Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم من 2008 *** 2008-2023 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث
  • تعريف بالمجموعة و أعضاءها

     مؤسسة مؤرخي مصر للثقافه ( المجموعة 73 مؤرخين ) المشهرة برقم 10257 لسنه 2016  المجموعه 73 مؤرخين ، مؤسسه ثقافيه للتأريخ والابحاث التاريخيه نشأت عام 2008 - وهي عباره...

    إقرأ المزيد...

بطل الشهر

بطل الشهر /  العميد يسري عمارة 

 

 

الــصـفـحـة الـرئيسيــة

قصة استشهاد الشهيد الملازم طيار طلال محمد سعد الله

 

 

الطريق إلى الجنة .. 
قصة استشهاد 
الشهيد الملازم طيار / طلال محمد سعد الله

يرويها : أ / صفوان سعد الله ، شقيق الشهيد
كتبتها : أسماء محمود كاشف

**********************
أسرع الملازم طيار طلال الخطى ، متوجهاً إلى زيارة صديقه أحمد جابر ، فقد اعتاد زيارته وتمضية بعض الوقت معه ، تماماً كما يمضى الوقت مع أصدقاء الطفولة ، مصطفى رجب ، وعادل الجارحى وعبد الفتاح يونس وغيرهم ، صحيح أن أحمد ليس صديق طفولة ، لكنه صديقه فى الكلية الجوية ، منذ أن كانا طالبين فى الدفعة 20 طيران ، وما إن تخرجا عام 1968 بعيد النكسة ، حتى أصبحا سوياً طيارين على المقاتلات ميج 17 فى السرب نفسه ، وبذلك أصبحا رفيقين فى السلاح والسرب .

لم تكن علاقته بأحمد زمالة عادية ، إذ أنه من رافقه أثناء تحقيق حلمه ليصبح طياراً مقاتلاً يذود عن سماء الوطن .

ولأن أحمد لا يستطيع أن يزور طلال فى هذه الأونة ، فضل الملازم طلال أن يذهب لزياته ، دلف عبر البوابة ، وقف أمامه ملقياً التحية ، يصرح إليه بأخبار عمليات الاستنزاف والثأر ، وإن كان أحمد يعرفها سلفاً ، ويسترسل الملازم طلال فى الحديث ، تنزح منه الدموع رغماً عنه ، يخبره أنهم وقائد السرب الرائد محمد عكاشة لقنوا العدو درساً وقصفوا مواقع صواريخ الهوك ، لم يكن باستطاعة أحمد أن يقطع حديث طلال ، أو يتداخل معه ، لكنه يشعر به ، يسمعه ، يفرح بزيارته .
يعده طلال بمزيد من الويل والدمار للعدو قائلاً :

زى ما أنت عارف يا أحمد وزى ما كنت بقولك دائماً ، لو العدو أصاب طيارتى وأنا فوق موقعه ، مش هتردد أنى اقتحم موقعه بالطيارة ، ومش هرجع ، طالما أنا قادر على الاشتباك .. استحالة اقفز بالمظلة وأبقى أسير لهم .
واستطرد قائلاً : 3 شهور يا أحمد وأنت مفارقنا ، وحشتنا قوى ، لكن نقول إيه أكيد مكانك فى الجنة أحلى بكتير ، سلام مؤقت وجاى لك قريب بإذن الله .
ثم وقف يتلو الفاتحة على روح صديقه قبل أن ينصرف ، فالكثير من الأعمال تنتظره فى وقت الإجازة القصير .


ولكنه قبل أن يغادر مقابر الشهداء ، تذكر شىء هام ، استدعى المسئول عن الدفن فى المقابر ، ليقول له :

بقولك إيه ، أوعى حد يدّفن هنا فى التربة دى ، أنا حاجز هنا !!

تلقاها الرجل بروح المرح والدعابة ، تماماً كما نطق بها الملازم طلال ، لكنه وإن بدا مازحاً ، إلا أنه كان عازماً على الشهادة ، ساعياً إليها ، علها تختاره ، كما اختارت صديقه أحمد جابر .

سار طلال إلى موعد آخر هام ، إنه فى طريقه لملاقاة عروسه التى اختارها قلبه، وقعت عيناه عليها للوهلة الأولى فى عيادة طبيب الأسنان وخفق قلبه لها ولجمالها الآخاذ ،ويبدو أن الشعور كان متبادلاً ، إذ خفق قلب الفتاة للبطل الطيار ، ذو الشجاعة الفائقة ،تعارفا ، تفاهما ، وتمكن من تحديد موعد يوم 23 أبريل ليتوجه وأسرته وقائده لخطبتها رسمياً .

ودع طلال حبيبته ، ممنياً نفسه بيوم الخطبة المرتقب ، وقت أن تتوجه الأنظار إليه وإلى عروسه ، ويستقبلان التهانى من الأهل والأحباب ، فيم كانت العروس تدعو له بالسلامة والنصر .

توجه إلى أصدقاء الصبا وجيرانه ، مصطفى وعادل وعبدالفتاح ، كانوا يتسامرون ، وقد أضفى وجود طلال على مجلسهم المرح ، بحديثه الشيق وضحكاته التى ملأت المكان ، تحدث عن طلعاته والأبطال للنيل من العدو الأمر الى أثار إعجاب رفاقه ، فقد بدا أمامهم الأمل يتفتح ، إننا قادرون على مواجهة العدو ، وأن النسورجميعهم رهن أمر الإقلاع ، طلال وقائده الرائد محمد عكاشة وصديقه جلال زكى و الشهيد أحمد جابروغيرهم ، هم جميعاً يكتبون تاريخ مشرق جديد .

بل إن طلال لازال يؤكد لهم إصراره على أن يصرع العدو ، ويذكّرهم أنه لن يستخدم المظلة حال إصابة طائرته فوق مواقع العدو ، سيقتحم بطائرته الموقع ..
كان فى كلماته كما لو يرسم النهاية ، ولم لا فقد فعلها الشهيد جواد حسنى من قبل حينما خط فى موضوع الإنشاء كيف سيواجه العدو ، كتب نهايته قبلها بسنوات ، والآن طلال يرسم نزاله مع العدو .

رحى حرب الاستنزاف لاتزال دائرة وتعقد مصر الأمل والطموح على ابنها طلال وملايين الأبطال لتكبيد العدو خسائر فادحة ، وبالرغم من أن الملازم طلال تخرج حديثاً ، إلا أنه صنع من البطولات الكثير حتى أنه حاز ثلاثة أنواط منها نوطين لا يفصلهما سوى شهرين ، نوط الشجاعة العسكرى من الطبقة الأولى فى سبتمبر 1969 ، ونوط الشجاعة العسكرى من الطبقة الأولى فى نوفمبر 1969 .

ودع الملازم طلال أصدقائه ، وفى صباح اليوم التالى ودع أسرته ، عائداً إلى القاعدة الجوية ورفاقه الأبطال ، آملاً فى مواجهة أخرى مع العدو ، بينما كانت الأسرة ممثلة فى والديه وأخوته ينتظرون عودته والاحتفال به ، وكذلك بدأت العروس تحصى الأيام ، حيث أن لهما موعد قريب كما وعدها فى لقائه منذ أيام ..

وماهى إلا أيام حتى كان لدى طلال موعد جديد ، إنه الموعد الذى يحب ألا يتأخر عليه هو أو زملائه ، إنه قتال العدو ، ففى 21 أبريل 1970 صدرت الأوامر للملازم طلال سعد الله بقيادة تشكيل من 4 طائرات وضرب مواقع صواريخ الهوك فى بالوظة ، وقد سعد طلال بهذا الأمر أيما سعادة ، أقلع وتشكيل الطائرات متعاهدين على هزيمة صواريخ الهوك ، كما أعتادوا دائماً ، وعاهد طلال نفسه كما عاهد الله والوطن من قبل على النصر أو الشهادة .

نسورنا البواسل فوق موقع بطاريات الهوك ، يقذفون الصواريخ محطمين ليس فقط بطاريات العدو وموقعه ، وإنما يحطمون أيضاً غروره وصلفه وحلمه بالاستيلاء على سيناء دونما مقاومة أو قتال ، يحطمون رهانات الغرب الدائمة على إسرائيل وجيشها ، يحطمون اليأس ، ويواصلون إعلان التحدى .. هنا سماء مصر أيها العدو ،فيها ومنها يكون مصرعك .

دقائق معدودة نجح خلالها الملازم طلال وتشكيله فى إسكات بطاريات العدو ، استدار عائداً إلى القاعدة ، وفى تلك الأثناء بدأ العدو المذعور يوجه نيرانه إلى طائراتنا ، أصيبت طائرة الملازم طلال ، واشتعلت بها النيران فوق مواقع العدو ، ولم يكن البطل فى حاجة لأن يفكر فيم يفعله ، طالما اتخذ قراره منذ أن تخرج طيار مقاتل ، وتعاهد على النصر أو الشهادة ، ولطالما قرر مسبقاً أن يصطدم بموقع العدو حال إصابة طائرته فوق موقعهم ، كان القرار واضح ومسبق ، والآن حان وقت التنفيذ .

ولم يدر بخلده أن حياةً جديدة تنتظره ، بجوار حبيبته ، بين أصدقائه ، مع أسرته ، بل إنه هنا فوق الأجواء من أجلهم ، إنه يعشق الوطن والوطن هم ، يذوب الجميع فى معناه وتكوينه ويتفانوا من أجله، إنها اللحظة التى رسمها ، وباح بها ، كما أن القرار نفسه لن يتبدل ، فى سرعه مذهلة ، أبلغ باللاسلكى أن طائرته اشتعلت وأنه الآن فى طريقه إلى قاعدة العدو .. فى طريقه إلى الجنة ، وأصطدم بطائرته فى موقع صواريخ هوك ، ليشتعل الموقع ويخضع للنيران فتلتهمه ، ويخلد البطل فى سجل العظماء الذين قدموا أرواحهم فداء الوطن.

فى اليوم التالى وقع خبر الاستشهاد كما الصاعقة على أسرته وأصدقائه ، أنهارت الأم ألماً وحزناً وبكاء ، فطلال ولدها الثالث ، كانت على وشك أن تحتفل بخطوبته ، لكنه الآن لم يعد موجود بينهم ، أما والده الأستاذ محمد سعد الله موجه التربية الفنية فقد تلقى الخبر بشىء من التماسك ، كذلك أخوته أسامة ، محمد عبد الهادى ، صفوان وتيسير ، جميعهم تألموا ، لكنهم تماسكوا ،، فقد سار طلال على الدرب الذى رسمه لنفسه منذ أن كانت أحلامه الإقامة فى منزل مرتفع ، و عشقه تسلق الارتفاعات ، وكذلك رغبته الالتحاق بالكلية الجوية ليصبح طياراً يحمى سماء الوطن ، ويشارك فى ردع العدو ، ومحو آثار الهزيمة ..

وفى 28 أبريل ، شيع الحضور جنازته ، وشهيدين آخرين من نسورنا ، إنهما الشهيدان فاروق جاد الرب ومحمد عبد الجواد ، سارت جموع المصريين فى وداعهم ، ساروا وقلوبهم يعتصرها الألم ، وفى الوقت ذاته يستحضرون روح البطولة ، ويتفاخرون بصنيع الأبطال ، ويرسلون للعدو رسالة ، إننا صامدون حتى آخر مصرى ..

سارت جموع الأهل والأصدقاء إلى مثواه ، فى المكان الذى اختاره بالقرب من صديقه الشهيد أحمد جابر ، فى مقابر شهداء القوات الجوية .
وفى مشهد تهتز له القلوب ، وقف والد الشهيد الملازم طلال سعد الله ، وقف أمام قبر ابنه الشهيد ، يصيح قائلاً :

ابنى لم يمت ، ابنى حى ويسمعنى 
ابنى لم يمت ، ابنى حى ويسمعنى 
تجلت صورته أمام أصدقائه ورن صوته فى أذانهم وهو يكرر أنه سيقتحم الموقع بطائرته ، كانوا يظنون أنه يكرر هذا الافتراض من فرط حماسته ، لكنهم فوجئوا به وقد نفذه .

بينما جثت خطيبته على ركبتيها تحتضن القبر ، وتبكى بشدة ، ألم يعدها بلقاء جديد ؟ ألم تكن الحياة السعيدة تنتظرهما ؟ هل تناسى أحلامهما وطموحاتهما المشتركة ؟ كانت من الحزن والذهول بدرجة لم تعد تصدق أن طلال الذى كانت روحه تشع بهجة ومرح ، سكن ، واستشهد ، تاركاً زملائه على الدرب ، حتى يحققوا النصر ، حاول الجمع تهدئتها ، وحاول الحراس إبعادها ، لكن محاولاتهم لم تنجح ، أمرهم أحد الضباط بتركها حتى تهدأ ، وتسكن الأوجاع ..

وكيف للأوجاع أن تسكن ، وزهرة شباب مصر يمضون واحداً تلو الآخر ، محاولين انتزاع النصر ورفع اسم الوطن عالياً ؟؟

تمضى الأيام ، والسنون ،إلا أن استشهاد طلال لم يمر كحدث عابر ، فقد ترسخت بطولته لدى الكثير من أبطالنا نسور مصر ،واختار بعضهم نهاية مماثلة ، وحينما حانت ساعة الصفر وانطلق نسور مصر فى سمائها متجهين إلى مواقع ومطارات العدو يصبون عليها حمم النيران ، انطلق معهم النقيب طيار صبحى الشيخ يحمى المقاتلات القاذفة ، الموكلة بتدمير مطار رأس نصرانى ، بدأ الأبطال يدكون المطار ، وبدأ العدو فى توجيه صواريخه ونيران مدفعيته ،أصيبت طائرة البطل ، وبدلاً من أن يقفز بالمظلة ، اتخذ قراره باقتحام دشمة للعدو ،تستعد فيها طائراته للإقلاع ، أبلغ فى اللاسلكى أن طائرته أصيبت ، ردد : الله أكبر .. تحيا مصر ،، واقتحم بطائرته دشمة العدو ..

وفى عدد مجلة الهلال التاريخى ، نُشرت صورة الشهيد طلال بين أبطال النصر ، ووضعت صورة الشهيد صبحى مدوناً الاسم تحتها ، صبحى الشيخ ، تلميذ سعد الله ، فقد مضى طلال لكنه كان قدوة لصبحى الشيخ ، ولغيره من النسور البواسل الذين لم يهابوا الموت فى 1973 ..

مضى وبقيت بطولته نبراساً على درب الأبطال والشهداء ..

مضى طلال ، لكنه بوطنيته وإخلاصه وبطولته حياً فى أذهان الكثيرين ، فها هو عادل الجارحى صديق الطفولة يكتب عنه فى مدونته بعد مضى أكثر من 30 عام على استشهاده ، وها هو قائده اللواء محمد عكاشة ، يروى للأجيال بطولة الشهيد ، وتنزح عبراته كلما تذكر طلال ذاك الشاب الصغير سناً ، الشهيد والبطل مقاماً .. وحينما زار أسرة الشهيد ، تجسدت أمامه ذكرياته مع طلال وأحمد ولفيف من الشهداء ، حاول مقاومة الدموع ، لكنها هزمته ، تماماً كما هزمها منذ عشرات السنين ، حينما كان الوطن فى أوج القتال والصمود .

Share

مـعـرض الـوثـائـق

مـعـرض الـفـيـديـو

Youtube

Cannot Connect to Youtube Server


Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server

   

 

  

زوار اليوم
زوار امس
زوار الاسبوع
زوار الشهر
اجمالى الزوار
2236
2886
22768
5122
34558055

معرض الصور

المتواجدون حاليا

59 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

اتصل بنا

الراسل 
الموضوع 
الرسالة 
    
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech