Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر
  • تعريف بالمجموعة و أعضاءها

     مؤسسة مؤرخي مصر للثقافه ( المجموعة 73 مؤرخين ) المشهرة برقم 10257 لسنه 2016  المجموعه 73 مؤرخين ، مؤسسه ثقافيه للتأريخ والابحاث التاريخيه نشأت عام 2008 - وهي عباره...

    إقرأ المزيد...

بطل الشهر

بطل الشهر /  العميد يسري عمارة 

 

 

الــصـفـحـة الـرئيسيــة

صراع في السماء - اللواء طيار محمد عكاشه - الجزء الاول

 

 

الحروب المصرية - الإسرائيلية

1948 – 1967

 موضوع خاص وحصري بالمجموعه 73 مؤرخين 

ولا يجوز نقله لاي موقع بدون الاشاره للموقع كمصدر وللكاتب

 

تأليــف

لواء طيار أ.ح متقاعد

محمـد زكـى عكاشـة


شكــر وتقديــر

لا يفوتني أن أقدم آيات الشكر والتقدير والاحترام لكل من ساهم فى ظهور هذا الكتاب إلى القارئ ، بداية من القادة الذين كانوا فى مواقع تتيح لهم معرفة الكثير. وقد حظيت منهم بشرف اللقاء لمرات عديدة وكذا قراءة وثائقهم، مما أتاح لي الوصول إلى حقيقة الأحداث التي جرت ،

أيضاً الزملاء من الطيارين الذين ساهموا واشتركوا فى صناعة الأحداث ومنهم عرفت أكبر قدر من الحقيقة التي يسعى هذا الكتاب لتقديمها للقارئ ، وعلى رأس هؤلاء :

الفريق أول طيار/ محمد صدقي محمود            قائد القوات الجوية المصرية

الفريـــق أول/ محمــد فــوزي            وزيـر الحربيـة

المشيــــر/ محمد عبد الغني الجمسى   وزيـر الحربيـة

اللـــــواء/ حســن البــدري    الذي علمني كيف أقرأ التاريخ العسكري                                   

(رحمه الله عليهم جميعاً)

والشكر كل الشكر للمؤسسات التي لم تبخل بالمساعدة بل وقدمت الكثير من الوثائق والمعلومات التي أفادت الكتاب كثيراً وهي :

-          أكاديمية ناصر العسكرية

-          مركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام

-          مركز نظم المعلومات بالأهرام

-          الصحفية القديرة بالأهرام الأستاذة/ سلـوى العنانـي

وأشكر الأستاذ/ أحمـد كريـدى لما قام به من جهد على شبكة الإنترنت للحصول على وتأكيد كثير من المعلومات والصور التي وردت فى هذا الكتاب.

وأشكر الأستاذ/ حمدى عبد الحميد سليم لما قام به من جهد فى الإعداد.

والأستاذ/ محمد نور الدين عبد المجيد الذي قام بالمراجعة والتصحيح.

والأستاذ/ محمـد حسـان لما قام به من جهد فى التصحيح.

وفى النهاية لابد وأن ينسب الفضل لأهله فأشكر نجلي خالد محمد عكاشة الذي كان له فضل كبير فى ظهور هذا الكتاب بهذه الصورة.

وفقنا الله جميعاً لخدمة مصر دائماً

 

إهــــــداء

 

انحني وأقبل ، احتراماً وإجلالا

  • ·                     كـل شهيـد صعدت روحه إلى الجنة دفاعا عن مصـر.

  • ·                     كـل نقطة دم نزفت من مقاتل من أجل هذا الوطـن.

  • ·                     كل يد حملت السلاح دفاعا عن كرامة جيلنا والأجيال المقبلة.

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ (15) وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير (16)ُ

صدق الله العظيم

 

الفهـــــرس

 

الموضــــــوع

رقم الصفحة

المقدمــة

 

الفصل الأول : جذور الماضي

   8 -26

الفصل الثاني : مصر لا تقرأ التاريخ

   27-65

الفصل الثالث : بداية الزلزال

  66-101

الفصل الرابع : يوم الواقعة

  102-129     

الفصل الخامس : أحداث من قلب الأحداث      

  130 -153

الفصل السادس : الوهم ، والحقيقة

154- 186

الفصل السابع : هل كانت الهزيمة حتمية ؟

187-218

 

مقدمــة

الحقيقة هي التي ستعيش للأجيال ،، محمد حسنى مبارك

فى عام 1976 تشكلت لجنة لتسجيل التاريخ برئاسة نائب رئيس الجمهورية آنذاك  السيد محمد حسنى مبارك. وقد التقت اللجنة مع العديد من المسئولين ليروى كل منهم  ما لديه من معلومات ووقائع وأحداث ، وفى جلسة 8/1/1976 كانت اللجنة تتحاور مع الفريق أول محمد فوزي وزير الدفاع السابق ودار حوار طويل :

- اللواء غنيم : هي البداية بالنسبة للأسئلة معرفة كيف اتخذ القرار السياسي  والعسكري لحرب يونيو1967 وهل كان القرار العسكري فردياً أم جماعياً ؟ ومن الذي اشترك فيه ؟

- حسنى مبارك : هو سيادة الفريق يقصد أن القرار السياسي أو القرار العسكري الذي اتخذ فى هذا الوقت له علاقة بأسلوب الحكم قبل هذا ، لهذا يجب أن يأخذ فرصة لإعداد الإجابة لأنه سيرجع إلى أسلوب العمل قبل 67أسلوب الحكم

 

- محمد فوزي : أنا متعاون تحت كلمة واحدة ، الحقيقة

- حسنى مبارك : الحقيقة هي التي ستعيش للأجيال

وكان هذا جزءً من الحوار الذي دار فى اللجنة، ولا ندرى ما الذي انتهت إليه هذه اللجنة ؟ كما ولم يصدر عنها شيء يوضح لنا الحقيقة. وعملاً بمقولة السيد الرئيس محمد حسنى مبارك أتقدم بهذا القدر من الجهد لعلى أساهم فى كشف جزء من الحقيقة، فأقول أن التاريخ يمتلئ بصفحات شتى مليئة بالأحداث والمواقف ، سطرت كل لحظة فى هذه الصفحات بأرواح ودماء وعرق ، واستغرقت جهداً وعناء يفوق الخيال ، وفى نهاية الأمر استقرت يوماً بارزاً فى صفحات التاريخ، أو معركة أصبحت علامة فى تاريخ الحروب.

ومن العبث أن تترك هذه اللحظات والأيام والمعارك دون دراسة دقيقة تبغي الإفادة من دروس الماضي كي توفر الكثير من الدماء فى معارك المستقبل ، فهي نتاج العرق والجهد، وخلاصة الأرواح والدماء التي بذلها الآلاف من رجال وشباب مصر،

وفى هذا الكتاب نتعرض إلى الصراع الجوي المصري الإسرائيلي فى الفترة  من 1948 وحتى 1967 ، حيث مسرح العمليات بين مصر وإسرائيل محدد بثوابت لا يمكن تجاهلها ، فهو مسرح مكشوف يتمثل فى صحراء سيناء الواسعة، فى شرقها الحدود المصرية الإسرائيلية ومناطق أهله بالسكان داخل دولة إسرائيل وفى غربها قناة السويس بمدنها الثلاث بورسعيد والإسماعيلية والسويس ثم المناطق الأهلة بالسكان  داخل الأراضي المصرية ، ويحد المسرح من الشمال شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وعلى هذا المسرح من المحتم أن يكون للطائرة دور حاسم فى مجريات المعارك والحروب التي تدور على هذا المسرح ، وإن كان الصاروخ باختلاف أنواعه وتعدد حمولته هو أداة التهديد بين الدول فى القرن الحادي والعشرين، فقد كانت الطائرة هي أداة التهديد والحسم فى حقبة الخمسينات والستينات، وسيتأكد هذا طوال الصراع الجوي فى هذه الفترة 1948 - 1967. (كجزء أول)

ويستعرض الكتاب الصراع الجوي المصري الإسرائيلي منذ بداية حرب 1948 وكيف لعبت السياسة الدولية دورها فى دعم القوات الجوية الإسرائيلية أثناء الحرب حتى يتحول ميزان القوة ناحية إسرائيل التي استطاعت إنهاء هذه الحرب لصالحها متفوقة ومنتصرة على الجيوش العربية.

ثم يتعرض الكتاب إلى الفترة بين حرب 1948 وحرب 1956 وماذا دار فيها من وقائع وأحداث عالمية ومحلية ، سياسية وعسكرية ، كانت تصب فى النهاية  فى مجريات الصراع الجوي المصري الإسرائيلي والذي بلغت ذروته فى حرب 1956 بالاتفاق الثلاثي بين إنجلترا وفرنسا وإسرائيل على تدمير القوات الجوية المصرية لضمان نجاح العدوان الثلاثي.

وبانتهاء العدوان الثلاثي بالفشل السياسي تكشفت حقائق كان أهمها هو تأكيد  دور الطيران المصري أو الإسرائيلي فى صراع المنطقة.

ومر إحدى عشر عاماً بين عدوان 1956 وحرب يونيو 1967 مليئة بالأحداث والمواقف لكلا الجانبين مصر وإسرائيل ، نستعرض ما دار فيها بما يؤثر على الصراع الجوي بين مصر وإسرائيل وكذا السياسة والعوامل الدولية التي تدخلت فى مجريات هذا الصراع وكيف أثرت على كلا الجانبين.

ونصل إلى حرب يونيو 1967 وماذا دار فيها بداية من إعلان الطوارئ فى مايو وحتى صباح 5 يونيو 1967 ، كيف بدأت الأحداث ؟ وكيف تطورت وتصاعدت ؟؟ ماذا كان موقف كلا الجانبين مصر وإسرائيل ؟؟ كيف كانت القوات الجوية لكل منهما ؟؟ وما هي القرارات التي تدخلت وأثرت بشكل مباشر فى مجريات الصراع الجوي بين مصر وإسرائيل ؟؟

ثم يستعرض الكتاب تفاصيل ما دار فى الحرب بدءاً من 5 يونيو 1967 وحتى نهايتها فى 10 يونيو 1967 - وأرجو أن لا يمل القارئ من التفاصيل - وقد تلخصت خطة إسرائيل عام 67 فى ضربة جوية مركزة ضد القواعد والمطارات المصرية ، تبعتها بنشاط متتالي على مدار أربعة أيام. حاول خلالها الطيارون المصريون أن يتصدوا للطيران الإسرائيلي بغية صد الهجوم أو كسر حدته لكن ذلك كان شيئاً فوق طاقتهم.

ورغم أن الضربة الجوية المركزة لم تستغرق إلا ثلاث ساعات تقريباً، إلا أنها كانت ساعات حاسمة تفتحت بعدها أبواب الهزيمة على مصرعيها ليدخل فيها شعوب المنطقة كافة من المحيط إلى الخليج ، وهي وإن كانت ضربة ضد القواعد والمطارات المصرية، إلا أنها نجحت فى إصابة كيان الإنسان العربي بزلزال شديد عانى منه لسنوات طويلة.

أنها ضربة غيرت نتائجها وجه التاريخ فى المنطقة لسنوات عديدة وحتى الآن ، فهي منذ ذلك التاريخ أصبحت علامة بارزة فى تاريخ الحروب الحديثة ، لكن هل من المنطق والعقل أن تنجح دولة لم يكتمل عمرها حينئذ عشرون عام فى توجيه مثل تلك الضربة إلى دولة تضرب جذور حضارتها إلى آلاف الأعوام ؟؟

أين كانت العسكرية المصرية ؟ وكيف تلقت تلك الضربة ؟ وما هي الأخطاء التي وقعت فيها القوات الجوية المصرية حتى تنال مثل هذه الضربة ؟ هل كان الطيار المصري مقصراً أم مجني عليه ؟؟، وقد حان الوقت لكي نمزق ستار الصمت لنكشف الحقيقة التي كانت عبرة ودرس استوعبته القوات المسلحة المصرية جيداً.

وسيكون هذا هو الجزء الأول فى الصراع العربي الإسرائيلي وسيتبعه جزء ثان فى الفترة عقب 5 يونيو1967 وحتى تحقيق انتصار أكتوبر1973.

    لفصل الأول

جــذور الماضـي

إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ، كلمات بسيطة محدودة، لكنها تحمل فى طياتها كثيراً من الأحداث ، دماء وانكسارات ، خداعاً ومناورات ، حروباً وهزائم ، تخطيطاً وانتصاراً ، غفلة وصحيان ، كلمات محدودة لكنها شكلت  تاريخ المنطقة من المحيط إلى الخليج طوال القرن العشرين ولم تزل ، أحداث تحمل من المآسي الكثير لأبناء مصر والأمة العربية ، كان للغرب على اختلاف قواه العظمى الدور الأول فى صياغة هذه الأحداث لكن وبقدر لا يقل فداحة عن دور الغرب كان الإهمال والغفلة والتهاون منا.

وحتى نصل إلى صراع السماء بين مصر وإسرائيل لابد وأن نلقى نظرة على الماضي حتى نعرف من نقاتل ؟ وكيف يفكر عدونا ؟ ولماذا نجح فى مخططه ؟، حتى نعرف كيف نقاتله ؟ وكيف نفشل مخططه ؟،

فمنذ تولى محمد على حكم مصر عام 1805 بواسطة إرادة شعب مصر حتى بدأ على الفور مشروعه الكبير فى تحويل مصر من دولة متخلفة تعيش عصر  الانحطاط الاقتصادي والعسكري والفكري إلى دولة تحاول اللحاق بالعصر الحديث مثلما فعلت دول أوروبا من قبل ، ونجح محمد على فى هذا أيما نجاح فى كافة المجالات ، وأبرز مثال على هذا النجاح أن ابنه القائد العظيم إبراهيم باشا نجح فى قيادة الجيش المصري فى تسع غزوات ناجحة خارج مصر فى خلال 18 عاماً فقط أي بمعدل  غزوة كل سنتين ، ولنا أن نتخيل حجم التجهيزات التي كانت تلزم كل حملة من ذخيرة ومدافع وبنادق ووسائل إعاشة ووسائل نقل وسفن ، والمذهل أن يتم تصنيع  كل هذا التجهيز داخل مصر وبأيد مصرية.

كان الغرب يراقب مصر بقلق وهي تنمو كقوة مؤثرة فى المنطقة، حتى حانت اللحظة المناسبة والحاسمة للتدخل لقهر هذه القوة وتحجيمها. فحين استقر الأمر لمحمد على بسيطرته على الشام (سوريا ولبنان وفلسطين). دخلت إنجلترا بثقلها فى المنطقة بتأليب بعض العملاء فى لبنان وسوريا على المصريين المحتلين مما دفع السلطان العثماني  إلى مهاجمة الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا فى معركة نصيبين فى يونيو1839 وكانت الهزيمة من نصيب الجيش العثماني ، لكن وبنظرة ثاقبة من إنجلترا نجحت فى تكوين تحالف دولي بحري نجح فى هزيمة محمد على وإرغامه على الانسحاب من الشام فى نهاية 1840 ، وكان محمد على يدرك تماماً أن الدفاع عن أمن مصر يبدأ من الشام والتاريخ أثبت ذلك فمصر هزمت من الدولة العثمانية فى معركة مرج دابق فى الشام فسقطت القاهرة ، ومصر انتصرت فى عين جالوت على التتار فسلمت القاهرة من الغزو ،

ولم تكن هذه النظرة خافية على السياسة البريطانية ورجالها. "فهي لم تكن تسمح بقيام دولة واحدة بين مصر والشام حتى لا يتهدد طريق المواصلات  الرئيسي بين إنجلترا والهند طريق الشام - البصرة - المحيط الهادي وطريق مصر- البحر الأحمر- المحيط الهندي. لهذا قام وزير خارجية إنجلترا بالمرستون بتعيين  قنصل إنجليزي فى القدس عام 1838 ، وفى يناير 1839 تلقى تعليمات من بالمرستون شخصياً أن عليه أن يوافى وزارة الخارجية فى أسرع وقت ممكن بمعلومات دقيقة عن عدد وحالة اليهود المقيمين بفلسطين ، وعليه ثانياً أن يعتبر من الآن فصاعدا أن حماية اليهود فى فلسطين بشكل عام تمثل واجبا من واجبات الدولة (إنجلترا)([1]).

ولم يدع اليهود الأثرياء فى إنجلترا الفرصة تضيع من أيديهم فكانوا يتقدمون المرة تلو الأخرى إلى ذوي الشأن فى إنجلترا وتركيا ومصر بمقترحات بسيطة فى ظاهرها تطلب الموافقة على تشجيع اليهود على التوطن فى فلسطين، لأن هذا سيكون فرصة سانحة لتنمية أراضي فلسطين ، وأنهم فقط يطلبون حمايتهم وحماية ثرواتهم التي سيجلبونها إلى فلسطين ، كان الهدف الإنجليزي واليهودي متفقاً تماماً كل من وجهة نظرة ومصالحه الخاصة على إقامة دولة يهودية فوق أرض فلسطين ، وكانت  الهجرة اليهودية إلى فلسطين غير منظمة وتسير بخطي بطيئة حتى أن تعداد اليهود الموجود فى أرض فلسطين حتى عام 1882 كان فقط 24.،0 يهودي لكن قفز هذا الرقم عام 19، إلى 50.،0 يهودي أي بمقدار الضعف تقريباً خلال ثمانية عشر سنة فقط. كانت هذه الزيادة نتيجة جهد بعض المنظمات الصهيونية التي كانت تعمل فرادى طوال القرن التاسع عشر.

وفى عام 1897 فى مدينة بال فى سويسرا استطاع تيودر هيرتزل أن يجمع  هذه المنظمات المبعثرة فى تجمع واحد وتم عقد المؤتمر الصهيوني الأول فى هذا العام والذي نجح فى توحيد جهود كل المنظمات الصغيرة فى كيان واحد باسم المنظمة الصهيونية العالمية ، ووضع هذا المؤتمر برنامج بخطوات محددة تتحقق كل عشر سنوات. الخطوة الأولى تبدأ بظهور فكرة الوطن القومي لليهود عام 1907 ويستمر تصاعد الخطوات بوعد من الدول العظمى ثم بالهجرة اليهودية حتى إقامة الدولة اليهودية عام 1947 ثم الوصول إلى الخطوة الأخيرة بواسطة ثلاث حروب دورية كل عشر سنوات لتحقيق الحلم اليهودي إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات عام 1977. والملاحظ أن البرنامج تم تنفيذ خطواته بدقة غريبة ونجاح مذهل حتى عام 1967. وهي الخطوة قبل الأخيرة ثم فشلت الخطة على يد مصر وقواتها المسلحة فى عام 1969 بحرب الاستنزاف وعام 1973 بحرب أكتوبر وإن كانت إسرائيل مازالت تحاول تحقيق حلمها وإن تحول من إسرائيل الكبرى إلى إسرائيل السلام التي تسيطر على المنطقة بوسائل أخرى غير الحرب.

وخلال خمسين عاماً منذ انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول بذل اليهود الكثير من الجهد والعمل والتخطيط مستخدمين ومستغلين كل ما لديهم من إمكانيات سواء بالمال  أو البشر أو النفوذ فى دول أوروبا والمنطقة العربية يغلف هذا كله خداع كبير يخفي الهدف الحقيقي لهذا العمل. ففي عام 1907 تم تكوين منظمة عسكرية صهيونية سرية كان شعارها "لقد سقطت يهودا بالدم والنار وستنهض بالطريقة نفسها" ، وأصبحت  بعد عامين هي منظمة الهاجناه والتي تعتبر القوة العسكرية للوكالة اليهودية والتى أصبحت فى نهاية المطاف عام 1948 هي جيش الدفاع الإسرائيلي ، وقد اشتركت هذه القوة الإسرائيلية فى قتال فعلى فى الحرب العالمية الأولى والثانية إلى جوار الحلفاء مما أكسبهم خبرة كبيرة فى أعمال القتال ظهرت فور إعلان الدولة عام 1948.

وناضلت المنظمة الصهيونية حتى حصلت على وعد بلفور من إنجلترا فى 2نوفمبر1917 وهي القوة العظمى فى هذا الوقت. وكان هذا الوعد مثالياً للطرفين فهو يتيح الفرصة لتهجير يهود أوروبا والتخلص منهم وبذلك يتحقق الحلم اليهودي كما يتيح للغرب فرصة إقامة قاعدة متقدمة للاستعمار الغربي حفاظاً على مصالحه فى المنطقة على أن يتعهد بحمايتهم من العرب المحيطين بفلسطين ، وقد ناضلت المنظمة الصهيونية خلال مؤتمر فرساى الذي أعقب الحرب العالمية الأولى لكي تضم إلى فلسطين شرق الأردن وجنوب لبنان لكنها لم توفق.

كل هذه الجهود من تكوين قوة عسكرية، والحصول على وعد بلفور، والاشتراك إلى جانب الحلفاء فى الحرب بقوات يهودية سميت الفيلق اليهودي، والهجرة اليهودية من أوروبا تسير بخطى سريعة وموازية لهذه الجهود. فيقفز عدد اليهود فى فلسطين فى عام 1925 إلى 122.،0 يهودي ثم يصل عام 1940 إلى 467.،0 يهودي حتى نصل إلى أكتوبر عام 1948 إلى 650.،0 يهودي.

ولم تكن الهجرة نقل اليهود إلى أرض فلسطين وحسب وإنما كانت توطين هؤلاء اليهود على الأرض وبناء مؤسسات يهودية ومواقع تجعل للأفراد اليهود جذور فى تلك الأرض من إنشاء مستعمرات وبناء مدارس وإنشاء صحف وشراء أراضي وإنشاء اتحادات ، وكان أهم تلك المؤسسات فى ذلك الوقت هي الجامعة العبرية والتي افتتحت فى 25 أبريل 1925.

ولم يكن اليهود مستعدين لأن يقف أمام حلمهم أي شيء حتى أنهم فى 6 نوفمبر 1944 قاموا فى القاهرة باغتيال الوزير البريطاني لورد موين الذي أوصى بتقليل حجم  الهجرة اليهودية إلى فلسطين.

كل هذا التخطيط اليهودي المحكم والتنظيم الفعال والأحداث الواضحة تماما للعين ومصر والدول العربية فى غفلة شديدة وأقرب ما تكون حكومات وشعوب إلى حالة بين النوم واليقظة، فاليهود يقومون بكل ما يريدون فى القاهرة دون أي معوق أو تصدى، فقد أصبح لهم مدارس ونوادي ومنظمات وصحف، ووصل الأمر أن أصبح أحدهم وزيراً للمالية ثم للمواصلات عام 1925 ، بل وقبلت مصر رسمياً الدعوة التي وجهت لها لحضور حفل افتتاح الجامعة العبرية وذهب أحمد بك لطفي السيد مدير الجامعة المصرية ليمثلها فى الاحتفال. كان النفوذ الصهيوني يكسب فى مصر كل يوم خطوة إلى الأمام، والسياسيين فى مصر على درجة من السذاجة السياسية وعدم الوعي تسعد قلوب اليهود والمنظمة الصهيونية.

لذا كان شاذاً وغريباً أن يقول مصطفى النحاس زعيم حزب الوفد للسفير البريطاني فى مصر يوم 24 يوليو 1937 بأنه "لا يستطيع أن يحس بالاطمئنان وهو يفكر فى قيام دولة يهودية على حدود مصر. إذ ما الذي يمنع اليهود من أن يدّعوا لهم حتى حقاً فى سيناء فيما بعد ؟!"([2]).

كان رد فعل السياسة والحكومة المصرية ضعيفاً للغاية إزاء ما يقوم به اليهود فى مصر وخارج مصر لإتمام إنشاء دولتهم فى فلسطين. فقد وصل الأمر إلى نشر إعلانات صريحة فى صحيفة الشمس الصهيونية فى مصر تقول "إخواني الإسرائيليين،  إن فلسطين تناديكم بأعلى صوتها طالبة منكم أنتم أيها الأبرار أن تشتروا كل واحد منكم قطعة أرض بالنقد أو بالتقسيط ، الوكيل الوحيد إبراهيم يعقوب سبرييل"([3]).

كانت الأصوات المعارضة لليهود والتي تنبهت لما يجرى على حدود مصر قليلة وفردية ففي عام 1946 تقدم بعض نواب الشعب فرادى بأسئلة عن الوضع فى فلسطين والتحذير مما يجرى هناك، لكن وفى نفس العام يأتي الياهو ساسون من الوكالة اليهودية ويجتمع مع إسماعيل صدقي رئيس وزراء مصر الذي يقول له "إنني شخصياً لا أرى غير تقسيم فلسطين بين اليهود والعرب. وأنه أؤيد هذا التقسيم. ويقول ساسون : أننا كيهود نرضى بهذا الحل ولو أن فيه تنازلاً عن أماني كثيرة منا. ويرد إسماعيل صدقي : إنني مستعد لحث الدول العربية على قبول مشروع تقسيم فلسطين إذا كلفني الإنجليز بذلك"([4]).

وفى عام 1948 كان لليهود قدما راسخة على أرض فلسطين ولكن على 6.5% من الأراضي فقط فاتبعوا سياسة التخويف والترويع للسكان والحرب النفسية التي كان لها بعض الأثر فى هجرة بعض الفلسطينيين من أراضيهم. ففي فبراير 1948 تم الهجوم على قرية سعسع وأسفر هذا الهجوم عن مذبحة راح ضحيتها 60 قتيل عدا الجرحى، ثم فى فبراير أيضاً تفجير قطار بجوار حيفا نتج عنه 27 قتيل، ثم مذبحة كفر حسينية فى مارس أسفرت عن 30 قتيل، ثم نسف قطار أسفر عن 24 قتيل، ثم نسف قطار آخر أسفر عن 40 قتيل، ثم مذبحة دير ياسين فى أبريل أسفرت عن 260 قتيل.

وطوال فترة الثلاثينات والأربعينات لم يكن فى فلسطين أي مقاومة عربية سوى مجموعتين أحدهما بقيادة أمين الحسيني مفتي القدس والأخرى تحت قيادة فوز الدين القاوقجي لكن لم يكن لهما أي تأثير على مخططات الحركة الصهيونية، بل أن جميع أعمال الاشتباكات المسلحة مع اليهود لم توقف الهجمات اليهودية المتكررة على القرى الفلسطينية ،

وهكذا جاء عام 1948 وعلى حدود مصر الشرقية تتأهب دولة للظهور بعد أن نجحت المنظمة الصهيونية فى تجهيز العالم كله لاستقبالها بعد صدور قرار التقسيم من الأمم المتحدة عام 1947 فى الوقت الذي كانت تروج بين المصريين حكومة وشعبا أفكار مغلوطة وخادعة، إلى جانب عملاء سياسيين فى مراكز مؤثرة كانت تعمل لحساب المنظمة الصهيونية التي كان ما يزال فرعها فى القاهرة قائماً  حتى إعلان الدولة الإسرائيلية.

وأخيراً يصحو الشعب المصري على أشياء مذهلة لم تكن فى خاطره أبداً ، وما أشبه الليلة بالبارحة فالحملة الفرنسية حين قدمت لغزو مصر بالمدفع والبندقية واجهها المصريون والمماليك بالسيوف والخيول واكتشف المصريون وقتها الفارق الحضاري بينهم وبين أوروبا ، بالمثل حين قامت دولة إسرائيل أظهرت لمصر والعرب كم هو حجم التخلف الذي يعيشون فيه ، انكشفت السياسة المصرية الهزيلة أمام التخطيط الصهيوني الدؤوب والمحكم فنجد أن بن جوريون يقف فى عام 1937 "فى اجتماع الهستدروت ، اتحاد نقابات العمال الصهيوني - يقول : إن العرب لن يفهموا إلا لغة القوة، وأن التباحث معهم لا يجدى، إنما لابد لهم أن يشعروا بأن الصهيونية قوة يحسب لها حساب، وأنها عامل حاسم فى الموقف، وليست مجرد عنصر ثانوي"([5]).

ويقول مناحم بيجن مؤسس منظمة الأورجون التي كانت تقوم بأعمال القتل والترويع وسط الفلسطينيين فى كتابه قصة الأرجون "سوف تعود أرض إسرائيل الكبرى إلى شعب إسرائيل كاملة وإلى الأبد" ثم يقول فى نفس الكتاب "إن دولة إسرائيل ما كانت لتوجد لولا الانتصار فى دير ياسين ، نفذت قوات الهاجناه هجمات ناجحة على جبهات أخرى وكان العرب يلوذون بالفرار مذعورين وهم يصرخون دير ياسين"([6])، وقد لخص بن جوريون كم التخلف العربي فى عبارة قصيرة بعد انتهاء حرب 1948 قال : لقد انتصرنا ليس لقوتنا فقط ولكن لضعف العرب.

الجولة العربية الإسرائيلية الأولى 1948 :

أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 181 بتاريخ 29 نوفمبر 1947 بتقسيم فلسطين ، وبهذا القرار أصبح فى يد اليهود الحق القانوني لإنشاء دولة إسرائيل على 56% من الأراضي الفلسطينية ، وقد خططت الصهيونية لهذا الهدف قبل إعلان الدولة بخمسين عاماً ، فى حين أن الدول العربية جميعها لم تتحسب لهذا القرار بأي تخطيط أو استعداد ، حتى أن قرار الدول العربية بدخول الحرب كان للدفاع عن مصالح عرب فلسطين وأضافت مصر إليه أنها تدخل الحرب لإعادة احترام المبادئ الأخلاقية العامة والمبادئ التي أقرتها الأمم المتحدة ، وهي أهداف عامة وغامضة لا تؤدي إلى تجمع عربي عسكري لإحراز نصر عسكري أو هزيمة العدو، حتى أنها لم تستطيع إلا حشد 15 ألف مقاتل منها 5،0 فرد من الجيش المصري زاد عددهم فى نهاية الحرب إلى حوالي 15 ألف فرد. وفى المقابل كانت إسرائيل مستعدة لهذا اليوم بحوالي 67 ألف مقاتل عدا حرس المستوطنات.

وعلى أثر إعلان دولة إسرائيل واستيلاء الصهيونية على مزيد من الأراضي العربية  فى 15 مايو 1948 دخلت القوات العربية وعلى رأسها القوات المصرية إلى فلسطين بهدف منع الصهيونية من استكمال الاستيلاء عليها ، ونجحت القوات العربية فى الأيام الأولى فى تحقيق مهامها بالكامل وتوغلت داخل الأراضي الفلسطينية. فلم  يكن أمام إسرائيل إلا الاستغاثة بالدول الغربية وعرض القضية على مجلس الأمن مما أدى إلى إعلان الهدنة الأولى فى 11 يونيو 1948 بعد أن تكبد الإسرائيليون خسائر فادحة خلال تلك المرحلة ، وقد علق رابين فى مذكراته "جاءت الهدنة الأولى فى وقتها فقد كانت القوات منهكة القوة وكان من الضروري إعادة تنظيمها" ، "ومنذ نهاية آيار ومطلع حريزان 1948 بدأت جهود مشتريات الأسلحة تؤتى ثمارها فقد تم شراء  البنادق والرشاشات وطائرات مستر شميدت من تشيكوسلوفاكيا. ولولا السلاح الذي تسلمناه من تشيكوسلوفاكيا طبعاً بأمر من الاتحاد السوفيتي، لما استطعنا الصمود فى حرب 1948"([7]).

ولما كان دور الطيران الإسرائيلي ضعيفاً وغير مؤثر فى تلك المرحلة من القتال على عكس الطيران المصري الذي ظهر دوره فعالاً للغاية ، فقد اندفع الإسرائيليون خلال فترة الهدنة إلى كل دول أوروبا لجلب الطائرات والبحث عن المزيد من الطيارين المتطوعين، تنفيذاً لمقولة بن جوريون لهم "اشتروا أي شيء يطير" ، وقد نجح المندوبون فى ذلك تماماً ، فقد "أمدتها تشيكوسلوفاكيا بصفقة تمثلت فى 89 طائرة مقاتلة طراز سبيتفاير ومستر شميدت 109"(1) تم تصدير إحدى عشر طائرة  طراز مستر شميدت من الصفقة فى صورة قطع غيار تم تركيبها فى إسرائيل، كما وصلت طائرات السبيتفاير بواسطة طيارين إسرائيليين وأمريكيين.

واستؤنف القتال مرة أخرى فى 9 يوليو 1948 وكانت إسرائيل قد أعادت  تنظيم قواتها على الأرض مستفيدة من أخطاء المرحلة الأولى فى القتال وقد أصبح لها قوات جوية مقاتلة بدأت تشارك وتدعم قواتها البرية ، فتعثرت الجيوش العربية فى تنفيذ مهامها وأصبح ميزان القوى الجوية متعادلاً تقريباً ، بل وظهر الأثر النفسي للطيران الإسرائيلي حين قامت ثلاث طائرات ب-17 بإلقاء ثلاث قنابل زنة  كل منها 2،كجم على القاهرة فى 14 يوليو ليلاً، فأحدثت دوياً شديداً وذعراً فى مصر رغم أن الغارة كلها تمت بثلاث قنابل صغيرة الوزن ضعيفة التدمير.

وفى نهاية شهر يوليو فرضت الهدنة الثانية دون تحديد مدة لها. لم تحترم من جانب إسرائيل فاستمرت قواتها فى القيام بعمليات عسكرية لتحسين أوضاعها. ولما كانت الجبهة المصرية هي التي تمثل التهديد الأكبر لإسرائيل فقد بنيت الخطة الإسرائيلية على أساس الهجوم بالقوات الرئيسية على الجبهة المصرية ، "وقد بدأ تنفيذ الخطة فى منتصف أكتوبر ، وكانت الخطوة الأولى تتركز فى مهاجمة القوات الجوية الإسرائيلية لمطار العريش الذي كان يمثل القاعدة الجوية المصرية الرئيسية وتدمير الطائرات الرابضة على الأرض"(2).

وبتدمير مطار العريش انتقلت السيطرة الجوية لصالح الطيران الإسرائيلي. واندفعت القوات الإسرائيلية لمهاجمة المواقع المصرية فى النقب مستغلة المفاجأة التي أحدثتها الضربة الجوية الإسرائيلية لمطار العريش.

وبحلول يوم 19أكتوبر كانت القوات الإسرائيلية ومن خلال السيطرة الجوية فوق  مسرح العمليات قد نجحت فى حصار الفالوجة والاستيلاء على بير سبع.

وجاءت الهدنة الثالثة فى 31أكتوبر 1948 وقد أصبحت القوات المصرية  نتيجة السيطرة الجوية الإسرائيلية فى وضع سيئ للغاية.

ورغم ذلك الموقف الصعب للقوات المصرية إلا أن الحكومة المصرية كانت ترفض الدخول فى مفاوضات لإقرار هدنة دائمة ، ولإجبار مصر على الدخول فى هدنة دائمة قامت القوات الإسرائيلية بالهجوم على الجبهة المصرية - بعد أن هُزمت الجيوش العربية فى باقي الجبهات - اعتباراً من 22 ديسمبر 1948 إلا أن القوات المصرية ظلـت صامدة حتى نجح العدو الإسرائيلي يوم 29 ديسمبر فى الاستيلاء على منطقة أبو عجيلة داخل الأراضي المصرية ،

وهنا ظهر دور الطيران المصري المؤثر فقد "وصلت طلائع العدو منطقة بير لحفن، وقد قام السلاح الجوي المصري بدور حاسم فى الهجوم على العدو المتقدم  جنوب العريش وكان له الفضل الأكبر فى ارتداد العدو وتحطيم هجومه الأمر الذي أجبره على الانسحاب إلى المواقع الأصلية ، وهكذا كتب التوفيق للقوات المصرية والنجاة من كارثة محققة. فإنه لو قدر للعدو النجاح فى دخول العريش واحتلالها لقطع خطوط المواصلات بأكملها وتم تطويق القوات تماماً، وحينما حاول العدو التوغل فى العمليات فى ذلك اليوم تصدت له طائراتنا والمدفعية المضادة فأسقطت له (5) طائرات"(1). وتوقف القتال تماماً فى 7 يناير 1949.

بنظرة سريعة إلى القوات الإسرائيلية فى تلك الفترة نجد أنها "بدأت فى التكوين فى يناير 1948 بست وعشرين طائرة خفيفة طراز أوستر"(2) ، علاوة على 30 طائرة غير مقاتلة مختلفة الأنواع استغلت فى مهام عديدة ، وعند بدء الحرب فى  مايو 1948

كانت القوات الجوية الإسرائيلية مكونة من "ثلاثة أسراب من الطائرات الخفيفة. سرب الجليل وسرب تل أبيب وسرب النقب، ويبلغ عدد الطيارين 40 طياراً يهودياً بعضهم سبق تدريبه فى القوات الجوية البريطانية والبعض فى السرية الجوية للبالماخ"(1) ، ولكن نتيجة لتفوق الطيران المصري فى بداية الحرب وتأثيره على عمليات القوات البرية الإسرائيلية. فقد تنبه القادة الإسرائيليون لدور الطيران فى سير المعارك وتسابق مندوبوهم فى جميع أنحاء أوروبا ونجحوا فى الحصول على عدد لا بأس به من الطائرات وإن كانت من نوعيات متعددة مختلفة بلغت أكثر من عشرة  أنواع حتى أن بعض الأنواع كانت تضم طائرتين فقط.

"وعلى الجانب الآخر نجد أن السلاح الجوي الملكي المصري كان يتكون فى نهاية 1947 من الأعداد التالية :

4 طائرة تعاون طراز لايسندر

12 طائرة قتال طراز هاريكين

18 طائرة قتال طراز سبيتفاير

20 طائرة نقل طراز داكوتا وكوماندوز"(2)

ورغم تلك الأعداد إلا أن الطيارين المصريين بروحهم العالية قاموا بدور فعال ومشرف يحسب للسلاح الجوي المصري تلخص فى الآتي :

 

 

المرحلة الأولى للعمليات :

مـع بداية العمليات وجه السلاح الجوي المصري ضربات جوية متتالية إلى السلاح الجـوي الإسرائيلـي أدت إلى تدمير مطاراته الرئيسية فى تل أبيب وعكير وبتاح تكفا وتدمير أغلب طائراته. وبذلك حصل السلاح الجوي المصري على السيطرة  الجوية منذ الأيام الأولى، كما قام بقصف ميناء تل أبيب ومراكز توليد الكهرباء ، وكان أهم ما قام به السلاح الجوي المصري هو تقديم المعاونة الجوية للقوات البرية المصرية مما كان له الأثر فيما أحرزته من نصر فى تلك المرحلة.

المرحلة الثانية من العمليات :

بعد إقرار الهدنة الأولى وظهور تأثير الطيران المصري فى نتائج المعارك الدائرة واضحاً ، ونجاح إسرائيل فى الحصول على أعداد كبيرة من الطائرات والطيارين المتطوعين ، كان لابد وأن تنحسر السيطرة الجوية المصرية إلى حد ما وأصبح الطيران الإسرائيلي مناوئاً للطيران المصري فى هذه المرحلة.

المرحلة الأخيرة من العمليات :

فى أكتوبر 1948 كان عـدد الطياريـن اليهـود قد ارتفع إلى 150 طياراً منهـم  90 متطوعاً من خارج البلاد. ولهذا فمع بداية الهجوم الجوي الإسرائيلي على مطار العريش فى 16أكتوبر أصبحت السيطرة الجوية فوق مسرح العمليات لصالح السلاح الجوي الإسرائيلي مما أثر بشكل مباشر فى أعمال قواتنا البرية التي كان موقفها يسوء يوماً بعد يوم نتيجة السيطرة الجوية الإسرائيلية ، فقد كان مطار العريش هو القاعدة الجوية الوحيدة التي تعمل منها الطائرات المصرية ، وحين استؤنف القتال فى 29 ديسمبر 1948 كان السلاح الجوي المصري قد استعاد بعض من كفاءته بحصوله على طائرات فيات وماكي من السلاح الجوي الإيطالي كما وأن جهود العاملين استطاعت إصلاح مطار العريش ودخوله للعمل مرة أخرى كما تم إنشاء أراضي هبوط مما قدم للسلاح الجوي المصري الفرصة كي يتصدى للطيران الإسرائيلي وحماية القوات البريـة المصريـة من الوقوع  فى الحصار الكامل ، ولكن بنهاية القتال فى 7 يناير 1949 كان النقص فى الطائرات والطيارين المصريين واضحاً تماماً،

وفى التقرير الختامي الإسرائيلي عن 1948 ظهر أن 7، متطوع من الخارج قد وصلوا للخدمة فى السلاح الجوي الإسرائيلي كان منهم 156 طيار أما الباقي فقد عملوا فى الأطقم الأرضية لتجهيز الطائرات والإصلاح والصيانة.

 

وانتهت الجولة الأولى بين إسرائيل والعرب فى عام 1949 وأصبحت دولة إسرائيل حقيقة واقعة على حدود مصر الشرقية وهنا نتذكر نظرة محمد على إلى أمن مصر والدفاع عنها وبعد نيف وقرن تنشأ إسرائيل كمدفع مصوب إلى مصر يرسل بالتهديد والترويع والتخويف إلى كافة شعوب دول المنطقة. وتصبح مصر فى حالة من الترقب والحذر الدائم الذي لابد وأن يؤدي إلى شلل وارتباك فى كافة أنشطة الدولة وكيف لا والمدفع رابض على الحدود الشرقية واتفاقاً مع رؤية محمد على لأمن مصر فقد أوجز وأفاد الدكتور/ جمال حمدان حين قال :

"من يسيطر على فلسطين يهدد خط دفاع سيناء الأول

من يسيطر على خط دفاع سيناء الأوسط يتحكم فى سيناء

من يسيطر على سيناء يتحكم فى خط دفاع مصر الأخير

من يسيطر على خط دفاع مصر الأخير يهدد الوادي

وهذه بالضبط نواة نظرية الأمن المصري. إن موقع مصر مهدد أبداً وبانتظام بالإجهاض والشلل الجزئي ما بقيت إسرائيل، خاصة وأنها تريد أن ترث دور القناة نهائياً بل وتهدف إلى سرقة موقع مصر الجغرافي، ومن ثم يصبح المبدأ الاستراتيجي الأول فى نظرية الأمن المصري هو مرة أخرى. دافع عن سيناء. تدافع عن القناة. تدافع عن مصر جميعاً. ولا ضمان بالتالي إلا بذهاب العدو (ثلاثية حمدان 228)"([8]).

وهذا ما كان الغرب متنبها إليه تماما فكانت مساعداته ودعمه وضغوطه لكي تنشأ إسرائيل فى هذا الموقع. لكن لا نتهم الغرب فقط بل يجب أن نواجه حقيقة أنفسنا وحقيقة عجزنا وإهمالنا. فالسياسة المصرية فى الفترة الحرجة بين انتهاء الحرب العالمية الثانية وقيام دولة إسرائيل كانت تنظر إلى قيام إسرائيل باستخفاف غريب وتسطيح للأحداث جلب هزيمة منكرة لجيش مصر الذي لم يكن مستعد للقتال. فقد كان التصور أن الجيش ذاهب إلى فلسطين لتأديب بعض العصابات الصهيونية. فلم يكن هناك خطط محددة أو هدف واضح فكان الطبيعي أن ينال الجيش المصري الذي تشكل قبل مائة عام الهزيمة على يد منظمات دولة مازالت تحت الإنشاء.

كانت مخططات المؤتمر الصهيوني الأول (1897) تتحقق بنجاح تام فقد أعلنت الدولة الإسرائيلية طبقاً لتخطيط المؤتمر بعد 50 عام. وباقي الخطوات مازالت  في الحسبان ففي 31 أغسطس 1949 "تحدث بن جوريون إلى مجموعة من الأمريكيين فى زيارة لإسرائيل : لقد حققنا حلمنا بإنشاء دولة يهودية، ولكننا لا نزال فى بداية الطريق، فليس فى إسرائيل حاليا سوى 9، ألف يهودي، بينما لا تزال غالبية الشعب اليهودي خارج بلادهم. والمهمة الملقاة على عاتقنا فى المستقبل هي جلب كل اليهود إلى إسرائيل"([9]).

وبانتهاء الجولة الأولى بين إسرائيل والعرب فى عام 1949 وضح لأي مراقب للأحداث أن من يملك السيطرة الجوية فوق مسرح العمليات سيفرض أسلوبه فى المعارك البرية على الطرف الآخر. ولهذا فقد اتجهت إسرائيل إلى إنشاء قوات جوية على أساس سليم من التخطيط والتنظيم وإرساء قواعد لتدريب الطيارين وإعداد الأطقم الفنية اللازمة. وكان السند الأساسي فى هذا الخبرة الكبيرة التي كانت متوفرة فى ذلك الوقت لدى كثير من الطيارين اليهود الذين اشتركوا فى معارك الحرب العالمية الثانية مع دول أوروبا المختلفة. بالإضافة إلى الدعم المادي الهائل الذي أنهال على إسرائيل منذ ميلادها، والذي تمثلً فى الطائرات والمعدات الفنية التي وصلت إليها أثناء الحرب.

وفى كتاب بناء الجيش الإسرائيلي يقول مؤلفه إيجال الون الذي كان يتولى قيادة قوات إسرائيل فى الجليل الأعلى ووسط فلسطين والقدس أثناء الحرب : كان هناك مبدأ خطير آخر لابد من مراعاته وهو الاحتفاظ بزمام المبادرة دائماً فى الجيش الإسرائيلي وإعطاء أهمية كبرى للمفاجأة بالهجوم. لأن هذا هو الحل الوحيد لمشكلة الضعف الجغرافي الإسرائيلي، وهذا يؤدي إلى التركيز على قوات الطيران. إن مسرح الحرب الإسرائيلية العربية فى أساسه برى، بمعنى أن معاركه الحاسمة سوف تدور فى البر، لكن التفوق الجوي هو الذي يفتح الباب أمام حسم أي حرب برية.

وبدأت ملامح العقيدة الإسرائيلية فى الصراع الجوي المصري الإسرائيلي تظهر مع بداية الخمسينات بعد تعيين حاييم لاسكوف قائداً للسلاح الجوي الإسرائيلي عام 1951 فعلى الرغم من أنه كان ضابط مشاه فى الجيش البريطاني فى الحرب العالمية الثانية إلا أنه كان ينظر بإعجاب وقناعة شديدة إلى نظريات الحرب الخاطفة للجيش الألماني والتي تقوم أساساً على نقل العمليات داخل أرض العدو ، ونتيجة  لهذه القناعة كان ينظر إلى قدرات القوات الجوية إلى جانب المدرعات نظرة خاصة.

وبهذا أدركت إسرائيل دور القوات الجوية المصرية فى مجريات الصراع فى المنطقة وأثره فى العمليات وأن هذه القوات هي أكبر تهديد لها ، فحرصت جاهدة على تحقيق التفوق الكمي والنوعي فى الطائرات كي يمكنها تدمير الطائرات المصرية منذ بداية المعركة.

 

حرب 1948 دراسة وتحليل :

جاءت نتيجة حرب 1948 بهزيمة العرب على يد الدولة الصهيونية الناشئة متسقة  تماماً مع طبيعة الأحداث التي جرت قبل الحرب بسنوات طويلة وفى أثناء الحرب نفسها، فالعرب فى تلك الآونة كانوا فى سبيلهم إلى إنشاء مشروع عربي قومي تحت مظلة جامعة الدول العربية التي ظهرت إلى الوجود قبل ثلاث سنوات من تلك الحرب، ولكن ما كان يدور داخل هذا التجمع العربي شيء يدعو للعجب والدهشة والرثاء على حال الشعوب التي يتحكم فى مصيرها هذه النوعية من الملوك والرؤساء، فالهدف من الجامعة العربية هي تجميع القوى وحشد الطاقات ومؤازرة الدول بعضها لبعض ، لكن الواقع كان مليئاً بالكراهية والخداع، والدسائس والمؤامرات بين الملوك والرؤساء. نظرة فردية قاصرة تملكت كل ملك ورئيس أدت إلى تحالفات مشبوهة وخيانات من بعض هؤلاء الملوك والرؤساء.

فقيادة القوات العربية التي دخلت أراضي فلسطين فى 15 مايو 1948 كانت فى يد الملك عبد الله ملك الأردن والذي كان متورطاً مع الإنجليز بل والصهيونية فى اتفاقات وتحالفات خفية وفى العلن كان يساير الملوك والرؤساء العرب. وفى قرارة نفسه يعمل على أن تفوز إسرائيل بدولتها حتى يفوز هو بالضفة الغربية ويضمها إلى مملكته. فقد كان الجيش الأردني تحت قيادة ضابط إنجليزي هو جلوب باشا إضافة إلى مساعديه من الضباط الإنجليز مما جعلهم يغضون البصر عن تقدم اليهود إلى خارج خطوط التقسيم المحددة من الأمم المتحدة. والذي أدي إلى حصار الجيش المصري فى الفالوجة.

ولم تكن الجيوش العربية الأخرى بأفضل مما كان عليه الجيش الأردني. فالجيش اللبناني بقى فى مواقعه على حدود لبنان الجنوبية لكن لم يقدم شيء للمعركة ، والجيش السوري خاض بعض المعارك الصغيرة لكن غير مؤثرة، ورغم الحماس السوري الشديد للقتال إلا أن الموقف بعد عدة أيام انقلب إلى إطلاق نيران متفرقة ومناوشات على الحدود مع القوات الإسرائيلية فقط.

كان الجيش العراقي على درجة جيدة من الكفاءة وقام بعدة مهام فى الجبهة الوسطى، لكن دون أي مقدمات صدرت الأوامر له بالانسحاب من منطقة اللد والرمله فأصبحت مفتوحة أمام القوات الإسرائيلية التي دخلتها واستولت عليها دون قتال حقيقي.

أما المملكة العربية السعودية فكانت مشاركتها بسرية واحدة ألحقت بالجيش المصري  ثم تم سحبها بعد أول معركة لها فى "دير سنيد".

وهكذا أصبح الوضع على أرض المعركة بعد حوالي أسبوعين القوات الإسرائيلية تقاتل أمام الجيش المصري وحده ، والجيش الأردني يحاول أن يبدو مشاركاً فى هذا القتال، والسؤال هنا ، هل كان الجيش المصري مستعداً لهذا القتال ؟؟ عن هذا السؤال سنسمع الإجابة فى شهادة اللواء/ أحمد على المواوى القائد العام للقوات المسلحة المصرية فى فلسطين يوم 14 مايو 1948

"وجاء يوم 10 مايو سنة 1948 وكنت فى العريش وتلقيت رسالة تطلب حضوري بسرعة إلى القاهرة ودعيت لمقابلة الفريق محمد حيدر - وزير الحربية - الذي سألني :

-           إيه الحالة عندك ؟

قلت : سيئة للغاية

قال : سوف نضطر لدخول حرب فى فلسطين

قلت : إن الوحدات غير مدربة ، لقد كنت مسئولاً عن التدريب فى الجيش وأنا أعلم حالته

وكنت قائداً لسلاح المشاة وأنا أعلم حالة جنودنا ، وكنت قائداً لمعسكر التدريب فى العريش وأنا أعلم أننا غير مستعدين إطلاقاً.

وسكت حيدر بعض الوقت ثم قال لي

-           اسمع يا مواوى، دولة النقراشى - رئيس الوزراء - جاي يحضر اجتماع فى رياسة الجيش تعال معي وقول له هذا الكلام كله

وذهبت إلى الاجتماع وجلست أمام النقراشى أروى له معلوماتي بصراحة وقال لي النقراشى

-           إن موقفنا بين الدول العربية يحتم علينا الدخول

ثم تكلم النقراشى طويلا وكان أبرز ما قاله :

-           تصور دولته - رحمه الله - أنني خائف من العملية

-           قال لي أنه يعتقد أن المسألة ستسوي سياسياً بسرعة. وأن الأمم المتحدة سوف تتدخل

-           وقال لي أن الاشتباكات ستكون مجرد مظاهرة سياسية وليست عملاً حربيا.  وكتبت تقريراً رسمياً بكل آرائي. ثم أطعت الأوامر الصادرة لي بالسفر، وركبت الطائرة إلى العريش ، وفى اليوم السابق للعملية جاءتني الخطة فى مظروف سري وصلني بالطائرة"([10]).

ومن شهادة اللواء المواوى نجد أن الحرب لم تكن بالشيء الهام فى فكر السياسيين المصريين ، بل كانت قراراتهم وتصرفاتهم من باب سد الخانة ، ناهيك عن الملك فاروق الذي انساق وراء السياسيين ، جيش فى حالة سيئة، وأفراد غير مدربين، ومعدات ناقصة، وجهل تام عن قوة العدو الإسرائيلي ، وخطة تصل إلى قائد القوات فى ميدان المعركة قبل بداية الحرب بيوم واحد ،!!

وبعد هذا كله يقرر رئيس الوزراء أننا سندخل الحرب كمظاهرة سياسية، وإن   الإحراج من الدول العربية هو الذي يدفعنا إلى هذه الحرب ،

يقال أن الحرب من الأحداث الهامة التي تؤثر على مصائر الشعوب فلا يجب أن تترك للعسكريين وحدهم وإنما لابد أن يرجع أمر الحرب إلى السياسة والسياسيين ، لكن  فى مصر ويبدو أن هذا شرع مصري ثابت أن الحرب شيء لا يتدخل فيه العسكريين وهم الذين يقع عليهم عبء تنفيذ رغبة وأوامر وقرارات السياسيين، وبعد انتهاء الحرب يحّملوا بكل الأخطاء والهزائم والتقصير، والسياسيين فى مقاعدهم الفاخرة يدخنون ويناقشون ثم ينصرفوا.

كانت مصر فى هذه الفترة لا ترى فى الفكر السياسي شيء آخر إلا الاستقلال وجلاء القوات البريطانية المحتلة، ولهذا غاب عنها تماما ما كان يتم ترتيبه وتأسيسه على حدودها الشرقية. القوى السياسية كلها أحزاب متناحرة على الحكم بهدف الحكم أولاً ثم مصلحة مصر ثانيا وملك شاب عديم الخبرة تلاعب به السياسيين فادخلوه معهم فى حلبة الصراع على من يحكم مصر، وتيار يتخفى بعباءة الدين (الإخوان المسلمين) يمارس أعمال الكر والفر مع الملك والحكومة والأحزاب من أجل أن يحقق تقدماً ووجوداً يوماً بعد يوم ،

كل هذه القوى السياسية لم تستطيع أن تقدم للحرب ما يلزمها من تخطيط وتجهيز وإعداد لقوات وتوفير إمكانيات تحت استراتيجية وهدف واضح. فوقع عبء الحرب كلها على كاهل العسكريين وبعض المتطوعين من الإخوان المسلمين والذي لم يتجاوز عددهم المئات. ورغم كل هذا النقص والفوضى والعشوائية فى القرارات قدم أفراد القوات المسلحة أرواحهم ودماؤهم من أجل مصر، لكن دون ثمن. فقد حققت إسرائيل انتصارها الأول على مصر فى الجولة الأولى والتي سيتبعها جولات.

 

 


([1]) محمود عوض - وعليكم السلام - ص61.

([2]) محمود عوض - وعليكم السلام - ص98.

([3]) المصدر السابق - ص95.

([4]) المصدر السابق - ص117.

([5]) أحمد بهاء الدين - إسرائيليات - ص109.

([6]) روجيه جارودى - الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية - ص229.

([7]) من مفكرة إسحاق رابين - سجل خدمة - ص47.

(1) لواء طيار/ على لبيب - القوة الثالثة - ص59.

(2) محمد فيصل عبد المنعم - فلسطين والغزو الصهيوني - ص426.

(1) محمد فيصل عبد المنعم - فلسطين والغزو الصهيوني - ص443.

(2) جاكسون - تاريخ القوات الجوية الإسرائيلية - ص23.

(1) مركز الدراسات الاستراتيجية والعسكرية بالأهرام - العسكرية الصهيونية - ص170.

(2) لواء طيار/ على لبيب - القوة الثالثة - ص40.

([8]) د. جمال حمدان - اليهود - ص22.

([9]) روجيه جارودى - الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية - ص110.

([10]) محمد حسنين هيكل - العروش والجيوش - ج1 - ص457-458.

 

Share

مـعـرض الـوثـائـق

مـعـرض الـفـيـديـو

Youtube

Cannot Connect to Youtube Server


Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server

   

 

  

زوار اليوم
زوار امس
زوار الاسبوع
زوار الشهر
اجمالى الزوار
3230
3776
19960
51180
34963668

معرض الصور

المتواجدون حاليا

46 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

اتصل بنا

الراسل 
الموضوع 
الرسالة 
    
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech