Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

الملف الكامل لـ رفعت الجمال - رحلاته خارج مصر

 

رحلاته خارج مصر وعودته مرة أخري

 

تقدَّم رفعت بطلب لشغل وظيفة لدى شركة بترول أجنبية، على ساحل البحر الأحمر، ويفوز بها بجدارة؛ بسبب إجادته للفرنسية والإنجليزية بطلاقة. وبالفعل نجح رفعت

فى عمله إلى حد كبير، وبالذات لأنه يعمل في رأس غارب، على مسافة تقرب من مائتي كيلو متر عن القاهرة، التي فر من مشاكله العديدة بها، ورفض بإصرار العودة إليها، عندما تم نقله إلى الفرع الرئيسي بها، كنوع من الترقية.
إلا أن رفعت رفض هذه الترقية، ورفض الوظيفة كلها، وتحيَّن فرصة لقائه برجل أعمال سكندري، ربطته به علاقة وثيقة أثناء عمله، ليطلب منه العمل لديه، ولينتقل بعدها بالفعل إلى الإسكندرية وارتبط رفعت بهذا الرجل ارتباطاً وثيقاً، وشعر في منزله بدفء الأسرة، وخفق قلبه هناك بحب “هدى” ابنة رجل الأعمال، الذي لم يعترض على نمو هذه العلاقة، بعد أن اعتبر أن رفعت بمثابة ابنه، الذي لم ينجبه أبداً.
وكان من الممكن أن ينمو هذا الحب وينتهي بزواج واستقرار ولكن في أثناء قيام رفعت بمهمة لفرع الشركة في القاهرة، قام مدير الفرع في القاهرة بعملية إحتيال خبيثة، انتهت باتهام رفعت بالاختلاس والسرقة. وعلى الرغم من أن رجل الأعمال السكندري كان يدرك أن رفعت قد سقط في فخ محكم، إلا أنه اضطر لفصله من وظيفته، تجنباً لإجراء أية تحقيقات رسمية، في نفس الوقت الذي أوصى فيه بتعيينه كمساعد ضابط حسابات، على متن سفينة الشحن “حورس”.
وأثناء عمله على السفينة، وتوقفها فى ليفربول البريطانية، التقى رفعت بــ “جودي موريس”، التى ذكَّرته بحبيبته السابقة “بيتي”، وإرتبطت به جودي كثيرا فظل رفعت بعض الوقت معها ثم استعاد عمله على سفينة الشحن “حورس” عند عودتها إلى مدينة ليفربول، وعاد إلى مصر في مارس 1950، إلا أنه لم يلبث أن عمل على متن سفينة شحن فرنسية، سافر معها إلى مرسيليا، ثم تركها وانتقل إلى باريس حيث أجاد اللغة الفرنسية إجادة تامة، وكان يرغب في استمرار إقامته في باريس إلى الأبد، لولا أنه واجه خطر الطرد من البلاد، لأنه لم يكن يحمل تأشيرة إقامة رسمية.
ومرة أخرى، وبتأشيرة زيارة قصيرة، سافر رفعت إلى بريطانيا بحجة استشارة الطبيب، الذي أجرى له عملية الزائدة، واستقر ليعمل هناك في وكالة للسفريات، تحمل اسم “سلتيك تورز”
وفي هذه المرة أيضاً، ومع النجاح الذي حققه في عمله، كان من الممكن أن يستقر “رفعت” في “لندن”، وأن يحصل على إقامة رسمية بها، بل وأن يصبح من كبار خبراء السياحة فيها، لولا أنه، وأثناء قيامه بعقد صفقة لحساب الشركة في “نيويورك”، تلقَّى عرضاً من صاحب شركة أمريكية، بدا له مناسباً للغاية، فقبله على الفور، ودون تفكير، وقرَّر الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية لبعض الوقت، دون تأشيرة عمل رسمية، أو بطاقة ضمان اجتماعي خضراء.
ومنذ اتخذ قراره هذا، اضطربت حياة رفعت تماماً، فبدأت تطارده إدارة الهجرة وصاحب العمل تخلّى عنه، وتم وضع اسمه فى القائمة السوداء في “أمريكا”، مما اضطره للهرب إلى “كندا”، ومنها إلى فرانكفورت بألمانيا، التي حصل على تأشيرة ترانزيت بها، باعتبارها مجرَّد محطة، للوصول إلى النمسا.
ولكن عبثه أيضاً صنع له مشكلة ضخمة في فرانكفورت حيث فقد نقوده وجواز سفره، وفي تلك الفترة كان الكثيرون من النازيين السابقين، يسعون للفرار من ألمانيا، ويشترون في سبيل هذا جوازات سفر أجنبية، وبسبب ذلك اتهمه القنصل المصري هناك بأنه قد باع جواز سفره، ورفض أن يمنحه وثيقة سفر بدلاً منه، ثم لم تلبث الشرطة الألمانية أن ألقت القبض عليه، وتم سجنه لبعض الوقت، قبل أن يرحل قسراً، على متن أوَّل طائرة، عائداً إلى البلد الذي جاهد للابتعاد عنه  

 مع عودة رفعت إلى مصر بدون وظيفة، أو جواز سفر، وقد سبقه تقرير عما حدث له في فرانكفورت، وشكوك حول ما فعله بجواز سفره، بدت الصورة أمامه قاتمة إلى حد محبط، مما دفعه إلى حالة مؤسفة من اليأس والإحباط، لم تنته إلا مع ظهور فرصة جديدة، للعمل في شركة قناة السويس، تتناسب مع إتقانه للغات.
ولكن الفرصة الجديدة كانت تحتاج إلى وثائق، وأوراق، وهوية. وهنا، بدأ رفعت يقتحم العالم السفلي، وتعرَّف على مزوِّر بارع، منحه جواز سفر باسم علي مصطفى، يحوي صورته، بدلاً من صورة صاحبه الأصلي.. وبهذا الاسم الجديد، عمل رفعت في شركة قناة السويس، وبدا له وكأن حالة الاستقرار قد بدأت.
ولكن في عام 1952 قامت ثورة يوليو وشعر البريطانيون بالقلق، بشأن المرحلة القادمة، وأدركوا أن المصريين يتعاطفون مع النظام الجديد، فشرعوا في مراجعة أوراقهم، ووثائق هوياتهم، مما استشعر معه رفعت الخطر، فقرَّر ترك العمل، في شركة قناة السويس.
وحصل مرة أخري من نفس المزوِّر على جواز سفر جديد، لصحفي سويسري، يُدعى تشارلز دينون. والمدهش أن رفعت قد قضى بعض الوقت، في أحد الفنادق الكبرى، منتحلاً شخصية دينون، دون أن ينكشف أمره أو يُدرك مخلوق واحد، ممن يتعامل معهم يومياً، أنه ليس صحفياً، بل وليس حتى سويسرياً، بل مجرَّد شاب مصري، يحمل شيكات سياحية، قيمتها اثنا عشر ألف دولار أمريكي، هى نتاج عمله في شركة سلتيك تورز البريطانية، مما يثبت مدى براعته، وقدرته المدهشة على إقناع وخداع كل من حوله، وتمكُّنه المدهش من اللغات ولكناتها أيضاً.
وبسبب بعض المتغيرات السياسية، في عام 1953م، بدأت عملية مراجعة لأوراق الأجانب في مصر، مما اضطر رفعت إلى إنهاء إقامته في ذلك الفندق الدولي، وقرَّر أن يغيِّر هويته مرة أخرى، وحصل بالفعل على جواز سفر جديد، باسم البريطانى دانيال كالدويل. ثم اتجه رفعت نحو حدود ليبيا، وقد وقر في نفسه أنه لم يعد أمامه سوى أن يغادر مصر كلها.
وسار كل شيء على ما يرام، حتى بلغ نقطة الحدود نفسها، وقدَّم للضابط البريطاني عندها جواز سفره البريطاني، وهو يتحدَّث معه بلكنة بريطانية صرفة. ولكن الأمور لم تكن تسير لصالحه هذه المرة. ففي تلك الفترة كان الكثيرون من الجنود البريطانيين يفرون من وحداتهم في الإسكندرية ويحاولون عبور الحدود إلى ليبيا، كما كان العشرات من اليهود يسعون لتهريب أموالهم، عبر الحدود نفسها، مما جعل الضابط البريطاني يطالبه بإفراغ كل ما تحويه جيوبه أمامه، فلم يتردَّد رفعت لحظة واحدة، وبدأ يفرغ جيوبه أمام البريطاني، الذي التقط الشيكات السياحية، وفحصها في اهتمام بالغ، قبل أن يسأله عما يعنيه كون الشيكات محرَّرة لاسم رفعت الجمَّال في حين أن جواز السفر يحمل اسم دانيال كالدويل.
وهنا، ارتكب رفعت أكبر حماقة في حياته، عندما قال: إنه سيوقَّع تلك الشيكات باسم رفعت الجمَّال، مما اعتبره البريطاني بادرة شك، فألقى القبض عليه، وأعاده إلى القاهرة مع تقرير يشير إلى أنه لا يبدو مصرياً، أو حتى بريطانياً، وأنه على الأرجح دافيد أرنسون آخر..
“دافيد أرنسون كان ضابط يهودي، وعمل كمستشارً للقائد التركي جمال باشا في دمشق يوماً ما، وكان ضمن شبكة تجسُّس يهودية، انتشر أفرادها في الإمبراطورية العثمانية”.
واتهمت سلطات التحقيق في مصر رفعت بأنه يهودي، يحمل اسم دافيد أرنسون، وجواز سفر باسم دانيال كالدويل، وشيكات سياحية باسم رفعت الجمَّال، وعندما تحدَّث في التحقيقات باللغة العربية أثبت التهمة على نفسه، مما جعلهم يرسلونه إلى القاهرة، وإلى مصر الجديدة بالتحديد؛ لأنها الجهة الوحيدة، التي عثروا فيها على اسم رفعت الجمَّال.بداية تجنيده لدي المخابرات المصرية


وفي تلك الفترة كان تنظيم الظباط الاحرار بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في بدايته حيث واكب ذلك دخول اليهود الي الاراضي العربية سنة 1948 وقيام الحرب بين العرب ودولة اسرائيل المزعومة . وكان البوليس السياسي في ذلك الوقت نوعاً من المخابرات.
وهنا احس بعض قادة الجيش بضرورة السعي وراء امتلاك اعين داخل اسرائيل وبدأ السعي لايجاد تلك الشخصية التي سوف تمثل هذا الدور العظيم ومن هنا بدا احد ضباط الجيش المصري في وضع بعض الشروط والتي من الواجب توفرها في تلك الشخصية واستمر سعية اكثر من عامين متواصلين محاولا ايجاد تلك الشخصية ففشل في ذلك. إلي ان جاء وقت كان يجلس ويتحدث مع بعض أصدقائه الضباط فسمع احدهم يتحدث عن شخص ليس لة مثيل في اساليب التنكر والتخفي وصلت به الي انه كان ينتحل اربع شخصيات في وقت واحدة لخدمة مصالحة الشخصية في النصب والتحايل علي الاجانب المقيمين في مصر آن ذاك ومنهم اليونانيين والارمان والايطاليين وحتي بعض الحارات التي كانت تحوي اليهود وهنا اشتعل زمام فكر هذا الضابط وطلب علي الفور لقاء تلك الشخصية وتحاور مع رفعت الجمال لمدة طويلة ولكن بدون ادني فائدة تذكر حيث راوغة كثيرا وارهق فكرة بالشكل الذي جعل هذا الضابط يوقن تمام بأنه وجد غايته وأنه وجد ما كان يبحث عنة منذ اكثر من عامين.
بعد ذلك أعيد استجواب رفعت في قسم “مصر الجديدة”، وحار الكل في شأنه، وافترض بعض الجنود، والضباط، وحتى المساجين، أنه بالفعل يهودي مصري، وفجأة، زاره ذلك رجل من البوليس السياسي أخبره بأن اسمه “حسن حلمي”، وكان ذلك أهم وأخطر نقطة تحوّل، في مسار حياته كلها.
ظل “حسن حلمي” يتحدث مع رفعت ويخبره أنه قد أثار حيرة الرسميين إزاء الصور التي ظهرت عليها حتى الآن. وأنه من الصعب تحديد شخصيته فقد يكون إنجليزياً أو يهودياً أو مصرياً ثم اتهمه بأن مصر لا تعنيه من كثير أو قليل، واستطاع ببضع كلمات عن أعداء مصر أن يستفز رفعت إلي أقصي الحدود وانفجر بالقول ليعترف أمام الضابط بأنه مصري.

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech