Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم من 2008 *** 2008-2023 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث
  • تعريف بالمجموعة و أعضاءها

     مؤسسة مؤرخي مصر للثقافه ( المجموعة 73 مؤرخين ) المشهرة برقم 10257 لسنه 2016  المجموعه 73 مؤرخين ، مؤسسه ثقافيه للتأريخ والابحاث التاريخيه نشأت عام 2008 - وهي عباره...

    إقرأ المزيد...

بطل الشهر

بطل الشهر /  العميد يسري عمارة 

 

 

الــصـفـحـة الـرئيسيــة

نسور الصبر

 

نسور الصبر

قصة استشهاد

الشهيد المقدم طيار / محمود على سرى

 

كتابة : أسماء محمود كاشف  

     د. أحمد مختار أبو دهب

 

 

 

 

 

* * * * * * * * * * * * * * *

انتبهت على صوته يداعب صغيريهما ويرمقهما بنظراته الحانية ، كانت ضحكات ابنتهما الصغيرة ذات الأعوام الثلاثة لوالدها تضج فى أرجاء المنزل ، بينما حركات ابنهما إيهاب ذو الأعوام الخمسة تنثر الحيوية والنشاط ، فيم كان زوجها يجلس فى بهجة طاغية بدت على وجهه ، وإن كان وجدانه مشغول بما تعرفه ، إنها على دراية تامة بما يشغله باستمرار حتى فى أيام إجازته .

أيام الإجازة ، إنها أيام قلائل يقضيها كل حين بينهم ، يحاول خلالها إسعاد أسرته ، بنزهة ، أو هدية ، أو لعب يقتنيها لصغيريه ، يحاول بعطفه وحبه لهم أن يستعيض تلك الأيام التى يغيب عنهم فيها إذ يكون فى حضرة الوطن والواجب فى أغلب الأوقات ، ورغم ذلك فإنها تحيا فى حالة سعادة قصوى ، إذ أنها تعيش فى كنف زوج حنون ، مقدام ، يعشق وطنه ويحب أسرته ، إنه ورفاقه الأبطال يذودون عن الوطن ويدفعون عنها وعن جموع المصريين شرور العدو .

ورغم ضحكات الرائد محمود وابتساماته لمن حوله ، إلا أن ذهنه كان يأبى أن يصفو لحياته الأسرية ، دون أن يفكر فى المعركة المرتقبة ، لقد طالت سنوات الصمت والصبر ، ولا زال النسر ينتظر أن يثأر بنفسه من العدو ، لطالما وفرت القيادة جهود القاذفات الثقيلة من طائرات تى – يو 16 إلى المعركة الشاملة الحاسمة ، لكن السؤال الذى لا يفارق تفكيره ، متى ؟

فالمعركة قادمة لا محالة ، ونسور الصبر فى تدريب دائب واستعداد مستمر لها ، لقد سبق وأن دارت معارك جوية محدودة ، نشبت خلال حرب الاستنزاف ولقن رفاقه أبطال مقاتلات ميج 21 وطائرات ميج 17 و أبطال الهليكوبتر ، وأبطال الاستطلاع ، لقنوا جميعاً العدو دروساً متواصلة ووجهوا إليه صفعات متتالية .. ولكنه ورفاقه أبطال القاذفات الثقيلة يتوقون إلى معركتهم الكبرى .

لقد قطع شوطاُ طويلاً فى هذا الطريق منذ أن انتقل من الدراسة بكلية العلوم إلى الدراسة بكلية الطيران ، إذ كان وازعه الوطنى دافعه الكبير كى يلتحق بكلية الطيران ، ليصبح أحد طياريها ويتخرج عام 1964 ضمن أبطال الدفعة 16 طيران .. ولم يكن هذا بجديد على أسرته التى نشأ أبناؤها على حب الوطن ، إذ سبقه أخيه الأكبر وقدوته " على " والتحق بالكلية الحربية ليتخرج ضابطاً مصرياً أبيّاً .

كان كلاً من الحنين والذكريات يأخذانه إلى الأسكندرية ، حيث ميلاده ونشأته وتعليمه ، عائلته التى يكن لها كل حب وتقدير ، والديه ، أخيه الأكبر " على " وأختيه وأيام لا تُنسى ، صديق طفولته إيهاب ، كم أسعده أن يختار الاسم نفسه لابنه ، إنه لم يستقر فى القاهرة إلا بعد تخرجه طياراً ، ضمن حراس سماء المحروسة وحماتها .. النسور البواسل .

فى الأسكندرية ، مارس رياضته المفضلة ، إنها السباحة ، وحاز العديد من البطولات فيها ، إذ أنه سباح ماهر ، بلغ من عشقه للسباحة أنه تخلف عن امتحان النظرى فى عامه الأخير بالكلية الجوية ، مما أجل تخرجه ضمن أبطال الدفعة 15 إلى العام التالى مع أبطال الدفعة 16 ، وهناك أيضاً ، التقت عينيه بجارته ، فأحبها وتزوج منها ، أنها رفيقة دربه الآن ، التى انتقلت معه إلى القاهرة ، ليبدأ برفقتها حياة جديدة هانئة فى عام 1966 ، لم ينغص حياتهما شىء سوى تلك الفجيعة التى ألمت بمصر ونغصت عيش المصريين جميعاً ، إنها نكسة يونيو التى آلمت مصر ، فقد أصبحت سيناء على أثرها أسيرة فى قبضة العدو .

إنه يتوق بشدة ويترقب كل يوم تلك المعركة الحاسمة التى تتحرر بها أرض سيناء ، وتتحرر معها مصر وطناً وتاريخاً من قيود يونيو ونكسته .

لقد روت معارك الاستنزاف بعض من الظمأ إلى الثأر والانتقام من العدو ، و أضافت إلى نسور مصر البواسل ومقاتليها الثقة ، بينما بدأت الصورة التى رسمها العدو لجيشه تتداعى .

ولكن .. متى تنشب المعركة الكبرى ؟

متى يدك ورفاقه مواقع العدو وتحصيناته ؟

متى يبدأ القتال منهياً سنوات الصمت والصبر ؟

متى يجهزون على غرور العدو وغطرسته ويردون له الصاع صاعين ؟

نظرت إلى وجهه البشوش وقد امتلأ بالتفاؤل ، شاركته التفكير والمسئولية ، وتطرقت فى كلماتها إلى الحرب آملة أن يجلب وزملائه النصر ، وبثقة تامة كما عهدته أخبرها أنه على يقين بنصر آت بإذن الله .

كانت كلماته الهادئة ، ووجهه الممتلىء سعادة ويقيناُ وثقة ، آخر عهدها بزوجها البطل .

فما هى إلا أيام معدودة حتى لاحت بشائر المعركة المرتقبة ، ففى القاعدة الجوية ، اجتمع قائد اللواء الجوى وقائد السرب بالأبطال ، فى صبيحة يوم السادس من أكتوبر 1973 ، معلنين اليوم .. يوم المعركة والقتال .

وهنا دوت القاعة بتكبيرات الأبطال وهتافاتهم ، وتجلت السعادة والبهجة على وجه الرائد طيار محمود على سرى ، فأخيراً تنتهى سنوات الصمت والصبر ، ويفتتح صفحة جديدة ، إنها صفحة الأمجاد ، يملأها المقاتل ، أنها صفحة لا تخطها الأقلام ، ولكن يخطها المقاتل بدمه وإقدامه وبذل الغالى والنفيس من أجل الوطن ..

تلقى الرائد محمود ورفاقه مهامهم ، كانت المهام محفوفة بالخطورة القصوى ، فأبطال القاذفات الثقيلة سيخرجون لنزال العدو دون حماية من الطائرات المقاتلة ، سيقلعون ويطيرون على ارتفاعات منخفضة لدك غرور العدو ومواقعه ، سيهاجمون بطائراتهم النفاثة فقط ، غير آبهين برادارات العدو الحديثة وأجهزته الالكترونية المتطورة ، ولم تستطع صواريخ العدو المضادة للطائرات أن تبذر فى نفوسهم ذرة من الخوف أو التردد .

ساعات عدة ويقلع الرائد محمود سرى وطاقم طائرته إلى عمق العدو ، كانت المهمة الموكلة إليه وأفراد طائرته هى ضرب عمق العدو فى النقب ، طائرتان من قاذفات القنابل ستنفذان المهمة ،الأولى بقيادة قائد السرب المقدم طيارأحمد سمير، والثانية بقيادة الرائد طيار محمود سرى .

حلقت طائرات نسور مصر ، تشق عنان السماء ، و يندفع مع أزيزها هتافات الجنود على الضفة الغربية وتكبيراتهم ، لقد كان اندفاع النسور إلى عمق العدو إيذاناً ببدء المعركة لتحرير سيناء .

بينما أقلعت طائرتى قائد السرب ، والرائد محمود سرى ، فوق الأجواء إلى السعودية ، ومنها إلى الأردن ، فإيلات ، ووصلتا إلى عمق العدو ، كانت سعادته لا توصف ، إذ بدأ للتو قتاله ضد المعتدين ، لقد انكسر الصمت ، واستحال إلى فعل ، وبلغ الصبر منتهاه وبدأ النزال .

لكن المهمة محفوفة بالمخاطر ، رادارات العدو ، صواريخه ، طائراته ، ستعترض طريقهم ، لكنها لن تثن الأبطال عن مساعيهم نحو أهدافهم ، وبالفعل ما إن اقتربت الطائرتين من الهدف حتى أسرعت مقاتلات العدو تطارد التشكيل بكل قوتها .

كانت قاذفات القنابل كطيور رخ ضخمة ترقبها حداءات العدو اللئيمة في ترقب ، و هيهات أن تناور طيور الرخ بهيبة أجنحتها الكبيرة ، تلك المقاتلات السريعة الصغيرة ، لقد اضطر الأبطال أن يغيروا مسارهم عن المهمة المحددة ، إلا أن رغبتهم في القتال و الانتقام من العدو لم تمنعهم من البحث عن هدف بديل تدكه حمولتهم من القنابل .

لقد كانت معركة غير متكافئة ، فقاذفات القنابل الثقيلة طائرات ضخمة مخصصة لدك الأهداف الأرضية بمنتهي القوة ، لكنها بحكم حجمها ووزنها و سرعتها البطيئة نسبياً ليست مؤهلة مطلقاً لمواجهة الطائرات المقاتلة ، كما أنها كى تصيب الأهداف لابد أن تكون فوق الهدف مباشرة ، لذا كان انحرافها عن مسارها واختيار هدف آخر تأجيلاً للشهادة لحين أداء المهمة و ليس فراراً منها .

و قد كان للنسور ما أرادوا تماماً ..

لقد ألقى الأبطال القنابل على معسكرات العدو ومبانيه فى حقول أبو رديس للبترول ، ودفعوه إلى تجرع مرارة الخسارة وويلات الحرب ، و أضافوا إلى سطور نزيفه علي يد أبطالنا سطراً جديداً .

لكن دفاعات العدو وطائراته لم تستسلم ، فما إن نالت قذائف الأبطال من حقول أبو رديس ، حتى كانت صواريخ المقاتلات المعادية ترتقي نحو قاذفة الرائد محمود سرى ، لتحولها للهب رهيب يعلن بدء معركة التحرير و النصر العظيمة ، و يرقي بقائد الطائرة وطاقمها شهداء إلي عنان السماء .

* * * * * * * * * * *

المصادر :

أ / أحمد محمد كريدى   

  أ/ إيمان محمود سرى

أ/ حمدى لطفى ، العسكرية المصرية فوق سيناء

Share

مـعـرض الـوثـائـق

مـعـرض الـفـيـديـو

Youtube

Cannot Connect to Youtube Server


Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server
Cannot Connect to Youtube Server

   

 

  

زوار اليوم
زوار امس
زوار الاسبوع
زوار الشهر
اجمالى الزوار
2450
2886
22982
5336
34558269

معرض الصور

المتواجدون حاليا

58 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

اتصل بنا

الراسل 
الموضوع 
الرسالة 
    
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech