Click to listen highlighted text!Powered By GSpeech
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي
**** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث
**** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر
إذا كانت القوة الإسرائيلية التي يقودها ثلاث جنرالات هم شارون و ادان و ماجن قد تمكنت من الوصول لمشارف الإسماعيلية شمالا والسويس جنوبا مطوقة بذلك الجيش الثالث.
فقد فشل شارون من دخول الإسماعيلية يوم 22 أكتوبر بسبب بسالة رجال الصاعقة و المظلات المصريين الذين أنيط لهم دور الدفاع عن الإسماعيلية ،
و بسبب حسن توقع اللواء عبد المنعم خليل القائد الجديد للجيش الثاني لمحاور الهجوم وتركيزه في الدفاع عن تلك المحاور ،
فلم يحاول شارون مرة أخري مهاجمة الإسماعيلية بعد أن كبدته قوات الصاعقة و خاصة المجموعة 139 صاعقة بقيادة العميد أسامة إبراهيم خسائر كبيرة
. أما الجنرال ادان و من خلفه الجنرال ماجن اللذين انطلقا بفرقهم المدرعة تجاه السويس لاحتلالها بعد أن استمع لنصيحة الجنرال بارليف القائد الفعلي للقيادة الجنوبية الإسرائيلية ، والذي أعطاه الاختيار (( إذا كانت بئر سبع فتقدم ، إنما إذا كانت ستالنجراد فلا تتقدم (( أي إذا كان احتلال السويس مثل بساطة احتلال بئر سبع عام 1948 فليتقدم ، أما إذا كانت عنيدة و صلبة كستالنجراد فلا تتقدم . وتوقع ادان أن تكون السويس مثل بئر سبع فتقدمت دباباته ترفع أعلام المغرب والجزائر لخداع أي قوة مقاومة بالمدينة ، ورغم القصف الجوي العنيف للسويس يومي 22 و 23 إلا أن قوات المقاومة الشعبية تعاونها وحدات من الفرقة 19 مشاه متخصصة في اصطياد الدبابات تمكنت من صد التوغل الإسرائيلي علي كل المحاور ، و كبدت الدبابات الإسرائيلية خسائر كبيرة ، و أيضا سقط العشرات من جنود المظلات الإسرائيليين قتلي في معارك ضارية بين البنايات وداخلها ، فقد كانت معركة من شارع لشارع ومن بناية لأخرى . وبعد فشل هجومه تأكد ادان أن السويس لم تكن بئر سبع ولم تكن ستالنجراد ، إنما وضعت السويس أسمها في موقع جديد لمدينة باسلة هب شعبها مع جنود جيشها للدفاع عنها ومنع سقوطها .
ما بعد فشل سقوط الإسماعيلية و السويس .
بحياديه تامة نستطيع أن نؤكد أن القوات الإسرائيلية قد وضعت نفسها بدءا من يوم 25 أكتوبر في وضع عسكري قاتل لها من كل النواحي ، فلم يكن لديها حل سوي الثبات في موقعها والبدء في معركة صبر وتحمل و استنزاف ، مما يعني الاستمرار في حاله تعبئة عسكرية طويلة وهو ما كان يعني إضعاف الاقتصاد الإسرائيلي أكثر و أكثر .
الوضع العسكري الإسرائيلي :
1-فقدت القوات الإسرائيلية قوة الهجوم ، و أُجبرت علي التوقف لعدم وجود أهداف يمكن التقدم نحوها لتحقيق هدف عسكري أو إعلامي . 2- تحتل القوات الإسرائيلية مساحة اكبر بكثير من حجم القوات الموجودة فعليا داخل الثغرة ، مما يعني عدم تحكمها الكامل في كل المناطق ، وهذا يؤدي إلي سهولة تسلل عناصر الصاعقة المصرية إلي قلب معسكرات القوات الإسرائيلية وقطع خطوط الإمداد الحيوية لها ، وهو ما حدث في الفترة من أول نوفمبر 73 و حتى يناير 74 . 3- القوات الإسرائيلية تتنفس عبر ممر ضيق عرضه 10 كيلو مترات في منطقة الدفرسوار وهو الممر الوحيد البري المؤدي إلي القوات داخل منطقه الثغرة ، وهو وضع خاطئ . 4- القوات الإسرائيلية لا يمكنها التقدم تجاه القاهرة غربا لوجود الفرقة الرابعة المدرعة ، ولا يمكنها التقدم تجاه الإسماعيلية شمالا لوجود ترعة الإسماعيلية كمانع طبيعي ، ومن أمامها قوات صاعقة ومظلات مدربة علي اصطياد الدبابات ، ولا يمكنها التقدم جنوبا بحذاء البحر الأحمر لعدم وجود أهداف تكتيكية أو إستراتيجية مهمة لها في الجنوب غير مدينه الغردقة و التي تبعد مائتي كيلو متر تقريبا ولا تمثل آي أهمية إستراتيجية أو عسكرية. 5- تعاني القوات الإسرائيلية من طول خطوط الإمدادات لها ، والتي تمتد من الطاسه علي المحور الأوسط لمسافة طويلة جدا إلي الثغرة ، وتلك الخطوط معرضة لقطع بقوات الفرقة 16 مشاه شرق القناة .
وضع القوات المصرية :
إذا كانت القوات المصرية قد عانت بدءا من يوم 14 أكتوبر من قرارات القيادة العامة الخاطئة (( من قرار تطوير الهجوم الخاطئ ومرورا بالتعامل الخاطئ مع الثغرة )) . فقد كانت الفترة من 14 إلي 25 أكتوبر فترة تخبط ، لكن بعد أن توقفت القوات الإسرائيلية و نفذت أهدافها وفشلت في احتلال الإسماعيلية والسويس بدأت القيادة المصرية في اتخاذ قرارات صحيحة وتمثل ذلك في الآتي : 1- سحب قيادة و أفراد الفرقة 21 المدرعة ، بدون دبابات إلي الغرب مرة أخري ، و إعادة تجميع الفرقة في منطقة أبو سلطان مرة أخري ( كما أراد الفريق سعد الشاذلي يوم 17 أكتوبر ) . 2- ارتداد حائط الدفاع الجوي للنسق الثاني واستمرار عمله بنجاح رغم الخسائر . 3- سحب مجموعات اقتناص الدبابات من الشرق و إعادة تكوينها تحت قياده الجيش الثاني . 4- إعادة تكوين الفرقة 23 مشاه ميكانيكي والفرقة 6 مشاه ميكانيكي مرة أخري وذلك بناء علي الإمدادات السوفيتية التي بدأت في الوصول بفاعليه بعد انتهاء القتال يوم 25 أكتوبر . 5- إعادة تجميع الفرقة الرابعة المدرعة في نطاق الجيش الثالث الميداني تحت القيادة العامة مباشرة بعد أن تم تغيير مسمي قوات الجيش الثالث شرق القناة إلي اسم قوات بدر . 6- حشد فرقة مشاه جديدة ، تتكون لواء مشاه مغربي ولواء مشاه مختلط من كتائب سودانية و إماراتية و فلسطينية وكويتية ، ووضعها في نطاق الجيش الثالث وتدعيمها بالمدفعيات اللازمة . 7- إعادة تدعيم الفرقة 16 مشاه شرق القناة ، بعد الخسائر التي تعرضت لها في معارك طاحنه أيام 15 و 16 و17 أكتوبر . 8- وضع اللواء المدرع الجزائري علي طريق السويس لصد أي هجوم إسرائيلي تجاه القاهرة . و بلغة بسيطة أمكن للقوات المصرية في أول ديسمبر 1973 من تحقيق التوازن للقوات المصرية شرق القناة وغربها وتكوين قوة مدرعة و ميكانيكية كبيرة غرب القناة تحت مظلة حائط الصواريخ و في ظل خطوط إمداد قصيرة جدا . وليس أدل علي ذلك مما قاله اللواء كمال حسن علي مدير إدارة المدرعات في حرب أكتوبر ، لكي يخبرنا في مذكراته عن كيفية استعادة الفرق المدرعة و الميكانيكية كفاءتها بسرعة . فيقول في مذكراته (( مشاوير العمر – أسرار وخفايا 70 عام من عمر مصر)) في صفحه 354 (( يوم 26 أكتوبر قمت بزيارة الفرقة الرابعة المدرعة التي تم إمدادها بعدد كبير من الدبابات التي تم إصلاحها ، كما زرت اللواء المدرع الجزائري وقد تمركز فوق جبل غره جنوب الثغرة ، وكان المنظر من فوق الجبل لأرض المعركة يؤكد إمكانية تدمير القوات الإسرائيلية داخل الثغرة بسهوله حيث كان عرض المنطقة التي عبرت منها القوات الإسرائيلية في الدفرسوار 7 كيلومترات فقط ، وقد قامت لجنه من الكونجرس الأمريكي بزيارة الموقع يوم 7 نوفمبر بصحبة اللواء سعد مأمون و خرجت بانطباع يؤكد ضرورة التسوية السلمية لهذا الصراع ، لان القوات الإسرائيلية المحصورة داخل الثغرة أصبحت في حصار أوشك أن يكتمل )) (( و في السابع من نوفمبر كنت في زيارة لوحدات شرق القناة وسمعت تصريحا لموشي ديان في الإذاعة الإسرائيلية يقول فيه أن مصر أكملت دفع الجيش الرابع الميداني حول الثغرة ، ولقد سعدت بهذا القول جدا حيث لم يكن الجيش الرابع في واقع الأمر سوي الإمدادات التي تلقيها إدارة المدرعات إلي الجبهة باستمرار تعويضا لخسائر القتال ، بعد أن وصل إلي مصر من يوغوسلافيا 94 دبابة جاهزة لركوب أطقمها ، كما استقبلنا لواء مدرع من ليبيا بدون أفراد ، علاوة علي وصول مدافع اقتحام من الجزائر ، وبعد زيارة بومدين إلي الاتحاد السوفيتي وصل إلينا 200 دبابة تي 62 خصصت بالكامل لدعم الفرقة 21 المدرعة ، حيث تركت دبابات الفرقة 21 المتبقية لدعم رأس جسر الفرقة 16 ، وعادت الفرقة 21 بدون دبابات إلي منطقه تمركزها الجديدة ، و تم تدريب أفرادها علي الدبابات الجديدة من طراز تي 62 خلال أسبوع واحد فقط ، ثم دُفعت الفرقة 21 إلي الجبهة مرة أخري علي مدار ثلاث أيام ، و أثارت غبارا يزيد طوله علي 30 كيلو متر ، و كان أخر يوم لوصولها هو 7 نوفمبر ، وهو ما واكب تصريح ديان بأن الجيش الرابع قد اكتمل حول الثغرة)) في هذه السطور نستطيع أن نتعرف تماما علي الحالة النفسية لوزير الدفاع الإسرائيلي ، الذي ظن أن إعادة تجهيز الفرقة الرابعة و الفرقة 21 المدرعتين هو بمثابة تجهيز جيش جديد يُسمي الجيش الرابع وهو ما لم يكن له وجود حقيقي )) .