Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

العميد - عمر مقبل الفرقه 23 ميكانيكي

 


ادار الحوار – احمد زايد – حسن الحلو

قام بأعداد الحوار – محمود شرف الدين

 

دخلت الكلية الحربية عام(1962) وتخرجت فى عام(1964) وتم توزيعى على سلاح الامداد والتموين

وهذه نبذه عن سلاح الامداد والتموين احد الاسلحه المعاونه في القوات المسلحه

(الامداد والتموين هي تلك الموارد والاحتياجات والخدمات التي تقدم للقوات المقاتلة في جبهات القتال وفي الاماكن والاوقات المطلوبة ، والتسهيلات في دفع وتناول هذه المواد والخدمات لما يخدم العمليات القتالية . وتتركز وظائف الامدادات والتموين في تقرير الاحتياج والاستلام والتخزين والتوزيع .... وتتطلب العمليات اقصى درجة من المرونة وخفة الحركة لكي تحقق متطلبات العمليات القتالية)

وشغلت عدة مناصب هامة فى الفترة بين( 67و73)

1-رئيس قسم وقود الشط (9) خلال حرب يونيو 1967

2-رئيس قسم وقود اللواء(11مش ميكا) خلال حرب الاستنزاف

3-رئيس قسم وقود الفرقة(23 مش ميكا) خلال حرب اكتوبر 1973

وتتلخص مهمتى خلال الحرب فى (الاحتفاظ بالاكتفاء الذاتى للقوات والاشراف على امداد الوحدات بالوقود والزيوت والشحومات واحتياجتهم الفنية)

وقبل الحديث عن حرب اكتوبر المجيدة لابد ان اذكر بعض المشاهد من حرب يونيو 67 رغم مرارة هذه المشاهد:-

فكما ذكرت سابقا لقد كنت ابان حرب يونيو67 رئيس قسم وقود الشط (9) وكانت قوتى تتكون( 15 جندى وضابط احتياط) وكان موقعى يبعد3كم شرق القناة و شاهدت دخول القوات المصرية الى سيناء وفى هذا الوقت لم يكن يخامرنا شك فى ان هذه القوات سوف تسحق القوات الاسرائيلية ولكن ماحدث كان اشبه بالكابوس فقد هجامتنا المقاتلات الاسرائيلية وكانت على مستوى منخفض لدرجة انى اطلقت عليها بضع رصاصات من بندقيتى الخاصة ، وبعد تدمير مقاتلاتنا على الارض اصبحنا صيدا سهلا لها بل كانت تتسلى علينا وشاهدت بنفسى قصف قيادة المحطة العسكرية حيث كنت ابعد عنها كيلو متر واحد فقط والذى ادى بدوره الى قطع الاتصالات وقد تعرض ايضا موقع مدفعية(م/ط)عيار(37مم) لغارة فاشلة

وتمكن جندى شجاع من اصابة مقاتلة من طراز  (ميستير) والتى سقطت بالقرب من ممر متلا. 

وظللت هناك حتى يوم 8 يونيو و حتى ذالك الوقت لم اكن اعلم  بالضبط ما يحدث ولكن كنت ارى مشاهد مأسويه مثل الانسحاب العشوائى الذى كان نتيجة الاوامر العشوائيه وكنت ارى دبابات تنسحب بمفردها و كذلك حملات جنود وجنود يسيرون على اقدامهم و اتوبيسات مدارس وظللت فى حاله من التخبط والجهل التام بالموقف حتى جاءنى قائد الوحدات عندما كان يتمم على انسحاب الوحدات و نظر لى باستغراب وقال ( ماذا تفعل هنا الجيش انسحب ) وصدمت بهذا الخبر ولم اكن اعرف ماذا حدث وكيف حدث .

وطلب منى قائد المحطة العسكرية الانسحاب الى غرب الى مدينة السويس حيث كانت وحدتى ولكن الامر لم يكن بهذه السهولة فقبل ايام من الانسحاب ارسلت لى القيادة قطار محمل بوقود الدبابات كان مخصصا للواء(الاول المدرع)الذى كان يستعد للعبور للقيام بهجمة مضادة وقلت له كيف انسحب واترك هذه الكمية الضخمة من الوقود تقع فى ايدى العدو؟؟  واصر قائلا يجب ان تأخذ اوامرك من قيادة المنطقة الشرقية وفعلا ذهبت الى منطقة الجمرك وقمت بالاتصال بقيادة المنطقة التى أمرتنى بالانسحاب فورا و بكامل قوتى الى وحدتى بالسويس وقمت فعلا بارسال ضابط الاحتياط بالجنود اولا السويس وظللت منتظرا هناك فى حالة تامة من الذهول حتى جاءنى رقيب شرطة عسكرية قبل المغرب وقال لي - يجب ان ننسحب فورا لان الاسرائيليين على مشارف الوحدة واثناء انسحابى قابلت قائد اللواء (الاول المدرع) والذى كان احد الذين درسوا لى عندما كنت فى الكلية الحربية وطلبت منه تدمير شحنة الوقود الضخمة ورفض وقال لى اذا دمرت هذه الشحنة الضخمة سوف تغلق المحور انتظر حتى ننسحب وسندمرها بالهاونات.

وانسحبت الى السويس وكلى اسى ومرارة فنحن لم نحارب ولكن غدر بنا وهكذا انتهت حرب يونيو(1967) بالنسبة الى ،

وقضيت فترة سنتين فى السويس خلالها كنت قائدا لمستودع وقود السويس وحضرت قصف معامل تكرير البترول فى  الزيتية والذى جاء كردا على اغراقنا للمدمرة ايلات والمدمره يافو في 21 أكتوبر 1967  وذهبت لتقدير الخسائر وكان جحيما بمعنى الكلمة لدرجة انه لم يكن احد يستطيع الاقتراب اكثر من مسافة(800متر) تقريبا من شدة الحرارة ووهج النار.

ومن الاشياء التى لا انساها اسقاط طائرة الاستطلاع الاسرائيلية (الاستراتو كروزر)والتى كانت تعتبر فخر القوات الجوية الاسرائيلية والتى كانت تستطلع يوميا اوضاع قواتنا وهى داخل سيناء فى مشهد استفزازى لجميع القوات المصرية على جبهة ولكن لم تقف القيادة مكتوفة الايدى او تسلم بالامر الواقع بل درست الموضوع وقامت قيادة الدفاع الجوى بتخطيط للعملية رجب لاسقاط طائرة الاستطلاع الاسرائيلية وفعلا اثناء تفتيشى لوحدات النسق الاول سمعنا صوت هائل لانطلاق صاروخ (سام2) من منطقة بجانبنا ممايدل على انه كان كمين دفاع جوى فلم اكن اعرف بوجود بطاريه صواريخ في هذا المكان ، وتم بفضل الله اصابة الطائرة وقفز منها 3 افراد قبل انفجارها بالجو ويقال ان ابن (موشى ديان) وزير الدفاع الاسرائيلى خلال هذه الفترة كان احد افراد الطاقم القتلى وكالعادة قامت مدفعية العدو بالقصف العشوائى علينا وعلى مدينة السويس بالاضافة للغارة المشهورة للقوات الجوية للعدو بالصاروخ القادم الذاع الصيت(شرايك)وهو أول صاروخ مضاد للإشعاع الرادارى تنتجه الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية وكان يعتبر لاسرائيل قمة التقدم التكنولوجى فى ذالك الوقت ولكن قواتنا المسلحة تغلبت عليه بطريقة عبقرية بسيطة وهى اغلاق الرادار مما يفقد الصاروخ توجيه ويسقط دون ان يصيب هدفه أو فتح عده وحدات رادار لتردداتها علي اعلي مستوي مما يجعل الصاروخ يفقد الهدف .

 ومن المشاهد التى انساها خلال حرب الاستنزاف عندما كنت باللواء(11 مش ميكا)عندما كان نسق ثانى الفرقة(7مشاه ) التابعة للجيش الثالث حيث كان يتم ارسال دوريات تتكون من 3سيارات(جاز63 بالجنود) وسرية هاون لاطلاق طلقات كاشفة نظرا لكثرة عمليات التسلل الاسرائيلية حيث كانت تسلل مجموعة يرتدى افرادها ملابس شرطة عسكرية مصرية ويأسرون عدد من الضباط والجنود فى هذه المنطقة ونجحت هذه الدوريات فى اسر مجموعتين احداهما كانت مرسلة الى هيئة التنظيم والادارة للجيش الثالث والاخرى كانت مرسلة الى قيادة الفرقة (7مشاه ) وتم احباط العملية واسر افراد المجموعتين.

وايضا من المشاهد المأسوية ابادة كتيبة دفاع جوى بكامل ضباطها وجنودها والتى كانت متمركزة فى منطقة التبة الزلطية بعد غارة جوية عنيفة للعدو على هذه الكتيبة وتم نقلها لتكون كتيبة ارضى.

ومن البطولات التى شاهدها ايضا اسقاط 9 طائرات فانتوم اسرائيلية بالصارويخ (سام-7 استريلا) المحمولة على الكتف اثناء تحريك حائط الصواريخ الى القناة  وكانت اول دفعة تحضر الى اللواء(11مشاه  ميكانيكي ) كانت عبارة عن فصيلة واحتلت مكان بجانب اللواء وكان محظور على اى احد مهما كانت رتبته الاقتراب من هذه الفصيلة حتى قائد اللواء نفسه كان محظور عليه الاقتراب من هذه الفصيلة وكانت تتم تغطية القواذف بالبطاطين حتى اذا ابلغت نقاط الملاحظة على حافة القناة بإنذار بدخول مقاتلات العدو يتم اخراج القواذف واستهداف الطائرات التى تطير على مستوى منخفض وكانت هذه الصاوريخ مفاجاة بالنسبة لهم وبعد ذلك تم تخفيف الطلعات الجوية وبدا توسيع نطاق المدفعية التى بدأت باستهداف مدينة السويس يوميا بقصف عشوائى لاحباط الروح المعنوية حيث كان يتم استهداف خزانات المياه وايضا مدينة بور توفيق حتى ان هناك عمارة سقطت على جانبها ولم تهدم

وظللت باللواء(11مشاه  ميكانيكي ) حتى انتهاء فترة حرب الاستنزاف. وانتقلت الى جبل عوبيد ومنه الى الروبيكى حتى جاءت نشرة يوليو(1972) حيث تم ترقيتى لرتبة(رائد) وارسلت للفرقة(23 مشاه  ميكانيكي ) التابعة للجيش الثانى الميدانى وللعلم (الفرقة كانت موجودة ولم تشكل حديثا حيث كانت احتياطى رئاسة عامة)

ومع انتهاء  حرب الاستنزاف و بدأت فترة الاستعداد النهائى(الصامت) لحرب اكتوبر .

لكن  قبل التطرق الى مرحلة حرب اكتوبر اود ان انوه

الى موضوع خطة الخداع الاستراتيجى وهى خطة ذهاب وعودة القوات من والى الجبهة (مناورات الخريف)وللعلم انا كنا نعلم ان هذا تدريب وسوف اشرح هذا(فالجيش له خطة تدريبية تدريب على مستوى السرية - سرية فى الهجوم وسرية فى الدفاع ثم  ترتقى لمستوى الكتيبة ايضا كتيبة فى الهجوم واخرى فى الدفاع ومن ثم يتم عمل مشروع ويتطور التدريب ليصبح على مستوى اللواء وهنا يكون مشروعين واحد على مستوى الجنود واخر على مستوى القادة حتى يصبح المشروع على مستوى الفرقة ولكى ينجح مشروع الفرقة يجب ان يكون هناك تنسيق بين الوحدات حتى لاتختلط بسبب ضخامة القوات.

وكان تدريب مستوى الفرقة يتم خلال شهر اكتوبر لان التدريب يبدأ فى يناير على مستوى السرايا والكتائب حتى ياتى ليكون على مستوى الفرق)

فكان مايحدث خلال الست سنوات هو برنامج تدريبى عادى وظف بشكل ممتاز فى خطة الخداع الاستراتيجى ،  ومن الاخطاء الشائعة هى ان الرئيس السادات تسلم من الرئيس عبد الناصر خطة دفاعية والحقيقة ان (الرئيس عبد الناصر لم يسلم الرئيس السادات خطة دفاعية وانما كانت خطة هجومية على عبور قناة السويس) واكبر دليل التدريبات التى قامت بها قواتنا على العبور فى مدينة (الخطاطبة)فى مايو عام (1970) ومدينة  (ابوحديد) بالمنوفية حتى ان الواجب القتالى للقوات هو الوصول الى منطقة تسمى (جبل حمزة) كاشارة لممر متلا.

اعود الى فترة استعدادات اكتوبر وعند تحرك الفرقة(23 مشاه  ميكانيكي ) الى الجبهة كانت مواقعها على الجبهة مجهزة هندسيا بالخنادق والملاجئ حتى جاء شهر اكتوبر(1973).

 

 وبدات معه مشاهدات اكدت لى ان الحرب واقعة لا محالة على سبيل المثال :-

1 حضور معدات العبور واخفائها تحت الاشجار ليلا يوم 2اكتوبر

2-ارسال مساعدا لاخذ ارشيفات الفرقة.

3- انزال السيارات(الملاكى) الخاصة بقادة الفرقة الى القاهرة.   

4- وصول سرية دفن الموتى يوم 3اكتوبر .

5-يوم 5اكتوبر بعد المغرب جاء الينا اللواء (احمد عبود الزمر) قائد الفرقة(23مش ميكا) وقال لنا (الحرب اقرب مما تتصوروا).

وحتى هذا الوقت لم يكن مناسبا حرصا على سرية المعلومة وخطورتها ان يتم الاشارة او التلميح بميعاد الحرب الحقيقى مهما كانت الاسباب والظروف حتى لا يتمكن العدو من اخذ احتياطته ضدنا.

ولم اتاكد فعلا الا عند عبور المقاتلات من فوقنا الى سيناء .

وكان موقعنا كالاتى:

تمركزنا فى شمال وجنوب (الاسماعيلية) واللواء المدرع الخاص بالفرقة خلف منطقة (ابو سلطان) ولواء المدفعية فى وصلة (عثمان احمد عثمان) بالقرب من منطقة القصاصين.


 

حرب أكتوبر .

حتى جاء يوم السادس من اكتوبر يوم عيد مصر يوم ثأر مصر يوم فرح مصر يوم انتظرته مصر 6سنوات.

يوم 6 اكتوبر كنت فى قيادة الفرقة وكان الشهيد اللواء(احمد عبود الزمر) فى مركز الملاحظة الامامى مع قادة الالوية  واتذكر موقف ظريف جدا انه عند عبور مقاتلاتنا وقاذفتنا لقناة السويس  لقصف نقاط ومراكز العدو كان يوجد جندى اسرائيلى فوق دباباته يقرأ مجلة وهذا اكبر دليل على حالة الاسترخاء التى كانوا بها وللعلم ان لكل نقطة قوية من نقاط خط بارليف قوة تتكون من 3 دبابات. المهم انه كان بجوار اللواء الزمر قائد سرية المقذوفات(م/د)فهد المركبة على العربات المدرعة التى كانت تحمل داخلها 6 صواريخ(ساجر) المهم فى هذه اللحظة ارتبك الجندى ورمى المجلة من يده وفى نفس اللحظة اصابه صاروخ اطاح به وبدبابته وانفجرت الدبابة وقتل افراد الطقم بناءا على طلب قائد الفرقة.

ومع بداية التمهيد المدفعى عاد القادة الى مراكز قيادتهم وانا شخصيا كنت فى مركز السيطرة الخارجى لاحضار موقف القوات لوضعه على الشفافة (الخريطة) الخاصة بنا وكانت الحالة النفسية لنا قبل عبور مقاتلاتنا هى قمة الرغبة فى الثار لماحدث عام(1967) نتيجة الاوامر المجنونة بالانسحاب عشوائى من سيناء فنحن لم نحارب ولكن كانا ضحايا هذه الاوامر .

 

 

وبمجرد نجاح الضربة الجوية سجدنا لله شاكرين اما المشهد الذى افرحنا وابكانا جميعا هو عبور قوات المشاة لقناة السويس ورفع العلم المصرى على نقاط خط بارليف وتوالت اول بلاغات نجاح العبور من الفرقة(2مشاه )بقيادة العميد الفذ (حسن ابو سعدة) الفرقة(18 مشاه ) بقيادة العميد(فؤاد عزيز غالى) وكنت حينها فى مركز قيادة الفرقة لاحضار موقف الفرقة فسمعت البلاغات التى تفيد بنجاح العبور وحينها كدت ان اطير وانا احمل هذه الاخبار السعيدة اخبار النصر الى مركز السيطرة تحت الارض وابلغتهم بنجاح العبور وبعد ذلك بدا التمهيد المدفعى بجميع الاعيرة والانواع لمدة (20دقيقة). ومن الاشياء التى تثبت العبقرية المصرية هو انه المعروف لدى جيوش العالم ان مستودعات الوقود تكون بعيدة عن مرمى نيران المدفعية اما ماحدث خلال حرب اكتوبر هو عبور بعض مستودعات الوقود الى سيناء وكانت وجهة نظر القيادة المصرية(حتى لو تم حصار القوات سوف تكون محتفظة باكتفاءها الذاتى من الوقود)وكانت لدينا مخزونات من الوقود تكفى الدبابات من 3الى4 ايام وكنت استعوض من المستودعات الرئيسية لامداد الالوية والالوية تمد الكتائب ويتم الامداد ليلا.

حتى سلاح المياه وضع تكديسات مياه شرق القناة تتعدى (25,000) لتر وبفضل الله تعالى لم تصب ايا منها فكانت رعاية الله معنا بالرغم من كونها فوق الارض و هدف ضخم يسهل اصابته.  ومع مساء يوم السادس من اكتوبر تم استكمال عبور وحدات الدعم القتالى لشرق القناة بالاضافة للواء(24مدرع)والذى اشرفت على تموينه صباح السابع من اكتوبر واستعوضت له ولاتوجد كلمات تعبر عن الحالة المعنوية لقواتنا لكن يكفى ان اقول ان اليهود هربوا وتركوا اسلحتهم سليمة وانا شخصيا اخذت من دبابة خوذة قائد الطقم ورشاش عوزى وللعلم ان مهمة الفرقة (23مشاه ميكانيكي )كانت معروفة وتم التدرب عليها اكثر من مرة وظهر هذا جاليا فى معارك صد وتصفية الثغرة وجاء يوم 7 اكتوبر بتدعيم الجبهة القوات ويومى 9,8 اكتوبر بصد الهجمات المعادية حتى جاء يوم 14 اكتوبر وهو يوم صدور القرار (السياسى) بتطوير الهجوم شرقا حتى المضايق وكانت خطة هذا الغرض الهدف منها هو اقناع القيادة السورية بالخطة الهجومية المصرية ابان عملية تنظيم التعاون المشترك بين الجيشين المصرى والسورى قبل الحرب.

وهو قرار غير مناسب فى الوقت الغير مناسب فنحن كان يمكن ان نستغل نجاحنا فى الايام الاولى من الحرب حيث كان الخوف والذعر وعدم الاتزان مسيطريين على العدو مثل نظرية (حرب البرق) التى ابتكرتها القيادة الالمانية ابان الحرب العالمية الثانية وكان يمكن استغلال هذا النجاح مهما كان الثمن ومن رأيى كان ممكن ان يتم هذا حتى ولو ب(لواء مدرع مستقل)و(كتيبه  مشاه  ميكانيكيه )

وحدث انه خرج من الفرقة 3 عربات ومعهم ضابط للاستطلاع حتى وصلوا الى مطار المليز دون اى مقاومة حتى طلب منهم ان يعودو الى الفرقة ولهذا الضابط موقف انه قبل الحرب ذهب بمدرعته الى منطقة الحسين بالقاهرة وهذه حادثة مشهورة جدا.

مااقصده هو انه كان يمكن ان ينجح موضوع تطوير الهجوم الى خط المضايق لولا سوء التخطيط واختيار الوقت المناسب فهل يعقل ان يتم ارسال لواء مدرع فى وضح النهار الساعة(12ظهرا). وبعد اندافع الفرقة(21 المدرعة) الى الممرات وتكبدها خسائر فادحة فى الارواح والمعدات للاسف لم يكن لدينا سوى بعض الكتائب المدرعة الخاصة باللواءت وكانت متخذة مواقع دفاعية عند مدينة الاسماعيلية حين ارادت القوات الاسرائيلية الدخول الى الاسماعيلية لتطويق الجيشيين 2,3 الميدانيين وكان اول دخول للقوات الاسرائيلية بالقرب من قرية(ابو عطوة) ولولا تواجد مجموعه صاعقة والتي جعلت من مهمة المدرعات الاسرائيليىة مهمة مستحيلة واجبروها الانسحاب وبعدها قمنا بتلغيم الكوبرى الواصل بين جنوب وشمال الاسماعيلية تحسبا فى حال تجدد الاشتباكات او محاولة احتلال المدينة نقوم بنسف الكوبرى.

واذكر معركة اللواء(116 مشاه  ميكانيكي )والتى بدات بارسال كتيبة من هذا اللواء للاشتباك مع ما كانوا يظنوهم 7 دبابات اسرائيلية ولكنها تكبدت خسائر فادحة وانسحبت وبعدها اتصل اللواءا/ح(عبد المنعم خليل) قائد الجيش الثانى والذى تولى قيادته يوم16اكتوبر-  خلفا للواءا/ح(سعد مأمون) نظرا لاصابته بنوبة قلبية-  باللواء (احمد عبود الزمر)قائد الفرقة(23مشاه  ميكانيكيه ) والذى اتصل بدوره بالعقيد ا/ح (حسين رضوان) قائد اللواء(116مشاه  ميكانيكي) وتم التنسيق مع العميد ا/ح (ابو غزالة) قائد مدفعية الجيش الثانى لتقوم بالدعم اللازم لتأمين محاوله اللواء 116 ميكانيكي في مهمته لتصفيه الثغره ،  وتم وقوع القوة المصرية المهاجمة فى كمين اسرائيلى (محكم)  عند وصلة ابو سلطان على بعد (15كم)شرق تقاطع عثمان احمد عثمان ونتيجة لهذا الكمين استشهد قائد الفرقة وقائد اللواء وكانت خسارة قائدين ضربة شديدة لنا جميعا فكان استشهاد اللواء الزمر خسارة رجل قبل ان تكون خسارة قائد فلقد كان رجل محبوبا من الجميع على قدر كبير من التدين والتفاهم وكان استشهاده خسارة حقيقة لنا ولكن لايغلى شيئا على مصرنا الحبيبة.

ومن هنا علمت القيادة ان الموضوع ليس مجرد بضع دبابات ولكن هى قوة كبيرة ومتموضعة جيدا ومتخذه اوضاع دفاعية وهجومية جيدة مما استدعى تدخل القوات الجوية وكان دورى خلال مرحلة الثغرة هو(الامداد بالوقود واستعواض ما استهلك بالوقود ولم يكن استهلاك يذكر بالاضافة ان قادة الالوية كانوا يستعوضون منى شخصيا بالاضافة لكونى ضابط الاتصال مع قيادة الفرقة نظرا لاحضارى موقف القوات باستمرار حتى تكون الصورة واضحة باستمرار واتذكر ايضا حادثة تدمير قواعد الصواريخ من قبل الدبابات الاسرائيلية وهى كانت سابقة فى حد ذاتها ان يتم فتح ثغرة للقوات الجوية من الارض وكان المشهد محبطا فلقد رايت صواريخ دمرتها قذائف الدبابات الاسرائيلية وكان مشهد ذكرنا بمشاهد حرب يونيو (1967)وارسلنا الى قيادة الفرقة انه (يتم التعامل مع الثغرة وجارى مقاومتها) حتى تم ارسال قوات الحرس الجمهورى من القاهرة وكانت توجد بعض القوات العربية الرمزية فكان يوجد لواء جزائرى بدباباته وبعض الكتائب التونسية والمغربية والسودانية.

 وتم وضع خطة تصفية الثغرة(شامل)حيث كانت قوات الحرس الجمهورى متخذة اوضاع على مفارق الطرق بالوحدات المدرعة بالاضافة للواء المدفعية الخاص بقوات الحرس الجمهورى الذى كان له خطة عمل ايضا.

وكان دور الفرقة (23مشاه  ميكانيكي ) فى الخطة (شامل) كالاتى احتلال مفارق الطرق عند ابو سلطان ب(كتيبه مشاه  ميكانيكيه ) تعاونها سرية دبابات و سيظل اللواء(118) مكانه كاحتياطى وسيقوم اللواء(116 مشاه  ميكانيكيه ) بعد استعوض خسائره بمعاونه القوات التى ستقوم بتصفيه الثغرة وكان موقف الفرقه بعد استشهاد اللواء الزمر بأن اصبحت اوضاع الفرقة (23مشاه ميكانيكيه )كلاتي -  اللواء (116مشاه  ميكانيكي ) خسر قائده وخسر كتيبتين من ثلاثة  وحالته سئيه جدا ، واللواء (24مدرع) شرق القناة ضمن قوات الفرقه 16 مشاه ،  ولواء المدفعية انهك بعد معارك بطولية ضد العدو ظل يشتبك حتى انصهرت مواسير مدافعه مما استدعى نقل اللواء بالكامل الى مخازن (وادى حوف)وتم اعادة تسليحه فى ليلة واحدة وهذه بطوله اخرى ايضا بالاضافة لسائقي عربات الذخيرة المدنيين (مجهود حربى) وتم استعواض الخسائر فى الكتائب المدرعة الخاصة بالالوية.

و كانت توجد قوات صاعقة ومظلات ملحقة علينا بالاضافة الى(مج39)مخابرات خاصة لكوننا نسق ثانى. ولم تكن منطقة تمركزنا هدف للقوات الاسرائيلية فكما ذكرنا من قبل ان الاسرائيلين انسحبوا من الاسماعيلية حيث ارادوا الانسحاب باقل خسائر للقيام بالهجوم على مدينة السويس وكان شارون يتخذ من منطقة (الجوزة الحمراء) خلف الجنيفة مركزا لقيادته ولذلك لم يكن مجهودهم الرئيسى ضدنا .

وكانت قوات الصاعقة والمظلات الملحقة علينا تقوم بعمليات اغارة على قواعد الصواريخ المصرية المدمرة حيث كان العدو متخذها  مراكزا له ليلا للقيام بعمليات قتل صامت بالاسلحة البيضاء وكانت تقوم بذبحهم لدرجة ان الاسرائيلين من رعبهم كانوا يقومون طوال الليل باطلاق دفعات من مدافعهم الرشاشة حتى تظن القوات المهاجمة انهم فى حالة يقظة تامة ولكن كل هذه الحيل لم تثنى القوات الخاصة عن عملها وكانت تستمر عمليات الاغارة بنجاح بل انه كانت توجد عملية اغتيال ضد شارون نفسه ولكن لسوء الحظ فشلت حيث غادر موقعه قبلها بليلة حتى ان الرئيس السادات قال له (كنا سنذبحك)ولم تكن على سبيل المبالغة او الضحك بل كانت فعلا حقيقة.

هدات الاوضاع فجأة نظرا لتصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى وسرى وقف اطلاق النار وتشابكت خطوط وقف اطلاق النار.

فعند المنايف مثلا كانت توجد مزرعة برتقال نصفها مصرى و الاخر اسرائيلى . وهناك قصة ظريفة بين ضابط اسرائيلى وضابط مصرى تدل على مدى تشابك خطوط وقف اطلاق النار ومدى تأقلم  الطرفين مع الامر الواقع (ففى احد الايام جاءنى قائد سرية من وحدات الفرقة وقال لى هل تريد ان تاكل برتقال والمعروف عن برتقال الاسماعيلية انه ممتاز و له مذاق خاص وطعم لذيذ يختلف عن باقى البرتقال ووافقت على طلبه وذهبنا فى الصباح الى احد المزارع جنوب الاسماعيلية  التى هجرها اصحابها نتيجة للحرب وحدثت المفاجاة فوجدت هذا الضابط يجلس وبشرب الشاى بالقرب من ضابط الاسرائيلى و ويتحدثون عن الحرب والجنود المصريين والاسرائيليين فى حالة تقارب حتى انهم كانوا يستبدلون السجائر الكليوباترا بالطعام المعلب الاسرائيلى وقلت مالذى تفعله هذا ضابط اسرائيلى قال لى انهم يجلسون هنا كل يوم وعند القصف يذهب كلا منا الى خنادقه وبعد ذلك نعود ونجلس مع بعضنا البعض ونتحدث وقلت له هذا لايصح وقال لى نحن فى قارب واحد الان فليس بينهم وبيننا سوى 100متر وهذا يدل على انهم شعروا بمدى تورطهم بالمستنقع المصرى غرب القناة فاصبحوا مسالمين لكى يصوروا للمصريين انهم ضحية اوامر قادتهم كما حدث حينما اردوا تحسين مواقعهم خلال وقف اطلاق النار فقصفتهم المدفعية وصرخوا وقالوا انها الاوامر ونحن نريد العودة لجامعتنا لاستكمال درستنا بالاضافة لاحساسهم بالعزلة لكونهم علي مسافه كبيره من الاراضى المحتلة وسيناء.

وكان شعورى حينما تحدثت اليهم شعور مختلف فنحن منتصريين ولنا اليد العليا عليهم الان حتى انى قرات فى كتاب (التقصير) ان البطولة لديهم هى فى الهروب والنجاة بحياتهم .

وبعد وقف اطلاق النار والغاء الخطة شامل لم تهتز الروح المعنوية لقواتنا بل ارادنا استمرار الحرب لاستكمال النصر ونكبد القوات الاسرائيلية اكبر خسائر ممكنة او ندمرها ووقتها جاءت اسلحة من يوغوسلافيا والجزائر وكانت هذه الاخبار ترفع من معنويتنا وتزيد من اصرارنا على استكمال القتال مهما كان الثمن وكان العدو فى حالة من التخبط وعدم الاتزان والرعب وكنا مصريين على النصر مهما كان الثمن.

 

  (فتحياتنا للذين خدموا بعيدا عن الاضواء وللذين ندين لهم بالكثير)


بجوار دبابه ام 60 امريكيه الصنع - اسرائيليه الاستخدام - تركها طاقهما 

بجوار دبابه مصريه مصابه بصاروخ تاو

بجوار ما تبقي من دبابه اسرائيليه

 

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech