Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر
  • تعريف بالمجموعة و أعضاءها

     مؤسسة مؤرخي مصر للثقافه ( المجموعة 73 مؤرخين ) المشهرة برقم 10257 لسنه 2016  المجموعه 73 مؤرخين ، مؤسسه ثقافيه للتأريخ والابحاث التاريخيه نشأت عام 2008 - وهي عباره...

    إقرأ المزيد...

بطل الشهر

بطل الشهر /  العميد يسري عمارة 

 

 

الــصـفـحـة الـرئيسيــة

الفدائي عبد المنعم قناوي - صقر السويس

 

الفدائي (عبد المنعم قناوي) صقر السويس

 

 

 

 

 

بحماسة شاب في العشرين من عمره وبعيون لامعة تحدث ((صقر السويس)) كما يطلق عليه الفدائي عبد المنعم قناوي عن بعض ما مر به من مواقف وذكريات أثناء تطوعه بمنظمة سيناء العربية وكيف أنه كان على استعداد بالتضحية بحياته في أي وقت من أجل بلده ووطنه وعرضه.

ولد في 21 فبراير 1945 وهو من مواليد شارع شميس بمدينة السويس

كان من هوايته المراسلة وجمع طوابع البريد ومن وقتها وله أصدقاء في قطاع غزه

ومنذ نشأته ومعاصرته لنكبة 48 وثورة 52 ثم العدوان الثلاثي على مصر بعد تأميم قناة السويس يروي لنا قصته.

 

 

كنت أرى الخندق أول شارع شميس ((خندق الحرس الوطني)) أثناء العدوان الثلاثي وتوجهت لنجار ليصنع لي بندقية تشبه البنادق الحقيقية ودمجت بها علبة ورنيش وكأنها خزينة ذخيرة البندقية وكنت أقف بجانبهم وأفعل مثلما يفعلون.

 

 

وبدأ من هنا الارتباط العاطفي بالمقاومة.

 

البداية كانت قبل هزيمة 67 مباشرة وبالتحديد مايو 1967 كنا نرى الدبابات والمدافع والأسلحة بمختلف أنواعها تعبر من السويس إلى سيناء وكانوا واثقين من النصر وكنت أتحدث مع الجنود المصريين وأسألهم عن محافظاتهم وكنت أراسل أهالي الجنود لكي يطمئن الأهالي على أبنائهم الجنود وكنا نرسل للجنود المشروبات الباردة والساخنة والفواكه والورود وأي شيء نستطيع أن نقدمه لهم.

بعد ثلاثة أسابيع حدثت الصدمة الكبرى نكسة 1967 ونجح الطيران الإسرائيلي في القضاء على جميع مطارات مصر المدنية والعسكرية وأغلب الطائرات تم ضربها وهي رابضة في المطارات.

 

فكرنا في لحظتها في آلاف الجنود المصريين الذين عبروا لسيناء وأصبحوا بدون أي غطاء شرق القناة ولا أحد يعلم مصيرهم وتوجهنا لبورتوفيق (الميري كاب وقتها) واستخدمنا لانشات المرشدين ومراكب البمبوطية للعبور للضفة الشرقية والبحث عن أي ناجين ممن استطاعوا الوصول للضفة الشرقية.

 

 

على الضفة الأخرى وجدنا الكثير من السيارات المتروكة واستخدمناها للبحث عن ناجين وكنا نبحث في اتجاه عيون موسى جنوبًا والجناين شمالًا بحثًا عن أي ناجٍ وكنا نحضرهم لبورتوفيق حيث قامت القوات المسلحة بإنشاء مستشفى ميداني لاستقبال الحالات وتقديم الإسعافات اللازمة لهم وتقديم أي مساعدة قد يحتاجونها مثل مساعدتهم في النظافة الشخصية ((الاستحمام)) أو الأكل والشرب.

 

 

بعد أن يبدأوا في التعافي تقوم هيئة التنظيم والإدارة في إعادة تنظيم وتعيين الجنود المصابين بعد التعافي في أماكنهم من جديد لبداية المرحلة الأولى من حرب الاستنزاف ((مرحلة إعادة بناء القوات المسلحة)).

 

أما على جانب المدنيين فقد كنا وصلنا لدرجة من الإحباط لأن العدو كان يقوم بصفة يومية بضرب السويس وكنا نفقد الكثير من الأشخاص ولم نكن نستطيع أن نقوم بأي رد حسب التوجيهات العسكرية لأننا لم نكن وقتها في وضع يسمح لنا كبلد أو كجيش بتحمل رد فعل العدو في حال قيامنا بأي عمل ومع زيادة الشعور بالإحباط

كنا فقط متطوعين لحماية المنشآت الحيوية وحراستها وكنا قد كونا من ضمننا فرقة تم تسميتها الفرقة الانتحارية كانت تقوم بتأمين السفن التي تدخل وتخرج لميناء بورتوفيق لأنها كانت شريان اقتصاديًا مهمًا وحيويًا جدًا للبلاد وكان العدو يبعد عن منطقة انتظار السفن فقط بـ 250 متر ومن الممكن أن يسبب خسائر فادحة في السفن وفي هذا الوقت قررت وبعض الأفراد (خمسة أفراد) التوجه إلى منظمة فتح الفلسطينية وكان مقرها شارع عبد الحميد سعيد متفرع من شارع سليمان باشا بجوار سينما أوديون بمنطقة وسط البلد وتقابلنا مع الإخوة الفلسطينيين وأخبرناهم أننا من مقاومي السويس ونريد أن نتطوع لقتال الإسرائيليين من خلال منظمة فتح ولكنهم شكرونا على الروح الطيبة وأعطونا كتبًا وأعلامًا فلسطينية وأخبرونا أنه عندما يتم فتح باب التطوع سوف يخبروننا.

 

 

بمجرد رجوعنا إلى السويس فوجئنا باستدعائنا فرادى عن طريق مكتب المخابرات الحربية بالسويس (أنا ومحمود عواد ومحمود طه وأحمد عطيفي) وكنا نتساءل لماذا تستدعينا المخابرات وشعرنا بالقلق وعندما ذهبنا سألونا لماذا ذهبتم لمنظمة فتح الفلسطينية فقمنا برواية أسبابنا والتي كانوا يلمسونها بالفعل عن قرب.

 

 

 

سألونا إن كنا حقًا نريد أن نضحي بحياتنا ونريد أن نقوم بمثل هذا الفعل وكان ردنا أننا في كل الحالات سوف نموت ومن لم يمت بالسيف مات بغيره والأشرف لنا أن نموت في ساحة القتال فأرسلوا إلى مكتب المخابرات بالقاهرة أن هناك مجموعة من الشباب في السويس عندها الحمية لمقاتلة العدو شرق القناة بدون مقابل وبعد دراسة الموضوع قرروا إنشاء منظمة ((سيناء العربية على غرار المنظمات الفلسطينية)) للعمل الفدائي.

بالفعل تم إنشاء المنظمة في السويس وكانت البداية ثم توسعت المجموعة لتشمل الإسماعيلية ((المجموعة 39 قتال)) وبورسعيد وضمت خيرة شباب محافظات القنال الثلاث.

بدو سيناء لهم فضل عظيم جدًا على مصر وكانوا عونًا كبيرًا على تحقيق الكثير من الانتصارات لإخلاصهم وتفانيهم لوطنهم مصر.

 

لأنه كان للبدو مقدرة على الدخول والخروج من سيناء حيث إن منهم من يريد العلاج داخل مصر أو يقوم بزيارات عائلية فقد كان يسمح لهم العدو الإسرائيلي بالعبور من نقاط محددة ومعروفة والعودة منها.

 

 

بالطبع لم تُفَوِّتْ المخابرات الفرصة وكانت تستفيد منهم بأكبر قدر من المعلومات المتاحة وكانت لهذه المعلومات أهمية كبيرة فيما بعد أثناء سير عمليات الإغارة أو حتى معارك الحرب نفسها.

 

 

بدأت المنظمة في تدريب عناصرها على الأسلحة بمختلف أنواعها وتدريب البعض على استخدام أجهزة اللاسلكي وفي هذه المرحلة بدأت مرحلة الدفاع النشط وكان عبارة عن القيام بالرد على غارات العدو برد بسيط وبعده بدأت مرحلة الإغارات على طول خط المواجهة.

 

 

بعد هذه العمليات ظل التدريب متواصلاً، فكنا نقوم بطابور سير طوله 120 كيلو من منطقة جنوب السخنة إلى مبنى المخابرات الحربية بالسويس، وكنا نتسلق جبل الجلالة جنوب العين السخنة حتى يكون السحاب أسفل أرجلنا ثم نغطس بمياه خليج السويس والبنادق فوق رءُوسنا، وفي حالة الخطأ يعاد الطابور، واستمر التدريب حتى قيام الحرب.

في هذه الفترة تكبد العدو خسائر كبيرة مما أدى إلى استعانتهم بالولايات المتحدة الأمريكية وقيامها بعمل مبادرة روجرز 8/8/1970.

كنا في هذا اليوم بصدد القيام بعملية في شرق خليج السويس إلا أننا قد وصلتنا أوامر بالانسحاب وإلغاء العملية.

كانت تقوم بعض المجموعات من بدو سيناء بالقيام بعمليات إغارة في مناطق مختلفة من سيناء أثناء فترة وقف إطلاق النار وعلى سبيل المثال وليس الحصر كانت هناك عملية مدير المخابرات العسكرية الإسرائيلي بالعريش والذي كان يؤذي الأهالي في العريش وقرروا تجنيد واحدة من نساء البدو وقد كان لها أخ قد استشهد في 5 يونيو 67 وكانت تبيع لهم منتجات الألبان داخل أماكن تجمعهم وفي مكان تواجد مدير المخابرات وتم تدريبها على القنبلة اليدوية وكيفية استخدامها وفي يوم التنفيذ كانت تقوم بتوصية أبنائها وهنا اعترضت ابنتها الكبرى جدًا بل وطلبت من أمها وبإلحاح شديد أن تقوم هي بتنفيذ العملية بدلًا من أمها وأخيرًا رضخت الأم لمطلب ابنتها ولقنت ابنتها الخطة وعلمتها كيفية استخدام القنبلة وبالفعل توجهت للمعسكر وسألوها عن سر غياب والدتها فأخبرتهم أنها مريضة وسمحوا لها بالدخول وقامت بالتنفيذ وفجرت المستهدف ونالت هي الشهادة.

 

الكتيبة 79 مظلات جاءت من أنشاص بعد النكسة لتأمين بورتوفيق من أية تسللات للعدو إلى الجانب الغربي وكنا نقوم بمساعدتهم في التأمين (لمدة 7 أشهر) وعادت مرة أخرى لأنشاص ليحل محلها الكتيبة 81 مظلات وبعد فترة عادت وحل محلهم أفراد المشاه بعد إعادة تنظيمهم في فترة ما بعد النكسة لرفع الروح المعنوية.

 

 

اللواء بدر حميد بدر (عقيد وقتها) رحمه الله كان يوجهنا دائمًا قبل القيام بأي عملية أثناء التدريبات بالقيام بكسر حاجز الخوف حتى يتم تنفيذ العملية بثقة وقلب مطمئن وثابت وكان يقول لنا أريدكم أن تحضروا من الضفة الشرقية ما يثبت أنكم كنتم هناك وكنا نتبارى بأننا سوف نحضر أجزاءً من جثث الجنود الإسرائيليين إلا أنه كان يذكرنا بتوجيهات سيدنا محمد بألا نمثل بالجثث وكان يقول مازحًا ((أنا مش عايز أفتح محل كرشة)) وأن يكون اهتمامنا بإحضار سلاح مثلًا أو أي أغراض شخصية لجنود العدو وكان أيضًا يقول لنا في حالة استشهاد أحد الفدائيين يجب أن يكون قد سقط أمامه 10 جنود إسرائيليين والطلقة لابد أن تكون تعرف هدفها.

كانت تتم الإغارات في ذلك الوقت ليلًا وعلى أهداف ثابتة ولأول مرة بدأ التفكير في القيام بالإغارات نهارًا وعلى أهداف متحركة.

 

 

كانت المجموعة تتكون من 12 فدائيًا وكانوا يتنافسون في القيام بالمهمات.

التسليح الطبيعي رشاش أو بندقية والآر بي جي وخزنة البندقية وكيس يوجد به أربع خزن وأربع قنابل يدوية ((2 هجومية و2 دفاعية)).

 

 

لكننا أثناء العملية استخدمنا خزينتين توفيرًا للذخيرة وتقليلًا للأوزان وأيضًا للتأكيد على أن إصابة الأهداف تتم بأقل عدد من الرصاصات مما يجعلنا في قمة التركيز وكانت الخطة تقتضي أن يتم القضاء على دورية تمر لتغيير الخدمة على خط القناة في الضفة الشرقية للقناة وعمل كمين لهذه الدورية ((الخزنة 30 طلقة وكنا نجعلها 28 حتى لا نضغطها)).

 

تمت مراقبة الدورية لمدة ثلاثين يومًا عن طريق تكليف مجموعة من الفدائيين بالصعود على النخل والتمركز بدون حركة حتى لا يتم رصده واقتناصه من جانب العدو الإسرائيلي ويكفي أن نعلم أن الفدائي كان يأكل ويشرب ويقضي حاجته وهو فوق النخلة حتى لا ينكشف رصدهم للدورية.

 

في أحد الأيام طلب الفدائي محمود عواد بارك الله في عمره ورزقه الصحة والعافية (كان في هذا الوقت قد أصبح قائد المجموعة الفدائية بعد استشهاد مصطفى أبو هاشم وإبراهيم الباشتلي) نزل من نقطة مراقبته على النخلة ليلًا وذهب إلى قائد السرية التي كان سوف يتم النزول من أمامها إلى القناة لتنفيذ المهمة في شرق القناة ليطلب منه العبور للجانب الأخر هو وزميله ليلًا لرصد وتأكيد ما يحدث في الجانب الأخر لأنهم كانوا يوميًا يرون أنوار المركبات تتحرك وأصواتًا للآليات تعمل ليلًا وكان همهم أن يتأكدوا من طبيعة ما يحدث هل هي تدريبات وإنشاءات أم غير ذلك؟؟!!

 

ولأن هذه التحركات كانت تطرح الكثير من التساؤلات والاستعجاب لأن العمل كان دائمًا ما يحدث ليلًا وبنشاط كثيف جدًاطلب منهم أن يذهب معهم ولكنهم رفضوا حفاظًا على أمنه وأمانهوكان العبور يتم بالسباحة وفي الخط الفاصل بين كل نقطتين للمراقبة من جانب العدو.

 

بعد عبورهم ووصولهم للجانب الأخر فوجئوا أن كل هذه التحركات والأصوات والأضواء ما هي إلا تجهيزات إضاءة ومكبرات صوت تعمل ليلًا لتضليل وإرباك من يقوم بالمراقبة وإجهاد من يراقب جسديًا وذهنيًا وحتى يتم نقل معلومات مغلوطة أو منقوصة للقيادات المصرية (كنوع من أنواع الحرب النفسية).

فقاموا بتكسير كشافات الإضاءة وتكسير القواعد الخراسانية التي تحمل كل من أنظمة الإضاءة ومكبرات الصوت كدليل مادي وإثبات وعبروا بها إلى الجانب الأخر.

 

المقدم حسين دراج من مكتب المخابرات الحربية كان يتولى تدريب المجموعة وكان قد وضع خطة تنفيذ المهمة المطلوبة في اليوم التالي نهارًا.

بعد ما حدث من اكتشاف أنظمة الإضاءة والصوت قرر التنفيذ في صباح اليوم نفسه.

تنافست المجموعة فيما بينها للفوز بشرف الاشتراك وتنفيذ المهمة وكان المقدم حسين قد جهز وجبة كباب للمجموعة التي سوف تقوم بالتنفيذ كنوع من أنواع التحفيز المعنوي وانطلقوا بالسيارة الزيل بعد تحضير وتجهيز المعدات إلى نقطة العبور من الشاطئ وكنا عبارة عن مجموعتين مقسمين على عدد قاربين من المطاط وكل مجموعة مكونة من 6 فدائيين.

 

 

حتى يتم تفادي حدوث أي شيء يثير انتباه العدو كنا نختار واحدًا من الفدائيين ليقوم بالسباحة إلى الجانب الأخر ويربط حبلًا ليتم استخدامه في العبور لتجنب استخدام المحركات أو إصدار أية أصوات من أي نوع (نظام معروف يستخدم في الترع للانتقال من جانب للأخر).

 

 

كان أول ما يشغل بالنا هو تجنب لغم يسمى (طوربيد البنجلور) وكان عبارة عن لغم يعمل كجرس إنذار لأقرب نقطة مراقبة إذا تم لم سلك الشرك الخاص به وينفجر في الشخص الذي قام باختراقه هو ومن حوله على مسافة 3 أمتار في كل الاتجاهات وقمنا بالتعامل مع الألغام بقطع الأسلاك ولكن لخطأ ما قد حدث تنبه العدو إلى ما نقوم به فقام بتعزيز دوريته بقوة أكبر.

 

 

القوة المعتادة كانت سيارتين نص جنزير ويتم حمايتهم بدبابة وكان خط سيرهم من النقطة 146 في مواجهة منطقة الجناين إلى لسان بورتوفيق في مواجهة بورتوفيق تقريبًا 10 كيلو متر.

كان يجلس على مقدمة السيارة الأولى اثنان من المجندين لاكتشاف أي أثر غريب أو حديث في طريق الدورية كلغم مثلًا أو خلافه.

 

 

كنا قد قمنا بتجهيز لغم في طريق الدورية بعد عمل حفرة مع الحرص على الحفاظ على تجانس سطح التربة الخارجي عند الردم حتى لا يكون واضحًا للعدو وجود اختلاف ملحوظ قد يكشف أو يفسد الخطة الموضوعة وكنا نريد أن نقوم بنسف المجنزرة الأولى ونتعامل مع المجنزرة الثانية والدبابة أثناء مفاجأة العدو بالانفجار الأول.

ومع أول ضوء أطلق العدو 5 كلاب حرب لكي تؤمن الطريق أمام الدورية وكنا نراقب الموقف بحذر شديد وخصوصًا مع اقتراب وصول أحد الكلاب فوق العبوة الناسفة ولكنه مر بطريقة عادية لم يكتشفها وكان التاريخ 5 نوفمبر 1969 وعلى الرغم من وجود رياح في تلك الفترة من العام إلا أنه في هذا اليوم وأثناء مرور الكلاب كانت الرياح ساكنة مما منع الكلاب من أن تشم رائحتنا.

 

 

فوجئنا بأن العدو قد غير من تكتيكه لحماية الدورية بعد شعورهم بتواجدنا وأصبح يتقدم السيارة المجنزرة الأولى تشكيل من 3 أفراد كان قائدهم نقيبًا بتشكيل رأس الحربة أو رأس السهم كما أن الفاصل بين كل من المجنزرة الأولى والثانية قد أصبح أكثر من المعتاد مما يصعب من التنفيذ كما كنا نخطط.

 

 

ومع كل الاحتياطات التي اتخذناها حتى لا ينكشف مكان التلغيم إلا أن الضابط الإسرائيلي قد اكتشف شيئًا ما غير طبيعي في مسار الدورية وبدأ الضابط في الحفر حتى يكشف عما هو مدفون وفي هذه اللحظة تعامل معه الفدائي مصطفى أبو هاشم وأصابه في رأسه مباشرة وبمجرد انطلاق هذه الرصاصة ومع وجود اتفاق مسبق بأن يشترك الجميع في أي اشتباك بمجرد حدوثه.

 

 

المجموعة الأولى التي من المخطط لها أن تتعامل مع أول مجنزرة وجدت نفسها تتعامل مع الثلاث أفراد المترجلين والذي تم بالفعل القضاء على قائدهم.

أما المجموعة الثانية التي كانت تضم الشهيد إبراهيم سليمان والشهيد سعيد البشتلي وأنا أصبحت أواجه المجنزرة الأولى بدلًا من الثانية كما هو مخطط.

 

هنا أصبحت الخطة ارتجالية ولكنها بفضل الله وتوفيقه أتت ثمارها وتحركت كل مجموعة للتعامل مع الأهداف التي أمامها وبعد الانتهاء منها تتحرك المجموعة بسرعة وخفة للهدف الذي يليه وباستخدام الأسلحة الرشاشة والآر بي جي تم القضاء على المجنزرة الثانية والدبابة وإنهاء المهمة بنجاح وأسر أحد الجنود الإسرائيليين وللعلم كانت الخطة تفترض أن تتم الاشتباكات في خلال 12: 15 دقيقة على حالتها الأولى والمفاجأة أننا قمنا بتنفيذ المهمة خلال 9 دقائق على الرغم من تغيير تكتيك العدو وعدم سير العملية كما هو مخطط وهو ما أثار دهشة وتساؤلات أفراد المخابرات الحربية عند تحليل العملية وسؤالهم لنا عن كيفية حدوث ذلك.

 

 فيديو اشتباك مصري اسرائيلي أثناء الاستنزاف

 

بل واستطعنا زرع العلم المصري لأول مرة على الضفة الشرقية (محمود عواد ومصطفى فتحي) بشكل دائم حيث إن في كل مرة كان يقوم الفدائيون بزرع العلم ونظرًا لصعوبة وخطورة الموقف أثناء عملية غرس العلم مما يؤدي إلى عدم ثباته بشكل جيد مما يسهل على الإسرائيليين أن يسقطوه من وراء الساتر عن طريق خطاف مثلًا أو أي وسيلة أخرى إلا أنه في هذه المرة كان معنا من الوقت والأريحية ما يسمح لنا بعمل حفرة عميقة لتثبيت الوتد وكان عبارة عن عرق خشب بطول 6 أمتار (ساري العلم) ورفع العلم المصري على الضفة الشرقية لتعتبر علامة تفوق لنا نفسيًا على الجنود الإسرائيليين وأصبح مزارًا لكل قوات الجيش المصري في القطاع الجنوبي لرفع الروح المعنوية بل وقد كلف الضابط المسئول عن هذه الكتيبة الجنود للقيام بحراسة العلم على مدار اليوم وكان يتنافس الجنود في الدفاع عن العلم من مكانهم بالكتيبة والذي استمر في مكانه من وقتها وحتى السادس من أكتوبر 1973.

 

 

كان لهذه العملية أثر وصدى طيب وواسع داخل مصر وداخل الوطن العربي لأنها كانت أول عملية تحدث في وضح النهار وبتنفيذ أبناء السويس من منظمة سيناء العربية.

 

 

وفي عملية أخرى كنا قد كلفنا بتنفيذها على الضفة الشرقية لخليج السويس وبعد اقترابنا من الساحل وبالقرب من نقطة الإنزال لبدء التنفيذ فوجئنا بتوقف اللانش وعطله، اكتشفنا أن الوقود قد نفد لسبب غير واضح لنا وتقريبًا استخدمنا كل الوقود المتاح لدينا والاحتياطي أيضًا وظللنا عالقين في هذه النقطة لأكثر من 36 ساعة وكنا نحاول أن نتجنب عمل أية استغاثات لاسلكية حتى لا يتم رصدها من جانب العدو واكتشفنا وجود ثقب في تانك الوقود الخاص باللانش وهو ما أدى إلى العطل وتسرب الوقود وأخيرًا اضطررنا إلى إرسال استغاثة وتم رفع الأمر تدريجيًا من المخابرات إلى رئيس الجمهورية وبالفعل أمر الرئيس جمال عبد الناصر بإرسال قوات بحرية تقوم بسحبنا من شرق خليج السويس وتحت غطاء وكنا متجهين لمرفأ ((سقالة)) شاطئ ((يطلق عليه شاطئ السادات حاليًا)) فوجئنا بوجود الرئيس جمال عبد الناصر واستقباله لنا بنفسه مما كان له بالغ الأثر الإيجابي علينا وعلى معنوياتنا -

فيديو السويس علي خط النار 1971

فيديو نادر جدا للسويس عام 1971

 

 

 

 

الإعداد لحرب أكتوبر والمخابرات الحربية ومهام الاستطلاع:

 

 

اللواء أركان حرب إبراهيم فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية والاستطلاع يصرح ويقول في إحدى تصريحاته لأول مرة يتم زرع رادارات بشرية في جميع أنحاء سيناء.

أراد الله أن أكون أحد هؤلاء الرادارات في سيناء قبيل الحرب بـ 22 يومًا وطبعًا لم أكن أعلم موعد المعركة الحاسمة.

 

كان موقعي مدخل ممر متلا ومعي أجهزة الاتصال وبطاريتي لشحن الجهاز ونظارة معظمة وبالتنسيق مع بدو سيناء تم اختيار موقعي بدقة بالغة بحيث أكون في موقع يسمح لي بكشف أكبر معلومات ممكنة وتحركات العدو وكنت أنقل أولًا بأول كل ما يحدث من تطورات وأحداث إلى أن قامت حرب العاشر من رمضان وكان يقوم البدوي بإحضار أي طعام أتغذى عليه وإن لم أجد فكنت آكل من النباتات التي تخرج في الصحراء وأشرب من تجمع مياه الندى في أية فجوة على أية صخرة.

كنت قد عرفت خبر قيام الحرب عن طريق الراديو ورأيت الطائرات المصرية مما شجعني وجعلني أتنقل وصولًا إلى الدفرسوار وصدرت لي الأوامر بالرجوع إلى القاهرة في 14 أكتوبر 1973 وكنت قد وصلت عند معابر نقطة الدفرسوار وكانت بداية الثغرة ولكن كيف وأنا أرى القوات الإسرائيلية أمامي!!!

ظللت أراقب أنا والدليل البدوي رءُوس الكباري للقوات الإسرائيلية حتى أعرف مواعيد تناوبهم لحراسة الكباري وكنت أرتدي زيًّا يشبه الزي الإسرائيلي وكانت ذقني قد كبرت كما أنه مسموح بالنسبة للمجندين الإسرائيليين بإطلاق الذقن.

 

كان العدو يسحب أفراده من الكباري مع أخر ضوء حتى لا يخسرهم نتيجة أية عملية ولقلة عدد القوات المتواجدة حتى وإن كانوا سوف يضحون بالكوبري نفسه واستطعت المرور إلى غرب القناة وتوجهت إلى طريق صحراء أبو صوير وتعمقت إلى أن وصلت للقوات المصرية التي بادرت بإطلاق النار تجاهي أنا والدليل البدوي ثم قاموا بإلقاء القبض علينا ووصلنا لقائد اللواء وبعد التأكد وتحقيق هويتي عن طريق الاتصال اللاسلكي بالقيادة بالقاهرة تم تكليفه بإرسالي بسيارته الجيب ومعي الدليل إلى القيادة في القاهرة للاستعداد لتلقي مهام جديدة بعد إطلاعهم على كل ما حدث في الفترة السابقة ولمدة يومين ونصف، كنت أكتب ملخص ما دار معي وحدث لي على الرغم من أني كنت أتواصل معهم مع كل تطور على اللاسلكي لتقديم تقرير مفصل.

 

ثغرة الدفرسوار هي شرق القناة منطقة كثبان رملية متحركة وقد أهملتها قوات الجيش الثاني لأن معداتنا وآلياتنا كانت تغرز في هذه المنطقة متناسين أن القوات الإسرائيلية تعتمد على المجنزرات مما أتاح لهم الفرصة للعبور واستخدام تلك المنطقة بعد كشفها عن طريق الأقمار الصناعية بعد دعم الولايات المتحدة.

توجهت القوات الإسرائيلية لغرب القناة واستطاعوا الاختفاء داخل أشجار المانجو ولم يكشفهم الطيران المصري وكانوا يريدون أن يحققوا نصرًا سريعًا وحاولوا دخول الإسماعيلية لمنطقة نفيشة وأبو عطوة وقام بصد هجومهم مجموعة الفدائيين العسكريين مجموعة الشهيد إبراهيم الرفاعي المجموعة 39 قتال وأعطوا العدو درسًا قاسيًا واستشهد إبراهيم الرفاعي في 19 أكتوبر في عزبة أبو عطوة.

 

بعد تكبد العدو خسائر فادحة في هجوم الإسماعيلية انسحب مرة أخرى للدفرسوار وقرر تغيير الوجهة إلى السويس وبالفعل توجهت القوات الإسرائيلية إلى السويس ودخلوا من شمال السويس وانقسموا عند جنيفة إلى فريقين فريق أخذ محور طريق السويس الإسماعيلية وفريق التف حول السويس إلى الكيلو 101 ليقطع طريق الإمدادات من القاهرة وبالتالي حصار مدينة السويس.

 

 

عند دخولهم السويس دخلوا من طريق محطة كهرباء عتاقة ثم إلى الأدبية حتى يمنع دخول أية إمدادات من الجنوب.

 

 

 

 

 

بدأ التوغل بعد تأكده من حصار المدينة إلى داخل المدينة نفسها في صباح يوم 24 أكتوبر بعد أن كانوا بالفعل بدأوا بالدخول ابتداء من يوم 23 إلى داخل المدينة.

 

ومن هنا كلفوني بمهمة أن أتوجه للسويس لأن جميع المعلومات عن السويس وما يحدث فيها قد انقطعت بعد انقطاع الاتصال عن مدينة السويس وسألوني عن أهم معالم طريق السويس حتى يختاروا نقطة بداية مأموريتي الجديدة وأخبرتهم بها إلى أن استقروا على إنزالي في منطقة الجفرة في اتجاه وادي حجول وبالتالي الصعود إلى جبل عتاقة، وصلت لشركة السماد حيث كنت مكلفًا بأن أنزل إلى السويس متبعًا طريق السكة الحديد إلى السويس حتى أصل إلى مزلقان زرب ومنه إلى منزل محمود عواد لأقوم بتركيب الهوائي فوق سطح المنزل لتحقيق اتصال ومعرفة أخبار السويس في لحظتها

 

 

 

ولكني فوجئت بتجمعات القوات الإسرائيلية بالدبابات والمدرعات تحت سفح جبل عتاقة ولم أستطع النزول وقمت بإخبار قيادة المخابرات وأراد الله أن يسخر أحد رجال بدو سيناء في الجنوب ليذهب إلى السويس بعد انتهاء مهمته ويقوم هو وقتها بالقيام بمأموريتي وتحقيق الاتصال وبالفعل تم التأكيد للقيادة أن السويس لا تزال صامدة وتم تدمير 33 دبابة إسرائيلية وأن الشيخ حافظ سلامة رفض الإنذار الإسرائيلي بتسليم السويس يوم 25 أكتوبر.

هاجمت الطائرات الإسرائيلية المدينة منذ الساعة السادسة صباحًا وحتى العاشرة، ووقتها قام الفدائيون بنصب أربعة أكمنة لقوات الاحتلال أحدها عند مزلقان روض مدافن الشهداء، والثاني عند مدرسة حمد الله بشارع الجيش، والثالث عند مزلقان البراجيلي بقيادة الشهيد أحمد أبو هاشم، والرابع أمام مسجد سيدي عبد الله الأربعين وكان فيه الفدائي غريب محمد والفدائي عبد المنعم خالد، وتم إنشاء كمين خامس بين سينما مصر وسينما رويال التي حل محلها الآن بنك الإسكندرية.

 

 

 

عندما تأكدنا أن قوات العدو سوف تأخذ طريقها لشارع الجيش للهجوم على المدينة، تم سحب كمين مزلقان الروض وضمه للأربعة كمائن الأخرى، فقامت القوات الإسرائيلية باستكشاف المدينة وقامت بالدفع بعربات مجنزرة مثبت عليها تماثيل على شكل جنود، فلاحظ الفدائيون عدم تحرك تلك الهياكل أعلى المجنزرات وهي ترفع أعلام الجزائر والمغرب وتفطن الفدائيون لتلك الخدعة فلم يهاجموا المجنزرات.

 

 

عندما وصلت أول دبابة استكشافية إلى شارع بور سعيد عند سينما رينسانس انفجر اللغم الذي زرعه الفدائيون وتسبب في قطع جنزير الدبابة، فارتدت القوات إلى الخلف حيث شارع الزيتيات جنوب المدينة ومع ذلك هاجم الإسرائيليون المدينة واصطحبوا معهم 7 صحفيين عسكريين لتصوير المدينة التي سوف تحتل -بحسب زعمهم-.

وكانت المفاجأة التي أذهلت القوات الإسرائيلية أنه عندما وصلت أول دبابة للموجة الثانية لقوات الصهاينة تصدى لها الشهيد البطل إبراهيم سليمان بقذيفة آر بي جي من مسافة عشرة أمتار، وأطاحت القذيفة برأس سائق الدبابة لأن معظم الجنود كانوا مطلين برءُوسهم خارج الدبابات بهجة وفرحًا، فقام مستقلوها بتحويل وجهتها نحو الخندق الذي به الكمين، وتم إطلاق قذيفة لكن ماسورة الدبابة أبت أن تقذف دانتها في وجه الفدائيين فانحنت لأسفل وأخرجت قذيفتها داخل التراب المحيط بالخندق ولم تصب أحدًا.

وقام الفدائي محمود عواد بالقفز داخل برج الدبابة وألقى بداخلها قنبلة تسببت في انفجارها فحدث ذعر ومحاولة فرار من باقي الدبابات التي دخلت شوارع ضيقة ولم تستطع الخروج، وقدر الله أن يتمكن الشهيد أحمد أبو هاشم من تفجير أخر دبابة عند كمين “البراجيلي” ويتوقف الزحف للقوات وتمكن الفدائيون من تدمير 33 دبابة ولقنوا جيش الدفاع الإسرائيلي درسًا لا ينسى.

 

 

 

قام الناجون منهم بالفرار والدخول في أكبر بناية كانت وقتها بميدان الأربعين التي تحولت إلى قسم شرطة الأربعين بعد ذلك، وقرر الفدائيون اقتحام القسم فقام الشهيد إبراهيم سليمان كونه لاعب جمباز بالقفز على السور الخلفي للقسم لكنه استشهد أعلاه، وظلت جثته معلقة عليه منذ الرابعة عصر يوم 24 أكتوبر 73 حتى اليوم التالي الساعة العاشرة صباحًا حتى تمكن الفدائي محمود عواد من حمله وتجهيزه للدفن بجوار الشهداء الذين سبقوه مصطفى أبو هاشم الذي استشهد في 9 فبراير عام 70، وحاول الشهيد أشرف عبد الدايم اقتحام باب القسم فاستشهد برصاص قناص على درجات السلم، بعدها تسلل الجنود خلال الليل وهربوا لمحاصرة المدينة.

 

 

 

 

وفي يوم 24 أكتوبر تحركت بعض عناصر القوات الإسرائيلية إلى منطقة الزيتيات ودخلوا إلى شركة المعمل وطلبوا رقم هاتف المحافظ ((بدوي الخولي وقتها)) لكي يبلغوه بأمر تسليم المدينة وعند الاتصال رد مصور المحافظ وأخبروه أنه يجب تسليم السويس خلال نصف ساعة ورفع الأعلام البيضاء في منطقة الاستاد القديم وإلا سوف يتم دك المدينة وضربها بالطيران.

 

 

كان المحافظ بدوي الخولي في منطقة شميس بالأربعين ومر 10 دقائق على المهلة وقرر المحافظ الاتصال بالحاكم العسكري ((العميد عادل إسلام رحمه الله)) الذي كان يتواجد بمسجد الشهداء مع الشيخ حافظ سلامة متعه الله بكل صحة وعافية وكانت قد مرت 10 دقائق أخرى.

 

الشيخ حافظ سلامة ودوره في عدم تسليم السويس في يوم 25 أكتوبر دور لا ينسى ولولا فضل الله ثم موقف هذا الرجل كنا نتحدث العبرية الآن داخل السويس.

رد الشيخ حافظ على المحافظ بعد سماعه ما دار بينه وبين الحاكم العسكري وقال له أنت معين من قبل الرئيس أو خلافه وأي موظف هو معين من جهة عمله ولكن السويس بلدنا ولن نفرط في شبر منها ولن نسلم أو نستسلم وتوجه إلى ميكرفون المسجد ليدعو الناس للثبات والمقاومة.

 

 

كان قد وصل القائد الإسرائيلي للاستاد ولم يجد أي أحد في انتظاره ودخل لأحد المساجد بجوار الاستاد ليوجه الإنذار مرة أخرى وأصبحت وكأنها مناظرة في السويس بين الشيخ حافظ من مسجد الشهداء يدعو للجهاد والقائد الإسرائيلي يدعو للاستسلام وكان الصوت مسموعًا في جميع أرجاء المدينة.

24 و25 و26 أيام فاصلة في الثغرة واستمر الحصار إلى أن انتهت مباحثات الكيلو 101 بدون أن تستسلم السويس بل ظلت تقاوم.

 

 

 

اما انا فكنت غرب جبل عتاقة وادي حجول مكان تواجد قوات رمزية من المملكة المغربية وكحب استطلاع قررت أن أرى هذه القوات عن قرب ولم أكن أعلم بوجودهم وعندما اقتربت لم يطلقوا النار عليَّ بل على العكس تركوني إلى أن وصلت إليهم ثم قبضوا عليَّ وعن طريق تحقيق اتصال مع ضابط الاتصال المصري تأكدوا من هويتي وأخبروني أنهم لن يقتلوه حتى مع فرضية أنه إسرائيلي حتى يستطيعوا أن يستخلصوا منه أية معلومات ممكنة.

قمت بنقل نشاط العدو حول السويس من فوق قمة جبل عتاقة من 19 أكتوبر 73 إلى 29 يناير 74.

 

كنت في مرحلة سابقة أثناء الحصار قد منعت كارثة محققة من الحدوث وتدمير قوات وقيادة الجيش الثالث لأني من فوق جبل عتاقة وجدت قوات إسرائيلية تراقب من فوق الجبل مكان تواجد مركز قيادة الجيش الثالث بعجرود وذلك بعد التقاطهم تردد بث إشارتي اللاسلكية في مرة من المرات واتخذوا من موقعي بعد احتلالهم له مكانًا لمراقبة السويس كلها وكنت قد انسحبت إلى نقطة أخرى ومنها أبلغت القيادة بما يحدث فتم نقل قيادة الجيش الثالث من جبل عبيد إلى الروبيكي وفي اليوم التالي قامت القوات الإسرائيلية بتدمير القاعدة القديمة في جبل عبيد ولم أكن أعرف أنهم بالفعل قاموا بنقل مكانهم إلى الروبيكي.

 

قاومت المدينة حتى تمكنت من إجهاض احتلالها، ونجحت في إرغام العدو على الانسحاب.

استمرت محاولات القوات المحتلة في الإمساك بتلابيب المدينة على مدار الأيام لكنها فشلت، تارة هددوا بتدميرها، وتارة بإذاعة بيانات كاذبة بالاستسلام، وتارة بالضَرب المُبرح من المدفعية، لكن المدينة كما سَطر "العشي" كانت مستعصية على العدو.

 

 ممنوع من العرض ونادر جدا القوات الدولية في مدينة السويس نوفمبر UN force Suez 1973

 

واجهت المدينة شَر الحصار، قِلة المياه، ونقص الغذاء، وانقطاع الكهرباء، وانعدام المواد الطبية، كلٌّ من هذه الأمور كفيلة بأن تُسقط السويس "لكن ظلت صامدة وتم وضع خطط بديلة لسد عجز المؤن وتوفير المياه موجودة بالتفاصيل في الكتاب".

 

انتهى الحصار الإسرائيلي للمدينة الصامدة بشكل كامل في يوم 29 يناير 1974، بعد إعادة فتح طريق (القاهرة– السويس) بحسب اتفاقية فض الاشتباك في 11 نوفمبر 1973، ونُقلت الإمدادت الكافية إلى المدينة المنتصرة.

في نهاية الحديث تحدث الفدائي وقام بالإشادة بتفكير وتخطيط الرئيس السادات لحرب أكتوبر بفضل الله.

((سلاح المهندسين– والقوات الخاصة– وأفراد المشاه المقاتلين– تحركات القوات بدون اكتشافها من قبل القوات الإسرائيلية)).

 

لأول مرة - الانسحاب الاسرائيلي من السويس 1973 مشاهد نادرة

 

قال أنه في فبراير 1974 مؤتمر صحفي عالمي سؤال لموشي ديان ((هل لو سنحت لكم الفرصة لمحاربة المصريين سوف تحاربونهم مرة أخرى؟ - أجاب: نعم. - قالوا: متى؟! - فرد وقال: عندما ينتهي جيل أكتوبر)).

إن الإسرائيليين يقومون دائمًا وأبدًا بإعداد وتجهيز خطط بعيدة المدى لتأمين بل والتوسع في حلمهم ونحن على العكس ننشغل بأشياء أخرى ولا نتعلم من دروس الماضي.

 

قال أيضًا تحية كل من قام بأي عمل في هذه الفترة فهو يعتبر بطل سواء كان عسكريًا أو مدنيًا.

على خط المواجهة أو في العمق.

عامل أو فلاح فالكل كان له دور ودوره كان مكملًا للمنظومة كلها مهما كبر الدور أو صغر.

يذكر أن الفدائي عبد المنعم قناوي يعمل سائقًا على ميكروباص يمتلكه وله أربعة أبناء أكبرهم ولد ((كان قد أصيب ببتر في قدمه أثناء عمله بمدينة شرم الشيخ أثناء أحداث تفجيرات شرم الشيخ بالسوق القديم وفندق غزالة)) وثلاث بنات وكل ما يتمناه أن تصبح الأجيال القادمة أكثر وعيًا ووطنية مما هي عليه الآن

أكثر ما يحزنه هو أن القنوات والصحفيين والإعلاميين يذكرون الأبطال مثله في المواسم وفقط سواء كان في أعياد تحرير سيناء بشهر أبريل أو في العاشر من رمضان أو السادس من أكتوبر احتفالًا بنصر أكتوبر وهو يرى أن هذه ظاهرة غير صحية فمن الممكن مثلًا تدريس القصص البطولية والتي قام بها الكثير من أبناء الوطن في مدارس جمهورية مصر العربية وعمل ندوات توعية للأجيال الحالية والقادمة.

 

وأخيرًا توجه الفدائي عبد المنعم قناوي بالشكر لكل أفراد المجموعة 73 مؤرخين على دورهم بتوعية الأجيال الحالية والقادمة ويبلغكم تحياته لأنه يشعر بسعادة كون أن حرب أكتوبر قد مر عليها أكثر من 40 عامًا ومازال هناك من هو مهتم بأن يبحث ويظهر الحقائق لإكمال مسيرة الحراسة والدفاع عن الوطن.

 

 

تم بحمد الله

 

قام بتسجيل الحوار وتفريغه / يحيى مصطفى ( عضو بقسم التسجيلات )

تاريخ التسجيل / 13/3/2016 بمكتبه دار المعارف بحى فيصل بالسويس .

تصحيح لغوى / احمد محمد امام ( عضو بالمؤسسه )

مراجعه تاريخيه / المجموعه 73 مؤرخين

 

 

 

Share

مـعـرض الـوثـائـق

مـعـرض الـفـيـديـو

Youtube

Cannot Connect to Youtube Server


Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server

   

 

  

زوار اليوم
زوار امس
زوار الاسبوع
زوار الشهر
اجمالى الزوار
2815
4492
24117
79465
34991953

معرض الصور

المتواجدون حاليا

50 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

اتصل بنا

الراسل 
الموضوع 
الرسالة 
    
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech