Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

الجندي البطل مصطفي بشير

ادار الحوار - اسماء محمود

كما عودنا أبطال مصر دائماً .. مع كل حكاية نسمعها منهم أو أى حوار يدور معهم حول تلك الأيام المجيدة ، نعيش تلك الأيام على الجبهة بعقولنا مرات ومرات ، نذهب ونعود معهم بأختلاف السلاح والكتائب والمعارك ، نشاركهم لحظات النصر ، الصمود .. وتواسيهم قلوبنا لحظة تذكر الشهداء .. ننزل فى حفر برميلية مجاورة لهم أثناء القصف ... ونخرج منها نتنفس الصعداء ، نطمئن على الأبطال ونحصى الخسائر .. نقبل رمال سيناء معهم ونهتف من أعماقنا بصيحة النصر (( الله أكبر )) .

فى حوارنا هذا يتحدث إلينا البطل الجندى مصطفى بشير صالح ، من أبناء مصر والنوبة عن ذكرياته على الجبهة فى أكتوبر 73 ، وقبيل الحوار نترككم مع بطاقة تعارف على البطل ..

الاسم : مصطفى بشير صالح

محل الميلاد : قرية كشتمنة ، إحدى قرى النوبة القديمة

السلاح : المدفعية

الكتيبة : 308

الفرقة : 6 مشاة ميكانيكى

وبدأ حديث الذكريات ..

حدثنا البطل عن نشأته والظروف الأسرية قائلاً :

ولدت فى 2 مايو 1952 بقرية كشتمنة فى النوبة القديمة ، كنا 6 أخوة ، 3 صبيان و 3 بنات ، تركنا قرية كشتمنة قبل التهجير ، وذهبنا للعيش فى القاهرة بحى بولاق ، كان والدى يعمل فى فندق شبرد ، ولم أتلق أى قدر من التعليم فى المدارس لكن هذا لم يمنعنى من تعلم القراءة والكتابة وتثقيف نفسى بنفسى ..

كانت الحياة فى أبو العلا سهلة وبسيطة وكنا نشاهد العروض العسكرية على الكورنيش فى أعياد الثورة قبل النكسة ..

كيف ألقت نكسة يونيو بمرارتها على المجتمع ؟

أجاب البطل : أثناء نكسة يونيو كان عمرى 15 عام ، كنا نقطن خلف مبنى التلفزيون ، فى الأيام الأولى كنا سعداء وفرحين بأخبار الانتصار ، حتى فوجئنا بخبر الهزيمة وعم الحزن الشديد المنطقة حتى أننى رأيت الناس يبكون فى الشوارع ، أما من قريتنا كشتمنة فقد استشهد 8 أو 9 ولا زالت أسماء هؤلاء الشهداء مكتوبة فى لوحة الشرف فى جمعية كشتمنة ..

(( والحقيقة أن إشارة بطلنا إلى ضم أسماء شهداء يونيو فى لوحة الشرف ذكرنى بما تعلمناه من البطل اللواء رضا العراقى وهو أن البطل وقت النصر هو نفسه البطل وقت الهزيمة .. كلاهما يدافع عن الوطن حتى الموت .. ))

ومتى تم تجنيدك ؟

يجيبنى : تم تجنيدى فى 1972 قبل حرب أكتوبر بنحو عام ونصف ، توجهت من الفرز إلى الكتيبة وألحقت على سلاح المدفعية .

   كيف كانت تجرى الاستعدادات فى سلاح المدفعية وبالتحديد فى كتبيتك للحظة العبور .. ؟

كنا نقوم بعمل مناورات كثيرة فى صحراء الواحات وطريق السويس .

كيف كان يتم إصابة الهدف المعادى ؟

فى م / د مدفعية ميدان مدفع هاوتزر 122مم  هذا موضوع يطول شرحه لكن أهم شىء أن يكون الهدف فى مدى المدفع ، أى الا يكون الهدف على بعد 6 كيلو ومدى المدفع 5 كيلو .

ماذا عن التسليح الشخصى ؟

رد قائلاً : كان التسليح عبارة عن  بندقية اليه كلاشنكوف

هل تتذكر أى من قادتك أثناء المعركة ؟

أجاب البطل : قائد الكتيبة كان برتبة مقدم وكان اسمه سيد شعراوي ، نائب القائد من أسوان كان اسمه أحمد الجيزاوي وكان إنسان شجاع أصيب في الثغرة ووقع في الأسر ..

لحظة العبور أزهى اللحظات .. متى علمتم بها ؟ ومتى قمتم بها بالفعل ؟

أجاب البطل : بدأنا العبور يوم13اكتوبر الساعة 2 مساء للاشتراك في تطوير الهجوم شرقاً للوصول الي ممر متلا لكن مع الأسف لم يكتب النجاح لهذا الهجوم كان الجسر الجوي الأمريكي قد بدأ وتلقت إسرائيل أسلحة حديثة ..

أما سبب تأخر عبورنا حتى يوم 13 هو أن الفرقة 6 كانت الاحتياطي التعبوي للجيش الثالث ، يوم 13 كانت الجبهة هادئة بعض الشيء وقد اتجهت الكتيبة من منطقة الزيتية وعبرنا من معبر الشلوفة .. وتمركزنا على بعد 10 كم شرق القناة .

كيف قابلتم رمال سيناء ؟

يقول : كان كل فرد منا بمجرد وصوله إلى الضفة الشرقية يقبل الرمال ويسجد شكراً لله .

متى أصبتم الهدف المعادى الأول ؟

أظن كان ذلك فى يوم 14 أكتوبر ، لكننى كنت فى سرية الإمداد بالخلف وعرفت من زملائى بذلك ، حيث كنت وقتها مسئولاً عن إصلاح المركبات ..

تتذكر من من شهداء الفصيلة أو الكتيبة وكيف كان استشهاده ؟

رد قائلاً : مع بزوغ فجر يوم 14 أكتوبر بدأ الطيران الإسرائيلي  يشن غارات علي الكتيبة وقد أصيب 3 افراد ملازم اول احتياط اسمه صلاح و جندي من الفيوم لا أتذكر اسمه و جندي من الأقصر كان اسمه جابر الطيب و تم اخلاء المصابين الثلاثة إلى الخلف ..

و في يوم 15 أكتوبر سقط أول شهيد في الكتيبة كان اسمه محمد حسن من المنصورة وشاركت زملائي في حفر قبر الشهيد و كتبنا اسمه علي القبر و قمنا بوضع الخوذة علي القبر حسب الأعراف العسكرية ..

معارك الثغرة .. ومواجهة طويلة الأمدكيف كانت ؟

أجاب : (الثغرة وما أدراك ما الثغرة)

في يوم 18 اكتوبر صدرت لنا الأوامر بالعودة الي غرب القنال وذلك للتصدي للعدو و في يوم 19 أكتوبر فجراً وصلنا الي الكيلو 109 علي طريق القاهرة السويس

فبعد أن فشل العدو في احتلال الإسماعيلية بسبب طبيعة الأرض الزراعية اتجه بكل قواته في ناحية السويس حيث طبيعة الأرض الصحراوية المفتوحة التي تصلح تماماً لقتال الدبابات وكان للعدو قوات ضخمة تقدر باحوالي 400 دبابة غير عشرات المدافع و تفوق جوي تام لكن قواتنا صمدت وكبدت العدو خسائر فادحة إلي أن تمكن العدو من الاختراق و الوصول الي مشارف مدينة السويس

وحتى يوم 19 أكتوبر كان عدد المصابين من زملائى 3 و شهيد واحد ،وبعد يوم 20 أزداد عدد الشهداء حتى أننى لم أعد أتذكر العدد .

ويواصل البطل حديثه البطل قائلاً : أتذكر الشهيد شعبان كمبل ابن قرية توماس النوبية ، كان سائق وكان يحمل الذخيرة إلى الخط الأمامى ، فى هذه الأثناء قامت طائرة إسرائيلية بقصف السيارة واستشهد شعبان ..

ما هى أصعب وأطرف المواقف التى واجهتها ؟

يتذكر البطل ويقول : من أطرف المواقف حينما كنا في سيناء وصلت إشارة بوجود مركبة أصابها العطل في الخط الأمامي وطلب مني قائد السرية التوجه إلى مكانها وإصلاحها فذهبت و معى زميلى إلى الخط الأمامي و كان الاشتباك مع العدو دائراً على أشده و الطلقات تتساقط كما المطر من حولنا ، وبدأنا في إصلاح المركبة و الحمد لله أصلحنا العطل ،، لكن الغريب والطريف أننى فوجئت بسائق المركبة يجمع بعض من الخشب و يشعل النيران ويقدم لنا الشاى ، بما يدل على أن المصري لا ينسى كرم الضيافة حتى في أحلك الظروف وإن كانت قصف واشتباك ..

ماذا عن أول خطاب أرسلته لأسرتك من الجبهة ؟

أجابنى : أرسلت أول خطاب لأسرتى يوم 15 اكتوبر ، حرصت على أن أرفق فى الخطاب حفنة من رمال سيناء أهديها إليهم ..

ومتى كانت إجازتك الأولى ؟؟

لم تكن إجازة بل كان مبيت ، حصلت على مبيت ليلة واحدة فقط يوم 27 أكتوبر  ، يوم العيد .. وكانت الفرقة 6 عادت إلى دهشور للتجمع وتعويض النقص يوم 26 أكتوبر ولم تعد إلى الجبهة .

وحينما نزلت يوم المبيت تجمع الأهل والجيران حولى فى فرحة وسعادة وكثيراً ما سألونى إذا كنت رأيت فلان أو فلان ..

وقد أنتهت خدمتى العسكرية فى عام 1976 .

أخيراً ... بعد مرور أكثر من 40 عام على الانتصار ،، ماذا تعنى لك لحظة العبور ؟

أجابنى البطل : اللحظة التي لن أنساها ما حييت ..

بالفعل هى اللحظة التى لن ننساها ما حيينا ، لحظة لم تسطر فى التاريخ بأحرف من نور وحسب وإنما أيضاً بعرق ودماء أبناء مصر المقاتلين .. بسنوات من أعمارهم قضوها مرابطين متأهبين لهذا اليوم وذلك الثأر ... اللحظة التى عرف العدو فيها قدره وقدرنا ،، وهى نفسها اللحظة التى تجرع فيها من كأس الهزيمة وذلها ... اللحظة التى بعث فيها الأمل والفرح فى ربوع مصر من جديد .. دامت بلادنا منتصرة بإذن الله ودام أبطالها ظافرين ..

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech