
حلمى عفيفى مرسى عبد البر من مواليد عام 1922 بقرية بهناى بمحافظة المنوفية لأسرة مصرية، التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1942 (دفعة رقم 21)، وحصل على فرقة دراسية كمعلم رادار ضمن بعثة انجليزية فى مدرسة الدفاع الجوى البريطانية بالشرق الأوسط وكان مقرها مدينة "حيفا" فى فلسطين وحصل على تقدير امتياز بين أعوام 1943-1945-1946.
واشترك فى الحرب العالمية الثانية مقاتلا على المدفعية المضادة للطائرات، وخدم بالقوات المسلحة مدة قاربت الأربعين عاما خدم خلالها فى جميع فرق الدفاع الجوى حاملا على أكتافه خبرة حروب ستة، الحرب العالمية الثانية، حرب فلسطين عام 1948، العدوان الثلاثى عام 1956، حرب يونيو 1967، حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر 1973.
وابتكر عفيفى جهازاً للتغلب على كل الصعوبات الفنية عند الاشتباك مع الأهداف الجوية المعادية التى تطير على ارتفاعات منخفضة (آلة الضرب بالمسافة)، والتى تركب على المدفع، وكان اختراع فى وقتها وقد نال هذا الاختراع إعجاب الملك عبد العزيز آل سعود أثناء زيارته لمصر 1946 وكان ذلك سبباً فى منح الملازم أول حلمى عفيفى نيشان النيل من الطبقة الخامسة.
وقضى عفيفى عامى 1948 و1949، قائد لتروب مدفعية مضادة للطائرات على جانب مهمة أخرى استحدثت فى تلك الأيام بالقوات المسلحة، وهى تشغيل أجهزة الرادار، وقد كان اللواء حلمى عفيفى ضابط رادار منطقة الإسكندرية، إلى جانب قيادته لتروب المدفعية م-ط، اعتمادا على خبرته التى حصل عليها كمعلم رادار خلال البعثة الإنجليزية.
وحصل عفيفى على ماجستير العلوم العسكرية 1955 وكلية أركان حرب 1956، كان قائدا لإحدى وحدات الدفاع الجوى عامى 1959-1960، ودرس فى أكاديمية الدفاع الجوى بالاتحاد السوفيتى عامى 1968 و 1969، وعندما أدخلت الصواريخ إلى قوات الدفاع الجوى المصرى عمل رئيسا لأركان لواء صواريخ تمركز فى منطقة القناة عامى 1962-1964، وتولى فى نهاية عام 1967 قيادة مدرسة الدفاع الجوى، وفى عام 1969 قاد إحدى وحدات الدفاع الجوى "الصواريخ والمدفعيات" بالمنطقة الجنوبية والبحر الأحمر حتى عام 1970.
وخلال توليه لهذا المنصب كان له دور بارز أثناء اجتماع الرئيس جمال عبد الناصر بقادة كتائب الصواريخ لعرض المشكلات التى تمنع دخول الصواريخ إلى الجبهة وتحول دون تجهيز مواقع خرسانية لاحتلالها بكتائب الصواريخ، وبالتالى يتم احتلال كتائب الكمائن فى العراء مما يعرضها للتدمير بواسطة طيران العدو المكثف، فكان لابد من الوصول إلى حل لهذه المشكلة، فقدم اقتراحاً بإنشاء الحوائط الخرسانية سابقة التجهيز فى مكان بعيد عن الجبهة لتنقل ويقوم سلاح المهندسين بتركيبها ويتم احتلالها ليلاً بكتائب النيران، على أن تكون جاهزة مع أول ضوء فى اليوم التالى لتفاجئ العدو، وهو الاقتراح الذى حظى بموافقة رئيس الجمهورية وتم تنفيذه بكل دقة فكان له الفضل الأكبر فى توفير التجهيز الهندسى والتحصينات اللازمة لكتائب الصواريخ لتنفيذ الكمائن.
وعقب ذلك، أشرف على تنفيذ عدد من الكمائن الناجحة بكتائب الصواريخ بتكتيك جيد لم يسبق أن استخدم من قبل، مما كان له تأثير كبير على العدو، وبدأ تنفيذ حائط الصواريخ الذى أسقطت فيه أول طائرة فانتوم يوم 30 يونيو 1970 هذا اليوم المشهود فى تاريخ قوات الدفاع الجوى وكان نهاية يوم 7 أغسطس 1970 أكثر عظمة وأعلى شأناً فبنهايته كانت سماء جبهة القناة قد تم إحكام تغطيتها بالانتهاء من إنشاء حائط الصواريخ إيذاناً بانتهاء حرب الاستنزاف.
واستمر فى قيادتها خلال الإعداد لحرب أكتوبر وأثنائها وكان لها دور بارز فى العبور العظيم فى 1973 وقد شهدت فترة قيادته للتشكيل الكثير من الأعمال البطولية، حيث تم تنفيذ أكبر تحرك استراتيجى لإحدى وحدات التشكيل فى زمن قياسى وأعاد تشكيلها استعداداً لخوض حرب 73، هذا التشكيل تمكن من إسقاط عدد كبير من الطائرات المعادية فى هذه الحرب.
فى عام 1971 قاد إحدى فرق الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر وكلف بالدفاع عن عمق مسرح العمليات، وكان مسئولا عن توفير الحماية لطائراتنا عبر الخطوط الأمامية المطهرة فى سيناء، وفى مارس عام 1974 تولى رئاسة أركان الدفاع الجوى، وفى بداية عام 1975 عين قائدا لقوات الدفاع الجوى.
وأصبح قائداً لقوات الدفاع الجوى فى يناير 1975، وترقى إلى رتبة " الفريق " وخطا بالدفاع الجوى خطوات واسعة فى مجال التقدم التكنولوجى، وكانت آخر المناصب القيادية التى تولاها "نائب وزير الحربية"، وأحيل إلى التقاعد بناءً على طلبه، وذلك لظروفه الصحية فى ديسمبر 1979.
حصل الفريق حلمى عفيفى على عدد كبير من الأوسمة والأنواط وشهادات التقدير والتفوق منها، وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، وسام التحرير، نوط الاستقلال، نوط الجلاء، نوط النصر، نوط الواجب العسكري، نوط الخدمة الممتازة، نيشان النيل، ميدالية فلسطين، ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة.
مارس عفيفى العمل الاجتماعى بشكل كبير خلال فترة التقاعد من خلال عمله التطوعى فى إحدى جمعيات رعاية الأطفال الأيتام فى الإسكندرية وتوفى فى 2011 عن عمر يناهز 89 عاما.
المصدر
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=1649940#.U76EQkBcWKo