Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء طيار رضا العراقي - ما بعد النكسه

 

ما بعد الهزيمه

 

وبعد وقف اطلاق النار في عام 67 ، بدأنا في العوده الي مطاراتنا مرة اخري ، وبدات عجله العمل الجاد في الدوران ، فتم البدء في عمل الدشم للطائرات في كافه المطارات وبدأ مطار المنصوره في الظهور كمطار متقدم ضمن عدد كبير من المطارات

فكان مشروع بناء الدشم هو مشروع مصر الاول في تلك الفترة وكافه شركات المقاولات شاركت في هذا المشروع مما ادي الي توقف اعمال البناء في المدن ، فكل المجهود الرئيسي لشركات المقاولات في المطارات المصريه ، وتلك الدشم هي البطل الاول للقوات الجويه في حرب اكتوبر ، فلم يتم تدمير اي طائرة علي الارض بفضل تلك الدشم التي تحملت قنابل 2000 رطل وهي قنابل كبيرة جدا ، تنفجر في الدشمه ولا تؤثر فيها ، وهنا يبرز التصرف المصري في الابتكار ، وبعد ذلك تم تعميم الدشم المصريه وانواع مشتقه منها في جميع مطارات العالم الحربيه .

في اول ايام بعد العوده الي إنشاص تم بناء دراوي من شكائر الرمل بأرتفاع 3 متر وعلي حرف U اي انها تحيط بالطائرة من معظم الاتجاهات ومن فوقها شباك تمويه ، وتم عمل عدد كبير جدا من تلك الدراوي جزء كبير منها به طائرات هيكليه مصنوعه من الخشب لتشتيت ضربات العدو الجويه المحتمله وكانت الطائرات الهيكليه مصنوعه بالخشب وتحتها برميل وقود لكي يحترق اذا تعرضت الطائره الهيكليه للاصابه مما يجعل الطيار المهاجم يقتنع بانه دمر طائرة حقيقيه  ، وكانت تلك الدراوي هي مقدمه لبناء الدشم حيث يستغرق بناء الدشمه الواحده فترة كبيرة ، مما يعني ان الطائرات في حاجه الي حمايه مؤقته حتي الانتهاؤ من بناء الدشم .

 

أما ممرات الاقلاع والهبوط فتم اطالتها في جميع المطارات ، وتم انشاء ممرات جديده ، وفي إنشاص تم انشاء ممرات سريه لا تظهر من السماء ، ولا يعرفها الا طياروا إنشاص فقط بحكم وجودهم في المطار ، ولو طار طيار مصري من مطار اخر فلن يري هذه الممرات ، وكانت معده للطوارئ لو تم ضرب الممرات مرة اخري في هجوم معادي ،

وكان لمدكور ابو العز دور بارز في اعاده هيكله القوات الجويه المصريه علي اسس سليمه في وقت قصير ، وكان للدعم السوفيتي السريع لمصر دور رئيسي في سرعه تجهيز اكبر عدد ممكن من الطائرات في وقت قصير .

وكانت الطائرات الانتينوف تصل الي مصر من الاتحاد السوفيتي تحمل طائرات ميج 21 مفككه يقوم الفنيين يتجميعها ويطير بها الخبير السوفيتي في طلعه اختبار ، وبعدها تنقل الطائره الي سرب القتال مباشرة بعد ساعات من وصولها الي مصر، فكل طائره تشكل فرقا في ميزان القوي مع العدو ، وكانت الانباء تشير الي ان العدو سيواصل القتال محاولا تطوير نجاحه في احتلال قناه السويس ، وذلك بالعبور الي غرب القناه والتقدم صوب القاهرة ، فكانت كل قطعه سلاح وكل طائرة تشكل فرقا جوهريا لنا ، وكان يجري طلاء الطائرات في البدايه بطلاء السيارات الخاص بشركه النصر لصناعه السيارات ، وكان ذلك مهم جدا لحمايه طائراتنا علي الارض بدل اللون الفضي اللامع للطائرات ، وكانت الطائرات الميج 21 القادمه من تشيكوسلوفاكيا تأتي مموهه وجاهزة .

 

وفي تلك الفترة بدأ تشكيل لواء المنصوره الجوي الذي انضم الي لواء إنشاص كاول خطوط الدفاع عن الجبهه ، وتم عمل سور سلكي حول مطار المنصورة واطاله الممرات وبناء دشم بعد ان كان عباره عن ممر هبوط فقط ليتحول في بضعه اشهر الي قلعه المنصورة الجويه التي ابليت بلاءا حسنا في الاستنزاف وحرب اكتوبر.

وتم انشاء مطار القطاميه القريب من الجبهه وانشاء مطارات اخري خلفيه لتوزيع الطائرات وغلق مناطق اختراق العدو.

وفي 14 و15 يوليو 1967 انتفضت القوات معلنه عن نفسها ، وانها مازالت موجوده علي الساحه ولم تمت ، فانقضت كل التشكيلات المتاحه من الميج 17 والسوخوي 7 نحو اهدافها في سيناء وسط حمايه من المقاتلات الميج 21

 

وكلفت بحمايه قوة للعدو في معسكر القنطره شرق ، وكان ضرب هذا المعسكر لهدف نفسي بحت ، فقائد هذا المعسكر هو سيده ، وبه الكثير من المجندات التي تتعمتد اهانه واذلال قواتنا المرابطه غرب القناه في فترة وقف اطلاق النار ، فتلك المجندات تعمدت السباحه في مياه القناه بملابس السباحه الفاضحه وتحيه العلم الاسرائيلي في كل تحرك لهم لاضعاف الروح المعنويه لجنودنا لايصال رساله ان الجيش المصري انهزم من جيش من النساء ، وللحق فان العدو الاسرائيلي جيد جدا في مجال الحرب النفسيه وهو يجيدها تماما ومعسكر القنطرة شرق دليل علي ذلك، لذلك توجهنا لقصف هذا المعسكر في اول فرصه سانحه .  

وفي يوم 15 يوليو استطاع تشكيل مصري مكون من عدد من الطيارين منهم فوزي سلامه ومدحت زكي وفريد حرفوش واحمد انور ، تمكن هؤلاء الطيارين في اسقاط 4 طائرات اسرائيليه في معركه جويه فوق السخنه ، وهي معركه اخري لم تؤرخ او تاخذ حقها من الذكر

 

وبسبب هجمات الطيران المصري 14 و 15 يوليو طلبت اسرائيل وقف اطلاق النار وعمها الذعر من سرعه عوده الطيران المصري للمعركه ، وقد لاحظ الجميع اختلاف روح الطيارين بعد النكسه ، فمن المهم هنا ان اشير ان نسبه عاليه من الطيارين المصريين عادت للتقرب الي الله بعد النكسه وبعد ان عرفت ان الله حق ، وبدات في الصلاه والتقرب من الله ، وظل جزء بسيط من الطيارين علي النقيض ، لكن كانت الاغلبيه وخاصه في سربي تصلي جماعه كل يوم بعد المغرب كل الصلوات جمع تأخير لكوننا طوال اليوم في مهام او في الدشم في كبائن الطائرات علي استعداد للاقلاع  .

 

وفي إنشاص بدات الدشم في الظهور ، وقد اخذ بناء الدشم في المطار عامين كاملين لوقايه كافه الطائرات الموجوده في المطار ، وكان النظام الذي اتبعناه في إنشاص هو وجود خمس دشم علي اول الممر وخمس دشم في اخر الممر هي لطائرات الحاله الاولي المخصصه للطوارئ والاقلاع السريغ ، وفي إنشاص كان لدينا ممرين ، اي انه عليهم في البدايه والنهايه عشرون دشمه بها عشرون طائرة ( منهم 4 طائرات كأحتياطي للست عشر طائرة ) أي انه في ثلاث دقائق فقط تستطيع ست عشر طائرة الاقلاع للدفاع عن المطار او الاشتباك في اي مكان ، وهو ما لم يكن موجودا قبل 67 .

 

وهناك دشم اخري في ارجاء المطار لطائرات الحاله الثانيه والحاله الثالثه ، لكي يستطيع السرب الجوي الاقلاع كاملا خلال 10 دقائق وهو رقم رائع وقد تم اختصاره ايضا من خلال التدريبات المستمرة .

وتم انشاء مقار سكن الطيارين وغرف القياده والميس واي اماكن اخري للطيارين او الفنيين او المعدات المهمه – كل تلك المباني تم انشاؤها تحت الارض .

وانتهي من قاموس الطيار مصطلح اجازة ، فالحياه داخل المطار بشكل دائم ، وكانت الاجازة الطويله لنا هي عبارة عن 48 ساعه كل 45 يوم ، وخلال تلك الثمان واربعون ساعه يمكن ان يتم استدعائي للعوده للمطار ( وقد حدث ذلك عده مرات لي شخصيا )

فكانت كل حياتنا هي التدريب والطيران في مظلات جويه ( فمن اتلسع من الشوربه ينفخ في الزبادي ) وكنا مرعوبين من تكرار ضربه 5 يونيو ، لذلك كانت لدينا طائرات في الجو طوال ساعات النهار ، اما الليل فكان عباره عن راحه اجباريه لنا ، تلك الراحه يفرضها المجهود الرهيب الذي يبذله الطيار خلال ساعات النهار من استعداد وطيران ، علما بأن المعدل العالمي للطيار المقاتل هو 2- 3 طلعه طيران في اليوم يتبعها يوم تالي من الراحه الاجباريه ، اما نحن فقد كنا نقوم ب 6 – 7 طلعه طيران اثناء توتر الوضع علي الجبهه ، او 5 – 6 طلعه طيران في الايام العاديه .

كل تلك طلعات القتال يضاف اليها واجب تدريب الطيارين الجدد القادمين من الكليه الجويه التي بدأت في تقريغ دفعات سريعه من الطيارين ، فكان واجبنا تدريب هؤلاء الطيارين علي القتال ، وكنا نقلع في مظلات جويه روتينيه ونستغل تلك الطلعات في تدريب من معنا من طيارين جدد ، فلا وقت متاح للتفرغ لتدريبهم .

وللامانه فأن الطيارين القادمين من روسيا كانوا علي مستوي ضعيف جدا ، فكان الروس يدربون الطلبه علي الاقلاع والهبوط فقط اما نحن فيجب ان ندربهم علي فنون الاشتباك الجوي

وكان من الممكن ان ندخل في اشتباك ومعي طيار حديث الخبرة ، وهي مجازفه كان يجب ان نخوضها .

والحمد لله كنا في فترة لم تمر من قبل علي مصر ، وكنا في تحدي اعتقد انه لو مر علي شباب الجيل الحالي فلن يتحملوا الاعباء والضغوط النفسيه التي مرت علينا .

ففي المطار لم يكن لدينا موبايل او تليفون عادي للاتصال بأهلنا كما يتوفر الان  ، وكنا نتصل بهم بصعوبه كل فترة ، فقد كنا منقطعين تماما في مطاراتنا ولا ندري من مرض او من مات من اهلنا الا صدفه ، وهم نفس الشئ لا يعلمون عنا شيئا الا من خلال الصحف والبيانات العسكريه وكان القلق يعصف بهم عصفا .

والحمد لله اننا استطعنا ان نصمد ثم ننتصر لكي نسلم مصر لكم مرفوعه الرأس نقيه طاهرة من دنس اي يهودي.

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech