Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

قتال الدبابات في حرب أكتوبر - دراسة شاملة

 

                                      

 

الـتـكــتــــيـــك :

 

 

كات الدبابات هى نتاج تطور سلا ح الفرسان فحرب المدرعات يمكن تشبيهها بهجوم لواء الخيالة المشهور ممزوجاً بصدمة معركة الأسطوال القديمة أو بتعبير أخر أمواج من الدبابات تزحف عبر الصحراء فى هجوم كاسح رهيب ، لكن الحقيقة عادة ماتكون أقل من الخيال . ففى ظروف المعركة تتدحرج الدبابة فوق سطح الأرض ببطء نسبى وليس بكل سرعتها ونادراً ما تطلق نيرانها أثناء الحركة وإنما تفتح نيرانها من وقفات قصيرة وعليه يمكن يمكن تشبيه قتال الدبابات بمباراة حامية للشطرنج يحاول كل طرف فيها أن يناور ويحاور ويداور ليحصل على ميزة تمكنه من توجيه ضربات قوية مفاجئة لخصمه لا يمكنه الرد عليها .


وعلى رجل المدرعات أن يستغل الإمكانيات الميكانيكية والقتالية لدبابته إلى أقصى حد . ولذلك تبنى الدبابة بالشكل الذى يعطيها القوة والسرعة معاً . ويكفى أن تتصور دبابة قادرة على حمل وتحميل وزن كبير من الدروع ولها قدرة عالية على المناورة وخفة الحركة كما يجب أن يكون للدبابة مدفع قوى وأن تكون الدبابة قادرة على تحمل الصدمة الناتجة منه عند الضرب والتى تصل إلى مايعادل وزنها هذا بالإضافة إلى الكثير من الأشياء الأخرى الهامة مثل خزانات الوقود وأجهزة التهوية .. إلخ
ولقد عبر أحد العسكريين الغربيين عن الدبابة قائلاً " لا يمكن للدبابة أن تحمل من الدروع مايمكنها أن تكون آمنة تماماً" فطلقة المدفع المضادة للدبابات التى تطلق من مسافة معقولة يمكنها أن تخترق ضعف قطرها على الأقل
فإذا كان مدفع الدبابة إم/60 الإسرائيلية عيار 105 ملم فإن فى قدرته إذا ما أطلق على مسافة 1500 متر أن يخترق درع سمكه أكثر من 200 ملم ،
بالمثل فإن أى مدفع عيار 100 ملم يطلق نيرانه على دبابة على مسافة 1500 متر ففى مقدوره إختراق درع سمكه أكثر من 200 ملم .
وعليه فأحسن وقاية للدبابة هو إختفائها وإستخدامها لطبيعة الأرض ، فثنية أرضية صغيرة يمكنها إخفاء جزء كبير من الدبابة وقد يكون ذلك سبباً فى نجاحها فى تدمير دبابة معادية ونجاتها هى من التدمير ... وعلى ذلك فمهارة قائد الدبابة وسائقها على درجة عالية من الأهمية أو بتعبير أخر إن التكتيكات الصغرى فى معارك الدبابات تعتبر حيوية للغاية .

فقائد فصيلة أو سرية أو تشكيل دبابات الكفء هو الذى يمكنه ان يستغل مهارة رجاله فى التكتيكات الصغرى ويستفيد من الأرض الميتة وطرق الإقتراب المستورة ليصل إلى المكان المناسب لمهاجمة العدو أضعاف أضعاف عدد الدبابات التى يقودها ، بل إن سرية واحدة يمكنها تدمير كتيبة دبابات معادية كاملة .


كان لابد من هذه المقدمة القصيرة عن طرق حرب الدبابات لفهم ماجرى فى أكبر معارك الدبابات فى التاريخ فى الشرق الأوسط التى جرت فى حرب أكتوبر وكيف لجأ الطرفان المتقاتلان إلى إستخدام التكتيكات المناسبة والفعالة خلال أيام الحرب وفق ظروف القتال ،،،،

بالنسبــة للعـــدو :ــ
فى إطار نظرية الهجوم كان الطيارون الإسرائليون وقادة الدبابات يعدون أهم الرجال ويعدون الأبطال ذوى الأدوار الحربية المجيدة وهم صفوة المجتمع هناك ولا سيما الطيارون وكذلك بالنسبة للقوات البرية إكتسب قواد الدبابات الإسرائيليون شهرة فرسان العصور الوسطى إذ أنهم كانوا يتمتعون بقدرة فائقة على الحركة ويحمون انفسهم بالدروع ولديهم قدرة على الهجوم قل من يستطيع أن يتصدى لها فى أرض المعركة ـ هكذا كانت ابواق الدعاية الإسرائيلية تردد هذا الهراء حتى صدقته نفسها ! بعد أن قلدوا أسلوب الجيوش الألمانية النازية فى الحرب العالمية الثانية التى إعتمدت نظرية (البليتزكريج) هى تعنى سرعة الإندفاع العميق عبر أراضى ومواقع العدو بالدبابات والمدرعات لتحقيق إختراق مفاجئ وسريع لدفاعات العدو بغرض تطويقها والوصول إلى مؤخرات الجيوش المعادية ويتزامن ذلك مع قيام القوات الجوية بتقديم مهام الدعم والإسناد الجوى للمدرعات المخترقة المتقدمة بسرعة لإجتياح كل شيئ وكل مقاومة تقابلها مما يشيع الذعر والإضطراب فى صفوف العدو ويعجل بسرعة هزيمته بعد إنهيار صفوفه وتشكيلاته القتالية فى أرض المعركة .. كان هذا الأسلوب الألمانى الذى إعتنقه العدو حرفياً ونفذته قواته المدرعة فى عمليات 1967   .....                    
ومع كل ذلك ذاق الإسرائيليون طعم الدفاع الذى إَضطروا إليه إضطراراً بعد أن كانوا يتجاهلونه قدر الإمكان وحدث فى الأيام الثلاثة الأولى من حرب أكتوبرعلى الجبهة المصرية أن قام قواد الدبابات الإسرائيليون شأنهم شأن المدرعين القدماء بشن الهجوم بسرعة فائقة على المصريين لمحاولة إرهابهم وإضطرارهم للفرار بعد إنهيار خط بارليف . بدأو بالهجوم بفصائل الدبابات ثم بالكتائب ثم بألوية دبابات كاملة كانوا يهاجمون بلا هوادة إلا أنهم كانوا يفشلون فى كل مرة ويصابون بخسائر جسيمة إذ كان العدو الإسرائيلى يخسر دباباته بمعدل مئوى كل يوم ( تكبد العدو الإسرائيلى حوالى 400 دبابة ) من 6 إلى 9 أكتوبر1973 ..! بفضل ضربات صواريخ المشاة المصريين ومن خلفهم قذائف الدبابات المصرية المحكمة التصويب وعند ذلك أدرك الإسرائيليون بعد أن تكبدوا كل هذه الخسائر أن وضعهم الهجومى ليس إلا عملاً إنتحارياً ولم يعد الجندى الإسرائيلى ولا قائد الدبابة يتقدم إلى الأمام وهو واثق أن العرب سوف يفرون تلقائياً بمجرد أن يقترب منهم وسرعان ما أدرك أن الدفاع أصبح حيوياً لبقائه على قيد الحياة وحتى حينما إمتلك العدو زمام المبادرة فيما بعد يوم 14 اكتوبر حينما تسلل إلى الضفة الغربية لقناة السويس كانت القوة الإسرائيلية المدرعة المتسللة تتحرك ببطء وحذر على العكس تماماً من تصورنا لطابور مدرع يجب ان يزحف مسرعاً مًشرعاً عبر الصحراء وفى الليل كانت الدبابات تتكدس فى مجموعات وتبث عددا هائلاً من الألغام حول نفسها لكى توفر لنفسها قدراً من الحماية يزيد عما تحتاج إليه فى حقيقة الأمر مما كان يعتبر إلغاء لقدرتها على الحركة وعندما إضطر الإسرائيليون لترك الضفة الغربية ذكر سلاح المهندسين المصرىين إنه رفع أكثر من ثلاثة أرباع مليون لغم إسرائيلى من المنطقة التى إحتلها الإسرائليون فترة وجيزة .

 

 

بعد حرب 1967 رسخ فى أذهان القادة الإسرائليين أن عصر المشاة قد زال والدبابة وحدها قادرة على إحراز النصر فى حرب الصحراء . وكان هذا ـ من جانب الإسرائليين ـ وللمرة الثانية بعد خطأ الفكرة الثابتة عن العرب وكان خطأ فادحاً وقاتلا ً .. يقول فى ذلك الخبير العسكرى الإسرائيلى اللامع زئيف شيف عن هذا الخطأ الذى وقعت فيه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية "
(( ... حرب يوم الغفران .. اظهرت أن الإعتماد الكبير على الدبابة فى إسرائيل خلق نوعاً من إنعدام التوازن فى التشكيل المدرع فإن شركاء الدبابة (المشاة) فى المجموعة المدرعة بقوا فى المؤخرة واهمل امرهم . لقد غرس نجاح الدبابة فى حرب الأيام الستة التى كانت اساسها حرب حركة بأكثر مما كان حرباً حقيقية الإحساس فى إسرائيل بأن الدبابة يمكنها عمل كل شئ سواء بالهجوم أو الإحتفاظ بالأراضى أو المطاردة ..أسلوب القتال المصرى فى حرب يوم الغفران تسبب فى عجز مدرعاتنا فى معظم معارك المراحل الأولى للقتال بسبب أن شركاءها فى المجموعة المدرعة كانوا أضعف من مشاة الإسرائليين ))

 

 

إلى أن الإسرائليين غيروا تكتيكاتهم خلال باقى مراحل الحرب فيما بعد يوم 9 أكتوبر فقد أصبحت طوابيرهم المدرعة أكثر حذراً فى الهجوم والإندفاع نحو مهاجمة رؤوس الكبارى المصرية بعد أن تحملوا خسائر ضخمة فى سلاح مدرعاتهم طوال الأيام الأربعة الأولى من إندلاع القتال ولجأت الدبابات الإسرائيلية إلى أساليب تقليدية قلما كانت تلجأ إليها من قبل تمثلت فى ــ الإستتار بالتباب الرملية ــ والتقدم الحذر البطيئ ــ وفتح النيران من مسافات بعيدة ــ خوفاً من الكمائن المصرية ورشقات الصواريخ المصرية المضادة للدبابات التى غمرت دباباتهم ومدرعاتهم طوال الأيام الأولى من الحرب من الرماة المصريين المهرة فى محاولة من الإسرائيليون لتقليل خسائرهم فى الدبابات فضلا عن قيام اللواءات المدرعة المعادية بإصطحاب الصواريخ المضادة للدبابات من طراز Tow فى معاركهم التالية والتى حصلوا عليها وجربوها إبتداءاً من يوم 14 أكتوبر 1973 لإيقاف الإندفاع المصرى نحو تطوير الهجوم فى إتجاه الممرات وبات من الملاحظ أن الوحدات الإسرائيلية الحاملة لصواريخ Tow ترافق تحركات الدبابات الإسرائيلية فى خوض معارك الثغرة وصد الهجمات المصرية المدرعة المضادة .. معنى ذلك أن العدو قام بالإنقلاب الكامل على مبادئه وتكتيكاته القديمة التى كانت تعتمد على سرعة الإندفاع وتحقيق الإختراق العميق لدفاعات العدو فبدأ يقلد المنهج المصرى الذى كان يزاوج بين تكتيكات إستخدام لواءات الدبابات وتطعيمها بعناصر مسلحة بالصواريخ المضادة للدبابات من طراز ساجر وأر بى جى وغيرهما لتقديم الحماية المتبادلة بالنيران للطرفين فى ساحة القتال ...

ــ ينبغى الإشارة إلى تكتيك أخر حاول سلا ح المدرعات الإسرائيلى أن يستعمله فى محاولة منه لتفادى الخسائر الكبيرة التى تعرض لها بفضل الصواريخ المصرية المضادة للدبابات إذ ذكر إدجار أوبلانس فى كتابه أن الإسرائيليين بعد مرور الأيام الأولى لخسائرهم العالية فى الدبابات بفعل صواريخ الأربى جى والساجر كانوا يدفعون بعرباتهم المدرعة المجنزرة من طراز إم/113 وغيرها أولا قبل إجتياح مواقع المشاة المصريين المحصنة بالصواريخ المضادة للدبابات لكى تقوم برش دفعات مكثفة من نيران الرشاشات الثقيلة للمدرعات من عيار 20 ملم و 30 ملم و 7,62   ملم على رماة الصواريخ المصريين بغرض قتل أكبر عدد منهم وفتح الطريق لتقدم الدبابات الثقيلة المعادية لاحقاً بدون التعرض لرمايات الصواريخ أو تجبر من ظل منهم على قيد الحياة على خفض رؤوسهم أو نزولهم للحفر للإحتماء بها او حتى التأثير على دقة تصويبهم نتيجة غمر المواقع التى يتمركزون فيها بألاف الطلقات المنهمرة فوقهم كالمطر الغزير . لم تقتل هذه التكتيكات الكثير من رماة الصواريخ المصريين ولم ترهبهم أو تثن من عزمهم على الصمود والثبات فى أرض المعركة وبالتالى لم تقل خسائر العدو فى الدبابات والعربات المدرعة مع كل ذلك .!!؟؟  

 

 

ــ وايضاً إبتكر الجنرال شارون تكتيكاً جديداً أملته عليه ظروف المعركة فيما سمى ( بأسلوب حرب عصابات بالدبابات) .. بعد أن نجح شارون بقواته فى العبور إلى غرب قناة السويس فى عملية الثغرة بصحبة كتيبة دبابات عبرت معه وشكلت بعد ذلك نواة تجميع قوات العدو المدرعة فى الثغرة إذ قام بتفكيك الكتيبة المدرعة المذكورة المكونة من 30 دبابة إلى فصائل صغيرة تتكون كل فصيلة للعدو من 2 إلى 3 دبابات راحت تبحث عن محطات الصواريخ أرض / جو التى تشكل حائط الصواريخ المصرى الشهير وتدمرهوائيات رادارتها عن بعد بمدافع دباباتها أو تعطبها ..

فشل الطيران الإسرائيلى فى أن ينال من غابة الصواريخ المصرية المضادة للطائرات من الجو فأراد العدو أن ينالها بتسلل أرضى وإمعانا فى الخداع الإسرائيلى كانت دبابات الكتيبة الإسرائيلية التى قامت بتلك المهمة الشيطانية كان بعض من دباباتها ـ وليس كلها ـ عبارة عن دبابات مصرية سوفيتية الصنع غنمها العدو فى حرب 1967 وبالتالى إنطلت الخدعة على قوات الجيشين المصريين الثانى والثالث بشرق القناة إذ ظن كل جيش منهما أن تلك الدبابات السوفيتية العابرة للقناة تتبع الجيش الأخر وعلى هذا فلم يتعرض أحد لها بالنيران !!! وأدى ذلك التكتيك الإسرائيلى الجديد الذى نفذه فى سرابيوم والدفرسوار بغرب القناة إلى قيام الدفاع الجوى المصرى بسرعة سحب ما تبقى سليماً من وحدات صواريخه الباقية والتى نجت من الإصابة وإبعادها عن طريق دبابات شارون خوفاً عليها من التدمير أو السقوط سليمة فى قبضة العدو مما أدى إلى إتساع فجوة الثغرة الردارية فى سماء الجبهة حيث إستغل الطيران المعادى تلك الفرصة الذهبية التى أتيحت له ليركز غاراته الجوية على القوات المصرية فى شرق وغرب القناة فى منطقة الثغرة لمعاونة قواته البرية على الأرض بما أدى إلى ضعف حدة الهجمات المصرية المعاكسة التى شنت ضد قوات العدو فى الثغرة مما ساهم فى إستفحالها


ــ وبما أن النجاح فى تنفيذ تكتيك أو إجراء معين يشجع على تكراره مرة أخرى فقد إستعان الجنرال إبراهام آدان قائد فرقة الهجوم على السويس بالدبابات المصرية المأسورة منذ حرب 1967 فى إحدى محاولاته لإقتحام مدينة السويس لكن الخدعة هذه المرة لم تنطلى على الحامية المدافعة عن المدينة الباسلة فلقنت العدو درساً قاسياً لم ينساه وإصطادت دباباته المتسلة نحو المدينة وإرتفع معدل خسائر العدو فى الأرواح والمعدات ...

 


وبهذا لم يسجل للجيش الصهيونى إستخدامه للدبابات المصرية المغتنمة فى حرب 1967 طوال حرب أكتوبر سوى فى هذين الموقفين .. معركة حرب عصابات دبابات شارون ضد وحدات الدفاع الجوى المصرية فى الثغرة ومعركة إبراهام أدان الفاشلة فى محاولة غزو السويس وفى المعركتين تداركت القوات المصرية الموقف جزئياً فتم حماية معدات الدفاع الجوى من صواريخ وردارات وتهريب بعضها بعيدا عن طريق زحف مدرعات شارون وحرب عصابات دباباته التى شنها ضدها .

وفى الجنوب تم التصدى لدبابات إبراهام آدان المخادعة فى السويس وكما فشل العدو فى القضاء على شبكة الصواريخ التى تشكل حائط الصواريخ أرض جو المصرية فى شمال الثغرة فشل فى إحتلال السويس وتم تدمير الدبابات الإسرائيلية التى حاولت دخول السويس سواء كانت دبابات إسرائيلية حقيقية فعلا أم دبابات مصرية مستولى عليها ذات طواقم إسرائيلية التنكر والهيئة    
كان هذا بالنسبة لتكتيكات سلاح الدروع الإسرائيلى خلال حرب أكتوبر المجيدة على الجبهة المصرية

 

 

أما بالنسبــة لقواتنـــا المــدرعــة :


فإن التكتيـك المـصـرى فى إستخدام الدروع المصرية وفقاً لما ذكره الفريق الشاذلى فى مذكراته :
كان هناك عاملان مهمان يمكن أن يكون لهما تأثير حاسم على المعركة إذا ماحدثت المجابهة بين الدبابات وحدهما دون إدخال الأسلحة الأخرى فى المعركة ..
كان العامل الأول هو التسليح والعامل الأخر هو الحشد يمكن القول أن تسليح دبابات العدو كان أفضل من دباباتنا لكن هذا التفوق النوعى فى التسليح كان يمكن التغلب عليه إذا أحسنا إستخدام الأرض وتحاشينا الدخول مع العدو فى معركة دبابات فى أرض مفتوحة حيث يصبح مدى المدفع هو السلاح الحاسم فى المعركة . كان العامل الأخر هو أسلوب الطرفين فى تجميع وإستخدام دباباته حيث كانت دباباتنا مربوطة بالأرض وكان نصفها ضمن الهيكل التنظيمى لألوية المشاة على شكل كتائب دبابات وكان تدريبها مقصوراً على تعاون المشاة فى الهجوم والدفاع لكنها لم تكن مدربة على القيام بالدخول فى معارك الدبابات حيث يكون عنصر القتال الرئيسى هو دبابة ضد دبابة . اما النصف الأخر من دباباتنا فقد كان موزعاً على فرق المشاة بمعدل لواء مدرع لكل فرقة وذلك لرفع قدراتها القتالية فى صد هجمات العدو المركزة بواسطة الدبابات . لم تكن لدينا الفرصة إذن أن نناور بدباباتنا من مكان لأخر من الجبهة إلا فى حدود ضيقة جداً أما العدو فقد كانت ظروفه أفضل بكثير لم تكن دباباته ملزمة بأن ترتبط بالأرض للدفاع عن المشاة كما فى حالتنا وكان لديه العمق الكافى الذى يسمح له بالمناورة وتحريك ألويته المدرعة من قطاع إلى قطاع بحرية تامة وخلال ساعات قليلة .


خلاصة القول .. كان العدو يستخدم دباباته الإستخدام الصحيح أى كان يستخدمها كدبابات أما نحن فقد كنا نستخدمها كمدافع مضادة للدبابات ذاتية الحركة أكثر من إستخدامها كدبابات .
ولم يكن ذلك جهلاً منا بأصول إستخدام الدبابة بل كان بسبب الظروف التى فرضت نفسها علينا إذ أن ضعف تسليح دباباتنا وضعف قواتنا الجوية كان يفرضان علينا أن نستخدم دباباتنا بأسلوب دفاعى ويدعواننا إلى تحاشى الدخول فى معارك دبابات بحتة .. وقد أثبتت الأيام التالية أننا كنا على صواب عند إتباع هذا الأسلوب وأن إستخدامنا للدبابات ضمن تشكيلات المشاة قد حقق نتائج مبهرة وعندما قمنا بتغيير هذا الأسلوب فى يوم 14 أكتوبر تمكن العدو من أن يدمر لنا 250 دبابة فى أقل من ساعتين.
كان الفريق الشاذلى يشير فى السطر الأخير إلى تغيير التكتيك المصرى الفعال طوال أيام الحرب إلى تكتيك إستخدام الدبابة بشكل تقليدى فى يوم معركة تطوير الهجوم فى 14 أكتوبر حينما خرجت المدرعات المصرية عن نطاق الحماية التى يشكلها لها حائط صواريخ الدفاع الجوى المصرى وإندفعت لخوض معركة دبابات بحتة غير مدروسة جيداً دون حماية جوية وهاجمت دفاعات العدو المستعدة المتخندقة جيداً فى ممرات سيناء الجبلية وتعرضت لخسائر ثقيلة بلغت 250 دبابة فى ذك اليوم فيما لم تحاول المدرعات المصرية تكرار خوض تلك المغامرة مرة أخرى وحتى إنتهاء الحرب فى 28 أكتوبر 73 وإعتباراً من ليل يوم 14 أكتوبر حتى صباح اليوم التالى ظلت الدبابات المصرية والإسرائيلية تتبارز فيما بينها عبر إطلاق دانات مدافعها للمناوشة المحدودة فيما بينها مشكلين نيران إزعاج متقطعة من داخل الخنادق المحصنة لكلا الطرفين طلقة ضد طلقة دون ان تحاول دبابات إحدى الطرفين المغامرة بالخروج من تحصيناتها وخوض مبارزة متحركة قريبة حامية بالنيران ضد بعضها البعض
(من كتاب إدجار أوبلانس)
يمكن القول أن مقاتلوا مدرعاتنا إستخدموا الخواص الحديثة فى دباباتهم أقصى وأحسن إستخدام كانوا يجرون أمام العالم إختباراً حديثاً لحرب الدبابات أطلقوا نيرانهم أثناء التحرك هجوماً ضد حشود العدو المدرعة ـ أصعب وأشق أشكال القتال بالدبابات حين تهاجم من الحركة لا من الثبات وكانت معدلات كفاءة نيرانهم تترك الأثر التدميرى الأكبر فى وحدات العدو على خط المواجهة وحشوده بالقطاع الأوسط
كانت المدفعية المصرية الثقيلة وذات المدى المختلف تقوم بتدمير وحدات الصوارخ المضادة لدباباتنا من صواريخ
ss11 فرنسية الصنع وهى تمثل عقبة أمام تقدم قواتنا المدرعة التى تستعد للإقتحام ولقد دمرت مدفعيتنا المعاونة لدباباتنا عمق دفاعات العدو فى مناطق حيوية فى الوقت الذى أخذت فيه تطلق قذائفها ضد الدبابات الإسرائيلية مما جعل زمن تعرض الدبابات المصرية للنيران المضادة قليلاً وبأقل الخسائر

إن أكثر وسائل معاونة للدبابات فاعلية هى المعاونة التى قدمتها مدفعيتنا فدمرت كثيراً من وحدات الأسلحة م/ د العدوة خارج مدى رؤية أطقم دباباتنا وبعضها كان مختفياً ومموهاً جيداً حيث يتعذر على رماة المدرعات رؤيته عبر مناطق تأثير نيران القتال . أدى هذا التعاون الوثيق بين المدفعية المساندة وبين الدبابات المصرية إلى إختصار الوقت بين وقف نيران المدفعية وهجوم الوحدات المدرعة (الدبابات أو المشاة الميكانيكية) .

إن إختصار الوقت إلى أقل جهد ممكن يعد أحد عوامل نجاح الهجوم . إن أصوات قذائف الدبابات وهدير جنازيرها يصيب الإنسان بالصمم وسط سحابات الرمال الكثيفة المتخلفة عن تحركات الدبابات فى الصحراء وقد تجلى إبداع رجال مدرعاتنا فى قدرتهم على المبادرات الخلاقة عبر الهجوم المضاد أبدوها فى خفة الحركة والمناورة وفى عمليات الإلتفاف والتطويق ودقة إنتاج النيران الدائرية وسد ثغرات التراجع أمام دبابات العدو وقد حدث مراراً أن قفز الإسرائيليون من دباباتهم وتركوها عدواً أو هرباً من الموت ليقعوا فى الأسر وذلك حين وجدوا ثغرات الهروب مسدودة امامهم وكان لهذا النشاط أكبر الأثر النفسى المحسوس فى إنهيار قواد دبابات العدو وإرتفاع نسبة الخسائر والأسرى فى حشدها المدرع ..
لقد إستخدمت قوات دباباتنا خواصاً تكتيكياً جديدة واجهت بها طيران العدو إلى جانب الإعدادا الهائلة من دباباته الأمريكية الحديثة المزودة بالإلكترونيات ووسائل الدعم التكنولوجى عديمة الجدوى أمام قبضة رجالنا المدرعة .. لقد تميزت عمليات قواتنا المدرعة خلال الأسبوع الأول من الحرب بالقدرة التامة على على تنفيذ مهام الإلتفاف والتطويق أخطر وأدق وأصعب المهام القتالية ولقد قاتلت حول أجناب العدو وتميزت بسرعة الإندفاع فى عمق دفاعاته والإنتشار خلف قواته التعبوية
إن معارك الدبابات المصرية / الإسرائيلية أثبتت أن قادة المدرعات المصريين إستوعبوا أرقى أساليب إستخدامات الدبابات الحديثة وبعضها مضاد للطيران وكان رد الفعل لدي رجال الدبابات المصريين حين يهجم العدو بحشد مدرع كبير نابعا من التفاعل بكل ظروف القتال ومفاجأته ووحساباته ووصولهم إلى مرحلة النضج التكتيكى لمواجهة أعمال قتال العدو المضادة والمفاجئة
إن القتال كان ضارياً وعنيفاً بإستمرار وأغلب الوقت ولم يسبق قواتنا أن خاضت معارك بهذا الحجم من قبل كما لم يسبق للعدو نفسه ان واجه قوة نيران مثلما واجه وكان طبيعيا أن تتطور بعض العمليات والضربات العدوة إلى مستوى لايتطابق مع خطة قواتنا وخصوصا حينما تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية لمساعدة العدو بأكبر جسر جوى إستراتيجى لإمداد إسرائيل بكل مافقدته من قطع السلاح والدبابات فى المعركة لهذا كان من الطبيعى أن تبرز عقبات وصعوبات خلال المعارك التصادمية بالدبابات لكن امام الثبات والمرونة الجديدة التى تميزت بها قواتنا المدرعة تكيفت لتوائم التطورات المفاجئة الجديدة فى أرض المعركة ..

 


على سبيل المثال واجهت دبابة مصرية واحدة ثلاثة دبابات للعدو خلال الأيام الأولى للحرب وخاضت القتال ضدها ودمرتها بكل الكفاءة والقيادة الماهرة   
يمكن بإختصار إستعراض الإستراتيجية العامة لكلا من الطرفين المتحاربين حيث بدأ الجانب الإسرائيلى القتال بدباته عبر الإسلوب القتالى الذى طالما إعتمد عليه وهو القيام بمحاولات هجومية فاشلة لإختراق رؤوس الكبارى المصرية بشرق القناة فى البداية ثم راح ينتهج مبدأ الدفاع ويقلد المصريين فى الإستعانة بالصواريخ المضادة للدبابات تقليد حرفى فى المعارك التالية .
بينما إعتمد رجال المدرعات المصريين على مبدأ الدفاع الهجومى بتشكيلات وكتائب الدبابات المدعمة بفرق المشاة حاملى الصواريخ المضادة للدبابات فى الأسبوع الأول للقتال حتى غير المصريون من تكتيكاتهم وقلدوا التكتيك الإسرائيلى القديم الفاشل فى خوض معارك (دبابات ضد دبابات) يوم 14 أكتوبر فكانت التيجة وبالاً وكارثة على المدرعات المصرية


وكأن المصريين تبادلوا الأدوار مع الإسرائيليين مابين يوم 8 أكتوبر و 14 أكتوبر 1973 حينما هاجمت دبابات العدو الإسرائيلى يوم 8 أكتوبر منفردة الدفاعات القوية للفرقة الثانية مشاة بالجيش الثانى وتعرضت لخسائر كبيرة بلغت حوالى 100 دبابة للعدو وأسر الكولونيل عساف ياجورى فى المعركة وفى يوم 14 أكتوبر فعل المصريون نفس مافعله العدو الإسرائيلى حينما هاجموا دفاعات العدو القوية فى الممرات الإستراتيجية بشكل منفرد دون ان تصحبهم تشكيلات المشاة المصرية خلال القتال للقضاء على الأوكار الدفاعية الإسرائيلية المسلحة بصواريخ التو الفتاكة جنباً إلى جنب مع الدبابات الإسرائيلية فتعرضت الدبابات المصرية بدورها لخسائر فادحة فى دباباتها فى ذلك اليوم كما سلف القول وبعد الفشل فى القضاء على الثغرة وخسارة عدد كبير من الألوية المدرعة والميكانيكية المصرية فى الثلاثة ايام الأولى من القتال الضارى ضد قوات العدو فيها تحول التكتيك المصرى من الكف عن خوض معارك وهجمات كبرى بالدبابات والألوية الميكانيكة لإقتلاع راس الجسر الإسرائيلى غرب القناة إلى إستخدام ما تبقى من الكتائب المدرعة المصرية في يوم 19 أكتوبر وما بعده حتى وقف إطلاق النار فى محاولات صد وإيقاف الهجمات المدرعة الإسرائيلية وشن هجمات مضادة على نطاق محدود داخل فى إطار خوض معارك تعطيلية محلية ضد القوات الإسرائيلية


ولا يفوتنا قبل ختم الحديث عن التكتيكات التى إنتهجها كلا الجانبين فى حروب الدبابات أن نشير إلى ميل الطرف الإسرائيلى إلى إدخال الهليكوبترات المسلحة بالصواريخ المضادة للدروع فى عمق المعركة لمكافحة دبابات الجانبين وإن كان برز تفوق العدو الإسرائيلى فى هذا المضمار وبعد حرب أكتوبر إنتبهت الجيوش العالمية إلى أهمية دور طائرات الهليكوبتر فى تدمير الدبابات المعادية وشكل هذا الأسلوب إستراتيجية جديدة ثابتة فى حروب الدبابات ظهرت أثارها فى الحروب التالية بعد أكتوبر

 

فيديو عن دور الفرقة 21 في حرب أكتوبر - اضغط للمشاهدة  

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech