Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء معتز الشرقاوي - بطل الصاعقه


الحلقه الاولي

الكليه الحربيه

التحقت بالكليه الحربيه في منتصف السيتينات وكان عمري وقتها سته عشر عاما فقط ، وكنت من عائله عسكريه حيث كان والدي ضابط مدفعيه ( مضاده للطائرات)  وكانت وقتها في تنظيم سلاح المدفعيه ولم تكن قوات الدفاع الجوي قد شكلت  بعد وكان ملتزما لابعد الحدود معنا .

في نهائي الكليه الحربيه عام 1966 كان يقوم بتدريس ماده التكتيك العسكري اثنان من النقباء المشهود لهم بالكفاءه – النقيب عبد القادر مرعي والنقيب محمد حسين طنطاوي

( المشير طنطاوي وزير الدفاع بعد ذلك ) وكان النقيب عبد القادر له نظريه في انه من مظاهر الرجوله و الكفاءه للطالب ان يكون طويلا وعريضا ومفتول العضلات وضخما احيانا علي العكس مني تماما حيث لم اكن كذلك وان كانت لياقتي البدنيه عاليه جدا  .

وفي احد ايام السنه النهائيه دخل علي فرقتنا في العام النهائي  النقيب عبد القادر مرعي وكنا سنتوجه قريبا للحصول علي فرقه الصاعقه ، وسألني بسخريه اذا كنت سأتمكن من الحصول علي فرقه الصاعقه ؟، مما اثار ضحك زملائي من اسلوبه الساخر ، في نفس الوقت دخل بعده النقيب محمد حسين طنطاوي وكان يدرس التكتيك لنا ، وتساءل عن سبب ضحك الطلبه وعرف السبب ، فسألني بنبرات عسكريه واضحه (( هتاخذ  فرقه الصاعقه يا معتز ؟؟)) فرددت بتصميم  (( أيوة يا فندم ))

فأخرج  10 جنيهات من جيبه ، واعلن انه يراهن اني سأحقق المركز الاول في فرقه الصاعقه هذا العام واخرج النقيب عبد القادر مرعي عشرة جنيهات اخري ، واصبح الرهان علي نجاحي بملبغ عشرون جنيها .

وهنا وبعد هذه الاعوام العديده اتذكر تلك الايام واعرف يقينا ان هذا الموقف قد أثر علي مستقبلي بعدها وحتي الان بشكل مباشر ، فالحماس والتحدي الذي ملأني داخليا برهان النقيب طنطاوي علي انني سأكون اول فرقه الصاعقه بينما رهان النقيب عبد القادر مرعي انني لن انجح اصلا ، هذا التحدي أثر علي جدا وشحنني نفسيا وعصبيا بشكل يفوق الوصف .

واصطحبنا الضابط المشرف علي فرقه الصاعقه الملازم اول  بهجت أحمد خضير ، والذي انتقل فيما بعد إلى المجموعه 39 قتال وكان بطل مصر في الجودو وقتها .

واصطحبنا الملازم اول بهجت الي أنشاص وبها مدرسه الصاعقه ، وكانت فترة جميله وقاسية لان المدربين كانوا يراقبون كل منا رغم عددنا الكبير ، فأذا وجدوا فدائيا منا ( الاسم الذي يطلق علي الطالب في مدرسه الصاعقه) متميز في التدريبات فأنهم يمنحونه درجات اضافيه لتحفيزه ودليل علي متابعتهم الدقيقه لكل فدائي في كل تدريب .

وكان يرأس قوات الصاعقه ومدرسه الصاعقه في نفس الوقت المقدم جلال الهريدي ابو الصاعقه المصريه ومؤسس قوات الصاعقه في مصر ، وكان ومازال شخصيه مهيبه تشعرك بالرهبه والاحترام عند التحدث معه او بالوقوف بالقرب منه .

وفي نهايه الفرقه والتخرج ، وقف المقدم جلال الهريدي علي منصه مرتفعه وقام بالنداء علي اوائل الفرقه (( الفدائي معتز الشرقاوي )) مهما اصف لكم محاولاتي المستميته للسيطرة علي ملامح وجهي واخفاء السعاده الغامرة وسط زملائي لدرجه انني احسست بأن جلدي قد اقشعر من الداخل ، فسعادتي لا توصف بالنجاح في التحدي وبالفوز بالرهان ، وتقدمت الي المقدم جلال الهريدي لاسلم عليه طبقا للمراسم وانا كما قلت احاول جاهدا السيطرة علي ملامحي ، فمد الرجل يده وسلم علي ورفعني من يدي من علي الارض إلى جواره علي المنصه في حركه سريعه فقد كان وزني وقتها 56 كيلو فقط ، وكان بين الحضور في المنصه قاده الكليه الحربيه والمعلمين والضباط ، وعندما ضحك الجميع من حركه المقدم جلال ، قال لهم (( بتتضحكوا علي ايه ؟؟!! هو ده فرد الصاعقه اللي انا عايزة ، عنده لياقه بدنيه وخفه حركه وبيفكر ، انا مش عايز دولايب او خيل، فرد الصاعقه مش جته بس )) وأشرت الي النقيب طنطاوي اذكره بالرهان (العشرة جنيهات) وضحك الرجل وهو نادر الضحك وحتي الان مازلت احتفظ بتلك الجنيهات العشر في برواز في منزلي .

وبعد فرقه الصاعقه حصلت علي فرقه المظلات وحصلت علي تقدير امتياز فيها مع انني لم اكن الاول .

كان والدي رحمه الله من دفعه المشير عامر وكان صديقا مقربا للرئيس ولعبد الحكيم عامر قبل الثورة وبعدها ، وفي احد الايام في شهر ديسمبر 1965 وقبل تخرجي باشهر ، وكان يوم جمعه ومازلت اتذكره جيدا جدا ، كنا نتناول الغداء بمنزلنا ببورسعيد وكنت بملابس الكليه لانني سأعود للكليه بعد الغذاء مباشرة ، ودق جرس الباب وسمعنا صوت الحارس الشخصي للرئيس عبد الناصر وكان اسمه زينهم ، والذي ابلغ والدي بان الرئيس يصعد السلم الان ، فأصبنا كلنا بالدهشه ووقفنا في الصاله تاركين الطعام علي المائده ، منتظرين سياده الرئيس الذي حضر بدون سابق معلومة .

ووجدنا الرئيس يدخل المنزل كما نراه تماما في الصحف ، وكان معه السيد حسين الشافعي والسيد انور السادات

وما ان دخل الرئيس عبد الناصر فاجأنا الرئيس بسؤاله لوالدتي (( انا ميت من الجوع عندكم ايه يتاكل ؟؟)) وكان من عادتنا ان يكون يوم الجمعه هو يوم الاكل المتبقي من الاسبوع الماضي ، فلم يكن توقيت زياره الرئيس موفقا لوالدتي بالمرة ، واسقط في يد امي والتي لم تجد لديها غير طبق كشك اباظي قد اعدته وايضا فسيخ ، فضحك الرئيس واخبرها ان معه خبراء سوفيت في بورسعيد للاحتفال بيوم الجلاء ، وان رائحه الفسيخ قد تصيب الخبراء بالاعياء ، فضحكنا من عبارته البسيطه الغير متكلفه ، ووضعت له امي طبق الكشك علي المائده ، فشمر عن ساعديه وبدأ يقبل علي الطعام بنهم شديد ، وبينما هو يأكل كنا نقف امامه انا واخوتي لا نصدق اعيننا اننا نشاهد الرئيس يأكل زينا  وبدون تكلف وفي منزلنا .

ولاحظ الرئيس وقوفي انا واخوتي امامه فرحب بنا وبدأ يسأل عن اسمائنا ويرحب بنا بكل ابوة .

وعندما جاء الدور علي سألني عن اسمي واثني علي ملابسي وانني في الكليه الحربيه ثم نادي علي زينهم حارسه الخاص واخبره ان تقوم سيارة الرئيس المغطاة بتوصيلي الي الكليه الحربيه في القاهرة وتعود له مرة اخري الى بورسعيد .

وركبت سيارة الرئيس بجوار السائق ، وقبل وصولنا القاهرة توقف السائق وطلب مني ان اجلس في الخلف ، وعند باب الكليه الحربيه توقفت السيارة التي تحمل رقم رئاسه الجمهوريه 1 امام الطلبه والضباط عند باب الكليه ، ونزل السائق وفتح لي الباب وتوجهت الي باب الدخول وسط حاله من الدهشه من الطلبه والضباط والمدرسين

وسألني الضابط علي الفور عن اسمي ورددت عليه بكل عسكريه ، وسألني عن السيارة التي نزلت منها فرددت عليه بكل خبث (( دي عربيه اونكل جمال عبد الناصر)) ولا يمكن وصف ملامح الضابط وقتها ، والذي سألني عن سبب حضوري بسيارة الرئيس فرددت عليه بخبث زائد واستغلال للموقف (( اونكل جمال كان بيتغدي عندنا في البيت في بورسعيد وقال للسواق انه يوصلني مصر ، لو مش مصدقني ممكن حضرتك تتصل وتسأل )) فزادت احمرار وجه الضابط من ردي ، وبدون ان ادع له فرصه للسؤال مرة اخري سألته اذا كان يريد ان يفتش حقيبيتي كما يتم مع باقي الطلبه الا ان ذهوله من الموقف كان اكبر من ان يرد .

وهذا الموقف اسرده هنا لكي اوضح ما رأيته بالفعل من بساطه وتلقائيه الرئيس جمال عبد الناصر وعدم تكلفه .

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech