Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء طيار رضا العراقي - الاشتباكات الحويه لرضا العراقي

 

الاشتباكات الجويه التي خاضها رضا العراقي :

 

أول انتصار جوي حقيقي في تاريخ مصر

كمين ممدوح طليبه

 

كان اول اشتباك هو اشتباك  يوم 23 اكتوبر 1967 لكنها لم تكن المرة الاولي التي ادخل فيها ضد طائرات اسرائيليه ، فقد حدثت عده عمليات تهويش مع طائرات اسرائيليه وكنا ندخل امامهم بكل قوة ، لكن ينتهي الاشتباك بدون يتمكن اي طرف من اطلاق النار علي الطرف الاخر لظروف مختلفه .

 

كانت اسرائيل قد جهزت سرب من افضل طياريها علي الميراج واطلقت عليه السرب 101 وكان اقل طيار في هذا السرب لديه 4 انتصارات جويه علي طائرات عربيه ، ففكرنا في تشكيل سرب مماثل يقوده فوزي سلامه احسن طيار مقاتل انجبته مصر ، ومن يقول عكس ذلك فهو كاذب – كان فوزي سلامه طيارا غير عاديا بكل المقاييس ومن يطير بجواره يتعلم منه الكثير والكثير

لكن القياده المصريه رفضت فكرة تشكيل سرب محترف عال المستوي علي غرار السرب 101 الذي كان يكبدنا خسائر كبيرة ، وكانت فكرة عمل السرب 101 بسيطه جدا ،فليس كل الطيارين الاسرائيليين علي نفس المستوي العال من الكفاءه والخبرة والجرأه ، فكان الاسرائيلين يقومون بدفع السرب 101 في انحاء جبهات القتال المخلتفه للاشتباك مع طياري مصر او سوريا ، بهدف تحقيق انتصارات جويه تضعف الروح المعنويه لطياري مصر وسوريا وتظهر ان الطيار الاسرائيلي هو طيار سوبر غير قابل للهزيمه

 

ففكر فوزي سلامه في تخطيط اشتباك وعمل كمين مدبر لطائرات العدو ، وتم رفع الموضوع لقائد اللواء العقيد – ممدوح طليبه ، بحيث اننا نختار منطقه نقوم فيها بعمل كمين لطائرات اسرائيليه تقوم بمظله عاديه في توقيت عادي ، بهدف تكبيد العدو خسائر جويه واضعاف روحهم المعنويه ورفع الروح المعنويه لقواتنا الجويه في الجبهه .

 

فعندما نخطط نحن لاشتباك جوي ، نكون نحن من اخترنا التوقيت والمكان والاسلوب ،بينما العدو الاسرائيلي يدفع اي طيار يكون جاهز للاقلاع بغض النظر عن مستواه ، علما بأننا اسقطنا كثيرا من طياري السرب 101 حتي تم حله بعد حرب 73 لفشله في تحقيق هدفه .

 

بدأنا التخطيط لهذا الاشتباك المدبر بعد موافقه العقيد ممدوح طليبه ، وواختارني فوزي سلامه مع مدحت زكي واحمد انور وعلي ماسخ وعبد الحميد طلعت  لتنفيذ الاجتماع .

 

ودفعنا طائرتين للاستطلاع كطعم للعدو لكي يطلق العدو طائراته لمطارده طائرات الاستطلاع المصري ، وبالفعل التقط العدو الطعم وبدأ في مطارده الطائرتين المصريتين لكن فور عبور الطائرات المصريه للقناه ، عاد التشكيل الاسرائيلي تجاه قلب سيناء مرة اخري ، وهكذا فشل استدراج طائرات العدو ، فأمر العقيد طليبه طائرات الاستطلاع بالعوده مرة اخري لشرق القناه ، فعادت طائرات العدو مرة اخري لمطارده طائراتنا ، وبدأت طائراتنا في الانسحاب غرب القناه ، في هذه المره استمرت طائرات العدو في طريقها في مطارده طائراتنا غرب القناه

وكانت طائرات الكمين تطير علي ارتفاع منخفض غير ظاهر راداريا للعدو او حتي لرادارتنا .

 

وقتها كان سيكشن من طائرتين يقودهم مدحت زكي وعلي ماسخ ،قد عبر القناه تجاه الشرق علي ارتفاع منخفض واصبح خلف الطائرات الاسرائيليه التي كانت تطير في تشكيل (طائرتين – طائرتين ) وبعد اشاره كوديه ارتفع مدحت زكي وعلي ماسخ خلف الطائرتين في التشكيل الاول واطلقوا صواريخهم بكل هدوء ودقه لتنفجر الطائرتين في ثوان قليله جدا .

 

وقتها اندفع السيكشن ( الطائرتين ) الاسرائيليتين في السيكشن الخلفي لمطارده مدحت زكي وعلي ماسخ ، بدون ان يلتقطوا وجود فوزي سلامه وثلاث طائرات اخري طائرتي ضمنها علي ارتفاع منخفض في منطقه الاشتباك لتعزيز طائرتي مدحت زكي وعلي ماسخ .

فاندفعت طائرتين العدو خلف مدحت وعلي ماسخ ،في تلك اللحظه وجهنا ( الميهي – موجه إنشاص ) قائلا( زووم اب )  ومعناها ان نبدأ في الارتفاع لدخول طائرات العدو في الكمين

فبدأنا بالفعل في الارتفاع بأقصي سرعه الي ارتفاع 4 كيلو ، وكانت الطائرتين الميراج بالقرب منا فأضاف الميهي ( سايد هاف رول تو ذا ليفت – جو ) Side half roll to the left – GO

فبدأنا في الدوران لنجد امامنا اربع طائرات معاديه وليس اثنين كما توقعنا – فدخلنا خلفهم بسرعه – وكما نقوم بطلعه التدريب بالضبط وبدون اي مبالغه في وصف ما يحدث بانها معركه سهله وسلسه كطلعه التدريب .

فدخل فوزي سلامه وانا معه خلف طائرتين ، بينما دخل احمد انور ومعه عبد الحميد طلعت خلف الطائرتين الاخرتين ، وبدون ان يترك للطيار المعادي فرصه للمناوره اقترب فوزي سلامه بقلب ميت من طائرة قائد التشكيل المعادي واطلق صاروخه ، فانفجرت الطائرة المعاديه وتحولت الي اشلاء أمام عيني ، وخرجت بصعوبه بطائرتي من منطقه الانفجار وعدت الي جانب فوزي سلامه وعيني تتابع الطائرة الاخري التي فزع الطيار الذي بها من مصرع قائده في ثانيه بدون اي انذار ، فأطلق لطائرته العنان علي ارتفاع منخفض تجاه مطاره ، وبعد ثوان لمحنا تشكيل احمد انور وعبد الحميد طلعت بعد ان دمر احمد انور طائره قائد التشكيل الاخر

 

ليصبح اجمالي ما دمرناه للعدو خلال دقيقتين اربع طائرات معاديه تناثرت اشلاء من بها وسط حطام الطائرات علي الجانب الشرقي والغربي لقناه السويس

 

وبأحساس غير منتهي من الثقه والسعاده ، يعطينا فوزي سلامه الامر بالانضمام الي تشكيل واحد بقيادته عائدين الي قاعده إنشاص .

(( توضيح من المجموعه 73 مؤرخين – بعد اي معركه جويه جرت العاده علي عوده الطائرات فرادي الي اقرب مطار ممكن طبقا لظروف الاشتباك وكذلك طبقا لمستوي الوقود والذي عاده يكون منخفض جدا – لذلك احاول ان اشرح للقارئ الحاله الفريده في هذا الاشتباك الذي تدمر فيه اربع طائرات اسرائيليه بكل سهوله ، ثم التحم التشكيل المصري وعاد الي مطاره كما يحدث في طلعات التدريب بالضبط ))

وفور نزولنا الي ارض المطار ، لم ننزل من كبائن الطائرات الي الارض ، انما حملنا الميكانيكيه وجنود الدشم علي الاعناق ، وسط تكبير وتهليل لا حدود له ، فقد قام الميكانيكيه بعمل زفه لنا بعد عودتنا كأننا عائدين من فتح عظيم .

 

وقد تعودنا ان اسرائيل لا تقبل ان تنام وهي مغلوبه ، فتوقعنا رد فعل عنيف وقوي ، فعندنا الي طائراتنا مرة اخري ، وتم ملئ خزانات الوقود واعاده تسليح الطائرات مرة اخري ، وانتظرنا رد الفعل الاسرائيلي .

لكن من جاء لنا ليس طائرات العدو ، انما شلبي الحناوي قائد القوات الجويه في هذا الوقت

وجدت قائد القوات الجويه يدخل الي دشمه طائرتي ويصعد سلم الطائرة ويحتضني وهو يبكي ويقول لي (( يا ابطال انتوا رفعتوا راسي وراس مصر امام العالم )) ثم امرني ودموعه تملئه عينيه بأن افك اربطه المقعد وانزل من الطائرة ، فنزلت من الطائرة وانا مندهش ، فالتوتر يسود الاجواء ، ورد فعل العدو الانتقامي متوقع في اي لحظه .

جمع الفريق الحناوي جميع طياري الاشتباك وهم بملابس الطيران وبعرق القتال ، واخذنا بطائره هليكوبتر الي مقر قياده القوات الجويه ، حيث دخل بعدنا الفريق محمد فوزي وزير الدفاع .

هنأنا الفريق فوزي بنتائج الاشتباك ، وكان الفريق الحناوي في قمه سعادته ومعه العقيد ممدوح طليبه ، وعلم الفريق بقصه الاشتباك كامله ، كان سر سعاده الفريق الحناوي ان الفريق محمد فوزي وزير الدفاع كان دائم الشكوي من اداء القوات الجويه ، كان يلمح للرئيس عبد الناصر في اجتماعتهم بأن القوات الجويه تنفق مبالغ طائله بدون عائد – لذلك كان هذا الاشتباك طوق النجاه للقوات الجويه من اتهامات الفريق محمد فوزي .

 

وبعد حوار سريع قام الفريق فوزي من مقعده سعيدا ، واجري حوارا تليفونيا وعاد بعد دقائق ليخبرنا بأن الرئيس عبد الناصر صدق علي منحنا نجمه الشرف العسكريه ومكافأه 500 جنيه لكل طيار ( قمت بشراء سياره رينو بمبلغ المكافاه )

وبعد الانتهاء من الحوار مع الفريق فوزي ، تم اصطحابنا لمقابله الرئيس في منزله بمنشيه البكري ، وكنا لا نزال بملابس الطيران والاجهاد واضح علي الجميع .

 

كنا لا نسير علي الارض انما علي السحاب ، من السعاده البالغه مما يحدث لنا ، ففي ساعات قليليه اسقطنا للعدو اربع طائرات في ابرز معركه خاضها الطيران المصري حتي الان ، ثم نطير من المطار للقاء الفريق فوزي ، ومن بعده الرئيس عبد الناصر .

كان اول لقاء شخصي لي مع الرئيس عبد الناصر في منزله ، وكان كما سمعنا من زملاءنا ، فعينيه حاده بطريقه غير عاديه كانه يري ما بداخلك (( نفس انطباع اللواء معتز الشرقاوي الذي قابل الرئيس عبد الناصر عده مرات – حوار اللواء معتز منشور في موقعنا كبطل الشهر)) وكان الرئيس يستمع ونحن نسرد ما حدث وكنا لا نتوقف عن السرد وهو يستمع والسعاده تملئ وجهه مما حدث ، ثم قام واحتضن كل منا .

في اليوم التالي ملئت اخبار تلك المعركه كافه الصحف الصادرة في هذا اليوم ، لكن اعلنت الصحف انه تم منحنا النجمه العسكريه بدلا من نجمه الشرف ، وفعلا تأكدنا لاحقا ان نجمه الشرف العسكريه قد تحدد لها ان تمنع فقط للشهداء الذين قاموا بعمل كبير ضد العدو ، فتعدل النوط الذي حصلنا علي وهو يعتبر ثاني اعلي نوط عسكري في مصر في هذا الوقت .

وبالنسبه لي انا انتظر مكافأتي من الله وليس في الدنيا .

لم تكن سعادتنا بالمكافأه بمثل سعادتنا بالانجاز الذي قمنا به ، فقد احست القوات الجويه المصريه باحساس مختلف تماما بعد تلك المعركه ، فالطيار الاسرائيلي ليس سوبر مان ويمكن قتله بسهوله لو تم اداره المعركه بشكل سليم .

 

كان تأثير المعركه علي مطار إنشاص ظاهرا جدا لعينيا ، فروح المنافسه ظهرت جدا بين السربين 25 و السرب 26 الذين تواجدا في إنشاص في ذلك الوقت ، وظهر الحسد الصحي بين الطيارين ، فكل طيار يريد ان يسقط طائرة اسرائيليه ، ووصل الحسد الي اللواء 104 في المنصورة ، وكان رفاقنا في بقيه المطارات يحاولون ان يقوموا بأعمال مماثله وهذا كان شيئا كالسحر الذي مس افراد القوات الجويه المصريه بعد هذا الاشتباك .

 

وللاسف فأننا لم نكن وقتها في حاله تسمح لنا بأن نبحث عن حطام الطائرات لكي نحتفظ بها للذكري ، ولو تم ذلك ما كان يمكن للاسرائيليين الان ان يكذبوا ويدعوا ان تلك المعركه لم تحدث من الاصل ، وتحذف خسائرها من سجل الطيران في كذب علي العالم تعودنا عليه .

 

وكنا في السرب 26 نقوم بوضع نجمه علي الطائرة التي تسقط طائرة اسرائيليه ، وكنت متفائل بطائرة عليها ثلاث نجوم ( اي اسقطت ثلاث طائرات اسرائيليه )

 

الغريب جدا انه بعد هذا الاشتباك الناجح ، لم تقم اسرائيل بأي رد فعل ، وفي تقديرنا للموقف وجدنا ان القوات الجويه الاسرائيليه مصابه بحاله عدم اتزان جراء تلك الخسارة المفجعه لها في معركه واحده وانها تعيد حساباتها بناء علي تلك المعركه .

 

وقد قام العدو الاسرائيلي بكمائن ممثاله ناجحه في منطقه الزعفرانه السخنه خلال عام 68 و 69 ، وكانت نتائج الكمائن دائما خساره طائرات مصريه .

فقد كان الاسرائيليين يقومون دائما بوضع طائرات بين جبال الجلاله جنوب السويس ، وتلك الطائرات تطير تحت مستوي الكشف الراداري المصري فلا يراها الموجوهون الارضيون ، ثم ينتظر الاسرائيلين قرب نفاذ وقود مظله الطائرات المصريه ، وقرب النفاذ يدفعون طائرتهم للاشتباك مع طائراتنا ، فيكون الطيار المصري مجبر علي الاشتباك وليس لديه وقود فيكون الوقود هو عدو اضافي له ، وكانت تلك المعارك عاده تنتهي بأسقاط طائرات مصريه ، وفي تلك المنطقه وقع كمين لطائرات ميج 21 يقودها طيارين سوفيت من مطاري بني سويف وبير عريضه ، وفي 30 ثانيه تدمرت خمس طائرات بمن فيهم وعاد سادس الي مطار إنشاص وتدمرت طائرته اثناء الهبوط ونجا الطيار .

وقد حدث لي موقف مماثل انقذني الله منه ، فقد كنت في مظله في تلك المنطقه المشئومه ، والموجه الارضي يحاول ان يجلعني اظل في المنطقه رغم قرب نفاذ الوقود مما جعلني اشك مما يحدث وسألته هل فيه طائرات معاديه في المنطقه ، فتلعثم واجاب بأنه شاهد سكشن معادي ثم اختفي من شاشه الرادار ، فبدأت العوده للمطار وانا انظر تحتي ، فوجدت ثماني طائرات ميراج تطير وسط الجبال ، وغير ظاهره للرادار ، فنبهت علي الموجه بوجود ثماني طائرات معاديه تنتظر في كمين والا يرسل طائرات اخري للمنطقه ، وعدت الي مطاري ووقودي يقارب النفاذ .

 

مطارده غير مفهومه :

 

يوم 11 سبتمبر 1969 نجح زميلي وصديق عمري مدحت زكي في اسقاط طائرة ميراج

( حوار اللواء مدحت زكي سبق نشره في موقعنا – راجع قسم بطل الشهر في موقعنا ))

 

وكنت في مظله جويه غرب القناه قرب اخر ضوء ومعي نبيل عباس ، وكان هناك مظله جويه اسرائيليه علي الجانب الاخر من القناه ، وكنا نطير علي مسافه اربعين كيلومتر من بعضنا البعض تحسبا لاي حركه مفاجئه من الاخر .

وبعد فترة افاد الموجه الارضي بأن مظله العدو الجويه في طريقها الي مطارها ، وبدأت في خفض الارتفاع تحسبا للهبوط في المطار .

وكانت كل الامور تسير علي خير ما يرام ، والامور هادئه في الجو وعلي الارض ،وبدأ الوقود ينفذ لدينا ، فاعلنت ذلك في اللاسلكي وبدات في طريق العوده وبجواري نبيل عباس في طائرته

وفجأه وبدون اي مقدمات وجدت الموجه الارضي يصيح في اللاسلكي بعده اوامر مفاجئه

(( Drop tanks , after burner on ))

فنفذت الامر تلقائيا وعيني تمسح السماء من حولي ، فوجدت طائرات معاديه كثيره جدا تهبط علينا من الاعلي ولمحت تحت اجنحتها صواريخ دفع اضافيه ، تستخدم لثواني فقط لزياده تسارع الطائرة ، وقد استعملت الطائرات الاسرائيليه تلك الصواريخ في صعودها من ارتفاع منخفض الي ارتفاع عال ، لاكتساب ارتفاع ثم الهبوط علينا بقوة .

كنا طائرتين نعاني من نقص الوقود ، وطائرات العدو كثيره جدا لا يمكن ان احصيها ، وتحاول الانقضاض علينا .

احسست بحاله من عدم تصديق ما يحدث ، فمن بين ثانيه واخري ، تحولت الامور من الهدوء التام واننا بمفردنا في السماء الي ثانيه اخري وجدت الموجه يصيح بوجود طائرات معاديه ظهرت فجأه من العدم .

  

بدأت في المناورة بطائرتي مستخدم كل امكانيات الطائرة ونفذت كل المناورات التي اعرفها ، والتي لا اعرفها ، حتي انني نفذت مناورات غير مفهومه .

فقد قمت بمناورات تخالف نظريه الطيران جعلتني ارتج في الكابينه ويصطدم رأسي بالزجاج من شده المناورات التي قمت بها ، واعتقد ان الطيارين الاسرائيليين خلفي ظنوا ان امامهم طيار مجنون مما كنت اقوم به  

 

سبحان مالك الاعمار ، فقد كتب لنا الله الحياه من تلك الطائرات التي تطاردني ، فكلما استطعت الافلات من طائرة خلفي اجد اخري تلحق بي مطلقه نيرانها .

كان الحل الوحيد لي هو الوصول الي اقل ارتفاع ممكن لتأمين نفسي من اي طائرات من تحتي

وقتها كل ما سافكر فيه هو الطائرات التي خلفي وفوقي .

وفعلا نزلت الي اقل ارتفاع ممكن ، وانا اطلق  عليه طيران الرعب ، ففي الحقيقه كانت مفاجأه ظهور طائرات العدو الكثيفه من العدم خلفي قد ارعبتني مما جعلني اطير علي ارتفاع اقل من ارتفاع الاشجار .

وكنت المح نبيل عباس خلفي يقوم بمناورات ، ورغم ان الاتصال بيني وبينه قد انقطع ، الا انني كنت اراه في زاويه نظري ،وعيني متسمرة علي الطريق امامي بسبب ارتفاعي المنخفض جدا .

واصلت طيراني علي اقل ارتفاع وبأقصي سرعه تجاه إنشاص ، وكان وقت المغرب قل حل ، ولم يكن هناك طائرات تستطيع الاقلاع من اي مطار لنجدتي .

اقتربت من إنشاص واختفت طائرات العدو من خلفي الا الطائرة التي تناور خلفي والذي توقعت انه زميلي .

قرب إنشاص بدأت في الارتفاع قليلا وبدأت في الدوران لكي اري من خلفي ، حتي اطمئن من عدم وجود طائرات معاديه خلفنا وابدأ في الهبوط .

لافاجأ للمرة الثاني في هذا الاشتباك بمفاجأه كبيرة ، فالطائرة التي خلفي والتي ظننت انها طائرة زميلي نبيل العباسي ، فقد فوجئت انها طائرة ميراج اسرائيلي ظلت تطاردني حتي فوق مطار إنشاص لسبب مجهول ، فلم تطارد طائره اسرائيليه منفرده طائرة مصريه حتي قرب القاهرة من قبل  ويبدو ان طيار الميراج الاسرائيلي صديق او قريب للطيار الاسرائيلي الذي مات في الصباح وذلك السبب الوحيد في رأيي لتلك المطارده .

فبدأت في المناورة مع الطيار الاسرائيلي فوق مطار إنشاص ، وجميع الطيارين علي الارض يشاهدون ما يحدث

بدأت في الدخول مع الطيار الاسرائيلي في مناورات وجها لوجه ، وكنت قد ايقنت انني ميت ميت في هذا الاشتباك وانني سأموت فوق مطاري ، فكل انوار الوقود بالطائره تضيئ لقرب نفاذ الوقود ، ولم يتركني الطيار الاسرائيلي افلت من الاشتباك لمعرفته التامه بضعف موقفي فواصل الاشتباك علي امل نفاذ وقودي وقفزي من الطائرة .

واصلنا الاشتباك الجرئ جدا من هذا الطيار ومني ، فكل منا وصل الي مرحله انه يريد الارتطام بالاخر لانهاء الاشتباك ولو بالموت  لان لدي مبدأ انني لا اموت بمفردي ، اذا قدر الله لي الموت فلاخذ الطيار الاسرائيلي معي وسأكون فائزا بالجنه وهو فائزا بالنار ، ووصلت بنا المناورة حده لدرجه اننا في احد مرات مرورنا وجها لوجه ان المسافه بين الطائرتين كانت اقرب من 2 متر ، وبعد ثوان طويله جدا من المناورات المميته بيني وبين الطيار الاسرائيلي ، انسحب هو من المعركه ، وبعد ان اطمئنت من ان السماء اصبحت خاليه ، بدأت في النزول علي الممر وتوقف المحرك علي ارتفاع منخفض علي اول الممر وتوقفت الطائرة قبل منتصف الممر ، لافاجأ بدموعي تنهمر بهدوء من هول الموقف الذي مر بي ،ولان الطيار الاسرائيلي طاردني الي فوق مطاري بكل جراءه ، فكان الموقف كأن لص يحاول ان يسرقني داخل منزلي وامام عائلتني ، وهو ما احزنني جدا ، لكنه زادني رغبه في الانتقام

وصل الي قائدي ممدوح طليبه قائد اللواء الجوي ،  بسيارته ومعه متولي الموجه الارضي ، كان ممدوح طليبه سعيدا جدا لدرجه انه بكي فرحا بنجاتي ، واخبرني ان طائره نبيل العباسي قد اصيب وقفز ، وانه ظن انني قد مت لان طائرتي اختفت من شاشه الرادار حتي شاهدني اشتبك فوق مطار إنشاص، وشاهد الاشتباك المميت فوق المطار

وتدخل متولي ضابط التوجيه في حوارانا فاردا لوحه الاشتباك Fighter table  قائلا

(( يا فندم انت بطل ، انت بطل – دول كانوا 24 طياره- سته فينجر فور يا فندم  ))

لم اصدق ما يقوله متولي ، 24 طائرة اسرائيلي تطارد طائرتين فقط ؟؟!!!! ، وقتها فقط ادركت هول ما كان يحدث .

وبعد عودتي الي مقر السرب علمت بأن زميلي نبيل عباس قد قفز بنجاح من طائرته وسقط فوق سقف بيت فلاحي ، ودخل من سقف البيت واخترقه حتي تعلق البارشوت في سقف المنزل وظل متدليا من السقف وسط صرخات سيده المنزل التي رأت رجلا يخترق سقف منزلها وظنت انه عفريت ، وتجمع اهل القريه علي صرخات السيده حتي اقنعهم نبيل انه طيار مصري ، والحمد لله انه لم يتعرض للضرب مثل باقي الطيارين المصريين الذين كانوا يسقطون فوق القري والنجوع .

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech