Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء طيار ممدوح حشمت بطل الاستطلاع

 

التطوير المصري للاستطلاع

 

كانت الكاميرات السوفيتية مخيبه للآمال ، فكنا نعتمد عليها لكن بأساليب غير معهودة فعليا ، فبعد مبادرة روجزر مثلا ، و وقف إطلاق النار عمليا ، كنا نصور من فوق القناة نفسها مستخدمين الكاميرات الجانبية و التي كانت تصور مدي 500 متر من جانب الطائرة ، وهي مدي قصير لكنه كاف جدا لتصوير استحكامات خط بارليف بالتفصيل ، و نظرا لان هذا الأسلوب لم يكن مرضيا لطموحاتنا ، فجربنا كاميرات التصوير المركبة علي طائرات اليوشن 28.

 وكان البعد البؤري لها 120 سم وهو بعد جيد جدا ، و وضعناها داخل خزان وقود احتياطي و غيرنا من تصميم الخزان بالكامل ، وصنعنا فتحتين في الخزان لكي يتم التصوير منها ، وكانت تسمح لنا بالتصوير من ارتفاع عشرة كيلو متر و كانت الصور مقبولة لكن الصعوبة الحقيقة كانت في الطيار نفسه، فعلي ارتفاع عشرة كيلو متر كان علي الطيار إتقان المسار و المسافة الجانبية لكي تحافظ علي اتجاه التصوير و كانت هذه عمليه شاقه احتاجت إلي تدريب رهيب و أيضا قمنا بشراء كاميرات انجليزية ساعدتنا في حل مشكله التصوير المائل و التصوير في العمق ، وكانت معظم هذه الكاميرات تقرأ علي مسافة 30 كيلو متر من خط الطيران لان لها بعد بؤري جيد جدا.

 

التطوير الثاني كان  كاميرات انجليزية اسمها (فنتن) ، كان شرائها في حد ذاته تجربه مخابراتيه مثيرة و كانت ذات بعد بؤري 10سم و هو شيء لا يذكر ، و كنا لا نريد لها أن تكون واضحة تحت بدن الطائرة  ، فبدأ المهندسين في وضعها داخل بدن الطائرة لكي لا تكون ظاهرة ، وكان داخل الطائرة رادار بدائي غير مستخدم و لأننا كنا نعتمد علي النظر في كل عمليات القتال وعلي التوجيه الأرضي فقمنا بالاستغناء عن هذا الرادار و تركيب تلك الكاميرات ، و كان مجهود جبار ما قام به المهندسين ، فقد تم إلغاء أسلاك و لمبات و محولات و وضع أجزاء أخري مكانها لهدف أخر ، و عدادات جديدة داخل الكابينة محل عدادات أخري ، و هو مجهود جبار من رجال المهندسين و الذين برعوا في هذا العمل ، فقد تم لأول مرة إدماج تكنولوجيا غربيه داخل طائرة سوفيتية في وقت الحرب الباردة بعقول مصريه صرفه و الكاميرا من نوع (فنتن) الجديدة كانت عبارة عن تحفه فنيه ، فقد كانت الكاميرات الأربع تغطي 25 مرة مقدار ارتفاعك فلو كنت تطير علي ارتفاع مائه متر فان الكاميرات تغطي مساحه 2500 متر بالكاميرات الأربع و علي هذا أصبحت الميج 21 تطير بصاروخين و 3 خزانات وقود. و الكاميراتموجودة بداخل جسم الطائرة و هو ما لم يكن موجودا من قبل ، ففي البداية لم يكن لدينا الصواريخ للدفاع عن أنفسنا حيث تحتل الكاميرات السوفيتية نقاط تحميل الصواريخ ، فكان لدينا فقط المدفع ، أما بعد الكاميرا الانجليزية الجديدة و التعديلات المصرية ، أصبح لدينا 5 حوامل علي الطائرة لكي نضع عليها ما نشاء من حمولة ، حيث أن الكاميرا لم تعد تشكل مشكله لنقاط التحميل الخارجي.

 

كان رف الميج 21 الاستطلاعي هو الأفضل ضمن تشكيلات الاستطلاع الأخرى ، فالطائرة الميج 21 لا مجال لمقارنتها مع القاذفة البطيئة من نوع اليوشن 28 والتي خصص رف منها  لأعمال الاستطلاع البحري ، أو طائرة السوخوي 7 فسرعه الميج 21 و قدرة مناورتها كانت اعلي من قدرة السوخوي 7 و التي قام طياروها رغم ذلك بمجهود كبير جدا و قدموا صور جيده جدا ، لكن ظل الفارق في إمكانيات الطائرات هي المعيار في كفاءة الاستطلاع و نوع العمليات الموكلة إليها.

 

ومع توالي عمليات الاستطلاع خلال حرب الاستنزاف وصلنا إلي درجه عاليه من الثقة ، فقد أصبحنا نستطيع فعليا أن ندخل سيناء و نخرج مرة أخري بكل كفاءة و ثقه ، فلم يكن المطلوب منا أن نقوم بعمليات انتحارية لكن دورنا أن نعود و نسلم أفلام الاستطلاع للقيادة ، فدرسنا جغرافيا المنطقة و درسنا من أين ندخل و من أين نخرج و ما هو الارتفاع الأفضل لنا في كل حاله ، و ما المطار الأفضل لنا للإقلاع لتنفيذ المهمة بناء علي خطوط السير و استهلاك الوقود، و نتيجة ذلك فلا اعتقد انه كانت لنا مهمات استطلاع فاشلة ، لكننا في بعض الأوقات كنا نقطع خط السير ونعود نتيجة رصد مظلات جوية معاديه و كنا نتابع بصورة شبه يوميه أعمال العدو في بناء ثم في تطوير النقاط الحصينة ، و كنا نصور تحركات العدو البرية بالقرب من القناة ونصور تطور و تحركات وحدات الدفاع الجوي و خاصة بطاريات صواريخ الهوك و لا أظن أنني واجهت موقفا صعبا خلال عمليات الاستطلاع ، فكان من المعتاد أن يضرب علينا صواريخ هوك أو نيران مدفعيه مضادة للطائرات ، و اذكر أن بعض الطلقات أصابت جناحي في مناسبات عديدة ، لكننا تعودنا علي ذلك.

 

ولتبسيط مهمة الاستطلاع علي القارئ ، فلنفرض أننا ننوي استطلاع المحور الأوسط و هو المحور المقابل لمدينه الاسماعيليه ، فكان الأسهل لنا مثلا أن نطير من فوق منطقة كبريت حيث أن اتجاه القناة يميل تجاه سيناء مما يجعلني اكسب مسافة من الأرض و في نفس الوقت أكون داخل الأراضي الصديقة و اقلل من وقت طيراني فوق الأراضي المعادية و أيضا كان يجب دراسة دفاعات العدو فوق الهدف المراد تصويره

و كان المحور الشمالي و الذي يضم منطقة رمانه و بالوظه أمتع المحاور من حيث الجغرافيا ، حيث وجود البحر المتوسط علي يسارنا و نحن نتجه للهدف يكون عامل مساعد لنا في الخروج من فوقه و العودة بعد الانتهاء من المهمة ، و يماثله في ذلك المحور الجنوبي حيث تشكل الجبال و اتجاه القناة عوامل مساعده للطيار في تجنب الرصد الفوري له.

 

و كان لدينا في السرب خبراء سوفيت و كانوا عوامل استنزاف لنا و ليست عوامل مساعده أو دعم للأسف ، فالمفروض أن الخبراء المرابطين معنا يقومون بتعليمنا ، لكنهم كانوا ابعد ما يكون من مستوانا ، للحقيقة فأن أول طيار سوفيتي حضر إلينا و لا أتذكر اسمه ، كان جيدا جدا ، لكن من لحقوا به كانوا غير مفيدين بالمرة ، فمنهم الخائف من أساليبنا الجريئة ، و منهم من يريد الالتزام بما يقوله الكتاب و لا يرغب في التطوير و الابتكار ، و أخر لا يتحرك إلا بتعليمات سياسيه ، فكان وجود هؤلاء الخبراء عبء علي السرب و ليس عامل مساعد ، حتى عمليات تطوير الطائرة كانت سريه عنهم ، و لم يعلموا بها إلا بعد انتهائنا منها ، فقد كنا نخاف أن يقوموا ببث روح الإحباط فينا ، و كانت الحماسة و روح الابتكار و الإبداع تملئ كل واحد فينا للوصول إلي ما نريده من صور واضحة.

 

والظريف أن السوفيت بعدما علموا بأعمال تطويرنا لطائرتهم الميج 21 قاموا بعمل طائرة في مصانعهم و مزوده بكاميرات فنتن الانجليزية و أرسلوها لنا كهدية.

 

لقد عانى لواء الاستطلاع بأرففه الثلاث من طائرات (الميج و السوخوي و اليوشن) من خسائر خلال عمليات استطلاع حرب الاستنزاف و نظرا لأننا كنا نستخدم الطيران المنخفض في الاستطلاع فكنا بذلك عرضه لأنواع متعددة من الأسلحة الصغيرة ، فكان عاديا أن تنطلق الطلقات حولنا في كل اتجاه خاصة في الأهداف ذات الأهمية الكبيرة و كل طيار و قدرته ، فمن المحتمل أن يضرب علي الطائرة ألف طلقه و لا تصيبها أو تصيب أماكن غير مهمة أو حساسة ، و من الممكن أن يضرب عليها عشر طلقات في مقتل فتنفجر الطائرة أو تهوي محترقة بطيارها .

كنا نستخدم تكتيك معين في الاستطلاع يقضي بان أي عمليه استطلاع تقوم بها طائرتين (ليدر و فورميتور) وحدث في حرب أكتوبر أن استشهد احد الطيارين ، وجدنا أن الطيار رقم 2 يكون في خطر دائم ، لأنه يكون بجوارك ليساندك و يحميك ، فلما عرفنا واقعه استشهاد هذا الطيار، وجدنا أن دور الفورميتور المساند يمكن الاستغناء عنه ، و بالفعل بدأنا نطير فرادي ونحقق نفس النتائج بمستوي مخاطرة اقل.

 

وكانت عمليات الاستطلاع العميق هي العمليات التي يكون لها صدي داخل القوات الجوية أو عمليات الاستطلاع التي تحدث فيها اشتباكات جوية ، و كانت عمليات الاستطلاع العميق ذات اثر جيد علي معنويات لواء الاستطلاع بأكمله مثل عمليات استطلاع شرم الشيخ و مطار رأس نصراني و كذلك استطلاع بحيرة البردويل علي عمق ستين كيلو من قناة السويس وفي حرب أكتوبر استطلعت مركز قيادة الطايه , يوم 16 أكتوبر تقريبا.

كان لازم كل أسبوع أو شهر تصوير المحاور كلها و النقط القوية و أي عمليه تبديل للقوات أو موقع صواريخ هوك أو تحركات.

 

وبعد مبادرة روجرز و وقف إطلاق النار ، هدأت الأمور بالنسبة لنا قليلا لكن عمليات الاستطلاع كانت مستمرة من فوق القناة فقط لكننا كنا نخترق فوق سيناء لو دعت الضرورة فقط  مثلا لو تم رصد مطار جديد و يجب أن  نصوره و نحدده, هل هو مطار حقيقي أم هيكلي ،وكنا نعرف من الصور إذا كانت المواقع هيكليه .

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech