Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء طيار رضا العراقي - حرب أكتوبر

 

حرب اكتوبر

 

كان قرار الرئيس السادات بطرد الخبراء السوفيت عام 72 هو اهم قرار اتخذه الرئيس في الحرب التي تمت بعدها بعام

فهؤلاء الخبراء كانوا معنا في مستوي السرب ومستوي اللواء ، ويخططون معنا كل تفصيله صغيرة او كبيرة ، وتفاصيل العلميات .

ومعظم هؤلاء الخبراء خرجوا من مصر الي روسيا عام 72 ومنها الي اسرائيل ، فقد جذبتهم المخابرات الاسرائيليه كمصدر للمعلومات عن القوات الجويه المصريه افضل من الف جاسوس، وللاسف الشباب المصري لا يعرف مدي خساسه الخبراء السوفيت ، فقد كنا في مطار وادي قنا ، وقبل اخر ضوء وقبل ان نقوم بفك اربطه الكرسي ، تدخل علي الممر عربات نقل الوقود وعربات الدعم الفني لتتوقف علي الممر لكي لا تسمح لطائره بالهبوط فيه ، فقد كنا نتوقع بعد طرد الخبراء ان يقدم السوفيت علي غزو مصر كما غزوا تشيكوسولوفاكيا جوا وبدون ان يتنبه احد استيقظ الجيش التشيكي علي قوات مظلات سوفيتيه تحتل كل المطارات تقريبا مما ساعد علي سرعه وقوع تشيكوسوفاكيا عام 72

 

بعد خروج السوفيت من مصر تغير كل شئ في الاسراب المصريه ، من حيث التمركز والمهام المكلف بها والاسماء الكوديه والنداءات اللاسلكيه ، فقد كانت هناك شواهد وادله علي تجسس الخبراء السوفيت علي القوات الجويه المصريه

 

ومع اقتراب نهايه عام 73 كانت هناك شواهد بأقتراب شئ ما في الافق ، لكننا لم نكن علي يقين ، فهناك وحده تدريب سوخوي في مطار البريجات تم حلها ، وعوده جميع الطيارين والمدرسين الي وحداتهم القتاليه

 

وكنا وقتها في مطار جناكليس حيث تم توزيعنا بعد وقف اطلاق النار علي وادي قنا ومنها الي مطار جناكليس للدفاع عن الساحل الشمالي والاسكندريه ، وكانت الشواهد تشير الي وجود شئ ما ، وهناك شواهد اخري تشير الي عدم وجود اي حرب .

فخلال عام 73 وحده تم استدعائنا للطواريء اكثر من 12 او 13 مرة في عشره اشهر ، وفي كل مرة لم يكن هناك شئ ، فقد كانت ما عرفناه بعد الحرب بما يسمي خطه الخداع لمفاجأه العدو ، وايضا لتطمئنه وحدات الاستطلاع الالكتروني والتصنت المعادي بأن ما يحدث هو شئ طبيعي ، وكنا نطلق علي ما يحدث ( لعب عيال ) فقد كانت الاستدعائات المتكرره بدون سبب او غرض ، لدرجه اننا توهمنا ان قائد اللواء يعاقبنا ، وعندما عرفنا ان الاستدعائات تكلف السرب الملايين ، من حيث الوقود والذخائر الخ الخ ، هدأ غضبنا وتناسينا فكرة ( لعب العيال )

 

وحضر اللواء طيار حسني مبارك لنا في مطار جناكليس زياره عاديه جدا ، وهو رجل اعتبرة احسن قائد قوات جويه مر علي مصر حتي حرب اكتوبر ، فقد كان رجلا عاقلا عمليا منضبطا اشد الانضباط معنا ويعرفنا بالاسم ، وأذكر انه كان يقوم بخداعنا كل عام ليله رأس السنه بارساله طائره قائد القوات الجويه الي كل المطارات ، والطائره لا يوجد بها احد غير الطيارين ، لكن عندما كنا نعرف وفق جدول الطيران ان طائره قائد القوات الجويه في طريقها الينا اليوم ، فكنا نلتزم بالبقاء في المطار وعدم الخروج لسهر ليله رأس السنه وهي مداعبه طريفه منه لكي يخبرنا بأنه يعرف العايبنا في السهر في تلك الليله .

عندما زارنا اللواء حسني مبارك قبل الحرب ، كانت زيارته عاديه وكل حديثه يغلب عليه صيغه ( لو ) ويعطينا تشجيع لو حدث اشتباك لو قامت حرب ، فقد كانت زياره معنويه من المقام الاول

 

عرفت بموعد الحرب الساعه 12 ظهر السادس من اكتوبر وكنت صائما ، ولم افطر فقد توقعت انها مثل الانذارات السابقه .

 

في الثانيه عشر ظهرا ، اصدر العميد ابراهيم شكري قائد اللواء الجوي  اوامرة بتجميع كل الطيارين حتي الطيارين الذين داخل الطائرات ، واخبرنا بأنها الحرب الفعليه ، وخطب فينا خطبه قويه جدا رفعت روحنا المعنويه الي السماء ، واخبرنا بأن امامنا نصف ساعه للاستعداد ، وان مهمتنا هي الدفاع الجوي عن شمال مصر في منطقه عمل اللواء ، واننا مكلفين باعتراض اي طائرات اسرائيليه تحاول الاختراق تجاه الاسكندريه ورشيد وحتي الضبعه

وكنا مكلفين بضرب نقطه العدو في بودابست امام بورسعيد في الضربه الجويه الثانيه .

 

وكان بالمطار حتي ليله 5-  6 اكتوبر سرب سوخوي 20 وقاذفات تي يو 16 والتي كانت مكلفه بضرب ميناء ومطار ايلات بالقنابل بالطيران الطويل من فوق صعيد مصر والسعوديه .

وغادر سرب السوخوي 20  المطار متوجها الي مطار بني سويف (  تفاصيل اكثر عن عمليات سرب السوخوي 20 في حوار اللواء طيار  احمد عباس ولاحقا في حوار العميد طيار الشاذلي علي موقع المجموعه 73 مؤرخين فقط )

 

بدأت العمليات بأقلاع طائرات التي يو 16 القاذفه وتبعها تشكيلات الميج 21 ،

 

يوم 7 اكتوبر :

 

طوال فترة الليل لم تكن طائراتنا تستطيع العمل والطيران ، فكنا نطلق مناطيد حول المطار مثبته بأسلاك صلب ، تلك المناطيد مهمتها ابعد الطائرات الاسرائيليه عن المطار ، وتلك المناطيد قامت بأعمال قويه جدا في الدفاع السلبي عن المطار ، ففي حاله اقتراب طائرات معاديه ، يكون امام الطيار المعادي اختيار واحد وهو الارتفاع للابتعاد عن اسلاك تلك المناطيد التي من الممكن ان تقطع طائرته نصفين ، وعند ارتفاعه يكون هدفا سهلا لوحدات الدفاع الجوي

كانت هناك انباء عن عمليه انزال بحري سيقوم بها العدو تجاه الضبعه ، وخرجت في اول مظله جويه بعد اول ضوء تقريبا ، لعمل مظله جويه فوق منطقه الضبعه والتأكد من تلك الانباء .

وتأكدنا من عدم وجود شئ ، وانهيت فترة المظله وعدت تجاه المطار والوقود قارب علي النفاذ

وكان معي ممدوح منيب وعبد الباسط ومحسن علام ، واثناء العوده بدأنا في اجراءات الهبوط فوق المطار وانزلت العجل وخلفي بقيه الطائرات وكل شئ هادئ

 

في نفس الوقت كان زميل عمري مدحت زكي  يستعد للاقلاع لكي يحل محلي في منطقه المظله ( تابع حوار اللواء مدحت زكي في موقع المجموعه 73 مؤرخين ) وسمعت صوت مدحت زكي من الارض يسأل برج المراقبه عن الطائرات التي تتقدم تجاه المطار من الشمال هل هي طائراتنا ، ورد عليه الجندي في البرج بأنه سيسأل الضابط .

وقت سماعي صوت الجندي يخبر مدحت بأنه سيسأل الضابط  فهمت علي الفور انها طائرات اسرائيليه .

نظرت في الاتجاه الذي تحدث عنه زميلي مدحت زكي ، ولمحت طائرات فانتوم مموهه باللون الزراعي وصعب رصدها وسط مزارع جناكليس .

فرصدت طائرتين وخلفهم طائرتين فانتوم حتي عددت 6 اقسام كل واحد من طائرتين اي ان المجموعه 12 طائره ، فناورات سريعا ورفعت العجلات وخلفي بقيه زملائي في الوقت نفسه بدأ زميل عمري مدحت زكي في الاقلاع وخلفه بقيه طائراته .

 

بدأت الدخول في وجه اول طائرتين والتي كانت ترتفع لالقاء القنابل ودخلت وسطهم ، مما جعلهم يتشتتون مما اجهض هجومهم علي الممر ، اما القسم الثاني المكون من طائرتين القادم خلف القسم الاول ، فقد دخل خلف طائرة زميلنا انس والذي كان يقلع خلف مدحت زكي ، واصيبت طائرته وقفز علي الممر بينما احترقت طائرته خارج الممر ( جري انس علي اقرب دشمه واستلم طائرة وابلغ نبيل شكري بانه قفز وسيقلع مجددا – اي انه اقلع مرتين في خمس دقائق تقريبا )

فشل الهجوم الاسرائيلي قبل ان يبدأ الهجوم ، فقد فقدوا ميزة المبادأه والمفاجأه ووجدوا طائراتنا فوق المطار تحميه ، مما جعل بقيه الطائرات الاسرائيلييه تتخلص من قنابلها لكي تخف وزنها وتتفرغ للقتال الجوي معنا .

 

ارتفعت بطائرتي تمهيدا للاشتباك الجوي ، وكانت سماء المطار مليئه بما لا يقل بعشرون طائرة مصريه واسرائيليه  بالادق – كانت 12 طائره فانتوم ضد سبع طائرات مصريه بعد سقوط طائرة زميلنا انس

، وجدت طائره ميج 21 ترتفع وخلفها فانتوم ، ووضع الفانتوم جيد للاطلاق ، فتكلمت مع الطيار المصري ونبهته في نفس اللحظه التي اطلقت فيها الفانتوم صاروخين ، وتفادي الطيار المصري الصواريخ ( للمصادفه كانت تلك طائره زميل عمري مدحت زكي )  استكملت الاشتباك ووجدت طائرتين فانتوم خلفي  في وضع جيد لضربي ، قمت بمناورة حاده اخرجتني من امام تلك الطائرات ومكنتي من مشاهده الطيارين في الفانتوم الاولي ينظرون الي من داخل الكابينه لقرب المسافه بيننا .

وقمت بمناورة اخري أدخلتني خلف احد الطائرتين ومن علي مسافه قريبه مكتني من فتح مدفعي عليها لتصاب الطائرة ويتعالي منها الدخان الاسود والذي تشابك مع الدخان الاسود المتصاعد من القنابل التي القتها طائرات الفانتوم في المزارع حول المطار .

شاهدت الفانتوم تنسحب من المعركه مخلفه خلفها خطا اسود من الدخان وكانت اصابتها شديده لا تمكنها من الوصول الي اسرائيل لكن الطيار اراد الابتعاد من المعركه .

كان الوقود لدي في مرحله حرجه فلم استطع الاستمرار في الاشتباك خاصه ان الطائره الفانتوم التي اصبتها قللت مت سرعتها نتيجه الاصابه الشديده في محركها .

تحدثت مع برج المراقبه للنزول الطارئ ، ولم اتلقي رد ، نتيجه انفجار قنبله بجوار برج المراقبه وانقطاع الاتصال معهم .

بدأت في الهبوط وسط معركه جويه فوق المطار ودخان اسود كثيف علي الممر ، جعل الرؤيه صفر تقريبا ، ولم اكن اعرف اذا كان هناك قنابل انفجرت علي الممر ام لا ، فتشاهدت ونزلت واستمرت الطائره في الجري علي الممر وسط دخان اسود كثيف لا اري من خلاله شئ ، وخرجت من الدخان الاسود علي مشهد ارعبني ، فعلي مسافه قليله امامي ، حفرة كبيرة جدا من جراء انفجار قنبله ، وكانت طائرتي قد تباطأت فخرجت من الممر الي الممر الفرعي وانا اتحدث مع زملائي في الجو محذرهم  

(( يا جماعه نص الممر سليم ، ما عدا التلت الاخير ، الناس تنزل يمين او شمال الممر ))

لم اكاد انهي كلمتي الا ووجدت زملائي ينزلون الواحد تلو الاخر لقرب نفاذ وقودهم وعدم قدرتهم علي تحديد صلاحيه الممر ، فوجودا في رسالتي لهم طوق النجاه بدلا من القفز من طائراتهم السليمه

 

فور دخولي الدشمه تقليت استدعاء من قائد اللواء العميد ابراهيم شكري ، واستدعاء اخر لمدحت زكي  ، وجدير بالذكر ان مدحت زكي نجح في اسقاط طائره فانتوم في هذا الاشتباك ايضا .

 

توجهنا الي قائد اللواء الجوي في غرفه علميات المطار علي الفور ، واخبرنا بضروره الاقلاع مرة اخري لاثبات للعدو الاسرائيلي ان المطار سليم ومازال يعمل ، فرادارات العدو لو اكتشفت عدم اقلاع طائرات من المطار ستستنتج ان المطار ربما يكون قد تعطل ومن ثم ترسل هجمات اخري لتعزيز النجاح ، وايضا كان لديه هدف نفسي ، فظهور طائراتنا مره اخري علي الرادار الاسرائيلي معناه ان هجومهم قد فشل وخسروا طائرات مما يحبط عزيمتهم اكثر ، فقد كانت حرب نفسيه أيضا .

 

اخبرنا بأننا سنقلع علي طريق مخصص للسيارات الفنيه في التحرك خارج ممرات المطار ، وأمرنا بالاقلاع لارتفاع عال فوق المطار والقيام بمحادثات لاسلكيه مكشوفه لرصدها من العدو.

 

كان الطريق المطلوب منا الاقلاع منه غير عريض كفايه لاقلاعنا منه ، غير ان يمين ويسار الطريق مبان المطار ودشم الطائرات وهو خطر ، لكن الهدف اسمي واكبر من ارواحنا .

 

اقلع مدحت بصعوبه وانا خلفه وتسلقنا الي ارتفاع 6 كيلو متر فوق المطار وظللنا لمده حتي قارب الوقود علي النفاذ ، وبدأنا في الهبوط وكانت الاوامر بالهبوط علي نفس الطريق الذي اقلعنا منه .

فرغم هبوطنا علي الممر الرئيسي اثناء الاشتباك  الا انه وقت عودتنا من تلك الطلعه كان  المهندسين العسكريين يبحثون علي القنابل التي لم تنفجر والقنابل الزمنيه التي تعود العدو اسقاطها حول الممر ، فلم يكن الممر امنا

وبدأنا في الهبوط علي نفس الطريق الضيق الذي اقلعنا منه ، فأنفجرت احدي اطارات طائره مدحت امامي ، واصطدمت طائرته بالرمال حول الدشم وتوقفت الطائرة ، ونزلت خلفه  وانفجر اطار بطائرتي ايضا ودخلت في الرمال ايضا .

لكن الاعمار بيد الله قبل كل شئ وقد كتب الله لنا النجاه في تلك المغامرة المهمه لنا والمهمه للمطار ككل .

 

في نفس الليله كان الممر قد عاد للعمل مرة اخري وكأن شيئا لم يكن وعدنا مره اخري للعمل في المظلات الكامله بقوة السرب كاملا

 

 

طوال الفترة من بعد اشتباك يوم 7 اكتوبر ، كانت الاوضاع لدينا هادئه ، كنت اقوم بطلعه بمفردي الساعه 5 قبل اول ضوء يوميا ، لكي اظهر علي الرادارات الاسرائيليه ونوصل لهم رساله بأننا موجودين حتي قبل اول ضوء ، وانزل مع اول ضوء وفي نفس الوقت تبدأ طائرات المظلات الجويه في الاقلاع مما يعطي الانطباع للعدو بأننا متيقظين تماما ، ورغم ذلك فليس سرا ان تلك الطلعات الليليه التي كنت اقوم بها لم تكن ذات معني فالطائرة ليس بها رادار للقتال الليلي ولو حدث اختراق معادي لم يكن من الممكن اعتراضه ، لكنها كانت حرب نفسيه مستمرة ورسائل متبادله بيينا وبين العدو .

 

وأستمررنا في طلعات المظلات داخل البحر وفوق الساحل الشمالي المصري ، لمده طويله في اعمال دوريات ومظلات مستمرة لتأمين هذا القطاع الحيوي من سماء الجمهوريه

 

ورغم ان القتال كان ضاريا في انحاء الجبهه ونستمع اليه يوميا في الاذاعه ليلا ، الا ان القطاع الذي كنا فيه كان هادئا في الجو مشتعلا علي الارض ، فقد كنا في شوق للاقتراب من الجبهه اكثر للاشتباك مع العدو أكثر وأكثر ، فقد كنا عطشي للقتال الجوي وقتل العدو

وثقه قائد اللواء الجوي في ، جعلته يصدر لي الاوامر بمغامرة اخري يوم 12 اكتوبر باعتراض طائره الاستطلاع  SR 71  الامريكيه علي ارتفاع 30 كيلو وبسرعه 5 ماخ ، رغم غرابه الامر الا ان ثقه العميد ابراهيم شكري جعلته يصدر لي هذا الام  الغريب ، ورغم عدم امكانيه طائراتنا في مجرد الاقتراب من تلك الطائره السريعه جدا ، الا ان روحنا المعنويه جعلتنا نحس أن بأمكاننا القيام بأي شئ ، تلك الروح التي كنا نعيش بها في المطار وداخل السرب .

، لكنه سرعان ما الغي الامر بعد ان وجد ان الطائره الامريكيه ابتعدت كثيرا عن مدي طائراتنا ، فقد تم رصدها فوق العريش ، وبعد انتهاء التلقين علي التليفون وتحرك الطائره علي الممر ، كانت قد وصلت الي الاقصر

ليلا عاتبت العميد ابراهيم ممازحا من تلك المهمه المستحيله فنيا والتي كلفنا بها ، ورد الرجل علي ردا هزني من داخلي (( بص يا رضا ، انا ثقتي فيكم كلكم ملهاش حدود ، انا عارف لو قلت لكم انه فيه قمر صناعي عايزكم تضربوه ،هتطلعوا وتضربوه وترجعوا ))

 

يوم 14 اكتوبر استمعنا الي معركه المنصورة الجويه في اللاسلكي ، وقد تم توجيهنا للدخول في المعركه لكننا وصلنا متأخرين بعد انتهاء المعركه ، وظللنا في مظله قرب المنصورة لتأمين المنطقه لحين تعافي المطار وعودته للعمل مرة اخري ، ويجب ان اشير هنا الي ان كل الطائرات المصريه ميج 21 في شمال الجمهوريه اشتركت في تلك المعركه بصورة او بأخري ، فمجرد وجود سربنا قرب المطار اثناء المعركه ، جعل العدو يسحب طائرات التعزيز المرسله للمعركه التي كانت ضاريه جدا بين طياري المنصورة وطنطا وانشاص وبين 160 طائرة فانتوم اسرائيلي والتي انتهت بحمد الله بأسقاط 17 طائره اسرائيلي مقابل خساره سبع طائرات لنا فقط منهم اربع او خمس طائرات لنفاذ الوقود وليس لقتال جوي

وكثيرا ما اقعلنا في طلعات جويه لحمايه بورسعيد الا ان وحده الدفاع الجوي ببورسعيد كانت تكلف طائرات العدو ثمنا باهظا ، ففي كل هجوم يسقط طائرتين الي ثلاث طائرات للعدو وكنا نصل متأخرين لنجد طائرات العدو اما هربت او تحطمت وقد عرفت ان الدفاع الجوي في بورسعيد فقط اسقط حوالي 17 طائره (( تابع حوار اللواء ايمن حب الدين قائد كتيبه دفاع جوي ببورسعيد في بطل الشهر في موقع المجموعه 73 مؤرخين ))

 

يوم 16 او 17 اكتوبر لا اتذكر التاريخ ، صدرت الي السرب الاوامر بالاقلاع كاملا ، وفور اقلاعنا صدرت الينا الاوامر بالهبوط في مطار أنشاص ، فأحسسنا بالسعاده البالغه من أقترابنا من الجبهه مما سيعني اشتباكات اكثر وقتال اكثر .

وبدأ سربنا في القيام بمظلات في مناطق جديده لحمايه الجيوش الميدانيه وبدأت الاشتباكات تزيد مع العدو ولم نخسر اي طائره او طيار في اي من تلك الاشتباكات

 

يوم 24 أكتوبر صدرت لنا الاوامر بالتوجه للقتال الجوي فوق منطقه الثغرة ، وكانت الاوضاع مشتعله علي الارض

وفور دخولنا لمنطقه الثغرة وجدت ما لا يقل عن تسع صواريخ هوك تنطلق مع الارض تجاه تشكليلنا

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech