Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء طيار رضا العراقي - طائرتين في أشتباك واحد

 

اشتباك اخر

30 يونيو 1970

طائرتين في طلعه واحده

 

اقلعنا في اقلاع فوري نتيجه وجود انذار بأقتراب طائرات معاديه ( سكرامبل ) وكنا نتكون من اربع طائرات احمد انور- ممدوح منيب- رضا العراقي- فهد التقاوي

وارتفعنا الي ارتفاع عال ووصلت لنا التعليمات بوجود طائرة معاديه تقترب من بورسعيد ، واثناء الدوران للتوجه الي الاهداف ، ابلغنا الموجه بوجود اختراق اخر خلفنا تماما ، ومرة اخري كنا في وضع غير جيد ، لكن لمهاره احمد انور قائد التشكيل ، فقد أمرنا بمناوره سريعه ، وشاهدت طائرات العدو تدخل خلف احمد انور وممدوح منيب ، لكن سرعتهم كانت عاليه جدا مقارنه بطائراتنا مما جعلهم يتعدونهم ، ورصدت تلك الطائرات الاسرائيليه ، وشاهدت احمد انور يدخل خلف تلك الطائرات ، فأطمئننت لوضعه ، لكن طائرتين اسرائيليتين اخرتين دخلتا خلف احمد انور الذي يطارد طائرتين اسرائيليتين ، فكان احمد انور في ( ساندوتش اسرائيلي) فدخلت علي الفور ومعي فهد التقاوي رقم 4 – خلف الطائرتين الاخرتين والذي من الواضح انهم لم يرصدوني

 

ورغم سرعه رد فعلي للدخول خلف الطائرات ، الا انهم تمكنوا من اصابه احمد انور وممدوح منيب بالصواريخ لكن الطيارين المصريين قفزوا بسلام

واستطعت ان ادخل خلف احد الطائرات الميراج وضرب صاروخا انفجر داخل فتحه العادم طائره الميراج ، وابتعدت الطائره الاخري فور انفجار الاولي بسرعه كبيرة جدا مبتعده من المعركه .

حاولت ان اناور وابحث عن بقيه طائرات التشكيل المصري ، فلم ارصدهم لكنني وجدت امامي طائره ميراج تمر من امامي بحجمها الطبيعي وعلي مسافه قريبه جدا مني وكان من الواضح انه لم يراني في نفس الوقت الذي لم اراه ، فأطلقت نيراني عليها لتدمرها علي الفور

 

وفي غمرة المعركه ابتعد عني فهد التقاوي محاولا ضرب طائره وهو خطأ جسيم في ان يترك قائده في المعركه ، وعلمت بعد ذلك انه دخل في اشتباك مع طائرتين ميراج ، واستطاعت احد طائرات الميراج ان تصيبه ويقفز بالمظله .

 

وكانت تلك المعركه نتيجتها 3 لاسرائيل ، اثنان لمصر ، فقد اسقطت اسرائيل 3 طائرات مصريه من اربعه ونزل الطيارين بسلام ، فين حين انني اسقطت طائرتين بطياريهم فتكون النتيجه العادله في خسائر الطيارين هي فوز مصر اثنان صفر .

 

لكن:  لم يتم احتساب اسقاط الطائره الاخري ، فقد سقطت الطائرة في مياه القناه ، ولم يكن حولي اي طيار اخر يؤكد اسقاط تلك الطائرة ، وكاميرا المدفع لم تلتقط صورتها وهي تنفجر امامي ، وبالطبع لم تعلن اسرائيل عن اسقاط اي طائرة في هذا الاشتباك وادعت اسقاط ثلاث طائرات مصريه

 

لكن الله يمهل ولا يهمل : فبعد خمس سنوات من تلك المعركه واثناء تطهير قناه السويس عام 1975 لاعاده فتحها مره اخري للملاحه ، تم استخراج تلك الطائره من نفس المكان الذي ابلغت عنه وبداخلها جثه الطيار الاسرائيلي وقد تحولت الي عظام ، فتم اثبات اسقاط تلك الطائره لي بعد خمس سنوات كامله من سقوطها

 

ونتيجه لاحتساب اسقاط طائره واحده في تلك المعركه وعودتي سالما ، حصلت علي مكأفاه ماليه وشهاده تقدير من قائد اللواء الجوي

 

وكانت تلك المعركه هي اخر معاركي الجويه في حرب الاستنزاف ، فقد تلي ذلك اشتباكات جويه بدون معارك حقيقيه ، وكنا علي اهبه الاستعداد دائما ونقلع فورا فور أقتراب اي طائره معاديه

 

ما بعد وقف اطلاق النار وحتي حرب اكتوبر

 

فور بدء اتفاقيه روجرز ، ووقف اطلاق النار بدأنا نلتقط الانفاس قليلا وبدأنا في تدريبات عنيفه جدا ، ووصل الينا طيارين جدد يحتاجون خبراتنا في حرب الاستنزاف ، فقد كنا ندرك ان القتال سينشب في اي لحظه وكان يجب ان نكون مستعدين له

 

فبدأنا في استيعاب الدروس المختلفه من القتال مع العدو وفهم اعمق لتكتيكاته الجويه وكانت حياتنا في المطار وتوثق الرباط الاخوي بين الطيارين بصورة اكبر وكابر

ونتيجه الروح الايمانيه الجميله التي كنا نتحلي بها في السرب من حيث صلاه الجماعه في اوقات الراحه ووضع عبارات ايمانيه علي خوذاتنا وعلي بدلاتنا ، فقد نشا بيننا رباط ديني واجتماعي قوي جدا ، وكان يقيننا بالقضاء والقدر كبيرا وكانت كلمه لا الله الا الله رابطنا في كل احاديثنا وفي كل طلعاتنا ، فلم يستشهد من سربنا طيار في القتال وحتي نهايه حرب اكتوبر .

 

لكنا كنا نعاني مشاكل فنيه في توجيه الطائرات طوال حرب الاستنزاف ، فالرادارات والموجه الارضي لا تري طائرات العدو المتربصه لنا علي ارتفاع منخفض ، فكثيرا كنا نفاجأ بطائرات تدخل خلفنا بدون انذار او بدون ان نعرف ، وكنا نخسر طائرات كثيره بسبب ضعف الرادارات المصريه علي الارض

 

وطوال الفترة من عام 70 الي عام 73 ، كنا في تدريب مستمر ، وبدأنا في تعلم مناورة سرعه الصفر او ما تسمي مناورة السرعات المنخفضه وكانت تلك من ابرز التدريبات التي تدربنا عليها .

في نفس الفترة وصلت انواع جديده من طائرات الميج 21 مثل الطراز MF  وكانت احسن في الحموله والمدي من الطراز F 13  التي نقودها في مطار انشاص ، لكن الـ F 13  كانت تتميز عن  الـ MF  في المناورة وخفه الحركه ، وكانت الطائرات الجديده توجه لانشاء اللواء 104 كاملا من 3 اسراب ، لذلك كانت كل الطائرات الجديده توجه للواء 104 في المنصورة وظل اللواء 102 في انشاص بطائراته القديمه التي نعتز بها ونثق فيها لاعلي درجه .

 

كانت التدريب في تلك الفترة تدريب رعب ، فالطيارين المصريين القادمين من تدريبات في روسيا لا يعرفون عن الطائره سوي الاقلاع والهبوط بها ، وكانت مسئوليتنا تدريبهم علي اقصي الظروف التي مررنا بها في القتال الفعلي بحيث يكونوا علي مستوي عال عندما يتقابلون مع طائرات اسرائيليه وهو ما كنا نطلق عليه تطعيم معركه .

وكثيرا ما فقدنا زملاء طيارين اثناء التدريبات من قسوة التدريب وعنفه ، بالاضافه الي ان التقدم التكنولوجي الراداري الاسرائيلي في اكتشاف طائراتنا من مدي بعيد ، اجبرنا علي التدريب المستمر الدائم علي الطيران المنخفض كشرط وحيد مفاجأه اسرائيل في الجوله المقبله

 

واثناء الاعداد لحرب 73 ، كنا نستطلع نظريا وعمليا مدي تيقظ العدو ، وقياس رد فعله ، فكنا ندفع طائرات قرب القناه وندرس بكل دقه رد فعل العدو علي اقلاع طائراتنا ، ونحسب رد الفعل بالثانيه الواحده ، لوضع سيناريوهات متوقعه لرد فعل العدو اثناء الهجوم الافتتاحي للحرب .

 

من ناحيه التدريب المصري لزميله المصري اذكر واقعتين من اهم ما يمكن  لكي تكشف للقارئ مدي ضراوه التدريب الذي كنا نمر به ، سواء عمليا او نفسيا .

 

كان في السرب طيار ممتاز وصل لمرحله الثقه الزائده وهي اخطر مرحله قد يصل لها الطيار وسوف تسبب في قتله لا محاله ، وكان يجب ان يتم كسر تلك الثقه الزائده في الطيار لاعادته الي  كفاءته الكامله ، فتلك الثقه تقلل من مستواه بدون ان يدري ، وتقلل من سرعه رد فعله مما يتسبب في مصرعه في اي اشتباك ، فكان يجب علي ان اقلع معه في تدريب قتالي وان اقوم بتصويره – أي الانتصار عليه في التدريب – بشكل مهين ووسط مشاهده جميع طياري السرب علي الارض ، لكي اعيده الي تركيزه التام مره اخري وانزع من داخله الثقه الزائده ، وبذلك يكون قاتلا محترفا وليس هدفا لطائرات العدو .

 

الواقعه الاخري حدثت في احد الايام وكنا نتمركز في مطار وادي قنا بالصعيد وكان مطارا جديدا ، وزارنا صلاح المناوي رئيس شعبه عمليات القوات الجويه قبل واثناء حرب اكتوبر ، وطلب مني اللواء صلاح المناوي طلعه لاستكشاف مدي جاهزيه الاسرائيليين في مطار رأس نصراني ( شرم الشيخ حاليا )  وطلب مني ان اصطحب معي الفورميتر ( رقم 2 ) في التشكيل معي ، وطلب ان تتم تلك الطلعه حالا اثناء وجوده في المطار .

وبالفعل أقلعنا تجاه شرم الشيخ في صمت لاسلكي تام ، وبارتفاع منخفض جدا وسط الجبال المطله علي البحر الاحمر متجهين الي مطار رأس نصراني .

ووجدت ان الفورميتر الذي معي لا يستطيع ان يطير علي ارتفاع منخفض جدا مثلي ، مما قد يتسبب في كشفنا راداريا من قبل العدو ، فأشرت له بيدي لكي يقترب مني ، لكنه مازال لا يستطيع ان يجاريني في الارتفاع المنخفض خاصه وأننا كنا نطير في منطقه تحيط بها الجبال من كل تجاه ، وكنا وسط الجبال ويوجد وادي ضيق بين الجبال يؤدي البحر ، وكنت قد مررت بهذا الوادي عده مرات وهو وسط جبل شايب البنات قرب الغردقه .

ورغم  تلقيني لزميلي بضروره ان يكون قريبا مني والا يرتفع بطائرته الا انه كان خائفا من الطيران المنخفض وسط تلك الجبال ، لذلك كان يرتفع بطائرته كل فترة ، لارتفاع اعلي أأمن له

 

وعند الوادي الضيق الذي سأمر به ، وجدت زميلي قد ارتفع جدا ، مما جعله بالتأكيد يظهر علي رادار العدو ، واجهاض العمليه ، فقررت الغاء العمليه علي الفور والعوده الي المطار

 

وفي المطار سألني اللواء صلاح المناوي عما حدث ، فأخبرته بأنه طائره زميلي تعاني عطبا وأنني سأخرج بمفردي في الحال فور تزود الطائره بالوقود .

 

واقلعت بمفردي علي ارتفاع منخفض كما خططت وكما اردت ، ومررت من وسط الجبال تجاه البحر ، ثم علي ارتفاع منخفض جدا فوق البحر تجاه شرم الشيخ لدرجه انني كنت اري تطاير المياه خلف الطائره مثل السفن بالضبط .

ومررت فوق المطار ورصدت طائرات فانتوم في المطار تقوم بالتزود بالوقود علي الارض ، وعدت تجاه الغردقه بدون ان يستطيع العدو ان يطلق طائراته خلفي .

 

وكان اللواء صلاح المناوي يتابع علي الرادار وذهل عندما رأني اهبط في المطار بدون ان أظهر علي الرادار له نهائيا ، واخبرته بما شاهدته في مطار رأس نصراني وسعد جدا بنتائج هذه العمليه والتي كانت ضمن تخطيط القياده للضربه الجويه ، وكان مهما لنا معرفه سرعه رد فعل العدو علي تواجدنا قرب مطاراته .

 

لكن الدرس الاهم هو الذي لقنته لزميلي الطيار ، فقد اخبرته انه من الان فصاعدا لن يطير بجواري ابدأ ، لانه لا يثق في كقائد ولم ينفذ التعليمات المعطاه له ، فالثقه في النفس والثقه في القائد هي مفتاح نصر اي طيار في قتال جوي ، لكنه كان مفتقد الثقه في نفسه في الطيران المنخفض ، وفقد ثقته في كقائد له ، بأنني سأعبر به وسط الجبال الي البحر .

 

وتلك الواقعتين تدللان علي مستوي الطيار المصري ومستوي التدريب الذي يلقاه من قائده المصري وليس السوفيتي ، فنحن نحارب لكي ننتصر ونحارب عدو متفوق علينا لذلك يجب ان يكون الطيار المصري احسن ما يكون تدريبا وروحا معنويه

لكن المدرب السوفيتي كل ما يهمه هو الا يموت الطيار بغض النظر علي مستواه  او كفاءته

 

جدير بالذكر ان الطيار زميلي قد طار معي نفس الطلعه ووسط الجبال مرة اخري بعد ان توسل الي لعده مرات لكي يعود للطيران في تشكيلي ، وفعلا نجح في المرور من هذا الوادي الضيق مما اكسبه ثقه هائله في نفسه واسعدني فعلا انه قاتل نفسه وقاوم مخاوفه واصبح واثقا في نفسه وفي قائده .

فقد كنا نعلم الطيارين الصغار اننا طيارين نقلع لكي نقتل العدو لا لنموت ، وكنا نبث فيهم تلك الروح التي تزرع ثقه محسوبه في امكانيتنا وقدراتنا علي قتل العدو .

 

الميراج المصريه في ليبيا

 

في اوائل عام 72 شاهدت الميراج 5  المصريه في ليبيا وطرت عليها مع الطيار المصري علي زين ، ورغم انها كانت موجوده في اسرائيل ومنتجه داخل اسرائيل تحت اسم النيشر ، الا انني لم اعجب بالطائره مقارنه بالميج 21 التي اطير بها .

 

فقد وجدت بها عيوب كثيرة من وجه نظري منها ، ان الطائره تفقد قدرتها علي المناورة بدون ان يحس الطيار لو دخل بها في مناورة خاطئه ، اما في الميج 21 فهناك ارتجاج قوي في عصا التحكم لانذار الطيار بوجود شئ ما خطأ لكي يخرج منها بسرعه .

ايضا لم يكن بها اجهزة متطوره قويا جدا عن الميج 21 عدا جهاز اطلاق النار ، والذي لا يطلق النار من المدفع الا في وجود هدف داخل دائرة الضرب للحفاظ علي الذخيرة .

 

تعلمت من طيراني علي الميراج ان بها عيوب يمكن ان استغلها في الطيران ضدها بالميج 21

منها قدرتها المحدوده جدا في الطيران علي السرعات المنخفضه كما تعلمنا في الميج 21

مما جعلنا نضع مناورات السرعه المنخفضه كمناورة اساسيه لقتل الميراج الاسرائيليه والتي تعتمد عليها اسرائيل في القتال الجوي .

 

وقمنا بتدريبات عنيفه بطائرات الميج 21 ضد طائرات الميراج المصريه ضد طيارين ليبيين وباكستانيين ، وكنا نضع كل السيناريوهات المحتمله لقتالنا مع الميراج الاسرائيلي ، واستطعنا عمل تفوق كامل علي الطائرات الميراج سواء بطيارين ليبيين او باكستانيين ، مما زادني حبا في الميج 21 والتي مازلت اعشقها وخصوصا الطراز F 13  والذي استلمته مصر منذ عام 62

 

وفي احد التدريبات كاد احد الطيارين الليبيين ان يلقي حتفه وهو يطاردني في تدريب ، فقد قمت بمناورة بسيطه تعودنا عليها ( هاي جي رول ) وحاول مجاراتي في المناورة بشكل يفوق قدرات الطائرة ، مما جعل محرك طائرته يتوقف وتنهار الطائره ، الا ان الله نجا الطيار لاننا كنا نطير علي ارتفاع عال واستطاع الطيار اعاده المحرك للعمل قبل ان تصطدم الطائرة بالارض .

 

وحدثت واقعه اثناء وجودي في ليبيا ، فقد صدرت الاوامر لسرب الميراج بالاقلاع لضرب اسرائيل من ليبيا ، ورغم ان تسليح الطائره لم يكن قد وصل من فرنسا ورغم ان مدي الطائره لا يسمح لها بالوصول الي اسرائيل انطلاقا من ليبيا وفق ما قاله الخبراء المصريين ، الا ان صالح الفرجاني قائد القوات الجويه الليبيه أصر علي ذلك ، مما سبب في توتر الاجواء ، مثل واقعه اصدار الاوامر لغواصات مصريه في ليبيا عام 73 بالخروج واغراق باخره مدنيه تحمل مليونيرات امريكيين متجهه الي اسرائيل ، وهو ما تدراكته القوات البحريه المصريه سريعا .

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech