السادة المجموعة 73 مؤرخين ، تحية طيبة وبعد،
كنت بصدد ترتيب بعض الأوراق القديمة في منزل والدي رحمه الله العميد طيار يحيى صابر بدر حيث وجدت بعض الأوراق بخط يده يسرد فيها ملخصاً لمشواره في القوات الجوية المصرية، ففكرت أن أرسل لكم مقتطفات من هذه الأوراق للنظر في نشرها بالموقع تزامناً مع إحتفال مصر بالذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973 وإحياءً لذكرى ميلاده في نفس الشهر حيث أنه يملأنا الفخر والعزة أن نكون منتمين إلى أحد أبطال هذه الحقبة من تاريخ مصر من حرب 1967 مروراً بحرب الإستنزاف وحتى نصر أكتوبر 1973.
" تخرجت من كلية الطيران في عام 1958وحصلت على المركز الأول في مادة الطيران ثم أديت واجبي بالأسراب كطيار في التدريب الذاتي وتدريب الطيارين ، وفي أثناء خدمتي بمطار المليز قبل حرب 1967 قمت بالعديد من طلعات الإستطلاع النهاري على الإرتفاعات المنخفضة والمتوسطة والعالية داخل إسرائيل تم خلالها تصوير كل جنوب إسرائيل من إيلات حتى بئر سبع بل وصلت في بعض الطلعات العالية إلى البحر الميت. حتى جاء يوم 5 يونيو 1967 كنت صاحب المحاولة الوحيدة للإقلاع من مطار المليز بعد الهجمة الأولى وبعد ضرب حالات الإستعداد حتى ضربت الطائرة التى حاولت الإقلاع بها على الأرض."
"بعد يونيو 1967 توليت قيادة أحد سربي لواء المقاتلات الوحيد الذي يتولى الدفاع الجوي أثناء فترة إعادة بناء القوات الجوية وإنشاء مواقع الصواريخ وبدأت محاولة الوصول بهذا السرب إلى مستوى تدريب عالي ولم يكن ذلك ممكن دون إستعادة الثقة بالنفس ورفع المعنويات من جراء الهزيمة وحصلت في ذلك الوقت على نوط التدريب من الطبقة الأولى.
قمت مع سربي بإشتباك مجهز مع مقاتلات العدو الميراج في 3/11/68 أسقطت فيه طائرة ميراج إعترف بها العدو في كتاب خرج من داخل إسرائيل بعد الحرب وهو كتاب Israel AF Story وحصلت على وسام النجمة العسكرية عن إسقاط الطائرة والإعداد الجيد لهذا الكمين والروح المعنوية العالية التي ظهر بها سربي. وإستمريت مع سربي بالقيام بإختراقات كثيرة لخطوط العدو عند الزعفرانة وسط خليج السويس حسب التخطيط الموضوع في ذلك الوقت لتوجيه إنتباه العدو إلى جنوب سيناء لسحب جزء من قواته الجوية إلى هذه المنطقة وذلك بتحدي العدو وحصلت اَن ذاك على نوط الشجاعة من الطبقة الأولى."
"وفي أول عام 1973 شغلت منصب قائد ثاني لواء مقاتل قاذف ميج 21 وقمت بأعمال رئاسة اللواء بالكامل وذلك لحصول قائد اللواء على إذن بالتفرغ فأشرفت على إعداد أسراب اللواء بالمطارات وكذلك إعداد المشاريع وعرض القرارات حتى إشترك اللواء في حرب أكتوبر وهو في أحسن حالاته وحصلت بعد ذلك على نوط الواجب من الطبقة الأولى."
رحم الله والدي وأسأل كل من قرأ هذه السطور الفاتحة وأن يدعو له بالرحمة والغفران.
حازم يحيى صابر بدر