Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

عقيد - مجدي شحاته - بطل الصاعقه- الجزء الثالث - حرب اكتوبر

 

حرب أكتوبر – ومئتي يوم في قلب العدو.

وصلنا المنطقة التبادلية مع حلول شهر رمضان بعد حوالي أسبوع من التحرك بالقطارات والسيارات، وكالعادة عدنا إلى التدريب وإعادة التنظيم بعد وصول جنود جدد ورحيل الرديف فلا شاغل لنا إلا التدريب ووصل أفراد الاحتياط المسرحين من الخدمة وكانت التحركات ووصول الاحتياط إشارات لا جدال فيها أننا مقبلون على عمليات – لكن متى وأين وما هي المهمة؟ لا ندري أي شيء. بعد يومين قمنا باستطلاع الشاطئ الشرقي لخليج السويس من فنار الزعفرانة ونحن لا ندري ماذا نستطلع على الجانب الآخر حيث الجبال ممتدة على الجانب الآخر البعيد حوالي 40 كم.

كانت أول إشارة عن مهمتنا القادمة عندما أبلغنا رئيس عمليات المجموعة - رحمه الله - بأننا متجهون إلى منطقة تسمى وادي بعبع بالقرب من وادي فيران لتنظيم كمائن لدوريات العدو. وبدأ الضباط القدامي في تذكر جغرافيا تلك المنطقة من واقع خبراتهم قبل النكسة، وبدأ قائد الكتيبة ورئيس العمليات يروون ذكرياتهم خلال فرقة الصاعقة في هذه المناطق وكنت محظوظًا أن أحضر هذا الحديث مع بعض الضباط بالمصادفة وكانت هذه المصادفة هامة لي جدًا بعد ذلك الوقت.

في صباح السادس من أكتوبر بدأنا ترتيب المهمات طبقا لطائرات الهليكوبتر المتوافرة وكانت ست طائرات. وصدرت الأوامر كالآتي: يتم عبور 3 سرايا لتنفيذ كمائن وإغارات على 3 مناطق (منطقة وادي بعبع وأبورديس بقوة سرية + قيادة ك بعدد 7 طائرات على 2 رحلة "5+2"، سرية تعبر بزوارق الزودياك إلى وادي سدرة، وسرية تعبر بمنطقة وادي فيران بعدد 5 طائرات على 2 رحلة "1+4"). وكان اختياري أن أكون في الطائرة الأولى (الانتحارية) تجاه وادي فيران ومعي فصيلة صاعقة، وكان معي ملازم من السرية اسمه محمد عبد المنعم. وبعد دقائق ظهر رائد طويل القامة وأقبل تجاهي، وعرف نفسه أنه الرائد أحمد رجائي عطية – وكان معه شخص بدوي عرفني عليه بأن اسمه عوده الحرامي – وأخبرني أن عوده هو دليلي في سيناء (وقد عملت مع الرائد أحمد رجائي عطية في وقت لاحق وعلمت أنه كان أحد أبطال المجموعة 39 قتال).

كانت مهمة مجموعتي غير محددة، إنما قيل لنا أن هناك قوات إسرائيلية في جنوب سيناء قد تتحرك لنجدة القوات الإسرائيلية في جبهة قناة السويس ومن الممكن لنا أن نتعرض لها ونهاجمها، وأنه خلال يومين أو ثلاثة أيام سيصل اللواء الأول الميكانيكي المتجهة لاحتلال أبو رديس وسننضم إليه. كان عدم تحديد المهمة لي غير ذي معني في هذا الوقت وهذا الحماس، فالمهم أن تبدأ الحرب وينتهي الانتظار ونبدأ في القتال والأخذ بثأر مصر كلها غير ذلك لم يكن لي بالأهمية بمكان.

وعند موعد الغذاء عرفنا أن الحرب بدأت من الراديو، وكانت المعنويات عالية وتناطح السماء بشكل لا يصدق لكن كان خوفنا هو إلغاء العملية في أي وقت رغم أننا نعلم يقينًا أننا أبعد قوة في جنوب سيناء وبأسلحة محدودة وإمدادات محدودة ومهمة غير واضحة – وأعتقد أن الجميع مثلي كان يعلم أنها عملية انتحارية لا عودة منها وبالرغم من ذلك كانت المعنويات في قمتها.

تعرفت على الطيار الذي سيقلنا إلى مكان الهبوط وبدأنا في تنظيم التعاون بيننا، وطلب مني وضع عدد من المشاعل بطريقة معينة في مكان الهبوط لوجود أربع طائرات أخرى ستأتي لنا خلال الليل. فور دوران مراوح الطائرة حوالي الساعة الثالثة عصر السادس من أكتوبر، ومع أقلاع الطائرة الأولى اشتعلت أرض المعسكر بالحماس والتكبير والهتاف لنا – فنحن أول طائرة تتجه إلى سيناء من الكتيبة والجميع يكبر ويهلل وكان مشهدًا لن أنساه ما حييت.

خلال مرور الطائرة في اتجاه الخليج كان الجنود يخرجون من الملاجئ تحت الأرض ويحيونا ونحن نتجه إلى سيناء، ومهما وصفت فلا كلمات توصف الشعور الذي شعرت به داخل الطائرة ونحن نتجه إلى سيناء. على ارتفاع منخفض جدًا – طرنا فوق خليج السويس، وشاهدت الساحل يقترب واختلط صوت المحركات بتكبيرات وغناء الرجال فور رؤيتهم لساحل سيناء. وبعد حوار سريع مع الطيار لاختيار مكان الهبوط المناسب – هبط الطيار في مدخل وادي فيران، وهبطنا بسرعة وبدأت في وضع المشاعل كما طلب مني الطيار، واطمأنت على جميع الرجال، وكان بعض الرجال رغم حماستهم العالية يشعرون بالقلق فبدأت في الصياح في الرجال لإيقاظهم من قلقهم – ثوان واختفى القلق من الجميع وبدأنا في تنفيذ تعليمات دورية القتال وبدأ عوده الحرامي قيادتنا في الطريق الجبلي.

قبل مغادرتنا مكان الهبوط اخترت ثلاثة من الجنود للبقاء لإشعال المشاعل للطائرات القادمة ليلاً فور سماعهم صوت الطائرات يقترب، وتحركنا لمدة طويلة وقرب المغرب وجدنا آثار جنازير دبابات كثيرة على الرمال دليل على وجود عدد كبير من الدبابات بالقرب منا في مكان ما، فأعطيت أوامر هامسة وصارمة بالرقود واتخاذ مواقع دفاع، حتى نستطلع الطريق امامنا.

اصطحبت أحد الجنود وتقدمنا لاستطلاع الطريق أمامنا – ما هي إلا خمس خطوات إلا ورج الجبل صوت طلقة نار من خلفي فنظرت مذعورًا عما حدث، فإذا بأحد الجنود قد أطلق طلقة بطريق الخطأ من فرط التوتر، فصمتنا لفترة حولنا فلم نجد أي رد فعل – دليل على عدم وجود قوات إسرائيلية حولنا، فأمرت المجموعة بالوقوف واستكمال المسير مع الحذر التام. كان قراري الداخلي هو عمل قاعدة لمجموعتي وعمل استطلاع لمعرفة مكاني استعدادا لوصول باقي السرية في الطائرات الأربع القادمة ليلا ثم نقرر بعدها ما هو القرار، وكان معنا أجهزة لاسلكية فاشلة ذات مدى محدود وأجهزة رؤية ليلية ثقيلة الوزن لكنها تؤدي الغرض، وكان الوحيد الذي لديه معلومات هو البدوي عوده الحرامي.

بعد حلول الليل وجدنا أننا نعبر طريقًا رئيسيًا معدًا جيدًا، وبجواره أسلاك كهرباء وتليفونات مما يدل على أنه محور مهم، فقررت عمل كمين في تلك المنطقة، وأرسلت البدوي معه أحد الجنود لاصطحاب القوة القادمة مع الطائرات ليلاً. وخلال الليل لم نسمع صوت أي عربة على أي مسافة وكان الهدوء قاتلاً وبعد مدة سمعنا صوت طائرات فهلل الجميع فرحًا، فبقية القوة في طريقها لنا – مرت ساعات طويلة وقارب ضوء الفجر على الظهور، ولم تصل بقية السرية، لكنني فوجئت مع ضوء النهار بأن مكان الكمين الذي اخترته غير جيد تكتيكيًا، ووضح لي مكان آخر أفضل، فبدأت في تعديل الكمين في المكان الأفضل وأنا أشعر بالقلق على عدم وصول بقية السرية. بدأ القلق يزيد فالبدوي عوده الحرامي لم يعد وبقية السرية لم تصل، وصعدت على قمة جبل وبدأت أمسح المنطقة بالنظارة المعظمة لكني لم أجد شيئًا، فقررت العودة ومعي عدد من الجنود إلى منطقة الإبرار للوقوف على حقيقة ما حدث. وأثناء طريق عودتي سمعت صوتًا خلف أحد الجبال، وكأن أحد ينده باسم محمد – شعرت بالقلق، واحتطت وبدأت أتقدم مرة أخرى تجاه مصدر الصوت بحذر بالغ، فوجدت أحمد الخرجاوي أحد قادة سرية صواريخ الجراد – ب- ومعه البدوي ورجالي الذين تركتهم في منطقة الإبرار، وعندما سألته عما حدث فأخبرني بأن حمولة الصواريخ كانت ثقيلة جدًا وأنه أجهد تماما من السير ومن معه من الرجال ووجد أن ضوء النهار بدأ في الظهور فدفن صناديق الصواريخ واستتر خلف تلك الجبال، خاصة وأنه لا يدري أين باقي قوة السرية وسألته عما حدث لباقي السرية؟ فأجاب بأنه لا يعرف شيئا.

  • لاحقًا علمت أن طائرة الخرجاوي والتي كان يطير بها نفس الطيار الذي أوصلني، قد وصلت لمنطقة الإبرار واهتدى إلى المشاعل التي أضاءها الجنود وأن الطيار كان يرسل لي التحية مع الخرجاوي.

  • أما الطائرات الأخرى فمنهم طائرتين هبطتا في مناطق مختلفة تمامًا عن بعض، أحد تلك الطائرات كان بها صديقي الضابط صليحة – هبطت الطائرة على مسافة كبيرة مني في منطقة خاطئة وبدون جهاز لاسلكي، فقام بعمل كمين على أحد الطرق واستطاع أن يوقف عدد من المدنيين الإسرائيليين لكنه تركهم يمرون وسط نظرات الدهشة من راكبي تلك السيارات.

  • بعدها بفترة أمكن للإسرائيلين تحديد مكان الكمين وبدأوا في مهاجمته وفي كل مرة – ينجح المصريون في صد الهجوم وتكبيدهم خسائر- وتوالت الاشتباكات حتى نفذت ذخيرة فصيلة الصاعقة المصرية ومعها المياه والطعام ولم يكن لديهم بد من الاستسلام بعد قتال ضاري لمدة عدة أيام كبدوا فيها الإسرائيلين خسائر كبيرة.

  • أما الطائرة الثالثة فقد هبطت بشكل خاطئ نتيجة وعورة الأرض ومالت المروحة الرئيسية فهرع الطيار لتنبيه رجال الصاعقة ليأخذوا حذرهم من المروحة، فأطاحت المروحة برأسه على الفور، ودخل المساعد إلى كابينة الطائرة، ولغم الطائرة لتدمير جهاز الإرسال، وترك الطائرة تنفجر واستكمل هو مع القوة التي ارتدت إلى الشمال تجاه القوات المصرية.

  • والطائرة الرابعة كان بها زميلي سمير سالم، ارتطمت بأسلاك الضغط العالي لارتفاع الطيران المنخفض مما أدى إلى سقوط الطائرة وتحطمها وإصابه كل من فيها إلا جندي واحد استشهد وهو ممسك بأحد أسلاك الضغط العالي وظل جسده معلقا على تلك الأسلاك لمدة طويلة بعد تلك الحادثة وتناقل بدو سيناء قصة هذا الشهيد المعلق على أسلاك الكهرباء العالية. أما بقية ركاب الطائرة فكانوا مصابين جميعا بإصابات مختلفه أعظمها كسور وكدمات لكنهم تحركوا أعلى الجبل مستندين على بعض طمعًا في الحماية، وسرعان ما وصلت القوات الإسرائيلية بكثافة وحاصرتهم بالهليكوبترات والعربات المدرعة وأسرت المجموعة كلها بما فيها زميلي سمير قائد المجموعة الذي قاموا بإغماض عينيه وسمع أصوات إطلاق نار كثيف حوله، وفي المعسكر بدأوا استجوابه عن مهمته وأجاب عليهم لكنهم لم يصدقوه وطلبوا معلومات عن مكان بقية قوات الصاعقة، فأجابهم بأن يسألوا جنوده عن صحة المعلومات فأبلغه الإسرائيليين بأنهم قتلوا كل الجنود فور أسرهم، فظن أنهم يلعبون بأعصابه فقط لكي ينهار ويعترف. بعد يومين يقابل سمير أحد جنوده في الأسر ويجده يلف رأسه برباط ضاغط، فسأله عما به وأين بقية الجنود، فإذا بالجندي يصف له أن الإسرائيليين فتحوا النيران على جميع الجنود بما فيهم هو، وأصيب بعدة طلقات في بطنه ولكنه كان ما زال على قيد الحياة، فمر ضابط إسرائيلي على كل جندي ملقي على الأرض وعاجله بطلقة في رأسه لتأكيد موته – أما هذا الجندي سعيد الحظ فقد أصيب بجرح سطحي فقط فقد الوعي على أثره، وعندما انصرف الإسرائيليين – معتقدين أنهم قتلوا الجميع – استيقظ وزحف هذا الجندي فوق جثث زملائه إلى موقع حطام الهليكوبتر مرة أخرى بحثًا عن ماء يشربه وهناك وجده الصليب الأحمر واصطحبوه إلى المستشفى للعلاج وهكذا لم تستطع إسرائيل أن تقتله.

كان من المفترض أن تكون أجهزة اللاسلكي مع طائرة قائد السرية التي من المفترض أن تصل لنا ليلة السادس من أكتوبر.

أخذت الخرجاوي وجماعته وعدت إلى منطقة الكمين مما رفع الروح المعنوية للرجال بشكل غير طبيعي ووصلت قوتي إلى حوالي أربعين جنديًا وضابطًا شملت أسلحة هاون خفيفة وآر بي جي وفرد أستريلا مضاد للطائرات بالإضافة إلى جنود صواريخ الجراد ب – تحت قيادة الخرجاوي. وكان الصمت على الطريق الرئيسي الذي نصبنا على الكمين دليل نجاح لنا بدون أن نطلق طلقة – فالعدو لم يحرك عربة أو دبابة تجاه جبهة القناة خلال يومين من القتال – خوفًا أو ارتباكًا لا أعرف – لكننا لم نسمح لعربة بالمرور على الطريق لمدة تصل إلى 36 ساعة حتي الآن.

في اليوم الثالث 8 أكتوبر:

صعدت إلى قمه احد الجبال ومعي الخرجاوي وأكتشفت خط انابيب مياه يمر بالقرب منا، وأن البدو يستفيدون من تسرب المياه من هذا الخط، وكان ذلك شيئا ممتازا في هذا التوقيت ان نحدد مصدر للمياه.

في صباح اليوم استطعنا ان نجمع الصواريخ جراد التي دفنها الخرجاوي وأصبحت معنا لاستخدامها ضد اي هدف، وكانت المفاجأه ان الصواريخ بدون مفجر – فالمفجرات تأتي مع طائرة أخرى ولم تأتي لكني تعاملت مع الموقف الطارئ واستطعنا ان نجهز تلك الصواريخ بأستخدام مفجرات الهاون التي لدينا وكان هذا احد الدروس المستفاده لنا في الحرب – فلدينا سلاح ويجب استخدامه

ولاول مرة نسمع صوت سياره على الافق، فأخذنا مواقع القتال، وكانت سياره بيجو للبدو، فتركناها تمر وبعد فتره طويله مر اتوبيس سياحي وتوقف بالصدفه في منطقة الكمين وبه فردين او ثلاثه فقط، وكنت وقتها في أعلي الجبل مع الخرجاوي فلم يتم الاشتباك معها.

في هذا اليوم كان الطيران الاسرائيلي قد زاد كثافه، فنصحني البدوي بالتحرك لمسافه في الشمال لعمل قاعده لنا في احد الوديان البعيده عن الطائرات لكي تكون قاعده نعود لها بعد الكمين خاصه وان حركه السير بدأت في الازدياد فوافقت على ذلك وبدأنا في ملئ كل ما يمكننا من مياه لنقلها للقاعده التي اختارها البدوي، وخلال عمليه ملئ المياه وبينما الكمين به أفراد ار بي جي للحمايه – فوجئ الجميع بمرور عربتي جيب اسرائيليتين بسرعه الصاروخ وبدون اي اضاءه تماما مما افسد علينا التنبؤ بقدومهم والتعامل معهم.

تحركنا إلى القاعده وعبرنا الطريق سريعا، ووجدنا ان حموله الصواريخ جراد تعيق تحركنا على الجبال، فقمنا بدفنها في مكان قريب من الطريق لاستخدامها لاحقا بدلا من حملها إلى القاعده والعوده بها لمكان الكمين مرة أخرى

كان الطريق طويل والبدوي يتحرك بكل خفه ورشاقه ونحن نحمل احمال كبيره جدا وقرب الفجر وصلنا للمكان الذي رشحه البدوي لنا، وكان التذمر قد بدأ ينمو وسط الرجال المتشوقه للقتال وكنت ارد عليهم بأن المعركه قادمه لا محاله ويلزمنا الصبر.

كنت موقنا تماما من اننا سننفذ عمليه ضد العدو في هذا اليوم نظرا لبدء تزايد حركه المرور على الطريق مقارنه بأول يوم وهذا يعني ان الاسرائيليين بدأوا يشعروا بالامان تجاه الطريق، حدثني ضابط الهاون محمد عبد المنعم بأننا معزولين تماما لاسلكيا عن قيادتنا واقترح ان يتحرك تجاه القوه الرئيسيه للكتيبه في وادي بعبع في الشمال ويحصل منهم على جهاز لاسلكي نعرف منه الاوامر ونبلغ اخبارنا للقياده، وجدتها فكره جيده في هذا الوقت، وأمرته بالتحرك مع البدوي وجنديين، وسألت البدوي عن المسافه فأخبرني بأن المسافه قريبه – وكانت اجابه البدوي تعني ان السير مسافه لا تقل عن ثلاثه ايام – وأخبرت عبد المنعم بما اعتزم القيام به من كمين للعدو صباح اليوم التالي، ونمت لاول مرة منذ ثلاثه ايام.

أستيقظت بعد ساعات وكان الليل لا يزال يلف المكان على هرج ومرج وسط الجنود، فقد عاد محمد عبد المنعم ومعه النقيب رضوان قائد السرية والنقيب ابراهيم زياده المسئول عن الشئون الاداريه ومعهم لاسلكي وطعام – وكان وصولهم للمنطقة قد تم خلال اليوم التالي لوصولنا ومعهم ذخيره وطلقات ار بي جي.

أخبرني النقيب رضوان بأن السرية التي كان مخطط عبورها بلنشات الزودياك قد تم ضربها بعد لحظات من مغادرتها الشاطئ بواسطه لنش دبور اسرائيلي كان كامنا وسط مراكب صيد على الضفه الشرقيه للخليج، وأخبرني انه قد تم ابرارهم في الشمال منا، وتم لقاءهم صدفه بالضابط محمد عبد المنعم المتجه إلى الشمال لاحضار جهاز لاسلكي.

علمت منهم ان اعمال الصاعقة في أبو رديس تسير بشكل ممتاز - ووادي سدره يعاني بعض المصاعب لكن الرجال تقاتل هناك، فأصطحبتهم لارض الكمين بدأت على الفور في اعطاء قادتي صورة عامه عما أخطط له بصفتي القائد الميداني للمجموعة، وسألني النقيب زياده عن الخطوه القادمه فأخبرته بفكره الكمين وسأستخدم صواريخ جراد ب على الفور لاتخلص من حمولتها والاستفاده منها، ودار نقاش مع النقيب رضوان والنقيب زياده خلص إلى رفض فكره استخدام الصواريخ وتأجيلها لوقت اخر فعدت لاصطحب الرجال مرة أخرى معي لنصب الكمين ولاداره اول معركه ضد العدو

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech