فر باقي التشكيل هاربا من حيث أتى لأنه لو حاول المجاذفه فستنطلق إليه الصواريخ المصرية لتجعله يرى نفس مصير زملائه وكانت هذه أول طائرتين نشاهدهما محترقتين منذ أن بدأت المعركة .

 

وأخذ الليل يدخل علينا وفى تمام الساعة السادسة مساء أصدرت الأوامر إلى الفصيلة بركوب الدبابات والتوجه إلى منطقه العبور المخصصة لنا ثم بعد ذلك وزعت جميع الأفراد كل مجموعه ركبت دبابة حتى نصل إلى نقطه العبور لننطلق إلى الضفة الشرقية .وتحركت بنا الدبابات عن طريق الترعة الحلوة المتفرعة من ترعه الأسماعيليه وفى أثناء تحركنا كانت تلاحقنا عبارات التهنئة والزغاريد من أهالي المنطقة وظهرت عليهم علامات الفرحة وأخذوا يقدمون لنا الماء والطعام وكأنهم يريدون أن يقولوا لنا خذونا معكم إلى سيناء وفى أثناء تحركنا إلى نقطه العبور سمعنا أذان العشاء ينطلق من المساجد وكان لوقع الأذان في هذه الساعات بأن كلمه الله هي العليا وكلمه الباطل هي السفلي. ووصلنا إلى نقطه العبور التي سننطلق منها وبمجرد وصولنا إليها وجدنا المعبر أو الكوبري الذي سنعبر من فوقه لم يكتمل تركيبه بعد وكان سبب ذلك أن العدو قام بتركيز نيرانه على منطقه الشيخ حنيدق التي يقع فيها المعبر المخصص لعبورنا ومكثنا في هذا المكان عده ساعات منتشرين وفى حاله استعداد تام إلى أن صدرت إلينا الأوامر بالتوجه إلى معبر منطقه طوسون وبسرعة تحركت الدبابات التي تقلنا إلى المعبر الجديد . وفى تمام الساعة الثانية ليلا وصلنا إلى المعبر المخصص لعبور فرقتنا المشاة التابعين لها وكان هذا المعبر عبارة عن كوبري ممتد عبر الضفتين أقامه أبطالنا من سلاح المهندسين.وأخذنا دورنا في ترتيب قوافل العبور طبقا للتعليمات المحددة إلى أن حانت ساعة تحرك دباباتنا وكانت الساعة وقتئذ تشير إلى الثالثة والنصف وبمجرد أن تحركت أول دبابة في طابور الدبابات ولامس جنزيرها سطح الكوبري الذي أنشئ ببراعة فائقة ودهشة بعيده عن كل ما يتصوره عقل بشرى وأن أي إنسان يرى هذا الكوبري ويحسب كيف مضى من الوقت في طريقه إنشائه لأيقن على الفور انه يلزمه أيام عديدة قد يتصور أسبوعا أو اكثر ولو رجعنا إلى الحقيقة الفعلية والواقعية التي ظهرت في إنشاء هذه الكباري لم تستغرق سوى ثلاث ساعات ونصف وهو زمن اقل مما كان متوقعا أو مقدر لها بكثير واعتبر هذا العمل عملا خارقا للعادة وكان ذلك ببذل وفداء وشجاعة أفراد سلاح المهندسين . وتحركنا على هذا الكوبري عابرين إلى الضفة الشرقية تحت حماية نيران مدفعيتنا إلى أن وصلنا إلى الضفة الشرقية للقناه وبدأت الدبابات تؤخذ طريقها عبر الثغرة التي فتحها أفراد المهندسين في السد الترابي الضخم الذي بناه العدو على الضفة الشرقية للقناه حيث زلزلته وفتحت فيه الممرات للدخول منها إلى عمق سيناء .كان الوقت يقترب من الفجر والساعة الرابعة والربع تحركت الدبابة حسب الأوامر التي وصلت إليها بالتوجه إلى وحدتنا الكبرى المكلفة بالعمل معها وسارت بنا الدبابات مسافة عدة كيلو مترات وجاءت إلينا الأوامر بالنزول فورا من فوق الدبابات والتحرك إلى مكان الكتيبة التابعين لها والتي كانت تبعد عنا مسافة عده كيلو مترات وكان سبب ذلك صدور أمر إلى الدبابات التي معنا بالتوجه ناحية تقدم منها العدو للاشتباك معه في معركة تصادميه شرسة وكانت هذه المعركة على مسافة كيلو متر واحد بالضبط من النقطة التي حددت لنا للنـزول من فوق الدبابات

وأخذ كل فرد لمست قدماه رمال سيناء الحبيبة يقبلها بحب ولهفة وهو لا يصدق انه واقف على أرض سيناء العزيزة .وبسرعة أخذ كل فرد يعد حفرته إلى سوف يقوم بالاشتباك منها مع العدو الذي كان على مقربه من موقعنا حيث انه كانت تجرى على مرأى من أعيننا معركة بالدبابات بيننا وبين العدو وكانت دبابات العدو قريبه منا وكنا مستعدين إذا حاولت الاقتراب إلينا أن ندمرها مهما كلفنا ذلك من عرق ودماء حتى أننا رأينا عدد 2 دبابة محترقة بفعل ضربات قواتنا المدرعة.كانت القناة خلفنا بحوالي ثلاث كيلو مترات .

 

ومع أول شروق لشمس يوم السابع من أكتوبر بدأ العدو باستخدام طيرانه في طلعات متتالية بغرض قصف وتدمير قواتنا التي تمركزت على الضفة الشرقية للقناه ولكن العدو كان لا يعرف أن قواتنا المسلحة قد أعدت له مصيدة لكل أنواع طائراته وذلك انه بمجرد أن يظهر أي تشكيل من طائرات العدو كانت تتساقط كأوراق الخريف وذلك بفعل ودقه تصويب جميع أسلحه الدفاع الجوى.وكان الطيارون الإسرائيليون يتساقطون أمام أفراد قواتنا وكأنهم كالطائر الجريح الذي يكسر جناحه فلا يقدر على أي حركه ولقد كان أفراد قواتنا يقضون عليهم أولا بأول إلا قليل منهم كنا نقدمهم أسرى ليكون دليلا على سقوط خرافه طيران العدو وذراعه الطويلة ولو أن ذلك كان يغضبنا لأننا كنا نريد أن نقضى عليهم جميعا. وبعد أن انتهت المعركة التصادمية التي دارت أمام موقعنا وتم القضاء فيها على جميع دبابات العدو واستسلام أطقمها أسرى حرب إلى قواتنا. كانت الساعة تقترب من التاسعة صباحا وذهبت ومعي أحد الجنود إلى قائد اللواء الذي كنت تحت قيادته وهو العقيد عادل يسرى الذي كان من أبرز القادة في الحرب وذلك لآخذ منه التعليمات وفى أثناء ذهابي إليه شاهدت بعض جنودنا يقودون الأسرى الذين تم أسرهم وذلك لنقلهم إلى الخلف .كانت هذه أول مرة أرى فيها الجندي الإسرائيلي وجها لوجه والذي قالوا عنه الكثير وصوروه بأكثر مما يستحق وهاهو ذلك الجندي الذي قالوا عنه أنه لا يقهر وأنه شجاع وقد استسلم من أول تلاحم وجها لوجه مع الجندي المصري الذي كان يحمل معه دائما سلاح الإيمان بالله وبنفسه وتغلب به على أقوى أسلحه العدو التي كان يستعملها. ووصلت إلى قائد اللواء وحدد لي خط سير تقدمي إلى الكتيبة التابع لها ثم رجعت بعد ذلك وبدأنا نتحرك سيرا على الأقدام متجهين إلى موقع الكتيبة وفى أثناء تقدمنا كان الطيران الإسرائيلي قد بدأ يركز ضرباته على قطاع اللواء في المنطقة التي احتل فيها مما اضطرنا إلى التوقف قليلا أنا وأفراد فصيلتي مع انتشار الأفراد داخل مجموعه من النخيل وذلك حسب التعليمات وحتى لا نعطى للعدو فرصه التعرض للغارات ونفوت عليه فرصه الضرب المباشر أثناء تحركنا.

وأكلنا البلح وواصلنا التقدم…

 وبمجرد دخولنا إلى مجموعه النخيل التي ظننا في أول الأمر أنها خاوية من كل شئ لكننا فوجئنا أن كل نخله فيها تحمل كميات كبيره من البلح الرطب وكأنه لم تقترب منه يد إنسان منذ بدء ساعة الصفر يوم السادس من أكتوبر حتى الساعة الحادية عشرة صباح السابع من أكتوبر ولم يفكر أي فرد في تناول أي وجبه من الطعام أو حتى يشرب جرعه ماء وعلى الفور بدأنا نأكل من هذا البلح وكان لذيذا في طعمه وأنه كان بمثابة وجبه كاملة دسمه للأفراد ، وبعد ذلك بدأنا التحرك بعد أن قلت غارات العدو وتابعنا سيرنا وكان جميع الأفراد في حاله جيده وروحهم المعنوية مرتفعه ولم تحدث خسائر مما كان يدفعنا دائما إلى الانطلاق بسرعة وحماس .

ووصلنا الى موقع الكتيبة…

وبعد ذلك وصلنا إلى موقع الكتيبة ومنه إلى موقع سريتنا ووصلنا في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهرا وقابلت قائد السرية وأعطى لي الأوامر بالاحتلال ضمن تشكيل السرية وأخذ كل فرد يقوم بالتجهيز الهندسي في الموقع الجديد وذلك بعمل حفرة برميليه لحمايته من أسلحه العدو وكذلك الاشتباك منها مع عناصر وأفراد العدو وبعد ذلك أخذ كل فرد في الاستعداد لملاقاة أي تقدم للعدو لأننا كنا نتوقع وصوله في أي لحظه وكنا مشتاقين للتعامل معه والقضاء عليه ولولا أننا نتبع الأوامر العسكرية التي تصدر إلينا لواصلنا التقدم إلى الأمام دون توقف. واقترب الليل وكنا في هذا الوقت نحتل موقع يسمى تبه الطالية ومع دخول الليل بدأ كل فرد في حفرته أكثر تيقظا من النهار لأننا نعلم غدر العدو وأنه يستغل أقل خطأ قد يحدث ويستفيد منه في تنفيذ مؤامراته المعروفة وكان لافرق عندنا بين الليل والنهار ،فمنذ أن بدأت ساعة الصفر اعتبرنا أنها لحظه البداية ولن تجئ لحظه النهاية إلا عندما نحقق هدفنا المنشود وتستريح مدافعنا من عملها.كان هذا هو تصورنا للموقف عامه.وفى تبه الطالية قصه لن ينساها أي فرد من أفراد الكتيبة ذلك أنه في مساء السابع من أكتوبر وفى حوالي الساعة التاسعة تقدمت قوه للعدو تقدر بفصيلة دبابات متجهة بأقصى سرعة نحو إحدى سرايا الكتيبة بغرض الاختراق منها والقضاء على أفرادها وصدرت الأوامر إلينا بعدم الاشتباك مع هذه الدبابات حتى لانكشف الموقع وأن قواتنا تريد أن توقعها في كمين والقضاء عليها بواسطة نيران المدفعية .وتحركت الدبابات متجهة من اليسار إلى اليمين وما أن وقعت في مرمى المدفعية حتى بدأت الاشتباك معها على الفور ودمرت اثنين منها وفر الباقي هاربا ولم يحاول العدو في تلك الليلة التقدم من مواقعنا في هذا المكان بعد أن صبت عليه المدفعية حمما من النيران .وظل جميع الأفراد ساهرين مستعدين لأي عمل مفاجئ قد يقوم به العدو.

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech