Click to listen highlighted text!Powered By GSpeech
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي
**** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث
**** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر
الموضوع منقول وليس لدينا مصدر يؤكد او ينفي نص التحقيقات المذكوره غير انه من المؤكد ان مصر لم تمتلك طائره سوخوي 9 الوارده في محضر التحقيق
لكن السياق العام للقصه مؤكد وخصوصا نهايتها المفاجأه
في عام 1964، هرب الطيار المصري المختل عباس محمود حلمي الى إسرائيل، بواسطة طائرة تدريب سوفييتية قديمة من طراز (ياك 15) ذات مقعدين.
وبرغم خيبة الأمل التي أصابت الإسرائيليين بسبب نوع الطائرة، إلا أن الطيار المشوش العقل استقبل بحفاوة بالغة في إسرائيل، واستغل حادث هروبه (2) أسوأ استغلال في التشهير بالنظام في مصر، فقد ادعوا أن عباس حلمي هرب احتجاجاً على تدخل مصر في اليمن، وضرب القوات الملكية هناك بالغازات السامة، وبالأسلحة الغير مشروعة دولياً، مما أثر على أعصابه وعلى إيمانه بالقومية العربية، وبالعروبة.
أخضع عباس حلمي لاستجواب دقيق، وسئل مئات الأسئلة، ولم يكن بمقدوره ادعاء الجهل بأشياء كثيرة تتعلق بأدق التفاصيل عن الميج 21، فقد كان أحد طياريها، وأدرك بعد فوات الأوان، أنه ارتكب جريمة الخيانة العظمى في حق وطنه، لذا، فقد كان عليه أن يستغل معلومات العسكرية للحصول على الأمن والحماية أولاً، ولتحقيق أكبر عائد مادي ثانياً، بما يكفل له حياة مستقرة في وطنه الجديد.
لقد كانت لدى رجال الموساد شكوك حول العملية برمتها، وكبر لديهم هاجس تحسبوا له كثيراً، وهو أن المخابرات العسكرية المصرية ربما تقوم بخدعة كبرى، وأن إرسال عباس حلمي بطائرة عتيقة لا تساوي شيئاً، لعبة مهارية خارقة من المصريين، لتسريب معلومات مغلوطة عن الميج 21، تربك بها حساباتهم ومعلوماتهم "الغير يقينية" عن بعض أسرار الطائرة، ونقاط تميزها.
لذلك . . أعيد سؤال عباس حلمي ذات الأسئلة مرات ومرات، وحيرتهم كثيراً إجاباته الدقيقة التي لم تكن تتغير، ومع إصراره العنيد على أنه لا يقول إلا الصدق، عرضوه على جهاز الكشف عن الكذب.
وبينما الأسلاك الملتصقة برأسه وصدره تتصل بأجهزة رسم المخ، وقياس الذبذبات والنبض، كان ستة من الخبراء الفنيين دفعة واحدة يعكفون على استجوابه، فلا يكاد الواحد منهم يلقى بسؤاله حتى ينطلق آخر بسؤال جديد، وهكذا دواليك لمدة ساعتين ونصف الساعة، حتى تفككت قواه، وبكى بحرقة في يأس طالباً منهم أن يعيدوه الى مصر، فإعدامه هناك أرحم من العذاب الذي يلاقيه عندهم.
وما كان لهم أن يعيدوه ثانية الى مصر، وما كان لهم أيضاً أن يتيقنوا من صدقه مائة بالمائة، فبرغم الرسوم الكهرومغناطيسية للجهاز الأمريكي الصنع، والتي أثبتت أنه لا يكذب، قال بعضهم إن الطيار المصري ربما أعد إعداداً محكماً لتلك المهمة، وأنه قد دُرب عليها عشرات المرات قبل أن يبعثوا به اليهم.
لقد كانت دائرة الشكوك داخل الموساد تضيق وتتسع، ومع ذلك، فقد اعتبر عاميت فرار الطيار المصري ثروة هائلة، ستدفع ربما بأحدهم من طياري الميج 21 الى تقليده، والهرب بطائرته الأسطورية لإسرائيل وعلى هذا ترك مصير الطيار المذعور الى أن يقول الأمريكيين رأيهم النهائي.
وحينما تلقت الـ C.I.A. تقريراً وافياً بما تم التوصل اليه، حتى اتصل رئيس المخابرات المركزية (1) بعاميت، يطلب منه مساعدة فريق من الفنيين، سيبعث به الى تل أبيب لاستجواب الطيار المصري، واستبيان صدقه من عدمه.
كانت الـ C.I.A. هي الأخرى، تحمل قدراً كبيراً من الشكوك تجاه الحدث، وتعلقت بأذهان رجالها صور الخداع التي مورست بأساليب تمويهية خارقة أيام الحرب العالمية الثانية، وأيضاً التطور الشاسع لجهاز الاستخبارات السوفييتي، والذي قد يكون وراء العملية كلها، لأسباب استراتيجية بحتة، لإحكام إحدى العمليات المخابراتية مع نشوب الحرب الباردة بين الدولتين العظميين.
ومن مطار اللد في تل أبيب، اتجه فريق الفنيين الأمريكي الى مقر الموساد الجديد، حيث العشرات من خبرائها انعزلوا عن العالم المحيط بهم، وعكفوا على دراسة وتحليل كل كلمة تفوه بها عباس حلمي، ومراجعة قياسات جهاز كشف الكذب من جديد.
هكذا جيء بالطيار المصري فصافحه الأمريكان بود، وأوصلوا رأسه وصدره مرة ثانية بجهاز حديث استقدموه معهم، كان بحجم حقيبة السفر، وذو قياسات تحليلية أفضل. وسألوه مباشرة:
أي نوع آخر من الطائرات طرت بها بخلاف الميج 21 . . ؟
أجاب دون تردد: السوخوي . . السوخوي الاعتراضية SU-9، والسوخوي SU-7B ذات المقعدين.
سُئل: ما الفرق بينهما طولاً وعرضاً. . ؟
أجاب: لا فرق في الطول بينهما فطول كلاهما 17 متراً، وأقصى عرض للأولى 8 متر، والثانية 9 متر، والجناح مسحوب للخلف.
سُئل: ما تسليح السوخوي SU-9 من الصواريخ. . ؟
أجاب: عادة صواريخ ANAB جو / جو، التي توجه رادرياً وبالأشعة دون الحمراء . . !!
سُئل: بما تحلل تساوي مساحة الدرع الواقي من انفجار الطلقات على جانبي جسم الطائرتين. . ؟
أجاب: السؤال به خطأ، ففي السوخوي SU-7B التي أنتجت مؤخراً زيادة في مساحة الدرع الواقي بجوار المدفع "وهذا يدل على أن المدفع المركب بها، إما أن تكون سرعة الطلقة عند فوهة الماسورة عالية، أو أن معدل كثافة النيران مرتفع جداً".
سُئل: كم فرملة هوائية في كل طائرة. . ؟
أجاب: فرملتان في SU-7B وأربعة فرامل في الطائرة SU-9 في أزواج على جانبي مؤخرة الجسم.
سُئل: ارسم شكلاً لعدادات الطائرة السوخوي SU-9 مبيناً عدادا سرعة الانهيار بدون قلابات، وعداد معدل التسلق على مستوى سطح البحر.
وبعدما رسم أشكالاً مختلفة لعدادات الطائرة، وأذرع التشغيل، طلب منه أن يرسم الأشكال نفسها الخاصة بالميج 21، وتوضيح عدادات التحميل، وأذرع القنابل والصواريخ والمدافع، ومبيّنات الأجزاء الهيدروليكية، والرادار وخواصه التكتيكية والفنية، وهوائي الرادار وكيفية تلاشي الإعاقة، وزاوية تشغيله يدوياً وهيدروليكياً، وعمله في التفتيش والمسح الواسع، والمسح الضيق في نطاق 45 درجة، وكذا شاشة المرسل النبضي ومبينات الاستعداد للهجوم، ومقدمات القذف الصاروخي والتشغيل. وبتفصيل فني شديد طلب منه أيضاً رسومات توضيحية لمفاتيح المناورة الحادة، والاشتباكات الجوية والقصف جو / جو، وجو / أرض، ووضع الاقتراب الدقيق والتتبع، وتقنيات الشاشات الملاحية الرادارية والتليفزيونية، ورادار قياس الارتفاعات ووصف المبين، ولوحة البيان بأقسامها العشرة العلوية والسفلية، وشاشة الخطر.
وجاءوا به في صندوق هكذا عُصر الطيار المصري عصراً بواسطة خبراء الطيران في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد ستة ساعات تقريباً أنهوا استجوابهم، وأكدوا للإسرائيليين أنه من المستحيل أن يكون مدسوساً عليهم، فهو طيار ماهر جداً، وحاصل على دورات تدريبية عديدة في موسكو، ولا يمكن أن يضحي المصريون بطيار في خبرته، من أجل عملية مخابراتية خداعية.
وبإخضاع عباس محمود حلمي للتحليل النفسي بواسطة متخصصون، وجد أنه أصيب بصدمة عصبية حادة ، انهارت لها أعصابه وبلغت مرحلة الخور Asthenia، نتيجة انحدار Decline مقاومته وإرادته، أوصلت به الى حالة مرضية عقلية – يمكن علاجها – تسمى علمياً "تبدلات الطبع" Alterations in charator، وهي حالة تدفع المريض الى الاكتئاب والإهمال في العمل، وعدم الاهتمام بأسرته أو مظهره، وقد يرتكب سرقات خفيفة أو يستعرض نفسه.
. . بيد أن قصة هروب الطيار المصري الى إسرائيل، أشارت اليها في حينها بعض وسائل الإعلام العربية، المنحازة لإسرائيل، على أنها عملية مخابراتية بارعة، خططت لها الموساد في واحدة من أروع عملياتها، التي دفعت بها الى نهايتها. ورُوِّجت أقاويل شتى عن كفاءة المخابرات الإسرائيلية، التي تطول عملياتها عمق النسيج العربي، وتخترق إجراءاته الأمنية الصارمة.
ورد مسؤول مخابراتي إسرائيلي على تلك الأقاويل بالنفي القاطع، مؤكداً أن هروب عباس حلمي كان لسبب أيديولوجي بحت لا دخل فيه لإسرائيل، وأضاف معلقاً بأن الحكومات العربية تروج لشعارات قومية كاذبة، لا يصدقها عقلاء، لأن لا وجود لها على أرض الواقع، وأن إسرائيل هي واحة الديموقراطية في المنطقة، وأبوابها مفتوحة لكل إنسان حر شريف، يسعى الى حياة مطمئنة تفيض بالأمن والرخاء.
وقال المسؤول الإسرائيلي أيضاً، أن الطيار المصري والمئات غيره من المواطنين العرب، الذين اختاروا اللجوء لإسرائيل، يعيشون بين أهليهم في وطنهم الجديد في دعة واطمئنان، وبرغم كون إسرائيل دولة صغيرة المساحة، إلا أن سكانها، وهم ينتمون الى خلفيات عرقية ودينية وثقافية واجتماعية متباينة، ذوي التزام خلاق في إعطاء زخم ديناميكي لاستمرار تطور المجتمع، وفقاً لمبادئ الصهيونية وهي الحركة القومية للشعب اليهودي.
وعلق مسؤول بوزارة الخارجية قائلاً: إنه منذ حققت إسرائيل الاستقلال السياسي، توافدت على البلاد جماعات كبيرة من البشر، مما أدى الى تغيير التركيبة الاجتماعية الإسرائيلية ونسيجها، وكانت النتيجة أن تبلورت تركيبة جديدة، هي بمثابة مزيج من القيم، والأسس الاجتماعية لتكون الدولة التي واجهت مشاكل أمنية معقدة، نجمت عن إصرار الجانب العربي على رفض الاعتراف بإسرائيل.
ومع ذلك . . فنحن نرحب بكل من يلجأ الينا من إخواننا العرب، للانضمام الى نسيج المجتمع الإسرائيلي، الذي يحترم الأديان ويساوي بينها.
أما في القاهرة، فلم يعلق الجهاز الإعلامي المصري على الحدث علنياً، بينما التزم رئيس المخابرات العامة – صلاح نصر – الصمت.
هذا الصمت كان يحمل كل دلالات الترقب للانقضاض والانتقام، ويخفي وراءه أشرس معركة سرية، تعد بحق من أروع أعمال البطولات الخارقة لمخابراتنا، عندما خطط صلاح نصر ورجاله لاستعادة الطيار الهارب، وكانت الأوامر واضحة وحاسمة: لا بد من اختطاف عباس حلمي ومحاكمته في القاهرة، مهما تكلف الأمر . . (!!) إنها رغبة عليا وواجب وطني، ومعركة.
وهذا ما حدث بالفعل بعد ذلك بقليل، إذ جيء به في صندوق من الأرجنتين ، حيث تم تعقبه من إسرائيل حتى هناك، بالرغم من العمليات التجميلية التي أجراها له الإسرائيليون لتبديل ملامحه، والدروس الأمنية في الإخفاء والتمويه لتحصينه ضد الوقوع في خطأ يؤدي الى كشفه، بالإضافة الى الهوية الجديدة التي تخفى وراءها. .وكانت عملية اختطافه من القارة البعيدة لطمة صاعقة لأجهزة مخابرات إسرائيل.
كيف تم ذلك. . ؟ هذه هي المعجزة العبقرية لرجال مخابراتنا العربية الذين يعملون صامتين في مبناهم المنيف، تحطيهم السرية، ولا تفرحهم الضجة الإعلامية لبطولاتهم، فهم لا يفكرون سوى بأمن مصر، وعزتها. . !!