Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

الملف الكامل لـ رفعت الجمال - الجاسوس

 

بداياته كجاسوس


محسن ممتاز...
الاسم الحقيقي: عبد المحسن فايق 

من الضباط الاحرار ، توفي عام 1988م

 

 

بدأ رفعت يحكي للضابط حسن كل شيء عنه منذ البداية وكيف قابل كثيرين من اليهود في ستوديوهات السينما ونجح في جعل اليهود يقبلونه كيهودي. وكيف تمثلت سلوكهم وعاداتهم من منطلق الاهتمام بأن يصبح ممثلاً. وحكي له عن الفترة التي قضاها في إنجلترا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، ثم أخيراً في مصر.
وبعدها أخبره حسن أنه الشخص الذي يبحث عنه ويمكن أن يستفيد منه استفادة حقيقية. وأخبره أن هناك رؤوس أموال ضخمة يجري تهريبها. وأن كثيرين من الأجانب وخاصة اليهود هم الذين يتحايلون لتهريب رؤوس الأموال إلى خارج البلاد. يمكنهم تحويل مبالغ بسيطة فقط بشكل قانوني، غير أنهم نظموا فرقاً تخطط وتنظم لإخراج مبالغ ضخمة من مصر. واليهود هم الأكثر نشاطاً في هذا المجال.
وأضاف إن إسرائيل تأسست منذ خمس سنوات مضت، وهناك كميات ضخمة من الأموال تتجه إليها. ونحن ببساطة لا نستطيع تعقب حيلهم، ومن ثم نحن نريد أن نغرس بينهم شخصاً ما، يكتسب ثقتهم ويطمئنون إليه وبذا يكتشف حيلهم في تهريب أموالهم إلى خارج البلاد، كما يكشف عمن وراء ذلك كله. ومعرفة كيف تعمل قنوات النقل التي يستخدمونها وكل شيء آخر له أهمية. وأخبره أنه الشخص المثالي لهذا العمل. الشخص الذي يمكن زرعه وسطهم ولابد أن يكون يهودياً. وأضاف أنهم سيتولون تدريبه وإيجاد قصة جيدة الإحكام لتكون غطاء له ثم يضعونه وسط المجتمع اليهودي في الإسكندرية.
وحينما سأله رفعت عما سيعود عليه من ذلك أضاف الضابط حسن أنه سيتم محو ماضي رفعت الجمَّال تماماً، ويجري إسقاط جميع الإجراءات القضائية الأولية لإقامة الدعاوي ضده بسبب جوازات السفر المزورة، والبيانات الشخصية عن علي مصطفى، وشارلز دينون، ودانييل كالدويل، وأي أسماء أخرى سبق له أن استخدمها، كما سيتم إسقاط أي اتهامات أخرى ضدك. وسوف تستعيد قيمة شيكاته السياحية، وتكتب بالاسم الذي يتخذه لنفسه ويعيش به كيهودي.تدريبه وميلاد “جاك بيتون “وافق رفعت علي التعاون مع الضابط وبدأت فترة تدريب مكثف له حيث شرح له أهداف الثورة وفروع علم الاقتصاد، وتعلم سر نجاح الشركات متعددة القوميات، وأساليب إخفاء الحقائق بالنسبة لمستحقات الضرائب، ووسائل تهريب الأموال، وتعلم عادات اليهود وسلوكياتهم. وتلقي دروساً مكثفة في اللغة العبرية كما تعلم تاريخ اليهود في مصر وأصول ديانتهم.
وعرف رأفت كيف يميز بين اليهود الإشكانز والسفارد والشازيد، وحفظ عن ظهر قلب الشعائر اليهودية وعطلاتهم الدينية. وتدرب أيضاً على كيفية البقاء على قيد الحياة معتمداً على الطبيعة في حالة إذا ما اضطرته الظروف إلى الاختفاء فترة من الزمن. وتدربت بعد هذا على جميع عادات الشرطة السرية للعمل بنجاح متخفياً. وأخيراً بدأ في تقمص شخصيته الجديدة.
وأصبح منذ ذلك التاريخ جاك بيتون المولود في 23 أغسطس عام 1919 في المنصورة، من أب فرنسي وأم إيطالية. وأن أسرته تعيش في فرنسا بعد رحيلها عن مصر، وهي أسرة كانت لها مكانتها وميسورة الحال. وديانته هي يهودي إشكنازي. وتسلم وثائق تحمل اسمه الجديد والتواريخ الجديدة.
وهكذا انتهى رفعت الجمَّال رسمياً، ليولد جاك بيتون، الذي انتقل للعيش في الإسكندرية، ليقيم في حي يكثر به اليهود، ويحصل على وظيفة محترمة، في إحدى شركات التأمين. وبدأت ثقته في نفسه تزداد، وبدأ يتعايش كفرد من الطائفة اليهودية، التي قدمه إليها زميله في الحجز ليفي سلامة، والذي قضي معه بعض الوقت، عندما تم إلقاء القبض عليه عند الحدود الليبية.
وأثناء وجوده في الإسكندرية إنضم رفعت إلى الوحدة اليهودية (131)، التي أنشأها الكولونيل اليهودي “إفراهام دار” لحساب المخابرات الحربية الإسرائيلية، والتي شرع بعض أفرادها في القيام بعمليات تخريبية، ضد بعض المنشآت الأمريكية والأجنبية، على نحو يجعلها تبدو كما لو أنها من صنع بعض المنظمات التحتية المصرية، فيما عرف بعدها باسم فضيحة “لافون”، نسبة إلى “إسحق لافون”، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك.
وفي الوحدة (131)، كان “رفعت زميلاً لعدد من الأسماء، التي أصبحت فيما بعد شديدة الأهمية والخطورة، في عالم المخابرات والجاسوسية، مثل “مارسيل نينو”، و”ماكس بينيت”، و”إيلي كوهين”، ذلك الجاسوس الذي كاد يحتلّ منصباً شديد الحساسية والخطورة، بعد هذا بعدة سنوات، في سوريا.
وكان “حسن حلمي” ، ومن بعده “علي غالي” – وهو من تولَّى أمر رفعت، في مرحلة تالية – كانا يتابعان نشاط الوحدة (131) طوال الوقت، وأن معلومات رفعت التي كان ينتزعها، من قلب الوحدة، كانت سبباً أساسياً في إحباط العملية كلها، وإلقاء القبض على كل المشتركين فيها.التجسس علي المجتمع اليهودي بالاسكندريةتم إلقاء القبض على “رفعت” و”إيلي كوهين”، كأفراد في الوحدة (131)، ثم أطلق سراحهما فيما بعد، لعدم وجود ما يدينهما، فاختفى بعدها إيلي في حين بقي رفعت ليواصل الحياة لبعض الوقت، باسم جاك بيتون، الذي لم يتطرَّق إليه الشك حتماً، بدليل أن الإسرائيليين قد اتهموا عضواً آخر، من الوحدة (131) بكشف أسرارها، وهو “بول فرانك”، الذي حوكم بالفصل فور عودته إلى إسرائيل وصدر ضده الحكم بالسجن لاثني عشر عاماً.
وحتى ذلك الحين، كانت مهمة رفعت تقتصر على التجسُّس على مجتمع اليهود في الإسكندرية، ولكن عقب نجاح عملية الوحدة (131) تم استدعاؤه إلى القاهرة، ليلتقي بضابط حالته الجديد “علي غالي”، الذي واجهه لأوَّل مرة بأنه قد نجح تماماً في مهمته، وأن الخطة ستتطوَّر، لتتم الاستفادة به أكثر خارج الحدود، خاصة وأن سمعته، كفرد سابق في الوحدة (131) ستخدع الوكالات اليهودية، وستدفعها للتعامل معه كبطل.
بدأت جولة تدريب مكثف لرفعت فدرس تاريخ اليهود الأوروبيين والصهيونية وموجات الهجرة إلى فلسطين. وتعلم كل شيء عن الأحزاب السياسية في إسرائيل والنقابات والهستدروت أو اتحاد العمال، والاقتصاد والجغرافيا والطوبوغرافيا وتركيب إسرائيل.
وأصبح رأفت خبيراً بأبرز شخصيات إسرائيل في السياسة والجيش والاقتصاد. وأعقب هذا تدريب على القتال في حالات الاشتباك المتلاحم والكر والفر والتصوير بآلات تصوير دقيقة جداً، وتحميض الأفلام وحل شفرات رسائل أجهزة الاستخبارات والكتابة بالحبر السري، ودراسة سريعة عن تشغيل الراديو، وفروع وأنماط أجهزة المخابرات والرتب والشارات العسكرية. وكذلك الأسلحة الصغيرة وصناعة القنابل والقنابل الموقوتة. وانصب اهتمام كبير على تعلم الديانة الموسوية واللغة العبرية. واعتاد أن يسمع كل يوم ولمدة ساعات إلى راديو إسرائيل. بل وعمد إلى تعميق لهجتي المصرية في نطق العبرية لأنه نهاية الأمر مولود في مصر. بعد التدريب تحددت له مهنة حيث تقرر أن يكون وكيل مكتب سفريات حيث إن هذا
سيسمح له بالدخول إلى إسرائيل والخروج منها بسهولة، وتقرر أن يؤدي اللعبة
لأطول مدة ممكنة. فلم يكن لمهمته حد زمني، وكان له الخيار بأن يترك الأمر كله
إذا سارت الأمور في طريق خطر. وقيل له أنه يستطيع بعد ذلك العودة إلى مصر وأستعادة شخصيته الحقيقية. وتسلم رفعت مبلغ 3000 دولار أمريكي ليبدأ عمله وحياته في إسرائيل. وفي يونيو 1956 استقل سفينة متجهة إلى نابولي

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech