Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر
  • تعريف بالمجموعة و أعضاءها

     مؤسسة مؤرخي مصر للثقافه ( المجموعة 73 مؤرخين ) المشهرة برقم 10257 لسنه 2016  المجموعه 73 مؤرخين ، مؤسسه ثقافيه للتأريخ والابحاث التاريخيه نشأت عام 2008 - وهي عباره...

    إقرأ المزيد...

بطل الشهر

بطل الشهر /  العميد يسري عمارة 

 

 

الــصـفـحـة الـرئيسيــة

اللواء طيار محمد نبية المسيري - أركان حرب القوات الجوية المصرية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مقدمة

تفخر المجموعة 73 مؤرخين بالحوار والتسجيل مع سيادة اللواء محمد نبية المسيري – أركان حرب القوات الجوية المصرية في حرب أكتوبر ، وهو قيمة وقامة كبيرة جدا ، ونشكر سيادته بالموافقة علي لقائنا رغم السن والمرض ، فقد تفهم جدا رغبتنا وأهمية ما نقوم بة بكتابة تاريخنا المعاصر من فم الابطال أنفسهم لوقف اي محاولات تشوية او تزييف في تاريخنا الناصع .....

 

 

 

 

انا اللواء طيار محمد نبيه المسيري من مواليد القاهرة - ٧ يناير ١٩٢٩

انتهيت من الدراسة لثانوية و التحقت بالكلية الحربية تخرجت برتبة ملازم ثاني بالجيش، ولكن دفعتي كانت آخر دفعة أخذت من قوات الجيش لكي تلتحق بالطيران

الكلية الجوية في ذلك الوقت كانت جزء من مطار الماظة، وقد تعلمنا في مطار الماظة وفي أماكن أخرى.

وعندما التحقت بالقوات الجوية بناءا على رغبتي الشخصية وكان أيضا تطوع في هذا المجال، وقد كانت امنيتي أن ألتحق في الكلية الحربية ومعي البعض من زملائي بالدفعة.

في وقتنا لابد أن نلتحق بالكلية الحربية اولا ثم الي الكلية الجوية، ولا يوجد ما يسمي بالكلية الجوية أن ذاك.

تعلمنا في مطار الماظة وفي أماكن أخرى منها أن رئاسة القوات الجوية حاليا ، في ذلك الوقت كانت مطار.

 

أتذكر في بداية تدريبي كنت اتدرب على طائرة تسمي سوكول ، وانا كنت في شبابي شاب كثير المرح ومحب للحياة ، فاستقليت الطائرة الخاصة بي وذهبت إلى طريق السويس، وكنت منخفض وكانت السيارات تهرول مسرعة عندما تراني، ولكن الله رعاني في ذلك الوقت، ولم تكن لدي خبرة،

وشاهد مدرس بالكلية الجوية طائرة منطلقة فوق الأرض فهرول مسرعا بسيارته خلفي و تأكد من رقم الطائرة ، وذهبت أنا مسرعا إلى المطار واكتشفت أن قائد السرب في انتظاري، وتم ايقافلى عن الطيران لمده ٦٠ يوما كنوع من أنواع العقاب وأيضا كان يتم تهديدي يوميا انهم سوف يبعدوني عن الجيش، وأخيرا تم العفو عني واكملت تدريبي وتخرجت من كلية الطيران ، التحقت بالطيران برتبة طيار ثاني.

أتذكر اسماء زملائي:

السيد نديم

محمد ابراهيم

ابراهيم شاكر

عبد العظيم بدر

وتم تعييني في سلاح الطيران الملكي برتبة طيار ثاني ، وكانت رتب الطيران كالتالي: طيار تاني ثم طيار اول ثم قائد سرب ثم قائد اسراب وهذه المسميات كانت مأخوذة من الإنجليز.

وتحولت من طيارات الكليه الجوية الى الطيارة المتقدمة في ذلك الوقت وكانت الطائرة تسمي فامبير وهذه الطائرة نفاثة ، من أوائل الطائرات النفاثة التي كانت في القوات الجوية ، وللعلم أن هذه الطائرة ليس لديها مقعد تدريب مزدوج وكان التحويل شفهي ، بالشرح بكيفية الهبوط و الاقلاع بالطائرة وكيفية استخدام الطائرة ومعلومات عن السرعات المطلوبة في استخدام هذه الطائرة ، وبعد ذلك اقوم بالتحليق بالطائرة بدون اي تدريب عملي علي الطائرة ، أي قمت بالتحويل من طائرة سوكول الي الفامبير شفهي فقط انا وزملائي في ذلك الوقت.

 

 

أتذكر اول استخدام لي الطائرة الفامبير قمت باستخدام السرعات المطلوبة في الاقلاع والهبوط بالطائرة وكانت بالنسبة لي سهلة جدا ولم أجد أي صعوبة.

تم اختياري مع مجموعة اخري للذهاب إلى كلية الطيران لكي نقوم بالتدريس على الطيران وكانت الكلية في بلبيس وأخذنا فرقة تدريس الطيران، وأصبحت مدرس طيران واستلمت مجموعات من الطلبة لكي اقوم بتعليمهم أصول الطيران

في حرب عام ٥٦ (العدوان الثلاثى) صدرت تعليمات لي شخصيا أن اذهب إلى مطار غرب القاهرة لكي اقوم بالتحليق على الطائرة الفامبير التي كنت احلق بها قبل ما اذهب إلى الكلية الجوية ، لكي ندافع عن مصر ضد الهجوم الانجليزي والفرنسي والاسرائيلي في ذلك الوقت.

وفي اول ضوء وأثناء حالة الاستعداد الأولي ومعي زميل أصغر، مكثت في الطائرة علي اهبة الاستعداد لتلقي أمر الإقلاع لكي ادافع عن مصر من العدوان الي أن قامت سرينه الانذار بحدوث غارة جوية علينا ، فقال لي زميلي ماذا نفعل؟

فقلت له أترك الطائرة الان وقمت بفك البارشوت وخرجت من الطائرة من غير النزول على السلم وقمت بالقفز من الطائرة

لأنني شاهدت الطيران المعادي فى وضعية الهجوم علينا مباشرة وأثناء الجري وبعد مسافة ٥٠ متر تم قصف المطار والطائرات التي كنا متواجدون بها وأصبحت كتلة من النيران ، ولم أشاهد زميلي فظننت انه استشهد، وبعد قليل من الوقت شاهدت زميلي يخرج من وسط سحابه النيران ولازال مرتدي البارشوت ويجري مسرعا، وللعلم أن البارشوت ثقيل جدا ويعوق الحركة ، وكتبت لنا الحياة في هذا اليوم.

انتهينا من الحرب وعدنا مرة أخرى الى الكلية الجوية لكي نقوم بالتدريس للطيارين الجدد وقمنا بتخريج المزيد من الدفعات حتى عام ٥٩.

وبعد ذلك تم اختيار مجموعة من الطيارين خريجي الكلية الجوية للسفر الي روسيا لاستكمال التدريب على الطائرات المقاتلة وتم تعييني قائد لهذه المجموعة.

سافرت روسيا ومعي مجموعة الطيارين وكان عددهم ٢٠ ضابط ، أو كما كنت أطلق عليهم ٢٠ عفريتا ، والمقصود من ٢٠ عفريتا لأن الطيار حديثي التخرج يظن أنه يعلم كل شئ ولدية من المهارات الكثيرة ، وكانت رتبتي وقتها رائد.

ولأن الحياة في روسيا منفتحة ومختلفة عن مصر ، أتذكر أنني تحدثت الي الطيارين واقنعتهم ألا يعملوا اي شيء خارج عن التدريب أثناء تواجدنا في المطار الروسي ، ومعظم الطيارين التزموا أثناء التدريب ، حصلت بعض المشاكل ولكن كانت قليلة ، مكثنا في روسيا عام تقريبا او عام وشهر وحصلنا على النتائج المرجوة من البعثة على أكمل وجه.

وكنا نتحدث مع الروس باللغة الانجليزية ولكن أثناء الطيران كان المدربون الروس يتحدثون اللغة الروسية وفقا للمصتلحات العلمية ، مما أدي إلى تعلم القليل من اللغة الروسية وخاصة لغة المجال الجوي اي لغة تخصصية.

وفى هذه البعثة أتذكر أن الملحق العسكري رفض أن اقوم بالطيران في روسيا وقال لي انني متواجد للإشراف على الطيارين وليس للطيران وانه لا يوجد ميزانية لكي اقوم بالطيران ، ومنعت من الطيران وأرسلت خطاب الي رئيس أركان القوات الجوية وقمت بشرح الموقف وذكرت ما قاله لي الملحق العسكري ، وفي نهاية الخطاب كتبت جملة (حتى لا يحدث سوء تفاهم مستقبلا)

انتهينا من المهمة في روسيا، وعند وصولي الي مصر طلبوا مثولي أمام رئيس الأركان الفريق جمال عفيفي ، وكان أول سؤال لي ، لماذا لم تطير فى تدريبات الطائرة

فقلت: انني قمت بإرسال خطاب مسجل بعلم الوصول لسيادتكم وأذكر أنني قد كتبت في آخر الخطاب حتى لا يحدث سوء تفاهم مستقبلا واني اعتذر عما قد كتبته بالخطاب

طلب مني الفريق عفيفي أن اذهب إلى انشاص و الطيران على ميج 15 هناك ، وبالفعل ذهبت إلى انشاص تعلمت قيادة الميج 15

 

 

وبعد عدة أيام تم تعييني قائد وحدة تدريب المقاتلات بانشاص ثم تم نقل الوحدة الي مطار كبريت بعيدا عن القاهرة وقد كان مطار كبريت في ذلك الوقت يعتبر منفي القوات الجوية اي الذي يعنف كان يتم ارسال الي مطار كبريت.

وبالفعل توليت قيادة قائد وحدة تدريب المقاتلات في مطار كبريت عام ٦٠ ومكثت لمدة ٦ سنوات (كانت احلي وامتع سنوات خدمتي) لأن خطاب تكليفي بقيادة وحدة تدريب المقاتلات صدر من الفريق مدكور ابو العز وهو كان في ذلك الوقت رئيس هيئة التدريب وفي الخطاب كان مكتوب انني المسؤول الوحيد عن التدريب في الوحدة دون تدخل أحد وان يكون مطار كبريت مكلف بتقديم كل المساعدات المطلوبة لكي أستطيع الانتهاء من المهمة.

أتذكر أن الفريق مدكور في وقت ما كان قائد كلية الطيران أثناء تواجدي للتدريس في الكلية ويبدو انه كان علي يقين بقدرتي التعليمية وقد كلفت بقيادة وحدة التدريب ، كانت قيادة مستقلة عندما اقوم بتخطيط شئ ما على الفور أستطيع أن اقوم بتنفيذة في التدريب مباشرة ولا يوجد اعتراض من أحد.

أتذكر مواعيد العرض العسكري السنوى لأخذ الضباط الجدد للتدريب لعمل العرض العسكري علي كورنيش النيل ، كانا جميعنا مدربون جيدا ولا نحتاج وقتها للتدريبات المكثفة.

أتذكر أنني كنت احلق وحدي لعمل بروفة العرض واستمريت في هذا العمل حتى عام ٦٧

وأتذكر انه تم استدعائى لحضور اجتماع برئاسة القوات الجوية فقمت بتجهيز جميع البيانات والمعلومات التي من الممكن أن يتم سؤالي عنها بصفتي قائد تدريب المقاتلات ، وعند تواجدى في الاجتماع وجدت الفريق صدقي محمود قائد القوات الجوية وجميع قادة القوات الجوية وكنت الوحيد برتبة عقيد أجلس معهم.

بدأ الفريق صدقي يهاجم وحدة تدريب المقاتلات ومن ضمن كلامه أن العقيد المسيري بحوزتة الطائرات المزدوجة ولابد من سحب ٦ طائرات منه ويتم توزيعها

على الاسراب بدأت برفع يدي وقلت سحب ٦ طائرات معني ذلك أن مدة التدريب لن تنتهي في الموعد المحدد ، فقال الفريق صدقي وهو غير مبالى ليس من الضروري أن ينتهي وازداد عجبي لرد فعل الفريق صدقي

فقال الفريق صدقي أن " برامج التدريب يتم تخفض ساعات الطيران لكل طيار".

فبدأت برفع يدي للمرة الثانية فأجاب الفريق بأسلوب حاد فقلت له أن تخفيض مدة التدريب يؤثر على مستوي كفاءة الطيارين.

وقام الفريق صدقي بالصراخ وكان رد فعلة عنيفا جدا وقال انا المسؤول عن التدريب ، وطلب من رئيس هيئة التدريب قائلا أن يذهب معى لتنفيذ ما قيل في الاجتماع.

ذهبت الي مكتب رئيس هيئة التدريب وطلب أن اعطي له أرقام ٦ طيارات ولكني رفضت ، فقال لي أن بحوزتي عشرون طائرة ، فقمت بتصحيح عدد الطائرات الي ٢١ طائرة ، فقلت إن معظم الطائرات غير صالحة والقليل فقط في حالة جيدة ، أما الطائرات الغير صالحة تستخدم كقطع غيار لكي يتم إصلاح باقي الطائرات

فقال لى رئيس هيئة التدريب " أعطينى أرقام 6 طائرات غير صالحة " وتعجبت من قول رئيس هيئة التدريب أن اقوم بإعطائه أرقام ٦ طائرات غير صالحة ، وأخذ أرقام الطائرات الغير صالحة ثم أصدر تعليمات لم تنفذ.

وسألنى كم تبقي من برنامج التدريب

فقلت له صراحة أن برنامج التدريب شارف على الأنتهاء وتبقي طلعات بسيطة منها لتدريب إطلاق الأعيرة النارية ووافقنى على استكمال الفترة المتبقية.

انتهت المقابلة وعدت إلى المطار ، وبعد عدة أيام تم تعيين حسن ابو عجوة قائد وحدة تدريب المقاتلات وهو (نفس دفعة الطيار ممدوح طليبة) واستمريت قائد قاعدة وكنت أشارك الطيارين في الطيران مثل المدرب وهذا كان قبل حرب ٦٧ مباشرة.

ومن المفارقات التى أتذكرها أن مجموعة الضباط القائمين على التدريب معي طلبوا مني القيام بعمليات تدريب قتالية لهم لكسر حالة الملل من التدريب الروتينى المستمر ، فقلت لهم بعد الانتهاء من الدورة التدريبية سوف نقوم بعدة طلعات خاصة لنا.

وقد حصل ما تم الاتفاق عليه وكنت اول ضابط يبدأ هذه الطلعات الجوية وكان على جناحي طيار عقيد احمد السمري وكانت الخطة أن نخرج من كبريت ونذهب الي منطقة نخل قرب خليج العقبة ثم نتجه إلى مطار العريش كنوع من أنواع التدريب بالهجوم على مطار العريش شكليا ثم نعاود الي كبريت

بالفعل تم تنفيذ الجزء الأول من الخطة اي اننا ذهبنا الي نخل وأثناء توجهنا إلى العريش في منتصف الطريق تحدثت معي العمليات إنه توجد طائرات معادية اسرائيلية خلفنا ، وكنا نحلق بطائرات ميج ١٥ ، وكانت العمليات تقوم بتوجيهنا وأثناء المناورات ضد العدو بناء على توجهات الموجه الارضى لكي لا يكون العدو خلفنا ، لاحظى زميلى طائرات العدو متجهة فى اتجاهنا مباشرة ، وإذا أشاهد طائرتين قادمتين إلينا من طراز الميراج ، كانوا وقتها أحدث طائرات في ذلك الوقت ، ونحن لدينا طائرات ميج ١٥ اقدم طراز في الطائرات في القوات الجوية ، وكان يوجد فرق في السرعة والامكانيات الحديثة وكل شئ ، وحيث انه من الطبيعي أن الطائرات المقاتلة لابد أن تكون مسلحة وعلي الأقل أن يكون لديها مدافع ، كانت لدينا طلقات مدافع ولم يكن لدينا قنابل او صواريخ ، وسألنى زميلى ماذا سوف نفعل يافندم فأخبرته على الفور بأن يستعد للهجوم والانقضاض وعندما قمت بالمناورة وتبين لى أنه لابد من الاشتباك قمت بتجهيز جهاز القذف (التنشين) وتعمير المدافع ، واستطعت أن أبدأ بالهجوم على العدو وقمت بإطلاق النيران واستمرت المعركة لمدة ١٦ دقيقة ، ولم يتمكن العدو من اسقاطنا ، وفي عدة مرات تمكنا من إطلاق الأعيرة النارية علي العدو.

أتذكر أن الطيار الإسرائيلي كان يتمتع بالغباء وقلة المهارة ، كان يستخدم السرعة بالمناورة فيأخذ خط الرجوع بطريقة دائرية واسعة بسبب سرعته فكنت أقطع عليه الدائرة نظرا لسرعة طائراتنا الأقل فى السرعة وأطلق عليه النيران وتكرر هذا الامر عدة مرات مستغل امكانيات طائرتى ومهارتى فى التدريب وخبرتى التى اكتسبتها فى أن أضعه فى هذا الموقف واعاود اطلاق النار .

أتذكر في النهاية انني كنت خلف طائرة العدو الإسرائيلي الميراج وكان مسرعا في اتجاة الشرق فى خط مستقيم بدون مناورة مستغل سرعته ، وظننت أن هذه الفعلة من المؤكد أن تكون كمين ، أي عندما اذهب خلف الطائرة يأتي زملائه ويتم مهاجمتنا من الخلف ، فتركته نظرا لسرعته التى تفوق طائرتى وأخذت اناور يمينا ويسارا لأرى اذا كان خلفى أى من الطائرات ولم أجد أي طائرة للعدو ، وتحدثت الي الطائرة نمره ٢ وهي طائرة السمري ، فقام بالرد وقلت له ماذا تفعل ، فقال انه ليس مشتبك مع العدو ، وطلبت منه أن يذهب إلى مطار العريش ، حيث انه بسبب كثرة مدة الاشتباك قل الوقود من الطائرة ، وكانت لمبة الوقود قد أظهرت الضوء الأحمر ولم أكن أعلم متى أضاءت ، ووضعت الطائرة فى أنسب وضع لاستهلاك الوقود واتجهت الى مطار العريش ، وشاهدت طائرة تهبط في مطار العريش أمامي وتحدثت إليه لكي أتأكد انه زميلي وطلبت منه أن يهبط يسار الممر وانا هبطت علي يمين الممر بجوارة كأننا فى تشكيل لم ننفصل. وبمجرد الخروج من الممر مباشرة انطفأت محركات طائرتى لنفاذ الوقود.

وعندما هبطت في مطار العريش تيقنت أنه يوجد معلومات في المطار بالاشتباك مع العدو وانه يوجد ضباط طلبوا أن يحلقون لكي يتم تعزيز الاشتباك لدينا والقيادة رفضت ، ويقال إن مطار فايد لدية علم بالاشتباك وكان به سرب ميج ١٩ يسمي "سرب العروبة " ولم يحضر اي تعزيز، المهم انا وزميلي دافعنا عن أنفسنا هاجمنا العدو واستطعنا أن نجبره على الانسحاب.

أعتقد أنا الوحيد فى جيلى او من دفعتى الذى أتيحت له فرصة المحاربة المباشرة مع طائرات العدو يعنى يعتبر حاربت بذراعى فى مواجهة الأعداء.

أتذكر أنه توجد صور الكاميرات مع السمري والتى التقطت صور للاشتباك لكي تثبت كل شئ حصل أثناء الاشتباك.

وأتذكر رد فعل القيادة بعد الاشتباك أن الفريق صدقي أرسل لي ساعة هدية ، ومن وجهة نظري كان من المفترض أن يرسل لي مجلس تحقيق لدراسة ظروف الاشتباك وماهي الدروس المستفادة منه ، والموضوع انتهي بمرور الكرام ، ومن الجانب الآخر زملائنا احتفلوا بعودتنا.

أتذكر أن واقعة هذا الاشتباك كتبت في الصحف الإسرائيلية

وأتذكر من شدة المعركة ونجاحنا ونحن معنا طائرات قديمة الطراز والعدو معه طائرات ذات الطراز الحديث ومع ذلك استطاعنا على التغلب وقهر العدو وكان الفضل للضابط الذي كان في غرفة العمليات (التوجيه الارضي) وللأسف وقتها لم أستطع العثور على هذا الضابط لكي اشكره لولا هذا الضابط كان العدو اغتالنا في لمح البصر وبدون أن نشعر وكان كل هذا قبل عام ٦٧.

ونعاود حديثنا - فوجئت بالإتصال بي تليفونيا من مدير مكتب الفريق صدقي وهو عقيد طيار مهندس وهو كان صديقي وقال لي يا نبيه الفريق صدقي يريد منك تشكيل وحدة تدريب مقاتلات جديدة ، طبعا في ذلك الوقت كان يقود تدريب المقاتلات حسن ابو عجوة ، وتم اخذ الاسراب ونقلت الي مطارات اخري استعدادا للحرب ، وبمنتهي العفوية لم أوافق على هذا الأمر ، وتحدث لى مرة اخري لكي يحثني علي القيام بتشكيل وحدة تدريب مقاتلات جديدة وأبلغنى ان رفضى قد يؤدى لاستياء الفريق صدقى ، في النهاية أنا رجل عسكري لا استطيع أن أرفض ووافقت علي طلب الفريق صدقي وبالفعل ذهبت الي مطار غرب القاهرة واستطعت بالفعل تشكيل وحدة تدريب مقاتلات جديدة وبدأت في التدريب وفى أثناء تواجدي في مطار غرب القاهرة حضر الفريق صدقي لمطار غرب القاهرة وقد قابلت الفريق صدقي بحفاوة وهو كان متوتر بسبب الأنباء عن احتمال الدخول فى الحرب وكان ذلك اول يونيو ٦٧ .

أتذكر أنني قلت للفريق صدقي انني لم احصل على واجب العمليات عند قيام الحرب ماذا افعل ، فأجاب هذا ليس من شانك ، وبعد يومين او ثلاث ايام قامت حرب ٦٧، وقد كانت هناك بعض طائرات تدريب تحلق فى الجو وأثناء تواجدى على ممر المطار سمعت أصوات طلقات وقصف وانتبهت لمصدر القصف من اي اتجاه وإذا بطائرات ميراج تطلق النيران وقنابل تتساقط على ممر الطائرات ، منظر لا ينسي.

وتحدثت فى نفسى هذه ثاني مرة اتعرض للهجوم في مطار غرب القاهرة عام ٥٦ وعام ٦٧. ((كنت اكرة هذا المطار بسبب ذلك رغم انه مطار جيد)).

كانت توجد بحوزتي الكثير من الطائرات الجديدة ، وقد قام العدو بتكرار الطلعات الجوية ، وقد قام العدو بضرب جميع مطارات القاهرة ، وقد قمت بالاتصال بهيئة العمليات ، لأرى ماذا افعل ، فقال لي ان اقوم بتنفيذ " فهد " ، وقتها دارت رأسي لأني قد سألت الفريق صدقي وقال ليس من شأنك ، فماذا افعل الان !! وما هى الخطة " فهد "

بالمناسبة كان لدي شقيق رحمه الله وكان سفير مصر في جمهورية مالي وكان وقتها في اجازة في مصر، مع وزير الشباب المالي كان شقيق رئيس مالي ، وتم تكليف شقيقي بمرافقة وزير الشباب المالي ، وشاهد العرض العسكري علي كورنيش النيل وكان شقيقي منبهر من العرض العسكري ، فقلت له انه مجرد " حديد طائر " في الجو بدون فاعلية ، لأنني في هذا المجال واعلم جيدا خباياه ولا توجد أي جدية

وقد تم صحة كلامي فى حرب ٦٧ وشقيقي قال انه كان يظن انني مازلت شاب صغير لا يفهم إلا القليل ولكنك تعلم الكثير عنا

بعد عام ٦٧ أصبح معنا الفريق مدكور ابو العز قائدا للقوات الجوية ، وهو من قام بتكليفي شخصيا بأنني اقوم بتدريب طيارى المقاتلات والمقاتلات القاذفة على إطلاق وضرب الأعيرة النارية ، وقام بتخصيص لي طائرة خاصة لكي يتسني لي التنقل من مطار الماظة كل يوم في الصباح الباكر الي المطارات المختلفة والي مطار بلبيس لتدريب الضباط على كيفية القتال بالاعيرة النارية.

والفريق مدكور لم يستطع المكوث في قيادة القوات ، لأنه كان " إيجابي أكثر مما يجب " ، وبتعليمات شخصية من الفريق مدكور قامت جميع الطائرات المتاحة في القوات الجوية نفذت غارات على القوات الإسرائيلية في يومي 14 و 15 يوليو 1967 ، وفي هذه الحالة أصبح الفريق يتجاوز القيادة العامة ولذلك تم إجبارة علي ترك القوات الجوية ، وتولى اللواء شلبي الحناوي قيادة القوات الجوية وقد قام بتعييني رئيس فرع الأمن وكنت لا أحب هذه الوظيفة

وبعد فترة قصيرة غادر الحناوي لسبب لا اعرفة حتي الان ..

وتولي مكانة اللواء طيار البغدادي وكان معه حسني مبارك رئيس أركان، وفي هذه الفترة عدت الى شعبة التدريب وكنت مسؤول عن تدريب المقاتلات ، وكان أول شئ فى خطتنا أنه لابد أن يتم هو عمل ميدان إطلاق نار غير تقليدي ، وهو عبارة عن ممر طائرات مثل ميدان الحرب تماما.

 

 

وبدأ التدريب يأخذ طريق آخر محفوف بالمخاطر ويهدف الي الحرب فعلا ، وعندما اذهب الي هذا الميدان كانت توجد لي حفرة وكانت الاسراب متتالية الهجوم على هذه المنطقة حسب المهام التي تكلف بها

أتذكر أنه تم استشهاد المقاتلين في هذه التبة لأنهم فقدوا السيطرة على الطائرات ، والبعض الآخر قفز بالبارشوت نتيجة فقد السيطرة من فرط شدة وقوة التدريب

لقد تعرضت للموت عدة مرات في هذا المكان لأني متواجد به باستمرار لمتابعة الطائرات وكان توجد لي خيمة بجوار الحفرة بحوالي ١٠ او ٢٠ متر عند بداية الضرب ادخل في الحفرة وفي أحد الأيام تم مهاجمة الموقع الذي امكث به على انه هدف بطريق الخطأ وتم تصويب قنبلة على الخيمة التي امكث بها ومن لطف القدر أن هذه القنبلة كانت قنبلة اسمنتية بها جزء صغير ينفجر لمعرفة مكانها فقط وهي إذا كانت قنبلة حقيقية كنت اصبحت في عداد الموتى.

هذا الطيار اسمة احمد هاشم ( رحمة الله علية – حوار المجموعة معة وفيديو في أرشيف المجموعة للإطلاع )

 

لم اتخذ معة اي اجراء لأن اي انسان معرض للخطأ ، كانت الطائرة ميج ١٧ من سرب سمير فريد .

 

وأريد ان اقول شئ عند الانتهاء من هذا التدريب المستمر في هذا التبة فالذي حصل أثناء الحرب ٧٣ كان جميع الطيارين قد تدربوا عليه بأعلي مستويات من التدريب وأصبح أمر روتينى بالنسبه لهم ، لأن أثناء حرب ٧٣ قامت الطائرات بالاغارة على مطارات مختلفة ولكن مطارات حقيقية هذه المرة ، أي التدريبات التي قاموا بها في التبه أصبحت عمليات قتالية حقيقية مع العدو الإسرائيلي في حرب ٧٣.

 

أتذكر في أحد المطارات أن اللواء رجع بعد الاغارة على العدو في الضربة الأولي وان الفنيين الميكانيكيون قد استقبلوهم بطريقة عادية جدا مثل التدريب ،حتي قال لهم قائد التشكيل أن الحرب قد بدأت ، لأن الطائرات أثناء التدريب كانت تحلق بكامل الحمولة وفي أحيان كثيرة تذهب الي التبة لضرب القاذفات وإنما في ذلك الوقت لم يذهبوا الي التبه وإنما ذهبوا إلى اتجاة العدو في الضربة المركزة الأولي.

نعاود حديثنا الى ما بعد حرب 67 والى ما بعد مدكور ابو العز يأتى قائد قوات شلبي الحناوي كان رجل ذكي ومشاكس وكانت من واجباته كقائد قوات أن يتعاون مع الدفاع الجوي وكانوا يتخانقون مع بعضهم البعض ، فاستدعاهما محمد فوزي واحضر الاثنين لأنهما غير متعاونونا ولم يستمرا فى الخدمة ، ثم حضر علي بغدادي ولم يمكث كثيرا.

أتذكر في أبريل عام ٧٢ تلقيت مكالمة تليفونية من ضابط الأمن فحواها انه تم تعييني رئيس أركان القوات الجوية برتبة لواء وهذا الضابط كان يخدم معي أثناء توليتى فرع الأمن

قال لي سيادتك مطلوب منك الذهاب إلى وزارة الحربية لمقابلة الوزير

قلت له: ليس لدي سيارة

فقال: سوف أرسل لك السيارة

وذهبت إلى وزير الحربية محمد صادق وأخبرنى بنفسه بترقيتى وتعيينى رئيس أركان للقوات الجوية وقام بتعليق الرتب الجديدة بنفسه وتمني لي التوفيق ، وفي نفس اليوم تم تعين حسني مبارك قائد القوات الجوية.

وكانت هذه الترقية وهذا المنصب مفاجئة بالنسبة لى لانى تجاوزت 5 دفعات قبلى مرة واحدة .

 

وبدأنا مباشرة في تجهيزات الحرب مع شعبه العمليات برئاسة زميلي صلاح المناوي ( رحمة الله علية ) ومعة مجموعة من الضباط لعمل خطة الطيران وكان بإستمرار يتم عمل المشورة وتغير في الخطط وعند استكمال الخطة تم توقيعى على الخرائط بصفتى رئيس الاركان ثم تصديق قائد القوات الجوية على الخريطة بالتنفيذ ، وهذه الخريطة تم عرضها في التليفزيون المصري أثناء زيارة الرئيس حسني مبارك لغرفة عمليات القوات الجوية فى احتفالات اكتوبر منذ سنوات عديدة .

وقامت حرب أكتوبر ٧٣ وعلمت بموعد الحرب قبلها بفتره وجيزة من حسني مبارك ، وحضرت الحرب منذ البداية وأتذكر أن حسني مبارك طلب مني أن اذهب في جولة تشجيعية لمطار انشاص و مطار بلبيس. ( لاحظ السرية في موعد الحرب لدرجة أن أركان القوات الجوية لا يعرفها حتي اخر لحظة )

وفى 6 اكتوبر 73 وكنا في رمضان توجهت الى مكتبى ودخلت مكتب سكرتير مكتبى وكنت اول مره اذهب إليه في مكتبة وطلبت كوب شاي وبسكويت والسكرتير الخاص بي استغرب وقال لي لماذا تفطر ونحن صيام فقلت له أن معدتي تؤلمني وسألت سكرتيري هل يريد الذهاب معي الي مطار انشاص وبلبيس ووافق ولكن لم يكن يعلم بميعاد الحرب ، وذهبنا أولا إلي مطار بلبيس وتحدثت مع الطيارين لرفع معنوياتهم ومنهم شقيق السادات ( عاطف ) الذي استشهد في الحرب ، ثم ذهبنا إلى مطار انشاص وكنت وقتها متوتر جدا لأنه يوجد لدينا عدد كبير من الطائرات في المطار ليس لديهم دشم كافية وقوة الحراسة قادمة من مطارات خلفية

كنت متوتر إذا استشعر العدو أى تحركات وقام بضربة جوية استباقية قبل الحرب سوف نخسر كل شيء ، ولكن فضل من الله اننا قمنا بالطلعة الجوية في حرب اكتوبر ٧٣ دون أن يشعر العدو.

وجميع الطائرات التي كانت متواجدة في انشاص جميعها رجعوا إلى المطار وإنما الخسائر كانت في مطار بلبيس.

شعوري أثناء تحليق الطائرات لشن الضربات الجوية على العدو كان يعتريني التوتر على الطيارين وخف التوتر تدريجيا بعد ما تم رجوع الطائرات.

أتذكر ليلة الحرب انه تم التلقين بتوجيهات قادة اللواءات المشاركة في الضربة الأولي برئاسة القوات الجوية وتم علمهم والمواعيد وتم التكتم الشديد وابلغوا الضباط في صباح يوم الحرب ولم تكن لدينا كلمة سر لتكتم السرية والاكتفاء بالتلقين و التوجيهات لقادة اللواءات.

أتذكر بعد ما انتهينا من الهجمات الجوية ذهبت إلى غرفة العمليات وتم مراجعة كل النتائج بكل دقة والتى كانت نتائج مبهرة فاقت كل التوقعت وكان على أثرها أن قائد القوات قام بالغاء الضربة الجوية الثانية.

أما الطائرات الهليكوبتر للأبرار لم تأخذ معها حماية جوية لأن الطيارة تسير بسرعة ٢٢٠ كيلوا وطائرة الحماية تسير بسرعة ٨٠٠ كيلو و لم يكن باستطاعتنا حمايتها أثناء تواجدها في مناطق العمليات المحددة.

وكانت جميع الأخبار ترسل إلينا تباعا وتتوالى المعارك والاشتباكات وسقوط القتلي والجرحي إلا أن انتهت المعركة.

وكان دوري في غرفة العمليات كرئيس أركان أن أشارك في كل صغيرة وكبيرة فالتخطيط واعداد العمليات من صميم عملى بالتنسيق مع رئيس غرفة العمليات

وكان الفريق شاكر عبد المنعم متواجد معنا في غرفة العمليات وهو لم يشارك في اي قرار او اي خطط ، فحسني مبارك لم يكن يحمل شاكر اي مسؤولية عامدا متعمدا.

ومن اهم الأحداث التى أتذكرها أحداث المنصورة كان يوجد إنتشار جوي غير عادي من ناحية بورسعيد وقامت الطيارات المصرية بالتصدي لهم وقامت معركة المنصورة وشارك فيها عدد كبير من الطائرات من مختلف المطارات ، وكانت معارك ضارية متباينة من حيث عدد الطائرات و الوقت الذى استغرقته العمليات.

وبمناسبة معركة المنصورة أعتقد من وجهة نظرى العسكرية أن العدو الإسرائيلي استطاع عمل الثغرة أثناء معركة المنصورة بطريقة جذب الانتباة للقوات المسلحة كلها انه سوف تتعرض بورسعيد لهجمات من العدو وان العدو كان يجهز لعملية الثغرة وقد نجح العدو بإدخال العديد من الدبابات عند الدفرسوار وقاموا بالعبور وعمل الدبابات الإسرائيلية أن تهاجم كتائب الصواريخ ، ولان كتائب الصواريخ غير مجهزة لمواجهة الدبابات فلم تستطيع التصدى لهذه الدبابات ، لأن الدبابة تستطيع أن تقف علي مسافة معينة وتقوم بالتصويب على الهوائيات والرادارات وبهذا استطاعت القوات الإسرائيلية فتح ثغرة فى حائط الدفاع الجوي الاول حتى يستطيع منح الحرية لقواته الجوية لتغطية قواته وحماية الإمدادات لقواته غرب القناه.

استطعت أثناء الحرب الذهاب الي القواعد الجوية ، وذهبت لمطار غرب القاهرة وطائرات تي يو كلفت بعمل غارات معينة وكنت اقوم بإصدار التعليمات بكيفية شن هذه الغارات على العدو وبعض الطائرات نجح وبعضها لم ينجح.

أصدرت الصحف الإسرائيلية انهم استطاعوا إسقاط ٢ صاروخ أطلقوا من تي يو ١٦ كانوا متوجهون الي القاعدة الجوية بتل أبيب ولم أتذكر بأن هذا الامر قد حدث أصلا. ولكنى أتذكر انه تم توجيه صواريخ من غرب القناه محموله على تي يو الي مراكز القيادة والسيطرة الإسرائيلية بالضربة الأولي وكللت بالنجاح.

عامة فى الكثير من الاوقات يتم إصدار الشائعات من قبل العدو لتحقيق أغراض نفسيه وبلبله داخل صفوف قواتنا ولرفع معنوياتهم المنهارة في إسرائيل

أما بخصوص دور طائرات الميراج 5 فى الحرب كان محاولة ضرب مطار العريش لوقف الجسر الجوى و للأسف لم نوفق فى تحقيق الهدف لاعتراض الطائرات قبل وصولها الى هدفها حيث كانت المنطقة محمية من الطيران الاسرائيلى ومساعدة حاملة الطائرات الأمريكية الراسية قبال الشاطىء الاسرائيلي.

لكن فى المضمون أن الخطة التي تم عملها قمنا بتنفيذها علي أكمل وجه وخلال الحرب وكثرت الخسائر بسبب التركيز على الثغرة والمقاتلات بالمظلات والطيران وكنا نهاجم بمقاتلات قاذفة على القوات المشاة مع قوة حماية ويحدث اشتباكات ويوجد خسائر لدينا ولدي العدو أيضا وهذه طبيعة الحرب.

كان حسني مبارك يتابع التنفيذ ويصدر التعليمات وكان هادىء جدا لأنه إذا تعصبنا في موقف مثل هذا يؤدي الي أخذ قرارات خاطئة.

أتذكر أنه بالنسبه لى معركة المنصورة ليست موقف حرج كما يصورة البعض و

كنا نتابع القوات البعض منها ينتصر والبعض الآخر لم يحالفة النصر

والخسائر ليست من الدفاع الجوي فقط وإنما من جميع الاشتباكات بين المقاتلات المصرية والمقاتلات اليهودية

أريد أن أقول إذا قامت القوات الأمريكية بالتدخل وإرسال بعض المقاتلات لدعم العدو الإسرائيلي كنا سوف نتعامل معها - ولم أشاهد تقارير المخابرات الحربية لمتابعة الموقف لأنني اقوم بعملي على الواقع ، بكم عدد القوات لدي وكيفية استخدام هذه القوات بالطريقة الصحيحة المثله ، وتقرير المخابرات الحربية لا يفيدني في شئ وكنت في وقت الحرب أشكك في كيفية ضمان هذه المعلومات.

أحد الاسراب كان متمركز في مطار قريب من الجبل ظل يقاتل بالرغم من كثرة خسائره ( مطار القطامية – سرب ميج 17 ) ، تعلمنا في أكاديمية ناصر أن الوحدة العسكرية أيا كانت إذا فقدت ربع قوتها يطلقون عليها انها اسكتت اما إذا فقدت نصف قوتها تكون انتهت ولن تأخذ منها نتيجة

ولكن هذا السرب وصل الي ربع قوته ومازال يقاتل وكان قائد هذا السرب منح نجمة سيناء ( الرائد شريف عرب ) لأنه اوقع الفانتوم يوم ٨ اكتوبر بطائرة ميج 17

وقائد ثاني اللواء كان متواجد مع هذا السرب وعندما توالت الخسائر طلب قيادة السرب ، ورفض قائد السرب هذا الطلب ، قال له انا قائد ثاني اللواء وامر بأنني الذي سوف احلق وتم تعيين دشمة لطائرته واستقل سيارتة الجيب وجد أن الدشمة فارغة ولا توجد بها طائرة وفي أثناء رجوعة وجد قائد السرب يحلق بالطائرة مع افراد سربه

وكان قائد ثاني اللواء اسمه خيري حسنين وقائد اللواء حسن فهمى – وهذا يدل على تفانى القيادات ومحاولتهم المشاركة فى القتال و التسارع فى نيل شرف المشاركة.

كان يوجد سرب القطامية ومعهم احمد شفيق سرب ميج ٢١

وكانت الروح الوطنية للمقاتلين مرتفعة

ففي عدة مرات في مطار للأسف لا أستطيع تذكرة ، عندما اتصل بالقاعدة كان هناك شاب صغير السن يجيب علي الهاتف دائما وفي النهاية سألت هذا الشاب لماذا انت دائما الذى تجيب على الهاتف ، وسألته هل أنت تحلق بالطائرة ؟ ، فقال يا فندم تم تحليقي بالطائرة اليوم في طلعة واحدة فقط ولكن الضباط القدامي يأخذون الطلعات لأنفسهم ( للتدليل علي الصراع في التسابق للقتال بين الطيارين )

أتذكر بعد الحرب كانت توجد مفاوضات ، وعم الصمت في صوت السلاح وأصبح الصوت العالي للمفاوضات

أصبحت القوات الجوية أثناء المفاوضات (ترمم نفسها) اي إصلاح الطائرات وخلافة.

أعتقد أن القوات الجوية كانت في استطاعتها المحاربة مرة اخري أثناء الحرب.

اهم الدروس المستفادة من حرب أكتوبر بالنسبة للقوات الجوية:

أن القوات الجوية ليست سلاح دفاعي انما هي سلاح هجومي ، أن القوات الجوية تدافع بالهجوم لكن دفاع فقط اعتقد انه لم يجدى ، الدفاع الجوي يطلق عليه دفاع إيجابي ضد اي هجوم للعدو ويتم اسقاطة قبل ما يبدأ العدو هذه هي الطريقة الوحيدة.

كان لدي زميل اعتز بصداقتة كان قائد لواء الاستطلاع ومن أكثر الضباط الذين قاموا بالعمليات أثناء الحرب وهو سيد كامل وهو تلميذي الذي تدريب على يدي وهو قمة في الأخلاق قمة في الطيران قمة في التنظيم رحمة الله عليه.

الطيار نبيل شكري كان يقطن بمكان قريب من منزلي وكان أثناء طفولتة غاوي صيد وكانت معة بندقية صيد واستمر فى الطيران لمدة طويلة وكان جريء وقد أسقط نبيل شكري عام ٦٧ طائرة ميراج.

تعينت رئيس أركان من ٧٣ الي أن خرجت من الخدمة عام ٧٩.

عندما قمنا بتغير الطائرات من روسي الي أمريكي واستطاع الضابط المصري التحليق بها بكل سهولة بسبب كفائة الطيارين

أعتقد أن الطائرة تنفذ تعليمات الطيار فهوالعقل المفكر لها و المتحكم فى أدائها

تقلد الفريق شاكر عبد المنعم قائد القوات الجوية أربعة أعوام وكنت وقتها رئيس أركان وكل واحد منا يقوم بعملة وكنا علي علاقة وطيدة مع بعضنا البعض

تقلصت الأعمال لدي القوات الجوية بعد حرب أكتوبر بسبب خسارتنا للطائرات

واستمر تدريب المقاتلات الجوية ورفع مستوى الكفائة بعد حرب ٧٣

ولا يجب التوقف عن التدريب في الدفاع الجوي

احسن وافضل قائد قوات عملت معة مدكور ابو العز لأن هذا واقع ، لأن مدكور ابو العز عندما حضر تم تكليفي مرة اخري أن استمر قائد تدريب مقاتلات طلب أن أجلس بجوارة علي المائدة المستديرة وعرض ما لدية وطلب ما يريدة وفي النهاية وجه كلمة لي إلا وهي ما هي طلباتك وفي الناحية الاخري من المائدة المستديرة رجال القوات الجوية المسؤولون عن التدريب و المهندسين وعلي الفور سردت طلباتي لأنني كنت أطلب ٤ طيارين غير المتواجدين معي ومدربين ، فقال لي رئيس هيئة التدريب انت يوجد لديك اثنان وسوف ارسل لك اثنان ، وعلي الفور يا سيادة الفريق سيادة اللواء قال لي كذا ، واذا بالفريق يقول عندما اقول شئ ينفذ في الحال ترسل إليه ٤ طيارين كان هذا قرار في الوقت ذاته ولا يقبل التردد ، كل هذا في أعقاب ٦٧

وكان يوجد لدينا مشاكل في الطيارات ونحن نريد تفتيش مستمر للطائرات بمعدل محدد المدة وان القوى المتاحة لدي لا تستطيع عمل هذه الأوامر وقد قمت باقتراح مع الفريق مدكور انني كنت دائما احافظ على المعدل ، وهو عبارة عن أن الطائرات تظل في الصلاحية الخاصة بها ٧٥ % والباقي في التفتيش إذا زاد المعدل تختل الطائرة، وقلت صراحة انني مهتم بالتدريب ولكن لا أهتم بالمعدل ، لأنه يوجد لدي فترة زمنية بين كل تدريب ونستطيع أن نستعيد صيانة الطائرات.

وإذا بالفريق مدكور يقول لي لا تقلق يوجد لدي طائرات في المخازن

كان مدكور يحل جميع مشاكل القوات الجوية على المائدة المستديرة فورا.

لا يوجد شخص مثل مدكور ابو العز ، جميع من في القوات الجوية يعشق مدكور ابو العز

تقاعدت من القوات الجوية برتبة لواء

وبعد ذلك تم تعييني لإدارة شركة طيران تسمي العربية مكثت بها فترة زمنية طويلة ولم أكن سعيد بها لأن التعامل مع المدنيين صعب لأني كنت رجل عسكري اقول الطلب ينفذ في الحال وكانت هذه الشركة مصرية سعودية والحقيقة أن رأس المال كله سعودي وكان مجلس الإدارة نصفة سعودي والنصف الآخر مصري.

أفضل فترة في مسيرتي العسكرية عندما كنت قائد وحدة تدريب المقاتلات في كبريت (ملك زماني)

كان تخطيطي للتدريب ينفذ في الحال، وعلاقتي طيبة مع كل الناس، وخرجت من هذه الفترة بنتائج ناجحة لأنني قمت بتدريب العشرات من الطيارين الأكفاء

**************

 

 

 

 

 

 

 

 

تم التسجيل يوم ١٨ أكتوبر ٢٠٢١

اللواء طيار محمد نبيل المسيري أركان حرب القوات الجوية في حرب اكتوبر ٧٣.

حضر التسجيل الأستاذ/ عماد محمد نبيه المسيري

وحضوري احمد زايد/ رئيس المجموعة ٧٣ مؤرخين

قامت بعملية التفريغ /هبه محمد عبد الحافظ علي

Share

مـعـرض الـوثـائـق

مـعـرض الـفـيـديـو

Youtube

Cannot Connect to Youtube Server


Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server

   

 

  

زوار اليوم
زوار امس
زوار الاسبوع
زوار الشهر
اجمالى الزوار
2151
3856
22737
53957
34966445

معرض الصور

المتواجدون حاليا

38 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

اتصل بنا

الراسل 
الموضوع 
الرسالة 
    
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech