Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء طيار اركان حرب / صفاء الدين محمد عبد المنعم مصطفى كامل

بسم الله الرحمن الرحيم

 

((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا))

صدق الله العظيم

 

 

صدق الرئيس السادات رحمه الله ، حينما قال فى كلمته الخالدة بعد انتصار اكتوبر ، قال : وربما يجئ يوما نجلس فيه معا لا لكى نتفاخر ونتباهى ،ولكن نتذكر وندرس ، ونعلم اولادنا جيلا بعد جيل ، قصة الكفاح ومشاقه ، مرارة الهزيمة والامها ، وحلاوة النصر واماله ، نعم سوف يجئ يوما نجلس فيه ، لنقص ونروى ماذا فعل كل فى موقعه ، وكيف حمل كل منا امانته وادى دوره ..

من هذه البطولات الخالدة ، بطولة احد ابطالنا من طيارى القوات الجوية المصرية .....

البطل اللواء طيار اركان حرب / صفاء الدين محمد عبد المنعم مصطفى كامل

بطل من ابطال تحملوا الدفاع عن مصر ، بل والعروبة كلها ، قى قضيتها ضد العدو الصهيونى ، كان من ضمن ابناء مصر المخلصين ، الذين ضحوا بالغالى والنفيس من اجل تراب العروبة ، ابطال فى سن مبكرة ، كانوا نسورا جامحة ، شقوا سماء مصر ، بصراخاتهم التى انصبت كالجحيم على الاعداء ، ابوا ان يسلموا الراية منكسة ، فضحوا بكل ما لديهم ، بسنوات الشباب ، برفقاء السلاح من الذين استشهدوا فالمعارك والتدريبات ، اجلوا الحزن على الاصدقاء ، حبسوا دموعهم فى اكبادهم ، من اجل ان يخرجوها جحيما انتقاما لمصر ولزملائهم ، وصدقوا فيما عاهدوا الله عليه، فاكرمهم الله بالنصر المبين ، واثبتوا بحق ان الامة العربية تستطيع ان تأمن بعد خوف ، فلقد اصبح لها درع وسيف ...

 

المجموعة 73 مؤرخين

اسماعيل السيد على ابراهيم

 

البداية .....

كنت العب بالنادى الاهلى لكرة القدم ، وقتها كنت فى الصف الثانى الثانوى ، وكان مدربنا بالنادى يدعى مصطفى كامل ، عندما علم انى مقبل على الصف الثالث الثانوى ( الثانوية العامة ) ، فنصحنى نصيحة ابوية بضرورة الالتفات الى دراستى بالثانوية، فقال لى ( روح ذاكر واحنا سجلناك عندنا بس خلص ثانوية عامة وتعالى كمل معانا) تركت لعب كرة القدم باى نادى ، الا انى فضلت البقاء بفريق المدرسة،وكانت تقام بطولة الجمهورية على مستوى الثانوى ، اشتركت مع فريق مدرستى ( مدرسة مصر الجديدة الثانوية ) ، حصلنا وقتها على المركز الاول على مستوى الجمهورية ، وبسبب تفوقى الرياضى حصلت على درجات التفوق الرياضى ، التى كانت ست درجات مئوية (6%) ، بعد ظهور النتيجة كنت قد حصلت على مجموع (65% ) بالاضافة الى درجات التفوق الرياضى اصبح مجموعى ( 71%) ، وكان هذا المجموع فى عام 1964 يؤهلنى لدخول كلية الهندسة ،وقتها تقدمت برغبات التنسيق الجامعى المدنى ، بالاضافة الى انى تقدمت الى الكليات العسكرية ، بعد الدخول فى اختبارات الكليات العسكرية كانت ليقاتى الطبية تؤهلنى للالتحاق بالكلية الجوية ، وقتها كنت لاعبا فى نادى النصر بمصر الجديدة ، كان مدير هذا النادى اللواء طيار / سعدالدين شريف ، الذى كان ياور( كبير الياوران )للرئيس جمال عبدالناصر، كان عندنا مباراة فى الدورى ، اعتذرت عن لعب هذه المباراة ، فسألنى اللواء سعدالدين مدير النادى عن سبب اعتذارى ، فقلت بسبب الكشف الطبى الجوى ، فوصي علينا انا والزميل طيار / على عبدالكريم ، لاننا كنا نلعب فى النادى واراد ان ننهى كشف الهيئة فى اسرع وقت ونتفرغ لمبارايات الفريق ، لاننا كنا لاعبين جيدين ، بعد فترة جاءنى جواب التنسيق، يفيد التحاقى بكلية الهندسة فى حلوان ، كانت الكلية وقتها بمسمى معهد التكنولوجيا ، كان هذا المعهد منحة المانية لمصر ، حيث كل تجهيزاته من المانيا ، التحقت بالمعهد وبدأت فى التكيف مع كليه الهندسة ، والحقونى بقسم هندسة الكهرباء ، وفى احد الايام طلبنى مدير شئون الطلبة بالكلية ، فقال مهنئا بانه تم قبولى بالكلية الجوية ، كنت قد نسيت الامر ، وفى بادئ الامر رفضت ، الا ان مدير شئون الطلبة تعجب من امرى ، وبعدها تم حسم الامر بالتوجه الى الكلية الجوية فى بداية عام 1965..

الكلية الجوية ...

التحقت بالكلية الجوية فى عام 1965 فى بدايته ،وكان من ضمن مدرسينا فى الكلية الجوية الطيار جميل البطوطى   ( صاحب حادثة الطيران الشهيرة )، وكان من ضمن الطيارين المدنيين ، الذين كلفوا بالتدريس فى الكلية الجوية     كان مع كل مدرس 5 من الطلبة ، وكان البطوطى مدرس ممتاز فى طيران ( كروس كانترى ) ، وكان طيران المناورات والالعاب البهلوانية مع الشهيد حيدر دبوس ( تنويه : الشهيد من اشهر الشهداء الذين تحدث عنهم المرحوم اللواء محمد عكاشه ، الذى استشهد فى حرب اكتوبر بالطائرة ميراج 5 ، السرب 69 ) ، بفضل ذلك كنا مع افضل من علمنا طيران ( الكورس كانترى : وهو الطيران لمدة طويلة والهبوط باكثر من مطار ، فهو طيران ملاحى) ، وهو المرحوم البطوطى . ومع افضل من علمنا طيران المناورات والالعاب الجوية وهو الشهيد حيدر دبوس ...

ضربة 5 يونيو ...

قامت اسرائيل بالهجوم على مقر الكلية فى بلبيس ، كانت السماء مفتوحة امامهم ، شاهدنا المنظر فى ذهول ، بعد الضربة بعدة ايام بتنا فى مدرسة ثانوية ببلبيس ، كان معنا الدفعة 18 والدفعة 19 فى هذه الليلة ، بعدها تم نقل الكلية الجوية الى مرسى مطروح ، هناك فى القسم النهائى طيران ، تدربنا على الطائرات لام -29 ، اتذكر مدرسى فى القسم النهائى الطيار جلال قناوى ، كان فى احد طلعات التدريب استعدادا لحفل التخرج ، واثناء تنفيذه مناورة الطيران المنخفض ، اصطدمت طائرته من طراز جمهورية باحد الدشم واستشهد ، تخرجت من مرسى مطروح ضمن الدفعة 20 طيران عام 1968 ...

 

فرقة الميج 21 فى روسيا ...

 

بعد التخرج سافرنا الى روسيا للحصول على فرقة تدريب على المقاتلة ميج21 ، لكنى مكثت 3 شهور فقط بعد ان تشاجرت مع المدرب الروسى وعدت الى مصر ، كانت هذه الاشهر الثلاث ظروفها غريبة بالنسبة الى ، كنت عند السفر لروسيا ارتدى ملابس خفيفة ، والاجواء فى روسيا باردة مما جعلنى اصاب بنزلة برد شديدة ، جعلتنى امكث فى المستشفى لمده شهر ، وبسبب اختلافى مع المدرب فى بعض الامور ، كتب عنى تقرير سيئ ، فاردت الرجوع الى مصر ، واستكمال الفرقة فى مصر ...

مطار البريجيات ...

كنت قبل التحاقى بفرقة الميج 21 ، طرت حوالى 75 ساعة طيران على الميج 17 ، بعدها بدأت فرقة الميج21 فى مصر ، حيث كانت فى مطار البريجيات ، حيث كنا نتدرب على ميج21 طراز بى اف ام ، وكان مدربينا بالفرقة الطيار اموزيس عازر وتقريبا الطيار عثمان قدرى ،كانت مدة الفرقة حوالى ثلاث شهور ...

فرقة الميج 21 فى الميزان ..

كان الطيارون الروس متعاونين معنا ، لكن على قدر امكاناتهم ، فهو لا يخفى عليك شيئا يعلمه ، لكن فى حدود امكانات كل طيار ، واقصد هنا بالامكانات ان مستوى الروس كان عادى ، فلا صحة لما اشيع عن قوة الميج21 وضعف الطيارين المصريين ، بل ان الطيار المصرى استوعب السلاح الروسى وتعامل معه على قدر امكاناته ، فجعل منه سلاحا قويا ، من كل هذا الطيارين الروس لم يبخلوا بشئ ولكن فى حدود امكاناتهم والتى كانت عادية     اما فرقة الميج 21 على ايدى الطيارين المصريين فكانت تختلف تماما ، فالطيار المصرى يدرس ابنه او اخوه ،فكان يعطيك كل عصارة خبرته فى التكتيكات والاشتباكات ، كان الفرق بين المصريين والروس يكمن فى مثل بسيط (( مدرس يقوم بالشرح للطلاب فى صف معين ، ومعه ابنه فى نفس الصف ، فهل يدرس او يشرح لابنه بنفس الاسلوب ؟؟؟ بالعكس تماما فانه سوف يولى ابنه اهتماما ويخبره عن خدع الامتحانات ، وطرق الحل النموذجية ، كذلك الفرق بين المصريين والروس معنا ))

جاءت الاوامر بتشكيل اول اسراب اللواء الجوى 111 وهو السرب 45

 

 

نواة اللواء الجوى 111 ....

 

بعد فرقة الميج 21 بالبريجيات، بدأت مع (الرائد محلى وقتها ) احمد شفيق فى تكوين السرب 45 عام 1969، اول اسراب اللواء الجوى 111، كان اول قائد للواء الطيار اموزيس عازر ، ومن بعده الطيار عادل نصر، جلسنا فى قاعة مؤتمرات وتحدث الينا الرائد احمد شفيق ، المكلف بتكوين وقيادة السرب 45، تحدث معنا قائلا عن المهمات الادارية للسرب فسال قائلا ( مين بيفهم فالاكل ) فرد احد زملائنا وكان الطيار كمال عبدالرؤوف ، فاوكل اليه مهمة الميس والاشراف عليه ، وانا اوكل الى قيادة الحملة ( المركبات والسيارات الخاصة بالسرب )، كان معنا من الطيارين ( النشرتى - بدر حيث كانوا طيارى ميج17 ) جمعنا كل متطلبات السرب من الطائرات وغيرها من اللوازم ، كان اول تمركز للسرب فى قاعدة غرب القاهرة ، كانت مهمات السرب هى التدريب ،وكانت قوة السرب طائرات ميج21 اف ام والتى تدربنا عليها فى غرب القاهرة ، وكنا نجرى تدريبات مشتركة مع الوية اخرى...

السرب الثانى والثالث ...

عندما تم الشروع فى تأسيس السرب 49 ،السرب الثانى فى اللواء الجوى 111 ، كان فى قيادة السرب الطيار تميم فهمى ، والطيار وصفى بشارة قائد ثانى السرب ،كان هناك احتياج لعدد من الطيارين ، فتم نقل بعض من طيارى السرب 45 الى السرب الجديد ، كنت وقتها فى السرب 45 قائد قسم ( سيكشن ليدر ) ،فتم نقلى مع الطيارين ( محمد خير فؤاد - على عبدالكريم- عطية زمزم )، كان اول تمركز للسرب 49 فى مطار شبراخيت ، ومن بعدها فى مطار دراو ، مرورا بمطار وادى قنا ، ايضا شاركت فى انشاء السرب 47 بقيادة الطيار فريد حرفوش ، الا انى تمركزت اخيرا فى السرب 49 ،فى مطار وادى قنا مع السرب 49 ، كنا نسمى مطار وادى قنا باسم ( وادى القرود ) ، كانت الحياة فى وادى قنا صعبة ، فكل حين واخر تقوم العواصف والزوابع الترابية التى كانت كثيرا ما تؤدى بنا الى الاختناق ، لدرجة جعلتنا نستخدم اكسجين الطائرات ، فى احدى المرات كنا نطير حوالى 12 طائرة فى طلعة تدريبية ، وقبل ان ننتهى من اتمام الطلعة ابلغونا فى المطار بضرورة العودة ، لان الجو بدأ فى التغير ، وبسبب الزوبعة لم نستطع رؤية المطار ، فقمنا بعمل عدة لفات فوق المطار ، حتى تمكنا اخيرا من الهبوط عند قرب انتهاء الوقود ، كانت كل طلعاتنا عبارة عن مظلات فى نطاق عمل كل مطار كنا نتمركز فيه ، ولم تحدث اى اشتباكات ..

بنى سويف ومعركة فبراير 1973 ...

 

 

بعد ان مكثنا فترة فى مطار وادى قنا ، تمركزنا فى قاعدة بنى سويف ، فى احد الاشتباكات التى لا يمكن ان انساها هو اشتباك فبراير 1973 ، الذى استشهد فيه الطيار الشهيد حسن لطفى ، كان الشهيد لطفى طيار حديث الانتهاء من فرقة التدريب على الميج21 ، جاء الى السرب 49 وتم الحاقه بما يسمى دورة ( تدريب قتال )، وكان الشهيد لطفى انهاها من قريب ، كان برتبة ملازم ، جاء يوم الاشتباك وكنا تشكيل مكون من ( المنصورى - حسن لطفى - صفاء الدين - مجيب ) كان المنصورى فورميشن ليدر ( قائد تشكيل ) وحسن لطفى رقم 2 وانا سيكشن ليدر ورقم 4 مجيب ، وكان اسم التشكيل ( جاجوار ) ( الفهود ) ، كانت دشمتى المنصورى ولطفى على يمين الممر، كنا فى دشم 52 و53 و54 و55 وانا ومجيب شمال الممر ، كنا حالة استعداد اولى ،

 

كان فى كل دشمة تليفون اسود اللون متصل بغرفة العمليات التى يوجد بها قائد اللواء ، وفى هذا التليفون ذراع فيه( برس ) ، هذا التليفون الية عمله كالاتى عندما تتكلم تضغط على البرس وعندما تنتهى من الكلام تترك البرس وتستمع الى الكلام ، عندما سمع الميكانيكى جرس التليفون ، ارتبك من سرعة تلبيته الامر ، ولانه يريد ان يثبت انه على اتم استعداد وانه متنبه ومتيقظ، خاصة وانه يعلم ان من يحدثه هو قائد اللواء ، ارتبك الميكانيكى عند سماع الجرس ، وبدلا من ان يمسك سماعة التليفون فقط ويستمع الى الكلام ، فعل العكس امسك بالسماعة وضغط البرس الذى يجب الا يضغطه , لكى يستمع الى الكلام ، ضغط البرس وامسك السماعه وقال فى سرعة ( ايوة يا فندم تمام سيادتك مع سيادتك يا فندم )   وبذلك وبسبب ضغطه على البرس لم يستمع الى كلام قائد اللواء فى امر الاقلاع الفورى ( سكرامبل ) ،

 

فسمع المنصورى ولطفى امر الاقلاع ، وانا داخل الدشمة سمعت صوت طائرات تقلع ، فقلت للميكانيكى الذى كلما رن جرس التليفون يكرر نفس الخطأ ( فقلت له : اسكت واسمع نشوف فيه ايه )، فتشككت فى الامر ، فقلت للميكانيكى بان يشغل الطائرة ، والفورميتور فعل مثل ما فعلت بالاحساس ايضا ، خرجنا من الدشم فوجدنا المنصورى ولطفى قد اقلعا ، فسبقانى بحوالى 30 كم ، وكل تشكيل له قناة اتصال لاسلكى خاصة به ، فطلبت من الموجه ان يوجهنى الى مكان المنصورى وحسن لطفى ، كان اليهود ولبعد منطقة الزعفرانة فكانوا يقومون بضرب النقاط المعزولة هناك من مواقع المراقبة ومواقع الدفاع الجوى ، ونظرا لبعد المسافة فان الطيران الاسرائيلى ينهى هجمته ويعود ، بينما نحن وبسبب ضعف الردار هناك نكتشفه متأخرا ، فجاء الامر من قيادة القوات الجوية بضرورة الاشتباك مع هذه الطائرات المعادية ،

كان الاسرائلين قد نصبوا كمينا جويا ، فقاموا باظهار بعض الطائرات عن طريق الطيران المرتفع ، وفجأة ظهرت 12 طائرة فانتوم ، فاتخذ قائد اللواء قرارا بالرجوع ، نظرا لعدم التكافؤ ، فكان القرار السليم بالعودة ، ابلغنى المنصورى فاللاسلكى وقال لى ( يا صفاء انتا جاجوار ليدر وشوف المراقبة اللى تقولك عليه اعمله )، واتجه نحو الفانتوم ومعه الطيار حسن لطفى ، وقام المنصورى بالطيران المنخفض حتى لا يظهر على الردارات المصرية ، بناءا على امر قائد اللواء قال لى الموجه ( يا جاجوار ليدر تيرن تو ذا ليفت وارجع المطار )  

 

وهو يحدثنى على انى انا المنصورى ، حيث لم يعد المنصورى ظاهرا امامه ، وايضا المنصورى قال لى بان اكون جاجوار ليدر ، فقولت للموجه ( انا مش هرجع المنصورى دخل ، وجهنى عليه ) ، وبالرغم من ان قرار الدخول فى المعركة مع 12 فانتوم قرار خطير ، الا انى لم اكن لاتخلى عن المنصورى ، وانا انادى على المنصورى واقول ( الموجه بيقول ارجع فقالى رد عليه انتا )، فاتخذت القرار بالاتجاه لمساندة المنصورى وقلت للموجه ( المنصورى دخل وجهنى عليه ) الا انه فى هذه المرة وبصوت حاد قال ( قائد اللوا بيقولكم ارجعوا ، التعليمات لازم ترجعوا المطار ) كانت المسافة بين بنى سويف والزعفرانة حوالى 90 كم ، والمنصورى غطس لاسفل مما جعله يستهلك وقود اكثر ،

 

لانه قرر الدخول فى المعركة ، واراد ان يتحاشي الكلام مع الموجه او غرفة العلميات ، لانه عند نزوله على ارتفاع منخفض انقطع اللاسلكى ولم يظهر على الرادار ، كنت اطلب من الموجه توجيهى نحو المعركة ولكنه لم يكن يرى المنصورى وايضا لم يستطع توجيهى لانه لديه اوامر برجوع التشكيل الى القاعدة ، فاخذ يوجهنى فى اتجاه الزعفرانه وبعدها لم يكمل معى ،كان لدينا ردار اسمه بى 12 ، كان هذا الردار يستطيع رؤية الاهداف من مسافات بعيدة ، لكن كان يعيبه انه يظهر الاهداف قطعة واحدة ( بلوت واحد ) وربما يكون هذا الاشتباك به 4 طائرات ،

الا ان الردار يظهرهم قطعة واحدة ، فلم يستطع الموجه توضيح مكان المنصورى ،فى هذا الوقت اخذ اللواء عثمان ذهنى التوجيه من الموجه الذى كان اسمه ( الطباخ وهو من افضل الموجهين الجويين ) اما اللواء ذهنى فقد كان طيار سابقا وبعد ذلك اصبح موجها جويا ، اخذ اللواء ذهنى يوجه المنصورى فى المعركة بخبرته كطيار سابق ، سمعت المنصورى وقتها مشتبك مع الفانتوم ، ويتحدث الى لطفى ويقول ( حسن شد فوق ، شد فوق يا حسن ) عندما سمعت كلمة ( شد ) علمت انهما فى وضع الفريسة بالنسبة للفانتوم او بمعنى ان هناك طائرات خلفهم ، وكانا مشتبكين فوق الخليج ، ومن بعد تحذيرات المنصورى لم اسمع صوت لطفى مرة اخرى ، وفى اعتقادى ان لطفى استشهد بعد ضرب طائراته وسقط فالخليج ،

 

اثناء ذلك سمعت تشكيل تعزيز قادم الينا من مطار بيرعريضة بقيادة الطيار احمد كمال الصاوى ، يحاول اللحاق بتشكلينا وتعزيزه فى الاشتباك ، ومن بعد ذلك لم اسمع الا صوت المنصورى واختفى صوت حسن لطفى ، وسمعت المنصورى يبلغ عن نفاذ الوقود وانه سوف يقوم بالهبوط على طريق الزعفرانه ، وصلت الزعفرانه لكنى لم اجد شئ ، فعدت الى المطار ، وجاءت الينا لجنة من الرئاسة للتحقيق فى الواقعة ، وتحليل الاشتباك ونتائجه، كان قرار الدخول فى المعركة فيه شئ من المجازفة والمخاطرة ،عدنا الى المطار وعندما امرونى بالذهاب بمتعلقات الشهيد لطفى الى اسرته ، رفضت بشدة ، وعندما علم والديه بالخبر انهارا تماما ولقد كان والد الشهيد لواء طبيب بالقوات المسلحة ...

 

أستمع للمعركه بالصوت علي الرابط التالي اللحظات الاخيره في حياه الشهيد حسن لطفي  

 

حرب اكتوبر 1973 ...

كانت مهام السرب49 من ضمن اللواء الجوى 111 بصد اى اختراقات تحدث فى نطاق عمل اللواء ، وعمل مظلات فى هذا القطاع ، واعمال الحماية للمقاتلات القاذفة ، الى ان جاء اليوم المشهود فى تاريخى يوم 24/10/1973 ، فى حوالى الساعة ال11 ص ، كنا ثلاث تشكيلات ، بقيادة كل من الشهيد سليمان ضيف الله والتشكيل الثانى بقيادة المنصورى والتشكيل الثالث بقيادة الطيار وصفى بشارة ، وكل تشكيل له قناة اتصال خاصة به ، كنت ضمن تشكيل الشهيد سليمان ضيف الله ، وكنا انا والشهيد مع بعض دائما ، كنا فى غرفة نوم واحدة ، كان عليه رحمة الله خفيف الظل هادئ الطبع ، من المواقف التى تدل على طيبة الشهيد وبساطته ، حيث كان ضيف الله من العريش ، فكنا انا وهو نقف عند احد الدشم ، وفى بنى سويف يوجد نخل داخل القاعدة ، فاخذ كل منا بلحة ، ذهبت انا لكى اغسل البلحة التى فى يدى فقال لى ( انتا رايح فين فقولت رايح اغسلها ، قالى تغسلها ايه على كده ) فقام بتمرير التمرة على ملابسه واكلها ، فضحكت من اسلوبه ، كان اكثر الناس الي قربا ، فى ليلة 23 اكتوبر كنا نجلس سويا ف الغرفة ، وكانت امرأته قد انجبت طفلا وهو لم يراه ، فارسلوا له صورته ، وقال لى ليلتها ( انا عايزك تاخد الظرف ده والمصحف والصورة ( صورة ابنه ) وتسلمهم لزوجتى لو جرتلى حاجة ، فانا قولت يا فندم مفيش داعى للكلام ده وانتا اول الناس اللى هتاخد اجازة ، حيث وضعت الحرب اوزارها وكان العميد طيار / تميم فهمى قائد السرب يجهز جدول الاجازات ونظرا لظروف الشهيد ضيف الله ولانه لم يرى مولوده فقد كان على راس الجدول ، نمنا سويا فى الغرفة ، وفى اليوم التالى 24 اكتوبر ، كان العدو قد فشل فى اقتحام مدينة السويس ، وخسر خسائر كبيرة فاراد الانتقام ، بالرغم من قرار وقف اطلاق النار يو 22 الا ان العدو كسر القرار واراد الانتقام ، وكما هو معروف ان الدخول فى اى معركة جوية، يكون فى الحسبان ان هناك خسائر فى المعدات والطائرات ، لكن اسرائيل وبسبب الدعم الخارجى كانت لا تتأثر بالخسائر، ففى هذا الاشتباك كانت طائراتنا التى ذهبنا لتعزيزها مشتبكة مع 60 مقاتلة ميراج ، فى الساعة 11 ص او ال 12 ظ انطلقت التشكيلات الثلاث ، كان تشكيلى مكون من ( ضيف الله - لا اذكر الاسم - انا - عادل محى ) كان اسم تشكيلنا وقتها كروكودايل ( تمساح )كانت الطلعة فوق منطقة السويس ، دخلنا منطقة الاشتباك على راتفاع 3كم وقبل الاشتباك ب30 كم قمنا بالقاء الخزانات ، رايت طائرات ميراج تدور وتحاول ركوب ذيلنا ، ابلغت الشهيد ضيف الله بالموقف ، لكى لا ينزل لاسفل ونشتبك مع الميراج القادمة خلفنا ، قمت بتحذيره اكثر من مرة ولا اجابة منه ، كان هو وقتها يقوم بالنزول لاسفل ، لم يجبنى فى اللاسلكى وهنا اعتقد ان عدم اجابته ربما لسببين الاول ربما انفصال كابل اللاسلكى عن مكانه فى الطائرة واما السبب الثانى فربما يكون سمعنى ولم يجيب بسبب ( ان اسرة ضيف الله من العريش وعند الاحتلال لسيناء تم تهجيرهم الى السويس ، ولان طائرات العدو كانت تغير على مدينة السويس وقت الاشتباك ، لذلك استفذه المنظر واراد الاشتباك بدافع الانتقام ) وكلها مجرد اعتقادات منى ، وقتها اخذت القرار بالاشتباك مع الميراج التى رأيتها ( الساعة 10 منا ) ، قمت بانتظاره حتى يصعد الى اعلى ، لان طائرة الميج21 على اقل من 2كم تتفوق عليها الميراج ، فانا اقوم بعمل اكثر من لفة انتظارا لهم ، وهم كذلك انتظارا منهم كى انزل اليهم ، انتظرت حتى صعدت الطائرات الى ، قمت بمناورة ( هاى جى ستييب تيرن ) فوضعت احدى الطائرات امامى وقمت بضربه بالمدفع على مسافة 250 متر ، كانت الطائرات لا يوجد عليها علامة الصهاينة ( نجمة داوود ) مما يدل على انها من الدعم الخارجى لاسرائيل ، من جنوب افريقيا , وقتها نادى على رقم 2 معى ( محى ) يفيد بوجود طائرة معه ، فامرته بالانفصال والاشتباك معها ، اشتبك معها واسقطها ، بدأت وقتها اتخاذ

 

القرار بالعودة الى مطار بنى سويف ، فالوقود لا يكفى سوى بمسافة العودة

.

العودة الى بنى سويف ....

 

عندما انتهيت من الاشتباك وقررت العودة الى بنى سويف نظرا لقرب نفاذ الوقود ، الذى لا يكفى الا لمسافة العودة   رايت 4 طائرات ميراج تحاول الدخول خلفى ، فقمت على الفور بتنفيذ مناورة ( سايد لوب ) والتى تكسبك ميزتين الاولى عدم تمكن اى مقاتلة من الدخول خلفك وركوب ذيلك ، الثانية تجعلك تكسب مزيدا من الارض للامام ، نفذت هذه المناورة مما فوت الفرصة على المقاتلات المعادية الدخول خلفى ، وفى اثناء الدوران الثالث رايت طائرتين ميراج فى وضعية الضرب على ، بل ان واحدة منهما اطلقت بالفعل دفعة صواريخ ( انفر- ريد ) صواريخ غير موجهة ، قام باطلاق 8 صواريخ على ، وعلى الفور قررت تنفيذ مناورة الافلات من هذه الصواريخ ، اسمها مناورة الخندق الاخير ، وتنفذ عن طريق الدفة وجذب عصا القيادة للخلف بشدة ، هذه المناورة تجعل الطائرة فى ثانية تعكس اتجاهها 180 ، قمت بالتنفيذ ونطقت الشهادة ، لان المناورة ليس لها سوى حل من اثنين اما ان تتفادى الصواريخ ، واما ان تصطدم بها ، بفضل الله نجحت فى تفادى الصواريخ ، لكن هذه المناورة تسبب فقد للسرعة بدرجة كبيرة ، مما جعل الطائرة تدخل فى ما يسمى نظام الطيران الثانى ، ولكى ترجع الطائرة الى النظام العادى لابد من فقد ارتفاع لاكتساب السرعة مرة اخرى ، كان ارتفاعى بعد تنفيذ مناورة الافلات من الصواريخ حوالى 600 متر ، حاولت الهبوط بالطائرة لاكتساب السرعة ، لكنى ايقنت ان الطائرة سوف تصطدم بالارض ، فقمت بالقفز من الطائرة ، فوق طريق القاهرة - السويس ، لكنى لم اكن اعلم هل القوات المصرية على اليمين ام على اليسار، بالفعل هبطت على جنوب الطريق ، عندما اردت القيام من الارض سمعت صوت اعيرة نارية تمر بجانب اذنى ، فجلست على الارض مرة اخرى ، وهنا قررت ان اقوم من الارض واترك الامر للخالق ، قمت وكنت اشعر بالام رهيبة فى ظهرى ، رفعت يدى لاعلى واخذت انادى انا مصرى ، فوجدت 8 جنود وضابط ، والضابط يحذرنى من الحركة ويطالبنى برفع يدى لاعلى ، واعطيتهم المصحف والسلسلة التى بها اسمى ورقمى العسكرى فأخذونى الجنود بالحضن ، ورفعونى على اكتافهم ، جاءت لى سيارة الاسعاف وذهبت الى مطار القطامية ، لقربه من موقع هبوطى ، كلمنى اللواء مبارك وانا فى مطار القطامية وشرحت له الامر ، واتصلت باللواء عادل نصر قائد اللواء 111 ، وقال لى بضرورة ن انقل الى المستشفى ، وانا ارفض واريد ان اعود الى المطار باسرع وقت , فرفض ذلك الامر طبعا ، نقلت بهليكوبتر الى مطار الماظة ومنه الى المستشفى ، هناك وجدت الزملاء الطيارين الذين قفزوا من طائراتهم فى الاشتباك ، وكان منهم المنصورى الذى سألته عن سليمان ضيف الله ، فأخبرنى بانه اثناء قفزه من طائرته ، رأى ضيف الله قفز من طائرته ، واثناء هبوطه بالبراشوت ، قامت طائرة معاية وبكل خسة باطلاق دفعة مدفع 30 ملم ، فقطعت ساقه ، ( عندما كان يحدثنى سيادة اللواء صفاء الدين عن استشهاد ضيف الله وما سمعه من المنصورى ، ارتعش صوته قليلا وراقت عيناه بالدمع ، صمت قليلا وقال : يلا ، قالها بكل اسى واسف)، عندما طلب منى العميد طيار تميم فهمى قائد السرب 49 ان اسلم متعلقات ضيف الله لاسرته ، اعتذرت عن ذلك ولم استطع ، رحمه الله ورحم جميع شهدائنا .....

 

ما بعد حرب اكتوبر ....

نظرا لانى قفزت بالمظلة من الطائرة فتم ادراج اسمى تحت مسمى مصابى العلميات الحربية ، ويتم عرض المصابين على اللجنة الطبية ورئيس اللجنة يقوم باعفاء المصابين ، ويتم توزيعهم على وظائف مدنية ، فانا طلبت عدم الاعفاء من الخدمة ، وكنت طيار على الميج 21 الى رتبة عميد طيار ، حيث كنت قائد ثانى اللواء 104 بقاعدة المنصورة   كنت مدرس طيران ليلى باللواء 104 ، بعذ ذلك جاءنى تكليف بالذهاب الى الامارات ومكثت بها لمده 3 سنوات ، عدت الى مصر برتبة لواء طيار وعملت بشعبة عمليات القوات الجوية ’ ثم قائدا لقاعدة فايد الجوية ، وقائد قاعدة برج العرب ثم اخيرا قائد قاعدة الماظة ، تركت الخدمة فى شهر يونيه عام 2001 بالقوات الجوية ، وعينت بعدها نائبا لمحافظة الاسكندرية الى ان تركت المنصب فى عام 2011

الاوسمة والنياشين ....

1- وسام النجمة العسكرية

2- نوط تحرير سيناء

3- ميدالية جرحى الحرب

4- ميدالية حرب 6 اكتوبر

5- ميدالية مقاتلى اكتوبر

6- اليوبيل الفضى لنصر اكتوبر

7- ميدالية تحرير الكويت ( من المملكة العربية السعودية )

8- ميداليةحرب الخليج

9- ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة

10- ميدالية الخدمة الممتازة

11- وسام الجمهورية من الطبقة الثانية

12- ميدالية العيد العشرون للقوات الجوية

13- ميدالية اليوبيل الفضى للقوات الجوية

14- ميدالية عيد الجلوس لدولة الامارات

15- ميدالية اليوبيل الذهبى للقوات المسلحة والقوات الجوية (1983)

16- ميدالية يوم الجيش

17- ميدالية عبور قناة السويس

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech